شاعر جروح كتب:

هناك الكثير من التساؤلات التي تصطف في مخيلتي منتظرة جرس المحطة.. كي يأذن لها ببدء رحلة الإجابة عنها..وإنهائها.. أو بأبسط عبارة بدفنها إلى الأبد..
لأول مرة أشعر بعدم قدرتي على إكمال حديثي مع ورقتي العزيزة.. أشعر بأن مخيلتي اختارت أخيرا مغادرتي على متن قطار التساؤلات نفسه..

( 1 )

يصادف الرجل في حياته.. الكثير من النساء.. ويحاول جاهداً اصطياد قلب إحداهن.. لكن السؤال..لما كل هذا التنقل وهو يعلم أن هذا قدره.. وان مهمته بلا هدف.. لان الحب لا يحتاج إلى تذاكر سفر.. أو حجوزات فندقية.. ولا حتى إلى ترتيبات مسبقة..
الحب شعورٌ عفوي.. يحدث بدون مقدمات.. حينها نسلم قلوبنا _عن غباء_ إلى هذا الفاتح
الجديد الذي نجهله..
في الحقيقة لا يتعدى الحب في بدايته عن حب الاستطلاع الذي فطر عليه الإنسان.. بعدها وبطريقة مفاجئة يتعدى الحب كل الإشارات الحمراء وبدون أي رخصة..
أجمل ما في الحب أنه لا يعرف الحدود.. ولا يقف عند إشارات المرور الحديثة.. أو كما سميت قديما
بالعادات !!

( 2 )

أين هو محل القناعة والرضا في نفوسنا..؟؟
لماذا دائماً لا نرضى بما قسمه الله لنا.. ونحاول جاهدين الاصطياد في الماء العكر.. وتجميع أكبر عدد من الأحبة.. وكأن الحياة سباقاً للخيانة.. يفوز به من يجمع أكبر عدد من اسماك البحيرة..
عفوا.. من الأحبة..!!!

( 3 )

لماذا دائما وبعد كل قصة خيانة نندم.. ونبكي.. ونحاول جاهدين أن نكره..
مع أننا نملك نفس المقدار من العواطف التي أحببناهم بها.. بل وننعتهم بكل الصفات المرفوضة إنسانياً..
ونتناسى أننا الأشخاص المسئولين عن مولد هذا الحب.. كما هو الحال عن نهايته ..
لماذا عندما نحب نفكر بقلوبنا.. وعندما نكره نفكر بعقولنا ؟؟؟؟.. مع أن منبع عواطفنا وفي الحالتين
هو القلب ؟؟
ألاننا فتحنا عيوننا على حقيقةٍ مُرَّة كنا قد تجاهلناها أصلاً ؟؟؟!!

( 4 )

من يوم إلى آخر نكتشف أن الحياة لا تقف عند حبنا لشخص.. أو حتى فقداننا لعزيز..
هكذا هي الحياة أقوى من الجميع... وهكذا هو الحب. موهبة.. يمتلكها أيضا الجميع..
لكن.. لماذا نحلق في سماء الحب عالياً إذا كنّا نفهم جيداً هذه المعلومة ؟؟
عفواً.. لا تجهدوا أنفسكم بالتفكير.. إن متعة الحب أن يكون بدون تساؤلات..!!


همــــــــــــــــــــــــسة:

الحب.. هو المتعة الوحيدة في هذه الحياة التي يشترك فيها جميع الناس..وبدون دفع أية مبالغ ..!!
الحب.. هو الضريبة الوحيدة التي يدفعها الناس للحياة قبل أن تطالبهم بها..!!

شاعر جروح 2003