زيتونة فلسطينية بظل نخلة عراقية

    • خبر
    • زيتونة فلسطينية بظل نخلة عراقية

      Alwatan كتب:

      أحمد صبري:
      بين الزيتونة والنخلة العراقية كان للراحل ناصيف عواد محطات مضيئة في مسيرته الحافلة بالعطاء والتضحية والإبداع، نستحضرها لمناسبة الذكرى الأولى بعد رحلة نضال طويلة من أجل فلسطين.
      فالزيتونة الفلسطينية والنخلة العراقية كان لهما قصة ووقع في حياة ناصيف عواد، فتحول إلى توأم لرحابهما، استظل وعاش في ظلالهما، فمن قرية في رام الله بفلسطين كان مشواره النضالي عبر محطات نضالية في القدس وعمَّان وبغداد ودمشق وبيروت وباريس واجهها بإرادة المناضل الذي لا ينكسر أو ينحني أمام العواصف، فكان مثالا لزملائه الذين مشوا على نفس الدرب.
      ومن يبحث عن سيرة هذا المناضل الفلسطيني المتمسك بمواقفه القومية، التي لم يحد عنها رغم عاديات الزمن، يستطيع القول إنه أمام قامة فلسطينية قدمت لفلسطين وقضايا العروبة الكثير على طريق وحدتها ومنعتها استحقت التقدير.
      أبو يعرب الذي نستحضر مواقفه عند الذكرى الأولى لرحيله، نتوقف عند محطات مضيئة في مسيرته لإبراز دوره ومكانته الكبيرة عند رفاق دربه وللأجيال للتعرف على مسيرة مناضل قدم للعروبة وقضاياها حياته، فتحول إلى رمز يشار له بالعرفان والتقدير.
      إذا الراحل أبو يعرب صال وجال خلال مسيرته، وتقلد مواقع رفيعة منها أمين سر جبهة التحرير العربية ورئيس تحرير مجلة الطليعة في باريس. أما على صعيد تواجده بالعراق فكنت قريبا من أبي يعرب عندما كان عضو الأمانة العامة لمؤتمر القوى الشعبية ورئيسا لتحرير جريدة الثورة، ورافقته في جولات عربية كانت مخصصة لدعم العراق وفك الحصار عن شعبه، وحظي الراحل ناصيف عواد بثقة واحترام القيادة العراقية حينذاك.
      ومن المناسب ونحن نستذكر محطات مضيئة في المشوار النضالي للراحل ناصيف عواد أن نتوقف عند فترة تواجده في باريس رئيسا لتحرير مجلة الطليعة في ثمانينيات القرن الماضي عندما استطاع أن يجمع نخبة من قادة الفكر والنضال القومي في ساحات العروبة، في محاولة لبلورة مشروع المستقبل العربي لدرء الأخطار عن الأمة، حيث تحولت اللقاءات التي جرت في منزله بباريس لتوحيد الجهد القومي وساحاته وحشد الطاقات وبلورتها برؤية جديدة لنصرة فلسطين، وتعزيز صمود شعبها والوقوف إلى جانب العراق في مواجهة الحصار.
      ولمناسبة الذكرى الأولى لرحيل ناصيف عواد، أصدرت عائلته كتابا في عمَّان عنونته “ناصيف عواد عاشق اللغة ونخلة الثبات” تضمن شهادات لعشرات من الذين عاصروه في فلسطين أو العراق والمهجر، أشادت بدوره وتضحياته من أجل فلسطين، في لفتة إنسانية لها مدلولات لإبراز دوره كإنسان ومناضل ومثقف كرَّس حياته من أجل فلسطين، فكان يؤمن أن الأمة العربية وما تملك من قدرات وخزين حضاري قادرة على تجاوز المحن والعاديات رغم ما أصابها من عثرات ونكسات.
      وقامة كبيرة بحجم ودور الراحل الكبير ناصيف عواد تستحق منا أن نتوقف عند محطاتها المضيئة التي كانت عنوانا لمسيرة رجل تحول إلى رمز وعنوان وطني.

      Source: alwatan.com/details/422857