حالات الغرق في وادي (ضم) إلى متى..؟

    • خبر
    • حالات الغرق في وادي (ضم) إلى متى..؟

      Alwatan كتب:

      سعيد بن علي الغافري:
      تتعدد مفردات الطبيعة في ولاية عبري بمحافظة الظاهرة في بيئاتها الثلاث (الصحراوية والريفية والجبلية)
      ومساحتها الواسعة والرحبة، هذه المقوِّمات أكسبتها تنوعًا فريدًا بموقعها الحيوي والمهم، إذ هي قناة عبور للحركة التجارية والاقتصادية وأفواج السياح والرحّل منذ القدم، وتضم هذه الولاية الواعدة (244) قرية تتناغم فيها صور الجمال من حيث الأفلاج التي تنساب في جداولها والعيون المائية المتدفقة في فيافيها والتراث العريق الذي يجسد روح الأصالة والتاريخ وهضبتها الجبلية بتنوع تضاريسها وضفاف أوديتها الجارية التي تُعدُّ هي الأخرى متنفسًا للقاصدين إليها من الزوار والسياح من مختلف الأماكن.

      وهنا يعرج بنا الحديث إلى موضوع مهم وضروري حول حالات الغرق التي تتكرر في وادي (ضم) والذي يُعدُّ من أكبر وأشهر أودية ولاية عبري وما يزخر به من مياه جارية وعميقة طوال العام وخصوصًا عند هطول الأمطار على المنطقة، فالوادي يتصف برقعة مساحته ووجود برك مائية قد تكون عميقة وانزلاقات صخرية تمثل خطورة كبيرة لمن يجهلها من الزوار لهذا الوادي أثناء قيامهم بالسباحة، فلا يدركون درجة عمق المياه في بركه المائية مما تعرضهم هذه المغامرة الخطرة للغرق، وقد وقعت في هذا الوادي حالات عديدة راح ضحيتها شباب في مقتبل العمر. وأثناء زيارتي للمنطقة ووقوفي على طبيعة المكان وجدت أن الوادي ـ وبالرغم من أنه يمثل مزارًا سياحيًّا من الدرجة الأولى ويرتاده العديد من السياح والعائلات ـ إلا أنه يفتقد لأدنى الخدمات والتي تُعدُّ ركيزة مهمة، فالزائر يسلك من بداية مدخل مسار الوادي طريقًا وعرًا مليئًا بالرمال والحجارة، فمن الصعوبة بمكان الوصول إلى هذا الموقع إلا عن طريق مركبة دفع رباعي.

      ولأهمية موقعه كجذب سياحي وترفيهي يقصده الجميع وما يحيط به من أشجار وارفة الظل ومياه جارية نقترح بأن يتم دراسة طبيعة تضاريس المكان ورفده ببعض الخدمات الضرورية بإنشاء طريق مرتفع عن سطح الأرض على مساره لتسهيل الوصول إليه وعمل موانع حديدية على المواقع الخطرة كالبرك المائية العميقة، وعمل دورات مياه وحوض مخصص للسباحة ومنع السباحة في أي مكان غير الموقع المخصص من قِبل الجهات المعنية وذلك تفاديًا لوقوع حالات غرق والتي للأسف نسمع بها في هذا الوادي العريق، فهذه الخدمات لا شك أنها تخدم الزائرين له، وتعزز من الجوانب السياحية بالمنطقة المحيطة به، وحفظ الله الجميع من كل مكروه.

      * مسؤول مكتب (الوطن) بعبري

      Source: alwatan.com/details/431964