ولنا كلمة: تفاعل ومعاناة مع أسعار الكهرباء

    • خبر
    • ولنا كلمة: تفاعل ومعاناة مع أسعار الكهرباء

      Alwatan كتب:

      طالب بن سيف الضباري:
      لاشك أن التفاعل الذي لاقاه عمود ولنا كلمة بعنوان “فواتير الكهرباء تصعق المواطن” وبعد ذلك اللقاء في اذاعة الوصال معي حول نفس الموضوع، على شبكات التواصل الاجتماعي او من خلال التواصل الهاتفي او الرسائل النصية ، يعزى الى تلك المعاناة الحقيقية التي يمر بها المواطن جراء هذا الاجراء الذي اتخذ في حقه بحرمانه من الحصول على هذه الخدمة بسهولة وتكلفة عادلة، على اعتبار انها تمثل احدى واجبات الحكومة تجاه أفراد المجتمع مثلها مثل التعليم والصحة وان هناك معاناة تصل لحد الصعقة الحقيقية، نعم ليس بالضرورة أن تكون الخدمة مجانية، وإنما على الاقل تتناسب الفاتورة الشهرية مع الظروف المعيشية الصعبة التي يكابدها معظم أفراد المجتمع، فالهدر في الاموال الذي شهده هذا القطاع خلال الفترة السابقة، في الصرف على الكماليات وقبل ذلك الاجور المبالغ فيها ، يجب ان لا يدفع ثمنه المواطن، كما سبق وأشرت في مقالات سابقة، خصوصا والمواطن مضت عليه سنوات دون أي تحسن في دخله السنوي، فضلا عن عدم توافر فرص عمل لابناء بعض الاسر منذ سنوات، فليس هناك مبالغة اذا قلنا أن الجهات القائمة بالاشراف على هذا القطاع تعمل من داخل مباني عندما تزورها يخيل اليك انك في أحد القصور الملكية وليس في شركة هدفها اولا واخيرا تقديم خدمة، وبالتالي فان الانفاق غير المبرر على التأثيث والديكورات والمكاتب الفارهة للمسؤولين لاشك يشكل جزءًا كبيرا من المخصصات المالية، واقرب مثال على ذلك مبنى إحدى شركات الكهرباء الحكومية، أخبرني أحد الأصدقاء بأنه زار المكان للمراجعة وبعد جهد جهيد سمحوا له بالدخول، الا انه انبهر بما شاهده من روعة في البناء والاثاث والديكورات وكأنه يدخل قصرا وليس جهاز خدمة حكومية.

      هذا أحد عوامل الخلل المتعلق بادارة هذا المرفق، حيث المظاهر الكاذبة تأتي في المقام الاول عند المسؤول الحكومي وليس الترشيد في الانفاق، فما ذنب المواطن ان يتحمل الجزء الاكبر من الأعباء المالية المترتبة على ذلك بزيادة في تسعيرة الكيلو واط، في الوقت الذي يتم فيه هذا الهدر غير المبرر، لاشك ان التفاعل غير المسبوق على شبكات التواصل الاجتماعي والصرخات والاهات والانات من ثقل الفواتير ذات المبالغ المرتفعة، استمرارها سيخلق ازمة بين الحكومة والمواطن وسيولد نوعا من ردود الافعال نحن في غنى عنه، لابد من الاسراع في ايجاد الحلول المناسة لهذه الأزمة، فالسكوت من قبل الحكومة على ردود الفعل السلبية لا اعتقد أنه يتوافق مع ماتراهن عليه بأن المواطن ينفعل ثم ما لبث ان يتراجع بعد فترة من الزمن، يرضخ بما اتخذ من قرار ويتكيف معه مثلما حدث في قرارات سابقة تتعلق بزيادة رسوم بعض الخدمات الاخرى، لكن الرهان في هذا الجانب يختلف تماما على اعتبار ان قيمة المستقطع من دخل المواطن للحصول على هذه الخدمة مرتفع، فالدعوة عبر وسم # لن _ ندفع _ فاتورة _ الكهرباء مستمرة وتتزايد بشكل يومي وأظهر الكثير من معاناة الاسر وفي المقابل هناك عشرات الاخطاء المرتكبة من قبل الشركات التي تقوم على تقديم الخدمة .

      ولعلنا لانجافي الحقيقة اذا قلنا أن المجتمع طوال السنوات الماضية لا يعول على الجهات المعنية في حل اي أزمة نمر بها، فالمشكلة بالنسبة له ليس وقف أوقطع الخدمة وان كانت ضرورية الا ان الاهم حل الازمة من اساسها وهي المبالغة في ارتفاع قيمة الخدمة، وبالتالي فان الكل ينتظر حلا لهذه الازمة بين الحكومة والمواطن والتخفيف من معاناة الاسر التي وصل حال البعض منها للاضطرار الى دفع جل دخلها الشهري لسداد فاتورة الكهرباء على حساب الكثير من الاحتياجات الاساسية والضرورية للاسرة ، والبعض الاخر توقف عن الدفع ويعيش حالة انتظار و خوف وقلق من الاقدام على قطع الخدمة التي هو في امس الحاجة اليها، خاصة من لديه اطفال رضع وكبار سن ومرضى ومعاقون وغيرها من الحالات التي ترتبط بهذه الخدمة، فرفقا بالمواطن الذي تحتاج البلاد أن يكون إيجابيا خلال المرحلة القادمة وأن ينتمي ويتفاعل مع ما هو قادم ، وان توفر له الاسباب التي تنتشله من ضيق الحال ليكون اكثر تفاؤلا مع ما هو قادم من نهضة عمان المتجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ .

      أمين سر جمعية الصحفيين العمانية
      Dhabari88@hotmail.com

      Source: alwatan.com/details/432546