Source: alwatan.com/details/432709Alwatan كتب:
علي بن جميل النعماني:
مع التنامي الواسع الذي تشهده دول العالم أجمع في الأعداد المسجلة لذوي الإعاقة والاضطرابات النمائية المختلفة، وفي ظل الصعوبات والتحديات التي تعتري حياة الأسر التي تقوم برعاية أطفال من ذوي الإعاقة أو الاضطرابات النمائية التطورية المتعددة، ولعدم الاطلاع الكافي أو قلة الخبرة لدى البعض من الأسر في كيفية التعامل مع طفل له من الخصائص المتفردة في بعض الحالات، فإنّ الأمر يستوجب هنا التدخل لمساندة هذه الأسر وتقديم لهم صنوف الدعم المستحق، ليكون عاملًا مهمًّا لمسايرة الحالة الخاصة التي يعيشونها، وسببًا مباشرًا في التحسن المرتجى للطفل ودمجه بالمجتمع بالشكل الصحيح.
ولا ريب أن دور هذه المجموعات يبدأ من أول يوم يحدد به أن الطفل لديه إعاقة أو اضطراب ما، وحتما هذا يحدث بعد إجراء التشخيص المناسب والصحيح للطفل والتأكد من نوعية الحالة فعليًا، والحديث يطول حول التشخيص وآليات الصحيحة والدقيقة، لأن التشخيص العلمي الدقيق والمناسب للحالة يساهم بشكل كبير في تقديم نوعية الدعم للأسرة، وهنا نرجو أن يحظى موضوع التشخيص باهتمام أكبر وأوسع من قبل الجهات القائمة على تنفيذه، وربما يقودنا الأمر لسبر آليات إجراء هذه المجموعات في تقديم خدماتها للأسر، وهل بالإمكان أن تقوم به جهات خارج نطاق المؤسسات الرسمية أم أننا نرمي كامل حمل المسؤولية على تلك الجهات لأنه وكما يقول البعض أساسًا هذا دورها الفعلي؟!.في الحقيقة لو اطلعنا على تجارب الدول الغربية في تنظيم عمل هذه المجموعات لوجدنا أن هذه المجموعات تعمل وفق منهجية منظمة ودقيقة، حيث أن لأسر ذوي الإعاقة والاضطرابات النمائية تقديرًا بالغًا، تقوم هذه المجموعات بالتواصل المباشر مع الأسر وزياراتها في المنزل والاستماع إلى الصعوبات ومحاولة تذليلها بشكل أو بآخر، وهذا الاهتمام منبعه ليس فقط التأمين الصحي الذي يعزى له البعض كسبب لمثل هذه الخدمات فحسب، بل إن هذه الدول على يقين تام بأن الاهتمام بمثل هذه الأسر سيساهم مباشرة في تحسين الحالة الاجتماعية والاقتصادية للدولة، فكم من الأسر تأثرت بوجود طفل من ذوي التوحد مثلًا، مع العلم بأن الحالة تؤثر على الأسرة ككل وليس على فرد واحد فقط، وكم من ذوي الإعاقة لم يحظوا بالحصول على فرص الدمج التعليمي والاجتماعي الملائمة لهم، نتيجة لعدم التركيز والاهتمام بهم منذ الصغر، وهنا يجب على الجهات المعنية أخذ مثل هذه المواضيع على محمل الجد، للعمل قُدمًا على إذكاء التنمية الاجتماعية والاقتصادية الناجحة في المجتمع.
من الحلول التي يمكن تقديمها في هذا الشأن في حال عدم التفعيل المباشر من الجهات المنوطة بها تقديم مثل هذه الخدمات، وجود فرق تطوعية بدعم من مؤسسات القطاع الخاص، وإنشاء منصات خاصة على شبكة المعلومات العالمية أو التطبيقات الحديثة، تقوم بالإعلان عن خدماتها بالمجان للأسر ليقوم المختصون في هذه المنصات باستقبال الاستفسارات وتقدم الدعم النفسي والعملي التطبيقي للأسر، والعملية ليست بالمستحيلة أو الصعبة بوجود المخلصين من أبناء الوطن ليساهم كل في مجاله في خدمة هذه الأسر التي تحتاج لمد الأيادي لهم.
شذرات: مجموعات الدعم الأسري
- خبر
-
مشاركة
