Source: alwatan.com/details/433039Alwatan كتب:
في الوقت الذي يواصل فيه كيان الاحتلال الإسرائيلي سرقة أراضي الشعب الفلسطيني، ببناء مئات الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية، مع ارتفاع عدد الأسرى المُضربين عن الطَّعام في سجون الاحتلال، تستمرُّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي في سياستها العنصرية بحقِّ أهالي حي الشيخ جرَّاح، وذلك لإجبارهم على مغادرة منازلهم وإخلائها لصالح عصابات المستوطنين.
لقد باتت كُلُّ التحرُّكات الإسرائيلية مكشوفةً ومفضوحةً أمام العالم، سواء في مدينة القدس المحتلة، أو في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، وليس في وسع أي طرف من الأطراف الدولية أو أي فرد في هذا العالم أنْ ينكر أنَّ كُلَّ ما يقوم به كيان الاحتلال الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية وضد الشعب الفلسطيني هو سياسات عنصرية وجرائم حرب ونهب وسرقة للمياه والأراضي واستعمار استيطاني، أو أنْ يدَّعي أنَّ هذه السياسات والجرائم، وهذه الأعمال الإرهابية، تخدم أمن كيان الاحتلال ولا تضرُّ بحقوق الشعب الفلسطيني وأي محادثات سلام قادمة.
منذ توقُّف ما يُسمَّى بمحادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وحتى اليوم، لم يُقدِّم كيان الاحتلال الإسرائيلي دليلًا واحدًا على استعداده لاستحقاقات السلام، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، بل على العكس من ذلك، فكُلُّ ما يقوم به من أعمال إجرامية وأساليب وحشية، وما يرتكبه من جرائم وإرهاب وانتهاكات يؤكِّد بما لا يدع مجالًا للشَّك أنَّ السلام والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني بات وراء ظهر كيان الاحتلال الإسرائيلي، وأصبح في حلٍّ منه.
وليس ذلك مبالغة أو ضربًا من الخيال أو افتراءً، وإنَّما ما يؤكِّد ذلك هو ما يدور على الأرض اليوم ويشهد عليه الواقع، سواء في القدس المحتلة أو الضفة الغربية في قطاع غزة، أو فيما يعرف بمناطق 48. وردَّة الفعل الفلسطينية حيال الانتهاكات الإسرائيلية لم تأتِ من فراغ، وإنَّما استنادًا إلى الوقائع على الأرض، سواء كانت ردَّة الفعل هذه رسمية أو شعبية أو للمقاومة، فقد قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية إن “المجتمع الدولي والولايات المتحدة خاصة مطالبان بالعمل على وقف سياسة الاضطهاد والعنصرية والتطهير العرقي التي يتعرض لها أهلنا في الشيخ جراح وسلوان بهدف إحلال المستوطنين مكانهم”. واللافت أنَّ ما يُسمَّى بـ”القضاء الإسرائيلي” دائمًا هو الأداة الداعمة للسياسات العنصرية وجرائم الحرب الإسرائيلية. ولكن لا غرابة في ذلك، إذا كان كيان الاحتلال الإسرائيلي كيانًا غاصبًا عنصريًّا دمويًّا ظالمًا فكيف يمكن أن يخرج من رحمه قضاء عادل؟
إنَّ عودة حي الشيخ جرَّاح إلى واجهة الأحداث مجددًا تعني عودة التحرُّك والإسناد من قِبل المقاومة الفلسطينية، ومن الممكن أنْ تكون هناك جولة قادمة من المواجهة بين الحقِّ الفلسطيني والباطل الإسرائيلي، لكنها أيضًا ستكون مختلفة عن سابقتها معركة سيف القدس. لذا من الأهميَّة بمكان أنْ يُفكِّر السَّاسة الإسرائيليون ويقدروا أنَّ استمرار الانتهاكات ومصادرة حقوق الشعب الفلسطيني مرفوضٌ ومُدانٌ ويتعارض قانونًا وشرعة، ويتنافى مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، والانتباه إلى أنَّه ما غاب حق وراءه مطالب.
رأي الوطن: الشيخ جراح.. تهديد أهله قائم
- خبر
-
مشاركة