Source: alwatan.com/details/433191Alwatan كتب:
تطوُّرات الأحداث في سوريا تشير إلى أن التدخلات في شؤونها الداخلية لا تزال مستمرة، وأدوار التخريب والتدمير والإرهاب فاعلة ومتواصلة، وأن ليس في الأفق ما يشي باقتراب نهايتها؛ ذلك أن ثمة محافظات سورية لا تزال ملوثة بالوجود الأجنبي وبالمظاهر الإرهابية والتطرف والغلو والانتهاكات والمضايقات ضد سكان هذه المحافظات.
إن أدوار التخريب والتدمير والإرهاب التي لعبتها الأدوات المُشغَّلة والمُموَّلة من قوى التآمر والعدوان، ولا تزال تلعبها، تبدو آثارها واضحة للعيان، وبادية على الحياة بأسرها في الدولة السورية، وظاهرة على الوجوه وطرق العيش والكسب للشعب السوري، حيث أخذت أنياب البؤس والقهر والفقر والغلاء تنهش كل بيت في الدولة السورية العزيزة، من فرط ما فعلته الأيادي الآثمة والمجرمة والإرهابية أولًا بحق البنية الأساسية والمؤسسات الخدمية، من تدمير لحقول النفط والغاز وحرمان الدولة السورية من هذين المصدرين، حيث المعاناة اليوم شديدة فيما يتعلق بقطاع الكهرباء، وما يكابده السوريون من انقطاع مستمر للكهرباء، فضلًا عن شح توافر هذين المصدرين للاستخدامات اليومية كوقود السيارات والمحطات وغير ذلك، ومن تدمير لشبكات المياه، ومحاولة تعطيش أبناء الشعب السوري عبر تبادل الأدوار بين الأدوات والمُشغِّلين، حيث أصبح السوريون يشكون اليوم من العطش، ومن التضييق عليهم في استخدامات هذا الشريان الحيوي في ريِّ زراعاتهم التي لم تسلم من التخريب والحرق والتدمير، وذلك لإحداث مزيد من التضييق والخنق والتجويع يترافق مع الحصار الجائر وقوانين العقوبات الظالمة.
سوريا تدرك تمامًا خطورة استمرار هذا الوضع المشبع بالتدخلات وبالإرهاب المدعوم، والظالم لكل السوريين، وكذلك خطورة أن تبقى محافظات ومناطق تحت سواطير الأدوات المُشغَّلة والتي تؤدي دورها الوظيفي لتمزيق الوحدة المجتمعية والجغرافيا المترابطة، ونهب الخيرات والثروات لصالح من قام بتشغيلها. فاستمرار هذا الوضع لن يوفر الأجواء اللازمة والظروف الملائمة لأبناء الشعب السوري لاستعادة حياتهم وممارسة أعمالهم وأنشطتهم، ولن يمكِّنهم من البقاء في أمن وطمأنينة واستقرار.
إن ما يحدث اليوم في إدلب ودرعا والحسكة وغيرها من المحافظات والمناطق السورية من مظاهر منافية للاستقرار والسيادة والاستقلال تحتم على الدولة السورية اتخاذ ما يلزم من واجبات وأدوار بموجب القانون، وذلك التزامًا منها بتوفير مظاهر الأمن والاستقرار والعيش لمواطنيها. وما يحدث في درعا البلد ـ كما في غيرها ـ يمثِّل الحالة الشاذة التي تتطلب من الحكومة السورية التدخل ومعالجة هذه الحالة وبسط سلطة الدولة، والتي دفعت أهالي الحي للفرار منه إلى مناطق سيطرة الدولة.
بالمجمل فإن هذه المظاهر الشاذة والخارجة عن القانون والمدعومة من قوى التآمر والعدوان تؤكد أن معشر المتآمرين لن يتوقفوا عن تآمرهم وعدوانهم ودعمهم للأدوات الإرهابية والمتمردة والعميلة، ما يعني استمرار التخريب والتدمير والتهجير والعنف والتطرف.
رأي الوطن: سوريا.. أدوار التخريب لم تتوقف
- خبر
-
مشاركة