كورونا.. الحقيقة الغائبة ومدى تأثير الشائعات

    • خبر
    • كورونا.. الحقيقة الغائبة ومدى تأثير الشائعات

      Alwatan كتب:

      زاهر بن سعيد الهشامي:
      غالبًا كلانا نسمع عن فيروس كورونا (كوفيد ـ 19)..
      ولكم نتجاهل مدى خطورته إلا بعد الاصابة به ، بالرغم من وجود الأعراض لكن لم نرغب التصديق أو ترك ثغرة للتفكير بالإصابة، الامر الذي يضطر غالبية الناس باللجوء الى العيادات الخاصة ودفع مبالغ باهضه وقد لا تؤدي إلى نتيجة.
      البعض قد يتعافى ويتماثل للشفاء، بينما قد يتعمق الفيروس وينزل للرئتين مما يسبب التهابًا ويبدأ يضعف المناعة ونقص الأوكسجين، وبسبب الشائعات وما تخلّفه من رعب وقلق عن المستشفيات يستبعد الكثير من المصابين الذهاب الى المستشفيات.
      فمن واقع تجربة مريرة خضتها في صراع أكثر من أسبوعين مع الفيروس وإنفاق الكثير من أجل العلاج وبلا جدوى، قررت الذهاب الى المستشفى السلطاني وبكل رحب واستقبال واهتمام تم التشخيص وعمل كل الفحوصات اللازمة حتى تقرر بضرورة نقلي للمستشفى الميداني لتلقي العلاج، وهناك أدركت الحقيقة الفعلية، فقد وفّرت الدولة مشكورة طاقمًا متخصصًا بكل مقاييس، ويعملون بكل جدارة وجهد ومتابعه مستمرة.
      وعند التقائي بأغلب المرقدين تفاجأت أن أغلبهم مرَّ بنفس المراحل وتجنبوا الذهاب للعلاج والتشخيص، فدفعوا ثمن المصاريف أولًا على حساب صحتهم واجهادهم، ثم التردد للعيادات الخاصة دون جدوى، وأخيرًا ينتهي بهم المطاف الى المستشفيات.
      وذلك السبب الرئيسي لوجود حالات في العناية المركزة، حيث يتم أخذ المصاب الى المستشفى بعد بلوغ حالة حرجة جدًّا وصراع مع الوباء، حيث يتطلب كمية أوكسجين كبيرة للتنفس والأهم من ذلك يحتاج تحديًا من المصاب نفسه، إلا أنه حالته الصحية قد تعيق ذلك مما قد يؤدي الى مراحل خطرة ـ لا سمح الله.
      في الواقع أن الحكومة الرشيدة متمثلة باللجنة العليا ووزارة الصحة رغم نفيهم لتلك الشائعات لا يزال الكثير يشكك في جهودهم، فالحقيقة الغائبة يجب أن تظهر للعامة، جهود لا توصف وعمل دؤوب يعملون ليل نهار، بالرغم أنه في كل يوم يتم اخراج أعداد كبيرة متماثلين للشفاء وتلقوا عناية لا توصفها الكلمات، فإنه أيضًا بالمقابل يدخلون آخرين بسبب الاستهتار منذ البداية والقلق والخوف والتردد.
      وهذه شهادة مني بذلك أعتز بها بوطننا الغالي والجهود التي مهما كان لا يمكن التعبير عنها، فنحن فعلًا ظلمناك يا وطن ولم نكن ندرك ما يحدث خلف الكواليس من حقائق، تلك الجهود في صمت (جهود) لا يمكن ادراكها إلا بواقع تجربتها.
      يجب علينا اتباع التعليمات واجراءات الوقاية، وفي كل الأحوال الرضا بقضاء الله وقدره، فقد يصيبنا رغم حذرنا،
      مما يتطلب منا اتخاذ القرار مباشرة للذهاب لعمل اجراءات التشخيص في أقرب مؤسسة صحية، من أجل السلامة للفرد وأسرته، تجنبًا لبلوغ حالة حرجة وتعمق الفيروس مما يتطلب عناية وتلقي علاج أكثر بمدة اطول في المستشفى، وأيضًا أتطرق فيما يخص العناية بالمنزل وتناول أعشاب وأدوية يجب تناوله بحذر فقد يكون بعضها مضر وله انعكاسات سلبية للأمعاء والكبد والرئتين والكلى، فكثير يتناقل معلومات عن وصفات مختلفة دون المعرفة بما يتناسب مع طبيعة المصاب لأن ذلك بدون تشخيص وقد ينتج منه انعكاسات، ناهيك عن المضادات الحيوية والأدوية المهدية التي تؤخذ من الصيدليات، ويجب المحافظة على الصحة والتقيد بالنظم والقوانين، فإن الترقيد بالمستشفى ليس سهلًا مع معاناة المصابين وأنينهم، حتى لأداء العبادة تواجه تحديًا وصعوبة، علينا التفكير بحكمة (واعلم بأن ما أصاب غيرك قد يصيبك ولا يخطئك)..
      والمبادرة لأخذ اللقاح.
      * كلمة أخيرة لمروجي الشائعات:
      يجب أن تدرك بأن كل من تأثر وأصيب أو قضى عليه الفيروس، وكان لك سبب في ذلك، فإن الله حسيب رقيب، فاتقوا الله في أنفسكم وإخوانكم وساعدوا على نشر التوعية الصحيحة وجهود الحكومة الرشيدة تحت ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه.
      *Zahirahashami@gmail.com

      Source: alwatan.com/details/433721