Source: alwatan.com/details/433906Alwatan كتب:
من حي الشيخ جرَّاح بمدينة القدس المحتلة إلى الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، سلسلة متواصلة من الانتهاكات من قِبل سلطات كيان الاحتلال الإسرائيلي، وهي انتهاكات تُعبِّر عن أن هذا الكيان الغاصب لن يتوقف عن مشروعه الاحتلالي وتصفية القضية الفلسطينية، وأنه ماضٍ نحو النهاية لتنفيذ مخططاته وأجنداته الاستعمارية الاحتلالية.
فلا يكاد الشعب الفلسطيني ينتهي من نضاله ضد جريمة إسرائيلية حتى يصحو اليوم التالي على جريمة إسرائيلية أخرى وعلى انتهاك جديد، في متوالية لا تتوقف. وعلى الرغم من أنَّ مواجهة الفلسطينيين للاحتلال الإسرائيلي في حي الشيخ جرَّاح ومحاولة منع تهجير سكانه الفلسطينيين المقدسيين منه لا تزال قائمة، فإنَّ من أقدار الشعب الفلسطيني أنْ يُواجه مكيدة إسرائيلية جديدة ضد المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، حيث شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ مشروع تهويدي للمسجد في المدينة وتغيير معالمه، الأمر الذي دعا الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه إلى النفير العام والوجود في الحرم لإفشال المخطط الإسرائيلي.
ويهدف كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى الاستيلاء على ما يقرب من 300 متر مربع من ساحات المسجد ومرافقه، وفي سبيل ذلك، قام بتخصيص مليوني شيكل حتى الآن لتمويل المشروع التهويدي. ويهدِّد المشروع الاستعماري الاستيطاني بوضع يد الاحتلال على مرافق تاريخية قرب المسجد الإبراهيمي وسحب صلاحية البناء والتخطيط من بلدية الخليل ومنحها لإدارات الاحتلال المدنية التابعة للاحتلال.
وما يلفت الانتباه أنَّ تركيز كيان الاحتلال الإسرائيلي في مشروعه الاستعماري الاحتلالي وفي مخطط اغتصابه أرض فلسطين بأسرها، على كُلِّ ما يمسُّ العقيدة الإسلامية وكُلِّ ما يربط المسلمين فلسطينيين وعربًا وغيرهم، حيث مدار تركيز مخطط التصفية مُوجَّه إلى مدينة القدس المحتلة، وذلك بإخراج أهلها المقدسيين الفلسطينيين منها، وتجريدهم وتجريد المسلمين كافَّة من هُويتهم وحقوقهم في المدينة المحتلة، ويتوازى مع ذلك المساس بوضع مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي.
وينوي كيان الاحتلال الإسرائيلي؛ لتغيير معالم الحرم الإبراهيمي والمساس بمكانته وتهويده وتدنيسه، شق طريق ملتوٍ يصل المسجد الإبراهيمي عبر ساحاته الخارجية، وبناء مصعد لعصابات المستوطنين يصلهم بالمسجد أيضًا. ولمنع أخطر هجمة تهويدية دنسة يتعرض لها الحرم الإبراهيمي دعت القوى الوطنية والإسلامية في الخليل أبناء المحافظة للنفير العام والوجود في الحرم الإبراهيمي. وقالت في بيانٍ، أمس الأول حسب وكالة “وفا” إنَّ “الحرم الإبراهيمي يتعرض (اليوم)، لهجمة شرسة من خلال مشروع المصعد الكهربائي”، مضيفًا: إننا “نناشد أبناء شعبنا في الخليل النفير العام لإفشال المخطط الإسرائيلي”.
واضح أنَّ المؤامرة تتعدَّى مسألة إنشاء مصعد إلى ما هو أبعد من ذلك على غرار ما يحصل الآن من مؤامرات تهويدية دنسة ضد المسجد الأقصى الشريف، فكيان الاحتلال الإسرائيلي يرى أنَّ أحلامه التلمودية ومشروعه الاحتلالي الشامل والغاصب لكُلِّ فلسطين وخارجها لن يتحقق إلَّا بالسيطرة المطلقة على القدس والخليل التي تمثِّل المكانة والرمزية والهُوية العربية والإسلامية.
إذًا، الحرم الإبراهيمي بانتظار نصرة الغيورين من الفلسطينيين والعرب والمسلمين، وبانتظار هبَّة مشابهة كتلك الهبَّة لإنقاذ حي الشيخ جرَّاح من المخطط الإسرائيلي الاستعماري الاحتلالي، وكذلك بانتظار موقف مُشرِّف من منظمة اليونسكو؛ كونه أحد المواقع التاريخية والتراثية المُسجَّلة لديها.
رأي الوطن: الحرم الإبراهيمي بانتظار هبة تنقذه
- خبر
-
مشاركة