Source: alwatan.com/details/434236Alwatan كتب:
هيثم العايدي:
عند كتابة هذه السطور كانت آخر الأخبار الواردة من أفغانستان تشير إلى سقوط العاصمة كابول لتكمل عقد المدن الكبرى وعواصم الأقاليم التي تتساقط في قبضة حركة طالبان، مع سيناريو يتكرر في كل منطقة يدخلها مقاتلو طالبان ليشمل هذا السيناريو اقتحام السجن المركزي وإطلاق سراح مساجين مع فرار المسؤولين والقوات الحكومية دون قتال يذكر.. ليكون السؤال الأهم من الموقف الأميركي: هو ماذا فعل السياسيون والمسؤولون الأفغان لبلادهم طوال عقدين من الزمان قبل أن تعود بلادهم مجددا إلى حقبة طالبان؟
وفي مثال على سيناريوهات السقوط السريع، وبعد أن كان الزعيمان الإقليميان عطا محمد نور والمارشال عبد الرشيد دوستم هما المسؤولان عن الدفاع عن ولاية بلخ ومدينتها الرئيسية مزار شريف .. خضعت المدينة تماما الليلة الماضية لسيطرة طالبان حيث إن الفيلق 209 بالجيش سقط بعد اتفاق مع مسلحي طالبان، فيما أعلن عطا محمد نور أنه في مكان آمن بعد فراره مع المارشال عبد الرشيد ملقيا باللائمة على ما أسماه “مؤامرة كبيرة ومنظمة وجبانة تم خلالها تسليم جميع المنشآت الحكومية والقوات الحكومية إلى طالبان” في الوقت الذي أفادت فيه الأنباء أن قوات طالبان دخلت مزار شريف دون مقاومة تقريبا بعد فرار قوات الأمن عبر الطريق السريع إلى أوزبكستان المجاورة.
ويمكن أن يعطي تساؤلا طرحته مجلة “فورين بوليسي” الأميركية على عدد من المسؤولين الحاليين والسابقين والخبراء توضيحا لما حدث والذي يتحمله المسؤولون والسياسيون بالمقام الأول، حيث أجمعوا على أن الفساد هو الذي أدى إلى انعدام الكفاءة والتسبب في هزائم الجيش الأفغاني أمام حركة طالبان.
فحينما عمدت الولايات المتحدة بعد غزوها أفغانستان إلى تسليح وتدريب جيش يتولى مهمة السيطرة وقيل إن أميركا صرفت عليه أكثر من 88 مليار دولار.. وتعطي مراسلة فورين بوليسي أمثلة على ذلك حيث إن بعض عناصر الأمن الأفغاني لم يتلقوا رواتبهم منذ شهور، في حين أن الذخيرة تسرق كما الطعام قبل أن تصل إلى الجنود.
وتضيف المجلة إن حال الفساد وانعدام الكفاءة ينسحب أيضا على سلاح الجو والقوات الخاصة، رغم أن البعض يعول عليهما في وقف زحف طالبان نحو العاصمة الأفغانية.
لكن في حقيقة الأمر القوة الجوية منهكة، ووصل الأمر بعدد من المشرعين الأفغان أن يتوسلوا صحفيين أجانب من أجل الضغط لاستجلاب دعم لسلاح الجو.
وتقول “فورين بوليسي” إن مشرعين أفغانا عقدوا اجتماعا مع صحفيين غربيين قالوا فيه إن الأسطول الجوي المكون من 160 طائرة خارج الخدمة.
وينضم تحليل (فورين بوليسي) إلى ما شهدناه خلال الأعوام العشرين الماضية ومنذ غزو أفغانستان من خلافات وتناحر بين السياسيين وتفجيرات وعمليات إرهابية تتبادلها الجماعات المسلحة في الوقت الذي كانت فيه حركة طالبان تنظم صفوفها من ناحية، وتخوض مفاوضات مع الولايات المتحدة وأطراف أخرى من ناحية، حتى باتت القوة الوحيدة القادرة على ملء فراغ رحيل الأميركيين الذين وإن كانوا يتحملون جزءا من المسؤولية، إلا أن الخطيئة الأكبر يتحملها السياسيون الأفغان الذين أضاعوا السنين دون بناء المؤسسات التي تقوم عليها أية دولة وفي المقدمة منها قواتها المسلحة.
خطيئة الأفغان قبل الأميركان
- خبر
-
مشاركة