Source: alwatan.com/details/434408Alwatan كتب:
بينما تواصل دول فرض الإغلاق وتقييد حركة مواطنيها، ودول أخرى توالي التحذير من الحالة الوبائية لفيروس كورونا “كوفيد19” واشتداد الموجة الجديدة، يدفع المتحوِّر “دلتا” أعداد الإصابات والوفيات إلى الارتفاع، في الوقت الذي أخذت دول ترصد هذا المتحوِّر وترفع منسوب القلق، فيما أخذ خبراء بريطانيون يُحذِّرون من أنَّ المتحوِّرات الجديدة للفيروس قد “تعيدنا سنة إلى الوراء”.
وللأسف الشديد، ما أنْ تتَّجه دول إلى التحرُّر من قيود الإغلاق والحجر وتوقُّف الأنشطة بمختلف قطاعاتها ومجالاتها، حتى تجد نفسها أمام موجة جديدة أو تطوُّر مستجد للوباء تهدِّد باستمرار الوضع على ما هو عليه، أو إعادة الإغلاق وفرض القيود على الأنشطة. فقد أصبح هذا الفيروس مثل الشبح يطارد ضحاياه، ولا يريد أن يزول، ويرفض أن يرى الناس وقد استعادوا حياتهم الطبيعية. والمثير في الأمر أن هذا التطوُّر للفيروس عبر سلالاته المتحوِّرة يأتي في ظل الجهود الحثيثة التي تبذلها حكومات الدول لتأمين اللقاحات المضادة وتحصين مواطنيها والمُقيمين على أرضها، مع أنه من المفترض أن يضعف الفيروس مع وجود هذه اللقاحات وحملات التحصين المتواصلة.
وفي تحذير أصدرته المجموعة الاستشارية العلمية لحالات الطوارئ التابعة للحكومة البريطانية من أن ظهور متحوِّر لفيروس كورونا المستجد، قادر على مقاومة اللقاحات المعتمدة بالفعل، هو “احتمال واقعي”، ما يعني أن نشهد موجة جديدة من انتشار مرض فيروس كورونا هو أمر وارد، وبالتالي العودة إلى المربع الأول. فهناك من يؤكد من المختصين في علم الأوبئة أن التجمعات البشرية سبب لظهور متحوِّرات جديدة تفاقم من حدَّة الأزمة القائمة، وتدخل العالم في معترك جديد مع الوباء في الوقت الذي تتطلع فيه الدول إلى تحقيق انتصار على الوباء بعد معاناة مريرة، وآلام وفواجع عديدة، وكوارث متعددة.
ولكن على الرغم من كُلِّ ذلك تبقى هناك معايير واشتراطات وقيود وأسباب لها دور كبير في الحدِّ من تفشِّي الوباء، ومنع ظهور سلالات جديدة متحوِّرة، ويأتي في مقدِّمتها الحرص على أخذ المطعوم المضاد، فهو ـ بشهادة خبراء الصحة ـ يسهم في تخفيف الأعراض، بحيث تبقى المناعة المتأتية من أخذ المطعوم المضاد على الأقل بالنسبة لأشد النتائج خطورة، مثل الوفاة أو العلاج في المستشفى.
لذلك من الأهمية بمكان أن تنجح الحملات الوطنية للتحصين التي تنفذها الحكومات، ومنها حكومة السلطنة ممثلة في وزارة الصحة، حيث تتواصل الحملة الوطنية في مختلف محافظات السلطنة، والأمر الإيجابي والأهم في ذلك يتمثل فيما تشهده مراكز التحصين من إقبال جيِّد من قِبل المستهدفين في الحملة، والسلاسة في التنظيم بدءًا من دخول مراكز التحصين حتى أخذ المطعوم، والأمر الإيجابي الآخر هو تواصل حملة تطعيم طلبة المدارس من ١٢ سنة فما فوق والإقبال الكبير عليها من قِبل الطلبة، حيث تسعى وزارتا الصحة والتربية والتعليم إلى تطعيم ٣٢٠ ألف طالب وطالبة من المدارس الحكومية والخاصة.
على الجانب الآخر سجَّلت وزارة الصحة يوم أمس (6) حالات وفاة جديدة بفيروس كورونا و(214) حالة إصابة وتعافي (313) حالة، والملاحظ أن هذه الإحصائيات المُسجَّلة في انخفاض ـ والحمدلله ـ ولكن الرجاء اليوم هو أن نصل إلى صفر أرقام لحالات الوفاة والإصابة والمُنوَّمين في المستشفيات وغُرف العناية المركَّزة، وهذا لا يتأتَّى ـ بكُلِّ تأكيد ـ إلا بنجاح التزامنا ووعينا، فالأمر بأيدينا بعون الله وتوفيقه وإرادته، وهذا ما يجب أن نعمل عليه.
رأي الوطن: نحو صفر أرقام بنجاح التزامنا
- خبر
-
مشاركة