Source: alwatan.com/details/434719Alwatan كتب:
الجهود التي تبذلها السلطنة للحدِّ من انتشار فيروس كورونا “كوفيد19” تحظى بالاحترام والتقدير، وتمثِّل صفحةً تاريخيَّةً مُضيئة، وتعكس دورًا ملحميًّا جديدًا في التعامل مع هكذا أزمات. فالجهود المدروسة التي بُذلت من قِبل الجهات المعنيَّة كافَّة لم تكُنْ ليكتب لها النجاح لولا المتابعة الشخصية والأمينة والمسؤولية الوطنية والأبوية والتوجيهات السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ التي تضع دائمًا صحَّة المواطن العماني على رأس أولوياتها، وكذلك المُقيمون على هذه الأرض الطيِّبة. فالتَّلاحم الشَّعبي مع القيادة والوعي المجتمعي كان له دور محوري في نجاح التجربة العمانية في مكافحة هذه الجائحة. وترجمة لهذه المتابعة والمسؤوليَّة السَّامية الكريمة، جاء تفضُّل جلالة السلطان المعظم ـ أيَّده الله ـ بترؤس اجتماع اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا “كوفيد19” صباح أمس في قصر المعمورة العامر بولاية صلالة، حيث أبدى جلالته ـ أعزَّه الله ـ ارتياحه من سير الحملة الوطنيَّة للتَّحصين ضد هذا الوباء، ومنبع هذا الارتياح ـ دون شك ـ هو الصورة الملحمية الوطنية التي رسمها أبناء عُمان الأوفياء بحرصهم على الاستجابة للنداء الوطني وتلقي التطعيم المضاد لفيروس كورونا، مُعربًا جلالته ـ أبقاه الله ـ عن شكره وتقديره للجنة العليا على ما تبذله من جهود مدروسة للتعامل مع هذه الجائحة في مختلف مراحلها وتطوُّراتها، ولجميع أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين، وللجهات الحكومية والخاصة.
فمنذ تفشِّي جائحة كورونا عالميًّا تحركت السلطنة بجهد حثيث وبتوجيهات سامية كريمة من لدن جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ، فأضحت الجائحة على رأس أولويات الحكومة، التي عملت منذ الوهلة الأولى على تنفيذ التوجيهات السامية الحريصة على حماية جميع من يعيش على أرض عُمان الطاهرة من مواطنين ومقيمين، إضافة إلى استمرارية عمل الدولة وأدائها واجباتها، والتقليل من تأثير الأوضاع المستجدة على جميع القطاعات، وحماية الاقتصاد العماني واستمرارية عمل القطاع الخاص بأقل قدر من الأضرار. فقد تفضَّل جلالة السلطان المعظم وأسدى توجيهاته السَّامية الكريمة للجنة العليا باتِّخاذ التدابير المناسبة للتعامل مع الجائحة في الفترة المقبلة، بما يكفل الصحَّة العامة من جانب، واستمرار أعمال جميع قطاعات الدولة من جانب آخر.
لقد حرصت السلطنة منذ اكتشاف اللقاحات عالميًّا على السعي إلى اختيار اللقاحات المستخدمة في عملية التَّحصين وفق أُسس منهجيَّة علميَّة من قِبل فريق عمل من المختصِّين في مجال اللقاحات، مستفيدةً من الخبرة الطويلة في التعامل مع اللقاحات، حيث قامت الجهات المختصة بدراسة كُلَّ ما يتعلَّق باللقاحات المتوافرة، والتواصل مع مُصنِّعي اللقاحات ودراسة البحوث التي نشرت عن اللقاحات وفعاليتها ومأمونيتها، وكذلك الاطلاع على نتائج المسح المصلي الذي أُجري على السكَّان في السلطنة، ثم اعتماد أنواع اللقاحات والشريحة السكانية التي يجب تحصينها لمنع سريان المرض وتحديد الفئات ذات الأولوية للتحصين، حيث كانت لتلك الجهود مردودها فيما تشهده البلاد حاليًّا من انخفاض في أعداد الإصابات أو الوفيات. وهذا ما أكَّده جلالته ـ أيَّده الله ـ خلال الاجتماع، حيث أشار إلى أن هذا التحسُّن ما كان ليتحقق لولا القرارات المناسبة التي اتُّخِذَت والجهود التي تبذلها جميع الجهات في السلطنة، وعلى رأسها القطاع الصحِّي، والشعور
العالي بالمسؤوليَّة الذي أبداه جميع أفراد المجتمع من خلال التزامهم بتلك القرارات وبما وضعته الجهات المعنيَّة من ضوابط تصبُّ مُجتمِعَةً في الحفاظ على الصحَّة العامة للأفراد وللمجتمع العُماني بأسره. فما أعرب عنه جلالته من الشكر والتقدير للجميع بقدر ما يوافي الجهود والالتزام، بقدر ما يحثُّنا على مزيد من الإنجاز والنجاح، بل وإبداء المزيد من الالتزام والتقيد.. حفظ الله الجميع من كُلِّ سُوء ومكروه.
رأي الوطن: شكر يوافي الجهود والالتزام ويرتب المزيد
- خبر
-
مشاركة