الحكومة الجديدة ومتاعب اقتصاد كورونا

    • خبر
    • الحكومة الجديدة ومتاعب اقتصاد كورونا

      Alwatan كتب:

      علي بدوان:
      “انتشار فيروس كورونا في “إسرائيل”، قياسًا بعدد السكان، يُعد الأعلى في العالم، وتتطلب معالجة انتشاره إجراءات استثنائية غير عادية”. وقد أظهرت معطيات رسمية نشرتها دائرة “الإحصاء المركزية الإسرائيلية”، يوم 16/8/2021، أن معدل البطالة في “إسرائيل” تراجع خلال شهر تموز/يوليو الماضي 2021 إلى 7.6% بعد أن سجَّلَ معدلات قياسية خلال شباط/فبراير الماضي 2021، ووصل 16.7%، أي ما يعادل 698 ألفًا و500 “إسرائيلي” كانوا دون عمل مع انتشار جائحة كورونا والإجراءات الحكومية التي تم اتخاذها في “إسرائيل” بهذا الشأن.
      والسبب الرئيسي لتراجع معدَّلات البطالة المؤقت، يعود لمحاولات الحكومة الائتلافية الجديدة (نفتالي بينيت + يائير لبيد) لإعادة إقلاع قاطرة العمل والإنتاج بالرغم من وجود جائحة كورونا، مع أن انتشار جائحة كورونا عاد من جديد كما تَدلُّ الوقائع والإحصاءات المُستقاة من المشافي “الإسرائيلية”، ومع ارتفاع أعداد الإصابات في مختلف المناطق.
      وللتذكير، إن ذروة البطالة المتعلقة بوقف العمل مع انتشار جائحة كورونا في كيان دولة الاحتلال، سُجّلت في نيسان/أبريل 2020، في خضم الإغلاق الأول، وأوج انتشار الجائحة على مستوى المنطقة والعالم ككل. حيث بلغ عدد العاطلين عن العمل نحو مليون وربع مليون عاطل، بنسبة بلغت 27.5% من قوة العمل والأيادي العاملة في “الاقتصاد الإسرائيلي”، وجزء كبير منهم من العاملين من بلدان خارجية وحتى من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1967.
      كما بيَّنت الإحصاءات والمعطيات المنشورة على صفحات (المطبوعات العبرية) أن 99400 “إسرائيلي” يُشكلون 3.9% من قوة العمل، توقفوا عن العمل خلال أزمة كورونا منذ آذار/مارس 2020، بسبب تسريحهم المؤقت من العمل، أو إغلاق مواقع العمل ولو مؤقتًا، والتي كانوا يعملون بها بسبب انتشار جائحة كورنا، كما فعلت معظم دول العالم التي أصابتها الجائحة بشكلٍ كبير وواسع الانتشار.
      وتُشير البيانات المنشورة على صفحات المطبوعات “الإسرائيلية” ومنها المطبوعة العربية (عرب 48) بنسختها الإلكترونية، إلى أن هناك مشكلة فيما يُمكن أن نسميه “اقتصاد كورونا” وعجزًا (إسرائيليًّا) متزايدًا في التعويض المالي على من توقف عن العمل نتيجة انتشار الجائحة، ولم تَعُد هناك قطاعات معيَّنة تعمل بشكلٍ جيِّد وطبيعي على الإطلاق، ومنها القطاع السياحي الذي كان يرفد الميزانية العامة بمبالغ عالية نتيجة الأرباح الناتجة عن صناعة السياحة. علمًا أن اللجنة المصغّرة الخاصة بالجائحة (كابينيت كورونا) في “إسرائيل” اجتمعت أثناء حكومة نتنياهو الأخيرة قبل إعادة الانتخابات التشريعية للمرة الرابعة، ولم تستطع أن تحسم الكثير من التفاصيل، خصوصًا السيولة المالية منها، والمُتعلقة بضرورة توافرها لمواجهة الجائحة، حيث تُعد “إسرائيل” أكثر دولة في العالم مُصابة الآن بتلك الجائحة قياسًا للمساحة وعدد السكان، وعدد الإصابات اليومية التي تقع بين الناس والتي كانت في حينها تقارب نحو 200 حالة على المتوسط بين إصابة قاتلة، وبين إصابة متوسطة وخفيفة. ويتحمل رئيس الحكومة السابقة نتنياهو مسؤولية مباشرة بإبقاء الييشيفوت (المعاهد الدينية اليهودية) مفتوحة أمام طلابها، من دون تطبيق تعليمات مكافحة كورونا فيها، وانتشار الفيروس بشكلٍ واسع في نطاقها، وذلك كترضية وكرشوة لتلك المجموعات على أبواب الانتخابات التي تمت إعادتها للمرة الرابعة، ولم يحز من خلال نتائجها على مراده. فتراجع حضور حزب الليكود، وقوى اليمين واليمين المتطرف في الشارع والمجتمع “الإسرائيلي”، قبل الانتخابات الرابعة الأخيرة، يَدُل على التداخل بين وجود جائحة كورونا وانتشارها في “إسرائيل” وبين حالة الصراع السياسي بين أقطاب السياسة في “إسرائيل”.
      إن عودة انتشار جائحة كورنا في كيان دولة الاحتلال “الإسرائيلي”، وفي مختلف الأوساط، حتى في الوسط العربي بالداخل المحتل عام 1948، أدَّى لارتفاع حصيلة الوفيات التي يُمكن أن تتزايد حال عدم السيطرة على انتشار الجائحة أو الحدِّ من انتشارها. فاللقاحات يبدو أنها غير مجدية تمامًا مع التطعيم الثاني والثالث الذي وصل لنحو خمسة ملايين، تم تلقيحهم للمرة الثانية (الجرعة الثانية)، ونحو مئة وعشرين ألفًا تم تلقيحهم بالجرعة الثالثة، والسبب في الانتشار بالرغم من عملية التلقيح الأولى والثانية ولقطاعات من السكان في الجرعة الثالثة، يعود لحركة القدوم والمغادرة عبر مطار (اللد) لأناسٍ من مختلف البلدان، والتي تنتشر فيها الجائحة أصلًا وبشكلٍ لافت واستثنائي. وفي هذا السياق قالت المصادر “الإسرائيلية” في تقاريرها الطازجة الأخيرة، إنه وبعد إجراء نحو 86 ألف فحص جديد لتشخيص الإصابات بكورونا، أظهرت المعطيات الرسمية ارتفاع نسبة الفحوصات الموجبة لتبلغ نحو 5.7%.. وهو رقم قياسي يتم تسجيله حتى الآن في “إسرائيل”. وبالتالي فإن الحكومة الائتلافية الجديدة جانبت الصواب بقرارها “إعادة إطلاق قاطرة العمل بشكلٍ مفتوح”. مع أن الجائحة عادت تنتشر وتتوسع بانتشارها اليومي.

      Source: alwatan.com/details/434909