Source: alwatan.com/details/434888Alwatan كتب:
تتمتع بأجواء ساحرة وقت غروب الشمس
بُخاء ـ من محمد العلوي:
تعد ولاية بخاء بمحافظة مسندم بمعالمها التاريخية والحضارية والأثرية وبتراثها الأصيل أنموذجًا فريدًا من الولايات العمانية الجميلة، حيث تقع على الخليج العربي وتتمتع هذه الولاية العريقة بمناظرها الطبيعية الخلابة وشواطئها الجميلة، وهي الولاية الوحيدة بالسلطنة التي تغيب الشمس فيها بعرض البحر ناحية جهة الغرب، وتتمتع بمنظر غروب جميل يقصده الزوار والسياح وهواة التصوير من كل أنحاء العالم ليلتقطوا فيها أحلى الصور.مكان مميز وطبيعة ساحلية
وحول موقع الولاية أوضح المصور فيصل بن احمد الشحي ـ أحد أبناء الولاية قائلًا: إن ولاية بُخاء تقع في مكان مميز على خليج هلالي الشكل مع بقعة واسعة نسبيًا، وتبدو ولاية بُخاء وكأنها مبنية على شكل صفوف منتظمة على طول الشاطئ الرملي والطريق الذي يمر عبر بخاء والمتجه شمالًا إلى خصب (والتي تبعد عنها حوالي ثمانية أميال) وجنوبًا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.وأضاف الشحي: تعتبر ولاية بُخا ذات طبيعة ساحلية إلا أنها تحيط بها الجبال من جميع الجهات لدرجة أن بعض المناطق يكاد أن ينعدم فيها الرف القاري، حيث يلتقي البحر بالجبل مباشرة، مما أثر على النشاط السكاني ودفعهم للعمل في البحر قديمًا، ومن المناطق التي تتبع لولاية بخاء وهي:(تيبات، وغمضاء، وفضغاء، وبُخا، والجادي، والجري)، فمنطقة (تيبات) وهي أول منطقة يدخلها الزائر وهي منطقة حدودية قريبة جدًّا من حدود دولة الامارات الشقيقة، ويعتمد سكانها على الزراعة وصيد الاسماك وتتميز بجبالها الشاهقة، أما منطقة غمضاء التي تجمع طبيعتها في وادي يمتد بطول يصل إلى 4 كيلومترات من الشرق، وينتهي ناحية الغرب للبحر، وتتميز بتنوع جغرافية طبيعتها التي تجمع بين الساحل، والوادي، والسهل، وتلال الكثبان الرملية العالية البيضاء، والجبال الشاهقة، مما جعل منها معلم جذب سياحيًا ومتنفسًا لهواة تسلق الجبال والرياضات المختلفة، ويوجد فيها منطقة أثرية قديمة تعود إلى مئات السنين تعرف باسم (الجدّة القديمة)، وتظهر فيها شواهد وآثار وبقايا منازل لحي سكني ومسجد وتتوسطها مقبرة واضحة المعالم، وكان يقطنها الإنسان العماني منذ القدم، ومن أهم المعالم الحديثة بمنطقة غمضاء هو بناء سد لحجز مياه الأمطار للأستفادة المنطقة من المياه الجوفية، أما منطقة (فضغاء) وهي منطقة شرقها جبال عالية وغربها ساحل بحري ذو شاطئ رملي أبيض جميل، وتتميز هذه المنطقة بزراعة النخيل وأيضًا بزراعة مختلف الفواكه والخضار الموسمية وتوجد فيها عين تسمى عين (لو) وهي من العيون المائية العذبة والتي تنبع أثناء هطول الامطار.
مبان حكومية ومزارع كثيفة
وولاية بُخا هي من الولاية الأربع لمحافظة مسندم وتوجد بها المباني الحكومية وهي مركز المدينة التي يقصدها أهالي المنطقة للعمل فيها. وتمتاز مناطق ولاية بُخا بمزارعها الكثيفة بمختلف أنواعها، كالنخيل، والفاكهة، والزراعات الموسمية المختلفة، والأعلاف، وتعد قريتا (غمضاء والجادي) من أكثر المناطق خصوبة في ولاية بخاء وذات الطبيعة المماثلة ، وتُسقى جميع مزارع المنطقه من مياه الآبار الجوفية.
وأضاف الشحي: يتم يتم استغلال مياه الأودية خلال الأوقات الماطرة عند جريانها بالمنطقة، حيث يتم حجز كميات كبيرة من المياه بتلك المزارع من خلال عمل مداخل أو فتحات أعلى كل مزرعة لدخول المياه الجارية وتسمى محليًا (مشرب)، وفتحات للتصريف عند امتلاء المزرعة بالمياه تسمى (منسم).مهن متنوعة
وتعتبر مهنة الزراعة المهنة الرئيسة لسكان بعض المناطق، حيث يقومون بزراعة النخيل بمختلف أنواعها كــالخنيزي، واللولو، وقش حبش، والخصاب، والمرزبان، والمزناج، والخلاص .. وغيرها، وزراعة الفواكه كـالموز، والليمون، والمانجو، وزراعة الخضراوات المختلفة إلى جانب أعلاف الحيوانات، كما يقوم عدد من الحرفيين في القرى بعمل المشغولات السعفية بأنواعها المختلفة، والاستفادة من سعف النخيل في صنع المنازل الصيفية في الماضي، المسماة محليًا (العريش) وصنع الأسقف وأرضيات المجالس والمسماة محليًا (الدعن)، وكذلك صنع بعض المستلزمات المنزلية ومستلزمات جني التمور وتخزينها، وفي الوقت الحالي تلاشت هذه المهنة تدريجياً إلى أعداد قليلة جدًّا.ومن المهن الموجودة في القرى مهنة جني العسل الجبلي وهي مهنة يُقدم عليها العديد من أبناء القرى خاصة فئة الشباب منهم، لما لها من مردود اقتصادي جيد، وهي مهنة لا تخلو من المخاطر في تسلق الجبال والبحث لساعات طويلة عن العسل، حيث يقوم صاحب المهنة في الصباح الباكر بتعقب النحل في مساره ورحلته لاكتشاف موقع خلية النحل. ولتربية الماشية اهتمام لدى عدد كبير من سكان ولاية بخا ولا تقتصر هذه المهنة على فئة معينة بل يمارسها الصغير والكبير، وأكثر ما تتم تربيتها هي الأغنام المحلية وأعداد قليلة من الضأن وتقوم بالرعي في الجبال المحيطة بالقرية في فصول الخصب وإطعامها من الأعلاف والحبوب والحشائش في الفصول الجافة، وعليها طلب كبير محلياً خاصة في المناسبات الاجتماعية والدينية .. وغيرها.
وأضاف: إنّ (لوريمر) كتب عن مدينة بُخاء في (دليل الخليج ص 2014) فقال عنها واصفًا إياها ـ كما كانت في حوالي عام تسعمائة وألف ميلادية: بلـــدة تتكون من مائتي منزل واقعة على خليج رملي مفتوح على الخليج العربي، مياهه ضحلة، يأتي إليها الماء من آبار على عمق يتراوح 30 – 60 مترًا قديمًا من مزارع النخيل المجاورة.
مناخ متميز ومعالم سياحية
أما مناخ ولاية بخاء فيتميز بارتفاع الحرارة والرطوبة صيفا ويكون دافئاً وممطراً شتاًء، وولاية بخاء حالها حال منطقة الخليج ففي الصيف تهب الرياح الشمالية الغربية عليها التي تلطف حرارة الجو، أما في الشتاء فتتساقط الأمطار على بُخاء نتيجة للانخفاض الاستوائي، وتسقط الأمطار على المناطق الجبلية بمعدل 150 ملم إلى 210 ملم سنويًا وتُروى الأراضي من مياه الآبار السطحية ومن المياه المتجمعة في مجاري الوديان.وحول أهم المعالم السياحية والتاريخية أوضح فيصل الشحي هناك العديد من الحصون والمواقع منها (حصن بُخا) وهو يبعد عن ولاية خصب 20 كم، وهو من الحصون القديمة التي تم بناؤها في عهد الإمام سيف بن سلطان اليعربي عام 1641م وفي العهود اللاحقة قام الأهالي بترميمها عدة مرات، و(حصن بُخا) عبارة عن مبنى تم بناؤه من الحجر والجص مربع المساحة مع عدة أبراج مستطيلة الشكل في الجزء الجنوبي الشرقي والركن الشمالي الغربي، وهذا الحصن كان محاطًا من ثلاث جهات بخنادق تحتوي على مياه ضحله مالحة، والشيء المميز في هذا الحصن هو البرج الواقع في الزاوية الجنوبية الغربية، وفي بُخاء عدة حصون وقلاع مهمة وهي: حصن القلعة ويسمى (حصن الحكم) أيضًا قام ببنائه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ سليمان بن محمد الشحي، وحصن القلعة يقع على ربوه مرتفعة صخرية، وهو مبني بصخور حمراء اللون والجص، وتوجد أيضُا بالقرب منه السبلة يستخدمها الشيخ للصلح وكمجلس له للمراقبة، و(حصن الراس) الذي يقع على لسان ممتد في البحر، و(المسجد الكبير القديم) ويعتبر ثاني أهم معلم في ولاية بُخا بعد القلعة، حيث بُني بجانبه جامع السلطان قابوس ـ طيب الله ثراه ـ ويُعدُّ هذا الجامع صرحًا معماريًا حديثًا، حيث يُرى من بعيد جمال بنيانه على شاطئ ولاية بُخا، و(شاطئ حلْ) وهو شاطئ يتميز بنظافة رماله البيضاء وجمال المنطقة التي تحيط به، يستهوي الكثير من السياح، ويطل (شاطئ حلْ) على مياه الخليج العربي، وما يميزه عن الباقي هو تمكن السائح من مشاهدة أسراب طائر الغاق السُقطري المهاجرة والذي يسمى محليا بطائر (اللوه) التي تتوافد بكثرة على طول الساحل أثناء هجرتها في نهاية فصل الصيف، كما أن مُشاهدة الغروب والشروق فيها تعتبر تجربة استثنائية ساحرة.
وتتميز منطقة الجادي الساحلية بعذوبة مياهها الجوفية والتي كان يقصدها المسافرون قديمًا للاستقاء، وتتميز أيضًا بالزراعة وتوجد بها عين الثوارة، حيث تتدفق مياه العين أثناء نزول المطر، أما (منطقة الجري) فهي منطقة ساحلية جميلة ويوجد بها ميناء صيد، ويعتمد سكانها للزراعة وصيد الاسماك.
وتتميز ولاية بُخا بوفرة الاسماك ببحارها، ويعتمد الصيادون بجميع مناطقها (تيبات وغمضاء وفضغاء وبخاء والجادي والجري) بمهنة الصيد، ومنها (الدغوه) ويتم فيها صيد مختلف الاسماك منها القباب والكنعد والشعري والقش .. وغيرها من الاسماك الوفيرة.
بخاء .. طبيعة ساحلية تحيط بها الجبال من جميع الجهات
- خبر
-
مشاركة