Source: alwatan.com/details/435064Alwatan كتب:
هيثم العايدي;
مع الانحسار النسبي لتنظيم “داعش” في منطقة الشرق الأوسط منذ الإعلان عن سقوط آخر معاقله في سوريا والعراق، يبدو أن التنظيم يجد ملاذه في إفريقيا، وذلك في إطار بحث التنظيم عن بؤر يستغل نقاط الضعف فيها، والتي تسمح له بجمع التبرعات والسلاح، وتجنيد الأعضاء مع خلق مسارات تحرك عابرة للحدود.
ووفقا لتقرير لجنة خبراء لمجلس الأمن الدولي فإن إفريقيا باتت المنطقة الأكثر تضررا من الإرهاب في النصف الأول من عام 2021، وتحديدا في أجزاء من غرب وشرق إفريقيا لافتين إلى قدرات متزايدة تشمل استخدام الطائرات دون طيار.
كما لفت تقرير الخبراء إلى أنه من “المثير للقلق” أن هذه الجماعات الإرهابية تنشر نفوذها وأنشطتها بما في ذلك عبر الحدود من مالي إلى بوركينا فاسو وساحل العاج والنيجر والسنغال، وكذلك التوغل من نيجيريا إلى الكاميرون وتشاد والنيجر في غرب إفريقيا مستشهدين بحدث بارز هذا العام تمثل في سيطرة مجموعة موالية للتنظيم على مدينة بالما (شمال شرق موزمبيق) والتي تعد عاصمة الغاز في الدولة بعد هجوم مباغت شنه 100 عنصر من “داعش” في 24 مارس الماضي، استغرق 4 أيام فقط قبل أن تنهار دفاعات المدينة، التي سقطت بالكامل في يد التنظيم المتطرف والذي أعلن قتله 55 من قوات الأمن مع العشرات من المدنيين، بينهم أجنبيان، تم ذبحهما وفق ما أشارت وسائل إعلام قبل أن يعلن الجيش الموزمبيقي في 5 أبريل أن المنطقة “آمنة”.
وتتعزز المخاوف أيضا من خلال تقرير معهد الدراسات الأمنية الإفريقية والذي كشف أن التنظيم استغل الجنوب الليبي كأهم محطة لتحرك مقاتليه وأنشأ 4 ولايات في منطقة بحيرة تشاد تحت قيادة مركزية بولاية بورنو في نيجيريا.
وتحدث تقرير معهد الدراسات الأمنية الإفريقية، عن أن التنظيم يعتمد على شبكة معقدة من الاتصالات والطرق.
ويضاف إلى نقاط الضعف الأمنية في العديد من البلدان الإفريقية، حيث تحتضن القارة نحو 97 صراعا مسلحا ممتدا يشكل في جملته 24% من جملة الصراعات العنيفة حول العالم، فإن التنظيم يستفيد من السمة التي سادت النزاعات الإفريقية والمتمثلة في تجنيد الأطفال، حيث إنه وفقًا لـ(يونيسف) فإن عدد الأطفال المجنَّدين في إفريقيا يتجاوز 250 ألف طفل؛ أي 40% من جُملة الأطفال المجنَّدين حول العالم.
كذلك فإن جائحة كورونا ولدت حالة من الرواج للتنظيمات الإرهابية، خصوصا وأن التداعيات الاقتصادية أوجدت مساحة استغلال من قِبل الإرهابيين يضاف إليها زيادة خطر انتشار الأفكار الإرهابية عبر الإنترنت ليحذر خبراء أمميون من أن الهجمات “ربما تم التخطيط لها في مواقع مختلفة” أثناء الوباء، وسيتم تنفيذها فيما بعد لتكون هذه الهجمات عابرة للحدود مع بدء تخفيف قيود السفر.. الأمر الذي يستدعي من المجتمع الدولي إيلاء اهتمام أكبر بالوضع في إفريقيا.
تحركات إرهابية مقلقة في إفريقيا
- خبر
-
مشاركة