Alwatan كتب:

وليد الزبيدي:
تُحدث الحروب والزلازل والكوارث الطبيعية بصورة عامة بعض التغيير في التعليم، ويقتصر ذلك بطبيعة الحال على الرقعة الجغرافية التي تحصل فيها تلك الأحداث، ولم يحصل أن اجتاح زلزال شبيه بما حصل وما زال في زمن “جائحة كورونا”، فقد ضربت هذه الجائحة مختلف مفاصل الحياة في جميع أرجاء المعمورة ومن بين ذلك قطاع التعليم، وتفاوت تأثير الجائحة بين توقف تام ولفترة طويلة في المدارس والمعاهد والجامعات، وبين دراسة متقطعة، وبين هذا وذاك فقد انتعش التعليم عن بعد باستخدام التقنيات الحديثة مثل تطبيق zoom للتواصل المسموع والمرئي وغيره من التطبيقات. ومع بدء العام الدراسي الجديد تكون الجائحة قد اقتحمت التعليم لثلاث سنوات تعليمية، فقد بدأت الجائحة في أواخر العام 2019 وتأثر العام الدراسي بقوة في 2020 وقد يكون العام الحالي 2021 الأقل تأثرا بالجائحة، ولا أحد يجزم بصورة قاطعة بما سوف يحصل من متحورات في عالم الكورونا الغامض والغريب والذي يثير الهلع والرعب في العالم.
منذ بداية الجائحة والأفكار والنقاشات تتواصل في مختلف دول العالم ومن خلال منصات متعددة، بينها الأكاديميات الرصينة المتخصصة بالتعليم ومستقبله، ومنها دراسات لمراكز أبحاث علمية وأخرى لمهتمين بحقل التعليم، وطرح الكثير من التصورات والآراء بخصوص مستقبل التعليم والمتغيرات التي حصلت من جراء الإغلاق الكلي والجزئي والمتقطع الذي ألقى بظلاله بقوة على قطاع التعليم، لكن لم تتفق جميع الأطراف والجهات على آلية محددة يمكن اعتمادها في ضوء الذي حصل وما سببه من تعثر كبير في قطاع التعليم وعدم الوثوق بالغد، وهل ستنتهي الجائحة أم لا؟ وما هو المسار الأفضل في التعليم مع الظرف الطارئ في حال فرض واقعا لا مفر منه؟!
اعتقد أن أمر التعليم يتجاوز حدود الشخص والمؤسسة والبلد، إنه قضيّة عالمية بامتياز، وطالما أن العالم قد تعرض لغزو كوني أصاب الكثير من المفاصل ومن بينها التعليم بالشلل التام أو شبه التام، فإن المؤسسات المتخصصة بمستقبل التعليم على مستوى العالم ومعها المنظمات والجمعيات تقف أمام مسؤولية كبيرة، على أن يتم البحث في الحلول العلمية والعملية والتي يمكن لها أن تنقذ التعليم في واقعه الحالي، وأن تضع مصدات واضحة لكل طارئ محتمل وتحديدا ما يخص غزو الفيروسات، فبدون شك، لا بد من الاعتراف أن غزو كورونا والمتحورات ليس بالأمر السهل وأن احتمال استمراره أخطر بكثير.
هل حصلت متغيرات في التعليم؟ نعم حصلت، لكن هل تم التوصل إلى آليات واضحة لدرء أخطار الاجتياحات؟ أعتقد كلا لم يتم رسم السياسات الدقيقة لذلك.