شذرات: المدرسة الإنسانية في الفكر القيادي

    • خبر
    • شذرات: المدرسة الإنسانية في الفكر القيادي

      Alwatan كتب:

      علي بن جميل النعماني:
      من الطبيعي جدًّا أن تسعى كل منظمة لتحسين أدائها ورفع مكانتها لتحقيق التنافسية بين المنظمات الأخرى، وتهتم في مواردها البشرية باعتبارهم أساسًا لجميع نجاحاتها، ولكن ما السبل والأساليب التي يجب على هذه المنظمة أن تتبعها لتكسب وتحقق أهدافها وغاياتها.
      الكثير من المفكرين في علم الإدارة يؤكدون على أن التخطيط الجيد والمبني على خطة استراتيجية واضحة المعالم لها دور كبير في تحقيق الأهداف المحددة سلفًا، وفي المقابل ثمة مفكرون يذهبون إلى مسألة جدًّا مهمة في القيادة وهي العلاقات الإنسانية التي تحكم التعامل بين القائد ومرؤوسيه، ومنها ظهرت نظرية العلاقات الإنسانية التي أسسها عالم النفس والاجتماع الأسترالي ألتون مايو، والتي كانت ردت فعل على الإهمال الذي كان ملموسًا في الجوانب النفسية والاجتماعية لدى أفراد المؤسسة من قبل العالم تايلور صاحب النظرية العلمية في الإدارة والعالم فايول من المدرسة الكلاسيكية، حيث ركز ألتون مايو وزملائه على الاهتمام بالموظف ومعاملته معاملة حسنة مبنية على الجوانب الإنسانية واحتياجاته النفسية والاجتماعية، وأثبت مايو أن لهذه المعاملة الجيدة من قبل القائد لأفراد المنظمة لها دور كبير في زيادة الإنتاجية وتحسين العمل بشكل كبير، وما زاد مايو يقينا بهذه المبادئ هي تجاربه العملية من خلال دراسة قام بها ­ في ثلاثينيات القرن المنصر وما سُميت في تلك الفترة بتجارب مصنع هاوثورن بشيكاغو، والتي كانت نتائجها تأثير عمل المجموعات على السلوك الفردي للعمال، فقد بحث مايو بداية عن السبل التي يمكن بها رفع الإنتاج في المصنع، كتغيير الإضاءة وأماكن بعض الآليات، ولكن خلص إلا أن ما يزيد نسبة الإنتاج بشكل فارق هي العلاقة الحسنة الطيبة بين كل من القائد والموظفين من جهة، وبين الموظفين أنفسهم من جهة أخرى، كما أكد إبراهام ماسلو في هرمه المشهور والذي أعد كورقة بحثية في العام 1943م حملت عنوان (نظرية الدوافع البشرية) ونشرت في دورية المراجع النفسية ـ آنذاك، حيث يؤكد ماسلو من خلال ترتيبه الاحتياجات الإنسانية التي يحتاجها الفرد على هيئة هرم بداية من الحاجات الفيسيولوجية في قاع الهرم إلى الحاجة لتحقيق الذات من خلال الإنجازات والأنشطة الإبداعية.
      ونؤكد دائمًا أن التعامل مع الموظفين ليست سلطة فقط كما يصورها البعض من حاملي الفكر الإداري البحت القديم، بل إن القيادة هي فن ورقي التعامل مع الآخر، وإن تهميش الفرد على حساب مصالحة أخرى لن يزيد المؤسسة إلا مزيدًا من الإخفاقات، وختامًا لكل مسؤول وقائد اعرف أفراد منظمتك جيدًا وابحث في ظروفهم وتعامل معهم بإنسانية ستكون حينها قائدًا ناجحًا مبدعًا في عملك.

      alijameel1000@gmail.com

      Source: alwatan.com/details/436048