Source: alwatan.com/details/437228Alwatan كتب:
تؤمن السلطنة منذ عقود بأهميَّة الخدمات الصحيَّة المقدَّمة للمُواطنين والمُقِيمين، حيث رفعت شعار الصحَّة حقٌّ لكُلِّ مواطن، إيمانًا بأنَّ التنمية الشاملة لا تقوم إلا بسواعد صحيحة وقوية، وعقول واعية تمتلك المقوِّمات الصحيَّة التي تُؤهِّلها بتحقيق دورها في بناء هذا الوطن؛ لذا حرصت على تطوير خدماتها الصحيَّة مع ما يواكب التطوُّر في الدول المتقدِّمة، والعمل على تطوير المنظومة الصحيَّة وفق معايير الجودة العالمية. ومن هذا المنطلق، فقد خصَّصت السلطنة شهر سبتمبر شهرًا وطنيًّا توعويًّا سنويًّا لسلامة المرضى، حيث أظهرت الدراسات وجود ارتباط
بين ثقافة السلامة الإيجابية وخدمة الرعاية الصحيَّة يتمثَّل في انخفاض معدَّلات الإصابة، وعدد أقلَّ من عمليات إعادة التنويم في المستشفيات، ونتائج أفضل للعمليَّات الجراحيَّة، وتراجع في معدَّل الحوادث الطبيَّة.
وتُعد سلامة المرضى مصدر قلَق خطير في مجال الصحَّة العامَّة على الصَّعيد العالمي، حيث دقَّت الإحصاءات التي أصدرتها منظمة الصحَّة العالميَّة ناقوس الخطر في هذا المجال، فقد أكَّدت أنَّ ما يصل إلى مريض واحد من كل عشرة مرضى في البلدان المرتفعة الدخل قد يتضرَّر أثناء تلقِّيه الرعاية في المستشفيات، ويمكن أن يكون سبب الضرر مجموعة من الأحداث السلبيَّة، التي يمكن الوقاية منها بنسبة 50% تقريبًا. فمن المرجَّح أن يصبح وقوع أحداث ضارَّة، ناتجة عن الرعاية غير الآمنة، سببًا من أهم عشرة أسباب رئيسيَّة للوفاة والعجز في جميع أنحاء العالم. فالرعاية الصحيَّة غير المأمونة تُؤدِّي إلى وقوع 134 مليون ضرر كُلَّ سنة، وأن تتسبَّب في ما يقرب من 2.6 مليون وفاة على الصَّعيد العالمي.
ومن هذا المنطلق، فقد دشَّنت وزارة الصحَّة ـ مُمثَّلةً في المديرية العامَّة لمركز ضمان الجودة ـ “الاستبانة والمسح الوطني الإلكتروني لقياس ودراسة ثقافة سلامة المرضى لدى العاملين الصحِّيين والموظفين في المؤسَّسات الصحيَّة”، والتي تهدف إلى قياس مدى ثقافة سلامة المرضى لدى العاملين الصحِّيين، وتكشف أيضًا الجوانب التي يتطلب فيها تطوُّر وتقدُّم ما يخصُّ ثقافة سلامة المرضى، وذلك للارتقاء بجودة الخدمات الصحيَّة بالسلطنة؛ حيث تتضمَّن الاستبانة الإلكترونية ستة محاور أساسيَّة حول العمل الجماعي والدعم الإداري والاتصال، والإبلاغ عن الحوادث الطبيَّة، وسلامة المرضى، وتسليم المعلومات.
إنَّ تحديد مستوى ثقافة سلامة المرضى بين العاملين في مجال الرعاية الصحيَّة، سيُسهم ـ ممَّا لا شكَّ فيه ـ في تحديد نقاط القوَّة والمحاور التي يتوجَّب عليها تحسين ثقافة سلامة المرضى لدراستها وتحليلها، ثمَّ إجراء التحسينات والتوصيات اللازمة لضمان ثقافة إيجابيَّة تنعكس على سلامة المرضى، وتتماشى مع المعايير الدولية، ووضع اعتبارات أفضل في جودة الرعاية الصحيَّة وسلامة المرضى، فقد سلطت جائحة “كوفيد19” الضوء على التحدِّيات العالميَّة الكبرى، وزيادة المخاطر التي يواجهها العاملون الصحِّيون يوميًّا أثناء تقديم خدمات الرعاية الصحيَّة الأساسيَّة إلى المرضى. فهذه الاستبانة تؤكد إدراك السلطنة لأهميَّة ترسيخ مفهوم سلامة المرضى، باعتبارها الركيزة الأساسيَّة ومحور العمليَّة الصحيَّة.
رأي الوطن: جهود لرفع جودة الخدمات الصحية
- خبر
-
مشاركة