Source: alwatan.com/details/437368Alwatan كتب:
علي بدوان:
في التقارير الأخيرة الصادرة عن الجهات المعنيَّة في “إسرائيل” مع رأس السنة “العبرية”، فإن التطور السكاني ما زال يحفر أخاديده على الأرض في فلسطين المحتلة، وبين اليهود في العالم عامة، ويُثير رعب الجهات المعنيَّة في “إسرائيل”، مع الازدياد المُطرد لكتلة السكان (المواطنين الأصلاء) من المواطنين العرب الفلسطينيين أصحاب الوطن الأصليين على عموم أرض فلسطين التاريخية. فقد أشارت معطيات نشرتها الوكالة اليهودية، وتم نشرها يوم 6/9/2021 (موقع عرب 48) بمناسبة حلول رأس السنة اليهودي، إلى أن أعداد اليهود في العالم تُقدر بنحو 15.2 مليون في العالم ككل، بينما كانت أعدادهم 15.1 مليون عشية رأس السنة الماضية.
ويبلغ عدد اليهود في “إسرائيل” 6,930,000، ويُشكلون نسبة 45.3% من اليهود في العالم، و8.3 مليون في أنحاء العالم وفيما قرابة ستة ملايين يهودي يعيشون في الولايات المتحدة. حيث إن10% تقريبا من يهود الولايات المتحدة يتبعون التيار الأرثوذكسي، فيما الآخرون من تيارات أخرى أبرزها الإصلاحي والمحافظ، اللذان لا يعترف التيار الأرثوذكسي المهيمن في “إسرائيل” بيهوديتهم ويسود توتر شديد بينهم في الناحية العقائدية. وحسب معطيات الوكالة اليهودية، فإنه يسكن في “إسرائيل” 470 ألف شخص يوصفون بأنهم “يستحقون” السكن في “إسرائيل” بموجب قانون العودة، وغالبيتهم من المهاجرين من دول الاتحاد السوفييتي السابق وليسوا يهودًا، وإنما هم متزوجون من يهود أو أبناء والد يهودي.
وبالإجمال، فإن عدد سكان “إسرائيل” يبلغ نحو 9.391 مليون نسمة من اليهود والعرب الفلسطينيين أصحاب الوطن الأصليين، وهو يشمل المواطنين العرب السوريين من أبناء الجولان السوري المحتل وأعدادهم عدة آلاف. بينما نسبة اليهود تكاد تُقدر بنحو 74% بينهم فقط. والمواطنون العرب يشكلون نسبة 1.982 مليون نسمة (21% من السكان دون مناطق العام 1967). إضافة إلى ذلك هناك 466 ألفًا (5%) يوصفون بآخرين، وهم من ديانات مختلفة أو ملحدون، دون تصنيفهم دينيًّا في السجل السكاني في وزارة الداخلية، وغالبيتهم العظمى من المهاجرين من دول الاتحاد السوفييتي السابق خصوصًا روسيا وأوكرنيا ودول البلطيق …إلخ.
لقد ارتفع عدد السكان في “إسرائيل” دون حساب المناطق المحتلة عام 1967 بحوالي 146 ألف نسمة، في السنة الأخيرة، ونسبة النمو السكاني كانت 1.6%.. حيث تم إنجاب قرابة 172 ألف مولود، وتوفي حوالي 48 ألفًا، بينهم نحو 5800 توفوا من جرَّاء إصابتهم بفيروس كورونا. علمًا أنه وصل “إسرائيل” مُهاجرًا إلى فلسطين المحتلة خلال السنة الأخيرة 22 ألف شخص، بموجب القانون الذي يسمح بهجرة اليهود وعائلاتهم فقط. وحسب توقعات دائرة الإحصاء، فإن عدد سكان “إسرائيل” سيبلغ السنوات القادمة نحو عشرة ملايين نسمة في نهاية العام 2024، وإلى 15 مليون نسمة في نهاية العام 2048، وإلى 20 مليون نسمة في نهاية العام 2065. وبالتالي فهناك غالبية عربية فلسطينية على أرض فلسطين التاريخية بين البحر والنهر (البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن) وستبقى كذلك.
في الجانب العام، حول أعداد اليهود في العالم، فإن انخفاضًا طرأ على أعدادهم من عام إلى العام الذي يليه، بسبب من الاندماج، والتماثل (الزواج من غير اليهوديات)، حيث يبلغ عدد اليهود في فرنسا قرابة 446 ألف نسمة، وفي كندا 393,500، وفي بريطانيا 292 ألفًا، وفي الأرجنتين 175 ألفًا، وفي روسيا 150 ألفًا، وفي ألمانيا 118 ألفًا. ويعيش في الدول العربية والإسلامية قرابة 27 ألف يهودي، بينهم نحو 14,500 في تركيا، وقرابة 9500 في إيران، و2000 تقريبا في المغرب وقرابة ألف يهودي في تونس.
وفي الجانب السياسي والأيديولوجي، فإن المجتمع اليهودي على أرض فلسطين العربية المحتلة ينحو اليوم أكثر من أي وقت مضى نحو اتجاهات يمينية، ويمينية متطرفة، توراتية حريدية، ولهذا أسباب عدة، أبسطها القول بأن الانهيار الحالة العربية دفع نحو اندلاق شهية تلك القوى لاتباع سياسات يمينية متطرفة، وتديين المجتمع “الإسرائيلي” في ظل تغلغل الخطاب الديني في مجمل أوجه الحياة المختلفة في “إسرائيل”، وتعزيزه في الوعي والثقافة السياسية والعسكرية في مختلف مرافق الحياة، والنهل من مشارب الصهيونية بتأويلاتها اليمينية. والتمسك بعقيدة ما يُسمَّى بـ”أرض إسرائيل الكاملة”. خصوصًا عند الأجيال الجديدة من الشبان اليهود في “إسرائيل”، بينما الشبان اليهود في الولايات المتحدة وأوروبا يهمهم النهوض بمستوى حياتهم العامة قبل يهوديتهم وقبل دولة “إسرائيل”.
لقد أطلق البعض على تلك الحالة مُسمَّى “مرحلة صهر الصهيونية وبعض التأويلات الدينية اليهودية العنصرية والفاشية مع مختلف مؤسسات الدولة، لا سيما وزارات الإسكان والداخلية والتربية والتعليم”. وبالتالي العودة لتكريس “صهيونية الدولة” واعتبار المواطنين العرب رعايا فقط على أرض وطنهم التاريخي، ليصبحوا كأولاد الجارية. وكل ذلك يُعطّل، بل ويقود نحو نسف عملية التسوية الغارقة أصلًا في سباتٍ عميق.
اليهود بالعالم 45% منهم في فلسطين المحتلة وأغلبية عربية تتشكل
- خبر
-
مشاركة