أصداف: نتائج الحرب (الكونية)

    • خبر
    • أصداف: نتائج الحرب (الكونية)

      Alwatan كتب:

      وليد الزبيدي:
      مضى عقدان بالتمام والكمال على بداية الحرب التي أسماها قادة أميركا بـ”الحرب الكونية” تلك الحرب التي بدأت بغزو أفغانستان في العام 2001 وبعد ذلك غزو العراق في ربيع العام 2003.
      هل انتهت “الحرب الكونية”؟
      هل حققت أهدافها؟
      أعتقد أن الإجابة على هذين التساؤلين كفيلة بالتدقيق في تلك الحرب، التي أسهم الغرور الأميركي الذي تربع في العقلية الأميركية بعد انهيار الثنائية القطبية وتفكك الاتحاد السوفيتي في الشروع بتلك الحرب التي يعرف الجميع نتائجها الكارثية على الجميع.
      قد يعتقد البعض أن الشعبين العراقي والأفغاني وحدهما تكبدا الكثير من الخسائر والمزيد من الخراب، وفي واقع الحال أن الولايات المتحدة خسرت الكثير وتكبدت المزيد، ولا أعرف لماذا يصمت دافعو الضرائب في الولايات المتحدة عن آلاف المليارات التي أهدرتها القيادة الأميركية في كل من العراق وأفغانستان؟ ومن المعروف أن فلسفة دفع الضرائب تقوم على استثمار تلك الأموال في تنمية البلاد والارتقاء بالشعب وزيادة هيبة الدولة، وكسب المزيد من الاحترام في المجتمع الدولي، لكن حجم الخسائر الهائلة التي أكلتها صحارى العراق وجبال أفغانستان لم تحقق أيا من الأهداف العامة للتنمية والبناء. ناهيك عن الخسائر البشرية الكبيرة التي طالت الجنود والمجندات والضباط والمقاولين والمتعهدين الأميركيين وكانت بعشرات الآلاف.
      يضاف إلى ذلك مئات الآلاف من الجرحى والمعوقين وأصحاب العاهات النفسية التي تنتشر بصورة كبيرة في المجتمع الأميركي.
      الحديث عن الخسائر الأميركية بالأرقام يتكلم عنها الكثير من الخبراء والباحثين وهي أرقام فلكية، والأسلحة التي أهدرتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان كبيرة جدا رغم أن إحصائيات دقيقة لم تظهر، ويبدو أن سياسة البنتاجون على هذا الصعيد تعمل على التعتيم على الحقائق، كما حصل من تعتيم على جثامين القتلى الأميركيين التي شرعت المقاومة العراقية بإرسالها من ميدان الحرب الشرسة التي قادها المقاومون في العراق، مما اضطر الرئيس الأسبق جورج بوش الابن لإصدار الأوامر بمنع وصول وسائل الإعلام لتلك الجثامين.
      من يتأمل المشهد “الكوني” بدقة يكتشف بسهولة أن الحروب التي شنتها الولايات المتحدة لم تنتهِ، وأن رقعتها قد اتسعت ووصلت إلى بلدان كثيرة، ولا يستطيع الخبراء والعارفون تحديد سقف زمني لانتهائها، وبهذا تكون الحرب “الكونية” قد أسهمت في فتح جبهات كثيرة لم تكن في حسبان الذين خططوا لهذا الحرب، أما أهداف تلك الحروب فلم يتحقق منها أي شيء على الإطلاق، ولا نعرف لماذا لا يخرج الشعب الأميركي مطالبا بمحاكمة الذين تسببوا بخسائر معنوية هائلة واقتصادية فادحة وبشرية خطيرة؟!
      هل يتسبب الغرور والعنجهية بكل هذه الخسائر؟
      وهل تحتاج الولايات المتحدة لمراجعات حقيقية لتجنب مثل هذه الخطايا التي ارتكبتها بحق الشعوب؟ وكيف يعوض العراق وأفغانستان كل تلك الخسائر التي عصفت بثرواتهم وبالناس وبالأرض والبيئة؟

      Source: alwatan.com/details/437585