رأي الوطن: مشروعات جاذبة للاستثمار السياحي

    • خبر
    • رأي الوطن: مشروعات جاذبة للاستثمار السياحي

      Alwatan كتب:

      تمتلك السلطنة مقوِّمات سياحيَّة بكرًا متفرِّدة ومتنوِّعة تستطيع ببعض البنية الأساسية السياحيَّة أن تكون إحدى الوجهات المميَّزة على الخريطة السياحيَّة العالميَّة، حيث تمتاز المقوِّمات السياحيَّة العمانيَّة بتعدُّد منتجاتها ذات التضاريس الخلَّابة، فلديها مناطق طبيعيَّة ذات مناخ معتدل صيفًا وشتاءً، إضافة إلى وجود مناطق جافَّة، وأخرى ذات مناخ رطب، بالإضافة إلى وجود سواحل ممتدَّة تتميَّز بتنوُّع السهول الساحليَّة، ومناطق أثرية عريقة تمتلك تاريخًا تليدًا يعبِّر عن حضارة أهْل عُمان الممتدَّة لآلاف السنين. وأهمُّ ما يميِّز المنتجات السياحيَّة العمانيَّة هو الحفاظ على البيئات العمانيَّة المختلفة، فالحالة البكر التي تتَّسم بها معظم الأماكن السياحيَّة في السلطنة تجعلها ملاذًا فريدًا للباحث عن الصَّفاء الذِّهني والهدوء والجَمال الفطري، وأخيرًا ما تتمتَّع به السلطنة من أمن وأمان واستقرار يشهد به القاصي والدَّاني.
      ومن أجْل أن تحقِّق السلطنة الاستفادة القصوى ممَّا تمتلكه من كنوز سياحيَّة، تعمل على الارتقاء بمستوى المقاصد السياحيَّة وبكفاءة الفنادق والمنتجعات السياحيَّة، وبمستوى الخدمات المقدَّمة بها؛ لتتناسب والمستوى العالمي، فتقوم بتطوير البنيَة الأساسيَّة السياحيَّة. ومن هذا المنطلق، وقَّعت وزارة التراث والسياحة والشركة العمانية للتنميَة السياحيَّة “عُمران” اتفاقيَّة تطوير إنشاء مشروع “يتي ـ ينكت” بمحافظة مسقط الذي يمتدُّ على مساحة إجمالية تصل إلى (11) أحد عشر كيلومترًا مربعًا، حيث ستقوم مجموعة “عُمران” خلال المرحلة المقبلة باستكمال الأعمال المتعلِّقة بخطَّة تطوير المشروع الذي سيجري تنفيذه على أربع مراحل مختلفة وفقًا للمخطَّط الحضري العام لكُلِّ مرحلة ليتسنَّى عرضه على المستثمرين المحلِّيين والعالميين، وسعيًا لعقد شراكات تطويريَّة والعمل مع القطاع الخاص لصناعة هذه الوجهة، إضافةً إلى بحث واستكشاف الفرص لاستقطاب الاستثمارات الأجنبيَّة المباشرة.
      إنَّ توقيع الاتفاقية يأتي ترجمةً للتوجُّهات المرسومة في “الاستراتيجيَّة العُمانيَّة للسياحة 2040” والمتمثِّلة في تعزيز المنتج السياحي في السلطنة، وتحسين مستوى القدرة التنافسيَّة للقطاع من خلال إيجاد فرص وتجارب سياحيَّة فريدة من نوعها لأبرز المواقع السياحيَّة، تشكِّل عامل جذب لرؤوس الأموال المستثمرة محليًّا وعالميًّا. فتشجيع الاستثمار السياحي وجذب المستثمرين من أصحاب رؤوس الأموال للمناطق السياحيَّة يتطلب بالدرجة الأولى توفير بنى أساسيَّة استثنائيَّة، ما يثمر عنه تعزيز جهود القطاع السياحي في تحقيق الأهداف المنوطة به في رؤية “عُمان 2040” لرفع إسهام القطاعات غير النفطيَّة في الناتج المحلِّي الإجمالي وجذب الاستثمارات الأجنبيَّة المباشرة للسلطنة. فالمشروع يُرسي دعائم التنميَة السياحيَّة من خلال استثمار المواقع السياحيَّة المهمَّة، وتحويلها إلى وجهات متكاملة بهدف دفع عجلة النُّمو السياحي في السلطنة وفقًا لتخطيط مستقبَلي مدروس، ورؤية تسعى لتعظيم الفرص ورفع مساهمة القطاع في الناتج المحلِّي الاجمالي وإيجاد بيئة خصبة للاستثمار.
      إنَّ مثل هذا المشروع يفتح آفاقًا جديدة للسياحة العمانيَّة التي تُعدُّ من أكثر الدول المهيَّأة لإعادة فتح قطاع السياحة؛ بفضل الإجراءات الوقائيَّة والصحيَّة التي تمَّ اتِّخاذها في مواجهة فيروس “كورونا”، فالمقاصد السياحيَّة في السلطنة تسعى إلى تحقيق المعادلة الصَّعبة التي تُوازن ما بين استئناف حركة السياحة مرَّة أخرى مع الحفاظ على صحَّة وسلامة العاملين بالقطاع والمواطنين والسائحين، وفي الوقت نفسه ضمان استمتاع الزائرين والسائحين من خلال تجربة سياحيَّة مُمتِعة في جوٍّ آمنٍ ومُريح.

      Source: alwatan.com/details/437785