سيبقى سجن (جلبوع) علامة للنصر المبين لفتية مؤمنين

    • خبر
    • سيبقى سجن (جلبوع) علامة للنصر المبين لفتية مؤمنين

      Alwatan كتب:

      د. محمد المعموري:
      في زمن التراجع، وفي أيام الخذلان، وبعد يأس الأجيال، تنطلق ثلة من الأبطال لتثبت أن أُمة العرب باقية برجالها، وأن رجالها متجددون مع الزمان، وأن وعد الله حق ولو كره الظالمون الذين استهوتهم أدوار الخيانة واستكانوا، بل تعايشوا مع الذل ليكون عنوانهم إلى الأبد. نهضت الهمم بأبطال هزُّوا الكون وأسقطوا كذبة التكنولوجيا فدمروها بهمتهم وعميت عنهم الأبصار، فتحقق مراد الله فيهم، إنهم فتية صدقوا فتولى أمرهم الجبار، فجعل على أيديهم النصر ولعدوهم الانكسار والإهانة والعار.
      وبعد.. أن وشى بهم الواشون، وأمسكتهم يد المحتلين أو دلَّ عليهم المجرمون؛ فإن عملهم الذي قاموا به هو نيشان النصر المبين، وهو علامة فشل أسطورة المحتلين التي أوهموا الدنيا بأنهم يمتلكون ناصية العلم والتكنولوجيا وأن الأمة العربية عاجزة عن كسر هذا الطوق الذي هو بكل بساطة وهم، وما علينا لنكسره إلا الاتكال على الله ثم الهمة التي كانت في قلوب هؤلاء الأبطال، وليكن “ومسكوهم” فهم دليل لنا وعنوان يجب أن نتخذه لتحرير فلسطين من المحتل، ونعلم أن نصر الله لآت وهو القادر على أن يزيح هذا الكيان الغاصب من على أرض فلسطين التي باركها الله، والسبيل أن نتعلم من هؤلاء الأبطال كيف تحدوا التكنولوجيا للوصول إلى هذا النصر العظيم.
      هل تذكرنا حادثة خروج هؤلاء الفتية بمعجزة أصحاب الكهف؟ إنها الرؤى العكسية التي عكست الزمان والمكان فأخرجت شجعانا من بين طيات سجن (القاصة) المحكم إلى أرض الله، ثم تحولت تلك الأرض إلى مأوى تضمهم وتحميهم من بطش الأعداء وأصبحت كل التكنولوجيا هباء، ألا نتفكر في أصحاب الكهف وأصحاب سجن “جلبوع”؟ ألا يوجد شبه بينهما فتية لا يملكون إلا الإيمان بالله والتوكل عليه، جعل بين أيديهم نصرا مبينا، فتية أرادوا لهم أن يناموا في سجون الاحتلال عمرهم كله؛ لأنهم رفضوا الذل وأرادوا استعادة حقوقهم، فجاءهم نصر الله، إنها آية فلنتبصر ولنتذكر ولنكُنْ ضمن حدود آية الله في زمن تقطعت فيه الآمال وأصبحت دولة الاحتلال الإسرائيلي حسب اعتقادنا هي اليد العليا، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
      (نحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَاْ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا)(15) فلنسجد شكرا ولنمضِ قُدُمًا فإن الله سبحانه وتعالى يبشرنا بهؤلاء الأبطال، ومنهم سيولد النصر المبين على المحتلين ليندثر حلمهم ويستيقن كهنتهم أن أصحاب الحق منصورون بإرادتهم وصبرهم وصمودهم ومقاومتهم للظلم لا بتكنولوجيتهم، وأن الفتية الذين مكنهم الله من التحرر من السجن هم بارقة الأمل وإشارة النصر المبين، فليعترفوا بحقوق الآخرين، ويبحثوا عن مأوى لهم، وقبل أن ينزل وعد الله وهو قريب بإذن الله، عندها ستتوقف طائراتهم وتشل حركتهم وتعمى عيونهم لأمر الواحد الأحد (فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا) ووعد الله آت لا ريب في ذلك، ودليلنا هؤلاء الأبطال الذين كسروا (الخزنة) المحكمة بملعقة أكل صغيرة (ألا إن وعد الله حق….) الله أكبر، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.

      Source: alwatan.com/details/439416