رأي الوطن: جهود كبيرة للحد من تداعيات «شاهين»

    • خبر
    • رأي الوطن: جهود كبيرة للحد من تداعيات «شاهين»

      Alwatan كتب:

      أثبتت السلطنة مجددًا قدرتها على تجاوز أصعب الظروف وأشد اللحظات، بفضل ما تتَّسم به من استعداد جيِّد لمواجهة الظروف الجويَّة الاستثنائيَّة. فالجهات المعنيَّة أدَّت واجبها قَبل وأثناء الحالة المداريَّة (شاهين)، وحققت منظومة العمل بفضل التَّوجيهات الساميَة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ أداء مميزًا عمل على حمايَة المواطنين والمقيمين في المناطق المتأثرة، وستحقق المنظومة ذاتها مزيدًا من الأداء المميَّز ـ بإذن الله ـ بموجب التَّوجيهات السَّاميَة الكريمة من لدن جلالة السلطان المعظم ـ أيَّده الله ـ بتشكيل لجنة وزاريَّة لتقييم الأضرار التي تعرَّضت لها منازل المواطنين وممتلكاتهم المختلفة في المحافظات التي تأثرت مباشرة بمركز الحالة المداريَّة، وذلك بهدف توفير شتَّى أشكال الدعم والمساعدة اللازمين للتَّخفيف من حدَّة تلك التأثيرات عليهم في أسرع وقت ممكن. وكذلك التَّوجيه السامي لجلالته بضرورة الإسراع في إصلاح البنية الأساسيَّة التي تضررت نتيجة هذه الأنواء، بالإضافة إلى اتِّخاذ ما يلزم من إجراءات لسرعة إعادة الخدمات الأخرى المتضررة. وبدوره قام المركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة بتفعيل خطط المنظومة الوطنيَّة واللجان الفرعيَّة والقطاعات، والجهات المعنيَّة كافة في المحافظات المتأثرة بالحالة المداريَّة، واتِّخاذ ما يلزم لتعزيز مواردها وإمكاناتها في تحقيق سرعة الاستجابة عند التعامل مع التأثيرات والتخفيف من أضرارها.
      فالجهات المعنيَّة مدنيَّة كانت أو عسكريَّة قامت بدورها بفضل ما تملكه من خبرات واسعة في التعامل مع مثل هذه الظروف، والأجهزة الحديثة التي قامت بالرَّصد المبكِّر والتتبَّع الدقيق للحالة المداريَّة، وعمليَّات الإخلاء للمناطق المتضرِّرة، في ملحمة وطنيَّة جديدة تؤكِّد للقاصي والداني أنَّ البلاد قادرة على مواجهة أعتى الظروف، حيث حرصت الجهات المعنيَّة على استمرار الرصد المتواصل لتطوُّرات الحالة المداريَّة وتأثيراتها ومسار تحركها، وكانت دائمًا تستبق القادم بوضع خطط التعامل مع جميع الأحداث المتوقَّعة، وضمان عدم انقطاع الخدمات الأساسيَّة، والتأكد من توافرها واستمراريَّتها، ما أثمر بشكل كبير بتجاوز الآثار المترتبة على الحالة المداريَّة وما صاحبها من أضرار أصابت الأماكن التي تضرَّرت من الحالة المداريَّة، ما أشعر السكَّان بالثِّقة الدائمة في تلك الجهات.
      إنَّ عمليَّات الإنقاذ التي تواصلت أثناء الأنواء المناخيَّة والتي حافظت على الأرواح، بفضل تفاني الجهات المعنيَّة في إتمام دورها على أكمل وجْه، كان لها دور ملموس في الحدِّ من الخسائر البشريَّة للحالة المداريَّة، فقد عزَّزت شرطة عُمان السلطانيَّة وهيئة الدفاع المدني والإسعاف جاهزيَّة تشكيلاتها بالقوَّة البشريَّة والأجهزة والمعدات اللازمة لتنفيذ عمليَّات الإنقاذ والإخلاء وتقديم العون والمساعدة، والتعامل الأمثل مع جميع البلاغات، حيث تعاملت فرق الاستجابة مع العديد من البلاغات عن احتجاز أشخاص أسفرت عن إنقاذ العشرات، وكان لوزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة دور حيوي في تقديم أوجه الدعم والإسناد للمواطنين والمقيمين في المناطق المتأثرة من خلال توفير المولِّدات الكهربائيَّة ومركبات شفط المياه والمعدات الفنيَّة اللازمة، إلى جانب إسناد الجهات الحكوميَّة الأخرى، سواء من حيث نقل المؤن وإعادة فتح الطرق والممرَّات وفقًا لخطَّة اللجنة العسكريَّة الرئيسيَّة لإدارة الحالات الطارئة.
      وتأتي عمليَّات الإخلاء السريع التي نُفِّذت في العديد من المواقع بمحافظات مسقط وجنوب الشرقية وجنوب الباطنة وشمال الباطنة والظاهرة والبريمي تفاديًا للأضرار المتوقَّعة من ارتفاع منسوب المياه، ونقل المتضرِّرين إلى مراكز الإيواء المجهَّزة بجميع الالتزامات، والتي انتشرت في المحافظات كافَّة، واحدة من أهمِّ الخطوات التي اتَّخذتها الجهات المعنيَّة، حيث زُوِّدت تلك المراكز بجميع الاحتياجات والمتطلبات الرئيسيَّة الضروريَّة والمُؤن التي تخدم الاشخاص والأُسر التي تمَّ نقلها إلى تلك المراكز، حيث تمَّ الحرص على توفير ونقل وتوزيع المواد التموينيَّة والاحتياجات الضروريَّة داخل مراكز الإيواء بطريقة منظَّمة وسريعة، تعاونت فيها جهات المنظومة كافَّة لتقديم الخدمات بشكل يبثُّ الطمأنينة في نفوس السكَّان.
      وفي خضم هذه الأوضاع التي خلَّفتها الأنواء المناخيَّة، لا بُدَّ من تقديم التحيَّة لمنظومة العمل الوطنيَّة التي أكَّدت أنَّ أبناء هذا الوطن يملكون قدرات استثنائيَّة، تستطيع مجابهة أعتى الظروف بثبات وقدرة عاليَة، تهدف إلى حماية المواطن وخدمته، وصون الوطن ومكتسباته، ويبقى على المواطنين مواصلة أخذ الحيطة والحذر وعدم المجازفة بعبور الأودية والابتعاد عن الأماكن المنخفضة، وعدم ارتياد البحر خلال هذه الفترة، حتى يتم درء جميع الأضرار التي ترتبت على هذه الحالة وعودة الأجواء إلى حالة الأمان المنشودة.

      Source: alwatan.com/details/440284