لماذا تصر السلطة الفلسطينية على دفع فاتورة الإنسحاب من غزة ؟

    • لماذا تصر السلطة الفلسطينية على دفع فاتورة الإنسحاب من غزة ؟

      [ ]لماذا تصر السلطة الفلسطينية على دفع فاتورة الانسحاب من غزة؟!

      تأملات :الوطن العربي :السبت الجمعة غرة شهر رجب 1426هـ – 6 أغسطس 2005م

      مفكرة الإسلام: قرر شارون من جانب واحد الهروب من غزة قاهرة الغزاة، وجاء هذا القرار
      نتيجة للمقاومة ولا شيء غير المقاومة، و لم يأتِ هذا الانسحاب نتيجة للمفاوضات الماراثونية
      بقيادة الكابتن صائب عريقات، إذن شارون قرر الهروب.. فلماذا إذن تصر السلطة الفلسطينية
      على دفع فاتورة هذا الهروب الشاروني من غزة؟
      العجيب أن بعض قادة السلطة في تصريحاتهم الفضائية تقر وتعترف أن الكيان الصهيوني
      لم يشاورها ولم يأخذ رأيها في عملية الانسحاب، لكن السيد محمد دحلان في اجتماعات
      متتالية مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وموفاز و... و... من أجل تنسيق عملية الانسحاب،
      وآخرها جاء لنا [برأس كليب] بأن الإسرائيليين سمحوا له ببناء ميناء غزة مكان نيتساريم، وبأن
      الردم وبقايا المستعمرات الصهيونية ستلقى في بحر غزة [لزيادة التلوث البيئي] من أجل
      بناء الميناء.
      أيضًا هذه الاجتماعات الأمنية يطالب فيها الكيان الصهيوني برأس المقاومة، ويطالب السلطة
      بحماية الانسحاب من غزة، وينسق كيفية الانسحاب وبأن يكون على مراحل أو مرحلة واحدة
      [ومطالب شارون وعصابته لا تنتهي].
      آخر صيحات التنسيق: هو وضع السلطة الفلسطينية خطة أمنية لتأمين الهروب 'الإسرائيلي'
      من غزة, وتتكون من ثلاثة عناصر، العنصر الأول: تدريب وتهيئة الجماهير لعدم الانقضاض على
      المستعمرات، ثانيهما: نشر قوات الأمن حول المستعمرات من أجل حماية الانسحاب، ثم جمع
      جهاز الأمن الوقائي المعلومات عن الأشخاص الذين يمكن أن يعكروا مزاج الجيش الصهيوني
      أثناء انسحابه.
      ان شارون وجيشه منسحب من غزة لقرار استراتيجي وليس من أجل عيون السلطة، إذ
      تشكل غزة لـ'الإسرائيليين' مصدر قلق وخطر داهم, لذلك قرر الهروب من غزة للأسباب التالية:
      • قطاع غزة ذو كثافة سكانية عالية جدًا, وهذا يضر بالوضع الديموغرافي, ويتعارض مع ته
      دولة الكيان الصهيوني, فبهذا القرار يتم التخلص من 1.3 مليون فلسطيني، ثم التخلص
      من مناطق شمال الضفة، سيخلص الكيان من 1.3 مليون نسمة أخرى, فبالتالي
      سيتقلص الخطر الديموغرافي على دولة الكيان الصهيوني.
      • تطور المقاومة الفلسطينية وتطور فكر المقاومة، فنجاح التصنيع العسكري عمل انقلابًا في
      التفكير العسكري 'الإسرائيلي'، فلم يستطع الجيش الصهيوني اقتحام مدن قطاع غزة، فالمقاومة
      كانت شرسة جدًا وكبدته خسائر كبيرة جدًا ولم يفلح عملاء الكيان من وقف المقاومة ولا معرفة
      أماكن التصنيع، وبالتالي التخلص من قطاع غزة، يعني التخلص من التصنيع العسكري.
      • الرحيل من غزة يعطي السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية فرصة السيطرة على قطاع غزة،
      و ضرب المقاومة ومصادرة السلاح تحت حجة انتهاء الاحتلال، وبالتالي تكون السيطرة
      'الإسرائيلية' على قطاع غزة من خلال عملائها الذين يسيطرون على مراكز القرار. كما
      يعطي الكيان الصهيوني الحرية في قصف ما تريد من قطاع غزة مع ضمان عدم قدرة المقاومة
      على الرد بعد تجريدها من السلاح، لذلك طالب الكيان الصهيوني بتوحيد الأجهزة الأمنية
      وهذا الطلب ليس من أجل مصلحة الفلسطينيين, بل لتكون قادرة على ضرب المقاومة, فتفرق
      هذه الأجهزة يجعلها ضعيفة أمام فصائل المقاومة ولا تستطيع أن تنفذ ما يطلب منها.
      • الرحيل من غزة يعطي شارون - أبا الاستيطان - المبرّر في مصادرة الأراضي في
      الضفة الغربية والقدس، وبالتالي هو يعطينا حسب مفهومه 1.3% من أرض فلسطين
      ليبتلع 10% منها وهي تعادل نصف مساحة الضفة الغربية.
      • تمنح خطة الهروب من غزة شارون من ضم الكتل الاستيطانية الكبرى من الضفة الغريبة
      للكيان الصهيوني، ثم يتخلى عن مدن وقرى المثلث شفا عمرو والطيبة و الطيرة وأم الفحم
      وربما الناصرة، مقابل الاحتفاظ بمستعمرات الضفة الغريبة، وبالتالي يتخلص من الضغط
      الديموغرافي العربي داخل فلسطين, فتصبح دولة الكيان الصهيوني بأغلبية يهودية تزيد
      نسبة اليهود بها عن 95%.
      • سيمنح الانسحاب من غزة الكيان الصهيوني القدرة على فتح الأسواق العربية المتلهفة
      للبضائع الإسرائيلية بعد أن يتم تهيئة الشعوب بأن الصراع 'الإسرائيلي' العربي قد انتهى.
      • يعول الكيان الصهيوني على الطابور الخامس بعمل حرب أهلية داخل الأراضي الفلسطينية,
      وبالتالي يتخلص من الفلسطينيين بالسلاح الفلسطيني الإسرائيلي التصنيع.
      ماذا إذن سيحدث قبل وأثناء وبعد الانسحاب؟!
      أولاً قبل الانسحاب: ستحاول السلطة الفلسطينية من فرض سيطرتها على الأراضي
      المحيطة بالمستعمرات بعد موافقة الكيان الصهيوني، وهي الآن تقوم بنشر قوات الأمن
      الوطني حول المستعمرات وطرق المواصلات لمنع المقاومين من الوصول إليها. ثم تكثيف اللقاءات
      الأمنية مع قادة الكيان الصهيوني، لإيهام الرأي العام أن الانسحاب هو ثمرة للمفاوضات وليس
      من ثمار المقاومة. فصائل المعارضة بُحّ صوتها وهي تناشد السلطة في أن يكون لها دور في
      التنسيق لما بعد الاحتلال، والسلطة تماطل وتسوّف، لذلك ستكون لقاءات شكلية, وفي النهاية
      ستطلب السلطة من الفصائل أن تتحول معها لحراس يحرسون المستعمرات وطرق المواصلات
      لتأمين الانسحاب، فهل تقبل المقاومة.
      ثانيًا أثناء الانسحاب: ستقوم المقاومة بقصف وضرب التجمعات الصهيونية, سواء في
      المستعمرات أو في طرق المواصلات، وسيكون هناك احتكاك كبير بين السلطة والمقاومة.
      ثم سترد دولة الكيان بقوة على عمليات المقاومة، وسيكون الرد في الغالب من الجو.
      ثالثًا بعد الانسحاب: سأختصر كثيرًا، ستتدفق جماهير الشعب الفرحة بجلاء الاحتلال على
      المستعمرات للفرحة وللرؤيا وللتشفي ولرفع الأعلام الفلسطينية والفصائلية ومصادرة
      ما تبقى من آثار للمستعمرات. لذلك ستحاول قوات الأمن الوطني منع المواطنين من الاندفاع
      نحو المستعمرات، ولكنها في حكم المؤكد لن تستطيع, لأنه سيكون في أول ساعة
      يزول بها الاحتلال، ستتدفق 1.3 مليون فلسطيني باتجاه المستعمرات، فهل أجهزة السلطة
      قادرة على منع هذه الأمواج الرهيبة من السكان. لذلك نشطت السلطة في الفترة الماضية
      من عمل توعية للسكان وتحذيرهم من الدخول للمستعمرات لأنها سيكون بها بقايا قنابل
      وألغام، لكن هل هذا سيمنع هذه الجماهير؟!
      وتوجد مشكلة بعد رحيل الاحتلال في أن مساحة قطاع غزة - حسب اتفاقية رودس بين مصر
      والكيان الصهيوني عام 1949م - حوالي 437 كيلو مترًا مربعًا والآن حوالي 358.5 كيلومترًا مربعًا،
      أي أن الكيان الصهيوني صادر حوالي 79 ألف دونم وضمها للكيان الصهيوني من أرض قطاع غزة.
      ولعل أبرزها تقدم خط الهدنة مسافة كيلومترين شمال بيت حانون, أو ما يعرف بأراضي قرية دمرة,
      والتي أقام الكيان الصهيوني عليها مستعمرة [يتف هعسراة] [مزارع شبعا].

      أخـيـرًا:

      أرجو أن لا يتحول الهروب 'الإسرائيلي' من قطاع غزة إلى محنة فلسطينية، فليرحل شارون
      وجيشه عن غزة وليذهب إلى الجحيم، فليرحل بدون مفاوضات، وليبقَ شعار الوحدة الوطنية
      هو الشعار الخالد، وليبقَ الدم الفلسطيني خطًا أحمر، ولتفتح سجون السلطة للطابور الخامس
      لننعم بالأمن والأمان وحتى تزداد ثقتنا في السلطة الفلسطينية. فلا للمفاوضات ولا لدفع
      فاتورة الاحتلال, فليرحل الاحتلال وليذهب إلى الجحيم.

      د. كامل أبو ضاهر

      غزة هاشم/ فلسطين

      kabudaher@yahoo.com

      دكتوراه في الجغرافيا /الجامعة الإسلامية ]
      المصدر : مفكرة الإسلام
    • ]نعم هذا هو السؤال الأول لماذا تصر السلطه على دفع فاتورة الإنسحاب ؟
      والسؤال الثاني لماذا تنسحب اسرائيل أصلا هل خوفا من أبو مازن وجنوده
      أم خوفا من صواريخ حماس ؟
      والسؤال الثالث : لماذا تريد السلطة السيطرة على غزة ؟ وهل هي مستعدة
      لمواجهة المقاومة الفلسطينية بكل أطيافها ؟
      هل هذا الإنسحاب لمصلحة أهالي غزة ؟
      ماذا سيتفيد الفلسطينيون اذا ما انسحب الجنود والمستوطنون من وسط
      السجن الكبير في غزة واستمروا في السيطرة على الحدود مع مصر ؟
      الحدود والمطار والميناء في يدهم اذا مافائدة هذه السلطة اذا كانت لاتستطيع أن تمنع
      من تريد وتسمح لمن تريد من دخول أراضيها ؟
      المقاومة لم تنتهي ومزارع شبعا أخرى تظهر في غزة فعلى المقاومة توجيه نيرانها نحوها
      الشعب الفلسطيني مازال أمامه الكثير ليقاوم من أجله
      أراضي 67 والقدس وحق العودة هي أقل القليل الذي يستحقه هذا الشعب الذي
      يقاوم منذ أكثر من مائة عام
      ؟
      [/ ]