أصابعه الخمس






أصابعه الخمس في حجرِ البابِ ،

منقوشةٌ في التراب ،

وراسخةٌ في الغياب .

لها رسُمها في الأغاني

ودمعتُها في السَّراب .

تنادي على أرجوان الذبيحةِ

حتى تردَّ على شهقة العينِ

إن قدحتْ بالسموم .



أصابعه الخمس

كانت تَجزُّ الشواشي الغروب

وتبعثُ في الناي نارَ القلوبِ

وترمي على الكبشِ نَجمَ الهروبِ

هي الموقدُ الشَّهدُ

والنهرُ في مَشْيِهِ للغيوم .



أصابعُه كلُّ أطفاله ؛

في البراري ، وفي الشمس ،

في غفوةِ الشعرِ والجَمْرِ ،

والبدرِ في النحرِ

والماءُ من وجعٍ في النجوم .



أصابعُه خمسُ يَمامات صخرٍ

تنام على يقظةٍ في الرقوم .

نتوءٌ من السّحْرِ

في الصدرِ

كان يهمُّ ليقتحمَ المُرتقى

غير أنّ العصا والرّقَى

جَمّدَتْهُ

على هيئةٍ للوجوم .



أصابعه الخمس كفٌّ

على مدخل البيتِ ،

تاجٌ على قوس معبرنا

شاهدٌ للذهابِ إلى خبزنا ..

أو هي الدارُ

إن أتى ضيفنا ..



أصابعه الخمس عنواننا للطيور

إذا عبقت بالرسوم ،

وراحت قرونٌ ، وجاءت قرونٌ

ومرّت على البيت أفعى الرّجوم ،

فلم يَعُدِ القوسُ والبيتُ والطيّبونَ

ولم يبق غير الأصابع تَجمعُ

صورتَها في الجنون ..