مفاسد ظاهرة.. وأقدار نافذة.. وحكم قادمة.. (1)

    • مفاسد ظاهرة.. وأقدار نافذة.. وحكم قادمة.. (1)

      مفاسد ظاهرة.. وأقدار نافذة.. وحكمة ربانية قادمة.. (الجزء الأول)..

      زرت كثيراً من الدول في العالم شرقيه وغربيه، ومنها دول أوربا الغربية، والولايات المتحدة الأمريكية، وكندا..

      وبعض الدول تكررت زياراتي لها، وكتبت مذكراتي عن تلك الزيارات، وسميتها: "سلسلة في المشارق والمغارب"..

      وكنت أرى أن الفرصة المتاحة للمسلمين في الغرب لنشر الدعوة إلى الله ـ في ظل قوانين تلك الدول ـ مغرية و مسهلة لنشاطهم وتوطين دينهم في ذلك المجتمع..

      مع ما فيه من معوقات اجتماعية وثقافية وتشويه إعلامي وتعليمي لهذا الدين ومع وجود أحزاب وجمعيات شديدة الحقد على الإسلام والمسلمين، تود وتطالب دولها بطرد المسلمين من بلادهم إن لم يتأقلموا مع عادات الغرب وتقاليده..

      أقول: مع ذلك كله كنت أرى الفرصة ـ في ظل القوانين النافذة هناك ـ سيكون لها تأثير كبير في انتشار الإسلام في الغرب..

      إذ كان المسلمون قادرين على إنشاء مدارس ومعاهد وكليات وجامعات ومساجد ومراكز إسلامية، وأوقاف مؤسسات مالية، ومطابع ومكتبات ووسائل إعلامية محدودة ـ في أول الأمر ـ وقد تتسع فيما بعد..

      وقد تمكنوا فعلاً من إنشاء بعض تلك المرافق في كثير من البلدان الغربية، فشيدوا المساجد بجوار الكنائس أو حولوا بعضها إلى مساجد..

      وبنوا المدارس.. وكونوا الجمعيات الخيرية.. والطلابية وأنشأ بعضهم الأوقاف، وأقاموا الكليات وانتشر طلابهم في المدارس والكليات والجامعات الرسمية والمراكز العلمية والتخصصات الدقيقة..

      ولم يكن ينقصهم لنشر دينهم بقوة إلا اجتماع كلمتهم واعتصامهم جميعاً بحبل الله والإرادة القوية والوسائل المادية..

      وأصبح الدين الإسلامي في بعض تلك البلدان في المرتبة الثانية بعد النصرانية التي هي دين شعوبها ودولها، بل إن بعض الدول اعترفت بالإسلام رسمياً وترتب على ذلك معاملة أهله معاملة رسمية في فتح المدارس وإعاناتها..

      وكانت الأحزاب الحاكمة وكثير من المحاكم المدنية ـ مع خوفها من قوة انتشار الإسلام ـ تمنع المتشددين من العدوان على المسلمين ومرافقهم..

      وكانت الجمعيات الإسلامية الخيرية تجمع الأموال في المساجد لمساعدة المسلمين في بلدانهم، وقد أشرت إلى أنواع الإمكانات المتاحة لنشر الإسلام في مذكراتي الخاصة بالدول الغربية، في أوربا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا واليابان، ولخصتها في محاضرتي التي ألقيتها في قاعة المحاضرات الكبرى في الجامعة الإسلامية والتي طبعت في رسالة صغيرة بعنوان: "الدعوة إلى الإسلام في أوربا"..

      ولقد كان الحوار يدور بين رجال الدعوة والتعليم المسلمين حول كيفية تقوية توطين الإسلام في الغرب..

      وأذكر أن بعض كبار موظفي الجامعة الإسلامية تحدث معي في هذا الموضوع معجباً بالفرص المتاحة لها لتوطين الإسلام في البلدان الغربية في ظل القوانين المعمول بها هناك..

      ولقد قصر المسلمون في البلدان الإسلامية ومنها غالب الدول العربية، في مساعدة أبنائنا في الغرب بالمال الذي يمكن من يريد منهم العمل لنشر الإسلام بالطرق القانونية السلمية المدنية المتاحة..

      والتي كانت ستجعل المسلمين يتغلغلون في صفوف الغربيين ساسة وإعلاميين واقتصاديين حتى يصبحوا قوة لا يستهان بها تأخذ حقوقها كاملة وتدافع عن حقوق بلدانها مع نشر دينها..

      واغتنم تلك الفرص اليهود فكونوا الجمعيات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وتكاتفوا فيما بينهم وخططوا للتغلغل في صفوف الغربيين، حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من القوة التي مكنتهم من السيطرة على وسائل الإعلام وعلى مسيرة الاقتصاد والتحكم في الكتل التشريعية والتنفيذية..

      وكثير من المرافق العامة، وبخاصة في أمريكا التي رأوا فيها المسلمين يتكاثرون ومراكزهم تتوسع وتنتشر ووعيهم يقوى وتنظيمهم يتقدم، فأرعبهم ذلك وخافوا من أن يأتي يوم يجدون فيه المسلمين ينافسونهم في هذا البلد الذي استأثروا به وجنوا فيه ما لم يجنه منه أهله..

      وكان كثير من قادة أمريكا يستجيبون لهم ويدعمونهم سياسياً ودبلوماسياً وإعلامياً واقتصادياً وعسكرياً، ولكنهم لم يصلوا في دعمهم لهم إلى تغيير قوانينهم تغييراً يمكنهم من البطش بالمسلمين في داخل أمريكا راعية الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان..

      ولكن ذلك كله وغيره مما تمناه اليهود كما يظهر ذلك من كتاب اليهودي الحاقد "نتنياهو" في كتابه "استئصال الإرهاب" حصل بعد أحداث نيويورك..

      فقد غيرت أمريكا قوانينها وداست بأقدامها على الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، فاعتدى قادتها على المسلمين في داخلها وخارجها واحتلوا بلدانهم وخربوا ديارهم واغتصبوا مواردهم وعاثوا في الأرض فساداً، وأصبح المسلمون يتلقون الإذلال والظلم في بلدانهم وفي بلدان الغرب..

      بل أصبح بعض حكام المسلمين المناهضين للإسلام ودعاته يعتدون ـ ومن شايعهم من المنافقين الذين ملئت قلوبهم حقداً ـ على هذا الدين يهاجمون صميم الإسلام ومناهجه وأحكامه وأخلاقه، مناصرين لقادة الصليبيين واليهود الجدد، باسم الإرهاب والإرهابيين..

      وينسون عدوان الدول الغربية واليهود على الإسلام والمسلمين في العراق وأفغانستان وفي قلب الوطن الإسلامي :"فلسطين" وقدسها وأقصاها..

      ونواصل في الجزء الثاني تناول هذه المفاسد والأقدار والحكم..


      موقع الروضة الإسلامي..
      al-rawdah.net/r.php?sub0=start
    • نسال الله تعالى ان يعم الاسلام في كل بلاد العالم ويبعد الفتن والمنكرات عن المسلمين من قبل الاعداء الذين يكيدون للمسلمين ويحاولون نشر المفاسد وارائهم المنكرة في بلاد المسلمين بزعمهم نشر الحرية الديمقراطية الخرطية بينهم
      تشكر اخي على الموضوع
    • أخي لو حاولنا جمع و بحث و التنقيب عن الأسباب التي كانت نتيجة اليوم
      و المفارقات التي قد تدهش الكثرين فبينما ترتكب المجازر في بقاع المسلمين
      و إنتهكات حقوق الإنسان غير التشريد و الإستيطان ولإطهاد لطوائف الإسلامية
      نجد العالم يتكلم عن الإرهاب و كأنه اسم مرادف للإسلام ليس فقط على المستوى
      السياسي و القومي بل يمتد إلى الفكري و الثقافي فهناك أسباب كثيرة منها الإستعمار
      الركود الإقتصادي و الثقافي الدخائل و العولمة و لوحاولنا أتمعن و النضر بعمق في
      مجمل الأسباب سنحصرها بمسبب واحد هوه ترك الدين وسماته الفاضلة عبر حقب
      متوالية كانت نتيجتها اليوم و ما نحن عليه أخي نحن سعداء بوجدك و بتجربتك
      و يسرنا أن نقرأ المزيد فأمطر مطر جزاك الله خيرا