كلنا ندرك الامور ولاكن لا نشعر بها
الامور ندركها بالعقل ونستشعرها بالعاطفة
فكلنا يعرف الظلم ولا كننا نجهل الاحساس بة لأننا لم نظلم
وكلنا نعرف الحب ولا كننا نجهل الاحساس بة لأننا لم نحب
وبين الادراك بشيئ والشعور بة فرق وفرق كبيـــــــــــــــــر
ان العقل لا يعترف الا بالمنطق والعقلانية يضع الامور في نصابها فتجدة دايماً يرشدك الى الصواب
اما العاطفة فهى مجال واسع وافق رحب فلا حد لها ولا قيد لا تعترف بالواقع ولا ترضى بة

فكم من مظلوم وقع علية الظلم فشعر بة فأراد ان ينتصر لنفسة فطغى وتكبر وتجبر فاصبح من الظلمة
وكم من شخص دخل الحب الى قلبة فشعر بة فخدع وفجر ومكر فاصبح من الفسقة
وما ذاك الا انة للعقل حد يقف عندة فيميز بين الحق والباطل والخطا والصواب
بينما العاطفة لا تعترف بذالك كلة فقد سمعنا ان للعقل حدود فهل سمعتم ان للعاطفة حدود؟
بل انة الجنون بعينة جنون العاطفة والعاطفة ان لم تضبط صارت عاصفة
جنون العاطفة تمثل ذالك الجنون في كثير من الشخصيات عبر التاريخ الانساني الطويل
منها ما نعلمة وكثير ما نجهلة
تمثل جنون العاطفة في الزير سالم عندما اخرجتة عاطفة الظلم من دائر الحق عندما
قتل اخية فأراد الانتقام ولاكنة اسرف وتكبر وعلا وتجبر فلم يرضى ان يكون القاتل
مقابل القتيل بل حكم على القبيلة باكملها بالخراب والدمار

تمثل جنون العاطفة في مجنون ليلي عندما اخرجة سلطان الهوى ليجعلة اسير القلب
والعقل معاً بعد ماكان شاباً يافعاً صار شبح رهيباً يجلس في اطراف الحي منفرداً عاريا
مسلوب العقل يهذي ويخطط في الارض ويلعب بالتراب يهيم مع الوحوش يأكل معها
ويشرب معها حتى هلك في ارض مقشعرة مغبرة بين الصخور والاحجار

تمثل جنون العاطفة في تلك الفتاة التي صارت بسم الحب من البغايا وقدمت عشقها
وهواهاعلى عفتها وطهارتها وطاعت ربها فخسرت الاثنان معاٍ فلا حب دام ولا عفة
بقيت فقد سرق شرفها بعد ان سرق قلبها فأصبحت تحمل دمعاً في عينها وحسرةً في قلبها
وجنيناً في بطنها صارت ذليلة النفس حزينة القلب ثقلت الحياة عليها واى حياة لا لذة فيها
واى لذة لفتاة لا تستطيع ان تكون زوجة لرجل او اما لولد لا تستطيع ان تعيش
الا وهي خافضة راسها مرسلة دمعها واضعة خدها على كتفهالا تدري اين تذهب
ولا ماذا تصنع ولا كيف تعيش!

والشاهد ان الامور متى ما كانت تحت سلطة العقل ترضى بحكمة وتستجيب لندائة فهي
دائماً على الحق او قريبة منة واذا اصبحت تحت سيطرة العاطفة وحكم الهوى فهي
غير محمودة العواقب
فيا ايها القارئ اجتهد كل الاجتهاد في الحفاظ على نفسك التى بين جنبيك فهي مودوعة
من رب العالمين لديك فلا تشطح بها اقصى اليمين فتعيش حياة الجفاف والشدة ولا تشطح
بها اقصى اليسار فيصبح امرك فرطا وعش حياة الوسطية والاعتدال