مفهوم الفشل الدراسي .
مدلولات تعدد التسمية واضطرابها .
يدخل الطفل المدرسة وكلّه تساؤلات .
نظرة تحليلية حول مفهوم الفشل.
[mark=000066]مفهوم الفشل الدراسي : [/mark]
للفشل الدراسي مدلولات تعددت فيها التسمية واضطربت، فقد ارتبط لدى كل التربويين "الفشل الدراسي" بمفهوم التعثر الدراسي الموازي إجرائيا للتأخر، التخلف واللاتكيف الدراسي وكثير من المفاهيم التي تلاقى تاريخها والتي تعمل في سبيل جعل سوسيولوجيا التربية أداة لوضع الملمس على الأسباب الداخلية للمؤسسة التربوية من خلال إنتاجها لللا مساواة، تهم بالخصوص التطبيقات الحياتية
إلا أن مصطلح الفشل الدراسي له نهائية مدلول ضمني حيث أن استعماله يؤدي إلى افتراض أمر واقع ونهائي يتجلى في فشل تام عن متابعة الدراسة، ويقوم مثل هذا الافتراض على أساس الاعتقاد في أن حالة الفشل الدراسي غير قابلة للتعديل والتصحيح بعكس الأثر الحالي الذي يوحي به مصطلح " التعثر الدراسي" أو غيره دون اعتبار الأثر الضعيف للقاسم المشترك لكل المفاهيم من حيث حضور الآليات البيداغوجية والديداكتيكية التي تتحكم فيها المدرسة لمعالجة أسباب التعثر الدراسي حيث أن السبب مشخص والعلاج محدد، وبالتالي نتوجه بالتحديد إلى الإجابة على أسئلة عريضة مثل من ندرس؟ ماذا ندرس؟ كيف ندرس؟
[mark=000066]
مدلولات تعدد التسمية واضطرابها:[/mark]
إن للصورة المتطورة لمفهوم الفشل الدراسي التضمينات المهمة داخل سوسيولوجيا التربية من حيث اهتمامها بالمؤسسات التعليمية كمنشآت اجتماعية أنشأها المجتمع لتحقيق حاجات محددة تطبع به الأفراد تطبعا اجتماعيا يجعل منهم أعضاء منسجمين مع واقعهم الاجتماعي صالحين لتوسيع علاقات الأنا مع الآخر والانسلاخ عن مركزية الأنا من الناحية العلائقية والاجتماعية في آن واحد.
وتدخل المدرسة من خلال هذا التعريف ضمن ما سماه (كيلباتريك – Kilpatrick) بـ "التنظيمات الاجتماعية التي تحدد وظائفها في تنظيم علاقة الأفراد بعضهم البعض بهدف تحقيق حياة أفضل"لا ينفصل مفهوم الفشل الدراسي عن مقابله "النجاح الدراسي" من حيث الأسباب 0التي تؤدي إلى النجاح الدراسي لها فالإحالة العميقة عن دائرة الانحرافات التي فرضها الفشل الدراسي كنتيجة سلبية غيرت من خريطة استهلاك هذا المفهوم داخل الأوساط التربوية، من ثمّ فالفشل الدراسي ليس سوى نتيجة للقاعدة التي نعطيه لها.
لا أقصد هنا أن أفصل بين المفهومين، فهما وجهان لعملة واحدة. فكل ما هو فشل دراسي يحقق وضعية قابلة للعلاج انطلاقا من إصلاح شامل للمنظومة التربوية عبر إصلاحها من الوجهة الاقتصادية والسياسية والثقافية. أما كل ما هو تعثر، تأخر، تخلف أو لا تكيف دراسي فهي وضعيات قابلة للتدخل بشكل فوري داخل الوسط المدرسي، أما فيما يتعلق بمفهوم النجاح المدرسي فهو يعكس الوضعية المريحة للنسق التربوي والمؤسسة الاجتماعية التي تحقق أهدافها في ظل النظام الثقافي السائد.
[mark=000066]يدخل الطفل المدرسة وكله تساؤلات: [/mark]
هل تستطيع المدرسة أن تنقل حقائق العالم الذي نعيش فيه؟ بالمقارنة مع العالم الذي يلج به عالم المدرسة ولا يتركه وراء ظهره من : قواعد للسلوك معينة، المؤثرات الاجتماعية منذ الولادة، مهارات اجتماعية، عادات لغوية ... حيث يستجيب المتدارس للمواقف التربوية على أساس مرجعياته الثقافية الأولى والتي تؤثر في شخصيته بالشكل الذي يصعب معه تفكيك الزمن الموروث داخل المدرسة.
وإذ نجد الانتقادات العميقة لعلم الاجتماع وخصوصا لسوسيولوجيا التربية وأسباب سيرها البطيء نحو مواقع متقدمة تجعل لها مركزا مستقرا لاستيعاب الأفكار وإنتاج عالم الأجوبة لزمن لا زال لم يتوقف ولم ينتهي.
نجد أن البحث السوسيولوجي للمسألة التربوية يتخطى الآن البدايات الصعبة نحو تأسيس أرضية نظرية لها علاقة جدلية بالتطبيق. يقول ج. ف. نيللر :
[mark=990000] "إن التربية مهنة تتوسل بالنظرية من أجل خدمة التطبيق". [/mark]
وقد تجد التربية عالم من الأجوبة التي تبتكر العالم من جديد في علم الاجتماع الذي إذ يقلق يهدم النموذج القائم لإبداع آخر يتناول فيه الواقع المحلي بدءا من الإنسان ذاته مرورا بالمؤسسات الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية وانتهاء بالنمط الإيديولوجي لتحقيق دوام واستمرار المجتمع عبر التربية.
حينما يركز هذا التصور (التصور السوسيولوجي للتربية) في تحليله للمسألة التربوية، على بعدها الاجتماعي، فإنه لا ينبغي أن يفهم من ذلك اختزال هذه المسألة في بعد واحد ووحيد من أبعادها وإغفال جوانبها الأخرى، فهي –كما هو معروف- من الغنى والتعقد بحيث تستلزم وعيا نظريا ومنهجيا بكل مكوناتها وأبعادها الاجتماعية والسيكولوجية والاقتصادية...الخ..
والفشل الدراسي للطفل لا يعني عدم ذكائه فقد يكون طفلك فضولياً جداً، شغوفاً بالتاريخ والنجوم، يسأل عن كل شيء ويريد توضيحاً وتعليلاً لكل شيء، لكنه مع ذلك غير متفوق في الدراسة. لماذا؟ ربما يكون ذكاء طفلك أكبر من سنِّه بكثير!
لو أجرينا اختبار معدَّل الذكاء على بعض الأطفال، لوجدنا أنهم أذكى بكثير من المعدل الطبيعي، مع ذلك فإن بعض هؤلاء الأطفال قد يبدون تقصيراً في المدرسة وتكون علاماتهم أقل من المستوى المطلوب.
إن مثل هؤلاء الأطفال الموهوبين أو السابقين أعمارهم، يحتاجون أحياناً إلى المساعدة لاستعادة الثقة في أنفسهم. كيف نعرف هؤلاء الأطفال، وكيف نخرجهم من دائرة الفشل المدرسي التي قد يقعون فيها؟
[mark=009933]الذاكرة والخيال:[/mark]الطفل المبكر يتحدث غالباً باكراً وبشكل واضح ومن دون تلعثهم، وفي سن الثالثة يسأل عن الكون والحياة والموت. وغالباً ما يكون هذا الطفل حساساً ذا خيال واسع، ويميل إلى المزاح، كما يحب الألعاب المبنية على قواعد معقدة، أو يبتكر ألعابه الخاصة. وتساعده ذاكرته القوية على استيعاب الكثير من الأمور من دون أن يبذل مجهوداً، وهو يظهر حباً للقراءة، وقد يتقن التهجئة في سن الثالثة أو الرابعة. وغالباً ما تُختصر سنوات دراسته في مرحلة الروضة.
وعلى الرغم من كل تلك الميزات، فقد يجد مثل هذا الطفل نفسه تائهاً في المدرسة وسط من هم أكبر منه سناً، وقد لا يعطي النتيجة المرجوّة.
وفي الثامنة من عمره، يفكِّر الطفل المبكر بعقلية ابن الثانية عشرة، لكنه يتصرّف مثل رضيع كبير، وتكون النتيجة في أنه يشعر بعدم الارتياح، إذ لا يجد مكانه وبين رفاقه وقد يقوده ذلك إلى الابتعاد عن مواهبه وقدراته، كي يكون على الأقل مثل الآخرين!
وأحياناً، يظهر الطفل المتفوق فرقاً كبيراً بين تطوره الفكري وقدراته الجسدية، فبعض الأطفال المبكرين لا يكونون موهوبين في الألعاب الرياضية، والبعض الآخر تكون خطوطهم رديئة. وغالباً ما يكون الطفل المبكر ذا مخيلة واسعة، فإذا تأخرت أمه عن الحضور يظن أن مكروهاً قد أصابها.
[mark=009966]الملل في المدرسة:[/mark] في الصف، قد ينغلق الطفل المبكر في أحلامه، أو يثير الفوضى بين زملائه، وتراه يتسلى ولا يركز كثيراً، ويرتكب أخطاءً في أبسط المسائل الحسابية مع انه قادر على حل المسائل المعقدة التي غالباً ما تستهويه وفي العادة يكون مثل هذا الطفل بطيئاً، لكنه يتم عمله على أكمل وجه، كما انه لا يحب العمل المتكرِّر، ويكره جداول الضرب وتصريف الأفعال. والطفل المبكر قد لا يبذل مجهوداً لأنه في بعض المجالات ينجح من دون محاولة، فهو يجد حلولاً سريعة بصورة حدسية لكنه كلما تقدم في دراسته احتاج إلى العمل أكثر وإلى وسائل جديدة كي ينجح.
حلول تخرجه من الفشل: لأن الطفل الذي يسبق سنّه يميل كثيراً إلى التسلية واللعب فهو يحتاج للمساعدة أكثر من غيره من الأطفال للقيام بأعماله اليومية، لأجل ذلك على الأم ألا تتردّد في مساعدته على توضيب محفظته مثلاً، وأن تعمل على إيقاظه في الوقت المطلوب.. وعليها باختصار، أن تجنِّبه كل تأخير ونسيان.
أما من ناحية العمل، فيُستحسن أن نساعد الطفل المتفوِّق على أن يكون أستاذاً، لأن مثل هذا الطفل غالباً ما يمتلك أساليبه الخاصة لحل المسائل، وهو دائماً يطالب بحقه في العمل كما يريد. ومن غير المفيد أن نركز على هذه النقطة وأن نقول له إنه سوف يتعرّض للفشل.
مع ذلك، على مثل هذا الطفل أن يتكيف مع القواعد العامة، وإذا كان يحب اتخاذ المبادرات فبإمكانه القيام بمشاريع وأبحاث يقدمها لمدرسه، وهذه طريقة مثالية لتعميق معلوماته ولإعطائه ثقة أكثر في نفسه
[mark=CC9900]
المصادر والمراجع:
1- ج..ف. نيللر "انتروبولوجيا التربية"، (الأصول الثقافية للتربية) المترجمون : ذ. محمد منير مرسي – د. محمد عزة عبد الموجود ويوسف ميخائيل أسعد، الناشر : عالم الكتب، القاهرة 1964، الصفحة 3.
2ـ عبد الدايم عبد الله، (1998) دور التربية والثقافة في بناء حضارة إنسانية جديدة، القاهرة.
3 ـ وطفة، علي أسعد، (1998) علم الاجتماع التربوي وقضايا الحياة التربوية المعاصرة، الطبعة الثانية، الفلاح، الكويت.
4- د. عبدون سيف الدين، استبيان عن أسباب صعوبات التعليم، دار الفكر العربي ، القاهرة[/mark]
مدلولات تعدد التسمية واضطرابها .
يدخل الطفل المدرسة وكلّه تساؤلات .
نظرة تحليلية حول مفهوم الفشل.
[mark=000066]مفهوم الفشل الدراسي : [/mark]
للفشل الدراسي مدلولات تعددت فيها التسمية واضطربت، فقد ارتبط لدى كل التربويين "الفشل الدراسي" بمفهوم التعثر الدراسي الموازي إجرائيا للتأخر، التخلف واللاتكيف الدراسي وكثير من المفاهيم التي تلاقى تاريخها والتي تعمل في سبيل جعل سوسيولوجيا التربية أداة لوضع الملمس على الأسباب الداخلية للمؤسسة التربوية من خلال إنتاجها لللا مساواة، تهم بالخصوص التطبيقات الحياتية
إلا أن مصطلح الفشل الدراسي له نهائية مدلول ضمني حيث أن استعماله يؤدي إلى افتراض أمر واقع ونهائي يتجلى في فشل تام عن متابعة الدراسة، ويقوم مثل هذا الافتراض على أساس الاعتقاد في أن حالة الفشل الدراسي غير قابلة للتعديل والتصحيح بعكس الأثر الحالي الذي يوحي به مصطلح " التعثر الدراسي" أو غيره دون اعتبار الأثر الضعيف للقاسم المشترك لكل المفاهيم من حيث حضور الآليات البيداغوجية والديداكتيكية التي تتحكم فيها المدرسة لمعالجة أسباب التعثر الدراسي حيث أن السبب مشخص والعلاج محدد، وبالتالي نتوجه بالتحديد إلى الإجابة على أسئلة عريضة مثل من ندرس؟ ماذا ندرس؟ كيف ندرس؟
[mark=000066]
مدلولات تعدد التسمية واضطرابها:[/mark]
إن للصورة المتطورة لمفهوم الفشل الدراسي التضمينات المهمة داخل سوسيولوجيا التربية من حيث اهتمامها بالمؤسسات التعليمية كمنشآت اجتماعية أنشأها المجتمع لتحقيق حاجات محددة تطبع به الأفراد تطبعا اجتماعيا يجعل منهم أعضاء منسجمين مع واقعهم الاجتماعي صالحين لتوسيع علاقات الأنا مع الآخر والانسلاخ عن مركزية الأنا من الناحية العلائقية والاجتماعية في آن واحد.
وتدخل المدرسة من خلال هذا التعريف ضمن ما سماه (كيلباتريك – Kilpatrick) بـ "التنظيمات الاجتماعية التي تحدد وظائفها في تنظيم علاقة الأفراد بعضهم البعض بهدف تحقيق حياة أفضل"لا ينفصل مفهوم الفشل الدراسي عن مقابله "النجاح الدراسي" من حيث الأسباب 0التي تؤدي إلى النجاح الدراسي لها فالإحالة العميقة عن دائرة الانحرافات التي فرضها الفشل الدراسي كنتيجة سلبية غيرت من خريطة استهلاك هذا المفهوم داخل الأوساط التربوية، من ثمّ فالفشل الدراسي ليس سوى نتيجة للقاعدة التي نعطيه لها.
لا أقصد هنا أن أفصل بين المفهومين، فهما وجهان لعملة واحدة. فكل ما هو فشل دراسي يحقق وضعية قابلة للعلاج انطلاقا من إصلاح شامل للمنظومة التربوية عبر إصلاحها من الوجهة الاقتصادية والسياسية والثقافية. أما كل ما هو تعثر، تأخر، تخلف أو لا تكيف دراسي فهي وضعيات قابلة للتدخل بشكل فوري داخل الوسط المدرسي، أما فيما يتعلق بمفهوم النجاح المدرسي فهو يعكس الوضعية المريحة للنسق التربوي والمؤسسة الاجتماعية التي تحقق أهدافها في ظل النظام الثقافي السائد.
[mark=000066]يدخل الطفل المدرسة وكله تساؤلات: [/mark]
هل تستطيع المدرسة أن تنقل حقائق العالم الذي نعيش فيه؟ بالمقارنة مع العالم الذي يلج به عالم المدرسة ولا يتركه وراء ظهره من : قواعد للسلوك معينة، المؤثرات الاجتماعية منذ الولادة، مهارات اجتماعية، عادات لغوية ... حيث يستجيب المتدارس للمواقف التربوية على أساس مرجعياته الثقافية الأولى والتي تؤثر في شخصيته بالشكل الذي يصعب معه تفكيك الزمن الموروث داخل المدرسة.
وإذ نجد الانتقادات العميقة لعلم الاجتماع وخصوصا لسوسيولوجيا التربية وأسباب سيرها البطيء نحو مواقع متقدمة تجعل لها مركزا مستقرا لاستيعاب الأفكار وإنتاج عالم الأجوبة لزمن لا زال لم يتوقف ولم ينتهي.
نجد أن البحث السوسيولوجي للمسألة التربوية يتخطى الآن البدايات الصعبة نحو تأسيس أرضية نظرية لها علاقة جدلية بالتطبيق. يقول ج. ف. نيللر :
[mark=990000] "إن التربية مهنة تتوسل بالنظرية من أجل خدمة التطبيق". [/mark]
وقد تجد التربية عالم من الأجوبة التي تبتكر العالم من جديد في علم الاجتماع الذي إذ يقلق يهدم النموذج القائم لإبداع آخر يتناول فيه الواقع المحلي بدءا من الإنسان ذاته مرورا بالمؤسسات الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية وانتهاء بالنمط الإيديولوجي لتحقيق دوام واستمرار المجتمع عبر التربية.
حينما يركز هذا التصور (التصور السوسيولوجي للتربية) في تحليله للمسألة التربوية، على بعدها الاجتماعي، فإنه لا ينبغي أن يفهم من ذلك اختزال هذه المسألة في بعد واحد ووحيد من أبعادها وإغفال جوانبها الأخرى، فهي –كما هو معروف- من الغنى والتعقد بحيث تستلزم وعيا نظريا ومنهجيا بكل مكوناتها وأبعادها الاجتماعية والسيكولوجية والاقتصادية...الخ..
والفشل الدراسي للطفل لا يعني عدم ذكائه فقد يكون طفلك فضولياً جداً، شغوفاً بالتاريخ والنجوم، يسأل عن كل شيء ويريد توضيحاً وتعليلاً لكل شيء، لكنه مع ذلك غير متفوق في الدراسة. لماذا؟ ربما يكون ذكاء طفلك أكبر من سنِّه بكثير!
لو أجرينا اختبار معدَّل الذكاء على بعض الأطفال، لوجدنا أنهم أذكى بكثير من المعدل الطبيعي، مع ذلك فإن بعض هؤلاء الأطفال قد يبدون تقصيراً في المدرسة وتكون علاماتهم أقل من المستوى المطلوب.
إن مثل هؤلاء الأطفال الموهوبين أو السابقين أعمارهم، يحتاجون أحياناً إلى المساعدة لاستعادة الثقة في أنفسهم. كيف نعرف هؤلاء الأطفال، وكيف نخرجهم من دائرة الفشل المدرسي التي قد يقعون فيها؟
[mark=009933]الذاكرة والخيال:[/mark]الطفل المبكر يتحدث غالباً باكراً وبشكل واضح ومن دون تلعثهم، وفي سن الثالثة يسأل عن الكون والحياة والموت. وغالباً ما يكون هذا الطفل حساساً ذا خيال واسع، ويميل إلى المزاح، كما يحب الألعاب المبنية على قواعد معقدة، أو يبتكر ألعابه الخاصة. وتساعده ذاكرته القوية على استيعاب الكثير من الأمور من دون أن يبذل مجهوداً، وهو يظهر حباً للقراءة، وقد يتقن التهجئة في سن الثالثة أو الرابعة. وغالباً ما تُختصر سنوات دراسته في مرحلة الروضة.
وعلى الرغم من كل تلك الميزات، فقد يجد مثل هذا الطفل نفسه تائهاً في المدرسة وسط من هم أكبر منه سناً، وقد لا يعطي النتيجة المرجوّة.
وفي الثامنة من عمره، يفكِّر الطفل المبكر بعقلية ابن الثانية عشرة، لكنه يتصرّف مثل رضيع كبير، وتكون النتيجة في أنه يشعر بعدم الارتياح، إذ لا يجد مكانه وبين رفاقه وقد يقوده ذلك إلى الابتعاد عن مواهبه وقدراته، كي يكون على الأقل مثل الآخرين!
وأحياناً، يظهر الطفل المتفوق فرقاً كبيراً بين تطوره الفكري وقدراته الجسدية، فبعض الأطفال المبكرين لا يكونون موهوبين في الألعاب الرياضية، والبعض الآخر تكون خطوطهم رديئة. وغالباً ما يكون الطفل المبكر ذا مخيلة واسعة، فإذا تأخرت أمه عن الحضور يظن أن مكروهاً قد أصابها.
[mark=009966]الملل في المدرسة:[/mark] في الصف، قد ينغلق الطفل المبكر في أحلامه، أو يثير الفوضى بين زملائه، وتراه يتسلى ولا يركز كثيراً، ويرتكب أخطاءً في أبسط المسائل الحسابية مع انه قادر على حل المسائل المعقدة التي غالباً ما تستهويه وفي العادة يكون مثل هذا الطفل بطيئاً، لكنه يتم عمله على أكمل وجه، كما انه لا يحب العمل المتكرِّر، ويكره جداول الضرب وتصريف الأفعال. والطفل المبكر قد لا يبذل مجهوداً لأنه في بعض المجالات ينجح من دون محاولة، فهو يجد حلولاً سريعة بصورة حدسية لكنه كلما تقدم في دراسته احتاج إلى العمل أكثر وإلى وسائل جديدة كي ينجح.
حلول تخرجه من الفشل: لأن الطفل الذي يسبق سنّه يميل كثيراً إلى التسلية واللعب فهو يحتاج للمساعدة أكثر من غيره من الأطفال للقيام بأعماله اليومية، لأجل ذلك على الأم ألا تتردّد في مساعدته على توضيب محفظته مثلاً، وأن تعمل على إيقاظه في الوقت المطلوب.. وعليها باختصار، أن تجنِّبه كل تأخير ونسيان.
أما من ناحية العمل، فيُستحسن أن نساعد الطفل المتفوِّق على أن يكون أستاذاً، لأن مثل هذا الطفل غالباً ما يمتلك أساليبه الخاصة لحل المسائل، وهو دائماً يطالب بحقه في العمل كما يريد. ومن غير المفيد أن نركز على هذه النقطة وأن نقول له إنه سوف يتعرّض للفشل.
مع ذلك، على مثل هذا الطفل أن يتكيف مع القواعد العامة، وإذا كان يحب اتخاذ المبادرات فبإمكانه القيام بمشاريع وأبحاث يقدمها لمدرسه، وهذه طريقة مثالية لتعميق معلوماته ولإعطائه ثقة أكثر في نفسه
[mark=CC9900]
المصادر والمراجع:
1- ج..ف. نيللر "انتروبولوجيا التربية"، (الأصول الثقافية للتربية) المترجمون : ذ. محمد منير مرسي – د. محمد عزة عبد الموجود ويوسف ميخائيل أسعد، الناشر : عالم الكتب، القاهرة 1964، الصفحة 3.
2ـ عبد الدايم عبد الله، (1998) دور التربية والثقافة في بناء حضارة إنسانية جديدة، القاهرة.
3 ـ وطفة، علي أسعد، (1998) علم الاجتماع التربوي وقضايا الحياة التربوية المعاصرة، الطبعة الثانية، الفلاح، الكويت.
4- د. عبدون سيف الدين، استبيان عن أسباب صعوبات التعليم، دار الفكر العربي ، القاهرة[/mark]