·*·.,.·* كيفية الوقايه من العين والحسد

    • ·*·.,.·* كيفية الوقايه من العين والحسد


      إذاً ما هي سبل الوقاية من العين وما هو العلاج في حال وقع الضرر من أثر العين ؟



      الوقاية من العين تبدأ أولاً من عند العائن نفسه قبل استحكام النظرة إن استدرك وذكر الله تعالى بكلمة ما

      شاء الله أو ما شابهها من التبريك ، يكون قد أذهب عن صاحبه ما قد يترتب على العين من الأذى بعد

      مشيئة الله ، وقد ورد في الحديث :" من رأى شيئاً فأعجبه فقال : ما شاء الله لا قوّة إلا بالله لم يضرُّه "

      وهناك طريقة عملية للعلاج يقوم بها العائن ، ولكن بعد استحكام العين في المعيون ولها أصل في الشريعة

      وقد يصعب تنفيذها إلا أننا أمرنا بها ، وهو أن يتوضّأ العائن أو يغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف

      رجليه وداخلة إزاره في قدح ، وداخلة إزاره أي ما يلي جسده من الإزار كالورك والفخذ . ثم يُصَبُّ ذلك الماء

      على رأس وظهر المعيون .

      وقد حصل ذلك في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث كان سهل بن حنيف ؟ أبيض وحسن

      الجسم والجلد فنظر إليه عامر بن ربيعة فقال : ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة ، فصرع سهل من ساعته

      ووقع مغشياً عليه ، فلما علم بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : علام يقتل أحدكم أخاه ؟ هلا

      إذا رأيت برّكت ؟ ثم قال : " اغتسل له " فغسل ما ذكرناه آنفاً ثم صب على رأسه وظهره فقام سهل ليس

      به بأس ". رواه أحمد والنسائي وفي رواية مالك أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عامر أن يتوضّأ له .

      ولا بد لمن يقوم بهذه الطريقة من الوثوق بكلام النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول ابن القيم : هذه الكيفية

      لا ينتفع بها من أنكرها ، ولا من سخر منها ، ولا من شك فيها ، أو فعلها مجرباً غير معتقد .


      ومن فوائد هذا الحديث ، أن على المؤمن أن يبرّك لصاحب النعمة ويبادر الى الدعاء له ويكون ذلك بمثابة

      الرقية له ، ولو كان صالحاً ولو نظر من باب الإعجاب فإنه قد يضر صاحبه من حيث لا يدري .


      ماذا لو لم يستطع المعيون الحصول على ماء وضوء العائن لصعوبة تقبل الأمر لدى العائن غالباً ، مع أن النبي -

      صلى الله عليه وسلم- أمرنا بالاستجابة فقال " وإذا استغسلتم فاغسلوا

      في هذه الحالة وبعد حصول الضرر من أثر العين واستحالة الحصول على ماء الوضوء من العائن ، ننتقل الى

      المرحلة الثانية من العلاج وهي الرقية بالقرءان والأدعية المأثورة كما مرّ معنا في حديث الجارية التي في

      وجهها سفعة من العين فقال -صلى الله عليه وسلم- استرقوا لها فإن بها النظرة ". ومن منطلق قول النبي -

      صلى الله عليه وسلم- " من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل " يقوم أحد إخوانه من المؤمنين بوضع يده

      على رأس المصاب ويقول :" بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء يؤذيك ، ومن كل نفس أو عين حاسدٍ

      الله يشفيك ، بسم الله أرقيك ". أو يحضر إناء به ماء ويقرأ عليه المعوذات ثم يقول " اللهم رب الناس أذهب

      البأس ، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاءً لا يغادر سقماً " فقد روى الصحابي أبا سعيد

      الخدري -رضي الله عنه- قال :" كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من عين الجان ثم أعين الإنس

      فلما نزلت المعوذتان أخذهما وترك ما سواهما " رواه الترمذي- وعلى الراقي أن يكون من أهل التقى

      والصلاح ، ومن الأفضل للمؤمن أن يكون له أوراداً وأذكاراً يواظب عليها تقيه شر العين والحسد و شر الشيطان وأذاه .


      ما الفرق بين العائن والحاسد وهل هناك من قاسم مشترك بينهما ؟



      من المعلوم أن الحسد أعمّ من العين ، والبواعث على الحسد سبعة كما ذكرها الإمام الغزالي رحمه الله ? العداوة والكبر والتعجب ، والخوف من فوت المقاصد المحبوبة ( حيث يتزاحم المرء وأخوه على مقصود واحد) ، وحب الرياسة ، وخبث النفس وبخلها ،وهي أشد خطراً حيث أن العائن قد يكون أصاب صاحبه من باب الإعجاب فقط ليس إلا ، أما الحاسد فهو كاره للنعمة على أخيه ويتمنى زوالها عنه وغالباً ما يجتمع الحسد مع العين وليس العكس .


      والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول :" الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب " ، والمؤمن الحق لا يحسد أحداً على نعمة بل يغبطه قال -صلى الله عليه وسلم- " إن المؤمن يغبط والمنافق يحسد " رواه ابن أبي الدنيا ، والغبطة أن يتمنى لنفسه ما كان لأخيه من النّعم ، وقد أثنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على رجل من الأنصار أمام أصحابه فقال :" يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة " فتتبع أحد الصحابة وهو عبدالله بن عمرو بن العاص أخباره ، فلم يجد عنده كثير صلاة ولا صيام ثم قال الرجل لعبد الله :" ما هو إلا ما رأيت إلا أني لا أجد على أحد من المسلمين في نفسي غشاً ولا حسداً على خير أعطاه الله إياه ".


      وأول خطيئة كانت الحسد ، حسد إبليس آدم -صلى الله عليه وسلم- على رتبته ، فكان الكبر والحسد الباعث له على عدم السجود لآدم ، وذكر الله تعالى حسد إخوة يوسف -صلى الله عليه وسلم- وعبّر عما في قلوبهم بقوله تعالى إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ " . يوسف 152 ? وأثنى الله تعالى على الذين لا يحسدون فقال :" ولا يجِدون في صُدورِهِمْ حاجةً ممّا أوتوا " 153 الحشر ، وقال تعالى في مَعْرِضِ الإنكار " أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ ءَاتَيْنَا ءَالَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا " النساء 54