طلاق العاطفة

    • طلاق العاطفة

      طلاق العاطفة

      قد يَحدث في العلاقة الزوجية فُتوراً في تنمية مَودة الشريكيْنِ معاً ، وقد يُصاحب هذا الفُتور نوعاً من عدم المَيْل والرغبة في التجانس ، فيؤدي ذلك إلى نُفور التراجع عن قرار الطلاق .. فَـيُؤدي ذلكَ النفور إلى نقطة النهاية غير المرغوبة في هذه العلاقة .. ألا وهو قرار الانفصال أو قرار الطلاق . وقد يُعَلّّل كُل مِنهما أسباب قُبـوله وارتباطه بالآخر، بصورةٍ سلبيّةٍ غير توافقيّة .. وقد يتجنّى أحدهُما فيقول : تلك كانت غلطة ..! وقد يتوسع الكلام إلى الإهانات والقذف في المسائل ذات العلاقة بالشخصية نفسها ، فيعبِّر كُل مِنهما ، بصوتٍ فيه من التحدي الكثير ، وقد ينتهي الأمر بِهما إلى مُفترق الطرق ، ناهيكَ عن حالات الغضب في سويعات الحماقة .. فيجهر أحدهما بصراحةٍ ، إستعدادهُ للتخلّي عن هذه المودة ، طالما الأمر يصل إلى حد عدم القبول أو الرفض الغضبي .. وقد يكون تدخل الأهل هو القرار المشئوم في فَضّ هذه النزاعات .. فتزداد العلاقة سُوءً ، كُلّما تَدَخّل فيها طرف ثالث ، بطريقةٍ تتجرد من المصداقية لترميم مُستوى تفاقم التفاهم المنزلي ، وسيكون مَردودها ، إنعكاس سَلبي على قَدَر مَشاعر وبُغض وكراهية الزوجين بل وبِقَدر حماقتهم وتحاملهم على بعضهم ، خاصة وأنهما حديثا الزعل أو حديثا التجربة ، وفي هذه الحالةِ سيحملّ كل مِنهما مشاعرَ الخوف والحذر والترقُّب لردّة فِعْل الأخر .. خاصة إذا ما قام أحدهما بإبداء رغبته إلى الانعطاف الايجابي ، وقرار الرجوع على بساط الحميمية ، وقد تبدو بعض الزوجات ، أو يبدو لهن الأمر مُحرجاً بعض الشيء ، خاصة ، إذا ما بادرتْ هي بطلب الرجوع والعودة إلى الحياة الجديدة ، بعد تحريكها ماءها الراكد ، والسعي إلى تواصل هذه الحميمية ، بنفس توّاقة إلى الحياة الجديدة . ولكنها تصطدم ببعض المُعوّقات في مُجتمعاتنا ، فالظروف الاجتماعية تَمنعها ، ذلك لأن التوجّه المُجتمعي غير مُساعد إلى دفعها إلى حياتها الجديدة ، فما تُبديه بعض الأسر من تحفظات لمشاعر الحرج والكِبْرياء المُجتمعي .! لا يخلق حياة طيبة ، ولا يصنع للحياة الأسرية إستقراراً ، والأمر يبدو أكثر غرابة ، إذا ما طالب ـ أُولئك ـ المطلقين والمطلقات لاستئناف حياتهم الجديدة ، وفتح صفحة جديدة في هذه العلاقة ، من أجل إيجاد مخارج لِبُنية أكثر تماسكاً لمواجهة تحديات العلاقات الزوجية وإشكالاتها المختلفة . وما يشوبها من إنحدار أو فُتور في مَودتها وسَكن عاطفتها . وقد نطرح أسئلتنا لبناء هذه الأسرة ، ريثما نجد الحل المُناسب الذي يدعونا لفتح صفحة في علاقاتنا المتوترة في مُعظم الأحايين . وبقدر هذا التعاطف النسبي ، لأسرة قادرة على النهوض والشراكة في خِدمة مُجتمعها ، لحياة أكثر إستقراراً وأكثر نجاحاً .. ينعطف بنا الأمر إلى سؤالنا هذا .. هل تستطيع المرأة المُطلقة أن تَقضم مَرارتها وتنسى إهانة طَلاقها ، وتعود إلى زوجها السابق ، إذا ما طالب طليقها بعودتها ..؟! وهل يجد الزوج فُرصته الأكيدة للتراجع عن قرار طلاقه لزوجته ، إذا ما أبدتْ الزوجة مُوافقتها أو مَيلها نحو العيش بسلام ووئام ؟! وهل بمقدور المجتمع الساعي لبناء قاعدة متينة من نشاط الاستقرار والآمان لحياةٍ بنّاءةٍ قادرة على النجاح ـ خاصة ـ إذا ما تأزّمتْ علاقاتهما مُجدداً بسبب بواعث عدم المصداقية والاطمئنان لحياة أُخرى قادمة .!؟ وهل يُمكننا أن نتقاسم مَعُهما بعض الصعوبات ، تجاوزاً منا لرفض حالات توتر علاقات الأسرة الواحدة ، وضَمِّها إلى حياة المجتمع ، ليسود الاستقرار والأمان العائلي . أملاً في إشراقةِ علاقة جديدة . تعتمد على الحب والتفاهم والحوار الهادف لدفع الحياة إلى الشراكة الناجحة . وأنا بدوري أُأوكد لكم جميعاً أنه لو أثبتَ كُل مِنهما حُسن نيتهُ للآخر ، بأنه يَحمل مشاعر الحياة الجديدة ، مُستأنفاً جِدّيته في تأمين مَساعيه نحو شريكه ، مُبيّناً حِرصه على بقائها هادئة وجميلة . سوف يجد فوراً ، مشاعر أكثر قُدرة على التراضي وبناء علاقة أكثر حميمية من ذي قبل .


      المرتاح
      06/01/12
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!
    • اخي الفاضل المرتاح
      موضوع شيق للقراءة يستحق النقاش بالفعل فهاهي الكثير من البيوت تهدمت نتيجه تضخيم الامور و اعطائها اكثر من حقها اما لضرب طرفين الزواج على اوتار المشكله لفترات طويله او لتسرعهم في اشراك اطراف اخرى في مناقشته فيزيدون احيانا الطين بله و ينتهي الامر باعتداد كلا طرفين العلاقة الزوجية برأيه و كرامته و يتعرى المستور امام اعين العائلتين ان لم يكن امام اعين المجتمع المحيط بالعائلة كله فيزيد التشبت بالافكار و المطالب لكي لا يقال انه هذا الطرف كان هو الطرف الاضعف في الحلقة فتنفصم عرى هذا الترابط بالطلاق. من حكمه الله عز و جل فترة التراجع لمراجعة النفس عند هدوءها بعد الثورة .. هل ما توصل له الامر هل هذا هو الحل و هل هو هذا ما ستصير له الامور بين الزوجين من فرقه و تشتت للاطفال و حرمان احد الطرفين بالتاكيد منهم .. وحسب الاولويات و حسب نوعيه الخلاف و الشخصيات ووزنها للامور يتم التوصل للحلول النهائية سواء بالرجوع او الفراق.
      ان توصلوا للرجوع فهو خير على خير لكن اعتقد دوما سيكون الحذر من الجانبين نصب الاعين سواء الحذر السلبي او الايجابي.. السلبي بان يتخذ احد الطرفين امر الرجوع لكي يتحصن بتقويه نقاط ضعفه التي توضحت في الخلاف السابق .. اما الايجابي بان يندم الطرفان على ما حصل و يهتمان بعدم الوصول لنفس الوضع السابق من تضخم في الخلاف لمصلحة جميع اطراف العلاقه الزوجية
      اما اذا انتهي الامر بالفراق أي بالطلاق ...فسيكون التصرف حينئذ حسب الشخصين ايضا .. اما عدم في تكرار التجربة و الاكتفاء من المحاولات .. او اعادة المحاوله و بوقت قياسي او حتي بعد التأني.. و بالتاكيد شبح التجربه الأولى سيطل دوما برأسه في كل الحالات للطرفين.. فاما يؤدي الي تعلمهم الدرس بتجنب تكرار اسلوب الحل هذا الطلاق بتدارس الموقف اكثر و التأني في دراسه العواقب او السير بنفس الطريق مره اخرى.. كل هذا يعتمد على امور كثيرة اهمها الشخصية و نوع المشكله و الخلاف و اولويات الاشخاص في الحياة.
    • الأخت / قوس ..

      حضورك رائع وغيابك يُفتقد ..
      سيدتي الكريم .. أشكرك على هذه الاضافات .. ولا شك هناك موجة من عدم الاصلاح بين الحياتين .. بين الشريكين .. وسببه التعنت لمسألة الخلاق وعدم نسيان بعض المواقف السيئة ، وإظهار الكِبرياء من الطرفين .. وهذا بحد ذاته يزيد من الشُقّة بينهما .. والقرآن يُنادي بالاصلاح ( وإن تصلحوا خير لكم ) .
      وياهلا وتحياتي .
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!
    • العفو اخي الفاضل
      في برنامج حواري سأل المحاور عجوز متزوجه منذ 50 عام كيف استمر زواجها لهذه الفتره الطويله ( امسكوا الخشب :) ). قالت ان ما جعل زواجها يستمر لهذه الفتره الطويله انها وزوجها لم يفقدوا الثقه في هذا الزواج بنفس التوقيت.. اي عندما ييأس هو من الزواج و يفكر في حل هذا الترابط كانت هي من تتمسك باستمراريته و العكس بالعكس.. و من هنا استمر هذا الزواج في مواجهه الكثير الكثير من المطبات و ازداد قوه .. وهذا هو المطلوب و هذا هو السر :)

      اخي الفاضل .. همسه
      ((من عنوان الموضوع.. توقعت ان اقرأ عن طلاق المشاعر الذي قد يحدث بين الزوجين لعدم توافق هذه المشاعر بينهما مع حتمية وضرورة استمرار هذا الزواج من وجهه نظرهما))
      لك الشكر وتحياتي
    • أختي قوس .. انت رائعة ..

      لم أفطن عليك ، بشأن موضوع طلاق العاطفة .. ما ظننتِ فيه .. طلاق العاطفة . هو الشعور السلبي تجاه الآخر .. هذا الشعور قد يُواجه تعنت ، بسبب قدرة الطرفين على التفاهم المنزلي .. أو لسبب طُغيان أو جهل أحدهما أو عدم ثقة .. !

      إذا كان لديكِ تعليق .. فانا أرحب ، بهذا التعليق ، لكيْما أستفيد من رأيك ..؟

      وتحياتي الأخوية
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!
    • قوس قزح كتب:

      لي عوده اخي الفاضل في الموضوع





      انا في انتظار الرد الجميل ..

      |a
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!