( عندما وجدتك ظننت أن الدنيا بدأت تعزف بقيثارتها نشيد أفراحي وأنني بدأت أستجمع كل الخطاوي الضائعة وأن الغد الآتي مشرق بضياء لا تعقبه ظلمة ، وحلمت أن أكون كالعصفور يملأ الفراغات الشاسعة في كبد السماء يطير إلى غير إتجاه .. لكن في النهاية تيقنت كم الحزن مترسب في ذاتي وما ذاك الإيقاع من تلك القيثارة إلا عزف على إيقاع رحيلي الأبدي .. ياللسذاجة . لقد أذل الزمن جسدي وأصبحت أشبه بمركب جال البحار زماناً وصارع الأمواج والطوفان ووقف كثيراً في وجه الريح بإباء مستمر ، واليوم لم يعد ذاك المركب بعد أن أذابته ملوحة الدموع إلا بقايا ألواح خشبية ملقاة على سيف أحدب تئن فيه العاصفة وتغرقه الأمطار وتدوسه أقدام الصغار .. ذاك هو أنا أشبه بقارب تقيأته البحار بعد أن عرفها .. ذاك هو أنا بفلسفة الحزن الذي يسكنني منذ طفولتي وكأنني أقيم داخل حقول من الألغام تتوالى في إنفجار بعضها . لكنها لا تقتلني وليتها تقتلني ) .
جزء من مقالي ( فلسفة الأحزان2 )
نشر بجريدة عمان بتاريخ 8/7/2001 يوم الأحد
جزء من مقالي ( فلسفة الأحزان2 )
نشر بجريدة عمان بتاريخ 8/7/2001 يوم الأحد