وترحل صرختي
أبي العزيز .. لقد طال غيابك عني ... أين أنت ومن تكون .. وكيف تبدو ملامح وجهك ..
هل أنت الذي انتظرت لقاءك .. أم لم تعد أنت الذي أعرفه ولكنني لم أعرفك يوم من تكون .. أبي هل اشتقت لكلامي وابتسامتي .. أم ماذا ؟؟
أم لم تعد تهتم لذالك .. عزيز ونعم العزيز .. قد تكون عزيزاً علي ولكن بعد .. ماذا ؟؟
بعد تركك لي .. وابتعادك عني ..
ما عدت أنا ابنتك ... التي تشتاق للقاء أباها ... والجلوس بقربه ..
ما عدت أنا هي .. لماذا وكيف ؟؟
لأنني لم أشعر بوجود العاطفة والحب والحنان .. أم لأنني لازلت صغيره في نظرك ... لا يا أبتِ ..
لقد كبرت نعم كبرت .. وأصبحتُ قادرةً لكي أعبر .. فيه عن مشاعري .. وأحاسيسي ..
لكنني لم أعد قادرةً .. للتقرب إليك ... أين أنت لقد .. طال وطال فراقك عني ....
أبي لقد اشتقت .. لكَ أين أنت يا أبي أين كنت .. يا عزيزي ..
أين ذهبت ؟؟ وماذا فعلت ؟؟
قد تراودني أحلام وتخيلات كثيرة .. أني لازلت أنتظرك .. عند باب الكوخ .. وعندما تأتي ..
تحمل لي كل الحب والشوق والحنان .. لأبنتك الصغيرة ..
. لقد انتظرت هذه الحظه أن تأتي ..
لقد انتظرتها طول سنين حياتي .. ولكن مشاعرك القاسية والجارحة والقاتلة نحوي ... تركت في نفسي أثر كبير..
نحوك .. يحدثني عقلي ويقول لي ... لماذا أباك لا يحس بك ِ ولا يعيرك ... أي اهتمام ..
وأنتي ابنته المدللة .. وأنتي بحاجة إلية لماذا يهتم بغيرك وأنتي لا ؟؟ ربما لم اعد موجودة في حياته بأكملها..
مجرد خيالا عرف معنى الحقيقة .. أو انه لم يشعر معنى.. الأبوة نحوي .. فقد شاءت الأقدار أن.. تتزوج وان تحظى .. بأطفال جدد .. قد يكون هم بالنسبة إليك المستقبل المشرق ..
أبتِ .. أريد أن أطرح لك سؤال قد يكون من أتفهها وأسهلها .. بالنسبة إليك أم أنا فلا ؟؟
هل تحبنـــــــــــي
فقد كانت ابتسامته هي أكبر برهان لي .. فقد تركت في نفسي نوعاً من ألألم والحزن .. ليس الألم الذي تظنهُ ..
أنه ألم الحيـــــــــاة ... ألم الأبوة الذي لا يستطيع .. أي مخلوق أن يعبر عنه إلا أنت ..
فما عدت هي أنا ... التي لا تهتم بالحياة .. وما يحصل حولها ... ولكنني أدركت بعد ذالك أني إنسانه.. إنسانه ..
لي عاطفتي ولي .. حياتي .. ولي أنوثتي .. أعترف أني كرهت أسم الوالد الحنون .. وكثير ما يترنم في .. أذني ... وسمعي ...
لو كنت قادرة على نسيانها لفعلت ..
فقد كانت أمنيتي ... أن تقول لي أنكِ .. أجمل الجميلات ... ومن أروعهن على ... هذا العالم الشاسع ..
أنتي هي ابنتي التي اعتز بها .. ولكنني لم أسمعها قط ..
لماذا أسمعها من غيرك .. لماذا ؟؟؟
ألست أبي أم ماذا ؟؟
ألا تتشوق .. وتتمنى أن أقول لك .. أبي لقد اشتقت إليك .. أم وجدت بديلاً لي ..
لقد صبرت وتعذبت .. ولكن ما من سبيل ..
فقد كانت الحياة تبتسم لي وتقول .. ابنتي أنسيه .. أنساه فوق ذراعي ودموع وفوق حناني له !!..
نعم اعتبريه أنه ميت لا روح فيه .. جثتاً ها مله .. لا حول لها ولا قوة ...
.. بعد ذالك أصابتني ..
الدهشة كررت لي كلمة.. ابنتي الصغيرة .. كيف تكررها و هي مجرد عالم لا يمكن وصفه ..
فعادت ابتسامتها المشرقة .. أنتي خلقت ِ في هذه الحياة .. وسوف يكون لكي أثرا كبيراً ..
نحوي .. فانا حياة .. لا أنسى من تعذب وصبر في حياتي وعالمي هذا ..
لقد حاولت أن أنتحر .. ليس خوفاً من الحياة ... وإنما لي أرى مدى حبكم لي ..
لقد مدت لي رمال الشاطىء ... يدها ترحب بي بعالمها الجديد .. عالم الراحة والأمن والاستقرار ..
فقد كان جسدي يتحرك لا إرادياً .. وبعد وداعي لليابسة بكل شوق وحب ..
أملا أن أجد حياة .. توجد فيها الراحة والحب ...
فلقد غطت مياه البحر نصف جسدي ..
و هي لازالت تناجيني .. كي أتقدم .. أحسست بي الخوف ..فقد احتجت إلى أبي كي ..
ينصحني بالعودة إلية ويقو لي لا تذهبي وتتركيني .. ولا لكن كان عكس مرادي ..
فقد كان ينتظرني عند رمال البحر ...
فقد كان يصرخ بأعلى صوته أذهبي .. واتجهي نحوه ..
كانت دموعي هي سبيل حديثي .. فما عدت قادرة على النطق ..
فقد كانت نيتي صافيه .. فقد أحسست انه يريدني ... أن أتغلب على خوفي .. ولكنني أنا لم أكن خائفة فقد كانت ..
الحياة تبتسم لي .. وتجبرني على التوقف والعودة إلى ماضي .. في هذه الحظه لم أستطيع أن أرد ابتسامتي لها ..
فقد غطت مياه البحر كامل جسدي .. أحسست أني أريده .. أريده ..هو..
كي ينقذني .. ويخرجني .. من هذه المياه ..
ولكن كان البحر غداراً بذاته .. فقد حاول قتلي ..
كنت أتمني أن يخرجني من هذا الإعصار القاتل ..
وبعد لحظة .. الأخيرة من حياتي .. رأيته يبتسم ابتسامه فرح وانتصار ..
كان الحزن يعم كامل جسدي الضعيف .. حتى جسدي لم يعد قادراً على مقاومة ..
هذا المشهد .. ولم يعد قادراً على ... تغلب الأمواج الجارفة .....
بعد الحظه الأخيرة من حياتي .. أردت أن أرى الحياة بنظرةً جميلة ..
فقد كانت طيور النورس تحلق .. في السماء ذاهبة إلى أعشاشها في وقت الغروب ...
مودعتاً فصل الصيف ..
فقد حان الوداع ... وحان فراق أحبتي ..
روائع الذكريات