ما يزال النوم من الظواهر التي يصعب تفسيرها تفسيرا علميا واضحا وما زال يحيطها الغموض وتتعدد حولها الآراء والنظريات التي وضعت لتفسيرها ومعرفة أسبابها والإجماع الوحيد حول وصفها بأنها حالة تنخفض فيها قدرة الإنسان على استقبال المثيرات الحسية المحيطة به وبعبارة أدق يحتاج إلى مثيرات أكثر قوة لكي يحس بها ومعنى ذلك أن ما يسميه علماء النفس باسم" العتبة الحسية " وهي الحد الأدنى من المثير السمعي أو الشمي مثلا يلزم لكي تستقبله حواس الإنسان وتشعر به، هذه العتبة تزداد في حالة النوم، ومن الأمور الغريبة المصاحبة للنوم: الأحلام والكوابيس، وهي أحلام مزعجة، وكذلك مرض النوم الزائد عن الحد والمشي أثناء النوم، وتدل رسوم المخ أنه يعمل أثناء النوم، وأيضا النعاس والأرق. وقد نجد كثرة هذه الحالات عند الأشخاص المتوترين، والمضطربين، وهؤلاء الأشخاص غالبا ما يكونون في سن المراهقة، تلك السن التي يكون فيها الشخص ما بين مرحلتين :الطفولة والرشد، وقد تكون كثرة المشاكل داخل الأسرة أو خارجها تدفع بالمراهق إلى أن يرى أن النوم هو الوسيلة الوحيدة للهروب من تلك المشكلات حيث يجد فيها ما يحقق أحلامه، وفي هذا التقرير نعرض على القارئ العربي مظاهر النوم الطبيعي للإنسان وحالاته المتمثلة في الأرق والنعاس والمشي أثناء النوم وما إلى ذلك من آثار مترتبة عليها وخاصة عند المراهق.
* النوم الطبيعي للإنسان:
يتفاوت عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان الطبيعي تفاوتا كبيرا من شخص إلى آخر ولكن المؤكد أن عدد الساعات التي يحتاجها نفس الشخص تكون ثابتة دائما فبالرغم من أن الإنسان قد ينام في أحد الليالي أكثر من ليلة أخرى إلا أن عدد الساعات التي ينامها نفس الشخص خلال أسبوع أو شهر تكون عادة ثابتة. يعتقد كثير من الناس أن عدد ساعات النوم اللازمة يوميا هو ثمان ساعات، وإذا أردنا الدقة أكثر فإن أغلب الأشخاص ينامون من 7-7.5 ساعات يوميا، وهذا الرقم هو متوسط عدد الساعات لدى أغلب الناس ولكنه لا يعني بالضرورة أن كل إنسان يحتاج ذلك العدد من الساعات، فنوم الإنسان يتراوح بين أقل من ثلاث ساعات لدى البعض إلى أكثر من 10 ساعات لدى البعض الآخر.
الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن الإنسان ينام في متوسط حياته ما لا يقل عن 22 سنة أي ما يعادل ربع قرن من الزمان ورغم ذلك فلم يزل النوم أمرا غامضا على العلماء والباحثين في سائر جامعات العالم وما استطاع العلماء إدراكه حتى الآن لا يتعدى إيقاع النوم لكل إنسان وساعات النوم المناسبة له، علاوة على حقيقة علمية تقول إن المخ والجسم أثناء النوم يكونان في ذروة نشاطهما على عكس ما يعتقد تماما.
* مراحل النوم:
تعمل التكوينات الشبكية التي هي مركز النخاع على تنظيم دائرة" النوم-اليقظة " كما لو كانت الشرطي الذي ينظم حركة المرور، حيث تستقبل المعلومات ثم تصنيفها قبل أن ترسلها إلى المراكز العليا في المخ طبقا لأهمية المعلومات أما إذا أصيبت هذه التكوينات الشبكية بالتدمير فإن الحيوان يذهب إلى حالة دائمة من النوم تلك الحالة التي لا يمكن إيقاظه منها مهما بلغت شدة المميزات.
ولم يكن هناك من وسيلة سوى الاعتماد على الخبرة الذاتية للنائم نفسه ولذلك تأخرت دراسة النوم حتى استطاع علماء الفسيولوجيا دراسة النشاط الكهربائي للمخ، حيث أكد العلماء أن المخ يتميز بنشاط كبير أثناء فترة النوم وهذا ما أثبته الباحثون تحت إشراف العالم الأمريكي د . آلان هويستون في معمل النوم الملحق بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة حيث قاموا بتصوير ذبذبات المخ كل أربع دقائق أثناء النوم وقد تبين أن الليلة تنقسم إلى أربع دورات كل منها ساعة ونصف، ومن خلال رسم مخ النائم الطبيعي وتصويره يتبين أن الأشخاص المتوترين يتحركون ضعفي أو ثلاثة أضعاف ذلك.
وهناك تغير هام في النوم هو حركة العين حيث لوحظ أن عين الإنسان والحيوان تتحرك بسرعة تحت جفونها المغلقة بل إن هذه الحركات تستمر لعدة دقائق ثم تتوقف لمدة ساعة أو ساعة ونصف الساعة ثم تبدأ من جديد وهكذا.
* لو لم نحلم
ولا ينكر العلماء المختصون حتى اليوم مسألة اكتشاف فكرة جيدة من حلم فمثلا عالم الكيمياء الشهير فوك كيكولي يؤكد أنه اكتشف التركيبة الكيميائية للبنزين في الحلم .
والأديب المعروف روبرت لويس ستيفنسون يقول إنه عثر على الفكرة الرئيسية لكل رواياته أثناء النوم أيضا .
أما الإمام البوصيري صاحب قصيدة ( البردة ) الشهيرة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم فيروى عنه أن بيتا استعصى عليه ولم يستطع تكملته وعند استغراقه في النوم حلم بالرسول صلى الله عليه وسلم يهديه بردته ويكمل له البيت وعندما استيقظ أكمل القصيدة وأسماها البردة . سيجموند فرويد أبو التحليل النفسي يرى أن الأحلام هي صمامات الأمان للصحة النفسية والذهنية حيث تختبئ رغباتنا المكبوتة في العقل الباطن على هيئة رموز تتجسد في الأحلام أثناء النوم .
ويرى الدكتور احمد عكاشة رئيس الجمعية المصرية للأطباء النفسانيين أن الأحلام تمحو أسباب التوتر التي عايشناها طوال اليوم وتقترح لنا حلولا بديلة لمشاكلنا و إحباطاتنا وأحيانا يبدو الحلم وكأنه مجرد تعويض عن إحباط معين مما يخلق نوعا من التوازن لدى الإنسان نفسيا وذهنيا.
ويلاحظ الأطباء أن 20% من الأشخاص لا يتذكرون أحلامهم وهناك تفسيران لذلك :
إما أن هؤلاء الأشخاص لا يفرقون بين الأفكار والأحلام ويعتقدون أنهم مستيقظون بينما هم يحلمون. وإما أن محتوى حلمهم تام لدرجة أن الذاكرة لم تثبته فيها .
ويقول الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة أن الإنسان يبحر في كل ليلة باتجاه عالم الأحلام وأنه يحلم ما يعادل ساعتين من الوقت على شرائح تتراوح مدة كل منه ما بين 15 إلى 20 دقيقة . كما أن الإنسان يحلم قرب الفجر أكثر مما يحلم في بداية الليل .
والأطفال الصغار يحلمون أكثر مما يحلم البالغون . وفي المتوسط يحلم المرء عشرة أحلام كل ليلة إلا أنه في الغالب لا يتذكر سوى حلم واحد وهناك من لا يتذكر أحلامه على الإطلاق ومع ذلك فإنه يحلم .
أما الأحلام في المراهقة فإن المراهق هو بطل الحلم دائما ومؤلف الحلم ومخرجه وممثله. إن الحلم ينتج عن استمرار نشاط المخ أثناء النوم كاستمرار مسترخ لنشاطه أثناء اليقظة. ويتم هذا أثناء ما يسمى" النوم الحالم "بخلاف النوم العادي المستغرق. والنوم الحالم لا يعني الأحلام ولكنه يسمى كذلك لأن الأحلام أحد مظاهره البارزة، وبقية مظاهر النوم الحالم هي الكلام والمشي والقفزات والتقلبات والاختلاجات العضلية. وأحلام المراهق لها جذورها في ماضيه وهي تصور حاضره وتحاول تحقيق آماله المستقبلية. وقد يكون موضوع الحلم تحقيق رغبة أو تنفيس انفعال مكبوت، فإذا كان في الحلم مكسب فهو الكسبان، وإذا كان فيه خسارة فهو الخسران، وإذا كان فيه فرح فهو الفرحان، وإذا كان فيه فزع فهو المفزوع… وهكذا. إن الانفعالات والصور في الحلم تنبع من خبرات الحالم نفسه ومشاعره وأفكاره. وفي مرحلة المراهقة ترتبط الأحلام بالجنس والدراسة والعمل والمستقبل.
* ا لنوم الصحي والأرق
الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن الإنسان ينام في متوسط حياته ما لا يقل عن 22 سنة أي ما يعادل ربع قرن من الزمان ورغم ذلك فلم يزل النوم أمرا غامضا على العلماء والباحثين في سائر جامعات العالم وما استطاع العلماء إدراكه حتى الآن لا يتعدى إيقاع النوم لكل إنسان وساعات النوم المناسبة له . علاوة على حقيقة علمية تقول إن المخ والجسم أثناء النوم يكونان في ذروة نشاطهما على عكس ما يعتقد تماما .
* الأرق:
ربما كان الأرق أكثر اضطرابات النوم انتشارا. و قد يظهر باعتباره استجابة وقتية لإثارة أو لاضطراب انفعالي، أو قد يحدث باعتباره الخاصية الدائمة التي تميز نمط نوم الفرد. وهو ليس بالمرض الخطير بحد ذاته بل هناك مسببات له مثل الاضطرابات النفسية والقلق والمخدرات أو لإفراط في تناول المنبهات ، وكذلك ترتبط حالات الأرق الوقتية بحالات فيزيقية مثل التعب الشديد و تغيير مكان النوم أو تغيير أساسي في الأكل.
الأسباب:
العوامل النفسية التي تؤدي إلى الأرق، هي القلق و الخوف و الشعور بالذنب و التوقع القلق لأحداث مقبلة. و قد يحدث الأرق باعتباره عرضا بسيطا و قد يكون مرتبطا بحالات سيكاترية أخرى كالقلق و الاكتئاب و الهوس. و في هذه الحالات ترتبط شدة الأرق بعنف الاضطراب الانفعالي. و يبدو أن تطور أعراض القلق يرتبط بخصائص الشخصية و كذلك بأنماط الصراعات.
كذلك تعتبر الضغوط عاملُ بارزُ في اضطرابات النّومِ، خاصةً الأرق. إذا كان التّغييرَ يَتضمّنُ تغييرَ في طبيعة حياتك، فرص النوم المتقطع تزداد.
التغييرات يمكن أن تتضمن كل شئ كالضوضاء والأصوات الجديدة الصادرة من ضيف أو جار جديد، تغيير مؤقت في مكان نومك أثناء التنقل، التغيير في الطقس، شريك بالسرير جديد أو غائب، وسادة أو مرتبة نوم جديدة
العلاج:
من الممكن تخفيف عرض الأرق بمعالجات مختلفة. إلا أن المشكلة ذات حدين. فإذا استمر السبب الكامن و استمر استعمال العلاج لمدة طويلة من الزمن، فلا بد من زيادة الجرعات، و بالإضافة إلى ذلك فإن استخدام الأقراص المنومة سيصبح عادة، و سيصبح العلاج لازما باستمرار من أجل النوم.
ولقد لوحظ أن الأشخاص الذين تعودوا على النوم بالأقراص المنومة يتعرضون للأحلام القلقة بل قد يتعرضون إلى ما يسمى بالكوابيس.
وفي هذا الصدد ينصح أخصائيو علم النفس باللجوء إلى الغفوة أو فترات الاسترخاء أو النوم القصير وممارسة التمارين الرياضية لأنها تساعد على استعادة النشاط البيولوجي للجسم فيعود الجزء الخاص بالنوم في مخ الإنسان إلى وظيفته .
* التجوال أثناء النوم:-
يتميز النوم بحساسيته لأي نوع من الاضطرابات الانفعالية التي يخبرها الفرد، وشكل الاضطرابات في النوم-وخاصة عند الأطفال-هي العلامات الأولى على وجود توتر انفعالي متزايد. وعلى الرغم من أن عادات النوم تختلف اختلافا واسعا من فرد لآخر، إلا أنه من السهل التعرف على حالات معينة من النوم بوصفها اضطرابات. ومن هذه الاضطرابات التجوال أثناء النوم.
على الرغم من أن التجوال أثناء النوم يحدث كعرض خاص إلا أنه عادة ما يكون عرضا لاضطراب عصابي ويحدث التجوال أثناء النوم للمرة الأولى غالبا خلال البلوغ. وعادة ما يختفي بعد فترات بسيطة. والمصابون بالتجوال أثناء النوم عادة ما ينسون تصرفاتهم التي حدثت أثناء النوبة. ويختلف التجوال أثناء النوم في مداه من المشي لبضع خطوات من السرير ثم يستيقظ الشخص، إلى السفر لمسافات خارج المنزل وإنجاز أعمال معقدة.
و يعتبر المشي أثناء النوم أو التجوال الليلي هو شكل من أشكال الغفوة الجوالية ينتشر في حالات الهستريا و يعتبره بعض علماء النفس مجرد اضطراب بسيط في الشخصية حيث تمتاز شخصيته بسمات الشخص الهستيري من حيث الاتسام بعدم النضوج و شدة القابلية للإيحاء حيث يؤثر فيه الإيحاء تأثيرا كبيرا و لديه وجهة نظر مركزة نحو الذات. و يظهر المشي أثناء النوم في مرحلة المراهقة أكثر ما يظهر بالنسبة للأشخاص الذين لا يستمر عندهم هذا الاضطراب إلى مرحلة الرشد فإنهم يفلحون في حل صراعاتهم و إحباطاتهم، أما الذين يفشلون في ذلك فانهم يتحولون إلى الهستريا في مرحلة الرشد.
و تبدو هذه الظاهرة عندما يستيقظ النائم من نومه بينما تكون عيناه نصف مفتوحة و يبدأ في التحرك، أما الأنشطة التي ينغمس فيها فغالبا ما تكون أنشطة رمزية معبرة عن صراعاته. و في مرحلة المراهقة تدور هذه الصراعات حول الجنس، و لا سيما عملية الاستمناء، و خلافا لما هو شائع بين العامة، فإن إيقاظ النائم لا يؤدي إلى إيذائه، و لكنه قد يؤذي نفسه في أثناء النوبة.
و مهما كان فإن المشي أثناء النوم يبلغ من الخطورة ما يدعو إلى ضرورة العرض على الطبيب النفسي لتلقي العلاج اللازم لإعادة المريض لحالة السواء. فحالة الجوال الليلي عبارة عن تغير يطرأ على حالة الوعي مثلها مثل فقدان الذاكرة علما بأن الهستريا نوعان، الأول عبارة عن تغيرات تطرأ على حالة الوعي كما هو في فقدان الذاكرة و التوهان و المشي أثناء النوم. و يطلق على هذا النوع الإطراف، و فقدان الإحساس و هي من الاضطرابات الحسية التي لا ترجع إلى مرض عضوي إنما هي مرض وظيفي. و يعد المشي أثناء النوم من ضروب وجود الأفعال التفكيكية و تظهر هذه الحالة و كأن عقلا غير العقل المعروف يسيطر على الحركات الجسمية للمريض بينما يكون عقله الواعي نائما.
لقد ثبت أنه في أثناء النوم كواحد من ردود الفعل التفكيكية تصبح الأفكار المحبوسة قوية لدرجة أنها تحدد سلوك الفرد أثناء النوم. قد تحدث هذه النوبات كل ليلة و قد تحدث دون انتظام و لكن تزيد شيوعا بين المراهقين و إن كانت توجد أيضا لدى الكبار بنسبة 5%.
* نصائح لنوم صحي سليم
النوم عملية طبيعية نقوم بها كل ليلة. وحيث أن البشر ليسوا سواءً؛ فإن بعض الناس يخلد إلى النوم وقتما وأينما يشاء، في حين أن البعض الآخر يجد صعوبة في النوم، وعندما ينام فهو لا ينعم بالراحة ولا يستعيد نشاطه وهناك أسلوب حياة معين وعادات غذائية معينة، إضافة إلى السلوك الفردي تساعد على النوم السليم، حيث أن هذه العوامل بإمكانها التأثير إيجاباً على النوم السليم كماً ونوعاً.
هناك اعتقادات خاطئة حول النوم يجب توضيحها. يحتاج الشخص العادي من أربع إلى تسع ساعات للنوم كل 24 ساعة للشعور بالنشاط في اليوم التالي. وعلى كل الأحوال فإن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص إلى آخر، فالكثيرون يعتقدون بأنهم يحتاجون إلى ثمان ساعات نوم يومياً، وأنه كلما زادوا من عدد ساعات النوم كلما كان ذلك صحياً أكثر، وهذا اعتقاد خاطئ. فعلى سبيل المثال إذا كنت تنام لمدة خمس ساعات فقط بالليل وتشعر بالنشاط في اليوم التالي فإنك لا تعاني من مشاكل في النوم. البعض الآخر يعزي قصور أداءه وفشله في بعض الأمور الحياتية إلى النقص في النوم، مما يؤدي إلى الإفراط في التركيز على النوم، وهذا التركيز يمنع صاحبه من الحصول على نوم مريح بالليل ويدخله في دائرة مغلقة. لذلك يجب التمييز بين قصور الأداء الناتج عن نقص النوم وقصور الأداء الناتج عن أمور أخرى، كزيادة الضغوط في العمل وعدم القدرة على التعامل مع زيادة التوتر وغيره
و فيما يلي بعض النصائح لمن يواجهون مشاكل نقص النوم وذلك لتحسين نومهم
أخلد إلى السرير فقط عندما تشعر بالنعاس، استخدم السرير للنوم فقط، اقرأ وردد (دعاء) النوم كل ليلة، استخدم ساعة المنبه واستيقظ في نفس الوقت صباح كل يوم، بغض النظر عن عدد الساعات التي قد نمتها في الليل. حاول المحافظة على مواعيد نوم واستيقاظ منتظمة خلال أيام الأسبوع، وكذلك في عطلة نهاية الأسبوع، تجنب النظر المتكرر إلى ساعة المنبه، لأن ذلك قد يزيد التوتر ومن ثم الأرق، وتجنب استخدام الساعات التي تضئ بالليل
يطالب العديد من المعالجين المرضى المصابين بالأرق بعدم أخذ أي غفوة خلال النهار، وهذا الموضوع يحتاج إلى شئ من التفصيل. ففي حين أن بعض الناس لا ينامون بشكل جيد أثناء الليل عندما يغفون خلال النهار، نجد أن آخرين ينامون بشكل أفضل خلال الليل. لذلك كن طبيب نفسك، وأفعل ما هو أفضل لك دون الأخذ بالاعتبار ما يقوله الآخرون، فمثلاً جرّب أن تغفو لمدة أسبوع، وتجنب أي غفوة خلال الأسبوع الذي يليه وحدد بنفسك في أي وقت كان نومك أفضل والغفوة خلال النهار يفضل أن تكون بين صلاة الظهر والعصر، ولا تتجاوز فترة النوم (30-45) دقيقة
تجنب إجبار نفسك على النوم، فالنوم لا يأتي بالقوة. بدلاً عن ذلك ركز على عمل شئ هادئ يريح بالك كالقراءة أو مشاهدة التلفزيون أو سماع الموسيقى (إذا كنت من هواة سماع الموسيقى) وذلك لتشجيع الاسترخاء ومن ثم النوم.فالإنسان الذي يستمر في العمل حتى وقت نومه عادة ما يجد صعوبة في النوم لأن جسمه لم يأخذ حاجته من الاسترخاء الذي عادة ما يسبق النوم
الدراسات العلمية أثبتت أن الرياضيين ينامون بشكل أفضل من الذين لا يمارسون الرياضة، فالتمارين العادية قد تشجع على النوم . ووقت ممارسة الرياضة ذو أهمية قصوى بالنسبة للنوم، فبداية الدخول في النوم يصاحبها انخفاض في درجة حرارة الجسم، بينما الرياضة تزيد من درجة الحرارة الجسم؛ لذلك يفضل أن يكون التمرين الرياضي قبل وقت النوم على الأقل بثلاث إلى أربع ساعات.
كذلك يجب تجنب تناول الوجبات الغذائية الثقيلة قبل موعد النوم بحوالي 3-4 ساعات، حيث أنه من الثابت أن تناول الوجبات الثقيلة في أي وقت من النهار يؤثر سلباً على جودة النوم، لذلك يمكن لوجبة خفيفة قبل موعد النوم أن تشجع النوم
هذه النصائح وغيرها من النصائح الأحرى التي قد يقدمها الكثيرين ذوي الخبرة الكافية، مفيدة لأي شخص فقد القدرة على النوم المنتظم أو أصابه النوم المتقطع وأيضا أولئك الذين يحلمون بأحلام مزعجة كالكوابيس مثلا. كل هذه قد تساعدهم لاستعادة نومهم بشكله الطبيعي.
كذلك بالنسبة للمراهقين قهم بحاجة لمراقبة كافية من الأسرة تساعدهم وتمكنهم من تعدي هذه المرحلة بشكل متوازن تنمي شخصيته مستقبلا.
مــــــع تحيات :
كاسر الظلام
oman478@hotmail.com
* النوم الطبيعي للإنسان:
يتفاوت عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان الطبيعي تفاوتا كبيرا من شخص إلى آخر ولكن المؤكد أن عدد الساعات التي يحتاجها نفس الشخص تكون ثابتة دائما فبالرغم من أن الإنسان قد ينام في أحد الليالي أكثر من ليلة أخرى إلا أن عدد الساعات التي ينامها نفس الشخص خلال أسبوع أو شهر تكون عادة ثابتة. يعتقد كثير من الناس أن عدد ساعات النوم اللازمة يوميا هو ثمان ساعات، وإذا أردنا الدقة أكثر فإن أغلب الأشخاص ينامون من 7-7.5 ساعات يوميا، وهذا الرقم هو متوسط عدد الساعات لدى أغلب الناس ولكنه لا يعني بالضرورة أن كل إنسان يحتاج ذلك العدد من الساعات، فنوم الإنسان يتراوح بين أقل من ثلاث ساعات لدى البعض إلى أكثر من 10 ساعات لدى البعض الآخر.
الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن الإنسان ينام في متوسط حياته ما لا يقل عن 22 سنة أي ما يعادل ربع قرن من الزمان ورغم ذلك فلم يزل النوم أمرا غامضا على العلماء والباحثين في سائر جامعات العالم وما استطاع العلماء إدراكه حتى الآن لا يتعدى إيقاع النوم لكل إنسان وساعات النوم المناسبة له، علاوة على حقيقة علمية تقول إن المخ والجسم أثناء النوم يكونان في ذروة نشاطهما على عكس ما يعتقد تماما.
* مراحل النوم:
تعمل التكوينات الشبكية التي هي مركز النخاع على تنظيم دائرة" النوم-اليقظة " كما لو كانت الشرطي الذي ينظم حركة المرور، حيث تستقبل المعلومات ثم تصنيفها قبل أن ترسلها إلى المراكز العليا في المخ طبقا لأهمية المعلومات أما إذا أصيبت هذه التكوينات الشبكية بالتدمير فإن الحيوان يذهب إلى حالة دائمة من النوم تلك الحالة التي لا يمكن إيقاظه منها مهما بلغت شدة المميزات.
ولم يكن هناك من وسيلة سوى الاعتماد على الخبرة الذاتية للنائم نفسه ولذلك تأخرت دراسة النوم حتى استطاع علماء الفسيولوجيا دراسة النشاط الكهربائي للمخ، حيث أكد العلماء أن المخ يتميز بنشاط كبير أثناء فترة النوم وهذا ما أثبته الباحثون تحت إشراف العالم الأمريكي د . آلان هويستون في معمل النوم الملحق بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة حيث قاموا بتصوير ذبذبات المخ كل أربع دقائق أثناء النوم وقد تبين أن الليلة تنقسم إلى أربع دورات كل منها ساعة ونصف، ومن خلال رسم مخ النائم الطبيعي وتصويره يتبين أن الأشخاص المتوترين يتحركون ضعفي أو ثلاثة أضعاف ذلك.
وهناك تغير هام في النوم هو حركة العين حيث لوحظ أن عين الإنسان والحيوان تتحرك بسرعة تحت جفونها المغلقة بل إن هذه الحركات تستمر لعدة دقائق ثم تتوقف لمدة ساعة أو ساعة ونصف الساعة ثم تبدأ من جديد وهكذا.
* لو لم نحلم
ولا ينكر العلماء المختصون حتى اليوم مسألة اكتشاف فكرة جيدة من حلم فمثلا عالم الكيمياء الشهير فوك كيكولي يؤكد أنه اكتشف التركيبة الكيميائية للبنزين في الحلم .
والأديب المعروف روبرت لويس ستيفنسون يقول إنه عثر على الفكرة الرئيسية لكل رواياته أثناء النوم أيضا .
أما الإمام البوصيري صاحب قصيدة ( البردة ) الشهيرة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم فيروى عنه أن بيتا استعصى عليه ولم يستطع تكملته وعند استغراقه في النوم حلم بالرسول صلى الله عليه وسلم يهديه بردته ويكمل له البيت وعندما استيقظ أكمل القصيدة وأسماها البردة . سيجموند فرويد أبو التحليل النفسي يرى أن الأحلام هي صمامات الأمان للصحة النفسية والذهنية حيث تختبئ رغباتنا المكبوتة في العقل الباطن على هيئة رموز تتجسد في الأحلام أثناء النوم .
ويرى الدكتور احمد عكاشة رئيس الجمعية المصرية للأطباء النفسانيين أن الأحلام تمحو أسباب التوتر التي عايشناها طوال اليوم وتقترح لنا حلولا بديلة لمشاكلنا و إحباطاتنا وأحيانا يبدو الحلم وكأنه مجرد تعويض عن إحباط معين مما يخلق نوعا من التوازن لدى الإنسان نفسيا وذهنيا.
ويلاحظ الأطباء أن 20% من الأشخاص لا يتذكرون أحلامهم وهناك تفسيران لذلك :
إما أن هؤلاء الأشخاص لا يفرقون بين الأفكار والأحلام ويعتقدون أنهم مستيقظون بينما هم يحلمون. وإما أن محتوى حلمهم تام لدرجة أن الذاكرة لم تثبته فيها .
ويقول الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة أن الإنسان يبحر في كل ليلة باتجاه عالم الأحلام وأنه يحلم ما يعادل ساعتين من الوقت على شرائح تتراوح مدة كل منه ما بين 15 إلى 20 دقيقة . كما أن الإنسان يحلم قرب الفجر أكثر مما يحلم في بداية الليل .
والأطفال الصغار يحلمون أكثر مما يحلم البالغون . وفي المتوسط يحلم المرء عشرة أحلام كل ليلة إلا أنه في الغالب لا يتذكر سوى حلم واحد وهناك من لا يتذكر أحلامه على الإطلاق ومع ذلك فإنه يحلم .
أما الأحلام في المراهقة فإن المراهق هو بطل الحلم دائما ومؤلف الحلم ومخرجه وممثله. إن الحلم ينتج عن استمرار نشاط المخ أثناء النوم كاستمرار مسترخ لنشاطه أثناء اليقظة. ويتم هذا أثناء ما يسمى" النوم الحالم "بخلاف النوم العادي المستغرق. والنوم الحالم لا يعني الأحلام ولكنه يسمى كذلك لأن الأحلام أحد مظاهره البارزة، وبقية مظاهر النوم الحالم هي الكلام والمشي والقفزات والتقلبات والاختلاجات العضلية. وأحلام المراهق لها جذورها في ماضيه وهي تصور حاضره وتحاول تحقيق آماله المستقبلية. وقد يكون موضوع الحلم تحقيق رغبة أو تنفيس انفعال مكبوت، فإذا كان في الحلم مكسب فهو الكسبان، وإذا كان فيه خسارة فهو الخسران، وإذا كان فيه فرح فهو الفرحان، وإذا كان فيه فزع فهو المفزوع… وهكذا. إن الانفعالات والصور في الحلم تنبع من خبرات الحالم نفسه ومشاعره وأفكاره. وفي مرحلة المراهقة ترتبط الأحلام بالجنس والدراسة والعمل والمستقبل.
* ا لنوم الصحي والأرق
الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن الإنسان ينام في متوسط حياته ما لا يقل عن 22 سنة أي ما يعادل ربع قرن من الزمان ورغم ذلك فلم يزل النوم أمرا غامضا على العلماء والباحثين في سائر جامعات العالم وما استطاع العلماء إدراكه حتى الآن لا يتعدى إيقاع النوم لكل إنسان وساعات النوم المناسبة له . علاوة على حقيقة علمية تقول إن المخ والجسم أثناء النوم يكونان في ذروة نشاطهما على عكس ما يعتقد تماما .
* الأرق:
ربما كان الأرق أكثر اضطرابات النوم انتشارا. و قد يظهر باعتباره استجابة وقتية لإثارة أو لاضطراب انفعالي، أو قد يحدث باعتباره الخاصية الدائمة التي تميز نمط نوم الفرد. وهو ليس بالمرض الخطير بحد ذاته بل هناك مسببات له مثل الاضطرابات النفسية والقلق والمخدرات أو لإفراط في تناول المنبهات ، وكذلك ترتبط حالات الأرق الوقتية بحالات فيزيقية مثل التعب الشديد و تغيير مكان النوم أو تغيير أساسي في الأكل.
الأسباب:
العوامل النفسية التي تؤدي إلى الأرق، هي القلق و الخوف و الشعور بالذنب و التوقع القلق لأحداث مقبلة. و قد يحدث الأرق باعتباره عرضا بسيطا و قد يكون مرتبطا بحالات سيكاترية أخرى كالقلق و الاكتئاب و الهوس. و في هذه الحالات ترتبط شدة الأرق بعنف الاضطراب الانفعالي. و يبدو أن تطور أعراض القلق يرتبط بخصائص الشخصية و كذلك بأنماط الصراعات.
كذلك تعتبر الضغوط عاملُ بارزُ في اضطرابات النّومِ، خاصةً الأرق. إذا كان التّغييرَ يَتضمّنُ تغييرَ في طبيعة حياتك، فرص النوم المتقطع تزداد.
التغييرات يمكن أن تتضمن كل شئ كالضوضاء والأصوات الجديدة الصادرة من ضيف أو جار جديد، تغيير مؤقت في مكان نومك أثناء التنقل، التغيير في الطقس، شريك بالسرير جديد أو غائب، وسادة أو مرتبة نوم جديدة
العلاج:
من الممكن تخفيف عرض الأرق بمعالجات مختلفة. إلا أن المشكلة ذات حدين. فإذا استمر السبب الكامن و استمر استعمال العلاج لمدة طويلة من الزمن، فلا بد من زيادة الجرعات، و بالإضافة إلى ذلك فإن استخدام الأقراص المنومة سيصبح عادة، و سيصبح العلاج لازما باستمرار من أجل النوم.
ولقد لوحظ أن الأشخاص الذين تعودوا على النوم بالأقراص المنومة يتعرضون للأحلام القلقة بل قد يتعرضون إلى ما يسمى بالكوابيس.
وفي هذا الصدد ينصح أخصائيو علم النفس باللجوء إلى الغفوة أو فترات الاسترخاء أو النوم القصير وممارسة التمارين الرياضية لأنها تساعد على استعادة النشاط البيولوجي للجسم فيعود الجزء الخاص بالنوم في مخ الإنسان إلى وظيفته .
* التجوال أثناء النوم:-
يتميز النوم بحساسيته لأي نوع من الاضطرابات الانفعالية التي يخبرها الفرد، وشكل الاضطرابات في النوم-وخاصة عند الأطفال-هي العلامات الأولى على وجود توتر انفعالي متزايد. وعلى الرغم من أن عادات النوم تختلف اختلافا واسعا من فرد لآخر، إلا أنه من السهل التعرف على حالات معينة من النوم بوصفها اضطرابات. ومن هذه الاضطرابات التجوال أثناء النوم.
على الرغم من أن التجوال أثناء النوم يحدث كعرض خاص إلا أنه عادة ما يكون عرضا لاضطراب عصابي ويحدث التجوال أثناء النوم للمرة الأولى غالبا خلال البلوغ. وعادة ما يختفي بعد فترات بسيطة. والمصابون بالتجوال أثناء النوم عادة ما ينسون تصرفاتهم التي حدثت أثناء النوبة. ويختلف التجوال أثناء النوم في مداه من المشي لبضع خطوات من السرير ثم يستيقظ الشخص، إلى السفر لمسافات خارج المنزل وإنجاز أعمال معقدة.
و يعتبر المشي أثناء النوم أو التجوال الليلي هو شكل من أشكال الغفوة الجوالية ينتشر في حالات الهستريا و يعتبره بعض علماء النفس مجرد اضطراب بسيط في الشخصية حيث تمتاز شخصيته بسمات الشخص الهستيري من حيث الاتسام بعدم النضوج و شدة القابلية للإيحاء حيث يؤثر فيه الإيحاء تأثيرا كبيرا و لديه وجهة نظر مركزة نحو الذات. و يظهر المشي أثناء النوم في مرحلة المراهقة أكثر ما يظهر بالنسبة للأشخاص الذين لا يستمر عندهم هذا الاضطراب إلى مرحلة الرشد فإنهم يفلحون في حل صراعاتهم و إحباطاتهم، أما الذين يفشلون في ذلك فانهم يتحولون إلى الهستريا في مرحلة الرشد.
و تبدو هذه الظاهرة عندما يستيقظ النائم من نومه بينما تكون عيناه نصف مفتوحة و يبدأ في التحرك، أما الأنشطة التي ينغمس فيها فغالبا ما تكون أنشطة رمزية معبرة عن صراعاته. و في مرحلة المراهقة تدور هذه الصراعات حول الجنس، و لا سيما عملية الاستمناء، و خلافا لما هو شائع بين العامة، فإن إيقاظ النائم لا يؤدي إلى إيذائه، و لكنه قد يؤذي نفسه في أثناء النوبة.
و مهما كان فإن المشي أثناء النوم يبلغ من الخطورة ما يدعو إلى ضرورة العرض على الطبيب النفسي لتلقي العلاج اللازم لإعادة المريض لحالة السواء. فحالة الجوال الليلي عبارة عن تغير يطرأ على حالة الوعي مثلها مثل فقدان الذاكرة علما بأن الهستريا نوعان، الأول عبارة عن تغيرات تطرأ على حالة الوعي كما هو في فقدان الذاكرة و التوهان و المشي أثناء النوم. و يطلق على هذا النوع الإطراف، و فقدان الإحساس و هي من الاضطرابات الحسية التي لا ترجع إلى مرض عضوي إنما هي مرض وظيفي. و يعد المشي أثناء النوم من ضروب وجود الأفعال التفكيكية و تظهر هذه الحالة و كأن عقلا غير العقل المعروف يسيطر على الحركات الجسمية للمريض بينما يكون عقله الواعي نائما.
لقد ثبت أنه في أثناء النوم كواحد من ردود الفعل التفكيكية تصبح الأفكار المحبوسة قوية لدرجة أنها تحدد سلوك الفرد أثناء النوم. قد تحدث هذه النوبات كل ليلة و قد تحدث دون انتظام و لكن تزيد شيوعا بين المراهقين و إن كانت توجد أيضا لدى الكبار بنسبة 5%.
* نصائح لنوم صحي سليم
النوم عملية طبيعية نقوم بها كل ليلة. وحيث أن البشر ليسوا سواءً؛ فإن بعض الناس يخلد إلى النوم وقتما وأينما يشاء، في حين أن البعض الآخر يجد صعوبة في النوم، وعندما ينام فهو لا ينعم بالراحة ولا يستعيد نشاطه وهناك أسلوب حياة معين وعادات غذائية معينة، إضافة إلى السلوك الفردي تساعد على النوم السليم، حيث أن هذه العوامل بإمكانها التأثير إيجاباً على النوم السليم كماً ونوعاً.
هناك اعتقادات خاطئة حول النوم يجب توضيحها. يحتاج الشخص العادي من أربع إلى تسع ساعات للنوم كل 24 ساعة للشعور بالنشاط في اليوم التالي. وعلى كل الأحوال فإن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص إلى آخر، فالكثيرون يعتقدون بأنهم يحتاجون إلى ثمان ساعات نوم يومياً، وأنه كلما زادوا من عدد ساعات النوم كلما كان ذلك صحياً أكثر، وهذا اعتقاد خاطئ. فعلى سبيل المثال إذا كنت تنام لمدة خمس ساعات فقط بالليل وتشعر بالنشاط في اليوم التالي فإنك لا تعاني من مشاكل في النوم. البعض الآخر يعزي قصور أداءه وفشله في بعض الأمور الحياتية إلى النقص في النوم، مما يؤدي إلى الإفراط في التركيز على النوم، وهذا التركيز يمنع صاحبه من الحصول على نوم مريح بالليل ويدخله في دائرة مغلقة. لذلك يجب التمييز بين قصور الأداء الناتج عن نقص النوم وقصور الأداء الناتج عن أمور أخرى، كزيادة الضغوط في العمل وعدم القدرة على التعامل مع زيادة التوتر وغيره
و فيما يلي بعض النصائح لمن يواجهون مشاكل نقص النوم وذلك لتحسين نومهم
أخلد إلى السرير فقط عندما تشعر بالنعاس، استخدم السرير للنوم فقط، اقرأ وردد (دعاء) النوم كل ليلة، استخدم ساعة المنبه واستيقظ في نفس الوقت صباح كل يوم، بغض النظر عن عدد الساعات التي قد نمتها في الليل. حاول المحافظة على مواعيد نوم واستيقاظ منتظمة خلال أيام الأسبوع، وكذلك في عطلة نهاية الأسبوع، تجنب النظر المتكرر إلى ساعة المنبه، لأن ذلك قد يزيد التوتر ومن ثم الأرق، وتجنب استخدام الساعات التي تضئ بالليل
يطالب العديد من المعالجين المرضى المصابين بالأرق بعدم أخذ أي غفوة خلال النهار، وهذا الموضوع يحتاج إلى شئ من التفصيل. ففي حين أن بعض الناس لا ينامون بشكل جيد أثناء الليل عندما يغفون خلال النهار، نجد أن آخرين ينامون بشكل أفضل خلال الليل. لذلك كن طبيب نفسك، وأفعل ما هو أفضل لك دون الأخذ بالاعتبار ما يقوله الآخرون، فمثلاً جرّب أن تغفو لمدة أسبوع، وتجنب أي غفوة خلال الأسبوع الذي يليه وحدد بنفسك في أي وقت كان نومك أفضل والغفوة خلال النهار يفضل أن تكون بين صلاة الظهر والعصر، ولا تتجاوز فترة النوم (30-45) دقيقة
تجنب إجبار نفسك على النوم، فالنوم لا يأتي بالقوة. بدلاً عن ذلك ركز على عمل شئ هادئ يريح بالك كالقراءة أو مشاهدة التلفزيون أو سماع الموسيقى (إذا كنت من هواة سماع الموسيقى) وذلك لتشجيع الاسترخاء ومن ثم النوم.فالإنسان الذي يستمر في العمل حتى وقت نومه عادة ما يجد صعوبة في النوم لأن جسمه لم يأخذ حاجته من الاسترخاء الذي عادة ما يسبق النوم
الدراسات العلمية أثبتت أن الرياضيين ينامون بشكل أفضل من الذين لا يمارسون الرياضة، فالتمارين العادية قد تشجع على النوم . ووقت ممارسة الرياضة ذو أهمية قصوى بالنسبة للنوم، فبداية الدخول في النوم يصاحبها انخفاض في درجة حرارة الجسم، بينما الرياضة تزيد من درجة الحرارة الجسم؛ لذلك يفضل أن يكون التمرين الرياضي قبل وقت النوم على الأقل بثلاث إلى أربع ساعات.
كذلك يجب تجنب تناول الوجبات الغذائية الثقيلة قبل موعد النوم بحوالي 3-4 ساعات، حيث أنه من الثابت أن تناول الوجبات الثقيلة في أي وقت من النهار يؤثر سلباً على جودة النوم، لذلك يمكن لوجبة خفيفة قبل موعد النوم أن تشجع النوم
هذه النصائح وغيرها من النصائح الأحرى التي قد يقدمها الكثيرين ذوي الخبرة الكافية، مفيدة لأي شخص فقد القدرة على النوم المنتظم أو أصابه النوم المتقطع وأيضا أولئك الذين يحلمون بأحلام مزعجة كالكوابيس مثلا. كل هذه قد تساعدهم لاستعادة نومهم بشكله الطبيعي.
كذلك بالنسبة للمراهقين قهم بحاجة لمراقبة كافية من الأسرة تساعدهم وتمكنهم من تعدي هذه المرحلة بشكل متوازن تنمي شخصيته مستقبلا.
مــــــع تحيات :
كاسر الظلام
oman478@hotmail.com