لم يحظ لاعب كرة القدم من قبل بمثل تلك الانطلاقة "الصاروخية" نحو القمة مثلما حظي بها اللاعب الارجنتيني الشاب ليونيل ميسي خلال العام الماضي.
ولم يسجل ميسي أهداف لبرشلونة الاسباني ولم يكن ضمن الفريق الاساسي بشكل منتظم حتى نيسان/أبريل .2005 كان يبلغ من العمر آنذاك 17 عاما ولم يكن يمكنك حتى أن تعتبره بين المواهب الواعدة في عالم كرة القدم.
ولكن الحال تغير في الموسم التالي وأصبح ميسي يصنف ضمن النجوم الكبار في العالم حيث صار أفضل لاعب في العالم في مرحلته السنية. كما أنه سيكون أحد مفاتيح اللعب الاساسية في المنتخب الارجنتيني الذي سيشارك في نهائيات كأس العالم المقرر إقامته الصيف المقبل في ألمانيا.
واعترف اللاعب الارجنتيني في مقابلة أجرتها معه وكالة الانباء الالمانية (د ب أ) في مدينة برشلونة التي احتضنته بعدما رحل عن مسقط رأسه في مدينة روزاريو قبل ست سنوات "أنه أمر جيد وكأنه غير حقيقي".
وتحيط ميسي الان صفقات تجارية تقدر بالملايين. كما أنه يعد سادس أعلى لاعب في العالم من حيث الدخل.
ومجرد "دردشة" قصيرة مع هذا اللاعب الشاب كافية لتدرك أنه حين يلعب كرة القدم يبدو وكأنه آت من كوكب آخر لكنك ستكتشف أيضا أنه متعلق جدا بعالمه الخاص وأنه لا يعرف قيمة نفسه بحق في عالم كرة القدم.
وأكثر ما يلفت النظر في الحديث مع ميسي/18 عاما/ أنه لا يتحدث كثيرا عن نفسه فمسيرته الرياضية موفقة. ومن الواضح أن كرة القدم وحدها هي التي تحظى بانتباهه واهتمامه وأن أي شيء آخر لا يهمه كثيرا.. أو على الاقل هذا هو الانطباع الذي يعطيه.
وفي رده على سؤال بشأن طموحاته في كأس العالم المقبلة قال ميسي إنه يريد أن يحالفه الحظ ليكون أحد عناصر الفريق ومن ثم سيبذل كل جهد من أجل مساعدة الارجنتين للفوز بالبطولة.
وفي معرض تعليقه على أنه صار أحد أبرز لاعبي الارجنتين إلى جانب خوان رامون ريكيلمي أوضح ميسي "لكنني بدأت لتوي. هناك مجموعة كبيرة من اللاعبين الاخرين في الفريق أكثر مني خبرة ودراية. لكن أهم ما في المنتخب الارجنتيني هو المناخ الجيد المحيط بلاعبيه ودائما ما شعرت بالراحة بين صفوفه".
وعندما سئل إذا ما كان لاعب بلنسية بابلو إيمار هو مثله الاعلى على الرغم من أن الوضع بينهما يشبه تلك الحالات المعروفة بتفوق التلميذ على أستاذه تمنى ألا تتردد تلك المقولة.
وأوضح "لا.. لا تقل هذا من فضلك. إيمار لاعب عظيم. لقد بدأت لتوي وأمامي طريق طويل من أجل أن أصبح مثله. أردت دائما أن أكون نسخة منه وأن أقلده. أتابعه منذ طفولتي ومنذ كان يلعب في فريق ريفر بلايت".
وعن الاسباب التي تجعله مصرا على أنه يمكن لفريق بلاده أن يحقق نتائج عظيمة في كأس العالم بالمانيا على الرغم من أن شكل الفريق لايوحي بأنه من فرق القمة في البطولة قال ميسي "ذلك لاننا نملك فريقا رائعا ولدينا الكثير من اللاعبين العالميين".
وعلق ميسي على أنه سيشارك وهو في سن الثامنة عشر في بطول كأس العالم على الرغم من ان الكثير من اللاعبين العظماء لم يتمكنوا من المشاركة في نهائيات كأس العالم بالقول أن ذلك أمر جيد "ويبدو غير حقيقي أحيانا.. إنه أفضل شيء يمكن أن يحدث لاي لاعب. أنه حلم. لكنني لا أريد أن أضغط على نفسي كثيرا. علي أولا أن أتغلب على إصابتي. لقد عدت مبكرا بالفعل.
وعن الفريق الذي تراه في المباراة النهائية قال اللاعب الشاب أنه يتمنى أن يكون منتخب الارجنتين و "لكن هناك الكثير من الفرق الاخرى القوية مثل البرازيل وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والاخير تحديدا سيعمل على رفع مستواه الفني على أساس أنه يمثل البلد المضيف".
وقال أيضا إنه شديد الاعجاب بزميله البرازيلي رونالدينيو الذي "ساعدني كثيرا في برشلونة. أنه أفضل لاعب في العالم وهو متواضع للغاية. بالنسبة لي هو لاعب نموذجي وأتمني له كل خير".
وقال إنه إذا كان الامر بيده لفضل البقاء مع برشلونة إلى الابد.
" أشعر هنا بالراحة وبأنني مرغوب فيه".