بإسم الله أبتدي ..
وهذه كلمات أخطها مني لكي ..
خاطرة أروي بها قصتي ..
يا من وددتي أن تعرفي حقيقتي ..
سنين عشتها في وريقات أكتبها ..
كنت طفلا ومن نبع الحنان لا زلت لم أرتوي ..
كنت في العاشرة من عمري..
حينما بدأت معاناتي ..
كان لي ثلاثة أخوة أكبر مني ..
كنت جميل الوجه في صغري ..
وكانت الأبتسامة لاتفارق شفتي ..
من هنا سأبدأ روايتي ..
صدقتموني أو كذبتموني ..
هذه حقيقتي ..
كان أكبر أخوتي ..
أساس محنتي ..
كانت الغيرة تقتله حين يرى الضحكة تملأ وجهي ..
فكاد لي وقرر أن يدمرني ..
من تلك اللحظه إنعدم كل حلم كان يرتسم في بالي ..
فكان بالسرقة يتهمني ..
شوه صورتي أمام أمي وأبي ..
قتلني من الصميم فبدأت أفقد أعز خلاني ..
عشت منبوذا ومن من من أهلي ..
كان كل يوم يراني أتعذب يزداد فرحا فيأتي بمكيدة جديده بها يعذبني ..
صار الهم رفيقا لدربي ..
والحزن صديقي ..
أما الألم فهو صاحبي ..
مرت الأيام وأنا أفقد أبتسامتي ..
جاء اليوم الموعود فكاد لي مكيدة فإذا بأبي يطردني ..
صرخت أنا طفلا كيف لي ..
لم تكن لمناجاتي مكان وما كان مني غير الدمع ينساب على خدي ..
أرجوكم أرحموني ..
لا زلت طفلا أتشردوني ..
وإلى المجهول تبعثوني ..
أرى الدمع يتلألأ في عيني أمي ..
ماذا تفعل مسكينة أمي ..
خرجت ولا زلت أجهل أين ستكون وجهتي ..
كان البرد قارس ماذا أفعل سؤال يراودني ..
أين سيكون مرقدي ..
ذهبت إلى المسجد هربا من البرد الذي كاد يقتلني ..
جاء الأمام فطردني ..
رجوته بأن يرحمني ..
دون جدوى لم يكن لسؤالي ورجائي معنى ..
خرجت وأنا حزين أبحث عن ملجأ يدفئني ..
فقد شل البرد تفكيري ..
فعجزت أن أجد ما أحتمي به فما كان أمامي ..
أبحث وأبحث وقعت عيني ..
على صندوق ترمى به القمامة لم يكن لدي خيار رضيت فهرعت مهرولا وبجانبه أرتمي ..
كان التعب مرسوما على وجهي ..
قذارة ورائحة نتنه حولي ..
لا خيار هذا حظي ..
توسدت الحصى والرمل كان سريري ..
أكياس سود فاحت منها الروائح كانت غطائي ..
أبحث عن دفىء في صغري ..
وكانت أخر كلماتي ..
( بسم الله الرحمن الرحيم )
أغمضت عيناي فإذا بي ..
أغط في نوم عميق ويا الله كم كان جميل حلمي ..
رغم ما أعاني ..
سمعت المؤذن ينادي الله أكبر الله أكبر ..
علمت أنه قد حان موعد صلاة الفجر ..
ذهبت لأصلي ..
والقذارة تملأ جسدي ..
دعوة ربي بأن ينقذني ..
إستجاب الله دعوتي ..
فإذا بأبي يحظنني ..
وهو يبكي ..
ويقول أين أنت يا ولدي ..
قلت له ليتك تعلم ما الذي حدث لي ..
لم أخبره تناسيت وذهبت أهرول لأرى أمي ..
قلت لها أنا تعب وأريد النوم بحضنكي ..
مر عام فإذا بمكيدة مدبرة وكان ما كان فتم طردي ..
إلى أين لا مفر أمامي ..
سأذهب إلى جدتي ..
وصلت أخبرتها قالت أنت على عيني ورأسي ..
كانت كل يوم تصحو فتطهو من الفجر ..
تجهز الفطور لكي لا أتأخر على مدرستي ..
مرت شهور وأنا لازلت ببيت جدتي ..
كانت لي كالخادمة وأنا كالأمير أعتلي عرشي ..
كانت تدللني ومن حنانها تغمرني ..
فجأه ليظهر أبي ..
جاء ليأخذني ..
رفضت وقلت بأعلى صوتي ..
لن أعود فماحدث لي يكفي ..
سأعيش مع جدتي ..
لن أعود إلى أخي ليذلني ..
قال أمك هناك تبكي ..
كأن سهما بقلبي يطعنني ..
إلا أمي ..
حملت أغراضي إلى السيارة أسابق أبي ..
وصلنا ..
ركضت أحتضن الغالية أمي وأقول لها ها أنا عدت يا أمي ..
كانت دموع الفرحة على خدها تجري ..
قلت لها مهما حدث لن أترككي ..
عذبوني وأقتلوني لن أخرج حتى ولو كررتموها وطردتموني ..
إستمرت معاناتي ..
والعذاب يتوالى والهم يزداد إلى أن أوقعني ..
طريح الفراش لا أعي ..
ما الذي يجري ومن هم حولي ..
دعوة الله بأن يقويني ..
مرت أشهر إلى أن شفيت من مرضي ..
لكن بين حين وآخر كان يهاجمني ..
صار قلبي ضعيفا لا يحتمل ضيقا فكنت أتألم من أتفه الأشياء التي تضايقني ..
فقدت الأبتسامة التي ..
كانت مرسومة دوما على وجهي ..
حتى البياض الذي كان يحتضن ملامحي ..
فأصبحت لا أملك شيئا ..
حتى أنني ..
فقدت بصري ..
حقيقة هو دمرني ..
ومنذ ذاك الحين وإلى هذا يومي ..
أمنيتي ليتها تتحقق ..
أريد أن أضحك من قلبي ..
ونصيحة لك يا من قرأت كلماتي ..
لاتعش معاناتي ..
قف صلبا قويا وقل لا وألف لا لك يا من تود أن تذلني ..
قف ولا تنحني لشخص فتعود لتكتب قصتك كما كتبت اليوم أنا قصتي ..
"ملاحظه"

منقول من إيميلي

"طفل"