الجفاف العاطفي

    • الجفاف العاطفي

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

      فتاة في مرحلة المراهقة.. طاهرة القلب.. لم تسمع بالأشرار.. أو سمعت بهم

      دون أن تراهم أو تحادثهم.. كانت تظنهم يلبسون لباسا خاصا بهم، أو أن لهم

      ملامح تميزهم عن الآخرين، كان أبوها جاف العواطف، يخاطبها بصفة رسمية،

      إنه يبتسم أحيانا، لكنه منذ بلغت ابنته التاسعة من عمرها بدأ يخاطبها

      بأسلوب الأوامر، لم تسمع منه يوما كلمة حانية ورقيقة، أما أمها فمما

      يحسب لها أنها حريصة جدا على تعليم ابنتها شؤون المنزل والضيافة

      وكذلك الحياء.

      لقد كان ينتابها شعور –أحيانا- بأنها عادية الجمال، وغير لافتة للنظر،

      فكرت بالزواج وأنه استقلال وتربية أولاد ومشاكل، رأت مسلسلات تلفزيونية،,

      فتعرفت على شيء اسمه ****الحب**** فتمنت أنها في بيئة غير بيئتها الصحراوية

      ...ذات الجفاف العاطفي...

      .:دق عليها جرس الهاتف وهي تذاكر ليلا:.

      - نعم.
      - أهلا بهذا الصوت العذب.
      - من أنت؟ وماذا تريد؟!
      - أنا شاب مهموم و...

      أغلقت السماعة في وجهه، لكن ضميرها بدأ يؤنبها بأنها أخطأت في حقه،

      وبأنه هو الوحيد في العالم الذي يعرفها حق المعرفة!!

      ألم أقل لكم إنها طاهرة القلب؟!!

      اتصل ثانية فردت عليه ووقعت في شراكه..الخ القصة

      نعم إنها قصة مكرورة ومعروفة، لكن هل التمسنا أسبابها من جميع الجوانب؟

      وهل فكرنا في أن نطرق أسبابا أخرى غير ما نكرره من إلقاء اللوم على

      الشباب والفتيات؟ ألم نفكر -يوما- في دورنا نحن في القضية، وما هي

      الأساليب التي كانت سببا في سهولة وقوع فتيات الطهر والعفاف في شراك

      شياطين الإنس؟

      لست أزعم هنا أنني سأستعرض للأسباب، ولكني أكتفي بذكر سبب واحد فقط..

      ..إنه الجفاف الصحراوي في عواطفنا نحو أبنائنا..

      ألم يكن من الممكن أن نتعامل مع أبنائنا ذكورا وإناثا بشيء من العاطفة

      والمديح في جوانب يستحقون المديح فيها، حتى لو كانت في المظهر؟

      إن شيئا من الثناء على من يُنَشَّأ في الحلية **البنت** في شعرها أو قسمات

      وجهها أو ثوبها كفيل بأن يلبي رغبة هذه الفتاة في العاطفة، ويجعلها أكثر

      نفورا من الأصوات المبحوحة التي تريد إلقاءها في شرك الغزل، والشيء نفسه

      نقوله في التعامل مع الأولاد.

      دخلت فاطمة - عليها السلام - على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-

      فقام إليها،

      وقبلها وأجلسها مكانه، إنها ثلاث أشياء نفتقدها في التعامل مع أبنائنا،

      تأمل قليلا.. **قام إليها**.. **قبَّلها**.. ولم يقل لها قبلي رأسي!!

      بل **أجلسها مكانه**.

      وفي موضع آخر يذكر عليه الصلاة والسلام أنها بضعة منه يريبه ما يريبها،

      يقوله أمام الناس.

      ولما رغبت في الخادم ولم تجده عند عائشة جاء إليها بعدما علم بخبرها،

      وتأمل معي قليلا كيف دخل وكيف جلس: حيث جلس بينها وبين زوجها

      علي -رضي الله عنهما- حتى أحسا برد أصابعه، ثم قال لهما بأسلوب رقيق:

      ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ سبِّحا الله ثلاثا وثلاثين واحمدا الله

      ثلاثا وثلاثين، وكبراه ثلاثا وثلاثين. أو كما ورد.

      كما أنه -عليه الصلاة والسلام- يجعل عائشة –رضي الله عنها- تنظر إلى صبيان

      الحبشة في المسجد يلعبون من وراء ظهره، فلا يتركها حتى تكون هي التي

      تطلب ذلك.

      ثم هو يقبل الصبيان، ويحملهم في الصلاة، وفي الخطبة أمام جماهير المصلين!!

      ويلعب معهم ويخرج لسانه لهم و...الخ.

      كم نحن بحاجة إلى مثل هذه التعاملات الرقيقة التي تجعل لنا أمام أبنائنا قبولا

      فيما نلقي إليهم من توجيهات، وتعرفهم على مدى القرب والمحبة التي نكنها لهم.

      وما يجري على الفتاة يجري قريب منه على الابن.

      وإن مثل تلك الفتاة التي تحدثنا عنها آنفا كثير،,,, ممن تعيش في بيتٍ أهلُه

      صالحون، لكن لها رفيقات يزيِّنّ لها محادثة الشباب، ثم إذا سمعت صوت الشاب

      فرحت بذلك،

      لأنها لم تسمع يوماً كلمةً عاطفيةً من أبيها، واستساغت سماعها ..





    • موضوع قيم

      السلام عليكم

      ليس بالضرورة أن يؤدي الجفاف العاطفي إلى انحراف البنات ..

      ولكن لي وقفه معينه .
      الجفاف العاطفي قد يخلق انسانا لا يعرف معنى العواطف أو كيفية بثها مع أنها شي وجد بداخل الانسان فلا يستطيع بدوره أن يحب أو يحنو أو يعطف على أحد ..

      الأمر الثاني الذي ألاحظه في التربية كثيييرا لدى الاباء بشكل خاص ..
      أن الاب عندما تكون ابنته في سن صغيره فانه يلاعبها ويداعبها ,,, ويقبلها أيضا ,,

      وبعد ذلك ما ان تكبر تغيب كل هذه الامور , والاهم من ذلك يغيب معها الحوار ..

      بالنسبه لي أعتبر الحوار هو أكثر وسيله وأهم وسيله في تربية الابناء ..


      **همسة في أذن كل من أدى الجفاف العاطفي إلى تغيير خلقهم وأدى إلى انحرافهم**
      أنت في النهاية انسان لديك عقل وتفكر .. فلا تجعل هذا الامر يكون سببا
      في تدميرك أو يحول دون بثك للعواطف أو تربيتك لأبنائك ..
      فأنت لست وحدك .. فكم من أناس ولدوا أفضل من أبائهم .. و لم يكن لأبائهم دخل في ذلك
      عسى أن تكون أحدا منهم ..
      :)

      **كاتبة الموضوع** :
      شكرا أختي على الموضوع الرائع فقد أعجبني بشدة .
      في ميزان حسناتك باذن الله:)
    • الشكر لطارحة الموضوع...

      الجفاف العاطفي أحيانا ( وليس دائما ) يؤدي إلى الانحراف...
      وأحيانا نجد من هم ليسوا بفاقدين الجفاف في العاطفة ولكنهم أيضا في طريق الانحراف
      فالانسان بطبيعته ميال إلى سماع الكلام الجميل ويطرب له وهذه فطره في الانسان
      فالبعض مقاومته لللانحراف قويه ويجاهد النفس بأن لا تطغى شهواته على دينه وخلقه
      والبعض الآخر نجد عنده هذه المقاومه ضعيفه ويكون باب الانحراف مفتوحا وسهلا دخوله...

      ومن الأفضل أن يكون جو الأسرة ملئ بالعاطفه الجميله وبثها بين أفرادها جميعا


      حين يجتمع حسن الظن ورقة القلب يزداد الانسان رقي في اسلوبه وهناءاً وتوفيقاً في حياته
    • مناسك كتب:

      السلام عليكم



      ليس بالضرورة أن يؤدي الجفاف العاطفي إلى انحراف البنات ..


      ولكن لي وقفه معينه .
      الجفاف العاطفي قد يخلق انسانا لا يعرف معنى العواطف أو كيفية بثها مع أنها شي وجد بداخل الانسان فلا يستطيع بدوره أن يحب أو يحنو أو يعطف على أحد ..


      الأمر الثاني الذي ألاحظه في التربية كثيييرا لدى الاباء بشكل خاص ..
      أن الاب عندما تكون ابنته في سن صغيره فانه يلاعبها ويداعبها ,,, ويقبلها أيضا ,,


      وبعد ذلك ما ان تكبر تغيب كل هذه الامور , والاهم من ذلك يغيب معها الحوار ..


      بالنسبه لي أعتبر الحوار هو أكثر وسيله وأهم وسيله في تربية الابناء ..



      **همسة في أذن كل من أدى الجفاف العاطفي إلى تغيير خلقهم وأدى إلى انحرافهم**
      أنت في النهاية انسان لديك عقل وتفكر .. فلا تجعل هذا الامر يكون سببا
      في تدميرك أو يحول دون بثك للعواطف أو تربيتك لأبنائك ..
      فأنت لست وحدك .. فكم من أناس ولدوا أفضل من أبائهم .. و لم يكن لأبائهم دخل في ذلك
      عسى أن تكون أحدا منهم ..
      :)


      **كاتبة الموضوع** :
      شكرا أختي على الموضوع الرائع فقد أعجبني بشدة .

      في ميزان حسناتك باذن الله:)



      اختي مناسك بارك الله فيك
      احترم رائك
      نعم في مجتمعنا نفقد الحوار بين الاب وابنته
      اشكرك على مرورك
    • السفينة كتب:

      الشكر لطارحة الموضوع...

      الجفاف العاطفي أحيانا ( وليس دائما ) يؤدي إلى الانحراف...
      وأحيانا نجد من هم ليسوا بفاقدين الجفاف في العاطفة ولكنهم أيضا في طريق الانحراف
      فالانسان بطبيعته ميال إلى سماع الكلام الجميل ويطرب له وهذه فطره في الانسان
      فالبعض مقاومته لللانحراف قويه ويجاهد النفس بأن لا تطغى شهواته على دينه وخلقه
      والبعض الآخر نجد عنده هذه المقاومه ضعيفه ويكون باب الانحراف مفتوحا وسهلا دخوله...

      ومن الأفضل أن يكون جو الأسرة ملئ بالعاطفه الجميله وبثها بين أفرادها جميعا




      اشكرك يا اختاه على مرورك
      كلامك صحيح يا اختاه
      ان انعدام التربيه الصحيه للابناء من قبل الاباء والمجتمع المحيط بهم هو الاساس في انحراف الابناء
    • شكرا اختي الشرقيه على موضوعك الاكثر من رائع

      انا الاحظ هذا الجفاف مع بعض المعارف والاهل

      لكن والحمدلله اني لاجده في بيتنا بين عائلتي وسط امي وابي

      المكان مشحون بالعواطف الجميله عواطف الحب بين افراد الاسره

      عندما ارى هذا الجفاف في بعض العوائل اشكر ربي ان جعلني وسط عائلتي المُحبه
    • بنت البطحا كتب:

      شكرا اختي الشرقيه على موضوعك الاكثر من رائع

      انا الاحظ هذا الجفاف مع بعض المعارف والاهل

      لكن والحمدلله اني لاجده في بيتنا بين عائلتي وسط امي وابي

      المكان مشحون بالعواطف الجميله عواطف الحب بين افراد الاسره

      عندما ارى هذا الجفاف في بعض العوائل اشكر ربي ان جعلني وسط عائلتي المُحبه


      الله يديم السعادة بينكم والله يالف بين قلوبكم
      اشكرك يا اختاه على مرورك
    • العاطفة موجودة فطرياً في أي انسان
      ولا يكاد يخلوا أي انسان من العاطفة أثناء طفولته
      فارتسامته الوديعة والبريئة تجلب اليه شتى الأمور العاطفية
      ابتداء من حنان الأم والأب وانتهاءً بإخوته ومن يحبونه
      ولكن تختلف العواطف باختلاف المواقف والظروف..
      فمثلا ممكن أن تجد الفتاه أشياء عاطفية كثيره من خلال أبويها
      ولكن العواطف التي قد تجدها من شاب يتمتع بمخيلة واسعة
      لجعلها لؤلؤة ترتمي بأحضان السماء تكون أكثر تأثيراً
      خاصةً أنها لم يسبق لها أن تدخل أحدٌ في فتونتها بمثل
      ماغزى نخاميتهاهذا الشاب الدخيل..
      من هنا أقول شخصياً أن الأبوين ليسا هما السبب الرئيسي
      لإنحراف الفتاه ..
      ولكن ما أعتقده أن طبيعة المجتمع في بعض أموره يحتم
      على الشباب والشابات الى الوقوع في مثل هذه الأمور المدمرة..
      ولا أريد أن أوضح ما أرمي إليه بطبيعة المجتمع
      فهناك أشياء كثيرة واضحة وضوح الشمس
      دون أن يعبأ أحد بها رغم أن الجميع يعرف ما ستؤول اليه الأمور
      اذا استمر الوضع بهذا النمط القبيح... للأسف...


      شكرا لكم جميعا...