اقتربت الساعة

    • اقتربت الساعة



      اقتربت الساعة
      [ اقتربت الساعة وانشق القمر ]
      أقف طويلاً كُلما قرأتُ هذهِ الآية , وكُلّما سمِعْتها :
      " أي ساعةٍ هذه التي اقتربت ؟!! "
      ويأخذني التفكير
      ( ربما بوساوس الشيطان يأخذني ) ..
      هي حتماً أفكارٌ شيطانية ..
      ولكنها كانت تأخذني , وأذهب معها بعيداً ..
      وآخذ في الترديد كالببغاء :
      " أي ساعةٍ هذه التي اقتربت ؟!!
      وما أخبار القمر ؟ أولم ينشق بعد ؟ "
      " ثم أجيب نفسي :
      " بلى قد إنشق ..
      بل إن انشقاقه قد كان منذ مهدِ النبوة ..
      بل إنه أحد معجزاتِها ..
      أمّا الساعة فلازالت .. ما بالها لم تصل ؟!!
      أوليس انشقاق القمر دلالةٌ على قربها ؟!!
      فأين هي إذاً ؟!! "
      لبِسْتُ الساعة في معصمي , وأخذتُ أُقربها من عينيّ تارةً , ومن قلبي تارةً أخرى :
      " أهكذا يكون اقترابكِ أيتها الساعة ؟!!
      أهو اقترابٌ من العين أم هو اقترابٌ من القلب ؟!! "
      ثم أتراجع عن ذلك ..
      " فلربما هو اقترابٌ زمني ..
      إذاً فلا داعٍ لأن يتحرك هيكل الساعة ومعصمي لتقترب ...
      إنما يكفيها أن تستدير عقاربها , فيمضي معها الزمن .. "
      أدركتُ أخيراً هذه الحقيقة ..
      وأخذتُ أعبثُ بمفتاحِ الساعة ..
      وأعمل على تدويرِ عقاربها حيناً ..
      وأراقب دورانها بنفسها حيناً آخر ..
      كانت الساعة واقترابها شغلي الشاغل ..
      وكانت مراقبتها وهي تستدير بعقاربها جُلَّ اِهتمامي ..
      وبينما أنا غارقٌ في همي وتفكيري بالساعة واقترابها ..
      إذ لاحت لي صورةٌ في المرآة ..
      كانت الصورة تراقبني باهتمام بالغ ..
      كالاهتمام الذي أبديه أنا لتلك الساعة ..
      فرفعتُ بصري للمرآة ..
      وأخذت أتأمل ذلك الوجه ..
      وبدأت نفسي تحدثني :
      " يا إلهي إنه لرجلٍ عجوز ..
      ماذا يريد ؟!!
      ولِمَ هو يراقبني بهذا الاهتمام ؟!!
      أيعقل أن أكون أنا وذلك العجوز شخص واحد ؟!!
      أيعقل أن نكون وجهان لعملة واحدة ؟!!
      أم إنه وجه واحد فقط لذاتِ العملة ؟!!
      إنه أنا إذاً .. !!
      أيعقل أن يكون هو أنا ,أنا هو ؟!!
      أيعقل أن يكون الزمن قد تحرك ودار مع دوران تلك الساعة ؟!!
      ما هذا البياضُ الذي أراه ؟!!
      يا إلهي إنه المشيب !!
      يا إلهي وماذا بعد المشيب ؟!! "
      وإذا بالعجوز يجيب : " وما بعدهُ إلا الموت , وها قد اقتربت ساعتك "
      وأخذ يُكررها ..
      " اقتربت ساعتي , يا إلهي ها قد اقتربت ساعتي إذاً "
      الآن فقط .. أدركتُ أنَّ الساعة قريبة ..
      فما بيننا وبينها إلا الموت ..
      وجلستُ في همِّي وحُزْني :
      " ما بال الأيام مضت سِراعى .. دون أن أعمل ..
      فقط كنتُ أنتظر وأراقب تلك الساعة ..
      وانقضى عمري وأنا على ذلك "
      هنا فقط تذكرتُ قول الله سبحانهُ وتعالى :
      [ ... أتى أمرُ اللهِ فلا تستعجلوه .. ]
      ومن هنا فقط ..
      قطعتُ أوصالَ التفكير.. وهممتُ بالعمل ..
      علَّ الساعة ..
      (( .. أقربُ إلينا من لمحِ البصر .. )) .


      رسام الغرام




    • اخي ..رسام الغرام

      مروري هو تعبير عن مدى فرحتي لعودتك والتي ازالت لثام الحزن في غيابك ..

      كنا نتوق لترسم لنا حرفك الذي فقدنا في تعارك الاحرف وامتزاج الكلمات ..

      كنا نتطلع بأن تكون اشراقاتك منذ زمن كي نقرء ما يكنه قلبك ..

      وبين الترجي ها نحن نسعد بتواجدك من جديد ..

      لتعليق لحرفك .. ساعود ثانيتاً ..

      لك ودي لهذا التواجد البهيج ..
    • تأملات جمة تلك التي تتردد أمامنا
      تأبى النفس أن تدعها تمر مرور الكرام
      ربما هو يقيننا بأن جدران عقولنا
      ما تزال في حجمها محدودة
      لا تكاد تضيف شيئاً حتى تكتشف ما يلغيه أو يزيد غموضه
      مهما خبرت وتمكنت
      تظل هنالك ذرات دقيقة تفصل بين تشابك الحرف والحرف


      رسام الغرام

      لوحة تأمل رائعة رسمتها ريشتك المبدعة
      ربما نحتاج إلى مثل هذه الهمسات التي تخالج النفس دائماً
      والتي قلما نراها هنا

      لك الشكر أخي
    • غضب الأمواج كتب:

      اخي ..رسام الغرام



      مروري هو تعبير عن مدى فرحتي لعودتك والتي ازالت لثام الحزن في غيابك ..


      كنا نتوق لترسم لنا حرفك الذي فقدنا في تعارك الاحرف وامتزاج الكلمات ..


      كنا نتطلع بأن تكون اشراقاتك منذ زمن كي نقرء ما يكنه قلبك ..


      وبين الترجي ها نحن نسعد بتواجدك من جديد ..


      لتعليق لحرفك .. ساعود ثانيتاً ..



      لك ودي لهذا التواجد البهيج ..




      غضب الأمواج

      كم تبهج النفس للمكوث بينكم , وكم تبهج أكثر لإشراقات تواصلكم هنا أيها العزيز
      وما أبعدنا عنكم إلا هموم الحياة ومعتركها

      ولكن يبقى لنا حضور كلما استطعنا

      سأنتظر عودتك

      تقبل جل التحايا


      رسامكم
    • نحن الآن في عالم قد ينسى الانسان نفسه
      ويخيل إلينا أننا ربما سنعيش آلاف السنين
      وما أن يذكرنا أحد ما بالساعة واقترابها
      حينها نعلم أن كل يوم يمضي هو من عمرنا
      وما نحن إلا غافلون عن دنو الأجــــــــل..

      أشكرك على هذه المشاركة القيمة جداً
      نحن نحتاج كثيرا من يسمعنا هذا الكلام..


    • رسام الغرام

      يبقى لذلك التفكر في الآيات القرآنية لهو الشيء العظيم ... والمفروض علينا عمله .... وتبقى لغة فكرك ميناء يسهل الوصول إليه لمن قرأ كلماتك بتمعن ... ولكن تبقى لآيات القرآن بحر واسع قد لا نستطيع الوصول إلى قطف ثمرة الاستيعاب منها

      جميلة مشاركتك سيدي الكريم .... ونحن نناشدك أن تبقي غيومك تمطر علينا بعذوبة كلماتك الفريدة ... ولك كل التحايا

      تحية ... alsalhi20
    • Lavender كتب:

      تأملات جمة تلك التي تتردد أمامنا

      تأبى النفس أن تدعها تمر مرور الكرام
      ربما هو يقيننا بأن جدران عقولنا
      ما تزال في حجمها محدودة
      لا تكاد تضيف شيئاً حتى تكتشف ما يلغيه أو يزيد غموضه
      مهما خبرت وتمكنت
      تظل هنالك ذرات دقيقة تفصل بين تشابك الحرف والحرف



      رسام الغرام


      لوحة تأمل رائعة رسمتها ريشتك المبدعة
      ربما نحتاج إلى مثل هذه الهمسات التي تخالج النفس دائماً
      والتي قلما نراها هنا



      لك الشكر أخي


      Lavender
      سلمت أخي على جميل تأملك وتدبرك
      وهذا ما نريده
      كلنا للأسف في غفلة عن هذا
      فلا بأس أن يأتي التذكير
      مني ومنك ومن عضوٍ آخر
      جل ما نسعى إليه
      هو العودة إلى خالقنا
      فالأمل مهما طال يبقى قصيراً .

      لك المودة في العيد
      وكل عام وأنت بخير