النظرة الدونية للزنجباريين!!!!!

  • النظرة الدونية للزنجباريين!!!!!


    النظرة الدونية للزنجباريين!!!

    طبعا أعتقد أنه الكل يعرف أنه زنجبار في يوم من الأيام كانت جزء من عمان.. في عهد السيد سعيد بن سلطان(دوكم دخلتكم حصة تاريخ)..
    المهم..
    نشوف الحين الكل ينظر للزنجباريين نظرة دونية.. يا ترى ليش.. ايش الاشياء إلي تدفعهم لذلك..
    حتى أنه صار في بعض الحالات أنه البنات ترفض الشاب إلي يخطبها إذا كان زنجباري!!!
    يعني الزنجباري ايش فيه.. ما هو انسان حاله حال العماني!!!
    لو رجعنا لعهد السيد سعيد بن سلطان بنشوف كيف كانت العلاقة بين عمان وزنجبار.. كانت علاقة جدا طيبة ...
    على فكرة .. حتى أنا ما أعرف ليش ما أحب الزنجباريين!!!
    علشان كذا نبي نعرف...
    ليش العمانيون الأصل ينظرون للزنجباريين نظرة دونية؟؟؟

    ~الأصدقاء~
    إما
    دفعة للأمام
    أو
    خطوات للوراء
    فكن حذراً في اختيار أصدقائك
  • وأنا بعد أرفض الشاب الزنجباري وبشدة لأننا نبحث عن الأنساب ..
    والزنجباريين هم زنوج في الأصل ولكن هاجر إليهم العمانيون واستوطنوا زنجبار وكونواعائلات لكن لا أدري لماذا تبقى نظرتي دونية إليهم ..؟؟؟
    أشكرك عاصفة النار فأنتي دائماً تفاجأنينا بإبداعاتك ..

    دمتي للإبدااع..
    تحيتي: بسمة حائرة..
  • للتأكيد فقط وعلشان الصورة تطلع واضحة للكل من الزنجباريين إلي قصدتوهم في الموضوع هذا:
    الزنجباريين إلي يحملوا الأصل العماني وإلي هاجروا إلى زنجبار علشان يكونوْ الإمبراطورية العمانية المعروفة في السابق وما قدروا يرجعوا في يوم إلى بلادهم بسب حكمة أرادها رب العالمين وكونوْ أُسرة هناك..
    أو الزنجباريين إلي ما يحملوا أي أصل والموجودين بقلة في بلادنا وللسياحة والتعرف على الدولة إلي لها الفضل في نشر الإسلام في بلادهم لا أكثر ولا أقل..

    يا ريت من أخواتي الفاضلات يحددوا نوع الزنجباريين المقصودين في الموضوع والمعروضين في خانة الزنوج والدونية...

    وذلك منعاً لأي خطاء قد يرد من المشاركين.
  • اختي عاصفة النار اشكرك عهالموضوع

    اما عن سؤالك فإجابتة
    العنصرية هي السبب في الرفض
    وما بس الزنجباريين الي يتعرضوا للرفض حتى البلوش
    وهذي المسألة هي مسألت انساب يعني كثير من الناس يرفض انه يكون نسله مخالط لنسل زنجي او اي نسل ثاني

    وانا من وجهة نظري انه ما فيه فرق بيني وبين الزنجباريين والبلوش
    المهم عندي الانسان بحد ذاته


    تحياتي
    ود سعيد الموقر
  • السلام عليكم

    موضوعك جميل

    ربما النظره هذه موجودة لدى بعض العمانيين ولكن ليس الكل
    والسبب في اعتقادي وكما قال البعض هي العنصرية
    في كثير من الأحيان نصادف أناس زنجباريين ولكنهم قمة في الأخلاق والطيبة

    وهؤلاء ينطبق عليهم ما ينطبق علينا نحن العمانيين
    فكما أن في العمانيين الصالح والطالح نجد الأمر كذلك في الزنجباريين

    عن نفسي لا أنظر إليهم نظرة دونية لأني لا أحكم على الجميع بحكم واحد
    وفي نهاية الأمر نحن كلنا عباد الله

    وجميل أن نتذكر قوله تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم)

    تحياتي
  • ما أشوف هذي النظرة إلا للسواحليين اللي عربيتهم متكسرة وما يعرفوا يخلقوا جملة وحدة صحيحة
    على بعضها وأفكارهم ما ه أفكارنا الإسلامية اللي تربينا عليها (يعني متحررين وكل شي يشوفوه عادي)

    والبقية عادي أشوفهم أنا عمانية بس عندي صاحبات سواحليات محترمات أعزهم كثير ومثلنا أفكارهم
    يعني ما المتحررات على قولتنا وأهلي حتى يحبوهم يعني هذي النظرة ما للكل
  • تختلف وجهة النظر بإختلاف الشخصية
    صحيح فيه ناس ما عندهم عنصرية وعادي عندهم يتداخلوا مع السواحيلين والبلوش
    بس يهتموا بكثر تمسك الشخص بالدين الاسلامي
    وفيه ناس عندهم عنصرية وما يحبوا يتداخلوا مع السواحيلين والبلوش بأي شكل من الاشكال
    وهذا طبعا يختلف مع اختلاف الاشخاص

    تحياتي
    ود سعيد الموقر
  • ما فيه فرق بين عماني وزنجباري كلهم أمام الله سواسيه والعنصريه ممنوعه في بلدنا الخير وهناك ناس يريدون أن يشعلوا الفتنه وأنا بصراحه لو جاء شخص زنجباري ويريد يخطب أحد من أهلي طبعا أسأل عنه وعن أهله وأهم شي الأخلاق .

    الزنجبارين فخر والبلوش فخر وأيضا العمانيين فخر

    وجعلوا دائما مقياس التفاضل بينكم هو ((التقوى))

    والسلام ختام

    مع تحيات:
    أبوفيصل911
    اليوم :الأربعاء
    التاريخ :15/11/2006م
    الوقت :7:50

  • السلام عليكم

    أشكرك أختي على الموضوع الجميل والحساس

    أنا من خلال معايشتي للواقع العماني المعاش وجدت بأن المجتمع العماني ينقسم إلى أحزاب عدة ... فهناك كما يقال العمانيون الأصل والبلوش والزنجباريين وغيرهم

    ولكن دائما نحن العمانيون الأصل كما يقال نشن بوابل من الهجمات على الفئات الأخرى بحكم أننا الفئة الأكبر وهم الفئة الأقل ...

    فأتمنى من من سيرد عالموضوع أن لا يكتب شيء لم يعايشه ... لأن ما نسمعه يختلف عن ما نراه بأم أعيننا ... وكما قال آهات الزمان ... نبقى في النهاية كلنا عباد الله

    أتمنى من الجميع عدم التجريح ... والدخول في الموضوع بجانب الإساءة... فكل شخص يرد بشيء مقتنع فيه مع عدم الإساءة لهذه الفئة ... وايتذكر الجميع بأن هذه الفئة موجودة بيننا هنا في الساحة فاحترامهم من احترامنا لشخصنا

    أخوكم الصالحي ... ولي عودة للموضوع

    تحية ... alsalhi20
  • alsalhi20 كتب:



    أتمنى من الجميع عدم التجريح ... والدخول في الموضوع بجانب الإساءة... فكل شخص يرد بشيء مقتنع فيه مع عدم الإساءة لهذه الفئة ... وايتذكر الجميع بأن هذه الفئة موجودة بيننا هنا في الساحة فاحترامهم من احترامنا لشخصنا



    ...

    كلام جميل....حبيت اكتبه قبلك...
    بس قلت خلنا نشوف الردود

    ليش المسخرة والغلط.....

    ليش تنظرون لهم بدونية!!!...ايش عتبكم عليهم!!!
    ايش اللي موعاجبكم فيهم!!

    اذا كان على النسب.....هذا رزق
    انت وانا ترنا ماتعبنا عليه ....رزق مثل باقي الارزاق اللي الله كتبه لنا

    غرور..و زهو .................عليهم وش حقه...
    اذا كان بدون سبب.... فهذي تفاهة ..لا كلام اخر

    خلاص لا تزوجهم.............لكن لا تشفون نفسكم عليهم

    في النهاية انا عمانية اصيلة...سعودية بالتجنس..
    اماراتية بالوراثة..عراقية بالقرابة

    لكني ما ارضي في الزنجباريين

    ****وسلامتكم
  • الموضوع لا يقتصر بتاتاً على الزنجبارين فحسب بل يشمل البلوش ومن ليس لهم نسب وحتى يشمل القبائل الصغيرة الغير معروفة عند البعض...

    هذه النظرة بدأت تقل يوماً بعد يوم بسبب تفهم الناس و رجاحة كفة المال عن كفة الحسب والنسب..إذا نظرنا للموضوع من جهة الزواج فهو مرفوض يتاتاً ولأسباب يعلمها الجميع.

    إذا رجعنا لموضوع الأخت عن الزنجبارين فهذه النظرة الدونية فعلا استحكمت فينا كعمانيين وهذا بسبب إختلاف عادات وتقاليد العمانيين عن الزنجبارين.. فالكثير من الزنجبارين تجد لديهم تحرر كبير في جميع النواحي وأحد الأسباب كذلك هو تكسير اللغة العربية فعندما تحادث شخص باللغة العربية وتجد لغته مكسره فإنك تنظر له نظرة دونية أساسها أنه ليس عربي وليس عماني أصيل.

    لا ننسى أن الزنجبارين أصبح لهم الكثير في عمان وتكفي الكثير من المناصب وتكفي وظائفهم في شركة تنمية نفط عمان.
  • سلامي للجميع.......
    بصراحه الي عنده هذي النظره حق الزنجبارين او البلوش او اي فئه من الفئات اعتبره متخلف بمعني الكلمه ما لازم اتناسبوهم بس على الاقل عاملوهم باحترام وما اشوف شي نفتخر فيه لما انقول اكرهم بس ما اعرف السبب هذا اسمه تخلف..تخلف....تخلف...
    الاجنبي تعطوه اعتبار اكثر ليش........وهم الي سبوا دينا..الزنجباري بعده ما وصل لهذي الحد ..صح عندهم افكار تخلف عن افكارنا بس هذا ما يعطينا الحق احنا العمانين انقول الي انقوله عنهم او حتى انفكر بهذي الفكره.....الموضوع جميل وحساس جدا بس هذا الموضوع اكبر دليل على عنصريه العمانين..........اسفه بس هذا رأي انا.....انا ما جالسه اذم العمانين بس من القهر..........احنا ما بنتطور الا يوم انغير فكرنا هذا........خلوا العنصريه حق غيرنا الي ما عنده دين ومب لازم اذكر من واحنا الله انعم علينا الاسلام ........الي قال كلنا متساون كأسنان المشط.......

    اسفه بس من انتوا عشان تحكموا عليهم.............من الي اعطاكم هذا الحق!!!!!!!! تعجب !!!!

    لا تنسوا ماحد عمر عمان وثقفها غيرهم الي اتسموهم زنجبارين واكبر المناصب ماسكينها هم...شوفوا عيالهم احسن ادب ما اقول كلهم بس معظهم ادب واخلاق...بيوتهم من احسن البيوت مرتبه ونظيفه......كلشي عندهم راقي....والتعليم عندهم توب.....ما اذم العمانين بس لو قارنتوا وشفتوا الواقع بتقولو كلامي صح ..........

    اقول قبل لا تتنقدوا كونوا احسن منهم عقبها تعالو اتكلموااا والاحسن ما بالاصل...بالافعال!!!

    shaaaaaaaaame on you all

    هذلا الي اتقولو عنهم زنجبارين انطردوا من زنجبار لانهم عرب ما معقوله يجيوا بلادهم وينقال عنهم زنجبارين لانهم يتكلموا غير عنا احنا


    واسفه على كلامي بس ما عندي كلام غير هذا..


    السموحه

    تحياتي
  • مرور للاطلاع ونظرة عامة للتعليقات بعضها بصم بالعنصرية
    والاخر بالتخلف 000 واخرون بالدونية 00؟

    لا اعلم لما كل هذا 00 لا ادري السبب وهل شخصتم الحالة هل
    وضعتم الاسباب وجمعتم النتائج حتى تطلق مصطلحات هل هي
    موجودة فعلا وهل الواقع يحكمها ؟

    فلكل مقال مقام ولكل كلمة حروف
    او العكس 0

    ما في احد يمزل من قيمة اي انسان او ينظر له اي نظرة تعكس
    تصوره وشخصيته 0
    تختلف فئات الناس وكل احد وشخصيته واختياره وواقعه اللي
    يختاره من تعامله مع الاخرين مهما كانت طبيعتهم 0

    الانساب لها مقدارها بالحياة واهم مباديء الاختيار الدين والخلق
    لذا كل انسان يضع المعايير اللي تتناسب مع قيمه ومبادئه ولاتخرج
    عن واقعه واتساقها مع الشررع0

    ولا اعتقد ان في شخص يقلل من شخص الا اذا كان الشخص بحد
    ذاته ما يدري عن تصرفاته 0

    ومع ذلك تبقى صيغة الاختيار في الزواج بينهم ع المعايير التي
    اسردتها اعلاه حسب رأي لاني اشوف اساسها الدين والاخلاق
    والحسب والنسب وكل فردا قد يختار من تناسبه اللي يضع كل
    معيار حسب فهمه 0

    والناس سواسية امام الله 00 شكراا
    ثمن عمري
    الحياة أمل يبقى
    *
    لويفارقني وجودك ما يفارقني غلاك
    يكفي اني حيل أحبك لو ماني معاك
    *
    وأمل الحياة لقاء
    البداية والنهاية
  • كفاكم جهلا يا ابناء عمُان....اذا نظرنا.. الى قبيتله سنجده احدا منا....

    وهناك قبائل عديده هاجرت الى زنجبار بداعي التجاره....

    ومنهم ( الحارثي .. البرواني .البطاشي والبلوشي. النبهاني .العلوي.. الهنائي وقبائل اخرى كثير وايضا قبائل العائله المالكه (أل سعيد)

    اولهم .. السيد برغش .... هل نعتبره ... زنجباري..

    الغريب منكم....

    ان كل من هاجر من موطنه الاصلي وعاش في الغربه او يتقن لغتهم غير العربيه يسميهم البعض بأسم غير عن موطنه الاصلي


    مثال على ذلك..

    عماني الاصل.. هاجر الى الهند بداعي التجاره وعاش سنوات .... وعندما قرر ان يرجع الى موطنه الاصلى.....

    اتهموه العرب... انه هندي.. كل معنى ذلك انه هندي.. واصله عربي.. بالرغم ( عدم تلفظ اللغه العربيه بشكل مطقن ولذلك بسبب عيشه في بلاد غير عربي )

    ها هي.. زنجبار.... التى سكنت فيها العرب... وعلى راسهم العمانين

    منهم من تزوجوا من سكان الاصلين ومنهم من اتى بزوجته من عمان وعاشوا في زنجبار هروبا من الحر او بداعي التجاره كون زنجبار العاصمه الثانيه لعمان قديما....

    ومن العار ايضا... ان ننسب العمانين (زنجبارين ) الذي هاجروا من عمان الى زنجبار وعاشوا هناك فترات طويله ثم .. قرروا الرجوع الى بدلهم الاصلى عمان... بداعي ان عمان تقدمت خطوه كبيره في التجاره...
    هل معنى ذلك ان كل من هاجر الى زنجبار ... ورجعوا بعد فترات طويله نسميهم بالزنجباري..
    حتى اذا كانوا لاينطقون اللغه العربيه.. فقبائلهم قبائل عربيه اصيله .
    ...

    خلاصه الامر...
    عدم العنصريه في شيء لاتعرفه اصله من فصله.. دون درايه في الموضوع ولا في علم التاريخ...

    تنبيه للمشرفين خاصه...

    [B]الرجاء غلق هذا الموضوع.. التى قد يسبب العنصريه في بلدنا..... والتفريق مابين الزنجباري والعماني والبلوشي...

    فكلنا عمانين عندما نكون تحت رأيه الاسلام او رايه الله الوطن السلطان

    فكلنا تحت قياده صاحب الجلاله السلطان قابوس المعظم ونحمل جواز بشعار سيفين وخنجر... الجواز العماني.. دون ذكرهم او تميزهم في الجواز انه بلوشي او زنجباري او ماشابه من ذلك....
    وايضا
    بهذه الطريقه سوف تنشر الحقد والبغيضه والفتنه في عماننا الحبيبه
    [/B]


    وشكرا للجميع

    ورد الغرام
    :)
  • اخوي ورد الغرام كلامك صحيح
    لكن مسطلح زنجباري في السلطنه يشمل الناس الي سافروا الى زنجبار بغرض التجارة ويشمل ايضا الزنجباريين الي اصلهم زنجباري
    والعمانيين الي سافروا لزنجبار بغرض التجارة (بعضهم) تخالط نسبهم مع نسب زنجباري
    بمعنى اوضح مثلا عماني تزوج زنجبارية وصار نسلة مختلط بنسل ما عماني
    نحن في عمان نسمي هالشي (عرق زنجباري)
    وفيه مثل عماني يقول (العرق جساس)
    وأغلب الناس ما يريدوا انه اولادهم ينتسبوا لتلك الفئة الي اسمها الزنوج
    يعني اذا مثلا رجال تزوج زنجباريه خليه يدور ناس يزوجوا اولاده لانه العنصرية هنا تلعب دورها بشكل قوي جدا وما بيحصل حد يزوج اولاده غير الي مثله من الناس
    انا ما قصدي استهين بس هذا الواقع
    انا عماني واصلي عماني ابا عن جد وعايش في عمان
    وأغلب ربعي زنجباريين وبلوش والباقي عمانيين
    لكني احترم كل شخص فيهم وما اقلل من قيمة اي واحد فيهم
    هم ناس خلقهم الله مثل ما الله خلقنا

    تحياتي
    ود سعيد الموقر
  • ود سعيد كتب:

    اخوي ورد الغرام كلامك صحيح

    لكن مسطلح زنجباري في السلطنه يشمل الناس الي سافروا الى زنجبار بغرض التجارة ويشمل ايضا الزنجباريين الي اصلهم زنجباري
    والعمانيين الي سافروا لزنجبار بغرض التجارة (بعضهم) تخالط نسبهم مع نسب زنجباري
    بمعنى اوضح مثلا عماني تزوج زنجبارية وصار نسلة مختلط بنسل ما عماني
    نحن في عمان نسمي هالشي (عرق زنجباري)
    وفيه مثل عماني يقول (العرق جساس)
    وأغلب الناس ما يريدوا انه اولادهم ينتسبوا لتلك الفئة الي اسمها الزنوج
    يعني اذا مثلا رجال تزوج زنجباريه خليه يدور ناس يزوجوا اولاده لانه العنصرية هنا تلعب دورها بشكل قوي جدا وما بيحصل حد يزوج اولاده غير الي مثله من الناس
    انا ما قصدي استهين بس هذا الواقع
    انا عماني واصلي عماني ابا عن جد وعايش في عمان
    وأغلب ربعي زنجباريين وبلوش والباقي عمانيين
    لكني احترم كل شخص فيهم وما اقلل من قيمة اي واحد فيهم
    هم ناس خلقهم الله مثل ما الله خلقنا


    تحياتي

    ود سعيد الموقر



    عفواً أخي الفاضل ذكرت *العرق جساس* أردت تنبيهك بأن ( العرق دساس ) ...

    تحيتي: بسمة حائرة...
  • الزنجباريين مثل ماذكرتوا هم نوعين:
    عمانيين هاجروا إلى زنجبار وأكثر القبائل التي هاجرت المزاريع والحرث .. وهؤلاء أصول عمانية لكن اختلطت أنسابهم فتزوجوا بزنجباريين ...
    لكن هناك زنجباريين زنوج أفارقة...
    وطبعاً الإنسان اللي من بيت أصيل وشريف راح يناسب اللي مثله ... واللي غير ذلك فسيبحث عن من هم مثله ...

    أما عن البلوش ... فأصلهم مكران ولا صلة للعرب بهم... ولكن يبقى احترامنا وتقديرنا لهم ...

    تحيتي: بسمة حائرة..

  • بسمة حائرة كتب:

    عفواً أخي الفاضل ذكرت *العرق جساس* أردت تنبيهك بأن ( العرق دساس ) ...



    تحيتي: بسمة حائرة...



    شكرا لتنبيهك اختي بسمة حائرة
    بس اعتقدت انه نفس المعنى عشان كذا لخبطت

    تحياتي لك
    واحـــد الموقر
  • لمن لا يعرف زنجبار




    زنجبار

    تقع جزيرة زنجبار سياسياً ضمن إطار دولة تنزانيا، أما جغرافياً فهي تقع على الساحل الشرقي لأفريقيا، وتبلغ مساحتها حوالي 1600 كم مربّع، وعدد سكانها حوالي 300 ألف نسمة.
    وزنجبار في اللغة كلمة عربية محرّفة عن كلمة « بُرج الزنج »، وتُجمِع الكتابات التاريخية والآثار أن العرب ـ وتحديداً العُمانيين ـ قد بسطوا سيطرتهم على الساحل الشرقي لأفريقيا منذ القرن الأول الميلادي، فقد امتدّ نشاط العرب التجاري إلى ساحل إفريقيا الشرقي حتّى الهند، وأقاموا المدن الزاهرة. وكانت الموانئ المنتشرة على طول الساحل محطّات ومرافئ للسفن العربية التي تخترق المحيط في طريقها إلى الهند.
    ويدلّل المؤرّخون على ذلك بأن عُمان عندما استعصت على بني أمية، فوّض عبدُالملك بن مروان الحَجّاجَ بن يوسف الثقفي في بسط نفوذ بني أمية على عُمان. وبعد جولات طويلة أرسل الحجاج جيشاً عرمرماً فآثر سلطانا عمان سليمان وسعيد ابنا عبد الجلندي أن ينقذا أهلهما وجيشهما، فأخذا أهلهما ومن تبعهما من قومهما إلى أرض الزنج ( زنجبار ).
    ويقول المؤرخ الدكتور عبدالمنعم عامر إنه: « يستحيل منطقاً أن يخرج سلطانا عمان من بلدهما إلى بلد لا يعرفان به، ولكن المنطقي أنهما ينتقلان إلى أرض بها وجود عماني كثيف يأمنان فيها على حياتهما ودينهما. وإذا كانت هذه الواقعة في القرن السابع الميلادي فمعنى ذلك أن هناك تاريخاً يمتد إلى زمن لا يقل عن ثلاثمائة عام، وقد يبلغ خمسمائة عام إذا استندنا إلى الآثار الموجودة ».
    وقد خضعت زنجبار تاريخياً لسلطنة حكّام عُمان، سواء عندما حكمها اليعاربة أو آل بو سعيد. وكان سلطان عُمان يمتد إلى ممباسا وماليندي ومقديشيو وأسمَرة ومدن كثيرة حتّى وسط أفريقيا. وقد ظلّت سيطرة العمانيّين على زنجبار وساحل شرق أفريقيا قرابة ألف عام، وكانت ممالك شرق أفريقيا كثيرة الثراء والازدهار. ويقدر « وندل فيليب » استناداً إلى وثائق أوربية أن إنتاج الذهب الذي كان يقدّمه ساحل شرق أفريقيا قارَبَ نصف مليون جنيه استرليني سنوياً في وقت ما من زمن الوجود العماني، بالإضافة إلى عائدات بيع المحصولات الرئيسية كجوز الطِّيب وجوز الهند والقُرنفُل والقَصَب، وبجانب هذين المصدرين المهمين كانت هناك تجارة الرقيق.
    ولم تنقطع السيطرة العمانية على زنجبار وشرق أفريقيا إلاّ فترات قصيرة عانت فيها مناطق النفوذ العُماني من رحلات الاستكشاف البرتغالية ثم من الاستعمار البرتغالي، إلى أن طَرَد الإمام سلطان بن سيف البرتغاليين من عمان، ثم بعد ذلك من ساحل شرق أفريقيا.
    وكان النظام المستقر في زنجبار وساحل أفريقيا الشرقي تابعَينِ سلطان عُمان لذي كان يحكم من عُمان ويفوّض ولاة على زنجبار وبقية ممالك الساحل مقابل ضريبة سنوية.
    وفي عام 1828 ميلادية قام السلطان سعيد بن سلطان بزيارة إلى جزيرة زنجبار، وعندما وصل إليها استهواه جمالها وطِيب مناخها مُقارَنةً بهجير عمان، فجعل من الجزيرة مقرّه الرسمي وعاصمة لمملكة يحكم منها عُمان وساحل إفريقيا، وأصبحت زنجبار منذ ذلك التاريخ عاصمة لمملكة عُمان. وسرعان ما تعاظمت وتكثّفت هجرات العُمانيين إلى الجزيرة ملتحقين بسلطانهم، وإلى السلطان سعيد يعود الفضل لأنه أول من زرع شجر القُرنفُل في الجزيرة على الرغم من معارضة الأهالي، لتصبح زنجبار اليوم أكبر مصدر للقرنفل في العالم كله.
    وقد ازدهرت زنجبار منذ ذلك الحين، فمُهِّدت الطرق، وأُقيمت القصور والمنازل والدور والمساجد، وأصبحت نقطة التقاء أشراف الساحل الشرقي والإفريقي والعمانيين، فالكل يذهب إلى عاصمة المملكة ومقرّ السلطان ولؤلؤة الممالك، وتضاءلت بجانبها المدن الأخرى الزاهرة مثل ممباسا وماليندي وكلوه، وهذا ما كان.



    اللغة

    لغة الناس السائدة هي اللغة السواحلية، وهي مزيج من لغات افريقيّة قديمة واللغة العربية. ويقدّر بعض علماء اللغة أن 70 0/0 من اللغة السواحلية من أصل عربي.
    والألفاظ العربية التي نفهمها من اللغة كثيرة، مثل حكومة ووزارة، « وسانتي سانيا »، وهي نُطق مُحرَّف لجملة « أحسنتَ صَنيعاً »، وهكذا. وعلى الرغم من ذلك فما زالت اللغة العربية موجودة والناس تتحدّث بها، وهم ينطقونها بالفصحى، ولكنهم لطول عهدهم بها يبذلون جهداً ومشقة في الحديث.
    وتنتشر القرى الصغيرة، وهي تجمّعات سكّانية، حول مزارع مكثّفة على طول الجزيرة، والتجمع المدني الرئيسي في قلب الجزيرة على المحيط هو بمثابة ما نسمّيه ـ نحن ـ بالعاصمة، ونشاط السكان الرئيسي هو الزراعة والصيد، وفي قلب العاصمة يتركّز النشاط التجاري.

    كيف ضاعت ؟

    حتّى صباح يوم السبت 11 كانون الثاني عام 1964، كانت زنجبار جزيرة عربية مستقلة، يحكمها السلطان جمشيد بن عبدالله بوسعيد، أحد أحفاد السلطان سعيد بن سلطان. وفي مساء السبت عاد الناس إلى بيوتهم، والهدوء يلفّ الجزيرة، ومرّت الساعات الأولى من الليل رطبةً شتائية، وبعد منتصف الليل شقّ هدوءَ الجزيرة صوتُ رصاص، ولم يستمر كثيراً، وقد ظنّ الذين لم يكونوا قد استسلموا للنوم أن جندياً طائشاً أطلق بعض طلقات من بندقيته. وكلما مضى من الليل وقت ازداد الجو رطوبة وبرودة وثقلاً، وما هي إلاّ ساعة بعد انتصاف الليل حتّى اجتاحت الأحياء والدور فرق من الجنود، فنهبوا البيوت، وشرعوا في قتل السكان واستباحوا النساء، وسقط ما يزيد على عشرين ألف قتيل، وفي رواية أخرى قد بلغ عدد القتلى خمسين ألفاً. وما أن أصبح الصباح، صباح يوم الأحد 12 كانون الثاني 1964، إلاّ وزنجبار، برج الزنج، لؤلؤة الممالك، مقر سلطنة الحكام العرب، لم تعد زنجبار العربية!
    فقد كانت طلقات الرصاص عملية اجتياح لمراكز الشرطة والاستيلاء عليها من قبل الجنود ذوي الأصول الإفريقية، وعملية حصار لمقر الحكم. انقلاب دموي كامل تمّ معظمه بالسلاح الأبيض في أكثر الانقلابات وحشيّة في القرن العشرين!
    ولا تكفي وقائع الانقلاب لِتُقدّم لنا إجابة عن أسباب ضياع زنجبار، والتساؤل عن الأسباب سوف يدفعنا إلى الإبحار قليلاً في بحار السياسة والتاريخ.
    كان استقرار السلطان سعيد بن سلطان في زنجبار متوافقاً مع بدء إحساس الغرب بأهمية موقع زنجبار الاستراتيجي في ظل قواعده البحرية التقليدية، من حيث كونها موقع مواجهة مع ساحل افريقيا الشرقي القريب من الهند ومن ساحل الخليج العربي. وكانت الكشوف الجغرافية من قبل ولفنجستون وستانلي وغيرها في افريقيا سبباً كافياً لكي يلتهب خيال أوربا بالطمع في افريقيا بعامة وزنجبار بوجه خاص. يذكر لنا التاريخ المكتوب أن هناك صراعاً بريطانياً ألمانياً دار حول زنجبار وانتهى بتوقيع اتفاقية تحديد مناطق نفوذ، وأن هناك صراعاً إيطالياً فرنسياً بريطانياً أمريكياً، إلاّ أن أمريكا كانت أسبق الجميع حين وقّعت معاهدة صداقة مع زنجبار عام 1823، وحظيت أمريكا بموجبها على امتياز الدولة الأحق بالرعاية. وفي عام 1839 وقّعت بريطانيا معاهد مع زنجبار، اشترطت فيها على السلطان تحريم الرقيق، وتعهّد السلطان بتحريم هذه التجارة في كل ممتلكاته، وتعيين وكيل بريطاني لممتلكات السلطان للالتزام بالتحريم، كما أعطت المعاهدة للسفن البريطانية الحق في تفتيش السفن ومصادرة أيّ سفن تمارس هذه التجارة. وتحت هذا الستار وبمعاونة مكتب شركة الهند الشرقية بدأت الأصابع البريطانية تتدخل في المنطقة لضمان سيطرتها عليها، خاصة أن البريطانيين لم يكونوا في ذلك الوقت يملكون إلاّ طريق الحيلة، فثراء السلطان سعيد كان بلا حدود، وفي قصره كان يعيش ألف شخص للخدمة، ودَخلُه من تجارة العبيد وحدها كان قرابة 80 ألف جنيه استرليني في العام بأسعار ذلك الزمان.
    ومن حيث القوة العسكرية كان السلطان سعيد يملك أسطولاً بحرياً قوياً، يتكون من خمسٍ وسبعين سفينة، في كل سفينة 56 مدفعاً. وكما يقول وندل فيليب في كتابه ( تاريخ عمان ) عندما يتحدث عن تلك الفترة من خلال الوثائق البريطانية، أن السلطان سعيد كان يستطيع أن يحقق لنفسه التفوق البحري في المحيط، فهو صاحب أقوى أسطول موجود في المنطقة الواقعة بين رأس الرجاء الصالح حتّى اليابان. والثابت تاريخياً أيضاً أنه أهدى فرقاطة بحرية مسلحة إلى ملك بريطانيا، وفرقاطة أخرى إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

    صراع الإخوة

    بعد وفاة السلطان سعيد بن سلطان في 19 تشرين الأول 1856، ثار الشقاق بين اثنين من أشقائه كاد أن يؤدي إلى حرب أهلية دامية. وكالعادة استعان أحد الأخوين بالبريطانيين، فشكّل البريطانيون لجنة تحكيم يرأسها اللورد « كانتج » المندوب السامي في الهند، فقسّم الامبراطورية إلى جزءَين أساسيين، هما عُمان وقد جعلها من نصيب السلطان ثويني بن سعيد، وزنجبار جعلها من نصيب السلطان ماجد، ومنذ ذلك التاريخ انفصلت زنجبار عن عُمان.
    وداخل زنجبار ثارَ خلافٌ وشقاق؛ فقد حاول شقيق ماجد أن يغتاله في مؤامرة شاركه فيها بعض أفراد العائلة، فاستعان السلطان ماجد بالبريطانيين، فتولّوا حمايته بالقوة المسلحة. وحكم على برغش شقيق السلطان بالنفي إلى الهند. واستمر الموقف بنزاعات وشقاقات. وانتهز البريطانيون الفرصة ليبسطوا أيديهم أكثر على الجزيرة، حتّى جاء مؤتمر بروكسل، وفيه قُسّمت افريقيا بين القوى المتصارعة، وكان من ضمن ما قُسّم زنجبار. وفي تشرين الثاني 1886م قسّمت الجزيرة بين بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
    وتعاظم الصراع بعد ذلك، وتوالى بشكل سريع، وتعاقب على حكم زنجبار ولاة لم يَدُم حكم بعضهم عامين، وعرفت الجزيرة الانقلابات والحروب، وفرض البريطانيون سلطتهم على الجزيرة، حتّى أنهم عزلوا حاكماً من حكامها بالقوة المسلحة لينصبوا آخر، وهكذا.
    وخلال ذلك نشطت الجمعيات التبشيرية، وشجّعت بريطانيا توافد الأفارقة من الساحل الإفريقي إلى الجزيرة، وتدريجياً بدأ البريطانيون في تكوين قوى سياسية وطنية لهم داخل الجزيرة، وفي نفس الوقت عملوا على إذكاء حدة التفرقة بين العرب والأفارقة والتمييز بين ما هو عربي وما هو افريقي، وصبر البريطانيون طويلاً وزرعوا كثيراً، وكان لابد أن يُثمِر الزرع الذي زرعوه.

    الأميرة العاشقة

    أسهمت زنجبار بوضعها هذا وتاريخها في إثراء الكتابات عن افريقيا بعامة، وعن أحوال زنجبار وتاريخها بخاصّة. وأطرف ما كتب عن هذه الفترة مذكّرات الأميرة سالمة بنت السلطان سعيد بن سلطان التي عاونت أخاها برغش عندما تمرّد على السلطان ماجد وحاول اغتياله في الحرب التي نشبت بينها وتدخل فيها الإنجليز لصالح ماجد، وحكموا على برغش بالنفي إلى الهند، ففي أثناء نفي برغش تصالحت الأميرة سالمة مع أخيها، ولمّا عفا السلطان عن برغش وعاد إلى زنجبار لم يغفر لسالمة تصالحها مع أخيها السلطان، وظلّت حياتها في زنجبار قلقة، فقد كانت صغرى أبناء السلطان سعيد، وبالتالي فهي أصغر أخواتها. ويبدو أن وضعها هذا قد هيّأها للدخول في مغامرة، فأحبت رجلاً ألمانياً، وهربت معه إلى ألمانيا، وعاشت هناك، ومن البعد كتبت مذكّراتها تصف أيام المجد والقصور، والمربيات وركوب الخيل، والثروة، وعزّ المملكة الذي كان.

    وضعها الحالي

    تقع زنجبار الآن سياسياً ضمن تنزانيا، وقد ظهرت تنزانيا ككيان سياسي عقب استقلال تنجانيقا في 9 كانون الأول 1961م وخروجها من تحت الوصاية البريطانية، بينما حصلت زنجبار على استقلالها من بريطانيا في كانون الأول 1963. وخلال هذين العامين بين استقلال تنجانيقا وزنجبار كانت بريطانيا قد هيّأت المسرح لما حدث بعد استقلال زنجبار بشهر ونصف فقط، حيث جرت وقائع الانقلاب الدموي الذي خُلع به سلطان زنجبار وفرّ إلى الخارج. وفي 26 نيسان 1964 أي بعد الانقلاب بأربعة أشهر أُعلن قيام الوحدة بين تنجانيقا وزنجبار، وأصبح اسم الدولة الجديدة تنزانيا، واختيرت دار السلام عاصمة لها. ونصّ اتفاق الوحدة ثم الدستور على أن يتولى الرئاسة جوليوس نيريري، وأن يليه في الرئاسة حاكم زنجبار. وتشكّلت حكومة محلّية لزنجبار وفوّضت في بعض الصلاحيات المحلية التي من خلالها حاولت الإدارة في زنجبار أن تحتفظ لنفسها بهوية مستقلة نسبياً إلاّ أن التاريخ لا ينسى، وقد ظلت الوظائف الإدارية العليا والإشرافية وبخاصة في الشرطة والجيش في أيدي الأفارقة ذوي الأصول غير العربية، ولكن هذا الاتجاه بدأ يقل تدريجياً بعد ضعف النعرات العرقية واستقرار الأحوال بالدولة الجديدة.
    وقد انعكست آثار الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها تنزانيا كلها على زنجبار، حيث انخفض مستوى المعيشة وأصبح الفقر لا تُخطئه عين، والغلاء يزداد كل يوم، وسعر العملة ينخفض في كل عام عن العام الذي قبله. وعلامات الأزمة الاقتصادية في تنزانيا كثيرة، فوِفْق أرقام البنك الدولي يبلغ إجمالي الدَّين الخارجي حتّى نهاية 1986 قرابة 3609 ملايين دولار، ويبلغ متوسط دخل الفرد من الناتج القومي 290 دولاراً سنوياً، ويبلغ معدل التضخم سنوياً 6, 19 0/0.


    زنجبار
    (2)


    تقع على سواحل افريقيا الشرقية في المحيط الهندي على بعد عشرين ميلاً عن الساحل الإفريقي، وتحتوي على جزيرتَي: زنجبار وبمبا.
    ولمّا قامت حركة الكشوف الجغرافية وبدأ البرتغاليون يقطعون البحار الشرقية خضعت لهم زنجبار مع غيرها من السواحل. ولم يَدُم ذلك طويلاً؛ فقد قامت حملة عربية بقيادة السلطان سعيد بن سلطان البو سعيدي حاكم عمان، واستطاع أن يطرد البرتغاليين ويمدّ ملكه في افريقيا ويشمل مقاديشو وساحل كينيا وساحل تنكانيكا وزنجبار، وفي هذه الأخيرة اتّخذ مقره.
    ولمّا قامت الحرب العالمية الأولى كانت ألمانيا في دار السلام وإيطاليا في مقاديشو وانكلترا في كينيا وأوغندا. وكان الإنكليز قد عقدوا عام 1890 معاهدة مع سلطان زنجبار دخلت فيه زنجبار تحت الحماية البريطانيّة، واستمرّ ذلك 73 عاماً. وفي 11 ديسمبر سنة 1963 عقدت انكلترا مع زنجبار اتفاقية جديدة نالت فيها زنجبار استقلالها.
    وفي كانون الثاني سنة 1964 قام الانقلاب الجمهوري، وفر السلطان إلى لندن، ثم اتّحدت زنجبار مع تنكانيكا وشكّلا جمهورية تنزانيا.
    وفي زنجبار الكثير من الخوارج الإباضيّة وكانت الأسرة الحاكمة منه، كما أن فيها عدداً غير قليل من الشيعة وهم في أصولهم من مهاجري الهند وإيران والبحرين والعراق وعمان، ولهم مسجدان كبيران وأربع حسينيات كبيرة وحوالي عشرين حسينية صغيرة وعدة مدارس. وفيها دار ضيافة ينزل فيها غرباء الشيعة مجاناً أنشأها الحاج رحمة الله تيجاني. ولهم مستوصف لمعاينة المرضى مجاناً أنشأه ناصر نور محمد، ودار توليد مجانية أنشأها داتو حماني، ولهم أوقاف كثيرة.
    ويعود تاريخ إقامة المآتم الحسينيّة فيها إلى عام 1850 في عهد السلطان برغش، حيث كان عنده قائد عسكري إيراني أدى له ولبلاده الكثيرَ من الخدمات، مما حمل السلطان على أن يبدأ بإقامة المآتم في زنجبار، وأقيم أول مأتم في قصر السلطان نفسه.



    تحوّلات في زنجبار

    وفي أواخر سنة 1993 كان الوضع في زنجبار كما يلي:
    منذ زيارة رئيس حكومة زنجبار المحلية سالمين عامور إلى مسقط عام 1991، وتقديم اعتذار للسلطان قابوس عن أحداث عام 1964، وزنجبار تشهد حركة ترميم واسعة للآثار العُمانية من فترة حكم سلاطين عمان لها من 1870 إلى 1964، وهي « قصر السلطان العُماني » و « قصر حريم السلطان » و « المتحف الوطني » الذي يضم متعلقات هذه الفترة في ما يوصف بأنه محاولة لإزالة آثار ثورة كانون الثاني ( يناير ) 1964 وإعادة النظر في العلاقات مع السلطنة.
    وكانت ثورة زنجبار بقيادة أول رئيس لها عبيد كرومي قضت على حكم آخر السلاطين العُمانيين « جامشيد » الذي هرب على متن باخرته إلى مومباسا في كينيا. وأعمَلَ الثوارُ والأهالي من أصل افريقي وهندي التقتيلَ في السكان من أصل عربي الذين اضطروا إلى الهرب إلى كينيا وتنجانيقا أو العودة إلى بلدانهم الأصلية عمان واليمن والإمارات.
    ولا تعبّر إزالة آثار الثورة عن محاولة عاطفيّة تمتزج بالشعور بالذنب فقط، إنما تأتي في إطار أزمة هوية يكتنفها البحث عن روابط بديلة لتحقيق المصالح بعد ضعف اتحاد زنجبار وتنجانيقا ( تنزانيا ) اقتصادياً وبنيوياً؛ فالشعب الزنجباري يعاني من تراجع معدلات التنمية وانخفاض مستوى الدخل السنوي، كما أن الوحدة تواجهها مخاطر الانفصال بسبب الرغبة في العودة إلى الأصول العربية والإسلامية.
    ولا تنفرد الحكومة المحلية في زنجبار ( ذات الحكم الذاتي ) بهذه الرغبة والمحاولات؛ فعلى رغم أن سالمين عامور رئيس الحكومة كان أول من عبّر عنها وبادر بزيارة مسقط والتقى السلطان قابوس وقدم اعتذاراً وعاد ليقول للشعب إنهما اتفقا على نسيان الماضي، فإن المعارضة هي الأقوى والأكثر فاعلية في الشارع الزنجباري؛ إذ إن ( حزب جبهة الاتّحاد المدني ) هو الوحيد في تنزانيا يتخذ زنجبار مقرّاً ويشكّل ذوو الأصول العربية 90 في المئة من قياداته وأعضائه. كما أنه الأكثر تعبيراً عن الانتماء الإسلامي والعربي لزنجبار، علاوة على أنه الأكثر شعبية. كذلك فإن مسلمَينِ من أصل عربي هما سيف شريف حمادي رئيس الوزراء السابق وشعبان ميلو يتوليان منصب نائب الرئيس وأمانته العامة.
    وتكاد هذه القضية أن تكون الوحيدة التي يتّفق فيها رأي الحكومة والحزب الثوري الحاكم مع المعارضة. وهذا التوجه لا يتفاعل معه سوى سلطنة عمان التي بادرت عقب زيارة عامور إلى تقديم مساعدات اقتصادية كبيرة، وأنشأت مطاراً دولياً ومدرسة تمريض، وقدمت مساعدات طبية للمستشفى الحكومي، كما افتتحت قنصلية عامة لرعاية شؤون العلاقات والمصالح في أول استئنافٍ للعلاقات منذ أحداث 1964. كذلك فإن دبي سيّرت خط طيران مباشر إلى الجزيرة لنقل البضائع والمساعدات.
    ومن البديهي أن تَلقى محاولات الحكومة المحلية تغيير الانطباعات والأفكار السيئة عن فترة الحكم العُماني والتي عملت الحكومة المركزية في دار السلام على ترسيخها منذ 1964 صعوبات في هذا السبيل. غير أن وصول المساعدات، والمشاكل التي يواجهها الاتحاد مع تنجانيقا، إضافة إلى أزمة الهوية التي يعيشها الشعب، وآثار فترة حكم الحزب الثوري في تنزانيا.. جعلت مهمة التحول سهلة؛ فقبل عمليات الترميم سبقت حكومة زنجبار الحكومة المركزية في تحرير التجارة للسماح بعودة العرب الذين غادروها تحت غطاء التجارة والاستثمار.
    ولا يزال ذوو الأصول الإفريقية والهندية يجدون من مخلّفات الحكم العُماني ما يستخدمونه في ضرب هذا التوجه، خصوصاً سجن العبيد، أحد الآثار التي لم يَطُلها الترميم الذي يروّج أن السلطان العُماني كان يأسر فيه الزنوج لبيعهم عبيداً للمستعمرين البريطانيين والفرنسيين في شرق افريقيا.
    إلاّ أن الدعاية المضادة هذه لا تؤثّر حتّى الآن في استمرار هذا التوجه، حتّى أنّ التذكير بزيارة أنور السادات لزنجبار مُوفَداً من جمال عبدالناصر في كانون الأول ( ديسمبر ) 1963 لعرض تقديم مساعدات للسلطان العُماني، وقبل بدء أحداث كانون الثاني ( يناير ) 1964، بعد تسليم البريطانيين السلطة للسلطان، لا يجد صدى واسعاً داخل الأوساط المثقفة والمسيّسة في زنجبار، فأزمة الهوية هنا أقوى من دعايات مضادة.

    من حال إلى حال

    هل تملك جزيرتا زنجبار ( انجوجا وممبا ) ـ 1020 كيلومتراً مربعاً ومليون نسمة ـ مقومات الاستقلال إذا ما انفصلت عن تنجانيقا ؟
    هذا هو السؤال المطروح حالياً على الساحة السياسية في زنجبار في ضوء التطورات الأخيرة وملامح أزمة « الهوية » التي تعمّقت بعد فشل محاولة حكومة زنجبار الانضمام إلى منظمة المؤتمر الإسلامي وأدت إلى نكسة لمشاعر الرأي العام.
    فمع ضعف الاتحاد وتدهور اقتصاد الدولة، بدأت تظهر نزعة استقلالية جادة، أبرز ملامحها إظهار الوجه الإسلامي لزنجبار، وظهور جماعات دينية وتوجّه نحو إعادة الروابط مع الدول العربية عموماً وسلطنة عمان خصوصاً، واستكشاف سبل بناء اقتصاد وطني مستقل حرصت زنجبار على التمتع به عند إنشاء دولة الاتحاد عام 1964.
    نجحت زنجبار في تحقيق قدر من الاستقلالية في إدارة علاقاتها الخارجية، وأنشأت علاقات قنصلية مع مصر وعُمان وموزامبيق والهند والصين وروسيا ( أغلقها الرئيس الروسي بوريس يلتسن عام 1991 ). وتتبع قنصلياتها سفاراتها في دار السلام ما عدا عُمان التي ليست لها سفارة في تنزانيا. كما نجحت في عقد اتفاقيات ثنائية مع هذه الدول حصلت بمقتضاها من مسقط على مساعدات اقتصادية، ومن مصر على خبراء في الزراعة والتصنيع وأطباء، ومن الصين على الإذاعة المحلية ومساكن للفقراء.
    واحتفظت زنجبار ببعض مظاهر السيادة، مثل نظام تأشيرات الدخول والجمارك للأجانب ولأبناء تنجانيقا. ولا تملك الدولة الاتحادية ( تنزانيا أو تنجانيقا ) محطة تلفزيونية. وهناك محطة إرسال تذيع برامج مُهداة من تلفزيون كينيا وأوغندا وتمثليات إرشادية وخطب مسجلة للرئيس تذاع بعد إلقائها. وعلى رغم أن الحكومة المركزية في تنجانيقا أبطلت مفعول قرار حكومة زنجبار المحلية بالانضمام إلى منظمة المؤتمر الإسلامي إلاّ أن ما يثير الحساسية لدى الشعب هو نجاح تنجانيقا في منعها من حضور اجتماعات مؤسساتها من دون المرور على الحكومة الاتحادية في دار السلام أو الحصول على موافقتها.
    فشعب زنجبار خليط من العرب والإيرانيين ( 20 في المئة من عدد السكان ) والهنود ( 10 في المئة )، والأفارقة ( 50 في المئة ) معظمهم من قبائل البانتو التي تعيش في شرق افريقيا، و 97 في المئة من السكان مسلمون على رغم اختلاف أصولهم العرقية. وأصبح من الصعوبة تحديد الأصول العربية أو الإيرانية للسكان بسبب الزواج المختلط.
    وبينما يركّز ذوو الأصول العربية نشاطاتهم على التجارة اهتمّ الإيرانيون بالسياسة، واندمجوا مع العرب في علاقات مصاهرة.
    وتحاول زنجبار تعويض فشلها في التركيز على وجهها الإسلامي وفتح علاقات مباشرة مع الدول العربية، خصوصاً سلطنة عُمان، وهو اتجاه يكتسب اهتماماً الآن على رغم أنّه بدأ منذ سنوات حينما حاولت حكومة زنجبار المحلية برئاسة إدريس عبدالوكيل عام 1986 طَرْقَ أبواب السلطنة وإعادة وصل ما انقطع من خيوط. ولم تنجح هذه المحاولات المستمرة إلاّ عام 1991 حين هبط الرئيس الحالي سالمين عامور في مطار مسقط، وحصل على مساعدات اقتصادية لبناء مطار ومستشفى ومدرسة للتمريض وفتح قنصلية عُمانية في زنجبار لمباشرة العلاقات.
    وتمتد علاقات زنجبار مع السلطنة خصوصاً والعرب عموماً إلى حركة الكشوف الجغرافية عندما استعمرها البرتغاليون في القرن السادس عشر، واستنجد السكان ذوو الأصل العربي والديانة الإسلامية بسلطان عُمان بعد انتصاره على البرتغاليين في هرمز، فوصلت قواته إلى زنجبار عام 1650 وأصبحت إحدى ولايات السلطنة، إلى أن أعلنت بريطانيا الحماية في العام 1870.
    وعرف شعب زنجبار تحت الحماية البريطانية التعددية الحزبية، برز خلالها حزب ASP الذي شكّل الحكومة الائتلافية الأولى في كانون الأول ( ديسمبر ) 1963 فور إنهاء الحماية وإعلان الاستقلال بقيادة رئيس الحزب الإفريقي كرومي.
    وشهدت زنجبار في أيام معدودة بعد الاستقلال قلاقل واضطرابات مفاجئة قادها كرومي ضد الوجود العربي في الجزيرتين.
    وسرعان ما تحوّلت الاضطرابات إلى أحداث دمويّة في 12 كانون الثاني ( يناير ) 1964، حين فتح « جون أكيلو » الأوغندي مخازن السلاح التابعة للسجون ومعسكرات الجيش البريطاني السابقة أمام الثوار الأفارقة التابعين لكرومي فأعملوا التقتيل في العرب ونهبوا ممتلكاتهم ما أدى إلى فرارهم إلى ممباسا.
    وفور استقرار السلطة في يد كرومي ـ الذي أصبح أول رئيس لزنجبار ـ اتفق مع رئيس تنجانيقا جوليوس نيريري على إنشاء دولة اتحادية، وأقدم أحد أبناء ضحايا الثورة على قتل كرومي في عام 1972، وانتهج خلفه عبده جومبي السياسة نفسها ضد بقايا العرب، بل دمج حزبه الحاكم APS وحزب المعارضة في زنجبار TANU في الحزب الثوري الحاكم في تنجانيقا CCm عام 1977.
    وعلى المنوال نفسه سار أسلاف غومبي ـ بعد استقالته 1978 ـ من حسن معيني ( 78م ـ 1985 )، وانتهاءً بسالمين عامور الرئيس الحالي للحكومة المحلية.
    وبعد استئناف العلاقات مع مسقط بدأت زنجبار تعيد النظر في الماضي تحت شعار « إزالة آثار الثورة »، وترجمت ذلك بقرارات تسمح للعمانيين والعرب الذين غادروها عام 1964 بالعودة، وتتيح ترميم آثار المرحلة السابقة بما فيها تلك التي استُغلّت خلال حكم كرومي في تشويه صورة العرب. وتواجه هذه السياسات الجديدة مشكلة التعاطي مع الشعارات التي رفعتها الثورة على مدى السنوات الماضية واتسمت بالكراهية وإثارة الأهالي ضد العرب « المسيطرين على الاقتصاد والتجارة »، « وباعوا الأفارقة كعبيد للمستعمرين البريطانيين والفرنسيين » في إطار حملة منظّمة ومستمرة.

    الاقتصاد

    أما بناء اقتصاد وطني مستقل فهو أكثر التوجهات صعوبة في التنفيذ؛ فاقتصاد زنجبار يعاني أوضاعاً غير مستقرة. ويتعرض دخل البلاد الرئيسي ـ وهو عائد تصدير محصول القرنفل ( يشكل 90 في المئة من الدخل الوطني ) ـ للتدهور بسبب انخفاض أسعاره العالمية ودخول منافسين جدد ( أندونيسيا )، حتّى أصبح غير كاف لتمويل استيراد الرزّ.
    إلى ذلك لا تملك زنجبار مصادر ذاتية للطاقة، وتعتمد في تدبير احتياجاتها من البترول والطعام على تنجانيقا، وهو الأمر الذي يُعدّ معوقات الاستقلال.
    ولا تبعث ملامح الاقتصاد الأمل على إمكان وجود اقتصاد وطني مستقل. وينعكس تردّي الوضع سلباً على أوضاع التعليم، فنسبة الأمية تقدر محلياً بنسبة 80 في المئة، ويوجد معهد واحد ينتهي التعليم فيه بالمرحلة الثانوية، وتتم الدراسة في الجامعات إمّا عبر جامعة دار السلام أو مِنح دراسية في الأزهر وبكين وموسكو. ولا يوجد سوى مدرستين ثانويتين للبنين والبنات ومدرستين فنيتين زراعية وصناعية إلى جانب معهد ديني، ويتم التدريب كذلك عن طريق الاتحادات الإفريقية أو منح التدريب من روسيا والصين ومصر.
    وينعكس الوضع كذلك على الحالة الصحية، فهناك مستشفى حكومي واحد أطباؤه من روسيا والصين ومصر، إلى جانب عدد محدود من الوطنيين، ومستوصف خاص يملكه هنود.
    إلى ذلك تعاني زنجبار أيضاً من أزمة سكانية حادة، إذ تنتشر في المناطق المحيطة بالعاصمة أكشاك خشبية وأكواخ من الصفيح يسكنها الفقراء، ولا يقلل من الأزمة حركة بناء مساكن شعبية تنفّذها الصين كجزء من المساعدات.
    وتربط زنجبار بالعالم الخارجي رحلة أسبوعية لشركة « زانا » الجوية ( شركة مشتركة بين زنجبار وتنجانيقا )، ورحلة أسبوعية أخرى غير منتظمة لشركة « إير تنزانيا »، إلى رحلة أسبوعية ثالثة منتظمة مع دبي لشركة طيران الخليج. وترتبط بتنجانيقا بحرياً عبر 4 رحلات يومية تقوم بها مناصفة شركة ( See Ex - Press ) وشركة ( Flyin Hours ).
    وبسبب الفقر فوسائل النقل الداخلي التي تتنوع من سيارات « الدلا دلا » ( قطاع عام ) وهي عبارة عن سيارات نقل ونصف نقل جهّزت كأوتوبيسات للعمل بين القرى إلى سيارات التاكسي ( قطاع خاص )، تعد الدراجات الوسيلة الأكثر انتشاراً وشعبية.
    ملامح هذا الوضع الاقتصادي لا تشكل أساساً لدولة تتطلع إلى الاستقلال؛ فزنجبار تعتمد ـ وبشكل منفرد ـ على المساعدات الخارجية من مصر وعُمان والصين وشركة فنلندية ( تنفّذ مشروع إقامة شبكات للمياه )، إضافة إلى شركات ألمانية وبلجيكية ودانمركية تقوم بتمويل مشاريع للطرق.
    لمواجهة هذا الوضع تحاول الحكومة المحلية الحصول على مساعدات لتوظيفها في مشاريع صغيرة، كما تحاول إيجاد مصادر غير تقليدية للدخل مثل بيع الأعشاب البحرية ( طعام ونشاط تصديري ) شكل عائد مليون دولار العام الماضي، وينتظر أن يزيد في الأعوام المقبلة بعد فتح الأسواق الأميركية أمام هذا الصنف.
    وتشجّع الحكومة السياحة، إلاّ أن ظهور التيارات الدينية المعادية لهذا التوجّه يقلل من فرص تشجيع السائحين، وتدخل في مفاوضات لإنشاء صناعات مرتبطة بالصيد كالتعليب ومن ثم التصدير.

    نحو الهويّة


    إلى جوار سعي زنجبار على المستوى الرسمي إلى تحقيق نوع أعلى من الاستقلال، يشهد الشارع والحياة اليومية نشاطات أكثر تعبيراً عن الهويّة. فعلى مدى الشهور الثلاثة الأولى من العام 1993 شهدت البلاد تظاهرتين ـ عقب صلاة الجمعة ـ تطالب بتطبيق « أحكام الإسلام »، و « إزالة آثار العلمانية »، وإغلاق نوادي الفيديو، ومحلاّت بيع الخمور التي أُحرق بعضها خلال أعمال عنف، ومنع السياحة.
    كما ازدادت نشاطات جماعات إسلامية، حديثة النشأة، وجماعة « التبليغ والدعوة » في المساجد، وكتاتيب تحفيظ القرآن، ومعاهد لتدريس علوم الفقه والتفسير وسط تعاطف شعبي، وأصبحت شرائط تلاوة القرآن الكريم سلعة وحيدة لأغلب الباعة المتجولين وأساسيّة في كل المحلات.
    ويتنازع حزبان الوجودَ السياسي في الشارع، هما فرع الحزب الثوري الحاكم في الدولة الاتحادية ( تشاما تشاما ممندوس ) أو الـ CCM برئاسة سالمين عامور رئيس زنجبار والنائب الثاني لرئيس الجمهورية بمقتضى الدستور، وحزب جبهة الاتحاد المدني CUF الذي يتزعمه سيف شريف حمادي ـ رئيس وزراء سابق لزنجبار ـ وهو من سكان جزيرة ممبا ويحظى منذ تأسيسه العام الماضي بشعبية كبيرة داخل زنجبار وحتى على مستوى الدولة الاتحادية. وهو ذو توجيهات دينية ـ وإن كان رسمياً ليس حزبا دينياً ـ ويضمّ غالبية السكان من الأصل العربي والمسلمين في تنزانيا. وأصبح شهر رمضان أحد التوقيتات التي تستغلها الغالبية المسلمة للتعبير عن انتمائها، إذ تشهد المساجد أكبر حضور، والمطاعم ومحلات الفيديو وبيع الخمور مغلقة، وعدد ساعات العمل تنخفض بمقدار ساعة، وتذيع المحطة المحلية الأناشيد والتواشيح الدينية. وهي ملامح كانت اختفت في بدايات الثورة عام 1964.
    وتحوّل شهر ربيع الأول من السنة الهجرية كل عام إلى مناسبة احتفالية بمولود النبي محمّد صلّى الله عليه وآله تستمر مدة الشهر بكامله. وتحولت أكبر المساجد ( الجامع الكبير والمسجد الحنفي ومسجد ماليندي ) إلى مراكز تجمّع المسلمين في صلاة الجمعة كل أسبوع.
    على ذلك فمستقبل تنزانيا ( الدولة الاتحادية ) في خطر، وأصبح استمرارها رهن رغبة شعب زنجبار في المزيد من الاستقلال ومدى قدرة الحكومة المركزية على التحمّل، خصوصاً أن استمرار الاتحاد على ما هو عليه الآن أمر مستحيل بالنسبة لشعب زنجبار في ضوء تصاعد المد الوطني والمشاعر الإسلاميّة.
    ويرى الرأي العام هنا أن الأسباب التي أدّت إلى الوحدة قد زالت، وفي مقدمتها الحرب الباردة. كما يرى أن الغرب الذي كان نيريري قريباً منه، قبل تحوّله عام 1964، هو الذي فرض الوحدة بسبب مخاوف تحوّل زنجبار إلى قاعدة للاتحاد السوفياتي في المحيط الهندي.



    أشهر مبنى في زنجبار (بيت العجائب)

    صور حكام الأسرة




    تاريخ الشعارات و الرايات المستعملة أثناء عهد الأسرة


  • tony1881 كتب:

    لمن لا يعرف زنجبار






    زنجبار


    تقع جزيرة زنجبار سياسياً ضمن إطار دولة تنزانيا، أما جغرافياً فهي تقع على الساحل الشرقي لأفريقيا، وتبلغ مساحتها حوالي 1600 كم مربّع، وعدد سكانها حوالي 300 ألف نسمة.
    وزنجبار في اللغة كلمة عربية محرّفة عن كلمة « بُرج الزنج »، وتُجمِع الكتابات التاريخية والآثار أن العرب ـ وتحديداً العُمانيين ـ قد بسطوا سيطرتهم على الساحل الشرقي لأفريقيا منذ القرن الأول الميلادي، فقد امتدّ نشاط العرب التجاري إلى ساحل إفريقيا الشرقي حتّى الهند، وأقاموا المدن الزاهرة. وكانت الموانئ المنتشرة على طول الساحل محطّات ومرافئ للسفن العربية التي تخترق المحيط في طريقها إلى الهند.
    ويدلّل المؤرّخون على ذلك بأن عُمان عندما استعصت على بني أمية، فوّض عبدُالملك بن مروان الحَجّاجَ بن يوسف الثقفي في بسط نفوذ بني أمية على عُمان. وبعد جولات طويلة أرسل الحجاج جيشاً عرمرماً فآثر سلطانا عمان سليمان وسعيد ابنا عبد الجلندي أن ينقذا أهلهما وجيشهما، فأخذا أهلهما ومن تبعهما من قومهما إلى أرض الزنج ( زنجبار ).
    ويقول المؤرخ الدكتور عبدالمنعم عامر إنه: « يستحيل منطقاً أن يخرج سلطانا عمان من بلدهما إلى بلد لا يعرفان به، ولكن المنطقي أنهما ينتقلان إلى أرض بها وجود عماني كثيف يأمنان فيها على حياتهما ودينهما. وإذا كانت هذه الواقعة في القرن السابع الميلادي فمعنى ذلك أن هناك تاريخاً يمتد إلى زمن لا يقل عن ثلاثمائة عام، وقد يبلغ خمسمائة عام إذا استندنا إلى الآثار الموجودة ».
    وقد خضعت زنجبار تاريخياً لسلطنة حكّام عُمان، سواء عندما حكمها اليعاربة أو آل بو سعيد. وكان سلطان عُمان يمتد إلى ممباسا وماليندي ومقديشيو وأسمَرة ومدن كثيرة حتّى وسط أفريقيا. وقد ظلّت سيطرة العمانيّين على زنجبار وساحل شرق أفريقيا قرابة ألف عام، وكانت ممالك شرق أفريقيا كثيرة الثراء والازدهار. ويقدر « وندل فيليب » استناداً إلى وثائق أوربية أن إنتاج الذهب الذي كان يقدّمه ساحل شرق أفريقيا قارَبَ نصف مليون جنيه استرليني سنوياً في وقت ما من زمن الوجود العماني، بالإضافة إلى عائدات بيع المحصولات الرئيسية كجوز الطِّيب وجوز الهند والقُرنفُل والقَصَب، وبجانب هذين المصدرين المهمين كانت هناك تجارة الرقيق.
    ولم تنقطع السيطرة العمانية على زنجبار وشرق أفريقيا إلاّ فترات قصيرة عانت فيها مناطق النفوذ العُماني من رحلات الاستكشاف البرتغالية ثم من الاستعمار البرتغالي، إلى أن طَرَد الإمام سلطان بن سيف البرتغاليين من عمان، ثم بعد ذلك من ساحل شرق أفريقيا.
    وكان النظام المستقر في زنجبار وساحل أفريقيا الشرقي تابعَينِ سلطان عُمان لذي كان يحكم من عُمان ويفوّض ولاة على زنجبار وبقية ممالك الساحل مقابل ضريبة سنوية.
    وفي عام 1828 ميلادية قام السلطان سعيد بن سلطان بزيارة إلى جزيرة زنجبار، وعندما وصل إليها استهواه جمالها وطِيب مناخها مُقارَنةً بهجير عمان، فجعل من الجزيرة مقرّه الرسمي وعاصمة لمملكة يحكم منها عُمان وساحل إفريقيا، وأصبحت زنجبار منذ ذلك التاريخ عاصمة لمملكة عُمان. وسرعان ما تعاظمت وتكثّفت هجرات العُمانيين إلى الجزيرة ملتحقين بسلطانهم، وإلى السلطان سعيد يعود الفضل لأنه أول من زرع شجر القُرنفُل في الجزيرة على الرغم من معارضة الأهالي، لتصبح زنجبار اليوم أكبر مصدر للقرنفل في العالم كله.
    وقد ازدهرت زنجبار منذ ذلك الحين، فمُهِّدت الطرق، وأُقيمت القصور والمنازل والدور والمساجد، وأصبحت نقطة التقاء أشراف الساحل الشرقي والإفريقي والعمانيين، فالكل يذهب إلى عاصمة المملكة ومقرّ السلطان ولؤلؤة الممالك، وتضاءلت بجانبها المدن الأخرى الزاهرة مثل ممباسا وماليندي وكلوه، وهذا ما كان.



    اللغة


    لغة الناس السائدة هي اللغة السواحلية، وهي مزيج من لغات افريقيّة قديمة واللغة العربية. ويقدّر بعض علماء اللغة أن 70 0/0 من اللغة السواحلية من أصل عربي.
    والألفاظ العربية التي نفهمها من اللغة كثيرة، مثل حكومة ووزارة، « وسانتي سانيا »، وهي نُطق مُحرَّف لجملة « أحسنتَ صَنيعاً »، وهكذا. وعلى الرغم من ذلك فما زالت اللغة العربية موجودة والناس تتحدّث بها، وهم ينطقونها بالفصحى، ولكنهم لطول عهدهم بها يبذلون جهداً ومشقة في الحديث.
    وتنتشر القرى الصغيرة، وهي تجمّعات سكّانية، حول مزارع مكثّفة على طول الجزيرة، والتجمع المدني الرئيسي في قلب الجزيرة على المحيط هو بمثابة ما نسمّيه ـ نحن ـ بالعاصمة، ونشاط السكان الرئيسي هو الزراعة والصيد، وفي قلب العاصمة يتركّز النشاط التجاري.


    كيف ضاعت ؟


    حتّى صباح يوم السبت 11 كانون الثاني عام 1964، كانت زنجبار جزيرة عربية مستقلة، يحكمها السلطان جمشيد بن عبدالله بوسعيد، أحد أحفاد السلطان سعيد بن سلطان. وفي مساء السبت عاد الناس إلى بيوتهم، والهدوء يلفّ الجزيرة، ومرّت الساعات الأولى من الليل رطبةً شتائية، وبعد منتصف الليل شقّ هدوءَ الجزيرة صوتُ رصاص، ولم يستمر كثيراً، وقد ظنّ الذين لم يكونوا قد استسلموا للنوم أن جندياً طائشاً أطلق بعض طلقات من بندقيته. وكلما مضى من الليل وقت ازداد الجو رطوبة وبرودة وثقلاً، وما هي إلاّ ساعة بعد انتصاف الليل حتّى اجتاحت الأحياء والدور فرق من الجنود، فنهبوا البيوت، وشرعوا في قتل السكان واستباحوا النساء، وسقط ما يزيد على عشرين ألف قتيل، وفي رواية أخرى قد بلغ عدد القتلى خمسين ألفاً. وما أن أصبح الصباح، صباح يوم الأحد 12 كانون الثاني 1964، إلاّ وزنجبار، برج الزنج، لؤلؤة الممالك، مقر سلطنة الحكام العرب، لم تعد زنجبار العربية!
    فقد كانت طلقات الرصاص عملية اجتياح لمراكز الشرطة والاستيلاء عليها من قبل الجنود ذوي الأصول الإفريقية، وعملية حصار لمقر الحكم. انقلاب دموي كامل تمّ معظمه بالسلاح الأبيض في أكثر الانقلابات وحشيّة في القرن العشرين!
    ولا تكفي وقائع الانقلاب لِتُقدّم لنا إجابة عن أسباب ضياع زنجبار، والتساؤل عن الأسباب سوف يدفعنا إلى الإبحار قليلاً في بحار السياسة والتاريخ.
    كان استقرار السلطان سعيد بن سلطان في زنجبار متوافقاً مع بدء إحساس الغرب بأهمية موقع زنجبار الاستراتيجي في ظل قواعده البحرية التقليدية، من حيث كونها موقع مواجهة مع ساحل افريقيا الشرقي القريب من الهند ومن ساحل الخليج العربي. وكانت الكشوف الجغرافية من قبل ولفنجستون وستانلي وغيرها في افريقيا سبباً كافياً لكي يلتهب خيال أوربا بالطمع في افريقيا بعامة وزنجبار بوجه خاص. يذكر لنا التاريخ المكتوب أن هناك صراعاً بريطانياً ألمانياً دار حول زنجبار وانتهى بتوقيع اتفاقية تحديد مناطق نفوذ، وأن هناك صراعاً إيطالياً فرنسياً بريطانياً أمريكياً، إلاّ أن أمريكا كانت أسبق الجميع حين وقّعت معاهدة صداقة مع زنجبار عام 1823، وحظيت أمريكا بموجبها على امتياز الدولة الأحق بالرعاية. وفي عام 1839 وقّعت بريطانيا معاهد مع زنجبار، اشترطت فيها على السلطان تحريم الرقيق، وتعهّد السلطان بتحريم هذه التجارة في كل ممتلكاته، وتعيين وكيل بريطاني لممتلكات السلطان للالتزام بالتحريم، كما أعطت المعاهدة للسفن البريطانية الحق في تفتيش السفن ومصادرة أيّ سفن تمارس هذه التجارة. وتحت هذا الستار وبمعاونة مكتب شركة الهند الشرقية بدأت الأصابع البريطانية تتدخل في المنطقة لضمان سيطرتها عليها، خاصة أن البريطانيين لم يكونوا في ذلك الوقت يملكون إلاّ طريق الحيلة، فثراء السلطان سعيد كان بلا حدود، وفي قصره كان يعيش ألف شخص للخدمة، ودَخلُه من تجارة العبيد وحدها كان قرابة 80 ألف جنيه استرليني في العام بأسعار ذلك الزمان.
    ومن حيث القوة العسكرية كان السلطان سعيد يملك أسطولاً بحرياً قوياً، يتكون من خمسٍ وسبعين سفينة، في كل سفينة 56 مدفعاً. وكما يقول وندل فيليب في كتابه ( تاريخ عمان ) عندما يتحدث عن تلك الفترة من خلال الوثائق البريطانية، أن السلطان سعيد كان يستطيع أن يحقق لنفسه التفوق البحري في المحيط، فهو صاحب أقوى أسطول موجود في المنطقة الواقعة بين رأس الرجاء الصالح حتّى اليابان. والثابت تاريخياً أيضاً أنه أهدى فرقاطة بحرية مسلحة إلى ملك بريطانيا، وفرقاطة أخرى إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.


    صراع الإخوة


    بعد وفاة السلطان سعيد بن سلطان في 19 تشرين الأول 1856، ثار الشقاق بين اثنين من أشقائه كاد أن يؤدي إلى حرب أهلية دامية. وكالعادة استعان أحد الأخوين بالبريطانيين، فشكّل البريطانيون لجنة تحكيم يرأسها اللورد « كانتج » المندوب السامي في الهند، فقسّم الامبراطورية إلى جزءَين أساسيين، هما عُمان وقد جعلها من نصيب السلطان ثويني بن سعيد، وزنجبار جعلها من نصيب السلطان ماجد، ومنذ ذلك التاريخ انفصلت زنجبار عن عُمان.
    وداخل زنجبار ثارَ خلافٌ وشقاق؛ فقد حاول شقيق ماجد أن يغتاله في مؤامرة شاركه فيها بعض أفراد العائلة، فاستعان السلطان ماجد بالبريطانيين، فتولّوا حمايته بالقوة المسلحة. وحكم على برغش شقيق السلطان بالنفي إلى الهند. واستمر الموقف بنزاعات وشقاقات. وانتهز البريطانيون الفرصة ليبسطوا أيديهم أكثر على الجزيرة، حتّى جاء مؤتمر بروكسل، وفيه قُسّمت افريقيا بين القوى المتصارعة، وكان من ضمن ما قُسّم زنجبار. وفي تشرين الثاني 1886م قسّمت الجزيرة بين بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
    وتعاظم الصراع بعد ذلك، وتوالى بشكل سريع، وتعاقب على حكم زنجبار ولاة لم يَدُم حكم بعضهم عامين، وعرفت الجزيرة الانقلابات والحروب، وفرض البريطانيون سلطتهم على الجزيرة، حتّى أنهم عزلوا حاكماً من حكامها بالقوة المسلحة لينصبوا آخر، وهكذا.
    وخلال ذلك نشطت الجمعيات التبشيرية، وشجّعت بريطانيا توافد الأفارقة من الساحل الإفريقي إلى الجزيرة، وتدريجياً بدأ البريطانيون في تكوين قوى سياسية وطنية لهم داخل الجزيرة، وفي نفس الوقت عملوا على إذكاء حدة التفرقة بين العرب والأفارقة والتمييز بين ما هو عربي وما هو افريقي، وصبر البريطانيون طويلاً وزرعوا كثيراً، وكان لابد أن يُثمِر الزرع الذي زرعوه.


    الأميرة العاشقة


    أسهمت زنجبار بوضعها هذا وتاريخها في إثراء الكتابات عن افريقيا بعامة، وعن أحوال زنجبار وتاريخها بخاصّة. وأطرف ما كتب عن هذه الفترة مذكّرات الأميرة سالمة بنت السلطان سعيد بن سلطان التي عاونت أخاها برغش عندما تمرّد على السلطان ماجد وحاول اغتياله في الحرب التي نشبت بينها وتدخل فيها الإنجليز لصالح ماجد، وحكموا على برغش بالنفي إلى الهند، ففي أثناء نفي برغش تصالحت الأميرة سالمة مع أخيها، ولمّا عفا السلطان عن برغش وعاد إلى زنجبار لم يغفر لسالمة تصالحها مع أخيها السلطان، وظلّت حياتها في زنجبار قلقة، فقد كانت صغرى أبناء السلطان سعيد، وبالتالي فهي أصغر أخواتها. ويبدو أن وضعها هذا قد هيّأها للدخول في مغامرة، فأحبت رجلاً ألمانياً، وهربت معه إلى ألمانيا، وعاشت هناك، ومن البعد كتبت مذكّراتها تصف أيام المجد والقصور، والمربيات وركوب الخيل، والثروة، وعزّ المملكة الذي كان.


    وضعها الحالي


    تقع زنجبار الآن سياسياً ضمن تنزانيا، وقد ظهرت تنزانيا ككيان سياسي عقب استقلال تنجانيقا في 9 كانون الأول 1961م وخروجها من تحت الوصاية البريطانية، بينما حصلت زنجبار على استقلالها من بريطانيا في كانون الأول 1963. وخلال هذين العامين بين استقلال تنجانيقا وزنجبار كانت بريطانيا قد هيّأت المسرح لما حدث بعد استقلال زنجبار بشهر ونصف فقط، حيث جرت وقائع الانقلاب الدموي الذي خُلع به سلطان زنجبار وفرّ إلى الخارج. وفي 26 نيسان 1964 أي بعد الانقلاب بأربعة أشهر أُعلن قيام الوحدة بين تنجانيقا وزنجبار، وأصبح اسم الدولة الجديدة تنزانيا، واختيرت دار السلام عاصمة لها. ونصّ اتفاق الوحدة ثم الدستور على أن يتولى الرئاسة جوليوس نيريري، وأن يليه في الرئاسة حاكم زنجبار. وتشكّلت حكومة محلّية لزنجبار وفوّضت في بعض الصلاحيات المحلية التي من خلالها حاولت الإدارة في زنجبار أن تحتفظ لنفسها بهوية مستقلة نسبياً إلاّ أن التاريخ لا ينسى، وقد ظلت الوظائف الإدارية العليا والإشرافية وبخاصة في الشرطة والجيش في أيدي الأفارقة ذوي الأصول غير العربية، ولكن هذا الاتجاه بدأ يقل تدريجياً بعد ضعف النعرات العرقية واستقرار الأحوال بالدولة الجديدة.
    وقد انعكست آثار الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها تنزانيا كلها على زنجبار، حيث انخفض مستوى المعيشة وأصبح الفقر لا تُخطئه عين، والغلاء يزداد كل يوم، وسعر العملة ينخفض في كل عام عن العام الذي قبله. وعلامات الأزمة الاقتصادية في تنزانيا كثيرة، فوِفْق أرقام البنك الدولي يبلغ إجمالي الدَّين الخارجي حتّى نهاية 1986 قرابة 3609 ملايين دولار، ويبلغ متوسط دخل الفرد من الناتج القومي 290 دولاراً سنوياً، ويبلغ معدل التضخم سنوياً 6, 19 0/0.




    زنجبار
    (2)


    تقع على سواحل افريقيا الشرقية في المحيط الهندي على بعد عشرين ميلاً عن الساحل الإفريقي، وتحتوي على جزيرتَي: زنجبار وبمبا.
    ولمّا قامت حركة الكشوف الجغرافية وبدأ البرتغاليون يقطعون البحار الشرقية خضعت لهم زنجبار مع غيرها من السواحل. ولم يَدُم ذلك طويلاً؛ فقد قامت حملة عربية بقيادة السلطان سعيد بن سلطان البو سعيدي حاكم عمان، واستطاع أن يطرد البرتغاليين ويمدّ ملكه في افريقيا ويشمل مقاديشو وساحل كينيا وساحل تنكانيكا وزنجبار، وفي هذه الأخيرة اتّخذ مقره.
    ولمّا قامت الحرب العالمية الأولى كانت ألمانيا في دار السلام وإيطاليا في مقاديشو وانكلترا في كينيا وأوغندا. وكان الإنكليز قد عقدوا عام 1890 معاهدة مع سلطان زنجبار دخلت فيه زنجبار تحت الحماية البريطانيّة، واستمرّ ذلك 73 عاماً. وفي 11 ديسمبر سنة 1963 عقدت انكلترا مع زنجبار اتفاقية جديدة نالت فيها زنجبار استقلالها.
    وفي كانون الثاني سنة 1964 قام الانقلاب الجمهوري، وفر السلطان إلى لندن، ثم اتّحدت زنجبار مع تنكانيكا وشكّلا جمهورية تنزانيا.
    وفي زنجبار الكثير من الخوارج الإباضيّة وكانت الأسرة الحاكمة منه، كما أن فيها عدداً غير قليل من الشيعة وهم في أصولهم من مهاجري الهند وإيران والبحرين والعراق وعمان، ولهم مسجدان كبيران وأربع حسينيات كبيرة وحوالي عشرين حسينية صغيرة وعدة مدارس. وفيها دار ضيافة ينزل فيها غرباء الشيعة مجاناً أنشأها الحاج رحمة الله تيجاني. ولهم مستوصف لمعاينة المرضى مجاناً أنشأه ناصر نور محمد، ودار توليد مجانية أنشأها داتو حماني، ولهم أوقاف كثيرة.
    ويعود تاريخ إقامة المآتم الحسينيّة فيها إلى عام 1850 في عهد السلطان برغش، حيث كان عنده قائد عسكري إيراني أدى له ولبلاده الكثيرَ من الخدمات، مما حمل السلطان على أن يبدأ بإقامة المآتم في زنجبار، وأقيم أول مأتم في قصر السلطان نفسه.




    تحوّلات في زنجبار


    وفي أواخر سنة 1993 كان الوضع في زنجبار كما يلي:
    منذ زيارة رئيس حكومة زنجبار المحلية سالمين عامور إلى مسقط عام 1991، وتقديم اعتذار للسلطان قابوس عن أحداث عام 1964، وزنجبار تشهد حركة ترميم واسعة للآثار العُمانية من فترة حكم سلاطين عمان لها من 1870 إلى 1964، وهي « قصر السلطان العُماني » و « قصر حريم السلطان » و « المتحف الوطني » الذي يضم متعلقات هذه الفترة في ما يوصف بأنه محاولة لإزالة آثار ثورة كانون الثاني ( يناير ) 1964 وإعادة النظر في العلاقات مع السلطنة.
    وكانت ثورة زنجبار بقيادة أول رئيس لها عبيد كرومي قضت على حكم آخر السلاطين العُمانيين « جامشيد » الذي هرب على متن باخرته إلى مومباسا في كينيا. وأعمَلَ الثوارُ والأهالي من أصل افريقي وهندي التقتيلَ في السكان من أصل عربي الذين اضطروا إلى الهرب إلى كينيا وتنجانيقا أو العودة إلى بلدانهم الأصلية عمان واليمن والإمارات.
    ولا تعبّر إزالة آثار الثورة عن محاولة عاطفيّة تمتزج بالشعور بالذنب فقط، إنما تأتي في إطار أزمة هوية يكتنفها البحث عن روابط بديلة لتحقيق المصالح بعد ضعف اتحاد زنجبار وتنجانيقا ( تنزانيا ) اقتصادياً وبنيوياً؛ فالشعب الزنجباري يعاني من تراجع معدلات التنمية وانخفاض مستوى الدخل السنوي، كما أن الوحدة تواجهها مخاطر الانفصال بسبب الرغبة في العودة إلى الأصول العربية والإسلامية.
    ولا تنفرد الحكومة المحلية في زنجبار ( ذات الحكم الذاتي ) بهذه الرغبة والمحاولات؛ فعلى رغم أن سالمين عامور رئيس الحكومة كان أول من عبّر عنها وبادر بزيارة مسقط والتقى السلطان قابوس وقدم اعتذاراً وعاد ليقول للشعب إنهما اتفقا على نسيان الماضي، فإن المعارضة هي الأقوى والأكثر فاعلية في الشارع الزنجباري؛ إذ إن ( حزب جبهة الاتّحاد المدني ) هو الوحيد في تنزانيا يتخذ زنجبار مقرّاً ويشكّل ذوو الأصول العربية 90 في المئة من قياداته وأعضائه. كما أنه الأكثر تعبيراً عن الانتماء الإسلامي والعربي لزنجبار، علاوة على أنه الأكثر شعبية. كذلك فإن مسلمَينِ من أصل عربي هما سيف شريف حمادي رئيس الوزراء السابق وشعبان ميلو يتوليان منصب نائب الرئيس وأمانته العامة.
    وتكاد هذه القضية أن تكون الوحيدة التي يتّفق فيها رأي الحكومة والحزب الثوري الحاكم مع المعارضة. وهذا التوجه لا يتفاعل معه سوى سلطنة عمان التي بادرت عقب زيارة عامور إلى تقديم مساعدات اقتصادية كبيرة، وأنشأت مطاراً دولياً ومدرسة تمريض، وقدمت مساعدات طبية للمستشفى الحكومي، كما افتتحت قنصلية عامة لرعاية شؤون العلاقات والمصالح في أول استئنافٍ للعلاقات منذ أحداث 1964. كذلك فإن دبي سيّرت خط طيران مباشر إلى الجزيرة لنقل البضائع والمساعدات.
    ومن البديهي أن تَلقى محاولات الحكومة المحلية تغيير الانطباعات والأفكار السيئة عن فترة الحكم العُماني والتي عملت الحكومة المركزية في دار السلام على ترسيخها منذ 1964 صعوبات في هذا السبيل. غير أن وصول المساعدات، والمشاكل التي يواجهها الاتحاد مع تنجانيقا، إضافة إلى أزمة الهوية التي يعيشها الشعب، وآثار فترة حكم الحزب الثوري في تنزانيا.. جعلت مهمة التحول سهلة؛ فقبل عمليات الترميم سبقت حكومة زنجبار الحكومة المركزية في تحرير التجارة للسماح بعودة العرب الذين غادروها تحت غطاء التجارة والاستثمار.
    ولا يزال ذوو الأصول الإفريقية والهندية يجدون من مخلّفات الحكم العُماني ما يستخدمونه في ضرب هذا التوجه، خصوصاً سجن العبيد، أحد الآثار التي لم يَطُلها الترميم الذي يروّج أن السلطان العُماني كان يأسر فيه الزنوج لبيعهم عبيداً للمستعمرين البريطانيين والفرنسيين في شرق افريقيا.
    إلاّ أن الدعاية المضادة هذه لا تؤثّر حتّى الآن في استمرار هذا التوجه، حتّى أنّ التذكير بزيارة أنور السادات لزنجبار مُوفَداً من جمال عبدالناصر في كانون الأول ( ديسمبر ) 1963 لعرض تقديم مساعدات للسلطان العُماني، وقبل بدء أحداث كانون الثاني ( يناير ) 1964، بعد تسليم البريطانيين السلطة للسلطان، لا يجد صدى واسعاً داخل الأوساط المثقفة والمسيّسة في زنجبار، فأزمة الهوية هنا أقوى من دعايات مضادة.


    من حال إلى حال


    هل تملك جزيرتا زنجبار ( انجوجا وممبا ) ـ 1020 كيلومتراً مربعاً ومليون نسمة ـ مقومات الاستقلال إذا ما انفصلت عن تنجانيقا ؟
    هذا هو السؤال المطروح حالياً على الساحة السياسية في زنجبار في ضوء التطورات الأخيرة وملامح أزمة « الهوية » التي تعمّقت بعد فشل محاولة حكومة زنجبار الانضمام إلى منظمة المؤتمر الإسلامي وأدت إلى نكسة لمشاعر الرأي العام.
    فمع ضعف الاتحاد وتدهور اقتصاد الدولة، بدأت تظهر نزعة استقلالية جادة، أبرز ملامحها إظهار الوجه الإسلامي لزنجبار، وظهور جماعات دينية وتوجّه نحو إعادة الروابط مع الدول العربية عموماً وسلطنة عمان خصوصاً، واستكشاف سبل بناء اقتصاد وطني مستقل حرصت زنجبار على التمتع به عند إنشاء دولة الاتحاد عام 1964.
    نجحت زنجبار في تحقيق قدر من الاستقلالية في إدارة علاقاتها الخارجية، وأنشأت علاقات قنصلية مع مصر وعُمان وموزامبيق والهند والصين وروسيا ( أغلقها الرئيس الروسي بوريس يلتسن عام 1991 ). وتتبع قنصلياتها سفاراتها في دار السلام ما عدا عُمان التي ليست لها سفارة في تنزانيا. كما نجحت في عقد اتفاقيات ثنائية مع هذه الدول حصلت بمقتضاها من مسقط على مساعدات اقتصادية، ومن مصر على خبراء في الزراعة والتصنيع وأطباء، ومن الصين على الإذاعة المحلية ومساكن للفقراء.
    واحتفظت زنجبار ببعض مظاهر السيادة، مثل نظام تأشيرات الدخول والجمارك للأجانب ولأبناء تنجانيقا. ولا تملك الدولة الاتحادية ( تنزانيا أو تنجانيقا ) محطة تلفزيونية. وهناك محطة إرسال تذيع برامج مُهداة من تلفزيون كينيا وأوغندا وتمثليات إرشادية وخطب مسجلة للرئيس تذاع بعد إلقائها. وعلى رغم أن الحكومة المركزية في تنجانيقا أبطلت مفعول قرار حكومة زنجبار المحلية بالانضمام إلى منظمة المؤتمر الإسلامي إلاّ أن ما يثير الحساسية لدى الشعب هو نجاح تنجانيقا في منعها من حضور اجتماعات مؤسساتها من دون المرور على الحكومة الاتحادية في دار السلام أو الحصول على موافقتها.
    فشعب زنجبار خليط من العرب والإيرانيين ( 20 في المئة من عدد السكان ) والهنود ( 10 في المئة )، والأفارقة ( 50 في المئة ) معظمهم من قبائل البانتو التي تعيش في شرق افريقيا، و 97 في المئة من السكان مسلمون على رغم اختلاف أصولهم العرقية. وأصبح من الصعوبة تحديد الأصول العربية أو الإيرانية للسكان بسبب الزواج المختلط.
    وبينما يركّز ذوو الأصول العربية نشاطاتهم على التجارة اهتمّ الإيرانيون بالسياسة، واندمجوا مع العرب في علاقات مصاهرة.
    وتحاول زنجبار تعويض فشلها في التركيز على وجهها الإسلامي وفتح علاقات مباشرة مع الدول العربية، خصوصاً سلطنة عُمان، وهو اتجاه يكتسب اهتماماً الآن على رغم أنّه بدأ منذ سنوات حينما حاولت حكومة زنجبار المحلية برئاسة إدريس عبدالوكيل عام 1986 طَرْقَ أبواب السلطنة وإعادة وصل ما انقطع من خيوط. ولم تنجح هذه المحاولات المستمرة إلاّ عام 1991 حين هبط الرئيس الحالي سالمين عامور في مطار مسقط، وحصل على مساعدات اقتصادية لبناء مطار ومستشفى ومدرسة للتمريض وفتح قنصلية عُمانية في زنجبار لمباشرة العلاقات.
    وتمتد علاقات زنجبار مع السلطنة خصوصاً والعرب عموماً إلى حركة الكشوف الجغرافية عندما استعمرها البرتغاليون في القرن السادس عشر، واستنجد السكان ذوو الأصل العربي والديانة الإسلامية بسلطان عُمان بعد انتصاره على البرتغاليين في هرمز، فوصلت قواته إلى زنجبار عام 1650 وأصبحت إحدى ولايات السلطنة، إلى أن أعلنت بريطانيا الحماية في العام 1870.
    وعرف شعب زنجبار تحت الحماية البريطانية التعددية الحزبية، برز خلالها حزب ASP الذي شكّل الحكومة الائتلافية الأولى في كانون الأول ( ديسمبر ) 1963 فور إنهاء الحماية وإعلان الاستقلال بقيادة رئيس الحزب الإفريقي كرومي.
    وشهدت زنجبار في أيام معدودة بعد الاستقلال قلاقل واضطرابات مفاجئة قادها كرومي ضد الوجود العربي في الجزيرتين.
    وسرعان ما تحوّلت الاضطرابات إلى أحداث دمويّة في 12 كانون الثاني ( يناير ) 1964، حين فتح « جون أكيلو » الأوغندي مخازن السلاح التابعة للسجون ومعسكرات الجيش البريطاني السابقة أمام الثوار الأفارقة التابعين لكرومي فأعملوا التقتيل في العرب ونهبوا ممتلكاتهم ما أدى إلى فرارهم إلى ممباسا.
    وفور استقرار السلطة في يد كرومي ـ الذي أصبح أول رئيس لزنجبار ـ اتفق مع رئيس تنجانيقا جوليوس نيريري على إنشاء دولة اتحادية، وأقدم أحد أبناء ضحايا الثورة على قتل كرومي في عام 1972، وانتهج خلفه عبده جومبي السياسة نفسها ضد بقايا العرب، بل دمج حزبه الحاكم APS وحزب المعارضة في زنجبار TANU في الحزب الثوري الحاكم في تنجانيقا CCm عام 1977.
    وعلى المنوال نفسه سار أسلاف غومبي ـ بعد استقالته 1978 ـ من حسن معيني ( 78م ـ 1985 )، وانتهاءً بسالمين عامور الرئيس الحالي للحكومة المحلية.
    وبعد استئناف العلاقات مع مسقط بدأت زنجبار تعيد النظر في الماضي تحت شعار « إزالة آثار الثورة »، وترجمت ذلك بقرارات تسمح للعمانيين والعرب الذين غادروها عام 1964 بالعودة، وتتيح ترميم آثار المرحلة السابقة بما فيها تلك التي استُغلّت خلال حكم كرومي في تشويه صورة العرب. وتواجه هذه السياسات الجديدة مشكلة التعاطي مع الشعارات التي رفعتها الثورة على مدى السنوات الماضية واتسمت بالكراهية وإثارة الأهالي ضد العرب « المسيطرين على الاقتصاد والتجارة »، « وباعوا الأفارقة كعبيد للمستعمرين البريطانيين والفرنسيين » في إطار حملة منظّمة ومستمرة.


    الاقتصاد


    أما بناء اقتصاد وطني مستقل فهو أكثر التوجهات صعوبة في التنفيذ؛ فاقتصاد زنجبار يعاني أوضاعاً غير مستقرة. ويتعرض دخل البلاد الرئيسي ـ وهو عائد تصدير محصول القرنفل ( يشكل 90 في المئة من الدخل الوطني ) ـ للتدهور بسبب انخفاض أسعاره العالمية ودخول منافسين جدد ( أندونيسيا )، حتّى أصبح غير كاف لتمويل استيراد الرزّ.
    إلى ذلك لا تملك زنجبار مصادر ذاتية للطاقة، وتعتمد في تدبير احتياجاتها من البترول والطعام على تنجانيقا، وهو الأمر الذي يُعدّ معوقات الاستقلال.
    ولا تبعث ملامح الاقتصاد الأمل على إمكان وجود اقتصاد وطني مستقل. وينعكس تردّي الوضع سلباً على أوضاع التعليم، فنسبة الأمية تقدر محلياً بنسبة 80 في المئة، ويوجد معهد واحد ينتهي التعليم فيه بالمرحلة الثانوية، وتتم الدراسة في الجامعات إمّا عبر جامعة دار السلام أو مِنح دراسية في الأزهر وبكين وموسكو. ولا يوجد سوى مدرستين ثانويتين للبنين والبنات ومدرستين فنيتين زراعية وصناعية إلى جانب معهد ديني، ويتم التدريب كذلك عن طريق الاتحادات الإفريقية أو منح التدريب من روسيا والصين ومصر.
    وينعكس الوضع كذلك على الحالة الصحية، فهناك مستشفى حكومي واحد أطباؤه من روسيا والصين ومصر، إلى جانب عدد محدود من الوطنيين، ومستوصف خاص يملكه هنود.
    إلى ذلك تعاني زنجبار أيضاً من أزمة سكانية حادة، إذ تنتشر في المناطق المحيطة بالعاصمة أكشاك خشبية وأكواخ من الصفيح يسكنها الفقراء، ولا يقلل من الأزمة حركة بناء مساكن شعبية تنفّذها الصين كجزء من المساعدات.
    وتربط زنجبار بالعالم الخارجي رحلة أسبوعية لشركة « زانا » الجوية ( شركة مشتركة بين زنجبار وتنجانيقا )، ورحلة أسبوعية أخرى غير منتظمة لشركة « إير تنزانيا »، إلى رحلة أسبوعية ثالثة منتظمة مع دبي لشركة طيران الخليج. وترتبط بتنجانيقا بحرياً عبر 4 رحلات يومية تقوم بها مناصفة شركة ( See Ex - Press ) وشركة ( Flyin Hours ).
    وبسبب الفقر فوسائل النقل الداخلي التي تتنوع من سيارات « الدلا دلا » ( قطاع عام ) وهي عبارة عن سيارات نقل ونصف نقل جهّزت كأوتوبيسات للعمل بين القرى إلى سيارات التاكسي ( قطاع خاص )، تعد الدراجات الوسيلة الأكثر انتشاراً وشعبية.
    ملامح هذا الوضع الاقتصادي لا تشكل أساساً لدولة تتطلع إلى الاستقلال؛ فزنجبار تعتمد ـ وبشكل منفرد ـ على المساعدات الخارجية من مصر وعُمان والصين وشركة فنلندية ( تنفّذ مشروع إقامة شبكات للمياه )، إضافة إلى شركات ألمانية وبلجيكية ودانمركية تقوم بتمويل مشاريع للطرق.
    لمواجهة هذا الوضع تحاول الحكومة المحلية الحصول على مساعدات لتوظيفها في مشاريع صغيرة، كما تحاول إيجاد مصادر غير تقليدية للدخل مثل بيع الأعشاب البحرية ( طعام ونشاط تصديري ) شكل عائد مليون دولار العام الماضي، وينتظر أن يزيد في الأعوام المقبلة بعد فتح الأسواق الأميركية أمام هذا الصنف.
    وتشجّع الحكومة السياحة، إلاّ أن ظهور التيارات الدينية المعادية لهذا التوجّه يقلل من فرص تشجيع السائحين، وتدخل في مفاوضات لإنشاء صناعات مرتبطة بالصيد كالتعليب ومن ثم التصدير.


    نحو الهويّة


    إلى جوار سعي زنجبار على المستوى الرسمي إلى تحقيق نوع أعلى من الاستقلال، يشهد الشارع والحياة اليومية نشاطات أكثر تعبيراً عن الهويّة. فعلى مدى الشهور الثلاثة الأولى من العام 1993 شهدت البلاد تظاهرتين ـ عقب صلاة الجمعة ـ تطالب بتطبيق « أحكام الإسلام »، و « إزالة آثار العلمانية »، وإغلاق نوادي الفيديو، ومحلاّت بيع الخمور التي أُحرق بعضها خلال أعمال عنف، ومنع السياحة.
    كما ازدادت نشاطات جماعات إسلامية، حديثة النشأة، وجماعة « التبليغ والدعوة » في المساجد، وكتاتيب تحفيظ القرآن، ومعاهد لتدريس علوم الفقه والتفسير وسط تعاطف شعبي، وأصبحت شرائط تلاوة القرآن الكريم سلعة وحيدة لأغلب الباعة المتجولين وأساسيّة في كل المحلات.
    ويتنازع حزبان الوجودَ السياسي في الشارع، هما فرع الحزب الثوري الحاكم في الدولة الاتحادية ( تشاما تشاما ممندوس ) أو الـ CCM برئاسة سالمين عامور رئيس زنجبار والنائب الثاني لرئيس الجمهورية بمقتضى الدستور، وحزب جبهة الاتحاد المدني CUF الذي يتزعمه سيف شريف حمادي ـ رئيس وزراء سابق لزنجبار ـ وهو من سكان جزيرة ممبا ويحظى منذ تأسيسه العام الماضي بشعبية كبيرة داخل زنجبار وحتى على مستوى الدولة الاتحادية. وهو ذو توجيهات دينية ـ وإن كان رسمياً ليس حزبا دينياً ـ ويضمّ غالبية السكان من الأصل العربي والمسلمين في تنزانيا. وأصبح شهر رمضان أحد التوقيتات التي تستغلها الغالبية المسلمة للتعبير عن انتمائها، إذ تشهد المساجد أكبر حضور، والمطاعم ومحلات الفيديو وبيع الخمور مغلقة، وعدد ساعات العمل تنخفض بمقدار ساعة، وتذيع المحطة المحلية الأناشيد والتواشيح الدينية. وهي ملامح كانت اختفت في بدايات الثورة عام 1964.
    وتحوّل شهر ربيع الأول من السنة الهجرية كل عام إلى مناسبة احتفالية بمولود النبي محمّد صلّى الله عليه وآله تستمر مدة الشهر بكامله. وتحولت أكبر المساجد ( الجامع الكبير والمسجد الحنفي ومسجد ماليندي ) إلى مراكز تجمّع المسلمين في صلاة الجمعة كل أسبوع.
    على ذلك فمستقبل تنزانيا ( الدولة الاتحادية ) في خطر، وأصبح استمرارها رهن رغبة شعب زنجبار في المزيد من الاستقلال ومدى قدرة الحكومة المركزية على التحمّل، خصوصاً أن استمرار الاتحاد على ما هو عليه الآن أمر مستحيل بالنسبة لشعب زنجبار في ضوء تصاعد المد الوطني والمشاعر الإسلاميّة.
    ويرى الرأي العام هنا أن الأسباب التي أدّت إلى الوحدة قد زالت، وفي مقدمتها الحرب الباردة. كما يرى أن الغرب الذي كان نيريري قريباً منه، قبل تحوّله عام 1964، هو الذي فرض الوحدة بسبب مخاوف تحوّل زنجبار إلى قاعدة للاتحاد السوفياتي في المحيط الهندي.


    أشهر مبنى في زنجبار (بيت العجائب)


    صور حكام الأسرة





    تاريخ الشعارات و الرايات المستعملة أثناء عهد الأسرة




    ----
    شكرا المستشار توني على مشاركتك :)

    والتوضيح عن هذا الموضوع 0
  • موضوع جميل شكرا لطارحه

    سمعنا كثير من الاراء من الاخوه والأخوات الاعضاء

    لاكن هناك نقطه وهذه الميزه للزنجباريين ما في العمانيين

    ميزه زنجباري يساعد زنجباري يعني ما في حسد مثل العماني

    حد يعرف زنجباري فقير كلهم في مناصب كبيره وخاصه في

    شركه نفط عمان . زنجباري وشال منصب في عمان. عماني حاسد

    تحياتي
  • tony1881 كتب:

    لمن لا يعرف زنجبار






    زنجبار


    تقع جزيرة زنجبار سياسياً ضمن إطار دولة تنزانيا، أما جغرافياً فهي تقع على الساحل الشرقي لأفريقيا، وتبلغ مساحتها حوالي 1600 كم مربّع، وعدد سكانها حوالي 300 ألف نسمة.
    وزنجبار في اللغة كلمة عربية محرّفة عن كلمة « بُرج الزنج »، وتُجمِع الكتابات التاريخية والآثار أن العرب ـ وتحديداً العُمانيين ـ قد بسطوا سيطرتهم على الساحل الشرقي لأفريقيا منذ القرن الأول الميلادي، فقد امتدّ نشاط العرب التجاري إلى ساحل إفريقيا الشرقي حتّى الهند، وأقاموا المدن الزاهرة. وكانت الموانئ المنتشرة على طول الساحل محطّات ومرافئ للسفن العربية التي تخترق المحيط في طريقها إلى الهند.
    ويدلّل المؤرّخون على ذلك بأن عُمان عندما استعصت على بني أمية، فوّض عبدُالملك بن مروان الحَجّاجَ بن يوسف الثقفي في بسط نفوذ بني أمية على عُمان. وبعد جولات طويلة أرسل الحجاج جيشاً عرمرماً فآثر سلطانا عمان سليمان وسعيد ابنا عبد الجلندي أن ينقذا أهلهما وجيشهما، فأخذا أهلهما ومن تبعهما من قومهما إلى أرض الزنج ( زنجبار ).
    ويقول المؤرخ الدكتور عبدالمنعم عامر إنه: « يستحيل منطقاً أن يخرج سلطانا عمان من بلدهما إلى بلد لا يعرفان به، ولكن المنطقي أنهما ينتقلان إلى أرض بها وجود عماني كثيف يأمنان فيها على حياتهما ودينهما. وإذا كانت هذه الواقعة في القرن السابع الميلادي فمعنى ذلك أن هناك تاريخاً يمتد إلى زمن لا يقل عن ثلاثمائة عام، وقد يبلغ خمسمائة عام إذا استندنا إلى الآثار الموجودة ».
    وقد خضعت زنجبار تاريخياً لسلطنة حكّام عُمان، سواء عندما حكمها اليعاربة أو آل بو سعيد. وكان سلطان عُمان يمتد إلى ممباسا وماليندي ومقديشيو وأسمَرة ومدن كثيرة حتّى وسط أفريقيا. وقد ظلّت سيطرة العمانيّين على زنجبار وساحل شرق أفريقيا قرابة ألف عام، وكانت ممالك شرق أفريقيا كثيرة الثراء والازدهار. ويقدر « وندل فيليب » استناداً إلى وثائق أوربية أن إنتاج الذهب الذي كان يقدّمه ساحل شرق أفريقيا قارَبَ نصف مليون جنيه استرليني سنوياً في وقت ما من زمن الوجود العماني، بالإضافة إلى عائدات بيع المحصولات الرئيسية كجوز الطِّيب وجوز الهند والقُرنفُل والقَصَب، وبجانب هذين المصدرين المهمين كانت هناك تجارة الرقيق.
    ولم تنقطع السيطرة العمانية على زنجبار وشرق أفريقيا إلاّ فترات قصيرة عانت فيها مناطق النفوذ العُماني من رحلات الاستكشاف البرتغالية ثم من الاستعمار البرتغالي، إلى أن طَرَد الإمام سلطان بن سيف البرتغاليين من عمان، ثم بعد ذلك من ساحل شرق أفريقيا.
    وكان النظام المستقر في زنجبار وساحل أفريقيا الشرقي تابعَينِ سلطان عُمان لذي كان يحكم من عُمان ويفوّض ولاة على زنجبار وبقية ممالك الساحل مقابل ضريبة سنوية.
    وفي عام 1828 ميلادية قام السلطان سعيد بن سلطان بزيارة إلى جزيرة زنجبار، وعندما وصل إليها استهواه جمالها وطِيب مناخها مُقارَنةً بهجير عمان، فجعل من الجزيرة مقرّه الرسمي وعاصمة لمملكة يحكم منها عُمان وساحل إفريقيا، وأصبحت زنجبار منذ ذلك التاريخ عاصمة لمملكة عُمان. وسرعان ما تعاظمت وتكثّفت هجرات العُمانيين إلى الجزيرة ملتحقين بسلطانهم، وإلى السلطان سعيد يعود الفضل لأنه أول من زرع شجر القُرنفُل في الجزيرة على الرغم من معارضة الأهالي، لتصبح زنجبار اليوم أكبر مصدر للقرنفل في العالم كله.
    وقد ازدهرت زنجبار منذ ذلك الحين، فمُهِّدت الطرق، وأُقيمت القصور والمنازل والدور والمساجد، وأصبحت نقطة التقاء أشراف الساحل الشرقي والإفريقي والعمانيين، فالكل يذهب إلى عاصمة المملكة ومقرّ السلطان ولؤلؤة الممالك، وتضاءلت بجانبها المدن الأخرى الزاهرة مثل ممباسا وماليندي وكلوه، وهذا ما كان.



    اللغة


    لغة الناس السائدة هي اللغة السواحلية، وهي مزيج من لغات افريقيّة قديمة واللغة العربية. ويقدّر بعض علماء اللغة أن 70 0/0 من اللغة السواحلية من أصل عربي.
    والألفاظ العربية التي نفهمها من اللغة كثيرة، مثل حكومة ووزارة، « وسانتي سانيا »، وهي نُطق مُحرَّف لجملة « أحسنتَ صَنيعاً »، وهكذا. وعلى الرغم من ذلك فما زالت اللغة العربية موجودة والناس تتحدّث بها، وهم ينطقونها بالفصحى، ولكنهم لطول عهدهم بها يبذلون جهداً ومشقة في الحديث.
    وتنتشر القرى الصغيرة، وهي تجمّعات سكّانية، حول مزارع مكثّفة على طول الجزيرة، والتجمع المدني الرئيسي في قلب الجزيرة على المحيط هو بمثابة ما نسمّيه ـ نحن ـ بالعاصمة، ونشاط السكان الرئيسي هو الزراعة والصيد، وفي قلب العاصمة يتركّز النشاط التجاري.


    كيف ضاعت ؟


    حتّى صباح يوم السبت 11 كانون الثاني عام 1964، كانت زنجبار جزيرة عربية مستقلة، يحكمها السلطان جمشيد بن عبدالله بوسعيد، أحد أحفاد السلطان سعيد بن سلطان. وفي مساء السبت عاد الناس إلى بيوتهم، والهدوء يلفّ الجزيرة، ومرّت الساعات الأولى من الليل رطبةً شتائية، وبعد منتصف الليل شقّ هدوءَ الجزيرة صوتُ رصاص، ولم يستمر كثيراً، وقد ظنّ الذين لم يكونوا قد استسلموا للنوم أن جندياً طائشاً أطلق بعض طلقات من بندقيته. وكلما مضى من الليل وقت ازداد الجو رطوبة وبرودة وثقلاً، وما هي إلاّ ساعة بعد انتصاف الليل حتّى اجتاحت الأحياء والدور فرق من الجنود، فنهبوا البيوت، وشرعوا في قتل السكان واستباحوا النساء، وسقط ما يزيد على عشرين ألف قتيل، وفي رواية أخرى قد بلغ عدد القتلى خمسين ألفاً. وما أن أصبح الصباح، صباح يوم الأحد 12 كانون الثاني 1964، إلاّ وزنجبار، برج الزنج، لؤلؤة الممالك، مقر سلطنة الحكام العرب، لم تعد زنجبار العربية!
    فقد كانت طلقات الرصاص عملية اجتياح لمراكز الشرطة والاستيلاء عليها من قبل الجنود ذوي الأصول الإفريقية، وعملية حصار لمقر الحكم. انقلاب دموي كامل تمّ معظمه بالسلاح الأبيض في أكثر الانقلابات وحشيّة في القرن العشرين!
    ولا تكفي وقائع الانقلاب لِتُقدّم لنا إجابة عن أسباب ضياع زنجبار، والتساؤل عن الأسباب سوف يدفعنا إلى الإبحار قليلاً في بحار السياسة والتاريخ.
    كان استقرار السلطان سعيد بن سلطان في زنجبار متوافقاً مع بدء إحساس الغرب بأهمية موقع زنجبار الاستراتيجي في ظل قواعده البحرية التقليدية، من حيث كونها موقع مواجهة مع ساحل افريقيا الشرقي القريب من الهند ومن ساحل الخليج العربي. وكانت الكشوف الجغرافية من قبل ولفنجستون وستانلي وغيرها في افريقيا سبباً كافياً لكي يلتهب خيال أوربا بالطمع في افريقيا بعامة وزنجبار بوجه خاص. يذكر لنا التاريخ المكتوب أن هناك صراعاً بريطانياً ألمانياً دار حول زنجبار وانتهى بتوقيع اتفاقية تحديد مناطق نفوذ، وأن هناك صراعاً إيطالياً فرنسياً بريطانياً أمريكياً، إلاّ أن أمريكا كانت أسبق الجميع حين وقّعت معاهدة صداقة مع زنجبار عام 1823، وحظيت أمريكا بموجبها على امتياز الدولة الأحق بالرعاية. وفي عام 1839 وقّعت بريطانيا معاهد مع زنجبار، اشترطت فيها على السلطان تحريم الرقيق، وتعهّد السلطان بتحريم هذه التجارة في كل ممتلكاته، وتعيين وكيل بريطاني لممتلكات السلطان للالتزام بالتحريم، كما أعطت المعاهدة للسفن البريطانية الحق في تفتيش السفن ومصادرة أيّ سفن تمارس هذه التجارة. وتحت هذا الستار وبمعاونة مكتب شركة الهند الشرقية بدأت الأصابع البريطانية تتدخل في المنطقة لضمان سيطرتها عليها، خاصة أن البريطانيين لم يكونوا في ذلك الوقت يملكون إلاّ طريق الحيلة، فثراء السلطان سعيد كان بلا حدود، وفي قصره كان يعيش ألف شخص للخدمة، ودَخلُه من تجارة العبيد وحدها كان قرابة 80 ألف جنيه استرليني في العام بأسعار ذلك الزمان.
    ومن حيث القوة العسكرية كان السلطان سعيد يملك أسطولاً بحرياً قوياً، يتكون من خمسٍ وسبعين سفينة، في كل سفينة 56 مدفعاً. وكما يقول وندل فيليب في كتابه ( تاريخ عمان ) عندما يتحدث عن تلك الفترة من خلال الوثائق البريطانية، أن السلطان سعيد كان يستطيع أن يحقق لنفسه التفوق البحري في المحيط، فهو صاحب أقوى أسطول موجود في المنطقة الواقعة بين رأس الرجاء الصالح حتّى اليابان. والثابت تاريخياً أيضاً أنه أهدى فرقاطة بحرية مسلحة إلى ملك بريطانيا، وفرقاطة أخرى إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.


    صراع الإخوة


    بعد وفاة السلطان سعيد بن سلطان في 19 تشرين الأول 1856، ثار الشقاق بين اثنين من أشقائه كاد أن يؤدي إلى حرب أهلية دامية. وكالعادة استعان أحد الأخوين بالبريطانيين، فشكّل البريطانيون لجنة تحكيم يرأسها اللورد « كانتج » المندوب السامي في الهند، فقسّم الامبراطورية إلى جزءَين أساسيين، هما عُمان وقد جعلها من نصيب السلطان ثويني بن سعيد، وزنجبار جعلها من نصيب السلطان ماجد، ومنذ ذلك التاريخ انفصلت زنجبار عن عُمان.
    وداخل زنجبار ثارَ خلافٌ وشقاق؛ فقد حاول شقيق ماجد أن يغتاله في مؤامرة شاركه فيها بعض أفراد العائلة، فاستعان السلطان ماجد بالبريطانيين، فتولّوا حمايته بالقوة المسلحة. وحكم على برغش شقيق السلطان بالنفي إلى الهند. واستمر الموقف بنزاعات وشقاقات. وانتهز البريطانيون الفرصة ليبسطوا أيديهم أكثر على الجزيرة، حتّى جاء مؤتمر بروكسل، وفيه قُسّمت افريقيا بين القوى المتصارعة، وكان من ضمن ما قُسّم زنجبار. وفي تشرين الثاني 1886م قسّمت الجزيرة بين بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
    وتعاظم الصراع بعد ذلك، وتوالى بشكل سريع، وتعاقب على حكم زنجبار ولاة لم يَدُم حكم بعضهم عامين، وعرفت الجزيرة الانقلابات والحروب، وفرض البريطانيون سلطتهم على الجزيرة، حتّى أنهم عزلوا حاكماً من حكامها بالقوة المسلحة لينصبوا آخر، وهكذا.
    وخلال ذلك نشطت الجمعيات التبشيرية، وشجّعت بريطانيا توافد الأفارقة من الساحل الإفريقي إلى الجزيرة، وتدريجياً بدأ البريطانيون في تكوين قوى سياسية وطنية لهم داخل الجزيرة، وفي نفس الوقت عملوا على إذكاء حدة التفرقة بين العرب والأفارقة والتمييز بين ما هو عربي وما هو افريقي، وصبر البريطانيون طويلاً وزرعوا كثيراً، وكان لابد أن يُثمِر الزرع الذي زرعوه.


    الأميرة العاشقة


    أسهمت زنجبار بوضعها هذا وتاريخها في إثراء الكتابات عن افريقيا بعامة، وعن أحوال زنجبار وتاريخها بخاصّة. وأطرف ما كتب عن هذه الفترة مذكّرات الأميرة سالمة بنت السلطان سعيد بن سلطان التي عاونت أخاها برغش عندما تمرّد على السلطان ماجد وحاول اغتياله في الحرب التي نشبت بينها وتدخل فيها الإنجليز لصالح ماجد، وحكموا على برغش بالنفي إلى الهند، ففي أثناء نفي برغش تصالحت الأميرة سالمة مع أخيها، ولمّا عفا السلطان عن برغش وعاد إلى زنجبار لم يغفر لسالمة تصالحها مع أخيها السلطان، وظلّت حياتها في زنجبار قلقة، فقد كانت صغرى أبناء السلطان سعيد، وبالتالي فهي أصغر أخواتها. ويبدو أن وضعها هذا قد هيّأها للدخول في مغامرة، فأحبت رجلاً ألمانياً، وهربت معه إلى ألمانيا، وعاشت هناك، ومن البعد كتبت مذكّراتها تصف أيام المجد والقصور، والمربيات وركوب الخيل، والثروة، وعزّ المملكة الذي كان.


    وضعها الحالي


    تقع زنجبار الآن سياسياً ضمن تنزانيا، وقد ظهرت تنزانيا ككيان سياسي عقب استقلال تنجانيقا في 9 كانون الأول 1961م وخروجها من تحت الوصاية البريطانية، بينما حصلت زنجبار على استقلالها من بريطانيا في كانون الأول 1963. وخلال هذين العامين بين استقلال تنجانيقا وزنجبار كانت بريطانيا قد هيّأت المسرح لما حدث بعد استقلال زنجبار بشهر ونصف فقط، حيث جرت وقائع الانقلاب الدموي الذي خُلع به سلطان زنجبار وفرّ إلى الخارج. وفي 26 نيسان 1964 أي بعد الانقلاب بأربعة أشهر أُعلن قيام الوحدة بين تنجانيقا وزنجبار، وأصبح اسم الدولة الجديدة تنزانيا، واختيرت دار السلام عاصمة لها. ونصّ اتفاق الوحدة ثم الدستور على أن يتولى الرئاسة جوليوس نيريري، وأن يليه في الرئاسة حاكم زنجبار. وتشكّلت حكومة محلّية لزنجبار وفوّضت في بعض الصلاحيات المحلية التي من خلالها حاولت الإدارة في زنجبار أن تحتفظ لنفسها بهوية مستقلة نسبياً إلاّ أن التاريخ لا ينسى، وقد ظلت الوظائف الإدارية العليا والإشرافية وبخاصة في الشرطة والجيش في أيدي الأفارقة ذوي الأصول غير العربية، ولكن هذا الاتجاه بدأ يقل تدريجياً بعد ضعف النعرات العرقية واستقرار الأحوال بالدولة الجديدة.
    وقد انعكست آثار الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها تنزانيا كلها على زنجبار، حيث انخفض مستوى المعيشة وأصبح الفقر لا تُخطئه عين، والغلاء يزداد كل يوم، وسعر العملة ينخفض في كل عام عن العام الذي قبله. وعلامات الأزمة الاقتصادية في تنزانيا كثيرة، فوِفْق أرقام البنك الدولي يبلغ إجمالي الدَّين الخارجي حتّى نهاية 1986 قرابة 3609 ملايين دولار، ويبلغ متوسط دخل الفرد من الناتج القومي 290 دولاراً سنوياً، ويبلغ معدل التضخم سنوياً 6, 19 0/0.




    زنجبار
    (2)


    تقع على سواحل افريقيا الشرقية في المحيط الهندي على بعد عشرين ميلاً عن الساحل الإفريقي، وتحتوي على جزيرتَي: زنجبار وبمبا.
    ولمّا قامت حركة الكشوف الجغرافية وبدأ البرتغاليون يقطعون البحار الشرقية خضعت لهم زنجبار مع غيرها من السواحل. ولم يَدُم ذلك طويلاً؛ فقد قامت حملة عربية بقيادة السلطان سعيد بن سلطان البو سعيدي حاكم عمان، واستطاع أن يطرد البرتغاليين ويمدّ ملكه في افريقيا ويشمل مقاديشو وساحل كينيا وساحل تنكانيكا وزنجبار، وفي هذه الأخيرة اتّخذ مقره.
    ولمّا قامت الحرب العالمية الأولى كانت ألمانيا في دار السلام وإيطاليا في مقاديشو وانكلترا في كينيا وأوغندا. وكان الإنكليز قد عقدوا عام 1890 معاهدة مع سلطان زنجبار دخلت فيه زنجبار تحت الحماية البريطانيّة، واستمرّ ذلك 73 عاماً. وفي 11 ديسمبر سنة 1963 عقدت انكلترا مع زنجبار اتفاقية جديدة نالت فيها زنجبار استقلالها.
    وفي كانون الثاني سنة 1964 قام الانقلاب الجمهوري، وفر السلطان إلى لندن، ثم اتّحدت زنجبار مع تنكانيكا وشكّلا جمهورية تنزانيا.
    وفي زنجبار الكثير من الخوارج الإباضيّة وكانت الأسرة الحاكمة منه، كما أن فيها عدداً غير قليل من الشيعة وهم في أصولهم من مهاجري الهند وإيران والبحرين والعراق وعمان، ولهم مسجدان كبيران وأربع حسينيات كبيرة وحوالي عشرين حسينية صغيرة وعدة مدارس. وفيها دار ضيافة ينزل فيها غرباء الشيعة مجاناً أنشأها الحاج رحمة الله تيجاني. ولهم مستوصف لمعاينة المرضى مجاناً أنشأه ناصر نور محمد، ودار توليد مجانية أنشأها داتو حماني، ولهم أوقاف كثيرة.
    ويعود تاريخ إقامة المآتم الحسينيّة فيها إلى عام 1850 في عهد السلطان برغش، حيث كان عنده قائد عسكري إيراني أدى له ولبلاده الكثيرَ من الخدمات، مما حمل السلطان على أن يبدأ بإقامة المآتم في زنجبار، وأقيم أول مأتم في قصر السلطان نفسه.




    تحوّلات في زنجبار


    وفي أواخر سنة 1993 كان الوضع في زنجبار كما يلي:
    منذ زيارة رئيس حكومة زنجبار المحلية سالمين عامور إلى مسقط عام 1991، وتقديم اعتذار للسلطان قابوس عن أحداث عام 1964، وزنجبار تشهد حركة ترميم واسعة للآثار العُمانية من فترة حكم سلاطين عمان لها من 1870 إلى 1964، وهي « قصر السلطان العُماني » و « قصر حريم السلطان » و « المتحف الوطني » الذي يضم متعلقات هذه الفترة في ما يوصف بأنه محاولة لإزالة آثار ثورة كانون الثاني ( يناير ) 1964 وإعادة النظر في العلاقات مع السلطنة.
    وكانت ثورة زنجبار بقيادة أول رئيس لها عبيد كرومي قضت على حكم آخر السلاطين العُمانيين « جامشيد » الذي هرب على متن باخرته إلى مومباسا في كينيا. وأعمَلَ الثوارُ والأهالي من أصل افريقي وهندي التقتيلَ في السكان من أصل عربي الذين اضطروا إلى الهرب إلى كينيا وتنجانيقا أو العودة إلى بلدانهم الأصلية عمان واليمن والإمارات.
    ولا تعبّر إزالة آثار الثورة عن محاولة عاطفيّة تمتزج بالشعور بالذنب فقط، إنما تأتي في إطار أزمة هوية يكتنفها البحث عن روابط بديلة لتحقيق المصالح بعد ضعف اتحاد زنجبار وتنجانيقا ( تنزانيا ) اقتصادياً وبنيوياً؛ فالشعب الزنجباري يعاني من تراجع معدلات التنمية وانخفاض مستوى الدخل السنوي، كما أن الوحدة تواجهها مخاطر الانفصال بسبب الرغبة في العودة إلى الأصول العربية والإسلامية.
    ولا تنفرد الحكومة المحلية في زنجبار ( ذات الحكم الذاتي ) بهذه الرغبة والمحاولات؛ فعلى رغم أن سالمين عامور رئيس الحكومة كان أول من عبّر عنها وبادر بزيارة مسقط والتقى السلطان قابوس وقدم اعتذاراً وعاد ليقول للشعب إنهما اتفقا على نسيان الماضي، فإن المعارضة هي الأقوى والأكثر فاعلية في الشارع الزنجباري؛ إذ إن ( حزب جبهة الاتّحاد المدني ) هو الوحيد في تنزانيا يتخذ زنجبار مقرّاً ويشكّل ذوو الأصول العربية 90 في المئة من قياداته وأعضائه. كما أنه الأكثر تعبيراً عن الانتماء الإسلامي والعربي لزنجبار، علاوة على أنه الأكثر شعبية. كذلك فإن مسلمَينِ من أصل عربي هما سيف شريف حمادي رئيس الوزراء السابق وشعبان ميلو يتوليان منصب نائب الرئيس وأمانته العامة.
    وتكاد هذه القضية أن تكون الوحيدة التي يتّفق فيها رأي الحكومة والحزب الثوري الحاكم مع المعارضة. وهذا التوجه لا يتفاعل معه سوى سلطنة عمان التي بادرت عقب زيارة عامور إلى تقديم مساعدات اقتصادية كبيرة، وأنشأت مطاراً دولياً ومدرسة تمريض، وقدمت مساعدات طبية للمستشفى الحكومي، كما افتتحت قنصلية عامة لرعاية شؤون العلاقات والمصالح في أول استئنافٍ للعلاقات منذ أحداث 1964. كذلك فإن دبي سيّرت خط طيران مباشر إلى الجزيرة لنقل البضائع والمساعدات.
    ومن البديهي أن تَلقى محاولات الحكومة المحلية تغيير الانطباعات والأفكار السيئة عن فترة الحكم العُماني والتي عملت الحكومة المركزية في دار السلام على ترسيخها منذ 1964 صعوبات في هذا السبيل. غير أن وصول المساعدات، والمشاكل التي يواجهها الاتحاد مع تنجانيقا، إضافة إلى أزمة الهوية التي يعيشها الشعب، وآثار فترة حكم الحزب الثوري في تنزانيا.. جعلت مهمة التحول سهلة؛ فقبل عمليات الترميم سبقت حكومة زنجبار الحكومة المركزية في تحرير التجارة للسماح بعودة العرب الذين غادروها تحت غطاء التجارة والاستثمار.
    ولا يزال ذوو الأصول الإفريقية والهندية يجدون من مخلّفات الحكم العُماني ما يستخدمونه في ضرب هذا التوجه، خصوصاً سجن العبيد، أحد الآثار التي لم يَطُلها الترميم الذي يروّج أن السلطان العُماني كان يأسر فيه الزنوج لبيعهم عبيداً للمستعمرين البريطانيين والفرنسيين في شرق افريقيا.
    إلاّ أن الدعاية المضادة هذه لا تؤثّر حتّى الآن في استمرار هذا التوجه، حتّى أنّ التذكير بزيارة أنور السادات لزنجبار مُوفَداً من جمال عبدالناصر في كانون الأول ( ديسمبر ) 1963 لعرض تقديم مساعدات للسلطان العُماني، وقبل بدء أحداث كانون الثاني ( يناير ) 1964، بعد تسليم البريطانيين السلطة للسلطان، لا يجد صدى واسعاً داخل الأوساط المثقفة والمسيّسة في زنجبار، فأزمة الهوية هنا أقوى من دعايات مضادة.


    من حال إلى حال


    هل تملك جزيرتا زنجبار ( انجوجا وممبا ) ـ 1020 كيلومتراً مربعاً ومليون نسمة ـ مقومات الاستقلال إذا ما انفصلت عن تنجانيقا ؟
    هذا هو السؤال المطروح حالياً على الساحة السياسية في زنجبار في ضوء التطورات الأخيرة وملامح أزمة « الهوية » التي تعمّقت بعد فشل محاولة حكومة زنجبار الانضمام إلى منظمة المؤتمر الإسلامي وأدت إلى نكسة لمشاعر الرأي العام.
    فمع ضعف الاتحاد وتدهور اقتصاد الدولة، بدأت تظهر نزعة استقلالية جادة، أبرز ملامحها إظهار الوجه الإسلامي لزنجبار، وظهور جماعات دينية وتوجّه نحو إعادة الروابط مع الدول العربية عموماً وسلطنة عمان خصوصاً، واستكشاف سبل بناء اقتصاد وطني مستقل حرصت زنجبار على التمتع به عند إنشاء دولة الاتحاد عام 1964.
    نجحت زنجبار في تحقيق قدر من الاستقلالية في إدارة علاقاتها الخارجية، وأنشأت علاقات قنصلية مع مصر وعُمان وموزامبيق والهند والصين وروسيا ( أغلقها الرئيس الروسي بوريس يلتسن عام 1991 ). وتتبع قنصلياتها سفاراتها في دار السلام ما عدا عُمان التي ليست لها سفارة في تنزانيا. كما نجحت في عقد اتفاقيات ثنائية مع هذه الدول حصلت بمقتضاها من مسقط على مساعدات اقتصادية، ومن مصر على خبراء في الزراعة والتصنيع وأطباء، ومن الصين على الإذاعة المحلية ومساكن للفقراء.
    واحتفظت زنجبار ببعض مظاهر السيادة، مثل نظام تأشيرات الدخول والجمارك للأجانب ولأبناء تنجانيقا. ولا تملك الدولة الاتحادية ( تنزانيا أو تنجانيقا ) محطة تلفزيونية. وهناك محطة إرسال تذيع برامج مُهداة من تلفزيون كينيا وأوغندا وتمثليات إرشادية وخطب مسجلة للرئيس تذاع بعد إلقائها. وعلى رغم أن الحكومة المركزية في تنجانيقا أبطلت مفعول قرار حكومة زنجبار المحلية بالانضمام إلى منظمة المؤتمر الإسلامي إلاّ أن ما يثير الحساسية لدى الشعب هو نجاح تنجانيقا في منعها من حضور اجتماعات مؤسساتها من دون المرور على الحكومة الاتحادية في دار السلام أو الحصول على موافقتها.
    فشعب زنجبار خليط من العرب والإيرانيين ( 20 في المئة من عدد السكان ) والهنود ( 10 في المئة )، والأفارقة ( 50 في المئة ) معظمهم من قبائل البانتو التي تعيش في شرق افريقيا، و 97 في المئة من السكان مسلمون على رغم اختلاف أصولهم العرقية. وأصبح من الصعوبة تحديد الأصول العربية أو الإيرانية للسكان بسبب الزواج المختلط.
    وبينما يركّز ذوو الأصول العربية نشاطاتهم على التجارة اهتمّ الإيرانيون بالسياسة، واندمجوا مع العرب في علاقات مصاهرة.
    وتحاول زنجبار تعويض فشلها في التركيز على وجهها الإسلامي وفتح علاقات مباشرة مع الدول العربية، خصوصاً سلطنة عُمان، وهو اتجاه يكتسب اهتماماً الآن على رغم أنّه بدأ منذ سنوات حينما حاولت حكومة زنجبار المحلية برئاسة إدريس عبدالوكيل عام 1986 طَرْقَ أبواب السلطنة وإعادة وصل ما انقطع من خيوط. ولم تنجح هذه المحاولات المستمرة إلاّ عام 1991 حين هبط الرئيس الحالي سالمين عامور في مطار مسقط، وحصل على مساعدات اقتصادية لبناء مطار ومستشفى ومدرسة للتمريض وفتح قنصلية عُمانية في زنجبار لمباشرة العلاقات.
    وتمتد علاقات زنجبار مع السلطنة خصوصاً والعرب عموماً إلى حركة الكشوف الجغرافية عندما استعمرها البرتغاليون في القرن السادس عشر، واستنجد السكان ذوو الأصل العربي والديانة الإسلامية بسلطان عُمان بعد انتصاره على البرتغاليين في هرمز، فوصلت قواته إلى زنجبار عام 1650 وأصبحت إحدى ولايات السلطنة، إلى أن أعلنت بريطانيا الحماية في العام 1870.
    وعرف شعب زنجبار تحت الحماية البريطانية التعددية الحزبية، برز خلالها حزب ASP الذي شكّل الحكومة الائتلافية الأولى في كانون الأول ( ديسمبر ) 1963 فور إنهاء الحماية وإعلان الاستقلال بقيادة رئيس الحزب الإفريقي كرومي.
    وشهدت زنجبار في أيام معدودة بعد الاستقلال قلاقل واضطرابات مفاجئة قادها كرومي ضد الوجود العربي في الجزيرتين.
    وسرعان ما تحوّلت الاضطرابات إلى أحداث دمويّة في 12 كانون الثاني ( يناير ) 1964، حين فتح « جون أكيلو » الأوغندي مخازن السلاح التابعة للسجون ومعسكرات الجيش البريطاني السابقة أمام الثوار الأفارقة التابعين لكرومي فأعملوا التقتيل في العرب ونهبوا ممتلكاتهم ما أدى إلى فرارهم إلى ممباسا.
    وفور استقرار السلطة في يد كرومي ـ الذي أصبح أول رئيس لزنجبار ـ اتفق مع رئيس تنجانيقا جوليوس نيريري على إنشاء دولة اتحادية، وأقدم أحد أبناء ضحايا الثورة على قتل كرومي في عام 1972، وانتهج خلفه عبده جومبي السياسة نفسها ضد بقايا العرب، بل دمج حزبه الحاكم APS وحزب المعارضة في زنجبار TANU في الحزب الثوري الحاكم في تنجانيقا CCm عام 1977.
    وعلى المنوال نفسه سار أسلاف غومبي ـ بعد استقالته 1978 ـ من حسن معيني ( 78م ـ 1985 )، وانتهاءً بسالمين عامور الرئيس الحالي للحكومة المحلية.
    وبعد استئناف العلاقات مع مسقط بدأت زنجبار تعيد النظر في الماضي تحت شعار « إزالة آثار الثورة »، وترجمت ذلك بقرارات تسمح للعمانيين والعرب الذين غادروها عام 1964 بالعودة، وتتيح ترميم آثار المرحلة السابقة بما فيها تلك التي استُغلّت خلال حكم كرومي في تشويه صورة العرب. وتواجه هذه السياسات الجديدة مشكلة التعاطي مع الشعارات التي رفعتها الثورة على مدى السنوات الماضية واتسمت بالكراهية وإثارة الأهالي ضد العرب « المسيطرين على الاقتصاد والتجارة »، « وباعوا الأفارقة كعبيد للمستعمرين البريطانيين والفرنسيين » في إطار حملة منظّمة ومستمرة.


    الاقتصاد


    أما بناء اقتصاد وطني مستقل فهو أكثر التوجهات صعوبة في التنفيذ؛ فاقتصاد زنجبار يعاني أوضاعاً غير مستقرة. ويتعرض دخل البلاد الرئيسي ـ وهو عائد تصدير محصول القرنفل ( يشكل 90 في المئة من الدخل الوطني ) ـ للتدهور بسبب انخفاض أسعاره العالمية ودخول منافسين جدد ( أندونيسيا )، حتّى أصبح غير كاف لتمويل استيراد الرزّ.
    إلى ذلك لا تملك زنجبار مصادر ذاتية للطاقة، وتعتمد في تدبير احتياجاتها من البترول والطعام على تنجانيقا، وهو الأمر الذي يُعدّ معوقات الاستقلال.
    ولا تبعث ملامح الاقتصاد الأمل على إمكان وجود اقتصاد وطني مستقل. وينعكس تردّي الوضع سلباً على أوضاع التعليم، فنسبة الأمية تقدر محلياً بنسبة 80 في المئة، ويوجد معهد واحد ينتهي التعليم فيه بالمرحلة الثانوية، وتتم الدراسة في الجامعات إمّا عبر جامعة دار السلام أو مِنح دراسية في الأزهر وبكين وموسكو. ولا يوجد سوى مدرستين ثانويتين للبنين والبنات ومدرستين فنيتين زراعية وصناعية إلى جانب معهد ديني، ويتم التدريب كذلك عن طريق الاتحادات الإفريقية أو منح التدريب من روسيا والصين ومصر.
    وينعكس الوضع كذلك على الحالة الصحية، فهناك مستشفى حكومي واحد أطباؤه من روسيا والصين ومصر، إلى جانب عدد محدود من الوطنيين، ومستوصف خاص يملكه هنود.
    إلى ذلك تعاني زنجبار أيضاً من أزمة سكانية حادة، إذ تنتشر في المناطق المحيطة بالعاصمة أكشاك خشبية وأكواخ من الصفيح يسكنها الفقراء، ولا يقلل من الأزمة حركة بناء مساكن شعبية تنفّذها الصين كجزء من المساعدات.
    وتربط زنجبار بالعالم الخارجي رحلة أسبوعية لشركة « زانا » الجوية ( شركة مشتركة بين زنجبار وتنجانيقا )، ورحلة أسبوعية أخرى غير منتظمة لشركة « إير تنزانيا »، إلى رحلة أسبوعية ثالثة منتظمة مع دبي لشركة طيران الخليج. وترتبط بتنجانيقا بحرياً عبر 4 رحلات يومية تقوم بها مناصفة شركة ( See Ex - Press ) وشركة ( Flyin Hours ).
    وبسبب الفقر فوسائل النقل الداخلي التي تتنوع من سيارات « الدلا دلا » ( قطاع عام ) وهي عبارة عن سيارات نقل ونصف نقل جهّزت كأوتوبيسات للعمل بين القرى إلى سيارات التاكسي ( قطاع خاص )، تعد الدراجات الوسيلة الأكثر انتشاراً وشعبية.
    ملامح هذا الوضع الاقتصادي لا تشكل أساساً لدولة تتطلع إلى الاستقلال؛ فزنجبار تعتمد ـ وبشكل منفرد ـ على المساعدات الخارجية من مصر وعُمان والصين وشركة فنلندية ( تنفّذ مشروع إقامة شبكات للمياه )، إضافة إلى شركات ألمانية وبلجيكية ودانمركية تقوم بتمويل مشاريع للطرق.
    لمواجهة هذا الوضع تحاول الحكومة المحلية الحصول على مساعدات لتوظيفها في مشاريع صغيرة، كما تحاول إيجاد مصادر غير تقليدية للدخل مثل بيع الأعشاب البحرية ( طعام ونشاط تصديري ) شكل عائد مليون دولار العام الماضي، وينتظر أن يزيد في الأعوام المقبلة بعد فتح الأسواق الأميركية أمام هذا الصنف.
    وتشجّع الحكومة السياحة، إلاّ أن ظهور التيارات الدينية المعادية لهذا التوجّه يقلل من فرص تشجيع السائحين، وتدخل في مفاوضات لإنشاء صناعات مرتبطة بالصيد كالتعليب ومن ثم التصدير.


    نحو الهويّة


    إلى جوار سعي زنجبار على المستوى الرسمي إلى تحقيق نوع أعلى من الاستقلال، يشهد الشارع والحياة اليومية نشاطات أكثر تعبيراً عن الهويّة. فعلى مدى الشهور الثلاثة الأولى من العام 1993 شهدت البلاد تظاهرتين ـ عقب صلاة الجمعة ـ تطالب بتطبيق « أحكام الإسلام »، و « إزالة آثار العلمانية »، وإغلاق نوادي الفيديو، ومحلاّت بيع الخمور التي أُحرق بعضها خلال أعمال عنف، ومنع السياحة.
    كما ازدادت نشاطات جماعات إسلامية، حديثة النشأة، وجماعة « التبليغ والدعوة » في المساجد، وكتاتيب تحفيظ القرآن، ومعاهد لتدريس علوم الفقه والتفسير وسط تعاطف شعبي، وأصبحت شرائط تلاوة القرآن الكريم سلعة وحيدة لأغلب الباعة المتجولين وأساسيّة في كل المحلات.
    ويتنازع حزبان الوجودَ السياسي في الشارع، هما فرع الحزب الثوري الحاكم في الدولة الاتحادية ( تشاما تشاما ممندوس ) أو الـ CCM برئاسة سالمين عامور رئيس زنجبار والنائب الثاني لرئيس الجمهورية بمقتضى الدستور، وحزب جبهة الاتحاد المدني CUF الذي يتزعمه سيف شريف حمادي ـ رئيس وزراء سابق لزنجبار ـ وهو من سكان جزيرة ممبا ويحظى منذ تأسيسه العام الماضي بشعبية كبيرة داخل زنجبار وحتى على مستوى الدولة الاتحادية. وهو ذو توجيهات دينية ـ وإن كان رسمياً ليس حزبا دينياً ـ ويضمّ غالبية السكان من الأصل العربي والمسلمين في تنزانيا. وأصبح شهر رمضان أحد التوقيتات التي تستغلها الغالبية المسلمة للتعبير عن انتمائها، إذ تشهد المساجد أكبر حضور، والمطاعم ومحلات الفيديو وبيع الخمور مغلقة، وعدد ساعات العمل تنخفض بمقدار ساعة، وتذيع المحطة المحلية الأناشيد والتواشيح الدينية. وهي ملامح كانت اختفت في بدايات الثورة عام 1964.
    وتحوّل شهر ربيع الأول من السنة الهجرية كل عام إلى مناسبة احتفالية بمولود النبي محمّد صلّى الله عليه وآله تستمر مدة الشهر بكامله. وتحولت أكبر المساجد ( الجامع الكبير والمسجد الحنفي ومسجد ماليندي ) إلى مراكز تجمّع المسلمين في صلاة الجمعة كل أسبوع.
    على ذلك فمستقبل تنزانيا ( الدولة الاتحادية ) في خطر، وأصبح استمرارها رهن رغبة شعب زنجبار في المزيد من الاستقلال ومدى قدرة الحكومة المركزية على التحمّل، خصوصاً أن استمرار الاتحاد على ما هو عليه الآن أمر مستحيل بالنسبة لشعب زنجبار في ضوء تصاعد المد الوطني والمشاعر الإسلاميّة.
    ويرى الرأي العام هنا أن الأسباب التي أدّت إلى الوحدة قد زالت، وفي مقدمتها الحرب الباردة. كما يرى أن الغرب الذي كان نيريري قريباً منه، قبل تحوّله عام 1964، هو الذي فرض الوحدة بسبب مخاوف تحوّل زنجبار إلى قاعدة للاتحاد السوفياتي في المحيط الهندي.


    أشهر مبنى في زنجبار (بيت العجائب)


    صور حكام الأسرة





    تاريخ الشعارات و الرايات المستعملة أثناء عهد الأسرة




    شكرا جدا....توضيح جميل
  • الصراحه يوم اشوف البرنامج الي يتكلمون فيه عن العرب في زنجبار ينكسر خاطري واييد و الله .. تخيل انه في بعضهم ما يعرفون عن اصلهم و لا يعرفون اهلهم و عمرهم ما زارو بلادهم الام .. احس انه ظلم :(
  • بسمة حائرة كتب:

    الزنجباريين مثل ماذكرتوا هم نوعين:
    عمانيين هاجروا إلى زنجبار وأكثر القبائل التي هاجرت المزاريع والحرث .. وهؤلاء أصول عمانية لكن اختلطت أنسابهم فتزوجوا بزنجباريين ...
    لكن هناك زنجباريين زنوج أفارقة...
    وطبعاً الإنسان اللي من بيت أصيل وشريف راح يناسب اللي مثله ... واللي غير ذلك فسيبحث عن من هم مثله ...

    أما عن البلوش ... فأصلهم مكران ولا صلة للعرب بهم... ولكن يبقى احترامنا وتقديرنا لهم ...

    تحيتي: بسمة حائرة..



    بخصوص.... البلوش...

    :) نعم يوجد بعض البلوش.... اصولهم من مكران.. ولكن ليس الكل..

    فبعض البلوش أصول عربيه.... اقرائي كتاب اصول قبائل العربيه للكاتب احمد السوابعي)

    ورجاءا من الجميع عدم التلفظ بما ليس له علم.. ولا درايه بالموضوع .

    وذلك لابتعاد عن الفتنه....

    وشكرأ..

    ورد الغرام
    :)
  • مشكورة حبيبتي ع طرحج هالموضوع الحلووو .. وأنا بعد من احب الزنجبارين ولا أطباعهم بس تعجبني أعراسهم طبعا ( المهم خلانا نناقش الموضوع )
    أنا شفت بعض من العائلات الزنجباريه وحسيت انهم ما عندهم حياااا أبدا كل شي عندهم عادي
    طبعا مو كلهم ...
  • أنتحار أنسان!!!!

    سلامي أخباركم وأن شاء الله تكونوا أفضل حال وعافيه,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
    وموضوع جميل من طارح الموضوع وأسوف أبدء بها أختي لدي سؤال وأتمنى أن تجاوبيني عليه تمام وهو أذأ جائك (زنجباري) على حد تعبيرك وهو على خلق ويخاف الله سبحانه وتعالى وذو مكانه في المجتمع ولديه وظيفه محترمه ولديه أيضا أحسن السيارات ومن عائله كريمه طيبة السمعه والشخص الثاني شاب سئ السمعه ولا يخاف
    والعياذ بالله ربه فلا يصلي ولا يقيم للناس اي قيمة ولا يقدر الحياة الزوجية ولكنه بأبن
    (ناس) ومن عائله كبيرة في المجتمع ولكنها سيئة السمعه فأين من الشابين سوف تختارين أذأ قاما بالتقدم لخطبتك ومن أهلك ولماذا ؟؟؟؟
    وأما بالنسبه للموضوع ككل فهناك بعض الأخوات كن في صف صاحبة الموضوع وأنا أجهل لماذا وعن التعليق لأختي (بسمه حائرة) أقول لو أن العالم كان يقيم أو يعامل الانسان على حسب الاصل والفصل فلن يكون هناك مجتمع متفاهم ومتكامل والدليل أن
    نبينا الحبيب محمد(صلى الله عليه وسلم) كان لا يفرق بين العبيد والسادة فكلهم بنفس
    الدرجه ويعملهم معامله واحدة وأذأ كان لون سبب فلم جعل بلال أول مؤذن في الاسلام
    ولم يختاروا شخص من أصل وفصل فيجب علينا توضيح أو رؤية الموضوع من عدة زويا وهي وجهة نظري وأنا هنا لست للدفاع عن أحد ولكن الحق يقال وأنا شخصيا لدي
    أصدقاء من مختلف القبائل ومن بينها السواحيلي (الزنجباريييين) على حد تعبير الاخوات وأتمنى أن اكون وضحة وجهت نظري وسلامي..$$e $$e $$e
  • ،،،

    سبحان الله بالرغم من معرفتكم أنه لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى

    ألا أنكم بردودكم ذكرتوا أشياء كأنكم لا تعلمون ،،،

    أسأل الله الهداية للجميع ،،،

    الزنجباريين لهم أصل وفصل ومكانه

    وكذلك للبلوش وللفئات الأخرى القاطنة في الخليج بصفة عامة ،،،

    تقولون بأن الزنجباري أو غيره يريد أن يخطب يرفضوه

    فهناك زنجباري وبلوشي وغيره يرفضوا الزواج من أي فئة أخرى

    لذا جميعكم سواسية ،،،

    لا تنسوا هناك أعضاء في الساحة من قبائل كثيرة

    وبهذا الموضوع تجرحون مشاعرهم ،،،

    وكما ذكر بعض المشاركين أن من يذهب ليعيش في مكان ما

    هل يتغير أصله ؟ ،،،

    وهل من يسكن الهند هندوسي كافر؟

    حتى لو كان مسلماً ؟ !!! عجباً

    يغلق الموضوع والسموحة ،،،

    ،،،