المعاكسات بين الشباب والفتيات للشيخ عبدالله القنوبى

    • المعاكسات بين الشباب والفتيات للشيخ عبدالله القنوبى

      ملاحظه: هذه عباره عن محاضرة القاها الشيخ عبدالله بن سعيد القنوبى حفظه الله تعالى ورعاه وخطابها موجه للنساء ولكن مضمونها يهم الرجال والنساء سواء.

      بسم الله الرحمن الرحيم

      الحمد لله الذي اثنى على المؤمنين والمؤمنات، والصالحين والصالحات، والقانتين والقانتات، الحافظين فروجهم والحافظات، والذاكرين الله كثيرا والذاكرات، واعد لهم مغفرة واجرا عظيما .
      ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، دعا الى الفضيلة وحسن الاخلاق ، ونصلي ونسلم على اشرف خلق الله محمد بن عبدالله،من كان خلقه القران،ارسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون .
      ربى امته على طاعة الله ، وعلى الاستقامة على منهج الله ،وعلى علو الاخلاق وسموها، صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله البررة الكرام،وعلى التابعين لهم باحسان الى يوم الدين .
      اما بعد
      ايتها الاخوات المؤمنات، احييكن بتحية الاسلام المباركة فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ونحمد الله سبحانه وتعالى ان هيأ لنا هذا اللقاء المبارك في ظلال ليلي هذا الشهر الكريم،الذي يفوح عبقه بنسبم الايمان، وتهب رياحه بالرحمة والرضوان،ويتفيأ فيه الصائمون ظلاله، فيرفع الله به درجاتهم ويحط به عنهم سيئاتهم .
      ان موضوع هذه الليلة كما هو مطروح في عنوانه، ( المعاكسات بين الشباب والفتيات ) لهو من الاهمية بمكان، خاصة لشبابنا الذين هم عماد الامة، وسياجها الحامي لها من الخطر، وهم العمدة في بنائها وتقدمها وحضارتها، وكم اولى اعداء الاسلام عناية فائقة لكي يوجهوا سهامهم الى هذه الشريحة الفتية ، التي تحمل بين حنايها الايمان الدفاق، وتتوقد يقظة وهمة وعلوا للاصلاح في الارض، من اجل تحقيق خلافة الله لعباده المؤمنين ،التي قامت دعائمها على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والوقوف عند حدود الله .
      وفي بداية الحديث عن موضوع المعاكسات، فإن الاسلام وضع سياجا واقيا لجميع المؤمنين من الرجال والنساء يحوطهم من الخطر، ويدفع عنهم الضرر، يبلغهم اعلى المراتب ويسمو بهم الى اعلى الدرجات، هذا السياج هو الذي يتعلق بالحصانة الاخلاقية، التي يتسم منهجها بالعفة والنبل والطهارة والكرامة .
      وقد عُني القران الكريم في سورة النور بهذه القضية ايما عناية، فقد وجه نداء عظيما للمؤمنين ، اذ قال تعالى ( قل للمؤمنين يغضوا من ابصراهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ) ووجه خطابا رفيعا الى المؤمنات بالتصون والحشمة، اذ قال سبحانه ( وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ) ، وذلك كما يقول العلماء: تحصين لكلتا الجهتين الموجودتين في المجتمع ، جهةِ الرجال وجهة النساء، فكما يقع الشر من النساء يقع من الرجال، ولذلك اراد الله ان لا يدخل الشر وان لا يلج الشيطان من اي جهة من هاتين الجهتين، فإذا اتى من جانب الرجال وجدهم صالحين محصنين، لا يمكن ان يغريَهم او ان يجرفَهم، وكذلك اذا جاء الى جانب النساء وجدهن في اسمى درجات العفة والطهارة والنقاء .
      وقد وجه الله عزوجل الامر بالعفة والطهارة وغض البصر وتحصين الفروج اولا الى الرجال، لأن الرجال ان تساهلوا في هذا الامر وقع منهم الشر، وان تساهلوا في هذا الامر في نسائهم وقع منهن الشر، فالرجال يتحملون تبعتين : صيانة انفسهم وصيانة اهليهم .
      وكذلك النساء فإنهن لبنة هذا المجتمع ، وهن الجانب العاطفي الجذاب الذي تميل اليه نفوس الرجال، فكذلك لا بد ان يحصن بهذا التحصين .
      كما ذكر بعض المفكرين بأن الجهتين اذا تحصنتا بحصن الله فلن يدخل اليهما الشيطان، اما اذا وجد الخلل في جهة من الجهتين فإنه يلج ويفسد، فإذا وجد الشيطان الناحيتين فاسدتين من جهتين ، كان دخوله وعربدته وافساده افسادا ذريعا منقطع النظير .
      ونحن نرى بأنه لا يمكن في واقع مجتمعاتنا ان تتعرض فتاة للمعاكسة من قبل الرجال الا اذا اخلت بشرط المنهج الرباني الذي امر بالطهارة وغض البصر وتحصين الفروج، فإن الشباب لا يتجهون للمعاكسة في الاماكن الطاهرة، او الى فئة المؤمنات الصالحات، وانما يقصدون اماكن محددة يعرفونها، ويعرفون تردد اولئك الفتيات على تلك الامكنة .
      وكذلك بعض الفتيات اللاتي لا هم لهن الا ان ينخرطن في سلك المعاكسة لا يتجهن الا الى جهة الشباب الذين تركوا المنهج الرباني العظيم، وخرجوا من حصن الله الآمن، حصن النقاء والعفة .

      وللحديث بقيه ان شاء الله تعالى،،،
    • بداية جميلة لمحاضرة شيخنا عبدالله القنوبي ، أرجو منك أخي ابا بسمة أن تعجل اكمالها كي يستفيد منها اخوننا وأخواتنا لأنه تمس جانبا خطيرا من جوانب المجتمع وظاهرة أصبحت تؤرق عقلاء وفضلاء مجتمعنا العماني خاصة والمجتمعات الإسلامية عامة .
    • نواصل الحديث

      فإذا حصل ان تعرض احد اللائم لفتاة صالحة سيجد منها ما سيوقفه عند حده، ولن يعود الى ذلك مرة اخرى، وقد سبق ان ضربنا مثالا من واقع مجتمعاتنا ، بأن فتاة محتشمة اضطرت الى ان تنزل الى السوق لشراء بعض حاجاتها، فإذا بها تفاجأ بشاب وغد اراد ان يوقعها في حبائله فعاكسها، فما كان منها الا ان لطمته صفعة على وجهه ففر ولم يرجع الى ذلك المكان مرة اخرى .
      وقد احسن احد الكاتبين عندما قال: بأن الشباب المنحرف لو وجد وقفة من الفتيات كهذا الموقف لما عادوا الى فعلتهم تلك، ولكنهم يعلمون بأن الطرف الثاني يشاركهم في هذا الامر .
      كذلك الفتيات عندما يتعرضن للشباب لو وجدن من الشباب من يقف وقفة حازمة لم يتجرأن على فعل ذلك ، ولكن الخلل وقع بسبب ان الاثنين خرجا من هذا الحصن الرباني، ولذلك وقع ما وقع .
      وقضية المعاكسة اخوات الايمان كما هو واضح من اسمها، عاكس الشيء يعاكسه اذ خالفه، لأنك كأنك تسير في طريق مستقيم فيأتي هذا المعاكس ليصدك، يقول لك اترك هذا الطريق المستقيم، او انحرف عن هذا الطريق، ( وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) وكأن هذا المعاكس يعاكسك، فيأتي ليصدك عن طريق الاستقامة والاصلاح لكي يوقعك في طريق الانحراف والشر .
      فكفى بهذا التعريف المختصر تعريفا لهذه الخصلة الذميمة التي بواسطتها سنعرف كيف يستطيع ذئاب البشر ان يقتنصوا فرائسهم .
      وكما يعرف بعض المربين بأن المعاكسة فهي داء قاتل ،كما شبه بعض المربين كمرض السرطان- حمانا الله وإياكم منه- فهو يفتك بالجسم من غير أن يشعر صاحبه به حتى إذا تمكن منه فتك به فتكا ذريعا.
      فكم من مسكينة آمنة في بيت أهلها تمكن منها ذئب بشري بسبب المعاكسة، وكم من فتاة انتَهك عرضَها ودنسه وغدٌ بسبب المعاكسة، وكم من زوجة مصونة تلوثت بالجريمة بسبب المعاكسة، وكم من طفل بريء لا يعرف أباه وأمه بسبب المعاكسة، وكم من مخدوعة أودعت السجن بسبب المعاكسة، وكم من خصومة وعداوة قامت وأشعلت نارها بسبب المعاكسة، وكم من شاب عفيف وقع في الحرام بسبب المعاكسة، وكم.. وكم. فتاة بريئة لا تعرف إلا أباها وأخاها مصونةٍ في بيت أهلها وفي يوم من الأيام وفي غفلة من أمرها يرن هاتفها ،وبكل براءة ترد على الهاتف فيتكلم الشاب: ألو مساء الخير منزل فلان، فكان الرد منها بكل بساطة لا الرقم خطأ ، ثم يتشكر منها ذلك الذئب وكأنها أدت له خدمة جليلة، ثم يعاود الاتصال مرة أخرى ولكن هذه المرة بطريقة وأسلوب آخر يدس السم في العسل، ثم بعد محاولة منه باصطيادها تسقط في وحله، فمرة يوعدها بالزواج القريب، ومرة يتحدث عن حبه لها ويتفنن في وصفه وإعجابه بها، وكم أتعجب من هذا الكذوب فمتى عرفها حتى أنه أحبها وهل نزل إعجابه بها هكذا مجرد أنه سمع صوتها لأول مرة ،ولكن هي محبة من نوع آخر.. نعم أحبها لا لأجلها، إنما أحبها لقضاء وطره منها وفي النهاية يطلب منها صورة لكي يتذكرها دائما ولا ينساها وحتى تبقى صورتها في خياله ،يا لها من محبة كاذبة وتعطيه المسكينة الصورة ،وفجأة وبدون مقدمات يطلب منها الخروج معه ،فهو يحب أن يراها حقيقة ويسمع حديثها عن قرب، فالويل لها إن لم توافق فتوافق له إما طائعة أو مكرهة، وتقع الفاجعة والمصيبة عند اللقاء..


      بقيبة المحاضرة لاحقا إن شاء الله تعالى
    • جزاك الله الف خير يا ابو بسمه على هذا الموضوع وكم اتمنى حقا ان يهدي الله سبحانه وتعالى هذه الفئه من المجتمع وان يرشدهم الى طريق الحق،،،

      ونسالك يا الله ان تغفرلنا جميع ذنوبنا وتنصر دين الاسلام

      تحياتي للجميع$$f :) $$f
    • وكم من ذئب بشري يفترس ضحيته باسم المحبة والعشق ،وما علمت الفتاة أنه لو كان صادقا في حبه ورجلا نزيها كما يقول لأتى البيوت من أبوابها وتقدم إليها ،ولو كان يحبها فعلا في وضح النهار لم يندس في ظلام الليل، فهو سارق العذارى.
      إنه يوجد من بعض الشباب من يفتخر أن له علاقة بفلانة وفلانة وأنهن وقعن في شراكه وأصبحن خاتما في يده، وللأسف يقع هذا كذلك من بعض الفتيات من تفتخر أن لها علاقة بفلان ولكن كل يختلف عن الآخر بافتخاره، وربما تسمع من الشاب أو الفتاة أن هذا حب شريف، كما يسمونه وأن العلاقة التي بينهما شريفة، وكلام يرددونه ولا يدركون مخاطره، فأريد أن أسألهما هل هذه العلاقة التي بينكما شريفة، أم لا؟ فإن كانت شريفة كما تقول أيها الشاب فاذهب إلى بيت أهلها واطلب منهم محبوبتك كما تزعم وانظر ما يكون الجواب؟ فمتى كانت هذه العلاقة شريفة وهي من غير قران بينكما، وكيف نشأت العلاقة بينكما؟ هل هذه علاقة شريفة؟ إذا فهي علاقة أسست على غير تقوى الله. وقد يعتقد بعض الشباب أن المعاكسة مجرد تسلية، فمتى كانت أعراض المسلمين تسلية لهؤلاء. وهناك من المعاكسين من تسمع منه الكلام المعسول ،يعطي المسكينة من طرف اللسان حلاوة لكنه يفترس كما يفترس الأسد ضحيته إذا تمكن منها.
      ولتعلم الفتاة المصونة أن هذا ليس طريقها وليس هذا ما أمرها به دينُها ، فقدوتها أمهات المؤمنين خديجة وعائشة واسماء رضي الله عنهن ،ولتفتخر بدينها وبحجابها ووعفتها فوالله هي عزها وشرفها، فالأنذال واللئام يخشون من هذا اللباس ويحترمون من تلبسه، وحينما يرون الكاسية العارية المتبرجة السافرة يتجرؤون عليها، بل يطمعون بها لأنهم يعتقدون أنها لو كانت شريفة كما يقولون لما لبست هذا اللباس، فهي سلعة رخيصة وهي منظر للرائح والغاد، فوا لله إنها مسكينة، والبعض من النساء وللأسف الشديد تحاول فتنة الرجال ولفت الأنظار إليها ،وما علمت أن الرجال يستسخرون منها وينبذونها، ولو سألتهم أترضون بي زوجة لأجابوا بالرفض الشديد.
      وصدق الشاعر حيث يقول :
      يا أخت اسما أين غاب حياك ** مالي أرى في السارحات سناك
      يا أخت خولة كيف انتِ تعاكسي** رجــلا غريبا قد يضر صباك
      يا أخت مريم هل حفظت لنظــرة **عنها الإلــه نهى فما أجراك
      إن قلت لا أنظر بعين مـراهق** والقلــب لا يُفتن فـما أغباك
      قد ينظر المرضى إليك بريبـة **إن النساء غـدين مثل شـراك
      ولرب نظرة غادر عـادت إلى قلب الفتاة ومــا ملكت نهاك
      يا أخت زينب كيف سِرت ورَاهُم ؟ حقا وصدقا قد أضعت حياك
      إن الإله نهى نساء مـحـمـد عن نظـرة تدعـو إلى الإرباك
      هذي نساء محمد خـير النسـاء هل أنت يا هـذي كمثـل أولاك
      إن الصحابيات كـن تســترا ورعــا تـقـا ما مثلك وسواك
      يا أخت عائش كيف تتبعين من يدعوك للإخـلال والإهتــاك ؟

      نعم والله ، ان المعاكسة كلمة ظهرت ، وبرز استعمالها في مجتمعنا بشكل كبير، مما أصبحت عادة بين شباب اليوم من فتيان وفتيات،، والمصيبة أنهم لا يلقون لها بال ، ولا يجنون منها سوى الندم والحسرة والعذاب الأليم يوم يلقون الله...

      وما زال لنا لقاء إن شاء الله تعالى
    • فهذي العادة كما يقول بعض الكاتبين خلفت وراءها جيلا يتبع الفساد والرذائل ،
      حتى ان المرأة ربما تتحرج في النزول لبعض الاماكن لقضاء بعض حوائجها، بسبب انتشار هؤلاء المعاكسين الذين هم كالذئاب الجائعة ، الظامئة والمتعطشة.
      فتيات الاسلام :
      كم هي مآسي الامة كثيرة، فبض الفتيات هداهن الله اذا ارادت الخروج من بيتها جلست الساعات الطوال امام المرآة ، تنظر لهيئتها وشكلها ، وتتزين وتتعطر وتتبخر ، وتحط على وجهها كما يقولون الاخضر والاصفر والازرق والاحمر فتشوه به وجهها الذي
      خلقه الله واحسن صورته.
      ثم تنزل الى السوق , ولديها كروت من الارقام ، وعندما تمر بشاب تلقي له ذلك الرقم في الارض وهو يذهب اليه مسرعا ليلتقطه ، والطيور على اشكالها تقع .
      وما يقال عن بعض الفتيات يقال كذلك عن بعض الشباب، فهو كذلك قبل خروجه من البيت يقف الساعات الطوال امام المرآة ، ليتحسس شعره وبشرته .. ويضع الدهون في ذاك الشعر ويسرحه .. ويتعطر ، كل ذلك لأجل الجذب والاغراء.
      ويذكر احد الاخوة انه قال لبعض هؤلاء الشباب: غض بصرك ، فقال: انا انظر في النساء
      لعلي اجد فتاة تعجبني ويقع حبها في قلبي واذهب لاتزوجها على سنة الله ورسوله
      فانا لا اقصد الا ان ابحث عن زوجة .... فانظروا الى الجهل ، فعذره اقبح عن
      ذنبه ...
      وان كان المرء يعجب من شيء ، فإن عجبه يتضاعف عندما يعلم انه يوجد من بين الشباب الذين يذهبون للأسواق من اجل المعاكسة شباب لهم زوجات وأولاد ، فاعجبوا لرجل متزوج
      وعنده أولاد ، يسلك مثل هذه المسالك الملتوية ،اما يكفيه الحلال الذي لديه ؟
      نعم إنها لحسرة أي حسرة لا ينتبه لها إلا اللبيب العاقل، وإذا نظرنا إلى مجالات المعاكسة فإنها متعددة مختلفة ،فهناك الهاتف وهناك الرسائل وهناك الشوارع، وقد تطورت هذه الأغراض وهذه الصور حتى أصبحت الوسائل الحديثة لها دورها الفاعل في هدم أخلاق شبابنا ، وهتك أعراض بناتنا ، وتشويه أسرنا ومجتمعاتنا .
      هناك برامج المحادثة في شبكات المعلومات العالمية ، هناك الهاتف المحمول ،وهناك الآن خدمة الرسائل القصيرة في هذه الهواتف، تستغلها هذه الشريحة من الشباب في تبدل الرسائل الغرامية للصور العارية ،فذلك يدعو إلى أسف اللبيب الأريب .
      وإن الولوج في أسباب ظاهرة المعاكسة ستوضح لنا بأن هذه المنافذ هي اخطر الوسائل لوقوع الشباب في هذه المآزق والمصائد .
      وقد حاولت أن أجمع هذه الأسباب مما كتبه الباحثون وسطره المربون وعايشه الخبراء الذين خبروا الكثير من شرائح شبابنا وفتياتنا ممن تعرضوا لحل مثل هذه المشاكل، وقد استفدت كثيرا من البحث الذي كتبه الاستاذ نواف بن عبيد بعنوان ( ثلاثون سببا للمعاكسة ) وقد لخص أسباب المعاكية في النقاط التالية :
      1- التساهل في الرد على الهاتف: فإن الذي ذكرناه سابقا يدل على أن تساهل الفتاة في الرد على الهاتف ولو كان أبوها أو أخوها موجودا مما يوقعها في شراك أولئك ، وينبغي للفتاة ألا تعجل بالرد على الهاتف إلا بعد أن تتأكد أنه لا يوجد في البيت أحد من الرجال ، أما إذا كان أحد من أهلها فليرفع هو ، إن كان لها أعطيت الهاتف وإلا صانت نفسها عن الشر ، وإن لم يكن أحد موجودا في البيت فإنها ترد بكلام لطيف عفيف، يسأل عن فلان ، فلان غير موجود بدون عنف وبدون رقة وبدون تميع في الكلام .
      2- التقليد الأعمى في تبادل العشق والغرام: فإنه مما شاع في وسط بعض شرائح شبابنا وفتياتنا أنهم تعودوا على هذا الغرام ، ولذلك يقولون : العشق من أول نظرة ومن أول لقاء ، ومن لم يعشق قبل زواجه ويحب فإن حياته لن تكون سعيدة، وأين هم من عمر بن الخطاب عندما جاءه رجل يريد أن يطلق أهله ، فقال له لمَ ؟ قال : لا أحبها . قال له : ويلك أو كل البيوت بنيت على الحب فأين رعاية الحرمة ورعاية الذمام . فهذا مما جر شبابنا إلى أين يقعوا في مثل هذه المآزق ، يبادلها العبارات الغرامية التي تزداد يوما بعد يوم وتولد في نفوسهم كثيرا من الانحرافات والإنزلاقات .
      الخضوع في القول والتزيد في الكلام ، والمقصود به : رقة الصوت والتميع في الكلام في الرد على الهاتف أو في الرد على الرجل الأجنبي . الله تعالى قد نهى أعف النساء زوجات النبي فقال : ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ) هذا اذا كان في عصر أشرف الخلق عصر صحابة رسول الله ،ورغم ذلك حذرهن الله من الخضوع بالقول خشية أن يطمع الذي في قلبه مرض ،أمرهن ألا يتميعن وألا يتكسرن في كلامهن أو في حديثهن ، فما بالكم عند بعض الفتيات عندما تتكلم برقة وتتكلم بعاطفة جياشة، لا بد -كما يقال - العفيف لن يصبح عفيفا وغير العفيف من باب أولى سينزلق ( فيطمع الذي في قلبه مرض ) والله تعالى قد عبر عن ذلك بقوله ( فلا تخضعن ) أي مجرد خضوع ( فيطمع الذي في قلبه مرض ) وعقب ذلك بالفاء التي تفيد الترتيب مع التعقيب مباشرة للدلالة على أن الخضوع يتبعه مباشرة طمع الذي في قلبه مرض ، وهذا هو الحاصل .

      وللحديث بقية إن شاء الله
    • 3- الترقيم : وهو ما شاع هذه الفترة من أن الفتاة أو الشاب تكتب رقمها أو اسمها ، ورقم هاتفها ثم مكانها ثم تلقيه هكذا في الشارع أو على السيارات أو للمارة لكي تقتنص فرائسها وكذلك يفعل الشباب ، وفعلا هذه الظاهره منتشرة وقد اشرت اليها سابقا و أكتفي بذكر مثال واحد لها فقط ، في احد معارض الكتاب التي اقيمت بلغنا عن صاحب إحدى المكتبات يقول : انه فوجئ من بعض الفتيات اللاتي يشترين الكتب يسلمن النقود مطوية ، فإذا به بعد أن ينصرفن ويعد نقوده يجد بداخلها ورقة باسمهن وهواتفهن ومكان سكنهن، وقد جمع مجموعة كبيرة زادت على ما يقرب من عشرين بطاقة اذا قللنا واظنها اكثر من ذلك ،هذا في الأماكن التي فيها الثقافة والعلم ، فما بالكن بالأماكن التي فيها الكثير الكثير من الانحرافات .
      4- النزول إلى الأسواق في حالة فردية بدون محرم، وهذا مما تساهل فيه الكثير من النساء تقول : أنا ذاهبة أقضي حاجتي وراجعة ، هي ليست قضية قضاء حاجة، وانما القضية الآن ان الذئاب منتشرون في كل مكان، فبعض الشباب - هداهم الله لا هم لهم إلا النظر إلى تلك ومغازلة تلك ومعاكسة تلك ، أيضا ذهاب بعض الشباب إلى المستشفيات لا لأجل العلاج ، وإنما لأجل اصطياد هذه الفرائس فالحذر الحذر ، وقد ركز النبي على ذلك حيث قال : ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر بريدا وفي رواية يوما وليلة إلا مع ذي محرم منها ) إذا كان هذا في اقل السفر ، فما بالكن بالاسفار البعيدة.
      فينبغي أن تحصن المرأة نفسها ، وان كان ذهابها الى السوق جائزا ، ولكن إذا وجد أحد من محارمها يكفيها فذلك الأمر أدعى إلى الخير وأدعى إلى صيانتها . ونجد من بعض أولياء الأمور من الأزواج أو من الآباء الذين ذهبت منهم الغيرة أنه يجلس في السيارة ثم يقول للمرأة انزلي اشتري حاجياتك من الدكان وحاسبي البائع وأنا أنتظرك ، ما هذه الغيرة وما هذا العفاف ما شاء الله وما هذا الطهر وما هذه الثقة العمياء ، فينبغي أن ننظر في هذا الأمر الذي هو سبب من أسباب الموبقات .
      5- المراسلة ويدخل تحت المراسلة الصداقة والزمالة ، سواء زمالة المدرسة أو صداقة العمل بدون قيود وضوابط، هذه الأمور الخطيرة جرت علينا وبالا كثيرا ،فأولها مراسلة بعدها موعد بعدها لقاء بعدها خروج، وهكذا حتى تأتي انزلاقات فتتبعها انزلاقات ، وقد أحسن الشيخ علي يحيى معمر حيث وضح بأن تنازل الفتاة في أول درجة من درجات نقائها وطهرها يدل على أنها ستصل في النهاية الى الهاوية، ولو أنها سدت الباب من أول وهلة لن يلج إليها الشر، أما إذا فتحت كالمحاولة أو أنها تجرب فإنها لا تملك نفسها بعد ذلك .
      والإسلام لا يمنع من الصداقة ولكن الصداقة التي تقوم على منهج الله لا رياء فيها ولا سمعة وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم فيما بينهم وبين النساء المؤمنات من التعاون على البر والتقوى ولم يعرف في وسطهم خنا ولا فسوق .
      6- عدم مراقبة الطالبات في المؤسسات التعليمية مراقبة كافية تكفل الصيانة لهؤلاء الطالبات ، فإنه من الملاحظ بعض الطالبات تحتال على مشرفة السكن الداخلي بدعوى أنها خارجة للقاء أحد من أهلها أو شراء حاجية فتسلك مسلك الشيطان، فتخرج بدون رقيب وبدون حسيب، وناهيكن بأن الشباب وجدوا فرصتهم في ذلك بدون مراقبة، فهو يحملها في سيارته ويدور ثم يرجعها إلى سكنها وكما يقول المثل ( لا من شاف ولا من دري ) هذه قضية لا بد أن تعالج .
      7- الرفقة السيئة : فإن النبي ركز على ذلك حيث قال : ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل والمؤمن مرآة أخيه ) ( ومثل الجليس السيئ كمثل نافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة ) هذه حالة الرفقة السيئة ، فكم من شباب على درجة من التمسك والاخلاق انزلقوا بواسطة شباب فاسدين، تساهلوا فخرجوا معهم، ويقول أنا محصن، أو وكذلك بعض الفتيات انزلقن بواسطة زميلاتهن الفاسدات بسبب المتابعة، ومرة بعد مرة يضحكن عليها ( مشي حالك ) أنت لا بد أن تتطلعي إلى المستقبل ولا بد أن تختاري شريك حياتك ولا بد أن تمضي قدما في طريقك والعمر يمضي والأيام تمضي ثم توقعها بكلامها المعسول في الموبقات والسيئات.
      8- عدم التربية الصالحة : إن فقد التربية الصالحة مما جر أيضا إلى سبب المعاكسات، فالأب يتساهل لا يسأل عن ابنته متى تخرج ومتى ترجع، ولا يسأل عن ابنه متى يخرج ومتى يرجع ولا مع من يذهب ولا ماذا يفعل ثم يفاجأ بأن هذه الشاب انزلق وأن الفتاة انزلقت .
      9- القسوة من الوالدين في التربية :ونعنى بها هنا أن بعض الآباء لا يحسنون التربية ، فهو عندما يرى خطأ وانحرافا لا يعالجه بالحكمة والموعظة الحسنة وإنما يكيل السباب والشتم، ويضايق الابن ويضربه حتى أن يفر من البيت ثم بعد أن يفر ويخرج، يقول له : اخرج أنا برئ منك ، عندما يخرج يفعل ما يشاء وينزلق إلى المعاكسات وغيرها، وكذلك الفتاة إن طردها أبوها من البيت فذلك ليس بالدواء وذلك ليس بالعلاج يتلقفها إخوان الشياطين .
      10- الفراغ القاتل: وهو من أهم السبب، لكل موبقة ولكل مرض ولكل انحراف الفراغ القاتل ،كثيرا ما نسمع شبابنا ، يقول : عندي فراغ لا أدري ماذا افعل به، وذلك يضيعه فهو لا يتعب من الاتصال ولا يتعب من المراسلة ولا يتعب من المعاكسة ولا يتعب من اقتناص فرائسه، حتى أنه عرف الأماكن التي تتردد عليها الفتيات، والفتيات عرفن الأماكن التي يتردد عليها الفتيان، وتجده غالبا يتردد على المستشفيات وعلى الحدائق وعلى المتنزهات وعلى النوادي وعلى الأسواق والشوارع ، هكذا أفنى عمره ، هذا الوقت الثمين الذي سيسأل الله عنه يوم القيامة سؤالين: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه، لقد ضيعه في هذه الانحرافات والعياذ بالله .
      11- تأخير الزواج : فإن مما أوقع شبابنا في الانحراف والمعاكسات هو أن الزواج قد حرم منه، وأخر زواجه بسبب غلاء المهور ، بسبب جشع بعض أولياء الأمور ، بسبب عدم تفهم المجتمع ، بسبب أعراف وتقاليد بالية لا تنظر إلى لب القضية ولا تعالجها في مهدها ولا تراعي أحاسيس شبابنا وفتياتنا،الى أن يصل بهم الحال يانختاروا طريقا يقضون بهم وطرهم وشهواتهم، من أي طريق لا يهمه فينزلق وينحرف والعياذ بالله .
      12- المال والإغراء فإنك تجد للأسف الشديد أن بعض الأزواج يقترون على زوجاتهم في النفقة، فتتفاجأ بأن رجلا آخر من الشارع زميلا لها في العمل يغريها بالمال فتنجرف معه وكذلك العكس ، وكذلك الترف إن زاد هذا المال وطغى في الأسرة فإن هذا مترف وتلك منعمة، تدلك الخادمة رأسه وتمشط له شعره ولا مراقبة له، ويخرج متى شاء ، كذلك الفتاة معها سيارة ومعها هاتف محمول ومعها جميع وسائل الراحة، وهي راقية وطبعا هذه المواصفات وهذه الميزات تجذب إليها الشباب، ما شاء الله معروفة بغناها وترفها، وأبوها لا يسأل عنها فإذا هي فرصة لأن يصطادوها وأن يوقعوها في هذه الجرائر .
      13- عدم وجود الولي : وذلك بالنسبة للنساء المطلقات واليتامى والأرامل ، فإن هؤلاء إن لم يجدن وليا كأب أو عم أو خال فإن مرضاء القلوب يسعون إليهن فيبادلوهن المعاكسة أو يحاولون أن يوقعهن في المفاسد .
      14-فضول النظر : وقد حذر النبي من ذلك ، بل إن القرآن الكريم سدّ مسده حيث أمر المؤمنين بغض البصر وأمر المؤمنات بغض البصر ، وروي عن النبي انه قال :النظر سهم مسموم من سهام إبليس من تركه مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه ) فإذا من لم يعف بصره أبدله الله مرضا يو سقما يجده في قلبه، وهكذا يدفعه للشرور نظر ونظر ومتابعة للنظرات، إذا مرت امرأة ينظرون إليها ، ماذا تحمل ؟ وماذا تلبس ؟ وما مكياجها ؟ وما كعبها وما قوامها وكيف حركاتها ؟ يأكلونها أكلا بأنظارهم والعياذ بالله ، هذا هو أس الشرور والبلاء .
      15- السهر : وذلك لأن الخفافيش الذين يصطادون فرائسهم لا يظهرون إلا في الظلام ، فهم يأتون بالليل في السهرات ، وفي بعد عن مراقبة الأهل ، بحيث يجدون الأجواء مظلمة ويستطيعون ان يفعلوا مع الفتاة ما يريدون وأن يعاكسوها على حسب ما يشتهون ، ثم يذهبون بها إلى الأجواء البعيدة حيث اختفاء الأنظار والظلمة، وكم غاب عن هؤلاء بأن الرقيب لا يغيب عنه شيء ولا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء .
      16- التركيز على الأطفال خاصة : فإن الأطفال من أسباب المعاكسة : يتصل مريض القلب فيرفع الطفل الهاتف أو يأتي الى البيوت ويسأل الطفل والطفل صادق لا يكذب ، عندك أخت ؟ يقول: نعم . ما اسمها؟ فيقول المسكين: اسمها كذا، أختك في أي صف ؟ صف كذا . ما صفاتها وماذا تفعل ؟ فيأخذ معلومات كثيرة عنها ، ثم يتصل بها . أهلا فلانة . كيف عرفتني ؟ فقال : انا أعرفك وأعرف اسمك وأعرف في أي سنة أنت وكذا وكذا . بعد ذلك يحاول أن يجرفها فإذا رفضت يقول لها : سأفضحك لأني أعرف عنك معلومات ، وهكذا يحاول ان يجرفها معه،فلا بد من التركيز على تربية الأطفال ، ان الأطفال يكونون أحيانا بلاء علينا في أمثال هذه القضايا، اذا لم نحسن تربيتهم .
      17- التبرج والسفور: فإن الشباب لا يقعون في أماكن الحمأة الرذيلة إلا إذا رأوا فتاة متهتكة مائعة لباسها شفاف تضع المكياج ، تتميع في مشيتها تترنم في كلامها فيميلون إليها ، أما الفتاة الطاهرة العفيفة المتحجبة لا يقربون إليها وصدق الله وهو اصدق القائلين حيث يقول ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) أي لا يأتي وغد لكي يتحرش بهن أو يعاكسهن ، وإنما يأتي لمن لم ينفذن هذا الأمر ، أما اللاتي التزمن بالحجاب الشرعي فلن يقربوا إليهن أبدا .
      18- الثقة العمياء : يقول : هذه بنتي وأنا واثق بها وهي إنسانة صالحة وكذا وكذا ،لا تثق هذه الثقة العمياء أعطي ما شئت من ثقة ولكن راقب ولو من بعيد، أعطِ ولدك الثقة ولكن راقبه من بعيد .
      19- وصف الرجل لأخته أو زوجه أما زملائه : أحيانا الإنسان عفويا يقول هذا الكلام ، والله معجب بأخته بمواهبها ، ويتكلم أمام زملائه عنها ،ما شاء الله هذه الأخت مجتهدة وما شاء الله تقوم بكذا، فما يظن أن أولئك فيهم مرضاء القلوب فيطمعوا فيها ، فيحاولون أن يتصلوا بها، فيجلب لأخته البلاء من حيث لا يشعر ، فينبغي أن يتنبه كل إنسان ، بل أن الاسلام نبهنا الى أن الزوج لا يمدح جمال ولده أمام الناس ؛ لأن أن الذي يمدح ولده معناه يمدح زوجته ،فينبغي الانضباط حتى في هذه الألفاظ الدقيقة .
      20- الاختلاط بين الجنسين فإن الاختلاط هو البؤرة وهو البيئة الخصبة لوجود هذه الانحرافات وهذه المعاكسات . يجدون الفرصة سانحة في الحدائق في الأسواق في المنتزهات في الاختلاط ، في اختلاط الرجال بالنساء ، ينظرون كيفما يشاءون يحتكون ببعضهم كما يشاءون،وكفى بذلك بلاء وشرا نعاني منه .
      21- الزواج من غير ثقة : فربما يتعجل الأب فيزوج ابنته بسب المهر الغالي الذي يقدمه الزوج ولا يدري بأن الرجل صالح أو غير صالح ، فيفاجأ بأن الرجل فاسد ثم يدفع زوجته إلى الفساد ويأتي لها بالأخلاء في بيته يعاكسونها ويغازلونا، وربما يحملها إلى سهرات فاسدة ماجنة فتتعرض إلى البلاء، فينبغي أن نصون بناتنا باختيار الزوج الصالح .
      22- القنوات الفضائية : فإن القنوات الفضائية في اكثر احوالها بلاء عظيم جدا جدا على شبابنا وعلى فتياتنا، لقد انجرفت شريحة كبيرة من شبابنا بسبب رؤية هذه القنوات الفضائية التي علمتهم ما لم يعلموا، علمتهم كيف يعاكسون ، كيف يتراسلون ، كيف يتبادلون كلمات الحب والغرام والعلاقات الآثمة بين الرجل والمراة، وكيف يقتنص فرصته، وكيف وكيف ، ثم يأتي الأب بعد ذلك لكي يضرب كفا على كف، عندما يجد ابنته وقعت فيما وقعت فيه من بؤرة الفساد، وقد أحسن الشاعر إذا صور لنا موقف أب استدعته الشرطة إلى المخفر ووجد ابنته واقفة بعد أن قبضوا عليها مع أحد الشباب ووقف الأب أمام ابنته وقد تمنى الموت قبل أن يراها في ذلك الموقف، صرخ في رجال الامن دعوني أقتلها هذه المجرمة الآثمة لقد شوهت سمعتي ، لقد دمرت شرفي ، نسي أنه سبب البلاء لابنته ، لقد سودت وجهي أمام الناس ، لكن البنت رفعت رأسها وواجهت أباها بكل صراحة وصرامة قائلة هذه الكلمات التي ينبغي أن تعيها كل فتاة وأن يعيها كل فتى لخطورة هذه القنوات الفضائية التي خربت كثيرا من البيوت وذهبت بكثير من الأخلاق .
      كفى لـــوما أبي أنت الملام ***كفـاك فلم يعد يـجدي الملام
      بأي مــواجع الآلام أشـكو ***أبي من أين يسعـفني الكـلام
      عفافي يشـتكي وينوح طهري ***ويغضـي الطـرف بالألم احتشام
      أبي، كانت عيون الطـهر كحلي*** فسـال بكحلها الدمـع السجام
      تقاسي لوعـة الشـوكى عذابا ***ويجــفو عينَ شـاكـيه المـنام
      أنا العـذرى يا أبتـاه أمست على الأرجـاس يبصـرها الكرام
      ســهام العار تُغرس في عفافي ومـا أدراك ما تلـك السـهام
      أبي، من ذا سيغضي الطرف عذرا وفي الأحشـاء يختـلج الـحرام
      أبي، من ذا ســيقبلني فــتاتا لــها في أعـين النـاس اتهام
      جــراح الجسم تلتئم اصطبارا وما للعـرض إن جُـرح التـام
      أبي، قــد كـان لي بالأمس ثغر يلـف بـراءتي فيـه ابتســام
      بألعابي أداعبكـــم وأغـفو بأحـلام يطيب بـها المنـــام
      يقيم الـدارَ بالإيـمان حـزمٌ ويحمــلها على الطهر احتشـام
      أجبــني يا أبـي ماذا دهـاها، ظــلام لا يطـاق به المقــام
      أجبــني أين بسـمتها؟ لـماذا غداء للبؤس في فمـها خـتـام
      بأي جــريرة وبأي ذنــب يسـاق لحمـأة العار الكــرام
      أبي هذا عــفافي لا تلمــني** فمن كـفيك دنـسه الحــرام
      زرعتَ بدارنا أطبـاق فســق جنــاهـا يا أبي سم وســام
      تشب الكـفرَ والإلــحاد نارا ،لـها بعيون فـطرتنا اضطــرام
      نرى قصص الغـرام فيحتوينــا مـثار النفـس ما هذا الغــرام
      فنـون إثارة قــد أتـقنوهــا بـها قلب المشـاهد مستهــام
      تـرى الإغـراء راقصة وكــأسا وعـهرا يرتـقي عنه الكــلام
      كـأنك قد جلبـت لـنا بغيــا تــراودنا إذا هجـع النيــام
      فلو لِلصـخر يا أبتـاهــا قلبٌ لثـار فكـيف يا أبـتي الأنـام
      تـخاصمني على أنقاض طهـري وفيك اليوم لو تـدري الخصـام
      زرعت الشوك في دربـي فأجـرى دمـا الأقـدام وانـهد القـوام
      جنـاك ومـا أبرئ منه نفســي ولسـت بكــل ما تـجني ألام
      أبي هـذا العتـاب وذاك قلــبي يـــؤرقه بآلامـي السقــام
      ندمــت ندامـة لو وزعــوها على ضــلال قومـي لاستقاموا
      مـددت إلى إله العرش كــفـي وقد رهُفت من الألـم العظــام
      إلـهي إن عفـوتَ فلن أبالــي ولن أفزع من النـاس الكـلام
      أبـي لا تغـض رأسك في ذهول كما تغـضيه في الحــفر النعــام
      سقاني الكرم كأسَ الكـرم حلوا، وجـنى الــحنظـل المرء الـزوام
      إذا لم ترض بالأقــدار فاسـأل ختـام العيـش إن حسن الختــام
      وكبر أربعا بيديـك واهتــف :عليـكِ اليـوم يا دنـيا الســلام
      أبي حطمتـني وأتيت تبكـــي علـى الأنقاض ما هذا الحطـــام؟
      أبي هذا جنــاك دماء طفــل فمــن فيـنا أيـا أبت المــلام؟

      لا شك بأن الآباء والمربين هم الذين يلامون على فعل ذلك ..
    • نعود مرة إلى السباب باختصار .

      23- الغفلة ونسيان الموت : فإن الذي يركن إلى الدنيا يتعرض إلى انحراف الشيطان .

      24- الشماتة والتهكم بأصحاب المعاصي :فإننا نسخر من بعض أصحاب المعاصي ولا ننصحهم ، وقد أحسن القائل : لا تظهر الشماتة بأخيك .. فيعافيه الله ويبتليك .

      25- عدم إدراك العقوبة المعجلة : فإن الله تبارك وتعالى يمهل ولا يهمل ، وكثيرا ما تعرض بعض الشباب لمعاكسة بعض الفتيات فإذا بالأمر ينقلب عليهم فتعاكس أخواتهم ، وأنتن تعلمن قصة شاب أراد السفر عن بلده لغرض التجارة فأوصاه أبوه بالمحافظة على دينه وخلقه وعدم اقتراف الزنا لأنه مجازفة وسار هذا الشاب إلى سفره وفي يوم من الأيام وهو في السفر كان عند الأب شاب يحمل إليه الماء يأتي به إلى البيت كعادته ويسمى السقاء أي : الذي يسقي الماء فكالعادة طرق الباب ففتحت البنت له وفجأة وبدون مقدمات قبل البنت وهرب وكان صاحب البيت أي الأب ينظر إلى هذا الموقف ، وبعد رجوع الابن من السفر سأله الأب عن سفره وعن أخباره وتجارته فأجابه الابن بكل شيء ثم سأله الأب عن ماذا فعل من المعاصي ، فأنكر الابن ولكن إلحاح الأب عليه جعله يعترف أنه رأى امرأة شابة فظفر منها بقبلة فقال له أبوه : حبة بحبة ولو زدت لزادت السقاء ، وقال الشاعر :
      يا هاتكا حرم الرجال وتابعا طرق .. الفساد فأنت غير مكرم
      … من يزني في قوم بألفي درهم ... في أهله يزنى بربع الدرهم
      إن الزنى دين إذا أقرضته .. كان الوفى من أهل بيتك فاعلم
      فإذا لا بد أن نحصن أنفسنا حتى يتحصن أهلنا ( يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )

      26- الشهوة الجامحة : فإن الشهوة الفوارة في نفوس شبابنا وفتياتنا هي التي تدفعهم إلى الحرام .

      27- ضعف الوازع الديني : فإنه لا يلجأ إلى هذه الطرق الملتوية إلا من ضعف إيمانه .

      28- الاغترار بالمظاهر البراقة .

      29- الاغترار بالمناصب : وقد ذكرنا بأنهم يميلون إلى الفتيات الغنيات صاحبات السيارات وكذلك الفتيات يملن إلى أهل الثراء والمراتب العالية .
      أخوات الإيمان حتى لا نطيل عليكن كثيرا والموضوع متشعب ونحاول أن نلملم اطرافاه بقدر المستطاع . نذكر النقطة الثانية آثار المعاكسة .
      لا شك بأن لهذه المعاكسة آثارا سلبية جدا أولها :
      أولها : دمار وتشتت الأسر .
      ثانيها : مضيعة الوقت دون فائدة .
      ثالثها : يجر إلى الحرام .
      رابعها : العقوبة الدنيوية قبل الأخروية كما رأينا من ذلك السقاء الذي قبل أخت ذلك الرجل، أو بذهاب سمعة تلك الأسرة أو بإلقاء تلك الفتاة أو ذلك الفتى في السجن ؟
      خامسها : السفاح والخنا والزنا .
      سادسها : إزعاج للمجتمع المسلم وقلقه .
      سابعها : التعرض لدعوة المظلوم فإن المظلوم له دعوة عليك وعين الله لم تنم فيحقق الله دعوته ويصيبك من البلاء ما لم تستطع دفعه وربما يحجب عنك الوصول الى التوبة .
      ثامنها : تشويه سمعته وسمعة أهله .
      تاسعها : التعود على الجبن وعدم المواجهة : فإن المراوغة والمعاكسة من علامات الجبناء ولو كان رجلا لأتي البيوت من أبوابها .
      العاشر : الكذب والاحتيال .
      الحادي عشر : الانعزالية والاكتئاب .
      الثاني عشر : تبذير الاموال، فهم ينفقون أموالا كثيرة على السهرات والتردد والهواتف والرسائل .
      الثالث عشر : عدم الأدب ودناءة النفس وخسة الأخلاق .
      الرابع عشر : إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا وقد حذر الله من ذلك حيث قال ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ) .
      الخامس عشر : اختلاط الأنساب : بالزنا والعياذ بالله .
      السادس عشر : عدم الواقعية ، ما يسمونه بالرومانسية يعيشها في خيال وتعيشه في خيال حتى يرزأها في كرامتها ويبحث عن غيرها .
      السابع عشر : الابتلاء والجزاء من جنس العمل .
      الثامن عشر : انعدام المروءة والشهامة والرجولة .
      التاسع عشر : الإصابة بالأمراض : وقد أحسن كعب إذا قال : إذا رأيتم الوباء قد فشى فاعلموا أن الزنا قد فشى .
      العشرون : الفساد الأخلاقي والاجتماعي .
      الحادي والعشرون : الشك والوسواس حتى بعد الزواج وكيف يكون الوسواس بعد الزواج ، يُذكر عن أحد هؤلاء المعاكسين قوله في مقال بإحدى الجرائد : الطلاق يريحني من عناء الماضي أنا وسيم جديد كنت أطارد النساء أينما حللن وكانت لي مغامرات لا يعلمها إلا الله هذه المغامرات التي فتحت لي اليوم أبواب المشاكل وعصفت بنفسيتي وجعلتني أستعيد كل لحظة عشتها مع إحداهن ، فحياتي الزوجية مهددة بسبب تلك العلاقات ، عندما قلت سابقا أني أستعيد كل لحظة مع إحداهن فإني أقولها حقيقة وأقولها بمرارة كبيرة لأنني أتصور زوجتي الآن تمارس نفس الدور وأن حركة يدها في السوق مثلا تعني شيئا أنها تلوح لواحد ينتظرها أو أن لفتتها تعني شيئا حتى لو كانت عفوية في السيارة تعني شيئا بل أكثر ما يطحن في نفسي هو أنها إذا أمسكت بسماعة الهاتف وتحدثت لإحدى أخواتها أو صديقاتها أظل ساكنا متابعا لكل كلمة تنطقها وكثيرا ما جلست أحلل كلماتها ومعانيها إذا أنها ربما تعمل مثل صاحباتي السابقات اللاتي كنّ يتحدثن معي على اني إحدى زميلاتهن أو صديقاتهن ودوما يكون حديثهن مؤنثا مثلا : وما تدرين يا فلانة ، كثيرا ما اتواجه مع نفسي ولا أدري ما أصنع حيال هذا الموقف العجيب الذي أعيشه إني لي رغبة لأن أريح نفسي من هذا لعناء إلى درجة أني فكرت في تطليق زوجتي وهو الحل الأسلم الذي أراه أمامي وفكرت بعد تطليقها ألا أتزوج أبدا .

      أخوات الإيمان نأتي إلى النقطة الأخيرة .

      العلاج : لا بد لكل مرض بعد معرفة أسبابه وآثاره من علاج ، والعلاج يتلخص في النقاط التالية :

      1-الخوف من الله والمراقبة له في السر والعلانية : فإن الذي يخاف الله لا يجرؤ على مثل هذه المحارم ، والذي يعلم بأن الله يراقبه في كل حركة وسكنه مهما اختفى في الظلام ومهما ذهب الى الأماكن التي يحتجب فيها بالحجب فإنه يعلم أن هناك الرقيب الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ويعلم أن كل شيء يشهد عليه ، ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعلمون يومئذ يوفون دينهم الله الحق فيعلمون أن الله هو الحق المبين ) .

      2-إحكام الوقت والاستفادة منه وألا يترك نفسه للشيطان فإذا سولت له نفسه بالحرام عليه أن يستغله بزيارة رحم أو عمل خير أو بكتابة مقال ، أو بتنمية مواهبه أو بالسعي إلى الإصلاح أو بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو بطلب علم وما شاكل ذلك .

      3-التربية الصالحة ، فإن الأسرة الصالحة التي تربي أبناءها على الطهر والنقاء والعفاف لن يجروا أبدا على سلوك تلك الطرق المحرمة .

      4-الرفقة الصالحة : لأن الصاحب الصالح هو الذي يوجه ويسدد ويعين على الخير ويدفع عنك البلاء وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم – لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي .

      5-المعاملة بالحسنى : فإن معاملة المريض والمنحرف والمعاكس ينبغي أن تكون بالحسنى ينبغي أن نعاملهم بالتي هي أحسن وسنذكر على ذلك مثالا بعد قليل .

      6- قطع دابر الجريمة بإزالة أسبابها : لا نسمح لأبنائنا بالخروج في الأماكن الموبوءة ، لا نوفر لهم الأفلام الخليعة ، لا نأتي لهم بالمجلات الداعرة ، لا نوفر لهم وسائل الفتنة والإغراء وما شاكل ذلك ، وقد أحسن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – إذا قال : ( لا تجالس امرأة وحدها ولو كنت تدرسها القرآن ) لأنك لا تأمن ، وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم _ ( ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) .

      7-العناية بالاستغفار والذكر : إن الذكر والاستغفار هو تليين للقلوب وعهد لها بأن تواصل المراقبة لله وقد قال الله عز وجل لنبيه ( واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ) وأمرنا بالاستغفار آناء الليل وأطراف النهار حتى نكون طاهرين صالحين هادين متقين ، والذاكر حبيب الله من عباد الله المخلصين لا يلج إليه الشيطان ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ) .

      8-ذكر القصص الواقعية للعظة والاعتبار : المنحرف دائما نأتي له بأمثلة: أيها الشاب ألم تسمع بفلان ؟ وكيف كان حاله وقد سلك طريق المعاكسة ؟ وقد أدى به الحال إلى أن افتضح وأصابه البلاء ، وجرّ على أهله الويلات ، أيتها الفتاة الصالحة ، انظري إلى فلانة ، انظري إلى زميلتك التي كانت تعاكس الشباب وتسمح أن تكلمهم في الهاتف وكانت تخرج معهم ، جرت على نفسها الوبال وأصبحت عبرة للمعتبرين والآن هي في الدرك الهابط من الأخلاق الرديئة ، أمثال هذه القصص الواقعية أيضا نستطيع أن عالج بها هذه القضية .

      9-الإقناع بالدليل الشرعي والعقلي : ونقصد بالدليل العقلي هو أن نضرب الأمثلة المقنعة ، مثال ذلك ما جاء عن النبي – صلى الله عليه وسلم – عندما جاءه ذلك الشاب وقال له : يا رسول الله أتأذن لي في الزنا ؟ فقام الصحابة لكي يزجروه ويضربوه . فقال لهم : دعوه ، تعل يا فتي . أتحب هذا لأمك ؟ قال : لا ، فداك أبي وأمي . قال : كذلك الناس لا يحبونه في أمهاتهم . قال له :أتحبه لأختك ؟ قال : لا ، فداك أبي وأمي يا رسول الله . قال : كذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم . جعل النبي – صلى الله عليه وسلم – يعدد له حتى خرج الشاب وهو يقول : والله لقد خرجت وما شيء على الدنيا أبغض إلي من الزنا ، هكذا يربي النبي – صلى الله عليه وسلم – المنحرفين من هذه الأمة بالدليل العقلي حتى يقيمهم على صراط مستقيم

      10-متابعة الهاتف ومراقبته : لا نعني أن نراقب مراقبة شديدة ، نترك هناك فرصة ومتابعة ، ما معنى الاتصالات طويلة ؟ ما معنى الفاتورة الطويلة ؟ أموال طائلة ما معنى هذا ، لا بد أن تكون هناك مراقبة محكمة لهؤلاء ا الفتيات والشباب حتى لا ينجر بهم إلى الحرام من حيث لا يشعر الآباء .

      11-الزواج المبكر : وقد أمر النبي – صلى الله عليه وسلم به – إذ قال : ( معاشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإن له وجاء ) . قال ابن عباس ( لا يتم نسك الناسك حتى يتزوج ) حتى العابد لا تتم عبادته إلا بعد أن يحصن نفسه بالزواج .

      12-عدم السهر وعدم غشيان الأماكن المحرمة ، لأنها بؤرة للخفافيش ولمرضى القلوب فعلى المرأة وعلى الشاب أن يجتنبا هذه الأماكن المحرمة .

      13-غض البصر فإنه طهارة للقلب ،فمتى غض بصره صان دينه، وحصن نفسه.

      14-المحافظة على لباس الحشمة والطهارة والنقاء والعفة وقد أمر الله تعالى به أمهات المؤمنين ونساء المؤمنين وأمر به نساء هذه الأمة حتى يعرفن فلا يؤذين ويحتشمن بجلباب الحياء فلا تمتد إليهن الأعين الخائنة .

      15-متابعة سلوك الشباب والفتيات ، نراقبهم في تصرفاتهم ، تأخرهم إلى وقت متأخر من الليل ، ذهابهم وغيابهم لأوقات طويلة ، لا بد أن نتابع ذلك .

      16-اجتناب القصص الغرامية والمشاهد الحساسة الخلاعية والمجلات الداعرة وكل ما يهيج الغريزة وأن نحصنهم بالقصص الصالحة والمواعظ الحكيمة و المراشد النافعة والعلم النافع والفقه في الدين وملء الفراغ بالمواهب وكثير من الفوائد .

      17-الابتعاد عن آلات اللهو المحرمة فإنها تثير الغرائز الكامنة ، وتهيج القلوب المريضة وكم اجتمع فتى وفتاة مع أغنية ومع راقصة فوقع الشر والعياذ بالله .

      18-التحكم في الإنفاق في الأموال فإن إعطاء الشباب والفتيات الأموال بدون طائل هكذا أو السيارة أو الهاتف دون قيد أو شرط ، اذهبي أنى شئت ومتى وفي أي وقت شئت من الخطورة بمكان فينبغي أن نقتصد في النفقة ونحاسبهم فيما ينفقون وأين ذهبوا بهذا المال ولو ذهبوا به في الخير حتى نطمئن على ذلك .

      19-المسؤولية بين يدي الله تبارك وتعالى : فإن المسؤولية بين يدي الله تبارك وتعالى مسؤولية خطيرة جدا جدا فعلى الشباب والفتيات أن يعلموا أن الله سبحانه وتعالى مطلع عليهم ومراقب لأفعالهم وليعلموا بأن منقلبهم إلى الله سبحانه وتعالى وسيقفون بين يديه للمحاسبة فما هم قائلون .

      وللحديث بقيه إن شاء الله تعالى.
    • نعود مرة إلى السباب باختصار .
      23- الغفلة ونسيان الموت : فإن الذي يركن إلى الدنيا يتعرض إلى انحراف الشيطان .
      24- الشماتة والتهكم بأصحاب المعاصي :فإننا نسخر من بعض أصحاب المعاصي ولا ننصحهم ، وقد أحسن القائل : لا تظهر الشماتة بأخيك .. فيعافيه الله ويبتليك .
      25- عدم إدراك العقوبة المعجلة : فإن الله تبارك وتعالى يمهل ولا يهمل ، وكثيرا ما تعرض بعض الشباب لمعاكسة بعض الفتيات فإذا بالأمر ينقلب عليهم فتعاكس أخواتهم ، وأنتن تعلمن قصة شاب أراد السفر عن بلده لغرض التجارة فأوصاه أبوه بالمحافظة على دينه وخلقه وعدم اقتراف الزنا لأنه مجازفة وسار هذا الشاب إلى سفره وفي يوم من الأيام وهو في السفر كان عند الأب شاب يحمل إليه الماء يأتي به إلى البيت كعادته ويسمى السقاء أي : الذي يسقي الماء فكالعادة طرق الباب ففتحت البنت له وفجأة وبدون مقدمات قبل البنت وهرب وكان صاحب البيت أي الأب ينظر إلى هذا الموقف ، وبعد رجوع الابن من السفر سأله الأب عن سفره وعن أخباره وتجارته فأجابه الابن بكل شيء ثم سأله الأب عن ماذا فعل من المعاصي ، فأنكر الابن ولكن إلحاح الأب عليه جعله يعترف أنه رأى امرأة شابة فظفر منها بقبلة فقال له أبوه : حبة بحبة ولو زدت لزادت السقاء ، وقال الشاعر :
      يا هاتكا حرم الرجال وتابعا طرق .. الفساد فأنت غير مكرم
      … من يزني في قوم بألفي درهم ... في أهله يزنى بربع الدرهم
      إن الزنى دين إذا أقرضته .. كان الوفى من أهل بيتك فاعلم
      فإذا لا بد أن نحصن أنفسنا حتى يتحصن أهلنا ( يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )
      26- الشهوة الجامحة : فإن الشهوة الفوارة في نفوس شبابنا وفتياتنا هي التي تدفعهم إلى الحرام .
      27- ضعف الوازع الديني : فإنه لا يلجأ إلى هذه الطرق الملتوية إلا من ضعف إيمانه .
      28- الاغترار بالمظاهر البراقة .
      29- الاغترار بالمناصب : وقد ذكرنا بأنهم يميلون إلى الفتيات الغنيات صاحبات السيارات وكذلك الفتيات يملن إلى أهل الثراء والمراتب العالية .
      أخوات الإيمان حتى لا نطيل عليكن كثيرا والموضوع متشعب ونحاول أن نلملم اطرافاه بقدر المستطاع . نذكر النقطة الثانية آثار المعاكسة .
      لا شك بأن لهذه المعاكسة آثارا سلبية جدا أولها :
      أولها : دمار وتشتت الأسر .
      ثانيها : مضيعة الوقت دون فائدة .
      ثالثها : يجر إلى الحرام .
      رابعها : العقوبة الدنيوية قبل الأخروية كما رأينا من ذلك السقاء الذي قبل أخت ذلك الرجل، أو بذهاب سمعة تلك الأسرة أو بإلقاء تلك الفتاة أو ذلك الفتى في السجن ؟
      خامسها : السفاح والخنا والزنا .
      سادسها : إزعاج للمجتمع المسلم وقلقه .
      سابعها : التعرض لدعوة المظلوم فإن المظلوم له دعوة عليك وعين الله لم تنم فيحقق الله دعوته ويصيبك من البلاء ما لم تستطع دفعه وربما يحجب عنك الوصول الى التوبة .
      ثامنها : تشويه سمعته وسمعة أهله .
      تاسعها : التعود على الجبن وعدم المواجهة : فإن المراوغة والمعاكسة من علامات الجبناء ولو كان رجلا لأتي البيوت من أبوابها .
      العاشر : الكذب والاحتيال .
      الحادي عشر : الانعزالية والاكتئاب .
      الثاني عشر : تبذير الاموال، فهم ينفقون أموالا كثيرة على السهرات والتردد والهواتف والرسائل .
      الثالث عشر : عدم الأدب ودناءة النفس وخسة الأخلاق .
      الرابع عشر : إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا وقد حذر الله من ذلك حيث قال ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ) .
      الخامس عشر : اختلاط الأنساب : بالزنا والعياذ بالله .
      السادس عشر : عدم الواقعية ، ما يسمونه بالرومانسية يعيشها في خيال وتعيشه في خيال حتى يرزأها في كرامتها ويبحث عن غيرها .
      السابع عشر : الابتلاء والجزاء من جنس العمل .
      الثامن عشر : انعدام المروءة والشهامة والرجولة .
      التاسع عشر : الإصابة بالأمراض : وقد أحسن كعب إذا قال : إذا رأيتم الوباء قد فشى فاعلموا أن الزنا قد فشى .
      العشرون : الفساد الأخلاقي والاجتماعي .
      الحادي والعشرون : الشك والوسواس حتى بعد الزواج وكيف يكون الوسواس بعد الزواج ، يُذكر عن أحد هؤلاء المعاكسين قوله في مقال بإحدى الجرائد : الطلاق يريحني من عناء الماضي أنا وسيم جديد كنت أطارد النساء أينما حللن وكانت لي مغامرات لا يعلمها إلا الله هذه المغامرات التي فتحت لي اليوم أبواب المشاكل وعصفت بنفسيتي وجعلتني أستعيد كل لحظة عشتها مع إحداهن ، فحياتي الزوجية مهددة بسبب تلك العلاقات ، عندما قلت سابقا أني أستعيد كل لحظة مع إحداهن فإني أقولها حقيقة وأقولها بمرارة كبيرة لأنني أتصور زوجتي الآن تمارس نفس الدور وأن حركة يدها في السوق مثلا تعني شيئا أنها تلوح لواحد ينتظرها أو أن لفتتها تعني شيئا حتى لو كانت عفوية في السيارة تعني شيئا بل أكثر ما يطحن في نفسي هو أنها إذا أمسكت بسماعة الهاتف وتحدثت لإحدى أخواتها أو صديقاتها أظل ساكنا متابعا لكل كلمة تنطقها وكثيرا ما جلست أحلل كلماتها ومعانيها إذا أنها ربما تعمل مثل صاحباتي السابقات اللاتي كنّ يتحدثن معي على اني إحدى زميلاتهن أو صديقاتهن ودوما يكون حديثهن مؤنثا مثلا : وما تدرين يا فلانة ، كثيرا ما اتواجه مع نفسي ولا أدري ما أصنع حيال هذا الموقف العجيب الذي أعيشه إني لي رغبة لأن أريح نفسي من هذا لعناء إلى درجة أني فكرت في تطليق زوجتي وهو الحل الأسلم الذي أراه أمامي وفكرت بعد تطليقها ألا أتزوج أبدا .

      أخوات الإيمان نأتي إلى النقطة الأخيرة .
      العلاج : لا بد لكل مرض بعد معرفة أسبابه وآثاره من علاج ، والعلاج يتلخص في النقاط التالية :
      1- الخوف من الله والمراقبة له في السر والعلانية : فإن الذي يخاف الله لا يجرؤ على مثل هذه المحارم ، والذي يعلم بأن الله يراقبه في كل حركة وسكنه مهما اختفى في الظلام ومهما ذهب الى الأماكن التي يحتجب فيها بالحجب فإنه يعلم أن هناك الرقيب الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ويعلم أن كل شيء يشهد عليه ، ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعلمون يومئذ يوفون دينهم الله الحق فيعلمون أن الله هو الحق المبين ) .
      2- إحكام الوقت والاستفادة منه وألا يترك نفسه للشيطان فإذا سولت له نفسه بالحرام عليه أن يستغله بزيارة رحم أو عمل خير أو بكتابة مقال ، أو بتنمية مواهبه أو بالسعي إلى الإصلاح أو بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو بطلب علم وما شاكل ذلك .
      3- التربية الصالحة ، فإن الأسرة الصالحة التي تربي أبناءها على الطهر والنقاء والعفاف لن يجروا أبدا على سلوك تلك الطرق المحرمة .
      4- الرفقة الصالحة : لأن الصاحب الصالح هو الذي يوجه ويسدد ويعين على الخير ويدفع عنك البلاء وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم – لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي .
    • 5- المعاملة بالحسنى : فإن معاملة المريض والمنحرف والمعاكس ينبغي أن تكون بالحسنى ينبغي أن نعاملهم بالتي هي أحسن وسنذكر على ذلك مثالا بعد قليل .

      6- قطع دابر الجريمة بإزالة أسبابها : لا نسمح لأبنائنا بالخروج في الأماكن الموبوءة ، لا نوفر لهم الأفلام الخليعة ، لا نأتي لهم بالمجلات الداعرة ، لا نوفر لهم وسائل الفتنة والإغراء وما شاكل ذلك ، وقد أحسن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – إذا قال : ( لا تجالس امرأة وحدها ولو كنت تدرسها القرآن ) لأنك لا تأمن ، وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم _ ( ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) .

      7- العناية بالاستغفار والذكر : إن الذكر والاستغفار هو تليين للقلوب وعهد لها بأن تواصل المراقبة لله وقد قال الله عز وجل لنبيه ( واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ) وأمرنا بالاستغفار آناء الليل وأطراف النهار حتى نكون طاهرين صالحين هادين متقين ، والذاكر حبيب الله من عباد الله المخلصين لا يلج إليه الشيطان ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ) .

      8- ذكر القصص الواقعية للعظة والاعتبار : المنحرف دائما نأتي له بأمثلة: أيها الشاب ألم تسمع بفلان ؟ وكيف كان حاله وقد سلك طريق المعاكسة ؟ وقد أدى به الحال إلى أن افتضح وأصابه البلاء ، وجرّ على أهله الويلات ، أيتها الفتاة الصالحة ، انظري إلى فلانة ، انظري إلى زميلتك التي كانت تعاكس الشباب وتسمح أن تكلمهم في الهاتف وكانت تخرج معهم ، جرت على نفسها الوبال وأصبحت عبرة للمعتبرين والآن هي في الدرك الهابط من الأخلاق الرديئة ، أمثال هذه القصص الواقعية أيضا نستطيع أن عالج بها هذه القضية .

      9- الإقناع بالدليل الشرعي والعقلي : ونقصد بالدليل العقلي هو أن نضرب الأمثلة المقنعة ، مثال ذلك ما جاء عن النبي – صلى الله عليه وسلم – عندما جاءه ذلك الشاب وقال له : يا رسول الله أتأذن لي في الزنا ؟ فقام الصحابة لكي يزجروه ويضربوه . فقال لهم : دعوه ، تعل يا فتي . أتحب هذا لأمك ؟ قال : لا ، فداك أبي وأمي . قال : كذلك الناس لا يحبونه في أمهاتهم . قال له :أتحبه لأختك ؟ قال : لا ، فداك أبي وأمي يا رسول الله . قال : كذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم . جعل النبي – صلى الله عليه وسلم – يعدد له حتى خرج الشاب وهو يقول : والله لقد خرجت وما شيء على الدنيا أبغض إلي من الزنا ، هكذا يربي النبي – صلى الله عليه وسلم – المنحرفين من هذه الأمة بالدليل العقلي حتى يقيمهم على صراط مستقيم

      10- متابعة الهاتف ومراقبته : لا نعني أن نراقب مراقبة شديدة ، نترك هناك فرصة ومتابعة ، ما معنى الاتصالات طويلة ؟ ما معنى الفاتورة الطويلة ؟ أموال طائلة ما معنى هذا ، لا بد أن تكون هناك مراقبة محكمة لهؤلاء ا الفتيات والشباب حتى لا ينجر بهم إلى الحرام من حيث لا يشعر الآباء .

      11- الزواج المبكر : وقد أمر النبي – صلى الله عليه وسلم به – إذ قال : ( معاشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإن له وجاء ) . قال ابن عباس ( لا يتم نسك الناسك حتى يتزوج ) حتى العابد لا تتم عبادته إلا بعد أن يحصن نفسه بالزواج .

      12- عدم السهر وعدم غشيان الأماكن المحرمة ، لأنها بؤرة للخفافيش ولمرضى القلوب فعلى المرأة وعلى الشاب أن يجتنبا هذه الأماكن المحرمة .

      13- غض البصر فإنه طهارة للقلب ،فمتى غض بصره صان دينه، وحصن نفسه.

      14- المحافظة على لباس الحشمة والطهارة والنقاء والعفة وقد أمر الله تعالى به أمهات المؤمنين ونساء المؤمنين وأمر به نساء هذه الأمة حتى يعرفن فلا يؤذين ويحتشمن بجلباب الحياء فلا تمتد إليهن الأعين الخائنة .

      15- متابعة سلوك الشباب والفتيات ، نراقبهم في تصرفاتهم ، تأخرهم إلى وقت متأخر من الليل ، ذهابهم وغيابهم لأوقات طويلة ، لا بد أن نتابع ذلك .

      16- اجتناب القصص الغرامية والمشاهد الحساسة الخلاعية والمجلات الداعرة وكل ما يهيج الغريزة وأن نحصنهم بالقصص الصالحة والمواعظ الحكيمة و المراشد النافعة والعلم النافع والفقه في الدين وملء الفراغ بالمواهب وكثير من الفوائد .

      17- الابتعاد عن آلات اللهو المحرمة فإنها تثير الغرائز الكامنة ، وتهيج القلوب المريضة وكم اجتمع فتى وفتاة مع أغنية ومع راقصة فوقع الشر والعياذ بالله .

      18- التحكم في الإنفاق في الأموال فإن إعطاء الشباب والفتيات الأموال بدون طائل هكذا أو السيارة أو الهاتف دون قيد أو شرط ، اذهبي أنى شئت ومتى وفي أي وقت شئت من الخطورة بمكان فينبغي أن نقتصد في النفقة ونحاسبهم فيما ينفقون وأين ذهبوا بهذا المال ولو ذهبوا به في الخير حتى نطمئن على ذلك .

      19- المسؤولية بين يدي الله تبارك وتعالى : فإن المسؤولية بين يدي الله تبارك وتعالى مسؤولية خطيرة جدا جدا فعلى الشباب والفتيات أن يعلموا أن الله سبحانه وتعالى مطلع عليهم ومراقب لأفعالهم وليعلموا بأن منقلبهم إلى الله سبحانه وتعالى وسيقفون بين يديه للمحاسبة فما هم قائلون .
      وختاما هذه همسة نلخص فيها الموضوع لكل شاب ولكل فتاة :
      حيث ييقول أحد المربين: بودي أن أهمس في أذنك أيها الشاب و أيتها الفتاة بشأن المعاكسة ( تذكروا أنكم أبناء الإسلام وبأنكم محاسبون على هذا في الدنيا والآخرة وأنكم سوف تجزون عليه إن خيرا فخير وإن شرا فشر ، واعلموا أن الله يستر عبده ويمهله فإن لم يتب فضحه على رؤوس الأشهاد في الدنيا والآخرة ولكل غادر لواء يوم القيامة كما في حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( يقال هذه غدرة فلان أي خيانته فانتبه أيها الفتى وانتبهي أيتها الفتاة من فعل ذلك وتوبوا جميعا إلى ربكم وداوموا في زمن الإمهال ، وسارعوا إلى العمل قبل الاضمحلال ، وسؤال نوجهه الى كل واحد يجروء على هذا العمل وليكن صريحا مع نفسه ؛ لكي يجيب عليه : هل ترضى هذا التصرف لأختك أو لزوجك أو لأمك أو لأحد من محارمك ، أظنني أجد الجواب واضحا لا . قول يدل على أنك لا ترضاه لأخواتك المسلمات ودليل أنك لا ترضى أن تجلب الوباء لمجتمعك .
      فأنت كذلك مأمور أن تتصون وأن تحتاط حتى على أعراض أهلك وأخواتك، فإن إيذاء المؤمنين والمؤمنات يعود عليك بالعذاب في الدنيا والآخرة ، ألم تعلم أنك تقوم بعمل الشيطان للإغواء ولاصطياد هؤلاء المساكين فكم جريح وكم من جريحة وكم من مصاب وكم من مصابة قد وقعوا في البلاء وهم من بيت أطهار بسبب عدم مراقبة الله وبسبب عدم اتقاء الله .
      ونقول لك أختاه تذكري وعد الله ووعيده فاعملي لوعده وخافي من وعيده واعلمي أن متابعة الفاسدين يجر عليك الوبال فما حالك بعد أن يغرر بك وبعد أن تتنازلي معه وبعد أن توافقيه في كثير من الأحوال ، ساعتها بعد أن يثقل عليك الحمل وتحسين بالجنين يضطرب في أحشائك ،ماذا تفعلين ستضربين كفا على كف ، لكن ساعتها لن ينفعك الندم بل ستكونين في شتات بل ربما تزجين في السجون وتجلبين العار لأهلك ومجتمعك وربما يطردك والداك من البيت فتلعنين كل من تسبب في إفسادك وإغوائك ولكن لومي نفسك قبل أن تلومي أي أحدا ابد ، وإلا فإن حالتك كحالة الفتاة التي تسمى نوال التي صور حالها الشاعر في محاورة مع أحد عشقائها الذين كان يعكسونها فعندما أوقعها في حبائله وأحست بالجنين يضطرب في أحشائها جعلت تسبه وتلعنه ولكن ماذا ينفع الندم ؟ وماذا ينفع السب والشتم ؟ بعد أن وقعت الكارثة ،انها معاكسة ولكنها في النهاية انتكاسة وضياع، فها هي نوال تخاطب عشيقها قائلة له :
      كيف السبيل وما اقول **يا نذل يا غدار كم اغريتني بالمستحيل
      يتمت احلامي وحطمت الاماني بالاكاذيب وبالوعد الجميـل
      كيف السبيل وما اقول *وما عساني ان اقول*
      والطفل آت بعد اربع اشهر او نصف حول
      وسحائب الافيون تحرقني وتنذر بالهطول
      والقيء حطمني ونوبات الدوار مع الخمول
      كيف السبيل الى الخلاص وما السبيل؟
      أأسقط الحمل الثقيل؟ هل أئد الطفل البريء؟ ام اقبل العار وطفلي ان يلقب بالدنيء
      في غابة تأخذ المحسن بالشخص المسيء
      والمجتمع، انسيت رأي المجتمع، ضيعك الله كما ضيعتني
      انطق وقل شيئا فقد احرقتني، يا وغد قد خذلتني
      فقال: لا تشتِمني، انا ما ضربتكِ في يديك، ولا اتيتُ انا اليك، انتِ التي اتيتنِي
      برضاكِ كان ولم يكن غصبا عليك
      اشياؤك الانثى بها اغريتنِي، بلباسك الفتان كم اغريتنِي
      نظراتكِ العجلى بها اسرتنِي، ورسائل الاشواق منك قتلتنِي
      تذكري لا تنكري، زجاجة العطر التي قبلتِها مني وما اهديتنِي
      فلا تقولي بعد ذاك خدعتنَي، انا ما خدعتُك بل اراك خدعتنِي
      فلا تلوميني فقد اغويتنِي، ولا تلوميني ولومي والديك
      هم اطلقوا لك العنان ، ولم يراعوا الله فيك
      صاحبتِ من صاحبت ما سألوا عليك،
      وقضيتِ في السهرات طول الليل ما سألوا عليك
      ما راقبوها مقلتيك، فلا تلوميني ولومي والديك
      ولتسألي امك : هل ربيتنِي يوما على القرآن مذ ولدتني،
      وهل تُرى عودتني على الصلاة ، كي لا احيد عن الهدى اماه
      ستقول : لا، بالطبع لا، قولي لها : دمرتنِي، انت التي ضيعتنِي
      نحن اتفقنا مذ نوال عرفتنِي، الا الزواج فذاك لا تسألنِي
      واليوم قلتِ خدعتنَي، انا خدعتك ام تراك خدعتنِي؟
      خُذي النقود وما حوته خزائني، الا الزواج فذاك لا تسألني
      انا اشتريتك بالنقود، وبالهدايا والوعود
      وصرت كالمزن اجود، كل ما سألتنِي
      وبعد يا نوال من يضمن لي، بأنكِ لم تعرفي قبلي سعيدا وعلي
      نوال من يضمن لي، تذكري لا تنكري لا تنكري
      زجاجة العطر التي قبلتها مني وما اهديتني
      ونسأل الله تعالى هدايته وتوفيقه وأن يشرح صدورنا وأن ينور بصائرنا . اللهم طهر قلوبنا . اللهم حصن فروجنا . اللهم اغضض من أبصارنا . اللهم اهدي شباب المسلمين . اللهم ألزمهم العفة والطهارة . اللهم ألزمهم الصيانة والأخلاق . اللهم اهدهم سبل السلام .اللهم جنبهم الفواحش والفتن ما ظهر وما بطن واجعلنهم من الراشدين يا رب العالمين ، اللهم خذ بنواصيهم الى سبل الحق والاستقامة يا رب العالمين . اللهم اجعلهم عفيفين طاهرين ، صالحين مصلحين ، هادين مهديين ،غير ضالين ولا مضلين، آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر ، واقفين عند حدودك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام . اللهم اجعلنا من أوليائك المتقين وحزبك الفائزين ، وجندك المنصورين ، واحشرنا في زمرة سيد المرسلين – صلى الله وسلم عليه – وعلى أهله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    • اللهـــــــــــــــــــم آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين يارب العالمين

      تذكري - أخيتي - أنك سترحلين عن هذه الدنيا عما قريب ؟ فإن كنت قد ألممت بشيء من الذنوب فبادري بالتوبة النصوح منها قبل أن يحال بينك وبين التوبة ؟ وماهذه الدنيا إلا دار ابتلاء واختبار فلنجعل صحيفتنا يوم القيامة تسرنا

      - جزى الله شيخنا الفاضل / عبدالله القنوبي على هذه المحاضرة القيمة وجعلها الله في موازين حسناته .

      وجزاك الله خيرا اخي ( أبو بسمة ) على كتابتك ونقلك لهذه المحاضرة ، وجعلها الله في موازين حسناتك .
    • السلام عليكم

      جزاك الله خيرا كثيرا اخي ابو بسمه
      على نقلك لنا هذا الموضوع
      بصراحه شديدة نحن نحتاج الى الذكرى
      فذكر ان نفعت الذكرى

      صراحه المغريات كثيره في ايامنا
      هذه وخصوصا مع التقدم التكنلوجي الهائل

      شكرا لك على نقلك لنا هذه المحاضرة المفيده
    • اولا السلام عليكم ورحمه الله وغفرانه ورضوانه.............................



      اقدم الشكر الجزيل لكل من ساهم في كتابه هذا الموضوع ...............
      الذي يحمل في طياته المواعض المفيده لكل فتاه مسسلمه ولكل شاب مسلم يسعيان الى اعلى مراتب السمو والرفعه يجعلان دربهما مفعما بنور القرآن وهدى الاسلام
    • الاسلام عليكم ورحمه الله وغفرانه ورضوانه ...............................


      اشكر جزيل الشكر كل من ساهم في كتابه هذا الموضوع الذي يحمل في طياته الكثير من المواعظ المفيده لكل فتاه مسلمه وشاب مسلم يسعيان الى السمو والرفعه ويمشيان طريق مستقيم و يجعلان دربهما مفعما بنور القران وهدى الاسلام ...................................و ارجو افادتنا بكل جديد لاننا نحن فعلا بامس الحاجه لمثل هذه المواضيع وجزاكم الله الف جزاء.
    • شكرا لطرح الموضو

      شكرا يا أبو بسمة لطرح هذا الموضوع وهذه المحاضرة وبارك الله فيك وهذه المحاضرة مكملة أيضا لموضوعي لماذا البنات فقط ؟! أتمنى الرد عليه من قبلك لان هذه المشكلة أصبحت منتشرة بشكل واضح

      زنوا الحياة في حياتكم$$A $$A