بالفعل الظروف القاسية تقتل الحب بين الازواج وتحطمه، ولا أقصد هنا بالظروف القاسية المادة فقط، بل الناحية النفسية، فمثلاً غرور الزوجة على زوجها ،
وعدم احترامها لرأيه في أي موضوع يطرح في البيت يعتبر ظرفاً طارئاً وقاسياً على الزوج ويعاني نفسياً من ذلك، وهذا يهدم المودة والحب بين الزوجين وتصبح الحياة الزوجية بينهما مستحيلة.. كما ان الاهمال سواء أكان من الزوج أم الزوجة تعتبر أسوأ مرحلة يمر بها الزوجان وخلال هذه الفترة تتغير النفوس والمعاملة وشيئاً فشيئاً نجد ان هذا الاهمال يولد مشاكل جديدة في حياة الزوجين.. ولابد من معالجة أية مشكلة تواجههما أولاً بأول حتى لا يفتحا المجال لدخول مشاكل جديدة، فترك الموضوع هكذا دون حل أو نقاش يولد مصائب وعواقب وخيمة «عفانا الله منها».
فالحب بين الأزواج يموت أمام المشاكل ويعتمد على الزوج أكثر من الزوجة، فالرجل بطبيعته صبور ويتحمل المسئوليات والمشاق بع**** الزوجة التي تضجر وتتألم وتتعب نفسيتها وتتصرف بشكل غير منطقي مع الزوج. والمشاكل في الحياة الزوجية طبيعية ولابد ان يتوقع الزوجان هبوب رياح قوية تعكر صفو هذه الحياة، وهنا نكتشف إذا كان بإمكان هذين الزوجين الاستمرار في الحياة الزوجية أم لا.. فالمعاناة وسيلة لكشف النفوس على حقيقتها ومدى قدرة الطرفين على التضحية في سبيل سعادة الآخر، وانه يقبل به في الشدائد والمسرات، فالحياة بشكل عام ليست وردية وصافية ولا تخلو من هموم ومشاكل وسوء تفاهم، لذلك أنصح كل المتزوجين الجدد بضرورة توقع مفاجآت وعدم التسرع في الغضب.
دور السن
الحياة الزوجية مليئة بالمشاكل والأفراح والأحزان، وهذه الاشياء غير متوقعة لدى الزوجين، وعندما تهاجم المشاكل الزوجين نجد ان نسبة قليلة من الازواج قادرون على حل هذه المشاكل بمواجهتها بأسلوب صحيح وحكيم. وهذا يعتمد أولاً على السن، فلو كان سن الازواج صغيراً نجد انهم يواجهون صعوبة بالغة في حل المشاكل، خاصة وانهم في أول حياتهم وخبرتهم في الحياة الزوجية قليلة، فمثل هؤلاء الازواج بحاجة ماسة لمساعدة من هم أكبر منهم سناً للأخذ باقتراحاتهم وآرائهم في حل هذه المشاكل دون أية خسائر جسمانية أو نفسية أو أسرية، فمهما كان وعي وذكاء الزوجين بارزا، الا ان الحياة الزوجية تتطلب تكتيكاً من نوع آخر لا يعرفه سوى الآباء والأمهات، لذلك فإن تدخلهم من فترة لأخرى لمواجهة مشاكل أبنائهم شيء جيد ومطلوب، فأنا كأب لن أمانع أبداً عندما يلجأ إليّ ابني ويطلب حلاً لمشكلة زوجية معينة. فمن الطبيعي أن التصرف الخاطيء قد يخلق مشاكل لا أول لها ولا آخر، وقد تتأثر العلاقة الزوجية ويحدث انفصال نتيجة لذلك.
أنا لا أعاني أبداً من مشاكل زوجية، فزوجتي انسانة مخلصة وواعية وشخصيتها قريبة جداً من شخصيتي، كما ان مستواها المادي جيد ولا توجد هناك أية مشاكل مادية، فنحن قبل الزواج خططنا لكل شيء، واعتقد اني أصبت في اختيار زوجتي، فزواجنا كان عن قصة حب، وهذا الحب مازال قائماً ولن تهدمه أية مشكلة سواء أكانت صغيرة أم كبيرة.
الاختيار الخاطيء
أعتقد ان الظروف القاسية تهدم الحب بين الزوجين، فأنا وزوجتي نتعارك دائماً عندما تواجهنا مشاكل سواء كانت تخصنا أم تخص الأطفال، وتطول فترة حل هذه المشاكل لكن أن نكره بعضنا فهذا لا يحدث وبعدها تهدأ الأمور.. تصفو الأجواء ونرجع كما كنا محبين، بل وأصدقاء.
برأيي الظروف الصعبة والمشاكل تقوّي رابط العلاقة الزوجية خاصة لو كان الأزواج على دراية بكيفية علاجها، فالازواج في بداية حياتهم بحاجة ماسة الى التحلي بالصبر وتغيير بعض الطبائع السيئة كالتبذير والاسراف، فالزواج يحتاج لمرونة في كل شيء وعلى الزوجة ان تتنازل عن بعض أموالها لصالح الزوج خاصة لو كان يعاني من ضائقة مادية.. هذا في حالة اذا كانت تملك المال، أما اذا كانت لا تملك فعليها ان تقف بجانبه وتسانده نفسياً حتى يتغلب على المشاكل التي تتواجههما.
عجبي من بعض الأزواج الذين يضعفون أمام أول مشكلة تواجههم وتنتهي حياتهم الزوجية بالطلاق. وأحب ان ألفت الانتباه الى ظاهرة الزواج في سن مبكرة وتأثيرها السلبي على المتزوجين بجانب الاختيار الخاطيء سواء للزوج أو الزوجة بجانب تدخل الأهل لحل مشاكل الزوجين، وايضا قد يكون المستوى المادي للزوجة مقارنة بمستوى الزوج المتدني سببا في فرض شخصية الزوجة مما يؤثر سلباً على حياة الزوجين، فلو تركنا الزوجة تحكم وتأمر وتنهى لحدث خلل في العلاقة الزوجية، وهذا لا يليق بالرجل الشرقي، فمهما كان المستوى العلمي والمادي للرجل الشرقي متدنياً مقارنة بالزوجة فهو الأساس في البيت.
فاقد الشيء لا يعطيه
قبل أي زواج لابد ان يكون هناك حب بين الزوجين ولا اقصد هنا الحب الوهمي بل الحب الحقيقي بين الزوجين. ولا اتصور ان هذا الحب سينهار امام اية مشكلة تواجه الزوجين.. فالحياة التي نحياها ليست خالية من المشاكل سواء الصغيرة او الكبيرة والظروف المادية لا تعد ولا تحصى.. و لا يمكن أن اتفق مع هؤلاء الاشخاص الذين يقولون بأن الزواج من الممكن له ان يستمر دون توافر المال.. فهو أساس أية علاقة زوجية وبدونه من الصعب الاستمرار في الزواج فمتطلبات الحياة الزوجية لا تقتصر على الزوج والزوجة فقط بل تمتد الى الابناء لأنهم بحاجة الى من يتولى امورهم المادية.. وهنا قد يكون المال هو السبب الرئيسي لخلق المشاكل بين الزوجين ومن ثم سعي الزوجة للتفكير بالانفصال والزواج من شخص ثري.. وسعي الزوج للتفكير بامرأة عاملة تساهم معه في تلبية حاجات المنزل والاطفال وهكذا..
تمام على مستوى اصدقائي اسرد هذه القصة، فقد عانى صديق لي كثيرا من زواجه حيث كون نفسه بنفسه واستطاع ان يتزوج، ومع الايام اكتشف صديقي بأن زواجه فاشل لاسباب عديدة اولها الاختيار الخاطئ.. فزوجته حريصة جدا على المال كما انها ترفض وبشدة التفاهم وتنقل أسرار المنزل للخارج.. لذلك قام بتطليقها، فالحياة الزوجية لا تخلو من مشاكل لكن الشاطر هو الذي ينجح في حلها ويواجه الصعاب التي يتعرض لها.. فالزواج يحتاج لرجل قوي بكل معنى الكلمة وانسانة عاقلة واعية لمتطلبات الحياة الزوجية.. وتتوجه بطريقة صحيحة لمعالجتها ودراستها بمنطق عقلي سليم.
الأبناء نقطة الضعف
وتقول أم محمد «ربة منزل»: زوجي صعب المزاج واذا تحدثت اليه غضب من الوهلة الاولى ودون اي سبب فلو كان مزاجه عكرا يغضب بسرعة فهو رجل أعمال تفكيره منصب كليا على المال فقط والحياة الزوجية لا تعني له أي شيء واعتقد ان زواجي منه كان نتيجة القرار المتسرع بالموافقة على الزواج.. والمشاكل الزوجية لا تأتي من فراغ ويكون سببها اما الزوج او الزوجة وفي حياتي الزوجية اتهم زوجي بأنه هو من يثير المشاكل لأتفه الاسباب وشيئا فشيئا مات الحب وبقي الندم والعتاب.
وعن أهمية توفر المادة تقول: المال ليس كل شيء وبامكان الانسان ان يعيش حياته وهو سعيد ومرتاح البال دون المال الكثير وأنا أعرف الكثير من العائلات لا يملكون المال الكافي الا انهم سعداء في حياتهم الزوجية ومع اطفالهم ويعيشون في مستوى معين دون الكماليات ومع ذلك فان علاقة الحب بين الزوجين تنمو نتيجة القناعة والرضا وراحة البال والشكر بما رزق لهم الله سبحانه وتعالى.. ويكفي ان نقول بأن عدد المطلقات بين الاثرياء مرتفع مقارنة بالزوجات من ذوي الدخل المتوسط.
وتواصل ان الابناء يلعبون دورا كبيرا في الحد من المشاكل الزوجية فالاب والام يفكران في مستقبل الابناء والتشتت الذي سيعيشونه بعد انفصال الاب عن الام.. وهم ايضا السبب الاول في تقوية علاقة الحب بين الزوجين والابناء اقوى العوامل لدعم الحياة الزوجية وضمان الاستمرار والاستقرار وعن نفسي كأم افكر في مستقبل ابنائي وكيفية خلق جو أسري صميم.. وفي ظل المشاكل الزوجية التي أحياها.. فكثيرا ما أتغاضى عن سلبيات وأخطاء زوجي في سبيل الابناء ولولا هم لما تحملت كل هذه المشاق والاهانات.
أسس الارتباط
الزواج رابطة مقدسة وعقد فريد في كل معاني النزاهة والمسئولية، وهو عقد بين اثنين سوف يربط بينهما رابط ثمين جدا بعيدا كل البعد عن المنافع الخاصة لا يقدر بثمن، وتعتبر المودة والحب هي الاسس الكفيلة لدوام الرابطة المقدسة.
كما اوضح الدين بأن صلاح الكون قائم على صلاح العلاقة القائمة بين الرجل والمرأة وان كلاً من الرجل والمرأة يكمل بعضهما البعض والآية الكريمة التي تقول «ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة» الروم/21.ان معايير الزواج الناجح بطبيعة الحال تختلف من اسرة الى اخرى ولكن تبقى هناك ثوابت لابد منها الا وهي الاحترام والاحساس بالمسئولية المشتركة والثقة المتبادلة والمودة الصادقة بين الطرفين.
أما المشاكل والمعوقات التي تعترض سبيل وطريق الحياة الزوجية والتي لها تأثير كبير بعض الاحيان على ظلال العلاقات الزوجية ليست قليلة وخصوصا في ظروف تطور الحياة وتعقد المستوى المعيشي، وكذلك التناحر والاختلاف الذي يظهر نتيجة للاختلاف في المستوى الثقافي والاجتماعي الذي قد يشكل في بعض الاحيان تحديا واضحا للعلاقة الزوجية والعش الزوجي، الذي يظهر عادة اثناء العلاقة الزوجية.
من الظواهرالتي تؤثر كذلك على الزواج وتشكل حالة خطرة في سبيل دوامه واستقراره مسألة الانجاب فبدون شك ان تكوين الذرية هو ما يسعى اليه كل زواج وانه مصدر حقيقي لسعادة الاب والام على حد سواء، الاب يريد ان يرى امتداده والام تريد ان تحس احساس الامومة الصادقة، وهم زينة الحياة الدنيا، ان عدم الانجاب وعدم تكوين الذرية شيء يحدث في كل علاقة زوجية اما بسبب الزوجة أو يكون بسبب الزوج، وفي مجتمعاتنا العربية نرى ان اقرباء أهل الزوج والزوجة ربما يتدخلون في هذا الشأن بين الزوجين وهم بذلك يعكرون الحياة الزوجية بين اثنين يوجد بينهما رابط مقدس هو الزوجية، ان تفهم كل من الزوج والزوجة لمسألة الانجاب وعدم فسح المجال للآخرين بالتدخل هو عامل مهم لاستمرار الحياة الزوجية التي يجب الا تتأثر بمثل هذه الظروف والا ينفرط العقد الثمين المبارك بينهما.
كذلك الوضع الاقتصادي يعتبر من المعوقات ومن الامور الخطرة التي تؤثر بشكل كبير على العلاقات الزوجية وعلى ظلال الاسرة بكاملها، الهزات المالية والاقتصادية شيء يحدث في كل ظرف، كثيرا من العقبات تؤدي الى انهيار الحياة الزوجية، الزوجة في مثل هذه الامور لها دور مهم في التخفيف من حالة الضيق التي يتعرض لها الزواج من خلال المساهمة الحقيقية التي تقوم بها من أجل تهيئة الظروف الطبيعية في البيت والتي تساهم في تخفيف حدة الازمات التي يواجهها، ان المعاملة والتفهم الصحيح من قبل الزوجة والزوج للظروف الاقتصادية التي تتعرض لها حياتهم الزوجية هو كفيل بدوام العلاقة الزوجية. ان تفهم كل من الزوج والزوجة للآخر واعتقادهما بأن الحياة الزوجية هي شراكة حقيقية لا يمكن ان تهتز بسهولة لأي ظرف طارئ هو كفيل باستقرار الحالة النفسية للشريكين وهو مصدر فرح واستقرار دائم لهما منقول
وعدم احترامها لرأيه في أي موضوع يطرح في البيت يعتبر ظرفاً طارئاً وقاسياً على الزوج ويعاني نفسياً من ذلك، وهذا يهدم المودة والحب بين الزوجين وتصبح الحياة الزوجية بينهما مستحيلة.. كما ان الاهمال سواء أكان من الزوج أم الزوجة تعتبر أسوأ مرحلة يمر بها الزوجان وخلال هذه الفترة تتغير النفوس والمعاملة وشيئاً فشيئاً نجد ان هذا الاهمال يولد مشاكل جديدة في حياة الزوجين.. ولابد من معالجة أية مشكلة تواجههما أولاً بأول حتى لا يفتحا المجال لدخول مشاكل جديدة، فترك الموضوع هكذا دون حل أو نقاش يولد مصائب وعواقب وخيمة «عفانا الله منها».
فالحب بين الأزواج يموت أمام المشاكل ويعتمد على الزوج أكثر من الزوجة، فالرجل بطبيعته صبور ويتحمل المسئوليات والمشاق بع**** الزوجة التي تضجر وتتألم وتتعب نفسيتها وتتصرف بشكل غير منطقي مع الزوج. والمشاكل في الحياة الزوجية طبيعية ولابد ان يتوقع الزوجان هبوب رياح قوية تعكر صفو هذه الحياة، وهنا نكتشف إذا كان بإمكان هذين الزوجين الاستمرار في الحياة الزوجية أم لا.. فالمعاناة وسيلة لكشف النفوس على حقيقتها ومدى قدرة الطرفين على التضحية في سبيل سعادة الآخر، وانه يقبل به في الشدائد والمسرات، فالحياة بشكل عام ليست وردية وصافية ولا تخلو من هموم ومشاكل وسوء تفاهم، لذلك أنصح كل المتزوجين الجدد بضرورة توقع مفاجآت وعدم التسرع في الغضب.
دور السن
الحياة الزوجية مليئة بالمشاكل والأفراح والأحزان، وهذه الاشياء غير متوقعة لدى الزوجين، وعندما تهاجم المشاكل الزوجين نجد ان نسبة قليلة من الازواج قادرون على حل هذه المشاكل بمواجهتها بأسلوب صحيح وحكيم. وهذا يعتمد أولاً على السن، فلو كان سن الازواج صغيراً نجد انهم يواجهون صعوبة بالغة في حل المشاكل، خاصة وانهم في أول حياتهم وخبرتهم في الحياة الزوجية قليلة، فمثل هؤلاء الازواج بحاجة ماسة لمساعدة من هم أكبر منهم سناً للأخذ باقتراحاتهم وآرائهم في حل هذه المشاكل دون أية خسائر جسمانية أو نفسية أو أسرية، فمهما كان وعي وذكاء الزوجين بارزا، الا ان الحياة الزوجية تتطلب تكتيكاً من نوع آخر لا يعرفه سوى الآباء والأمهات، لذلك فإن تدخلهم من فترة لأخرى لمواجهة مشاكل أبنائهم شيء جيد ومطلوب، فأنا كأب لن أمانع أبداً عندما يلجأ إليّ ابني ويطلب حلاً لمشكلة زوجية معينة. فمن الطبيعي أن التصرف الخاطيء قد يخلق مشاكل لا أول لها ولا آخر، وقد تتأثر العلاقة الزوجية ويحدث انفصال نتيجة لذلك.
أنا لا أعاني أبداً من مشاكل زوجية، فزوجتي انسانة مخلصة وواعية وشخصيتها قريبة جداً من شخصيتي، كما ان مستواها المادي جيد ولا توجد هناك أية مشاكل مادية، فنحن قبل الزواج خططنا لكل شيء، واعتقد اني أصبت في اختيار زوجتي، فزواجنا كان عن قصة حب، وهذا الحب مازال قائماً ولن تهدمه أية مشكلة سواء أكانت صغيرة أم كبيرة.
الاختيار الخاطيء
أعتقد ان الظروف القاسية تهدم الحب بين الزوجين، فأنا وزوجتي نتعارك دائماً عندما تواجهنا مشاكل سواء كانت تخصنا أم تخص الأطفال، وتطول فترة حل هذه المشاكل لكن أن نكره بعضنا فهذا لا يحدث وبعدها تهدأ الأمور.. تصفو الأجواء ونرجع كما كنا محبين، بل وأصدقاء.
برأيي الظروف الصعبة والمشاكل تقوّي رابط العلاقة الزوجية خاصة لو كان الأزواج على دراية بكيفية علاجها، فالازواج في بداية حياتهم بحاجة ماسة الى التحلي بالصبر وتغيير بعض الطبائع السيئة كالتبذير والاسراف، فالزواج يحتاج لمرونة في كل شيء وعلى الزوجة ان تتنازل عن بعض أموالها لصالح الزوج خاصة لو كان يعاني من ضائقة مادية.. هذا في حالة اذا كانت تملك المال، أما اذا كانت لا تملك فعليها ان تقف بجانبه وتسانده نفسياً حتى يتغلب على المشاكل التي تتواجههما.
عجبي من بعض الأزواج الذين يضعفون أمام أول مشكلة تواجههم وتنتهي حياتهم الزوجية بالطلاق. وأحب ان ألفت الانتباه الى ظاهرة الزواج في سن مبكرة وتأثيرها السلبي على المتزوجين بجانب الاختيار الخاطيء سواء للزوج أو الزوجة بجانب تدخل الأهل لحل مشاكل الزوجين، وايضا قد يكون المستوى المادي للزوجة مقارنة بمستوى الزوج المتدني سببا في فرض شخصية الزوجة مما يؤثر سلباً على حياة الزوجين، فلو تركنا الزوجة تحكم وتأمر وتنهى لحدث خلل في العلاقة الزوجية، وهذا لا يليق بالرجل الشرقي، فمهما كان المستوى العلمي والمادي للرجل الشرقي متدنياً مقارنة بالزوجة فهو الأساس في البيت.
فاقد الشيء لا يعطيه
قبل أي زواج لابد ان يكون هناك حب بين الزوجين ولا اقصد هنا الحب الوهمي بل الحب الحقيقي بين الزوجين. ولا اتصور ان هذا الحب سينهار امام اية مشكلة تواجه الزوجين.. فالحياة التي نحياها ليست خالية من المشاكل سواء الصغيرة او الكبيرة والظروف المادية لا تعد ولا تحصى.. و لا يمكن أن اتفق مع هؤلاء الاشخاص الذين يقولون بأن الزواج من الممكن له ان يستمر دون توافر المال.. فهو أساس أية علاقة زوجية وبدونه من الصعب الاستمرار في الزواج فمتطلبات الحياة الزوجية لا تقتصر على الزوج والزوجة فقط بل تمتد الى الابناء لأنهم بحاجة الى من يتولى امورهم المادية.. وهنا قد يكون المال هو السبب الرئيسي لخلق المشاكل بين الزوجين ومن ثم سعي الزوجة للتفكير بالانفصال والزواج من شخص ثري.. وسعي الزوج للتفكير بامرأة عاملة تساهم معه في تلبية حاجات المنزل والاطفال وهكذا..
تمام على مستوى اصدقائي اسرد هذه القصة، فقد عانى صديق لي كثيرا من زواجه حيث كون نفسه بنفسه واستطاع ان يتزوج، ومع الايام اكتشف صديقي بأن زواجه فاشل لاسباب عديدة اولها الاختيار الخاطئ.. فزوجته حريصة جدا على المال كما انها ترفض وبشدة التفاهم وتنقل أسرار المنزل للخارج.. لذلك قام بتطليقها، فالحياة الزوجية لا تخلو من مشاكل لكن الشاطر هو الذي ينجح في حلها ويواجه الصعاب التي يتعرض لها.. فالزواج يحتاج لرجل قوي بكل معنى الكلمة وانسانة عاقلة واعية لمتطلبات الحياة الزوجية.. وتتوجه بطريقة صحيحة لمعالجتها ودراستها بمنطق عقلي سليم.
الأبناء نقطة الضعف
وتقول أم محمد «ربة منزل»: زوجي صعب المزاج واذا تحدثت اليه غضب من الوهلة الاولى ودون اي سبب فلو كان مزاجه عكرا يغضب بسرعة فهو رجل أعمال تفكيره منصب كليا على المال فقط والحياة الزوجية لا تعني له أي شيء واعتقد ان زواجي منه كان نتيجة القرار المتسرع بالموافقة على الزواج.. والمشاكل الزوجية لا تأتي من فراغ ويكون سببها اما الزوج او الزوجة وفي حياتي الزوجية اتهم زوجي بأنه هو من يثير المشاكل لأتفه الاسباب وشيئا فشيئا مات الحب وبقي الندم والعتاب.
وعن أهمية توفر المادة تقول: المال ليس كل شيء وبامكان الانسان ان يعيش حياته وهو سعيد ومرتاح البال دون المال الكثير وأنا أعرف الكثير من العائلات لا يملكون المال الكافي الا انهم سعداء في حياتهم الزوجية ومع اطفالهم ويعيشون في مستوى معين دون الكماليات ومع ذلك فان علاقة الحب بين الزوجين تنمو نتيجة القناعة والرضا وراحة البال والشكر بما رزق لهم الله سبحانه وتعالى.. ويكفي ان نقول بأن عدد المطلقات بين الاثرياء مرتفع مقارنة بالزوجات من ذوي الدخل المتوسط.
وتواصل ان الابناء يلعبون دورا كبيرا في الحد من المشاكل الزوجية فالاب والام يفكران في مستقبل الابناء والتشتت الذي سيعيشونه بعد انفصال الاب عن الام.. وهم ايضا السبب الاول في تقوية علاقة الحب بين الزوجين والابناء اقوى العوامل لدعم الحياة الزوجية وضمان الاستمرار والاستقرار وعن نفسي كأم افكر في مستقبل ابنائي وكيفية خلق جو أسري صميم.. وفي ظل المشاكل الزوجية التي أحياها.. فكثيرا ما أتغاضى عن سلبيات وأخطاء زوجي في سبيل الابناء ولولا هم لما تحملت كل هذه المشاق والاهانات.
أسس الارتباط
الزواج رابطة مقدسة وعقد فريد في كل معاني النزاهة والمسئولية، وهو عقد بين اثنين سوف يربط بينهما رابط ثمين جدا بعيدا كل البعد عن المنافع الخاصة لا يقدر بثمن، وتعتبر المودة والحب هي الاسس الكفيلة لدوام الرابطة المقدسة.
كما اوضح الدين بأن صلاح الكون قائم على صلاح العلاقة القائمة بين الرجل والمرأة وان كلاً من الرجل والمرأة يكمل بعضهما البعض والآية الكريمة التي تقول «ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة» الروم/21.ان معايير الزواج الناجح بطبيعة الحال تختلف من اسرة الى اخرى ولكن تبقى هناك ثوابت لابد منها الا وهي الاحترام والاحساس بالمسئولية المشتركة والثقة المتبادلة والمودة الصادقة بين الطرفين.
أما المشاكل والمعوقات التي تعترض سبيل وطريق الحياة الزوجية والتي لها تأثير كبير بعض الاحيان على ظلال العلاقات الزوجية ليست قليلة وخصوصا في ظروف تطور الحياة وتعقد المستوى المعيشي، وكذلك التناحر والاختلاف الذي يظهر نتيجة للاختلاف في المستوى الثقافي والاجتماعي الذي قد يشكل في بعض الاحيان تحديا واضحا للعلاقة الزوجية والعش الزوجي، الذي يظهر عادة اثناء العلاقة الزوجية.
من الظواهرالتي تؤثر كذلك على الزواج وتشكل حالة خطرة في سبيل دوامه واستقراره مسألة الانجاب فبدون شك ان تكوين الذرية هو ما يسعى اليه كل زواج وانه مصدر حقيقي لسعادة الاب والام على حد سواء، الاب يريد ان يرى امتداده والام تريد ان تحس احساس الامومة الصادقة، وهم زينة الحياة الدنيا، ان عدم الانجاب وعدم تكوين الذرية شيء يحدث في كل علاقة زوجية اما بسبب الزوجة أو يكون بسبب الزوج، وفي مجتمعاتنا العربية نرى ان اقرباء أهل الزوج والزوجة ربما يتدخلون في هذا الشأن بين الزوجين وهم بذلك يعكرون الحياة الزوجية بين اثنين يوجد بينهما رابط مقدس هو الزوجية، ان تفهم كل من الزوج والزوجة لمسألة الانجاب وعدم فسح المجال للآخرين بالتدخل هو عامل مهم لاستمرار الحياة الزوجية التي يجب الا تتأثر بمثل هذه الظروف والا ينفرط العقد الثمين المبارك بينهما.
كذلك الوضع الاقتصادي يعتبر من المعوقات ومن الامور الخطرة التي تؤثر بشكل كبير على العلاقات الزوجية وعلى ظلال الاسرة بكاملها، الهزات المالية والاقتصادية شيء يحدث في كل ظرف، كثيرا من العقبات تؤدي الى انهيار الحياة الزوجية، الزوجة في مثل هذه الامور لها دور مهم في التخفيف من حالة الضيق التي يتعرض لها الزواج من خلال المساهمة الحقيقية التي تقوم بها من أجل تهيئة الظروف الطبيعية في البيت والتي تساهم في تخفيف حدة الازمات التي يواجهها، ان المعاملة والتفهم الصحيح من قبل الزوجة والزوج للظروف الاقتصادية التي تتعرض لها حياتهم الزوجية هو كفيل بدوام العلاقة الزوجية. ان تفهم كل من الزوج والزوجة للآخر واعتقادهما بأن الحياة الزوجية هي شراكة حقيقية لا يمكن ان تهتز بسهولة لأي ظرف طارئ هو كفيل باستقرار الحالة النفسية للشريكين وهو مصدر فرح واستقرار دائم لهما منقول