>استعصي مخيم جنين الذي لا تزيد مساحته عن كيلومتر مربع، علي الدبابات
>والطائرات الاسرائيلية، وضرب أهله، رجالا ونساء، مثلا في البطولة
>والمقاومة، بينما تنهمك بعض العواصم العربية في مراسم استقبال كولن
>باول وزير الخارجية الامريكية، وتنشغل جيوشها في وضع الخطط واتخاذ
>الاجراءات لمواجهة اي تحرك شعبي يخرج عن النص، ويشكل تهديدا للأسر
>الجمهورية والملكية الحاكمة.
>الجيش الاسرائيلي، الذي يوصف بأنه الأقوي في المنطقة والأفضل تسليحاً،
>اعترف بمقتل ثلاثة عشر جندياً وضابطاً في مواجهات ملحمة الصمود في
>جنين، واستجدت قيادته ابناء المخيم وقفاً لاطلاق النار، حتي تتمكن من
>اجلاء جرحاها الذين يعدون بالعشرات، وهم الذين دمروا سيارات الاسعاف
>ومنعوها من الوصول الي الجرحي في المخيم نفسه، وباقي انحاء الضفة
>الغربية. مخيم يصمد ثلاثة عشر يوماً بينما عواصم بكاملها انهارت في
>ايام معدودة ورفعت رايات الاستسلام.
>فالهدف المعلن لهذا العدوان هو القضاء علي البنية التحتية للأرهاب،
>مثلما يقول شارون، ولكن الحقيقة مغايرة لذلك تماماً، فهذا العدوان هو
>الذي سيؤسس لبناء البنية التحتية الأقوي والأخصب للعمليات الاستشهادية،
>فابناء الضفة ومخيماتها سيتحولون الي قنابل بشرية تسابق الريح من أجل
>الانتقام للشهداء، والرد علي مجازر شارون.
>ہ ہ ہ
>الأنظمــــة العربيـــة، خاصة تلك المحيطة بالدولة العبرية، وتملك
>حدودا جغرافيــة معها، ارتكبت الخطيئة الاكبر، عندمــــا اغلقــــت
>حدودهــــا في وجــــه المتطـــوعين، وتطرفت في منع اي محاولات لتهريب
>اسلحة لرجال الانتفاضة.
>المقاتلون في نابلس وبيت لحم والخليل وجنين يقترون في استخدام ذخيرتهم
>حتي لا تنفد، بينما تتعرض صناديقها للصدأ في مخازن الجيوش العربية من
>قلة الاستخدام.
>تصوروا لو ان ابطال جنين ونابلس وطولكرم وبيت لحم ورام الله يملكون
>القذائف المضادة للدروع مثل آر. بي. جيه ، من المؤكد ان الوضع سيكون
>مختلفاً والخسائر اكبر.
>الجيش الاسرائيلي انهزم امام الارادة الجبارة للمقاومة، وتصاعد الخسائر
>في صفوفه يؤكد ان المرحلة الثانية، وهي الأهم والأخطر بدأت، حيث انتقل
>المجاهدون من الدفاع الي الهجوم، ولهذا يطوف باول بالعواصم العربية
>مطالبا بالتصدي للارهاب واتخاذ الاجراءات العملية الجادة لمكافحته.
>فالارهاب الذي يريد باول مكافحته، ليس الارهاب الاسرائيلي بشقيه،
>الرسمي والاستيطاني، وانما العمليات الاستشهادية التي باتت تشكل ثقافة
>واسلوب حياة تقلق الولايات المتحدة وكل الدول المتواطئة مع المشروع
>الاسرائيلي وعدوانيته. فمن اللافت ان معظم المجلات والصحف ومحطات
>التلفزة الامريكية باتت تدرس هذه الظاهرة وتتحدث عنها وتبحث عن جذورها،
>وتستعين بمن تصفهم بالخبراء في هذا الصدد.
>الأنظمة العربية اعجز من ان تكافح هذه الظاهرة، او تقضي عليها، نيابة
>عن الولايات المتحدة، لانها ستكون بداية العد العكسي لوجودها. فالتعاون
>مع ادارة بوش ضد الارهاب في افغانستان، في السر والعلن، كان خطأ
>قاتلاً، ولكن تكرار الشيء نفسه ضد انبل ظاهرة عربية واسلامية، وهي
>الانتفاضة، يرتقي الي درجة الخطيئة، بل ام الخطايا .
>ہ ہ ہ
>ها هو العراق المحاصر المجوع يأخذ زمام المبادرة، وينحاز بقوة الي
>انتفاضة الصمود، ويوقف ضخ النفط، بينما تبحث بعض الدول العربية كيفية
>اعادة الشعب الفلسطيني الي مفاوضات الاستسلام والهوان، واستنباط وصفة
>جديدة لوقف اطلاق النار.
>لن نفاجأ اذا ما اقدمت هذه الأنظمة او بعضها، وتنفيذا لأوامر امريكية،
>بزيادة انتاج النفط، لتعويض غياب النفط العراقي، وافساد مفعول هذه
>المبادرة العراقية الرجولية، التي تكشف عن استقلال القرار العراقي،
>ومدي متانة سيادته وهو المحاصر، بينما لا يجرؤ غير المحاصرين،
>والمحصنين بصداقة امريكا، علي طرد سفير او اغلاق سفارة. فها هو السيد
>علي النعيمي وزير النفط السعودي يبشرنا بان بلاده حريصة علي اسواق
>النفط واستقرارها، ويؤكد بطريقة غير مباشرة زيادة الانتاج السعودي
>لافشال المبادرة العراقية الشجاعة.
>الرئيس الامريكي بوش لم يطالب شارون بوقف مجازره احتراما للانظمة
>العربية الصديقة، وانما خوفاً من المظاهرات العارمة التي اندلعت في
>شوارع المدن والعواصم العربية، وتحولها الي ثورات شعبية تنهي حالة
>التبعية للولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل.
>فالرئيس بوش يدرك جيدا ان هذه المظاهرات هي التي اطاحت بعملاء امريكا
>في طهران، وجاكرتا والفيلبين، وهي التي اسقطت النظم الديكتاتورية
>الفاسدة في امريكا الجنوبية واوروبا الشرقية، ولهذا تخلي عن صمته
>المتواطئ مع عدوان شارون، وبات يطالب بوقف العدوان.
>المظاهرات يجب ان تستمر، ونحن هنا نتحدث عن المظاهرات الحقيقية العفوية
>الصادقة، وليس عن المظاهـــرات التي تنظــــمها الاجهزة الأمنيــــة
>لامتـــصاص النقمة الشعبية، وتوفـــير مادة لنشـــرات الاخبار في
>القــــنوات التلفزيونية المحلية.
>ہ ہ ہ
>الجماهير العربيـــة يجـــب ان تُســـمع صوتــــها، ليس فقط لامريكا،
>وانما ايضا للأنظمة الحاكمة التي شــــطبت الشارع العربي من كل
>حســاباتها بعــــد ان اشترت معظم نخبه السياسية والثــــقافية،
>ودمـــرت منظماته الشعبية الحية.
>انها ايام معدودة، وسيكتشف العالم قريباً عظمة الصمود العربي
>الفلسطيني، مثلما سيكتشف ايضا فداحة المجازر الاسرائيلية في حق شعب
>اعزل. وما يطمئننا انها ليست المعركة الأولي، ولن تكون الاخيرة، والرحم
>الفلسطيني هو الأكثر خصوبة وعطاء في المنطقة، وربما في العالم، خاصة
>عندما يتعلق الأمر بانجاب الاستشهاديين والمقاومين.
>والطائرات الاسرائيلية، وضرب أهله، رجالا ونساء، مثلا في البطولة
>والمقاومة، بينما تنهمك بعض العواصم العربية في مراسم استقبال كولن
>باول وزير الخارجية الامريكية، وتنشغل جيوشها في وضع الخطط واتخاذ
>الاجراءات لمواجهة اي تحرك شعبي يخرج عن النص، ويشكل تهديدا للأسر
>الجمهورية والملكية الحاكمة.
>الجيش الاسرائيلي، الذي يوصف بأنه الأقوي في المنطقة والأفضل تسليحاً،
>اعترف بمقتل ثلاثة عشر جندياً وضابطاً في مواجهات ملحمة الصمود في
>جنين، واستجدت قيادته ابناء المخيم وقفاً لاطلاق النار، حتي تتمكن من
>اجلاء جرحاها الذين يعدون بالعشرات، وهم الذين دمروا سيارات الاسعاف
>ومنعوها من الوصول الي الجرحي في المخيم نفسه، وباقي انحاء الضفة
>الغربية. مخيم يصمد ثلاثة عشر يوماً بينما عواصم بكاملها انهارت في
>ايام معدودة ورفعت رايات الاستسلام.
>فالهدف المعلن لهذا العدوان هو القضاء علي البنية التحتية للأرهاب،
>مثلما يقول شارون، ولكن الحقيقة مغايرة لذلك تماماً، فهذا العدوان هو
>الذي سيؤسس لبناء البنية التحتية الأقوي والأخصب للعمليات الاستشهادية،
>فابناء الضفة ومخيماتها سيتحولون الي قنابل بشرية تسابق الريح من أجل
>الانتقام للشهداء، والرد علي مجازر شارون.
>ہ ہ ہ
>الأنظمــــة العربيـــة، خاصة تلك المحيطة بالدولة العبرية، وتملك
>حدودا جغرافيــة معها، ارتكبت الخطيئة الاكبر، عندمــــا اغلقــــت
>حدودهــــا في وجــــه المتطـــوعين، وتطرفت في منع اي محاولات لتهريب
>اسلحة لرجال الانتفاضة.
>المقاتلون في نابلس وبيت لحم والخليل وجنين يقترون في استخدام ذخيرتهم
>حتي لا تنفد، بينما تتعرض صناديقها للصدأ في مخازن الجيوش العربية من
>قلة الاستخدام.
>تصوروا لو ان ابطال جنين ونابلس وطولكرم وبيت لحم ورام الله يملكون
>القذائف المضادة للدروع مثل آر. بي. جيه ، من المؤكد ان الوضع سيكون
>مختلفاً والخسائر اكبر.
>الجيش الاسرائيلي انهزم امام الارادة الجبارة للمقاومة، وتصاعد الخسائر
>في صفوفه يؤكد ان المرحلة الثانية، وهي الأهم والأخطر بدأت، حيث انتقل
>المجاهدون من الدفاع الي الهجوم، ولهذا يطوف باول بالعواصم العربية
>مطالبا بالتصدي للارهاب واتخاذ الاجراءات العملية الجادة لمكافحته.
>فالارهاب الذي يريد باول مكافحته، ليس الارهاب الاسرائيلي بشقيه،
>الرسمي والاستيطاني، وانما العمليات الاستشهادية التي باتت تشكل ثقافة
>واسلوب حياة تقلق الولايات المتحدة وكل الدول المتواطئة مع المشروع
>الاسرائيلي وعدوانيته. فمن اللافت ان معظم المجلات والصحف ومحطات
>التلفزة الامريكية باتت تدرس هذه الظاهرة وتتحدث عنها وتبحث عن جذورها،
>وتستعين بمن تصفهم بالخبراء في هذا الصدد.
>الأنظمة العربية اعجز من ان تكافح هذه الظاهرة، او تقضي عليها، نيابة
>عن الولايات المتحدة، لانها ستكون بداية العد العكسي لوجودها. فالتعاون
>مع ادارة بوش ضد الارهاب في افغانستان، في السر والعلن، كان خطأ
>قاتلاً، ولكن تكرار الشيء نفسه ضد انبل ظاهرة عربية واسلامية، وهي
>الانتفاضة، يرتقي الي درجة الخطيئة، بل ام الخطايا .
>ہ ہ ہ
>ها هو العراق المحاصر المجوع يأخذ زمام المبادرة، وينحاز بقوة الي
>انتفاضة الصمود، ويوقف ضخ النفط، بينما تبحث بعض الدول العربية كيفية
>اعادة الشعب الفلسطيني الي مفاوضات الاستسلام والهوان، واستنباط وصفة
>جديدة لوقف اطلاق النار.
>لن نفاجأ اذا ما اقدمت هذه الأنظمة او بعضها، وتنفيذا لأوامر امريكية،
>بزيادة انتاج النفط، لتعويض غياب النفط العراقي، وافساد مفعول هذه
>المبادرة العراقية الرجولية، التي تكشف عن استقلال القرار العراقي،
>ومدي متانة سيادته وهو المحاصر، بينما لا يجرؤ غير المحاصرين،
>والمحصنين بصداقة امريكا، علي طرد سفير او اغلاق سفارة. فها هو السيد
>علي النعيمي وزير النفط السعودي يبشرنا بان بلاده حريصة علي اسواق
>النفط واستقرارها، ويؤكد بطريقة غير مباشرة زيادة الانتاج السعودي
>لافشال المبادرة العراقية الشجاعة.
>الرئيس الامريكي بوش لم يطالب شارون بوقف مجازره احتراما للانظمة
>العربية الصديقة، وانما خوفاً من المظاهرات العارمة التي اندلعت في
>شوارع المدن والعواصم العربية، وتحولها الي ثورات شعبية تنهي حالة
>التبعية للولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل.
>فالرئيس بوش يدرك جيدا ان هذه المظاهرات هي التي اطاحت بعملاء امريكا
>في طهران، وجاكرتا والفيلبين، وهي التي اسقطت النظم الديكتاتورية
>الفاسدة في امريكا الجنوبية واوروبا الشرقية، ولهذا تخلي عن صمته
>المتواطئ مع عدوان شارون، وبات يطالب بوقف العدوان.
>المظاهرات يجب ان تستمر، ونحن هنا نتحدث عن المظاهرات الحقيقية العفوية
>الصادقة، وليس عن المظاهـــرات التي تنظــــمها الاجهزة الأمنيــــة
>لامتـــصاص النقمة الشعبية، وتوفـــير مادة لنشـــرات الاخبار في
>القــــنوات التلفزيونية المحلية.
>ہ ہ ہ
>الجماهير العربيـــة يجـــب ان تُســـمع صوتــــها، ليس فقط لامريكا،
>وانما ايضا للأنظمة الحاكمة التي شــــطبت الشارع العربي من كل
>حســاباتها بعــــد ان اشترت معظم نخبه السياسية والثــــقافية،
>ودمـــرت منظماته الشعبية الحية.
>انها ايام معدودة، وسيكتشف العالم قريباً عظمة الصمود العربي
>الفلسطيني، مثلما سيكتشف ايضا فداحة المجازر الاسرائيلية في حق شعب
>اعزل. وما يطمئننا انها ليست المعركة الأولي، ولن تكون الاخيرة، والرحم
>الفلسطيني هو الأكثر خصوبة وعطاء في المنطقة، وربما في العالم، خاصة
>عندما يتعلق الأمر بانجاب الاستشهاديين والمقاومين.