انا اماراتي
من قبيلة الحوسني..
هذه حكايتي في يوم نهائي كأس الخليج ...
ثلاثة ايام قبل المباراة وأنا تائه الفكر متشتت البال ..
كيف لا و مباراة الزلزال بين وطني الامارات و بين أرض التاريخ و الحضارات عمان ..
كان لي من الأحلام اثنان.. ولكنهما متناقضان ..
حلمي أن يفوز منتخب الامارات بالبطولة.. لأنها بلدي ووطني وحبي و أرضي و بلد والدي زايد الذي أحب الناس فأحبوه وأحبونا لأجله ..
و حلمي أيضا أن لا يخسر منتخب عمان الحبيب الكبير المبدع بلاعبيه أصحاب الأخلاق الرفيعه و جمهوره الطيب المبهر بأخلاقه..
فكيف بالله أحقق الأحلام.. عندما تصبح جزء من المحال..
و فازات الامارات بهدف.. و أضاعت عمان أهداف.. واشتدت المباراة بالعنف الغريب ..
نعم فرحت بفوز منتخب بلادي.. ولكني حزنت لخسارة فريقي الذي أعشق لعبه وفنه ونجومه..
وبعدها.. بكيت لأنني كنت فعلا تائه.. ولأول مره في حياتي تضيع مني معاني الفرحة ..
هل أفرح أم أحزن ..
و قفت أمام الشاشه تائه.. لم تبهرني مشاهد فرح لاعبي الامارات.. بقدر ما أبكتني مشاهد بكاء درر عمان ونجوم السلطنه..
أيبكي ضيفنا على أرضنا.. ونحن أبناء قابوس وزايد ..
كيف بالله ارضى أن يبكي ضيفي في بيتي ..
أهكذا هي حياتنا المعاصرة الخسيسة ..
خرجت من بيتي في العاصمة ابوظبي.. وجدت مسيرات الفرح بعشرات الآلاف من السيارات.. ولكنها لم تناسبني.. فبحثت عن منفذ من الزحام ينقلني الى طريق فندق اقامة لاعبي منتخب عمان الحبيبة ..
و أنا في الطريق.. اختلطت في رأسي الأفكار.. و تاهت المشاعر.. ماذا تراني أنا فاعل.. و ماذا أقول ..
هل حقا تاهت فرحتي وسط حزني الكبير.. حزن صنعه موقف لم ولن أرضاه.. كيف يبكي ضيفي في بيتي.. وكيف يحزن ضيوف دار زايد في ارض زايد.. وأي ضيو ف.. ومن هم الضيوف.. هم أهل الدار.. هم أهل عمان.. هم أهل تاريخنا .. هم الحب كله.. و العشق والسند ..
وصلت الى الفندق ..
دخلت الفندق .. توسلت بأن اسلم على نجوم عمان.. فرفضوا ..
واستخدمت كل اتصالاتي وعلاقاتي.. حتى وصلت ..
وجدت سكونا و هدوئا و حزنا عميقا و كل صفحات كتاب الابداع الأحمر في صمت يدمي القلوب..
فاقتربت من عماد.. و هو يعرفني.. لأنني زرت أهله مرارا وتكرارا على مدار سنوات طويله في الخابوره ..
بكى عماد في اللحظة التي التقت فيها عينانا .. فازداد النبض.. و ترورقت عيناي.. و سالت دمعة.. فاحتضنته.. فابتسم عماد.. ومازال الجو حزين.. وقال :
مبروك يابوشهاب.. تستاهلون ..
قالها بكل خجل وأدب واحترام ورقي وأخلاق.. قالها عمانية بلذة حلواهم.. وأصالة قلاعهم ..
فأجبت و أنا أمازحه :
يا أيها الحوسني.. من فاز بالبطولة؟ ..
و أكملت كلامي بنبرة عادت اليها الجدية :
ياعماد.. أخبرني عن عمان.. ألا تراها في الامارات..؟؟
فضحك عماد .. وقلت له خذني للميمني والحبسي وبن عايل وفوزي وباقي الأحبه أصحاب الذوق الرفيع..
فقال صعبه ..
فقلت فانقل لهم حب شعب الامارات بساحلها العماني الأصيل لهم.. وانقل لهم حب الأصالة.. وانقل لهم حب الأجداد والسلف.. وذكرهم.. بأننا هم وهم نحن ..
عرفت موعد رحلتهم الى مسقط الغرام و الحب.. مسقط اليعاربه والقوة والأصاله..
و لكن للأسف ما أوسعتني الظروف أن التقيهم.. و لكنها والله كانت نيتي..
لقد خرجت من ليلة نهائي الكأس الخليجي بخلاصة قاسية ..
ما تمنيتها عمانية اماراتية أبدا.. وماتمنيت أن يحزن وطني الامارات بخسارة النهائي من عمان.. ولاتمنيت أن تحزن عمان العظيمه بخسارة النهائي من الامارات.. ولكنها الكره .. ما ورثناها.. و لكن فرضتها علينا عولمة الأرض ..
حقا تمنيت لو كنا وطن واحد .. كما كنا..
فيا عمان المحبة.. لن ننسى أن أهلنا هناك في أرضك.. وأن قبور اجدادنا في ترابك.. لن ننسى بأن الحب انتي وانتي كل الحب ..
و يا امارات السلام.. مبروك البطولة.. بطولة مستحقة.. فجرت فينا الفرح.. وزلزلت أرضنا طربا .. و سهرنا نبكي فرحا ..
و لكن فرحتنا كانت منقوصة.. فكيف يحزن ضيفنا.. ماباليد حيله ..
و يا امارات البناء.. عامين ليكن الكأس في ارضك الطيبة.. وبعدها سلميه لعمان.. لأنه لامفر.. لابد للكأس أن يستكين.. ولابد للابداع الأحمر أن ينتصر .. ولابد للكرة العمانية الجميلة الشيقة الرشيقة الممتعه المبهره الرائعه ان تحتضن كأس خليجنا الحبيب.. و لكن كأسك ياخليج عندما يصل الى عمان.. فمن ياصاح يجرؤ على انقاذ ظبي كسير من أنياب الأسوود... ستظل ياكأس طويلا في عمان... حتى تتغير الأجيال .. ويأتي من يعرف لغة البناء كما عرفها أبناء السلطنة العظام ..
مبروك علينا الكأس.. و مبروك على عمان كؤوس قادمة ..
أجمل عبارة قيلت في مباراة نهائي كأس الخليج هي للمعلق الاماراتي فارس عوض معلق قناة ابوظبي الرياضية عندما سدد فوزي على مرمى الامارات مرات متتالية، حين يصرخ :
اهدأ يافوزي.. خف علينا يافوزي ..
يا ألله على هذي الكره.. مرت ولله الحمد.. مرت بسلام.. يا الله يا الله يا الله خف علينا يافوزي.. خف علينا يافوزي ..
وعندما خرجت صورة الجمهور العماني قبيل نهاية المباراة والامارات متقدمه واحد صفر قال فارس عوض :
شايف الجمهور العماني الحبيب.. و الله و الله مقدرين حسرتكم و لكن الامارات ماراح تستضيف البطولة الابعد سنوات سنوات سنوات ..
والسموحه يا أهل عمان ...
اماراتي عاشق لعمان
من قبيلة الحوسني..
هذه حكايتي في يوم نهائي كأس الخليج ...
ثلاثة ايام قبل المباراة وأنا تائه الفكر متشتت البال ..
كيف لا و مباراة الزلزال بين وطني الامارات و بين أرض التاريخ و الحضارات عمان ..
كان لي من الأحلام اثنان.. ولكنهما متناقضان ..
حلمي أن يفوز منتخب الامارات بالبطولة.. لأنها بلدي ووطني وحبي و أرضي و بلد والدي زايد الذي أحب الناس فأحبوه وأحبونا لأجله ..
و حلمي أيضا أن لا يخسر منتخب عمان الحبيب الكبير المبدع بلاعبيه أصحاب الأخلاق الرفيعه و جمهوره الطيب المبهر بأخلاقه..
فكيف بالله أحقق الأحلام.. عندما تصبح جزء من المحال..
و فازات الامارات بهدف.. و أضاعت عمان أهداف.. واشتدت المباراة بالعنف الغريب ..
نعم فرحت بفوز منتخب بلادي.. ولكني حزنت لخسارة فريقي الذي أعشق لعبه وفنه ونجومه..
وبعدها.. بكيت لأنني كنت فعلا تائه.. ولأول مره في حياتي تضيع مني معاني الفرحة ..
هل أفرح أم أحزن ..
و قفت أمام الشاشه تائه.. لم تبهرني مشاهد فرح لاعبي الامارات.. بقدر ما أبكتني مشاهد بكاء درر عمان ونجوم السلطنه..
أيبكي ضيفنا على أرضنا.. ونحن أبناء قابوس وزايد ..
كيف بالله ارضى أن يبكي ضيفي في بيتي ..
أهكذا هي حياتنا المعاصرة الخسيسة ..
خرجت من بيتي في العاصمة ابوظبي.. وجدت مسيرات الفرح بعشرات الآلاف من السيارات.. ولكنها لم تناسبني.. فبحثت عن منفذ من الزحام ينقلني الى طريق فندق اقامة لاعبي منتخب عمان الحبيبة ..
و أنا في الطريق.. اختلطت في رأسي الأفكار.. و تاهت المشاعر.. ماذا تراني أنا فاعل.. و ماذا أقول ..
هل حقا تاهت فرحتي وسط حزني الكبير.. حزن صنعه موقف لم ولن أرضاه.. كيف يبكي ضيفي في بيتي.. وكيف يحزن ضيوف دار زايد في ارض زايد.. وأي ضيو ف.. ومن هم الضيوف.. هم أهل الدار.. هم أهل عمان.. هم أهل تاريخنا .. هم الحب كله.. و العشق والسند ..
وصلت الى الفندق ..
دخلت الفندق .. توسلت بأن اسلم على نجوم عمان.. فرفضوا ..
واستخدمت كل اتصالاتي وعلاقاتي.. حتى وصلت ..
وجدت سكونا و هدوئا و حزنا عميقا و كل صفحات كتاب الابداع الأحمر في صمت يدمي القلوب..
فاقتربت من عماد.. و هو يعرفني.. لأنني زرت أهله مرارا وتكرارا على مدار سنوات طويله في الخابوره ..
بكى عماد في اللحظة التي التقت فيها عينانا .. فازداد النبض.. و ترورقت عيناي.. و سالت دمعة.. فاحتضنته.. فابتسم عماد.. ومازال الجو حزين.. وقال :
مبروك يابوشهاب.. تستاهلون ..
قالها بكل خجل وأدب واحترام ورقي وأخلاق.. قالها عمانية بلذة حلواهم.. وأصالة قلاعهم ..
فأجبت و أنا أمازحه :
يا أيها الحوسني.. من فاز بالبطولة؟ ..
و أكملت كلامي بنبرة عادت اليها الجدية :
ياعماد.. أخبرني عن عمان.. ألا تراها في الامارات..؟؟
فضحك عماد .. وقلت له خذني للميمني والحبسي وبن عايل وفوزي وباقي الأحبه أصحاب الذوق الرفيع..
فقال صعبه ..
فقلت فانقل لهم حب شعب الامارات بساحلها العماني الأصيل لهم.. وانقل لهم حب الأصالة.. وانقل لهم حب الأجداد والسلف.. وذكرهم.. بأننا هم وهم نحن ..
عرفت موعد رحلتهم الى مسقط الغرام و الحب.. مسقط اليعاربه والقوة والأصاله..
و لكن للأسف ما أوسعتني الظروف أن التقيهم.. و لكنها والله كانت نيتي..
لقد خرجت من ليلة نهائي الكأس الخليجي بخلاصة قاسية ..
ما تمنيتها عمانية اماراتية أبدا.. وماتمنيت أن يحزن وطني الامارات بخسارة النهائي من عمان.. ولاتمنيت أن تحزن عمان العظيمه بخسارة النهائي من الامارات.. ولكنها الكره .. ما ورثناها.. و لكن فرضتها علينا عولمة الأرض ..
حقا تمنيت لو كنا وطن واحد .. كما كنا..
فيا عمان المحبة.. لن ننسى أن أهلنا هناك في أرضك.. وأن قبور اجدادنا في ترابك.. لن ننسى بأن الحب انتي وانتي كل الحب ..
و يا امارات السلام.. مبروك البطولة.. بطولة مستحقة.. فجرت فينا الفرح.. وزلزلت أرضنا طربا .. و سهرنا نبكي فرحا ..
و لكن فرحتنا كانت منقوصة.. فكيف يحزن ضيفنا.. ماباليد حيله ..
و يا امارات البناء.. عامين ليكن الكأس في ارضك الطيبة.. وبعدها سلميه لعمان.. لأنه لامفر.. لابد للكأس أن يستكين.. ولابد للابداع الأحمر أن ينتصر .. ولابد للكرة العمانية الجميلة الشيقة الرشيقة الممتعه المبهره الرائعه ان تحتضن كأس خليجنا الحبيب.. و لكن كأسك ياخليج عندما يصل الى عمان.. فمن ياصاح يجرؤ على انقاذ ظبي كسير من أنياب الأسوود... ستظل ياكأس طويلا في عمان... حتى تتغير الأجيال .. ويأتي من يعرف لغة البناء كما عرفها أبناء السلطنة العظام ..
مبروك علينا الكأس.. و مبروك على عمان كؤوس قادمة ..
أجمل عبارة قيلت في مباراة نهائي كأس الخليج هي للمعلق الاماراتي فارس عوض معلق قناة ابوظبي الرياضية عندما سدد فوزي على مرمى الامارات مرات متتالية، حين يصرخ :
اهدأ يافوزي.. خف علينا يافوزي ..
يا ألله على هذي الكره.. مرت ولله الحمد.. مرت بسلام.. يا الله يا الله يا الله خف علينا يافوزي.. خف علينا يافوزي ..
وعندما خرجت صورة الجمهور العماني قبيل نهاية المباراة والامارات متقدمه واحد صفر قال فارس عوض :
شايف الجمهور العماني الحبيب.. و الله و الله مقدرين حسرتكم و لكن الامارات ماراح تستضيف البطولة الابعد سنوات سنوات سنوات ..
والسموحه يا أهل عمان ...
اماراتي عاشق لعمان