وِقفة مع عيد الحبّ
السلام عليكم ورحمة الله
يحتفل ملايين البشر بما يسمّى عيد الحب الذي يوافق يوم 14 فبراير؛ إذ تغرق الأسواق بالورود والبطاقات التي تنقش عليها مختلف عبارات الحبّ والهيام.
وفي هذا اليوم ترتفع مبيعات الورود لتصل إلى ذروتها، وتعاني شبكة الإنترنت من ضغط المستخدمين لها في هذا اليوم. كل له حبيب يريد أن يقدم له التهاني قائلاً (هابي فالنتاين) أي عيد سعيد. ولكن ما هو (الفالنتاين) كيف بدأ ولم الاحتفال بهذا اليوم؟ أسئلة أجوبتها في الأسطر المقبلة.
ومن أهم الظواهر المرافقة للاحتفال بهذا اليوم هو اللون الأحمر، والذي يدل على المحبة أهم رمز في هذا العيد – كما يراه مبتدعوه - فالمحلات تُضاء باللون الأحمر، والملابس في المحلات التجارية وعلى الناس بلون أحمر، الهدايا ، الزهور ، كروت المعايدة، الزينة على السيارات وعلى نوافذ البيوت والأشجار، طاولات المطاعم، صحون الطعام، الشموع المتّقدة في المحلات والمنازل، المساحيق على وجوه الفتيات، كل ذلك باللون الأحمر!!
دخول العالم عصر الإنترنت أثّر هو الآخر في ظهور حالات مرافقة تستفيد من هذا اليوم بشكل متزايد؛ إذ يزداد عدد الأوروبيين الباحثين عن علاقة عاطفية من خلال الإنترنت يوماً بعد يوم، وفي مناسبة عيد الحب تزداد المواقع المتخصصة في تقريب الأشخاص من بعضهم البعض ويزداد بالتالي عدد الأشخاص الذين يحاولون الدخول إلى هذه المواقع
ماذا يقول الشباب؟
يقول احد الشباب: بمبدأ أننا نحب بعضنا بعضاً، قد لا يفضل تسمية هذا اليوم عيداً حتى لا نجرح أحداً، ولكن هذه المناسبة هي فرصة تذكّرنا على الأقل بوجوب وحتمية إظهار هذه المشاعر الجميلة التي قد ننسى إظهارها لكل من نحب من الناس بسبب زحام الحياة؛ ليس لحبيب أو لحبيبة أو زوجة و زوج فقط . إنها فقط فرصة مفتوحة ليتذكر الجميع أن يظهروا مشاعر سامية لكل الآخرين.
ويقول اخر: إن لكل الأمم أعيادها ومناسباتها وخصوصيتها؛ فلا يجوز لكل شعب أن يحتفل بأعياد شعب آخر، فهل يمكن أن أطلب من الياباني أن يحتفل بعيد الفطر؟ أو أن يطلب مني الياباني أن أحتفل بعيد الرز أو الكرز؟ الفالنتاين هو مشروع تجاري بحت و يروج له على هذا الأساس، ولا علاقة له بالحب من بعيد أو قريب.
أما الصحفي محمد بركة فيقول: لقد فقدت الأمة استقلاليتها، فأصبح أي شيء يأتي من الغرب جميلاً ورائعاً ومبهراً حتى لو كانت قمامة قذفوا بها إلينا.
الحب يجب أن يكون للأم للزوجة للأهل للأصدقاء وللأهل والأقارب طوال السنة، وأن نعبر بهذا على الدوام لا أن نبتدع عيداً. يكفينا شرفاً أن نعبّر عن هذا الحب في رمضان وفي أعيادنا الإسلامية التي نعتز بها؛ فنحن لا نريد أن نكون أمة تابعة لأحد حتى لو كانوا أفضل منا تقنياً وتكنولوجياً.
مؤشّر على فقدان الهُوِيّة
يقول الداعية الإسلامي الدكتور عمر عبد الكافي: إن الأمة عندما تفقد هويتها وتبعد عن كتاب ربها وشرع نبيها -صلى الله عليه وسلم- تتخبط في هذه الحياة بشكل عشوائي والله سبحانه وتعالى أوجد لنا لا أقول: البديل بل الأصل الأصيل، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى . والعجيب في الإسلام أن هناك مناسبات كثيرة يحتفل بها المسلمون في كل مناسبة، فمنذ بداية ولادة الطفل هناك الوليمة في العرس، والعقيقة بعد الولادة، وهناك اجتماع المسلمين في كل مناسبة من المناسبات التي تؤصل الصلات الاجتماعية، وتقوي روابط الحب بمعناه الحقيقي، وهذه هي حقيقة الإسلام. أما ما يُسمّى بعيد الحب أو عيد الكره أو مثل هذه الأمور التي هي بعيدة كل البعد عن الإسلام فيصدق فينا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " لتتبعن سنن من كان قبلكم" والله سبحانه وتعالى يقول: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى)، وليكن لنا وقفة عند هذا الاتباع فالتبيع في اللغة العربية هو ولد البقرة، ولا يكون تبيعاً إلا إذا تحققت فيه ثلاثة شروط، وهي أن يسير خلف أمه لا يحاذيها، ولا يتقدمها، ويسير خلف ذيلها تحديداً، و يشم في ذيلها. هكذا تريد اليهود منا وهكذا يريد النصارى منا أن نكون كولد البقرة تماماً، هكذا كلمة اتباع فلقد صار كثير منا ـ إلا من رحم ربي ـ كولد البقرة هذه يسير وفقاً لما يقولون؛ فلا شيء في الإسلام يسمّى فالنتاين أو غير فالنتاين، وإنما نحن بفضل الله أمة لها هوية خاصة، ولها معالم خاصة، ولها مرجعيّة في كتابها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم.
ويرى د. عمر عبد الكافي أن الشباب الذي يحتفل بمثل هذه الأعياد شباب مهزوم داخليا،ً وقد نكون نحن قد قصّرنا في تربيتهم كآباء ومربين ومعلمين ودعاة ومدرسين في مدارس وأساتذة في الجامعات وبيئات تربية من وسائل الإعلام إلى ما غير ذلك. وكل هذا نتيجة تقصيرنا وبالتالي نحظى بهذا الشباب المشوه الذي ينتمي إلى الإسلام اسماً، ولا ينتمي إلى الإسلام عملاً ، يحمل أسماء إسلامية، يتكلم بلغتنا ولكن قلوبه قلوب أعجمية، ويحرم على شبابنا هذه المشاركات، ويحرم علينا تقصيرنا في إعادتهم إلى حظيرة الإسلام، وتوعيتهم بأن الإسلام فيه الغنى عن كل هذا.
ويضيف د.عبد الكافي: وللذين يقولون: إن الإسلام ضد الحب والعلاقات الرومانسية الجميلة بين الناس، نقول لهم: الإسلام ليس ضد الحب فالإنسان المسلم يحبّ الله حباً جماً، ويحب رسوله -صلى الله عليه وسلم- ويحب الصحابة، ويحب الصالحين والعلماء والقدوات الحسنة، يحبّ أباه وأمه وزوجته وابنه وابنته وأخاه في الله ومن كان يحب أخاه في الله فليبلغه بهذا، ويقول له: إني أحبك في الله، وهذه المحبة كلها إذا ترسمت في القلب فإنها لا تدع لتلك الأمور الأخرى التي هي حب زائف وكاذب وحب يخاطب غرائز محمومة وأشياء مؤقتة تزول بزوال المؤثر، ولكن لو جرب أبناؤنا كيف يحبون دينهم لملأ هذا الحب قلوبهم عن أي حب مزيف آخر.
وعن كيفية إبعاد أولادنا عن مثل هذه البدع والاحتفالات الوهمية الزائفة يقول الدكتور عبد الكافي: لابد من تحصين الأبناء وتوعيتهم بأمور الدين وربطهم بالدين وربطهم بالقدوات الدينية من صحابة وسلف صالح بالبطولات الإسلامية، ولا تكون قدوتهم أن نقول لهم: هذا بطل الفيلم وتلك بطلة المسرحية؛ فالبطولة الحقيقية كانت في الإسلام، وسوف تظل في الإسلام، أما هذه البطولات المزيّفة فيجب أن نضعها في حجمها حتى يرى شبابنا حقيقة الأمر في قضية القدوة. وعندما يمتلأ قلب الولد والبنت بنور الإيمان فعندئذ سوف تُطرد هذه الخفافيش والبوم والحيات التي لا تعيش إلا في الظلام، وتتمثل في تلك المفاسد التي تنتشر تحت عناوين مزيفة.
فلنبتعد عن هذه العقيدة الوثنيّة
يقول الباحث الإسلامي محمود خفاجة: إن الإسلام يركز على الجوهر مع عدم إهمال الشكل في أي شيء حتى في اللباس، فالإسلام أوصى بستر العورة والتزين والتجمل باللباس، ومع حرصه على الشكل، ركّز ولفت النظر إلى الجوهر.
أما الحضارة الغربية اليوم فإنها تركز على الشكل في كل شيء في اللباس والمكياج والزينة والديكور وشمل ذلك حتى العلاقات الإنسانية، فهي حضارة مزيفة ويسوّقون هذه الأفكار على مستوى العالم، حتى شمل ذلك «الحب» على الرغم من أنه خلق قلبي، الأصل فيه الجوهر لا المظهر، ولكنهم لا يفرّقون في ذلك حتى جعلوا له عيداً سموه «عيد الحب» (سان فالنتاين) وفلسفته أن يتذكر العشاق بعضهم بعضاً من خلال هدية تهدى من أحدهم للآخر، وردة أو بطاقة بريدية أو أي شيء آخر، وقد كشفت الإحصاءات أن الأميركيين أنفقوا (2.6 مليار دولار) على شراء الهدايا عام 2000 ميلادية في يوم عيد الحب.
إن أصل عيد الحب أنه عقيدة وثنية عند الرومان، يُعبر عنها بالحب الإلهي للوثن الذي عبدوه من دون الله تعالى. فمن احتفل به فهو يحتفل بمناسبة تعظّم فيها الأوثان، وتعبد من دون من يستحق العبادة وهو الخالق سبحانه وتعالى، الذي حذّرنا من الشرك ومن الطرق المفضية إليه.
ونشأة هذا العيد عند الرومان مرتبطة بأساطير وخرافات لا يقبلها العقل السوي فضلاً عن عقل مسلم يؤمن بالله تعالى وبرسله عليهم السلام.
فهل يقبل العقل السوي أن ذئبة أرضعت مؤسّس مدينة روما وأمدّته بالقوة ورجاحة الفكر؟ على ما في هذه الأسطورة مما يخالف عقيدة المسلم؛ لأن الذي يمد بالقوة ورجاحة الفكر هو الخالق سبحانه وتعالى وليس لبن ذئبة!!
وكذلك الأسطورة الأخرى التي جاء فيها أن الرومان يقدّمون في هذا العيد القرابين لأوثانهم التي يعبدونها من دون الله –تعالى- اعتقاداً منهم أن هذه أوثان تردّ السوء عنهم وتحمي مراعيهم من الذئاب. فهذا لا يقبله عقل سوي يعلم أن الأوثان لا تضرّ ولا تنفع علاوة على ما فيه من الشرك الأكبر.
فكيف يقبل عاقل على نفسه أن يحتفل بعيد ارتبط بهذه الأساطير والخرافات فضلاً عن مسلم منَّ الله تعالى عليه بدين كامل وعقيدة صحيحة؟!
ورجال الدين النصراني قد ثاروا على ما سببه هذا العيد من إفساد لأخلاق الشباب والشابات فتم إبطاله في إيطاليا معقل النصارى الكاثوليك. ثم أُعيد بعد ذلك وانتشر في البلاد الأوربية، ومنها انتقل إلى كثير من بلاد المسلمين. فإذا كان أئمة النصارى قد أنكروه في وقتهم لما سببه من فساد لشعوبهم، وهم ضالون فإن الواجب على أولي العلم من المسلمين بيان حقيقته، وحكم الاحتفال به، كما يجب على عموم المسلمين إنكاره وعدم قبوله، والإنكار على من احتفل به أو نقله من النصارى إلى المسلمين وأظهره في بلاد الإسلام. وذلك يحتمه واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالحق، إذ بيان الباطل وفضحه، والنهي عنه وإنكاره مما يجب على عموم المسلمين كل حسب وسعه وطاقته.
السلام عليكم ورحمة الله
يحتفل ملايين البشر بما يسمّى عيد الحب الذي يوافق يوم 14 فبراير؛ إذ تغرق الأسواق بالورود والبطاقات التي تنقش عليها مختلف عبارات الحبّ والهيام.
وفي هذا اليوم ترتفع مبيعات الورود لتصل إلى ذروتها، وتعاني شبكة الإنترنت من ضغط المستخدمين لها في هذا اليوم. كل له حبيب يريد أن يقدم له التهاني قائلاً (هابي فالنتاين) أي عيد سعيد. ولكن ما هو (الفالنتاين) كيف بدأ ولم الاحتفال بهذا اليوم؟ أسئلة أجوبتها في الأسطر المقبلة.
ومن أهم الظواهر المرافقة للاحتفال بهذا اليوم هو اللون الأحمر، والذي يدل على المحبة أهم رمز في هذا العيد – كما يراه مبتدعوه - فالمحلات تُضاء باللون الأحمر، والملابس في المحلات التجارية وعلى الناس بلون أحمر، الهدايا ، الزهور ، كروت المعايدة، الزينة على السيارات وعلى نوافذ البيوت والأشجار، طاولات المطاعم، صحون الطعام، الشموع المتّقدة في المحلات والمنازل، المساحيق على وجوه الفتيات، كل ذلك باللون الأحمر!!
دخول العالم عصر الإنترنت أثّر هو الآخر في ظهور حالات مرافقة تستفيد من هذا اليوم بشكل متزايد؛ إذ يزداد عدد الأوروبيين الباحثين عن علاقة عاطفية من خلال الإنترنت يوماً بعد يوم، وفي مناسبة عيد الحب تزداد المواقع المتخصصة في تقريب الأشخاص من بعضهم البعض ويزداد بالتالي عدد الأشخاص الذين يحاولون الدخول إلى هذه المواقع
ماذا يقول الشباب؟
يقول احد الشباب: بمبدأ أننا نحب بعضنا بعضاً، قد لا يفضل تسمية هذا اليوم عيداً حتى لا نجرح أحداً، ولكن هذه المناسبة هي فرصة تذكّرنا على الأقل بوجوب وحتمية إظهار هذه المشاعر الجميلة التي قد ننسى إظهارها لكل من نحب من الناس بسبب زحام الحياة؛ ليس لحبيب أو لحبيبة أو زوجة و زوج فقط . إنها فقط فرصة مفتوحة ليتذكر الجميع أن يظهروا مشاعر سامية لكل الآخرين.
ويقول اخر: إن لكل الأمم أعيادها ومناسباتها وخصوصيتها؛ فلا يجوز لكل شعب أن يحتفل بأعياد شعب آخر، فهل يمكن أن أطلب من الياباني أن يحتفل بعيد الفطر؟ أو أن يطلب مني الياباني أن أحتفل بعيد الرز أو الكرز؟ الفالنتاين هو مشروع تجاري بحت و يروج له على هذا الأساس، ولا علاقة له بالحب من بعيد أو قريب.
أما الصحفي محمد بركة فيقول: لقد فقدت الأمة استقلاليتها، فأصبح أي شيء يأتي من الغرب جميلاً ورائعاً ومبهراً حتى لو كانت قمامة قذفوا بها إلينا.
الحب يجب أن يكون للأم للزوجة للأهل للأصدقاء وللأهل والأقارب طوال السنة، وأن نعبر بهذا على الدوام لا أن نبتدع عيداً. يكفينا شرفاً أن نعبّر عن هذا الحب في رمضان وفي أعيادنا الإسلامية التي نعتز بها؛ فنحن لا نريد أن نكون أمة تابعة لأحد حتى لو كانوا أفضل منا تقنياً وتكنولوجياً.
مؤشّر على فقدان الهُوِيّة
يقول الداعية الإسلامي الدكتور عمر عبد الكافي: إن الأمة عندما تفقد هويتها وتبعد عن كتاب ربها وشرع نبيها -صلى الله عليه وسلم- تتخبط في هذه الحياة بشكل عشوائي والله سبحانه وتعالى أوجد لنا لا أقول: البديل بل الأصل الأصيل، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى . والعجيب في الإسلام أن هناك مناسبات كثيرة يحتفل بها المسلمون في كل مناسبة، فمنذ بداية ولادة الطفل هناك الوليمة في العرس، والعقيقة بعد الولادة، وهناك اجتماع المسلمين في كل مناسبة من المناسبات التي تؤصل الصلات الاجتماعية، وتقوي روابط الحب بمعناه الحقيقي، وهذه هي حقيقة الإسلام. أما ما يُسمّى بعيد الحب أو عيد الكره أو مثل هذه الأمور التي هي بعيدة كل البعد عن الإسلام فيصدق فينا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " لتتبعن سنن من كان قبلكم" والله سبحانه وتعالى يقول: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى)، وليكن لنا وقفة عند هذا الاتباع فالتبيع في اللغة العربية هو ولد البقرة، ولا يكون تبيعاً إلا إذا تحققت فيه ثلاثة شروط، وهي أن يسير خلف أمه لا يحاذيها، ولا يتقدمها، ويسير خلف ذيلها تحديداً، و يشم في ذيلها. هكذا تريد اليهود منا وهكذا يريد النصارى منا أن نكون كولد البقرة تماماً، هكذا كلمة اتباع فلقد صار كثير منا ـ إلا من رحم ربي ـ كولد البقرة هذه يسير وفقاً لما يقولون؛ فلا شيء في الإسلام يسمّى فالنتاين أو غير فالنتاين، وإنما نحن بفضل الله أمة لها هوية خاصة، ولها معالم خاصة، ولها مرجعيّة في كتابها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم.
ويرى د. عمر عبد الكافي أن الشباب الذي يحتفل بمثل هذه الأعياد شباب مهزوم داخليا،ً وقد نكون نحن قد قصّرنا في تربيتهم كآباء ومربين ومعلمين ودعاة ومدرسين في مدارس وأساتذة في الجامعات وبيئات تربية من وسائل الإعلام إلى ما غير ذلك. وكل هذا نتيجة تقصيرنا وبالتالي نحظى بهذا الشباب المشوه الذي ينتمي إلى الإسلام اسماً، ولا ينتمي إلى الإسلام عملاً ، يحمل أسماء إسلامية، يتكلم بلغتنا ولكن قلوبه قلوب أعجمية، ويحرم على شبابنا هذه المشاركات، ويحرم علينا تقصيرنا في إعادتهم إلى حظيرة الإسلام، وتوعيتهم بأن الإسلام فيه الغنى عن كل هذا.
ويضيف د.عبد الكافي: وللذين يقولون: إن الإسلام ضد الحب والعلاقات الرومانسية الجميلة بين الناس، نقول لهم: الإسلام ليس ضد الحب فالإنسان المسلم يحبّ الله حباً جماً، ويحب رسوله -صلى الله عليه وسلم- ويحب الصحابة، ويحب الصالحين والعلماء والقدوات الحسنة، يحبّ أباه وأمه وزوجته وابنه وابنته وأخاه في الله ومن كان يحب أخاه في الله فليبلغه بهذا، ويقول له: إني أحبك في الله، وهذه المحبة كلها إذا ترسمت في القلب فإنها لا تدع لتلك الأمور الأخرى التي هي حب زائف وكاذب وحب يخاطب غرائز محمومة وأشياء مؤقتة تزول بزوال المؤثر، ولكن لو جرب أبناؤنا كيف يحبون دينهم لملأ هذا الحب قلوبهم عن أي حب مزيف آخر.
وعن كيفية إبعاد أولادنا عن مثل هذه البدع والاحتفالات الوهمية الزائفة يقول الدكتور عبد الكافي: لابد من تحصين الأبناء وتوعيتهم بأمور الدين وربطهم بالدين وربطهم بالقدوات الدينية من صحابة وسلف صالح بالبطولات الإسلامية، ولا تكون قدوتهم أن نقول لهم: هذا بطل الفيلم وتلك بطلة المسرحية؛ فالبطولة الحقيقية كانت في الإسلام، وسوف تظل في الإسلام، أما هذه البطولات المزيّفة فيجب أن نضعها في حجمها حتى يرى شبابنا حقيقة الأمر في قضية القدوة. وعندما يمتلأ قلب الولد والبنت بنور الإيمان فعندئذ سوف تُطرد هذه الخفافيش والبوم والحيات التي لا تعيش إلا في الظلام، وتتمثل في تلك المفاسد التي تنتشر تحت عناوين مزيفة.
فلنبتعد عن هذه العقيدة الوثنيّة
يقول الباحث الإسلامي محمود خفاجة: إن الإسلام يركز على الجوهر مع عدم إهمال الشكل في أي شيء حتى في اللباس، فالإسلام أوصى بستر العورة والتزين والتجمل باللباس، ومع حرصه على الشكل، ركّز ولفت النظر إلى الجوهر.
أما الحضارة الغربية اليوم فإنها تركز على الشكل في كل شيء في اللباس والمكياج والزينة والديكور وشمل ذلك حتى العلاقات الإنسانية، فهي حضارة مزيفة ويسوّقون هذه الأفكار على مستوى العالم، حتى شمل ذلك «الحب» على الرغم من أنه خلق قلبي، الأصل فيه الجوهر لا المظهر، ولكنهم لا يفرّقون في ذلك حتى جعلوا له عيداً سموه «عيد الحب» (سان فالنتاين) وفلسفته أن يتذكر العشاق بعضهم بعضاً من خلال هدية تهدى من أحدهم للآخر، وردة أو بطاقة بريدية أو أي شيء آخر، وقد كشفت الإحصاءات أن الأميركيين أنفقوا (2.6 مليار دولار) على شراء الهدايا عام 2000 ميلادية في يوم عيد الحب.
إن أصل عيد الحب أنه عقيدة وثنية عند الرومان، يُعبر عنها بالحب الإلهي للوثن الذي عبدوه من دون الله تعالى. فمن احتفل به فهو يحتفل بمناسبة تعظّم فيها الأوثان، وتعبد من دون من يستحق العبادة وهو الخالق سبحانه وتعالى، الذي حذّرنا من الشرك ومن الطرق المفضية إليه.
ونشأة هذا العيد عند الرومان مرتبطة بأساطير وخرافات لا يقبلها العقل السوي فضلاً عن عقل مسلم يؤمن بالله تعالى وبرسله عليهم السلام.
فهل يقبل العقل السوي أن ذئبة أرضعت مؤسّس مدينة روما وأمدّته بالقوة ورجاحة الفكر؟ على ما في هذه الأسطورة مما يخالف عقيدة المسلم؛ لأن الذي يمد بالقوة ورجاحة الفكر هو الخالق سبحانه وتعالى وليس لبن ذئبة!!
وكذلك الأسطورة الأخرى التي جاء فيها أن الرومان يقدّمون في هذا العيد القرابين لأوثانهم التي يعبدونها من دون الله –تعالى- اعتقاداً منهم أن هذه أوثان تردّ السوء عنهم وتحمي مراعيهم من الذئاب. فهذا لا يقبله عقل سوي يعلم أن الأوثان لا تضرّ ولا تنفع علاوة على ما فيه من الشرك الأكبر.
فكيف يقبل عاقل على نفسه أن يحتفل بعيد ارتبط بهذه الأساطير والخرافات فضلاً عن مسلم منَّ الله تعالى عليه بدين كامل وعقيدة صحيحة؟!
ورجال الدين النصراني قد ثاروا على ما سببه هذا العيد من إفساد لأخلاق الشباب والشابات فتم إبطاله في إيطاليا معقل النصارى الكاثوليك. ثم أُعيد بعد ذلك وانتشر في البلاد الأوربية، ومنها انتقل إلى كثير من بلاد المسلمين. فإذا كان أئمة النصارى قد أنكروه في وقتهم لما سببه من فساد لشعوبهم، وهم ضالون فإن الواجب على أولي العلم من المسلمين بيان حقيقته، وحكم الاحتفال به، كما يجب على عموم المسلمين إنكاره وعدم قبوله، والإنكار على من احتفل به أو نقله من النصارى إلى المسلمين وأظهره في بلاد الإسلام. وذلك يحتمه واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالحق، إذ بيان الباطل وفضحه، والنهي عنه وإنكاره مما يجب على عموم المسلمين كل حسب وسعه وطاقته.