لا يجوز التسبيح والإستغفار بالمنتديات

  • لا يجوز التسبيح والإستغفار بالمنتديات

    بسم الله الرحمن الرحيم ..


    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..


    لا يجـــوز التسبيـــح والاستغفـــار بالمنتديـــات




    إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد ان محمدا عبده ورسوله ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما ، اللهم اجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه ، أما بعد :




    فقد انتشر في العديد من المنتديات مواضيع تدعو الأعضاء الى التسبيح والتكبير ، وبعضها تدعوهم إلى أن يذكر كل عضو اسم من أسماء الله الحسنى ، وبعضها تدعوهم إلى الدخول من أجل الصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقد أحببت من خلال موضوعي أن اوضح حكم الشرع في مثل هذه المواضيع ، فأسأل الله ان يعينني لإيصال هذا الموضوع بأبسط وأوضح صورة ممكنة ، إنه سميع مجيب .



    من المعروف إخوتي أن الذكر الجماعي بدعة محدثة والدليل على ذلك ما ورد في الأثر عن عمرو بن سلمة .



    عن عمرو بن سلمة : كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل الغداة ، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد ، فجاءنا أبو موسى الأشعري، فقال أَخَرَجَ إليكم أبو عبد الرحمن بعد ؟ قلنا : لا . فجلس معنا حتى خرج ، فلما خرج قمنا إليه جميعًا ، فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن ، إني رأيت في المسجد آنفًا أمرًا أنكرته ، ولم أر - والحمد لله - إلا خيرًا. قال : فما هو ؟ فقال : إن عشت فستراه. قال : رأيت في المسجد قومًا حِلَقًا جلوسًا ينتظرون الصلاة ، في كل حلقة رجل ، وفي أيديهم حَصَى ، فيقول : كبروا مائة ، فيكبرون مائة ، فيقول : هللوا مائة ، فيهللون مائة ، ويقول : سبحوا مائة ، فيسبحون مائة .
    قال : فماذا قلت لهم ؟ قال : ما قلت لهم شيئًا انتظار رأيك وانتظار أمرك .
    قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم ، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ؟


    ثم مضى ومضينا معه ، حتى أتى حلقة من تلك الحلق ، فوقف عليهم ، فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟ قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، حَصَى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح .
    قال : فعدّوا سيئاتكم ، فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء . ويحكم يا أمة محمد، ما أسرع هلكتكم ! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبل ، وآنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده، إنكم لعلى ملَّة أهدى من ملَّة محمد ، أو مفتتحوا باب ضلالة. قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ، ما أردنا إلا الخير . قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه .






    إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم.
    وأيم الله ما أدري ، لعل أكثرهم منكم ، ثم تولى عنهم . فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج.
    {أخرجه الدارمي وصححه الألباني، انظر السلسلة الصحيحة 5-12}





    من هذا الأثر يتبين لنا إنكار عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - لفعل الجماعة الذين جلسوا يذكرون الله ذكرا جماعيا ، وسبب إنكاره واضح فقد احدث هؤلاء بدعة جديدة لم تكن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يفعلها الصحابة - رضوان الله عليهم - أبدا .


    وقد أفتى الكثير من علماء المسلمين بحرمة هذا العمل وأنه من البدع المحدثة ، اقرأ معي الفتاوى التالية :












    وهذي فتوى لتوضيح الامر


    افتتاح المنتديات بالتهليل والتكبير


    المجيب د. رياض بن محمد المسيميري



    عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية


    التصنيف العقائد والمذاهب الفكرية/البدع والمحدثات/بدع الأذكار والأدعية


    التاريخ 7/9/1424هـ



    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. أما بعد:
    نلاحظ في كثير من المنتديات مواضيع يبدأ العضو الأول بقول سبحان الله، والثاني: الله أكبر، وهكذا يستمرون في التسبيح والتهليل في كل مرة يتم الدخول إلى المنتدى.
    فما الحكم في ذلك بارك الله فيكم؟.



    الجواب


    الحمد لله.
    وعليكم السلام ورحمة والله وبركاته. وبعد:
    فالذي أراه أن هذا العمل من قبيل الذكر الجماعي البدعي، بل ربما كان من اتخاذ آيات الله هزواً. نسأل الله العافية. والله أعلم.






    وهذه فتاوي أخرى في نفس الموضوع تم نقلها من احد المنتديات
    الفتوى الأولى :-


    -------------
    السؤال:
    -------
    أريد فتوى مستعجلة - جزاكم الله خير – في هذا الأمر..
    في إحدى المنتديات وضعت إحداهن هذه المشاركة "سجل حضورك اليومي بالصلاة على
    سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أريد أن أعرف ما حكم ذلك.. هل هذا من الدين؟
    فأنا أخشى أن يكون ذلك من البدع، وجزاكم الله خيرا.


    الفتوى وهي تخص الشيخ محمد الفايز



    الجواب



    سؤالك قبل مشاركتك أمر طيب تشكرين عليه؛ إذ كثير من الأخوات تفعل
    الأمر ثمَّ تذهب للسؤال عنه.


    أمَّا عن السؤال؛ فإنَّ مثل هذا المطلب، وهو جمع عدد معين من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر حادث، لم يكن عليه عمل المتقدمين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، ثم لا يظهر فيه فائدة أو ميزة معينة.


    فإن قيل: إنَّ فيه حثاً للناس لفعل هذه السنة العظيمة، فيقال: بالإمكان حثهم ببيان فضل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا بهذه الطريقة.
    وإني أخشى أن يكون وراء مثل هذه الأفعال بعض أصحاب البدع، كالصوفية ونحوهم،؛ فينبغي الحذر من ذلك.


    وبكل حال.. وبغض النظر عمَّن وراء ذلك؛ إلا أن هذا الطلب مرفوض لما ذكر.


    أسأل الله أن يعمر قلبك بالإيمان، وحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وجميع فتياتنا المؤمنات.. آمين.




    الفتوى الثانية :-


    تخص الشيخ عبد الرحمن السحيم وهي كتعقيب على الفتوى الاولى


    ذكر فيها فضيلته ان حسن النية لا يُسوِّغ العمل وابن مسعود لما دخل المسجد ووجد الذين يتحلّقون وأمام كل حلقة رجل يقول : سبحوا مائة ، فيُسبِّحون ، كبِّروا مائة ، فيُكبِّرون ...



    فأنكر عليهم - مع أن هذا له أصل في الذِّكر - ورماهم بالحصباء
    وقال لهم : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟



    قالوا : يا أبا عبد الرحمن حصاً نعدّ به التكبير والتهليل والتسبيح
    قال : فعدوا سيئاتكم ! فأنا ضامن ان لا يضيع من حسناتكم شيء .
    ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم ! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم



    متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبلَ ، وأنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده إنكم لعلي ملة هي أهدي من ملة محمد ، أو مفتتحوا باب ضلالة ؟


    قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا الا الخير !


    قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه !


    إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما


    يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم . وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم .


    فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج .


    ورواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها .




    الذكر الجماعي بين الاتباع والابتداع
    د. محمد بن عبد الرحمن الخميس
    الأستاذ المشارك - قسم العقيدة
    جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الرياض




    وبعد هذه الفتاوى من العلماء - فقد بات من الواضح لكم تماما حكم الذكر الجماعي ، ولهذا فإني أرجو من إخوتي الكرام الحذر من مثل هذه المواضيع وعدم المشاركة بها وتحذير باقي المسلمين من مثل هذه المواضيع حتى لا يقعوا في البدعة .


    م
    ن
    ق
    و
    ل
    للفائده
  • { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ (45) } من سورة ق

    { فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (29) } من سورة الطور

    { فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى (9) } من سورةالاعلى

    { فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) } من سورة الغاشية


    أنما هذا ذكر وليس اتخاذ آيات الله هزواً
    شكراً لطارح الموضوع
  • بارك الله فيكم على اطلاع لهذه الموضوع المهم
    الذي كثير منا نقع في الخطأ
    ارجو قد استفدتو
    كي لا تكررو الفعل مرة آخرى
    بارك الله فيكم
    :)
    ودمتم في رعاية الله وحفظه
  • وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

    قمت بانزال مثل هذا الموضوع في احد المنتديات سابقا
    فقام احد المشرفين بسؤال شخص من مكتب الافتاء
    وكانت فتواه انه امر جائز ويثاب فاعله !!
    أليس الامر مشابها لحلقة الذكر
    وأليست حلقة الذكر تحفها الملائكة وتغشاها الرحمة
    لا احاول ان افتي بما ذكر في الموضوع
    ولكن الامر ليس مقنعا !!
    حاولت الاتصال ببعض المشائخ الذين وجدت ارقامهم في احد المواضيع
    ولكن اغلب الارقام كانت لمنازل او مكاتب ولم يكن هناك رد !!
    اتمنى ان يقوم احدهم بالاتصال بمكتب الافتاء للسؤال عن ذلك
    فإن كان الامر جائز فكأننا سنمنع الناس عن الذكر !!
    خاصة انه الموضوع مثبت!!

    وجزيل الشكر على الموضوع
    ماتفكر فيه .. ستحصل عليه .. !!
  • نــــ الأمل ـــــور كتب:

    وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته



    قمت بانزال مثل هذا الموضوع في احد المنتديات سابقا
    فقام احد المشرفين بسؤال شخص من مكتب الافتاء
    وكانت فتواه انه امر جائز ويثاب فاعله !!
    أليس الامر مشابها لحلقة الذكر
    وأليست حلقة الذكر تحفها الملائكة وتغشاها الرحمة
    لا احاول ان افتي بما ذكر في الموضوع
    ولكن الامر ليس مقنعا !!
    حاولت الاتصال ببعض المشائخ الذين وجدت ارقامهم في احد المواضيع
    ولكن اغلب الارقام كانت لمنازل او مكاتب ولم يكن هناك رد !!
    اتمنى ان يقوم احدهم بالاتصال بمكتب الافتاء للسؤال عن ذلك
    فإن كان الامر جائز فكأننا سنمنع الناس عن الذكر !!
    خاصة انه الموضوع مثبت!!



    وجزيل الشكر على الموضوع



    شكراً لكي أختي

  • ما هذا الكلام

    أليس مجالس الذكر يباهي الله بهم الملائكة ؟؟
    فكيف يتم تبديع أمر هكذا ؟؟

    ثانيا الموضوع قديم جدا وهو في طي النسيان
    لكن لا يمنع أن ندرج الصحيح فيه للفائدة .



    رقم الحديث: 511
    (حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، ثنا مُسَدَّدٌ ، ثنا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَطَّارُ ، ثنا أَبُو نَعَامَةَ السَّعْدِيُّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : خَرَجَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : مَا أَجْلَسَكُمْ ؟ قَالُوا : جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ ، قَالَ : آللَّهُ ، مَا أَجْلَسَكُمْ إِلا ذَلِكَ ؟ قَالُوا : وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلا ذَلِكَ ، قَالَ : أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ ، وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثًا مِنِّي ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : " مَا أَجْلَسَكُمْ ؟ قَالُوا : جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلإِسْلامِ ، وَمَنَّ عَلَيْنَا بِكَ ، قَالَ : آللَّهُ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلا ذَلِكَ ؟ قَالُوا : وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلا ذَلِكَ ، قَالَ : أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلائِكَةَ " ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، عَنْ مَرْحُومٍ .

  • [h=2]الرد على من يحرم الذكر الجماعي أو الاجتماع على الذكر ..[/h] بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيّدنا محمد الطاهر الأمين وبعد،

    فقد قرأت مقالا لبعض الجهال يحرمون فيه الذكر الجماعي، نظرت فيه فوجدته مخالفا لشرع الله تبارك وتعالى ولما كان لزاما واجبا علينا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتناصح فيما بيننا، نصحت بما يلي فأقول طالبا من الله التوفيق فيما هنالك:

    تحريم الذكر الجماعي أو الاجتماع على الذكر مخالف للدين معارض لما عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكفي في بيان استحباب ذكر الله جماعة ما رواه مسلم والترمذي عن معاوية أن النبي صلى الله عليه وسلم:

    خرج على حلقة من أصحابه فقال: ما يجلسكم؟ قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده فقال انه أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة.انتهى

    فكيف يكون ما مدحه الرسول صلى الله عليه وسلم بدعة سيئة؟

    وكذا ما رواه البخاري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ((وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه))

    قال الإمام السيوطي: والذكر في الملأ لا يكون إلا عن جهر.

    وأخرج الإئمة أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه عن السائب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاءني جبريل فقال: ((مُر أصحابك يرفعوا أصواتهم بالتكبير)).

    وأخرج الإمام أحمد في الزهد عن ثابت البنابي قال: إن أهل ذكر الله ليجلسون إلى ذكر الله، واللهِ وأن عليهم من الآثام أمثال الجبال وأنهم ليقومون من ذكر الله تعالى ما عليهم منها شىء.‏

    وهذا قدرٌ مختصر من عشرات الأحاديث الدالة على ذكر الله تعالى جماعة، وفي هذا كفاية لمن هو صادق في حبه لاتّباع النبي صلى الله عليه وسلم

    وأما أثر الصحابي ابن مسعود رضي الله عنه فلا حجة فيه من وجوه أكتفي بذكر بعض الامور منها:

    الأول: أنه لو ثبت فهو معارِضٌ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والاجتهاد لا يصح مع وجود نص.

    الثاني: قال الإمام السيوطي: هذا الأثر عن ابن مسعود يحتاج إلى بيان سنده ومن أخرجه من الأئمة الحفاظ في كتبهم وعلى تقدير ثبوته فهو معارض بالأحاديث الكثيرة الثابتة المتقدمة وهي مقدمة عليه عند التعارض.انتهى

    الثالث: أن الصحابي أبا موسى الأشعري قال: وما رأيت إلا خيرا. وهو من مجتهدي الصحابة، فلو كان بدعة معروفة عندهم لأنكره من دون الرجوع إلى ابن مسعود، لكن العلة في أولئك الناس أنهم كانوا أصحاب أوصاف مذمومة ظهر شرهم فيما بعد كما تقول الرواية، هذا إن صحت الرواية ولا نص على صحتها.


    وأخيرا قال الإمام النووي ما مختصرُه: والجهر أفضل في غير خوف الرياء أو التشويش على المصلي أو إيذاء النائم، لأن العمل فيه أكثر ولأن فائدته تتعدى إلى السامعين ولأنه يوقظ قلب القارئ ويجمع همه إلى الفكر ويصرف سمعه إليه ويطرد النوم.انتهى

    وفي هذا أبين البيان أن الجهر بالذكر جماعة هو ما أقره النبي صلى الله عليه وسلم وفعله أصحابه، وبهذا يندفع القول بأن تسمية ابن مسعود له بدعةً لأنه ثبت مرفوعا فلا يكون بدعة ويكون قد غاب عنه كما غاب عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى سنة الضحى، وقال بدعة وهي أحب ما أحدثه الناس إلى قلبي.

    قاموا بادعاء تخصيص لفظة "يذكرونك" بأن المراد بها بزعمهم قراءةُ القرءان ومجالس العلم، والرد بالتالي:

    دعوى تخصيص العام بغير دليل باطلة جدا، أما مجرد كلام عطاء، فهذا لا يعني أنه كان يمنع من مجالس الذكر وحاشاه، إنما هذا قصره مشايخكم المعاصرون بغير حجة شرعية، وتفسير عطاء لمجالس الذكر ليس مقيِّدًا إذ لا نص، ولو نص عليه فليس إجماعا، ومثاله:
    قوله تعالى: (قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة)
    قال عطاء: أن تتعلم كيف تنكح وتطلق وكيف تبيع وتشتري.انتهى
    فهذا ليس تقييدا وهيهات، فقد قال سيّدنا علي وقتادة ومجاهد:
    (قوا أنفسكم) بأفعالكم وقوا (أهليكم) بوصيتكم.انتهى
    قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، ولا برهان لكم في تخصيص اللفظ العام إلا بنصوص هؤلاء المعاصرين وسيأتي بيان مبلغ علمهم

    ومن الأدلة على الذكر الجماعي قوله صلى الله عليه وسلم:

    (إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلمُّوا إلى حاجتكم. قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم، وهو أعلم منهم، ما يقول عبادي؟ قال: تقول: (((يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك)))

    قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك، قال: فيقول: وكيف لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تمجيداً وأكثر لك تسبيحاً،

    قال: يقول: فما يسألونني؟ قال: يسألونك الجنة، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوها، قال: يقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً، وأشد لها طلباً، وأعظم فيها رغبة، قال: فمم يتعوذون؟ قال: يقولون: من النار، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوها، قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً، وأشد لها مخافة،

    قال: فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة. قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم. رواه البخاري

    هذا الحديث شوكة في حلق كل مبتدع يحرم ما أحله الله من ابن باز ونزولا من أمثاله وأتباعه المعاصرين، والدليل عليه:

    قال أمير المؤمنين في الحديث الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري:

    ((ويؤخذ من مجموع هذه الطرق المراد بمجالس الذكر وأنها التي تشتمل على ذكر الله بأنواع الذكر الواردة من تسبيح وتكبير وغيرهما))، وعلى تلاوة كتاب الله سبحانه وتعالى وعلى الدعاء بخيري الدنيا والآخرة، وفي دخول قراءة الحديث النبوي ومدارسة العلم الشرعي ومذاكرته والاجتماع على صلاة النافلة في هذه المجالس نظر، ((والأشبه اختصاص ذلك بمجالس التسبيح والتكبير ونحوهما والتلاوة فحسب)))، وإن كانت قراءة الحديث ومدارسة العلم والمناظرة فيه من جملة ما يدخل تحت مسمى ذكر الله تعالى.انتهى كلامه.

    فمن أين أتى مشايخكم بدعوى التخصيص الباطلة هذه؟ أهم أفهم من البخاري ومن الإمام أحمد بن حنبل ومن ثابت البناني والسيوطي والمناوي وغيرهم؟

    فكلمة "ذكر الله" جامعة شاملة للكل، وقد وردت أحاديث كحديث البخاري الأرجح فيها أنها خاص بحلق التهليل والتسبيح وذكر الله.


    منقول والمصدر هنا

    يغلق