فضــل تعــلــم العــربيــة
1- حب العربية والعناية بها دليل على علو همة صاحبها وسمو مقصده ، لأن ذلك علم شريف ، فيشرف المرء بشرف المعلوم .
2- قد كان السلف يحرصون على تقويم اللسان ، وتصحيح الخطأ واللحن في الكلام ويعدون ذلك عيباً ، و ذنباً يستغفر منه .
3- حب تعلم العربية يورث في القلب حب أفصح الكتب (( كتاب الله العربي المبين )) ، وحب من بلغه أفصح العرب لساناً محمد صلى الله عليه وسلم
لهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم حين مبعثه أن بعث في قوم هم أفصح أهل الأرض ويضرب ببلاغتهم المثل
ولما آمن الناس به ،ودخلوا في دين الله أفواجاً كانوا عرباً أقحاحاً لايعرف أن واحداً منهم أخطأ في كلمة أو جانب الصواب في عبارة ، فلهذا ندر أن يحفظ عنهم لحن .
وتتابع الناس على اللسان العربي الفصيح زمانـــــــــــــــــــــــاً حتى دخل في الإسلام الأعـــــــــــــــــــــــــــاجم ، ودخل الجزيزة من ليس عربيــــــــــــــاً ، وخالطوا أهلها فأصاب بعض العرب العيّ واللكنة , وتعمّد بعضهم الرطانة و لهذا نهى عمر رضي الله عنه " عن رطانه الأعاجم " وقال "
" تعلموا العربية فإنها تزيد في المروءة " (1)
فترك تعلم العربية من خوارم المروءة التي تسقط عدالة الرجل بين الناس لهجره لغة القرءان ودونك الأخبار التي وردت عن بعض السلف وفيها الحض على تعلم وتعليم العربية
فقد جاءت نصوص كثيرة ، وأحاديث صحيحة ، ناطقة بفضل العرب ، مفصحة عن مناقبهم.
ومن فقه هذه النصوص ، معرفة الحد الذي يكون به الرجل عربيًّا.
وقد جاء حديث "من تحدث العربية فهو عربي" ، ولكن هذا الحديث موضوع ، لا يصحّحه أحد من أهل العلم ، من جهة إسناده.
وأما معنى الحديث ، فلا بدَّ من الأخذ به.
ذلك أنَّ المعتمد في معنى العربي:
- إمَّا أن يرجع إلى النسب ، والرجوع إليه ممتنع ، لأنّا إن قلنا كلّ من أبوه عربي فهو عربيّ ، لزمنا إخراج العرب عن أن يكونوا عربًا ، أو إدخال الناس كلّهم في العرب ، ولا ثالث.
لأن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام هو جدُّ قحطان وعدنان على الصحيح الذي اختاره الإمام البخاري وغيره).
وقد جاء في صحيح البخاري ذكر نشأة إسماعيل في جرهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وعنهم أخذ العربيّة"..
(وجرهم من العرب البائدة ، وليسوا من قحطان).
فيكون إسماعيل نفسه تعلّم العربيّة ، وليست لغة أبيه ، فمتى قلنا : إن العربي من أبوه عربي ، فإسماعيل ليس كذلك ، والعرب كلهم ليسوا كذلك.
وحتى على القول الثاني المخرج قحطان عن أن يكونوا من ذرية إسماعيل فالدليل لازم في الأب الذي يجتمعون فيه أيًّا كان ، وهم يجتمعون في نوح عليه السلام يقينًا على أصحِّ قولي أهل التفسير ، لقوله تعالى "وجعلنا ذريته هم الباقين" ، وما دلّ على وجود ذرية من معه ، ليس فيه بقاؤهم.
فإن جاء مغالط هنا ، وقال لا يلزم من عدم معرفة إسماعيل العربية أن أباه كذلك ، قلنا : هبه كما زعمت ، أتقول إن إبراهيم عربي ، فإن قال لا فابنه مثله على المذهب الذي نقضناه.
وإن قال نعم ، فبنو إسحاق كلهم عرب ، قبل أن نقول ، فأبو إبراهيم (وهو آزر على الصحيح) .. أعربي هو أم لا؟
فلا يزال الأمر يتسلسل به إلى آدم ، فإن قال : هو عربي ، فكل الخلق عرب ، وإن قال أعجمي فكل بني آدم أعاجم!!
فلا سبيل إلى كون العربيّة نسبًا.
فثبتَ والله أعلم .. أن العربي هو من تكلَّم العربيّة ، وكانت لسانه.
1- حب العربية والعناية بها دليل على علو همة صاحبها وسمو مقصده ، لأن ذلك علم شريف ، فيشرف المرء بشرف المعلوم .
2- قد كان السلف يحرصون على تقويم اللسان ، وتصحيح الخطأ واللحن في الكلام ويعدون ذلك عيباً ، و ذنباً يستغفر منه .
3- حب تعلم العربية يورث في القلب حب أفصح الكتب (( كتاب الله العربي المبين )) ، وحب من بلغه أفصح العرب لساناً محمد صلى الله عليه وسلم
لهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم حين مبعثه أن بعث في قوم هم أفصح أهل الأرض ويضرب ببلاغتهم المثل
ولما آمن الناس به ،ودخلوا في دين الله أفواجاً كانوا عرباً أقحاحاً لايعرف أن واحداً منهم أخطأ في كلمة أو جانب الصواب في عبارة ، فلهذا ندر أن يحفظ عنهم لحن .
وتتابع الناس على اللسان العربي الفصيح زمانـــــــــــــــــــــــاً حتى دخل في الإسلام الأعـــــــــــــــــــــــــــاجم ، ودخل الجزيزة من ليس عربيــــــــــــــاً ، وخالطوا أهلها فأصاب بعض العرب العيّ واللكنة , وتعمّد بعضهم الرطانة و لهذا نهى عمر رضي الله عنه " عن رطانه الأعاجم " وقال "
" تعلموا العربية فإنها تزيد في المروءة " (1)
فترك تعلم العربية من خوارم المروءة التي تسقط عدالة الرجل بين الناس لهجره لغة القرءان ودونك الأخبار التي وردت عن بعض السلف وفيها الحض على تعلم وتعليم العربية
فقد جاءت نصوص كثيرة ، وأحاديث صحيحة ، ناطقة بفضل العرب ، مفصحة عن مناقبهم.
ومن فقه هذه النصوص ، معرفة الحد الذي يكون به الرجل عربيًّا.
وقد جاء حديث "من تحدث العربية فهو عربي" ، ولكن هذا الحديث موضوع ، لا يصحّحه أحد من أهل العلم ، من جهة إسناده.
وأما معنى الحديث ، فلا بدَّ من الأخذ به.
ذلك أنَّ المعتمد في معنى العربي:
- إمَّا أن يرجع إلى النسب ، والرجوع إليه ممتنع ، لأنّا إن قلنا كلّ من أبوه عربي فهو عربيّ ، لزمنا إخراج العرب عن أن يكونوا عربًا ، أو إدخال الناس كلّهم في العرب ، ولا ثالث.
لأن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام هو جدُّ قحطان وعدنان على الصحيح الذي اختاره الإمام البخاري وغيره).
وقد جاء في صحيح البخاري ذكر نشأة إسماعيل في جرهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وعنهم أخذ العربيّة"..
(وجرهم من العرب البائدة ، وليسوا من قحطان).
فيكون إسماعيل نفسه تعلّم العربيّة ، وليست لغة أبيه ، فمتى قلنا : إن العربي من أبوه عربي ، فإسماعيل ليس كذلك ، والعرب كلهم ليسوا كذلك.
وحتى على القول الثاني المخرج قحطان عن أن يكونوا من ذرية إسماعيل فالدليل لازم في الأب الذي يجتمعون فيه أيًّا كان ، وهم يجتمعون في نوح عليه السلام يقينًا على أصحِّ قولي أهل التفسير ، لقوله تعالى "وجعلنا ذريته هم الباقين" ، وما دلّ على وجود ذرية من معه ، ليس فيه بقاؤهم.
فإن جاء مغالط هنا ، وقال لا يلزم من عدم معرفة إسماعيل العربية أن أباه كذلك ، قلنا : هبه كما زعمت ، أتقول إن إبراهيم عربي ، فإن قال لا فابنه مثله على المذهب الذي نقضناه.
وإن قال نعم ، فبنو إسحاق كلهم عرب ، قبل أن نقول ، فأبو إبراهيم (وهو آزر على الصحيح) .. أعربي هو أم لا؟
فلا يزال الأمر يتسلسل به إلى آدم ، فإن قال : هو عربي ، فكل الخلق عرب ، وإن قال أعجمي فكل بني آدم أعاجم!!
فلا سبيل إلى كون العربيّة نسبًا.
فثبتَ والله أعلم .. أن العربي هو من تكلَّم العربيّة ، وكانت لسانه.