**ساعدونا في تأليف الكتاب**

    • هلا أختي العزيزة........
      شو رأئك بالعنوان التالي:
      (((الأباضية منهج أسلامي معتدل)))..........
      أو.....
      (مذهب أهل الحق والأستقامة......) طبعا" بعد ما أشار أليه أحد الأخوة جزاه خيرا"...
    • هلا وغلا

      مشكووووووووووووووورين أخواني وأخواتي على مروركم الرائع ومشكورين على نصائحكم ومعلوماتكم

      وأشكركم على تواصلكم الحلو مره




      تسلمووووووووووووو



      تقبلوا تحياتي............. وتحيات باقي الشله...............
      دمتم بود
    • almushtaq كتب:

      اهلا وسهـــــــلا اخت نونو

      اشكرك على اختيارك العنوان

      وعاد لا تنسوا تنشروه في النت ان امكن

      ** اخت masb ليش كل هالتشائم (( متفائلة في زمن اليأس ))

      اتمنى لكم كل التوفيق
      وسلامي لقلوووبكم


      أخووووووي الشكر لك,,,,,,,,وان شاء الله لما نطبع الكتاب رح أنزل نسخه في المنتدي ورح أصور الغلاف ورح أنزله لكم,,,,,,,,,
      :)
      تقبل تحيات/ الشعله GROUP
    • Omani-forever كتب:

      هلا أختي العزيزة........
      شو رأئك بالعنوان التالي:
      (((الأباضية منهج أسلامي معتدل)))..........
      أو.....
      (مذهب أهل الحق والأستقامة......) طبعا" بعد ما أشار أليه أحد الأخوة جزاه خيرا"...


      صرااااااااااااااحة كل العناوين كشخة ,,,,,,,,,,,,,,,,, عموما مشكورررر أخوي ع اهتمامك بالموضوع
      :)
      تقبل تحياااااااااات/ الشعله group
    • بذور الفكر الاباضي
      يعتبر المذهب الاباضي من اقدم المذاهب الاسلامية فهو ينتمي كما ينتمي غيره من المذذاهب الاسلامية الى الرسول صلى الله عليه وسلم

      ان نشأة الفكر الاباضي ، يعود بالدرجة الاولى الى العامل الديني والسياسي الذذي تمثل في مبايعة عبد الله بن وهب الراسبي من طرف بعض الصحابة والتابعين اللذين انكروا التحكيم على علي بن ابي طالب كرم الله وجهه وفيهم من اهل بدر ومن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة كحرقوص بن زهير السعدي وفروة بن نوفل وسارية بن لجام السعدي ، وكانت هذه النشأة في شوال 37هـ ،وقد رفع اصحاب عبدالله بن وهب الراسبي الشعار التالي : قبلت الدنية ولا حكم الا لله ، وهكذا نرى ان الذين مع علي في صفين متوادعين فروا عليه وعرفو لذلك بالخوارج أو الشراة عند المؤرخين عامة لكن الشيء الوحيد الذي يربط الاباضية بالخوارج هو رفضهم المشترك للتحكيم ، والدعوة الى امامة المسلمين عن طريق حرية الاختتيار والكفاءة الشرعية لهذا المنصب .بين المسلمين جميعاً
      ظهور المذهب الاباضي
      ظهر المذهب الاباضي في القرن الاول الهجري في البصرة ، فهو اقدم المذاهب الاسلامية على الاطلاق

      والتسمية كما هو مشهور عند المذهب ،جاءت من طرف الامويين ونسبوه الى عبد الله بن اباض وهو تابعي عاصر معاوية وتوفي في اواخر ايام عبد المللك بن مروان،وعلة التسمية تعود الى المواقف الكلامية والجدالية والسياسية التي اشتهر بها عبدالله بن اباض في تلك الفترة
      شخصية جابر بن زيد
      يرجع المذهب الاباضي في نشأته وتأسيسه الى جابر بن زيد الازدي العماني الذي ولد عام 22هـ وهو بذلك يعد اقدم ائمة المذاهب اجمعين فقد ولد اصحاب اللمذاهب الاربعة"الحنفية -الشافعية -المالكية-الحنبلية" بعد مولده رضي الله عنهن والبعض بعد وفاته
      وهو امام متحدث فقيه متبحر في الفقه ،امضى بقية حياته بين البصرة والمدينة بشكل جعله على صلة بأكبر فقهاء المسلمين حينذاك .وقد روي عن ابن عباس انه قال للناس : اسألوا جابر بن زيد فلو سأله اهل المشرق والمغرب لوسعهم علمه
      وقد اصبح اعظم فقيه في البصرة وله اتباع عديدون كعبدالله بن اباض ومرداس بن حيدر وابي عبيدة مسلم بن ابي كريمة .ولقد اكتتملت صورة المذذهب الاباضي على يد الاخير واليه انتهت رئاسة الاباضية بعد موت جابر بن زيد وباشارته اسس الاباضية في كل من المغرب وحضرموت دولاً مستقلة وتخرج علىيديه رجال الفكر والدين من مختلف الدول الاسلامية آنذاك والذذين عرفوا بحملة العلم
      هل الاباضية فرقة من الخوارج ؟
      يجب اولاً معرفة مدلولكلمة الخوارج ،فقد اطلق بعض المؤرخين كلمة الخوارج اولئك الذين اعتزلوا امير المؤمنين علي كرم الله وجههعندما قبل التحكيم ورضى به ،لانهم في نظر هؤلاء نقضوا بيعة في اعناقهم وخرجوا عن امامة مشروعة . ويطلقها فريق من المتكلمين في اصول العقائد والديانات ،وهم يقصدون بها الخروج عن الدين استناداً لقول الرسول عليه الصلاة والسلام :"ان ناساً من امتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية " . اما الفريق الثالث :فيطلقها ويقصد بها الجهاد في سببيل الله استناداً لقوله تعالى : "ومن يخرج من بيتته مهاجراً الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله ".سورة النساء الآية 100
      فإذا اباح بعض المؤرخين لأنفسهم ان يطلقوا هذه الكلمة "الخوارج" على جميع اولئك المتمسكين بإمامة علي المصرين على انها حق شرعي لايجوز فيه التردد وانه ليس من حق حتى على نفسه ان يشك في امامة اجمعت عليها الامة ولايتساهل فيها ،او يقبل المساومة عليها وان معاوية واتباعه فئة باغية يجب عليهم الرجوع الى حظيرة الامامة والامة اما طوعاً أو كرهًا بنص الكتاب ، فإذا رضخ علي لطلب البغاة ووضع الحق اليقيني موضع الشك ،وتنازل عن الواجب الذي اناطته به الامة وألزمته به البيعة فإن هذه البيعة تنحل من اعناقهم .فهم خيار بعد هذا في آرائهم .
      الخوارج في نظر الاباضية
      يرى الاباضية ان اطلاق كلمة الخوارج على فرقة من فرق الاسلام لايلاحظ فيه المعنى السياسي الثوري سواء كانت هذه الثورة لاسباب شرعية عندهم أو لاسباب غير شرعية ولذلك فهم لم يطلقوا هذه الكلمة على قتلة عثمان ولا على طلحة والزبير واتباعهما ولاعلى معاوية وجيشه ولاعلى ابن فندين والذين انكروا معه امامة عبد الوهاب الرستمي وانما كل ما يلاحظونه انما هو المعنى الديني الذي يتضمنه حديث المروق والخروج عن الاسلام وهو قوله صلى الله عليه وسلم : "ان ناسًا من امتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية فتنظر في النصل فلاترى شيئًا ،وتنظر في القدح فلا ترى شيئًا ،وتتمارى في الفوق " . فليس في امة محمد صلى الله عليه وسلم اشبه شيء بهذه الرواية من اولئك الذين عكسوا الشريعة ، قلبوها ظهراً لبطن وبدلوا الاسماء والاحكام لان المسلمين كانوا على عهد الرسول يعصون ولاتجرى عليهم احكام المشركين ، فأبطلوا الرجم والجلد كأنهم ليسوا من امة محمد صلى الله عليه وسلم ، ففي من نزلت الحدود في المسلمين أم في المشركين ؟
      الاصول العقائدية عند الاباضية
      الأصل الأول: التوحيد
      يقول الاباضية : ان الله واحد في ذاته وصفاته وان ذات الله وصفاته شيء واحد ولا يشاركه فيه شيء ما بأي حال من الاحوال وبأي وجه كان مع الاقرار والاعتقاد بأن لا اله الا الله وان محمد رسول الله اي : ان الله هو المالك الوحيد الخالق لهذا الكون والمدبر الوحيد الكامل لكل ما يقع من احداث وان محمد رسول الله خاتم الانبياء والرسل ورسالته حق على العالمين مع الالزام بتطبيقها واتباعها في هذه الحياة
      الاصل الثاني : الصفات الالهية

      يؤكد الاباضية بان صفات الكمال لله عزوحل وهي جوهره أي ذاته ، لكن المذاهب الكلامية الاخرى قد اختلفت في ماهية

      الصفات الالهية فهل هي غير ذاته ؟
      فالاشعرية ترى ان صفات الله غيره وهي قديمة بقدمه تعالى معنى هذا ان العلم صفة ثابتة قديمة من صفاته تعالى ولكنها ليست جوهره أي ذاته . فلايقال ان الله مريد بارادة وارادته ذاته ، اما الاباضية تقول : ان صفات الله هي عين ذاته والله قادر بذاته أي ان ذاته كافية في التأثير في جميع المقدورات ، فصفات الله عزوجل هي عين ذاته لأن الله قديم وصفة القديم مثله في القدم . فاذا كانت شيئًا غيره كان هناك قديمان أو اكثر وهو تصور يتنافى مع اصل التوحيد ولا يجوز اعتبار الصفات مستقلة محدثة اذ يصبح الله محتاج الى اعراض واجزاء ويغدو مركباً وهذا يتنافى ووحدانية الله
      الاصل الثالث : الايمان
      ا
      لاباضية يرون ان الدين والايمان والاسلام اسماء لشيء واحد وهو طاعة الله تعالى وتطبيق قواعد الاسلام تطبيقًا عمليًا لذا قيل في التوحيد عند الاباضية : ان قيل لك : ما قواعد الاسلام ؟ فقل: اربعة ،العلم والعمل والنية والورع .فالاسلام لايصح الا بهذه الاركان الاربعة ولايجوز الفصل بين القول والعمل.
      القول هو :
      الاقرار بالله انه لا اله الا هو وبمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي بانه عبدالله ورسوله ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو المشركون وختم به انبيائه وفضله على جميع خلقه ، واتيان والاتيان بجميع اركان الاسلام واجتناب جميع المحرمات والوقوف عند الشبهات ، فهذه الاصول تناقض رأي المرجئة التي ترى ان الاعمال شيء واحد وان العمال شيء آخر ، فالايمان في زعمها هو التصديق بالقلب فقط الا ان الاباضية يؤكدون ان الايمان بدون تطبيق فرائض الاسلام لامعنى له والا اصبح فكرة جوفاء واما الاشعرية فترى الايمان : من اتى بالقول وضيع العمل وهذا الانسان تراه مسلمًا عاصيًا مذنبًا فليس بمشرك . اما الاباضية فتراه فاسقًا عاصيا موحدًاولا يخرج عن ملة الاسلام وتجري علية احكام الاسلام والمسلمين .وقد اعتنقت المعتزلة والشيعة والزيدية راي الاباضية في هذا الاصل
      الاصل الرابع:نفي رؤيةالله عزوجل

      عندما نفي الاباضية رؤية الله عزوجل .كان ذلك عن حق منهم فهم فتحوا باب الاجتهاد والتأويل معتمدين في ذلك علي الادلة العقلية والنقلية لتدعيم النص القرآني المتشابه بالدليل اللغوي المتمثل في لغة العرب في الجاهلية .وهذا يؤكد سمو وعلو المستوى العقلي الذي يتمتع به الفكر الاباضي في فهم وادراك المجازات اللغوية والابتعاد عن الاتجاه التجسمي الذي لا يؤمن الا بما هو متصور ومحسوس وله نظيرة وشبيه في الواقع المادي . فالاباضية يرون في كتاب الله عزوجل ظاهراوباطنا فقول الله عزوجل : "وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة " هذه الآية من المتشابهات يجب تأويلها لغويًا وعقليًا في آن واحد لأن اللغة هي الفكر فهي تحمل المعاني الفكرية ، ويفهم منها الرجاء وانتظار رحمة الله للدخول في الجنة بعد الفراغ من الحساب .ولايعني الرؤية بالابصار ثم ان هذه الآية تدعمها وتوافقها الآية الكريمة : " لاتدركه الابصار وهو يدرك الابصار " وهذا الاستدلال العقلي والاجتهاد النظري يعد وسيلة لاثبات وتوكيد توحيد الله تعالى وتنـزيهه من كل شيء
      اما الادله العقلية فتمثلت فيما يلي : لو امكنت رؤية الله تعالى لكان جسمًا ومتحيزًا وموجودًا في مكان اامام حواسنا او كونه في حكم المقابلة كما في الورئى بالمرآة وكذلك عدم غاية القرب فإن المبصر اذا التصق بسطح البصر بطل ادراكه بالكلية ، فبعد هذه الادلة فإن الاباضية تجزم بامتناع رؤية الله تعالى في الدنيا والآخرة
      الاصل الخامس :القدر
      الاباضية اعطت للقدر مفهومًا اصيلاً يتمثل في القدرة المرتبطة بالمقدور بمعنى الكسب ،أي للانسان القدرة على الفعل والله عزوجل خلق فينا القدرة ولايحاسبنا على هذه القدرة بل ان الحساب ينصب على على الاعمال التي اكتسبها الانسان اكتسابًا عن طريق جوارحه وارادته الحرة . كالمسلم الذي صام رمضان فأكل يومًا متعمدًا ، فإن ظاهرة الجوع والعطش أمر جبري من عند الله لأننا لايمكن أن نزيل دوافعنا الفطرية أما ا لتعمد في الأكل وعدم ضبط الدوافع بإرادة قوية فإمر مكتسب من الانسان ذاته اذن ليس هناك تعارض بين ارادة الله عزوجل وعمله الازلي القديم مسبقًا وبين كسب الانسان ، فالله يعذب على المقدور ولايعذب على القدر .
      الخلاصة

      ان المؤمن الصالح عليه ان يعتقد بالقدر خيره وشره انه من الله ولن يبلغ حقيقة الايمان حتى يؤمن بذلك مع العمل الدائم وعدم التواكل اعتمادًا على سيرة الرسول واقواله حين قال اعرابي للرسول صلى الله عليه وسلم: ارسل ناقتي وأتوكل على الله ؟ قال : بل اعقلها وتوكل
      الاصل السادس :العدل والوعد والوعيد

      ان قضية الوعد والوعيد أي الثواب والعقاب تعد أصلاً من أصول العقائد الاباضية ، فهي المرتبطة بالعدل الالهي الذي يعطي لكل ذي حق حقه ولا ينسب اليه الجور والظلم تعالى الله عن ذلك ، فلا يحكم على أحد بما ليس أهلاً له ، ولا يفعل بأحد ما لم يكن أهلاً له فحكمه على القاتل بالقتل عدل ، وقطع يد السارق عدل ، ورجم الزاني والزانية عدل ، وعد الطائع بالجنة عدل ، وتوعد العاصي بالنار عدل وعقاب ان مات بدون توبة . وإلا اصبحت اوامر الله تعالى كاذبة ومتناقضة مع النصوص القرآنية وعدالته المطلقة فالله عادل لايظلم أحد وسوف ينفذ وعيده الخالد الابدي في حق لكافرين العصاة وكذلك سينفذ وعده الخالد الابدي في حق المؤمنين الصادقين ، فألاباضية دحضوا رأي المرجئة والحشوية بالدليل العقلي والنقلي حين زعمت ان الله سيخلف وعيده لأهل الكبائر والعصاة من المسلمين ولايخلف وعده وعللوا ذلك بقوله تعالى :" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعًا انه هو الغفور الرحيم " . ولكنهم اجيبوا بالدليل النقلي في قوله تعالى :" ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذاب مهين " صدق الله العظيم
      الخلاصة
      ان الاباضية يرون ان أهل الكبائر من المسلمين بدون توبة كانوا عصاة أوفاسقين فهم مخلدونفي النار أبدًا ودائمًا واما المؤمنون فهم مخلدون في الجنة دائمًا وأبدًا
      الأصل السابع :الشفاعة

      يرى الاباضية ان شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لن تكون لمن مات وهو مصر على الكبائروانما تكون للمؤمنين كافة لتخفيف عليهم يوم الحشر والتعجيل بهم للدخول في الجنة أو زيادة درجة لبعض المؤمنين الذين ماتوا على الوفاء والتوبة النصوح
      الأصل الثامن :خلق القرآن الكريم
      الاباضية تؤكد على ان القرآن الكريم كلام الله تعالى وانه مخلوق له تعالى لفظه وكلماته سوره ومعناه الا ما قام الدليل على قدم معناه فقط كلفظ الجلالة والرحمن الرحيم لوصفه تعالى له بكونه منزلاً من عنده وهذه الفكرة مرتبطة بالتصور النقي الخالص لفكرة التنزيه للذات الالهية عن كل مماثلة لما يحتمل تصوره ووجوده من المحدثات الحسية الواقعية فالقرآن الكريم شيء من الأشياء الموجودة فهو يكون محدثًا أي مخلوقًا أو غير محدث والله الخالق لكل شيء والدليل على ذلك قوله تعالى :" انا جعلناه قرآنًا عربيًا " وقوله تعالى :" وجعلنا اليل والنهار آيتين " هذه الآية الخيرة في غير القرآن من الخلق ثم ان الله عزوجل بين ان القرآن الكريم محدث فقال :" ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون " وقال :" ولقد جئناكم بكتاب فصلناه على علم " وقال في غير القرآن من الخلق :" وكل شيء فصلناه تفصيلا" صدق الله العظيم

      الأصل التاسع : لامنزلة بين المنـزلتين

      في هذه القضية قضية الكفر والايمان التي أثيرت في الفكر الإسلامي : هل المسلم اذا ارتكب كبيرة من الكبائر يفقد صفة الإيمان ؟
      فيقول الاباضية في خذه القضية : أن من أقر بوحدانية الله ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه ضيع الفرائض الدينية أو ارتكب كبائر ، فتسميه موحدًا وليس بمؤمن ولا بمشرك وان مرتكب الكبيرة يعد كافر كفر نعمة وليس كافر كفر شرك لقوله تعالى :" ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلئك هم الكافرون " وقول الرسول :ليس بين العبد والكفر الا تركه الصلاة
      فالكفر عند الاباضية ينقسم الى
      كفر نعمة ونفاق :يتمثل في المسلم الذي ضيع الفرائض الدينية أو ارتكب الكبائر وأجمع بينهما
      كفر شرك وجحود :ويتمثل في الانسان الذي يجحد بالله وآياته ورسالة محمد صلى الله عليهوسلم فهنا يعد خارجًا عن ملة الاسلام
      فرأي الاباضية واضح جدًا في شأن المسلمين فهي تعدهم في الملة الاسلامية وتجري عليهماحكام المسلمين ويحرم ان تستحل دماؤهم وأموالهم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :( أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم وأموالهم الا بحقها )
      فهم يختلفون عن اخوانهم الاباضية في العقيدة الاسلامية وجوانبها الاجتماعية

      منقول:
      المصدر: http://www.alfida.jeeran.com/ipadia.htm

    • مشكووورين جميعاً على تعاونكم ويانا
      والشكر خاص لكل من زودنا بالمعلومات والنصائح وبصراحة العناوين الي طرحتوهم لإسم الكتاب رائعة جداً ..
      ع العموم الحين الكتاب قيد العمل وانشالله تشوفونه ويعجبكم ..

      تحياتي / دلووعة بيبي
    • عمان مون كتب:

      هااااااااااااه هين وصل التأليف ههههههههههههههه

      خلصتنة ولا بعدكن ..!!

      وهين بيطبعوووه ؟؟

      وإذا تبن مساعدات في الطبع أحنا جاهزيييين ..!!

      عمان موووووووووووووووووووووون
      على وشك الانتهاء وان شاء رح تشوفونه لما يجهز
    • تعريف بالمذهب الاباضي

      بذور الفكر الاباضي
      يعتبر المذهب الاباضي من اقدم المذاهب الاسلامية فهو ينتمي كما ينتمي غيره من المذذاهب الاسلامية الى الرسول صلى الله عليه وسلم

      ان نشأة الفكر الاباضي ، يعود بالدرجة الاولى الى العامل الديني والسياسي الذذي تمثل في مبايعة عبد الله بن وهب الراسبي من طرف بعض الصحابة والتابعين اللذين انكروا التحكيم على علي بن ابي طالب كرم الله وجهه وفيهم من اهل بدر ومن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة كحرقوص بن زهير السعدي وفروة بن نوفل وسارية بن لجام السعدي ، وكانت هذه النشأة في شوال 37هـ ،وقد رفع اصحاب عبدالله بن وهب الراسبي الشعار التالي : قبلت الدنية ولا حكم الا لله ، وهكذا نرى ان الذين مع علي في صفين متوادعين فروا عليه وعرفو لذلك بالخوارج أو الشراة عند المؤرخين عامة لكن الشيء الوحيد الذي يربط الاباضية بالخوارج هو رفضهم المشترك للتحكيم ، والدعوة الى امامة المسلمين عن طريق حرية الاختتيار والكفاءة الشرعية لهذا المنصب .بين المسلمين جميعاً
      ظهور المذهب الاباضي
      ظهر المذهب الاباضي في القرن الاول الهجري في البصرة ، فهو اقدم المذاهب الاسلامية على الاطلاق

      والتسمية كما هو مشهور عند المذهب ،جاءت من طرف الامويين ونسبوه الى عبد الله بن اباض وهو تابعي عاصر معاوية وتوفي في اواخر ايام عبد المللك بن مروان،وعلة التسمية تعود الى المواقف الكلامية والجدالية والسياسية التي اشتهر بها عبدالله بن اباض في تلك الفترة
      شخصية جابر بن زيد
      يرجع المذهب الاباضي في نشأته وتأسيسه الى جابر بن زيد الازدي العماني الذي ولد عام 22هـ وهو بذلك يعد اقدم ائمة المذاهب اجمعين فقد ولد اصحاب اللمذاهب الاربعة"الحنفية -الشافعية -المالكية-الحنبلية" بعد مولده رضي الله عنهن والبعض بعد وفاته
      وهو امام متحدث فقيه متبحر في الفقه ،امضى بقية حياته بين البصرة والمدينة بشكل جعله على صلة بأكبر فقهاء المسلمين حينذاك .وقد روي عن ابن عباس انه قال للناس : اسألوا جابر بن زيد فلو سأله اهل المشرق والمغرب لوسعهم علمه
      وقد اصبح اعظم فقيه في البصرة وله اتباع عديدون كعبدالله بن اباض ومرداس بن حيدر وابي عبيدة مسلم بن ابي كريمة .ولقد اكتتملت صورة المذذهب الاباضي على يد الاخير واليه انتهت رئاسة الاباضية بعد موت جابر بن زيد وباشارته اسس الاباضية في كل من المغرب وحضرموت دولاً مستقلة وتخرج علىيديه رجال الفكر والدين من مختلف الدول الاسلامية آنذاك والذذين عرفوا بحملة العلم
      هل الاباضية فرقة من الخوارج ؟
      يجب اولاً معرفة مدلولكلمة الخوارج ،فقد اطلق بعض المؤرخين كلمة الخوارج اولئك الذين اعتزلوا امير المؤمنين علي كرم الله وجههعندما قبل التحكيم ورضى به ،لانهم في نظر هؤلاء نقضوا بيعة في اعناقهم وخرجوا عن امامة مشروعة . ويطلقها فريق من المتكلمين في اصول العقائد والديانات ،وهم يقصدون بها الخروج عن الدين استناداً لقول الرسول عليه الصلاة والسلام :"ان ناساً من امتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية " . اما الفريق الثالث :فيطلقها ويقصد بها الجهاد في سببيل الله استناداً لقوله تعالى : "ومن يخرج من بيتته مهاجراً الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله ".سورة النساء الآية 100
      فإذا اباح بعض المؤرخين لأنفسهم ان يطلقوا هذه الكلمة "الخوارج" على جميع اولئك المتمسكين بإمامة علي المصرين على انها حق شرعي لايجوز فيه التردد وانه ليس من حق حتى على نفسه ان يشك في امامة اجمعت عليها الامة ولايتساهل فيها ،او يقبل المساومة عليها وان معاوية واتباعه فئة باغية يجب عليهم الرجوع الى حظيرة الامامة والامة اما طوعاً أو كرهًا بنص الكتاب ، فإذا رضخ علي لطلب البغاة ووضع الحق اليقيني موضع الشك ،وتنازل عن الواجب الذي اناطته به الامة وألزمته به البيعة فإن هذه البيعة تنحل من اعناقهم .


      ـــــــــــــــــــــــــــــــ


      أولاً : مــؤســس الاباضية
      انهم ينسبون في مذهبهم حسب ما تذكر مصادرهم إلى جابر بن زيد الأزدي الذي يقدمونه على كل أحد ويروون عنه مذهبهم وهو من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنه . انظر أجوبة ابن خلفون ص9
      وقد نسبوا إلى عبد الله ابن أباض لشهرة موقفه مع الحكام واسمه عبد الله بن يحيى بن أباض المري من بني مرة بن عبيد وينسب إلى بني تميم

      وللأباضية صولة وجولة في باب الخروج على الإمام , فقد ثار يحيى بن عبد الله طالب الحق المتقدم باليمن وجمع حوله من الأتباع والأنصار ما شجعه على الخروج في وجه حكام بني أمية سنة128هـ , وهذا الشخص أصله من حضرموت تأثر بدعوة أبي حمزة الشاري فخرج على مروان بن محمد وأخذ حضرموت وصنعاء فسير إليه مروان بن محمد قائده عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي فدارت معركة أسفرت عن قتل طالب الحق سنة130هـ
      وقد ذهب بعض العلماء من الأباضية إلى تحديد الوقت الذي استعملت فيه تسمية الأباضية وأن ذلك كان في القرن الثالث الهجري وقبلها كانوا يسمون أنفسهم ( جماعة المسلمين ) أو ( أهل الدعوة ) ( أهل الاستقامة ) كما يذكر ابن خلفون من علمائهم . أجوبة ابن خلفون ص9
      وقد ذهب ابن حزم إلى القول بأن الأباضية لا يعرفون ابن أباض وأنه شخص مجهول وهذا خطأ منه فإن ابن أباض شخص يعرفه الإباضيون ولهذا رد عليه ( علي يحيى معمر الأباضي) وذكر أن الأباضية يعرفون ابن أباض معرفة تامة ولا يتبرؤن منه
      ثانياً : هل الإباضية من الخوارج؟؟
      اتفقت كلمة علماء الفرق - الأشعري فمن بعده - على عد الأباضية فرقة من فرق الخوارج وليس المخالفون للأباضية فقط هم الذين اعتبروهم في عداد الخوارج , وإنما بعض علماء الأباضية المتقدمون أيضا , إذ لا يوجد في كلامهم ما يدل على كراهيتهم لعد الأباضية فرقة من الخوارج

      ونذكر فيما يلي بعض النصوص من كلام علماء الأباضية حول الخوارج وبيان مدحهم للخوارج
      قال مؤلف كتاب الأديان وهو أباضي : ( الباب الخامس والأربعين في ذكر فرق الخوارج , وهم الذين خرجوا على علي بن أبي طالب لما حكم ) ثم أخذ يذكر الخوارج في أكثر من موضع من هذا الكتاب على سبيل المدح قائلاً : هم أول من أنكر المنكر على من عمل به وأول من أبصر الفتنة وعابها على أهلها . لايخافون في الله لومة لائم قاتلوا أهل الفتنة حتى مضوا على الهدى ) الى أن يقول : ( وتتابعت الخوارج وافترقت الى ستة عشر فرقة ) . كتاب الأديان ص96
      ويقول نور الدين السالمي عن الخوارج : ( لما كثر بذل نفوسهم في رضى ربهم وكانوا يخرجون للجهاد طوائف سموا خوارج وهو جمع خارجة وهي الطائفة التي تخرج في سبيل الله , وكان اسم الخوارج في الزمان الاول مدحا لأنه جمع خارجة وهي الطائفة التي تخرج للغزو في سبيل الله ) . انظر الاباضية بين الفرق الاسلامية ص384
      ويقول صاحب كتاب ( وفاء الضمانة ) الأباضي : ( وكان الصفرية - احدى فرق الخوارج - مع أهل الحق منا في النهروان ) . وفاء الضمانة بأداء الامانة للعيزابي3/22

      موقف الاباضية من عثمان وعلي رضي الله عنهما


      من الأمور الغريبة جدا أن تجد ممن يدعي الإسلام ويؤمن بالله ورسوله من يقع في بغض الصحابة خصوصا من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة وثبتت بذلك النصوص في حقه
      فعثمان رضي الله عنه صحابي جليل شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة , أما بالنسبة للخوارج فقد تبراوا منه ومن خلافته بل وحكموا عليه بالارتداد والعياذ بالله وحاشاه من ذلك . وفي كتاب كشف الغمة لمؤلف أباضي من السب والشتم لعثمان ما لا يوصف ولم يكتف بالسب والشتم وإنما اختلق روايات عن بعض الصحابة يسبون فيها عثمان بزعمه ويحكمون عليه بالكفر . كشف الغمة ص268
      ولا شك ان هذا بهتان عظيم

      ويوجد كذلك كتاب في الأديان وكتاب آخر اسمه ( الدليل لأهل العقول ) للورجلاني فيهما أنواع من السباب والشتم لعثمان ومدح لمن قتلوه حيث سماهم ( فرقة أهل الاستقامة ) وهم في الحقيقة بغاة مارقون لااستقامة لهم إلا على ذلك
      وأما بالنسبة لموقفهم من علي رضي الله عنه
      فإنه يتضح موقفهم منه بما جاء في كتاب كشف الغمة تحت عنوان فصل من كتاب الكفاية قوله : فإن قال ماتقولون في علي بن أبي طالب , قلنا له أن علياً مع المسلمين في منزلة البراءة وذكر أسباباً - كلها كذب - توجب البراءة منه في زعم مؤلف هذا الكتاب منها حربه لأهل النهروان وهو تحامل يشهد بخارجيته المذمومة
      قال زعيم الأباضية عبدالله بن أباض نفسه في كتابه لعبد الملك عن معاوية ويزيد وعثمان كما يرويه صاحب كشف الغمة : ( فإنا نشهد الله وملائكته أنا براء منهم وأعداء لهم بأيدينا وألسنتنا وقلوبنا نعيش على ذلك ماعشنا ونموت عليه إذا متنا ونبعث عليه إذا بعثنا نحاسب بذلك عند الله ) اهـ . وكفى بهذا خروجا
      وصاحب كتاب كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة يشتم الحسن والحسين رضي الله عنهما وأوجب البراءة منهما بسبب ولايتهما لأبيهما على ظلمه وغشمه - كما يزعم - كذلك بسبب قتلهما عبدالرحمن بن ملجم وتسليمهما الإمامة لمعاوية
      ونفس الموقف الذي وقفه الخوارج عموماً والأباضية أيضاً من الصحابة السابقين وقفوه أيضاً من طلحة بن عبيدالله والزبير بن العوام وأوجب لهما الورجلاني النار . انظر كشف الغمة ص304 , الدليل لأهل العقول ص28
      وقد بشرهما الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة وهؤلاء الخوارج يوجبون عليهما النار فسبحان الله ما أجرأ أهل البدع والزيغ على شتم خيار الناس بعد نبيهم الذين نصروا الاسلام بأنفسهم وأموالهم وأولادهم ومات الرسول صلى الله عليه وسلم وهو راضٍ عنهم , قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لاتسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ) . أخرجه مسلم7/188
      وأنه لما يحار فيه الشخص هذا الموقف من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإذا كان اخص أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم غير مرضين عند هذه الطوائف من خوارج وشيعة فمن المرضي بعد ذلك؟

      عقائد الأباضية


      إن الأباضية كغيرهم من أهل البدع لهم عقائد خالفوا فيها منهج أهل السنة والجماعة ووافقوا فيها من على شاكلتهم من المبتدعة الضلال
      صفات الله : أما مايتعلق بصفات الله تعالى فإن الأباضية انقسموا فيها فريقين
      فريق نفى الصفات نفياً تاماً خوفاً من التشبيه بزعمهم ,فهم كالجهمية في ذلك . وفريق منهم يرجعون الصفات إلى الذات فقالوا أن الله عالم بذاته وقادر بذاته وسميع بذاته إلخ
      فالصفات عندهم عين الذات قال أحمد بن النضر من علمائهم
      وهو السميع بلا أداة تســمع إلا بــقدره قادر وحــداني
      وهو البصير بغير عين ركبت في الرأس بالأجفان واللحظان
      جل المهيمن عن مقال مكـيف أو أن ينـــال دراكه بمكان


      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      وهذا بعد موقع ان شاءالله يفيدكاً
      rafed.net/mawsoah/f4.html#1

      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      نشأة المذهب الإباضي
      لما وقعت معركة صفين بين الإمام علي ـ رضى الله عنه ـ بادر جذور الإباضية الأولون إلى مناصرة الإمام علي ـ رضى الله عنه ـ في حرب صفّين ضد معاوية بن أبي سفيان ـ رضى الله عنه ـ و سقط في الميدان إلى جانبه عدد من كبار الصحابة المشهود لهم بالجنة كعمار بن ياسر ـ رضى الله عنه ـ ، و بادروا إلى التصريح في وجه حملة المصاحف بقولهم : و به قاتلناكم ، و إنها خدعة كما تفطن لها الإمام علي نفسه لولا أن رجع إليها أخيرا . و بادروا إلى نصحه في دسيسة التحكيم و ألحوا عليه لرفض قبوله ، و لما أصر على قبول التحكيم و أراد تعيين أبي موسى الأشعري قالوا بأنه مغفل لا يليق و طلبوا بإلحاح تعيين ابن عباس حكما في جنبه مقابل عمرو بن العاص الكفؤ الداهية حكم معاوية ، و لكنه رضخ إلى رايه ولم يقبل ابن عباس حكما لدعوى أنه من المواليين على قتل عثمان بن عفان و أصر على تعيين أبي موسى الأشعري الذي لا يوازي عمرا في الدهاء و المكر و الكيد ، و تأثر بعرض المصاحف على الرماح و إن كان هو يراه أول الأمر خدعة لكنه قبل بالتحكيم
      و بعدها رأى أصحابه أنهم في حل من بيعته لخلعه نفسه بقبول التحكيم و بقائهم بلا إمام بعد كل هذا رأو أنه لابد من إمام يخلفه في أمورهم فعرضوها على كبارهم واحدا واحدا فأبوها إلا الإمام عبد الله بن وهب الرّاسبي الأزدي ، قبلها قائلا : ما أخذتها رغبة في الدنيا و لا أردها فرقا من الموت . فانحازوا عندئذ إلى النهروان و بعد أن هم الإمام علي بالذهاب إلى الشام لقتال معاوية بن أبي سفيان صرفه الأشعث بن قيس إلى النهروان آمرا إياه بقتال الوهبية هناك . فصرف جنده إلى النهروان لنصيحة الأشعث بن قيس ظاهرا ، و لكن لسر في نفسه لأنه يرى أن الإمام عبد الله الراسبي أزديا غير قرشي ، و هو يرى كمعاوية أن الإمامة في قريش ، فإذا انتقلت ذهبت عنهم إلى الأبد ، فقام بحملته على النهروان قبل أن يتقوى أمرهم ،لكه ندم على ذلك أشد الندم حتى قال لمولاّه قنبر لما سأله عن سبب بكائه الطويل: ويحك ، صرعنا خيار هذه الأمة و قراءها . - بعد ذلك ، هرب من بقي منهم إلى البصرة و اتخذوها مقرا لهم ، حتى ظهرت فئة منهم ، يكفرون مرتكب الكبيرة و يستحلون دماء أهل التوحيد ..... ، سمّوا بالخوارج ، فقال الإمام الربيع بن حبيب لأتباعه : دعوهم حتى يتجاوزوا القول إلى الفعل ، فلما تجاوزا ذلك إلى الفعل ، طاردوهم الإباضية ، و تبرأوا منهم ، و أظهروا عداوتهم الشديدة لهم ، لكن الكثير من المؤرخين تحدثوا بضم الإباضية إلى الخوارج.

      انتشار المذهب الإباضي

      يرجع المذهب الإباضي في نشأته وتأسيسه إلى عصر التابعين؛ فمؤسسه الذي أرسى قواعد الفقه الإباضي وأصوله هو التابعي الشهير جابر بن زيد الأزدي فهو إمام ومحدّث وفقيه، من أخص تلاميذ ابن عباس، وممن روى الحديث عن أُمِّ المؤمنين عائشة (ض) وعدد كبير من الصحابة ممن شهد بدرًا. كان إماما في التفسير والحديث، وكان ذا مذهب خاص به في الفقه.

      ولد سنة 21 للهجرة، وكان أكثر استقراره بالبصرة وبها توفي سنة 93 للهجرة. ولم ينسب إِليه المذهب وإنما نسب إلى عبدالله بن إباض وهو تابعي أيضا عاصر معاوية بن أبي سفيان وتوفي في أواخر أَيام عبد الملك بن مروان فهي نسبة عرضية كان سببها بعض المواقف الكلامية والسياسية التي اشتهر بها ابن إباض وتميز بها، فنسب المذهب الإباضي إِلَيهِ، ولم يستعمل "الإباضية" في تاريخهم المبكر هذه النسبة، بل كانوا يستعملون عبارة "جماعة المسلمين" أو "أهل الدعوة" أو "أهل الاستقامة" وأول ما ظهر استعمالهم لكلمة "الإباضية" كان في أواخر القرن الثالث.
      وقد توزع علم جابر بن زيد في روافد كثيرة، لعل أخصبها وأثراها ما أثره عنه تلاميذه الذين انتشر المذهب على أيديهم، أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي، و ضمام بن السائب وغيرهم. وقد تم تدوين ذلك الفقه في فترة مبكرة، فكان جابر بن زيد نفسه مِمَّن يستعمل الكتابة والمراسلة فكتب بأجوبته إلى تلاميذه وأصحابه، [وقد حفظ لنا التاريخ شيئا منها إلى اليوم ]. واستكتب بعض زملائه من التابعين مثل عكرمة مولى ابن عباس في بعض المسائل. والذي بين أيدينا من روايات ذلك الفقه المبكر: كتاب روايات ضمام، وفتيا الربيع بن حبيب ، وكتاب النكاح لجابر بن زيد ، وكتاب الصلاة له، وكثير من الروايات عن تلميذه عمرو بن هرم و عمرو بن دينار ، بالإضافة إلى حديثه الذي جمعه الربيع بن حبيب في مسنده الصحيح. فالمذهب الإباضي بالنظر إلى تأسيسه ونشأته من أقدم المذاهب الفقهية الإسلامية وهو نتاج مدرسة العراق والبصرة خصوصا.
      على أنه وإن تأثر بمدرسة العراق فاستخدم علماؤها الرأي والقياس أيضا على تردد من بعضهم خصوصا جابر بن زيد و "أبا عبيدة" ، إلا أن تأسيسه على يدي "جابر" وهو محدث صاحب آثار جعل منهجه يطبع فقه المذهب ويغلب عليه، ويحد من تأثير مدرسة الرأي، التي عظم خطرها في العراق.
      على أن اتساع دائرة المذهب الإباضي كدعوة إسلامية سياسية عامة جعل المذهب لا يكسب طابعا خاصا يغلب عليه مدرسة بعينها أو ينسب إلى مدينة بعينها كالبصرة، فَإِنَّ الباحث يتردد كثيرا قبل أَن يرسل حكما عاما يربط فيه المذهب بمركز التجمع الإباضي في البصرة، فقد كانت تجمعات مماثلة في كل من الكوفة و مكة والمدينة و خراسان عرف منها علماء بارزون مختارون، سجلت أقوالهم في الآثار المبكرة لعلماء "الإباضية".
      واكتملت صورة المذهب وتم تحرير أقواله وآرائه في صورتها النهائية في أواخر أَيَّام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة ، الذي خلف جابر بن زيد على إمامة أشياخ المذهب في البصرة، وهي مركز التجمع الأساسي لعلماء الإباضية؛ حتَّى قرابة نهاية القرن الثالث. وعنه حمله طلبته الذين وفدوا عليه من المغرب والمشرق إلى بلدانهم، التي أضحت (من بعد) مراكز "لدول إباضية" ، لعبت دورا سياسيا خطيرا، في كل من جنوب الجزيرة وشرقها (اليمن ، و حضرموت ثُمَّ سلطنة عمان وفي شمال افريقيا: ليبيا، تونس، الجزائر).
      وقد عرف هؤلاء التلاميذ باسم خاص تطلقه عليهم كتب السير والطبقات "الإباضية" هو اسم: "حملة العلم".
      وبجهود حملة العلم تأسست دولة "الإباضية" في شمال افريقيا، فكان إمام الظهور الأول لهذه الدولة هو: أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري أحد حملة العلم، وقد بايعه أصحابه بالإمامة في منطقة "صياد" قرب بلدة زنجور في طرابلس سنة 140 الهجري، ولعب دورا هاما في سياسة المنطقة في فترة قصيرة، التي حكمها أَيام ملك العباسيين. ثُمَّ بعد حروب متصلة بين جيوش الدولة العباسية وجموع "الإباضية" في المغرب ، أفلح تلميذ آخر من تلاميذ "أبي عبيدة" وأحد "حملة العلم" وهو عبد الرحمن بن رستم الفارسي في تأسيس الدولة "الإباضية" بتاهرت (تيارت حاليا,وهي مدينة جزائرية)، والتي استمرت قرابة مائة وعشرين سنة (120 سنة) وازدهرت مع ازدهارها، وما هيأته من ظروف الاستقرار حركة علمية ممتازة في كل من جبل "نفوسة" و"تاهرت" تركت ثروة علمية واسعة ذات قيمة جليلة، وبعد سقوط الدولة "الإباضية" في "تاهرت" احتفظت التجمعات السكانية "الإباضية" بنوع من الاستقلال الديني والسياسي، مكنها في متابعة تلك النهضة العلمية التي تقوم على رعايتها مجالس العلماء، التي عرفت في اصطلاح الإباضية "بمجالس العزابة"، فاتصل الإنتاج العلمي بين "إباضية" المغرب في مختلف العلوم الإسلامية حتى أَيامنا هذه. ولعله من الإنصاف أَن نقرر هنا حقيقة هامة .. هي أن المذهب رغم تلك الجفوة التي اصطنعتها ظروف السياسة في تاريخ الأمة الإسلامية بينه وبين سائر مذاهب الأمة.. يمثل في واقعه صورة من صور الإسلام الأصيل، في عقائده وفقهه ومسلك أتباعه، ويتميز تاريخه الطويل بذلك الصراع المتصل لإقامة وجود سياسي للعقيدة الإسلامية، ممثلا في إمامة عادلة في حال الظهور، أو في السعي المتصل لإقامتها في مسالك الدين الأخرى في أطوار "الدفاع" أو "الشراء" أو "الكتمان". و لا يزال لهم بقايا في الجزائر و عمان

      [B]تعريف بالمذهب الإباضي[/B]


      بذور الفكر الإباضي

      يعتبر المذهب الإباضي من أقدم المذاهب الإسلامية فهو ينتمي كما ينتمي غيره من المذاهب الإسلامية إلى رسول الإسلام. إن نشأة الفكر الإباضي ، يعود بالدرجة الأولى إلى العامل الديني والسياسي الذي تمثل في مبايعة عبد الله بن وهب الراسبي من طرف بعض الصحابة والتابعين اللذين أنكروا التحكيم على علي بن أبي طالب وفيهم من أهل بدر ومن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة كحرقوص بن زهير السعدي وفروة بن نوفل وسارية بن لجام السعدي ، وكانت هذه النشأة في شوال 37هـ ،وقد رفع أصحاب عبدالله بن وهب الراسبي الشعار التالي : قبلت الدنية ولا حكم إلا لله ، وهكذا نرى أن الذين مع علي في صفين متوادعين فروا عليه وعرفوا لذلك بالخوارج أو الشُراة عند المؤرخين عامة لكن الشيء الوحيد الذي يربط الإباضية بالخوارج هو رفضهم المشترك للتحكيم ، والدعوة إلى إمامة المسلمين عن طريق حرية الاختيار والكفاءة الشرعية لهذا المنصب .بين المسلمين جميعاً ظهور المذهب الإباضي
      ظهر المذهب الإباضي في القرن الأول الهجري في البصرة ، فهو أقدم المذاهب الإسلامية على الإطلاق والتسمية كما هو مشهور عند المذهب ،جاءت من طرف الأمويين ونسبوه إلى عبد الله بن أباض وهو تابعي عاصر معاوية وتوفي في أواخر أيام عبد المالك بن مروان،وعلة التسمية تعود إلى المواقف الكلامية والجدالية والسياسية التي اشتهر بها عبدالله بن أباض في تلك الفترة

      شخصية جابر بن زيد

      يرجع المذهب الإباضي في نشأته وتأسيسه إلى جابر بن زيد الأزدي العماني الذي ولد عام 22هـ وهو بذلك يعد أقدم أئمة المذاهب أجمعين فقد ولد أصحاب المذاهب الأربعة"الحنفية -الشافعية -المالكية-الحنبلية" بعد مولده رضي الله عنهن والبعض بعد وفاته وهو إمام متحدث فقيه متبحر في الفقه ،أمضى بقية حياته بين البصرة والمدينة بشكل جعله على صلة بأكبر فقهاء المسلمين حينذاك .وقد روي عن ابن عباس انه قال للناس : اسألوا جابر بن زيد فلو سأله أهل المشرق والمغرب لوسعهم علمه وقد أصبح أعظم فقيه في البصرة وله أتباع عديدون كعبدالله بن أباض ومرداس بن حيدر وأبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة .ولقد اكتملت صورة المذهب الإباضي على يد الأخير واليه انتهت رئاسة الأباضية بعد موت جابر بن زيد وبإشارته أسس الأباضية في كل من المغرب وحضرموت دولاً مستقلة وتخرج على يديه رجال الفكر والدين من مختلف الدول الإسلامية آنذاك والذين عرفوا بحملة العلم .

      هل الأباضية فرقة من الخوارج ؟

      يجب أولا معرفة مدلول كلمة الخوارج ،فقد أطلق بعض المؤرخين كلمة الخوارج أولئك الذين اعتزلوا أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه عندما قبل التحكيم ورضي به ،لأنهم في نظر هؤلاء نقضوا بيعة في أعناقهم وخرجوا عن إمامة مشروعة . ويطلقها فريق من المتكلمين في أصول العقائد والديانات ،وهم يقصدون بها الخروج عن الدين استناداً لقول الرسول عليه الصلاة والسلام :"أن ناساً من أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية " . أما الفريق الثالث :فيطلقها ويقصد بها الجهاد في سبيل الله استناداً لقوله تعالى : "ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ".سورة النساء الآية 100 فإذا أباح بعض المؤرخين لأنفسهم أن يطلقوا هذه الكلمة "الخوارج" على جميع أولئك المتمسكين بإمامة علي المصرين على أنها حق شرعي لا يجوز فيه التردد وانه ليس من حق حتى على نفسه أن يشك في إمامة أجمعت عليها الأمة ولا يتساهل فيها ،أو يقبل المساومة عليها وان معاوية وأتباعه فئة باغية يجب عليهم الرجوع إلى حظيرة الإمامة والأمة إما طوعاً أو كرهًا بنص الكتاب ، فإذا رضخ علي لطلب البغاة ووضع الحق اليقيني موضع الشك ،وتنازل عن الواجب الذي أناطته به الأمة وألزمته به البيعة فإن هذه البيعة تنحل من أعناقهم .فهم خيار بعد هذا في آرائهم .

      الخوارج في نظر الأباضية

      يرى الأباضية أن إطلاق كلمة الخوارج على فرقة من فرق الإسلام لا يلاحظ فيه المعنى السياسي الثوري سواء كانت هذه الثورة لأسباب شرعية عندهم أو لأسباب غير شرعية ولذلك فهم لم يطلقوا هذه الكلمة على قتلة عثمان ولا على طلحة والزبير وأتباعهما ولا على معاوية وجيشه ولا على ابن فندين والذين أنكروا معه إمامة عبد الوهاب الرستمي وإنما كل ما يلاحظونه إنما هو المعنى الديني الذي يتضمنه حديث المروق والخروج عن الإسلام وهو قوله صلى الله عليه وسلم : "أن ناسًا من أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية فتنظر في النصل فلا ترى شيئًا ،وتنظر في القدح فلا ترى شيئًا ،وتتمارى في الفرق " . فليس في امة محمد صلى الله عليه وسلم أشبه شيء بهذه الرواية من أولئك الذين عكسوا الشريعة ، قلبوها ظهراً لبطن وبدلوا الأسماء والأحكام لان المسلمين كانوا على عهد الرسول يعصون ولا تجرى عليهم أحكام المشركين ، فأبطلوا الرجم والجلد كأنهم ليسوا من امة محمد صلى الله عليه وسلم ، ففي من نزلت الحدود في المسلمين أم في المشركين ؟

      الأصول العقائدية عند الأباضية


      الأصل الأول : التوحيد

      يقول الأباضية : أن الله واحد في ذاته وصفاته وان ذات الله وصفاته شيء واحد ولا يشاركه فيه شيء ما بأي حال من الأحوال وبأي وجه كان مع الإقرار والاعتقاد بأن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله أي : أن الله هو المالك الوحيد الخالق لهذا الكون والمدبر الوحيد الكامل لكل ما يقع من أحداث وان محمد رسول الله خاتم الأنبياء والرسل ورسالته حق على العالمين مع الإلزام بتطبيقها وأتباعها في هذه الحياة

      الأصل الثاني : الصفات الإلهية

      يؤكد الأباضية بان صفات الكمال لله عز وحل وهي جوهره أي ذاته ، لكن المذاهب الكلامية الأخرى قد اختلفت في ماهية الصفات الإلهية فهل هي غير ذاته ؟ فالأشعرية ترى أن صفات الله غيره وهي قديمة بقدمه تعالى معنى هذا أن العلم صفة ثابتة قديمة من صفاته تعالى ولكنها ليست جوهره أي ذاته . فلا يقال أن الله مريد بإرادة وإرادته ذاته ، أما الأباضية تقول : أن صفات الله هي عين ذاته والله قادر بذاته أي أن ذاته كافية في التأثير في جميع المقدورات ، فصفات الله عز وجل هي عين ذاته لأن الله قديم وصفة القديم مثله في القدم . فإذا كانت شيئًا غيره كان هناك قديمان أو أكثر وهو تصور يتنافى مع اصل التوحيد ولا يجوز اعتبار الصفات مستقلة محدثة إذ يصبح الله محتاج إلى أعراض وأجزاء ويغدو مركباً وهذا يتنافى ووحدانية الله

      الأصل الثالث : الإيمان

      الأباضية يرون أن الدين والإيمان والإسلام أسماء لشيء واحد وهو طاعة الله تعالى وتطبيق قواعد الإسلام تطبيقًا عمليًا لذا قيل في التوحيد عند الأباضية : أن قيل لك : ما قواعد الإسلام ؟ فقل: أربعة ،العلم والعمل والنية والورع . فالإسلام لا يصح إلا بهذه الأركان الأربعة ولا يجوز الفصل بين القول والعمل. القول هو : الإقرار بالله انه لا اله إلا هو وبمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي بأنه عبدالله ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو المشركون وختم به أنبيائه وفضله على جميع خلقه ، والإتيان بجميع أركان الإسلام واجتناب جميع المحرمات والوقوف عند الشبهات ، فهذه الأصول تناقض رأي المرجئة التي ترى أن الأعمال شيء واحد وان العمال شيء آخر ، فالإيمان في زعمها هو التصديق بالقلب فقط إلا أن الأباضية يؤكدون أن الإيمان بدون تطبيق فرائض الإسلام لا معنى له وإلا أصبح فكرة جوفاء وأما الاشعرية فترى الإيمان : من أتى بالقول وضيع العمل وهذا الإنسان تراه مسلمًا عاصيًا مذنبًا فليس بمشرك . أما الأباضية فتراه فاسقًا عاصيا موحدًا ولا يخرج عن ملة الإسلام وتجري علية أحكام الإسلام والمسلمين .وقد اعتنقت المعتزلة والشيعة والزيدية رأي الإباضية في هذا الأصل

      الأصل الرابع: نفي رؤية الله عز وجل

      عندما نفي الأباضية رؤية الله عز وجل .كان ذلك عن حق منهم فهم فتحوا باب الاجتهاد والتأويل معتمدين في ذلك علي الأدلة العقلية والنقلية لتدعيم النص القرآني المتشابه بالدليل اللغوي المتمثل في لغة العرب في الجاهلية .وهذا يؤكد سمو وعلو المستوى العقلي الذي يتمتع به الفكر الإباضي في فهم وإدراك المجازات اللغوية والابتعاد عن الاتجاه التجسمي الذي لا يؤمن إلا بما هو متصور ومحسوس وله نظيرة وشبيه في الواقع المادي . فالأباضية يرون في كتاب الله عز وجل ظاهرا وباطنا فقول الله عز وجل : "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " هذه الآية من المتشابهات يجب تأويلها لغويًا وعقليًا في آن واحد لأن اللغة هي الفكر فهي تحمل المعاني الفكرية ، ويفهم منها الرجاء وانتظار رحمة الله للدخول في الجنة بعد الفراغ من الحساب .ولا يعني الرؤية بالأبصار ثم أن هذه الآية تدعمها وتوافقها الآية الكريمة : " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار " وهذا الاستدلال العقلي والاجتهاد النظري يعد وسيلة لإثبات وتوكيد توحيد الله تعالى وتنـزيهه من كل شيء أما الأدلة العقلية فتمثلت فيما يلي : لو أمكنت رؤية الله تعالى لكان جسمًا ومتحيزًا وموجودًا في مكان أمام حواسنا أو كونه في حكم المقابلة كما في الورئى بالمرآة وكذلك عدم غاية القرب فإن المبصر إذا التصق بسطح البصر بطل إدراكه بالكلية ، فبعد هذه الأدلة فإن الأباضية تجزم بامتناع رؤية الله تعالى في الدنيا والآخرة .

      الأصل الخامس :القدر

      الأباضية أعطت للقدر مفهومًا أصيلا يتمثل في القدرة المرتبطة بالمقدور بمعنى الكسب ،أي للإنسان القدرة على الفعل والله عز وجل خلق فينا القدرة ولا يحاسبنا على هذه القدرة بل أن الحساب ينصب على الأعمال التي اكتسبها الإنسان اكتسابًا عن طريق جوارحه وإرادته الحرة . كالمسلم الذي صام رمضان فأكل يومًا متعمدًا ، فإن ظاهرة الجوع والعطش أمر جبري من عند الله لأننا لا يمكن أن نزيل دوافعنا الفطرية أما ا لتعمد في الأكل وعدم ضبط الدوافع بإرادة قوية فأمر مكتسب من الإنسان ذاته أذن ليس هناك تعارض بين إرادة الله عز وجل وعمله الأزلي القديم مسبقًا وبين كسب الإنسان ، فالله يعذب على المقدور ولا يعذب على القدر . الخلاصة إن المؤمن الصالح عليه أن يعتقد بالقدر خيره وشره انه من الله ولن يبلغ حقيقة الإيمان حتى يؤمن بذلك مع العمل الدائم وعدم التواكل اعتمادًا على سيرة الرسول وأقواله حين قال أعرابي للرسول صلى الله عليه وسلم: أرسل ناقتي وأتوكل على الله ؟ قال : بل اعقلها وتوكل

      الأصل السادس :العدل والوعد والوعيد

      إن قضية الوعد والوعيد أي الثواب والعقاب تعد أصلاً من أصول العقائد الأباضية ، فهي المرتبطة بالعدل الإلهي الذي يعطي لكل ذي حق حقه ولا ينسب إليه الجور والظلم تعالى الله عن ذلك ، فلا يحكم على أحد بما ليس أهلاً له ، ولا يفعل بأحد ما لم يكن أهلاً له فحكمه على القاتل بالقتل عدل ، وقطع يد السارق عدل ، ورجم الزاني والزانية عدل ، وعد الطائع بالجنة عدل ، وتوعد العاصي بالنار عدل وعقاب إن مات بدون توبة . وإلا أصبحت أوامر الله تعالى كاذبة ومتناقضة مع النصوص القرآنية وعدالته المطلقة فالله عادل لا يظلم أحد وسوف ينفذ وعيده الخالد الأبدي في حق لكافرين العصاة وكذلك سينفذ وعده الخالد الأبدي في حق المؤمنين الصادقين ، فالأباضية دحضوا رأي المرجئة والحشوية بالدليل العقلي والنقلي حين زعمت أن الله سيخلف وعيده لأهل الكبائر والعصاة من المسلمين ولا يخلف وعده وعللوا ذلك بقوله تعالى :" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله أن الله يغفر الذنوب جميعًا انه هو الغفور الرحيم " . ولكنهم أجيبوا بالدليل النقلي في قوله تعالى :" ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذاب مهين " صدق الله العظيم
      الخلاصة : أن الأباضية يرون أن أهل الكبائر من المسلمين بدون توبة كانوا عصاة أو فاسقين فهم مخلدون في النار أبدًا ودائمًا وأما المؤمنون فهم مخلدون في الجنة دائمًا وأبدًا

      الأصل السابع : الشفاعة

      يرى الأباضية أن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لن تكون لمن مات وهو مصر على الكبائر وإنما تكون للمؤمنين كافة لتخفيف عليهم يوم الحشر والتعجيل بهم للدخول في الجنة أو زيادة درجة لبعض المؤمنين الذين ماتوا على الوفاء والتوبة النصوح

      الأصل الثامن : خلق القرآن الكريم

      الأباضية تؤكد على أن القرآن الكريم كلام الله تعالى وانه مخلوق له تعالى لفظه وكلماته سوره ومعناه إلا ما قام الدليل على قدم معناه فقط كلفظ الجلالة والرحمن الرحيم لوصفه تعالى له بكونه منزلاً من عنده وهذه الفكرة مرتبطة بالتصور النقي الخالص لفكرة التنزيه للذات الإلهية عن كل مماثلة لما يحتمل تصوره ووجوده من المحدثات الحسية الواقعية فالقرآن الكريم شيء من الأشياء الموجودة فهو يكون محدثًا أي مخلوقًا أو غير محدث والله الخالق لكل شيء والدليل على ذلك قوله تعالى :" إنا جعلناه قرآنًا عربيًا " وقوله تعالى :" وجعلنا الليل والنهار آيتين " هذه الآية الخيرة في غير القرآن من الخلق ثم أن الله عز وجل بين أن القرآن الكريم محدث فقال :" ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون " وقال :" ولقد جئناكم بكتاب فصلناه على علم " وقال في غير القرآن من الخلق :" وكل شيء فصلناه تفصيلا" صدق الله العظيم

      الأصل التاسع : لا منزلة بين المنـزلتين

      في هذه القضية قضية الكفر والإيمان التي أثيرت في الفكر الإسلامي : هل المسلم إذا ارتكب كبيرة من الكبائر يفقد صفة الإيمان ؟ فيقول الأباضية في هذه القضية : أن من أقر بوحدانية الله ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه ضيع الفرائض الدينية أو ارتكب كبائر ، فتسميه موحدًا وليس بمؤمن ولا بمشرك وان مرتكب الكبيرة يعد كافر كفر نعمة وليس كافر كفر شرك لقوله تعالى :" ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلئك هم الكافرون " وقول الرسول :ليس بين العبد والكفر إلا تركه الصلاة فالكفر عند الأباضية ينقسم إلى كفر نعمة ونفاق : يتمثل في المسلم الذي ضيع الفرائض الدينية أو ارتكب الكبائر وأجمع بينهما كفر شرك وجحود :ويتمثل في الإنسان الذي يجحد بالله وآياته ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم فهنا يعد خارجًا عن ملة الإسلام . فرأي الأباضية واضح جدًا في شأن المسلمين فهي تعدهم في الملة الإسلامية وتجري عليهم أحكام المسلمين ويحرم أن تستحل دماؤهم وأموالهم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ) فهم يختلفون عن إخوانهم الأباضية في العقيدة الإسلامية وجوانبها الاجتماعية .


      ـــــــــــــــــــــــ
      اتمنى الاستفادة




    • فتحوا كتاب التاريخ للصف الثاني عشر >> الفصل الدراسي الثاني

      في وحده كامله عن نشاة المذهب الاباضي

      بالتوفيق
      Every Time . . You feel like you can’t go on , You feel so LOST . . And that you so ALONE , All You see is NIGHT , and DARKNESS all around . . Don’t Despair ,and NEVER LOSE HOPE . . Cause ALLAH is always by YOUR SIDE INSHAALLAH you find your way :)
    • نــ,,ظــ ـ ـ ـ ــرة كتب:

      فتحوا كتاب التاريخ للصف الثاني عشر >> الفصل الدراسي الثاني

      في وحده كامله عن نشاة المذهب الاباضي

      بالتوفيق


      مشكووووووووووووره حبيبتي على المساعده,,,,,,في ميزان حسناتك ان شاء الله
    • [

      بذور الفكر الاباضي
      يعتبر المذهب الاباضي من اقدم المذاهب الاسلامية فهو ينتمي كما ينتمي غيره من المذذاهب الاسلامية الى الرسول صلى الله عليه وسلم

      ان نشأة الفكر الاباضي ، يعود بالدرجة الاولى الى العامل الديني والسياسي الذذي تمثل في مبايعة عبد الله بن وهب الراسبي من طرف بعض الصحابة والتابعين اللذين انكروا التحكيم على علي بن ابي طالب كرم الله وجهه وفيهم من اهل بدر ومن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة كحرقوص بن زهير السعدي وفروة بن نوفل وسارية بن لجام السعدي ، وكانت هذه النشأة في شوال 37هـ ،وقد رفع اصحاب عبدالله بن وهب الراسبي الشعار التالي : قبلت الدنية ولا حكم الا لله ، وهكذا نرى ان الذين مع علي في صفين متوادعين فروا عليه وعرفو لذلك بالخوارج أو الشراة عند المؤرخين عامة لكن الشيء الوحيد الذي يربط الاباضية بالخوارج هو رفضهم المشترك للتحكيم ، والدعوة الى امامة المسلمين عن طريق حرية الاختتيار والكفاءة الشرعية لهذا المنصب .بين المسلمين جميعاً
      ظهور المذهب الاباضي
      ظهر المذهب الاباضي في القرن الاول الهجري في البصرة ، فهو اقدم المذاهب الاسلامية على الاطلاق

      والتسمية كما هو مشهور عند المذهب ،جاءت من طرف الامويين ونسبوه الى عبد الله بن اباض وهو تابعي عاصر معاوية وتوفي في اواخر ايام عبد المللك بن مروان،وعلة التسمية تعود الى المواقف الكلامية والجدالية والسياسية التي اشتهر بها عبدالله بن اباض في تلك الفترة
      شخصية جابر بن زيد
      يرجع المذهب الاباضي في نشأته وتأسيسه الى جابر بن زيد الازدي العماني الذي ولد عام 22هـ وهو بذلك يعد اقدم ائمة المذاهب اجمعين فقد ولد اصحاب اللمذاهب الاربعة"الحنفية -الشافعية -المالكية-الحنبلية" بعد مولده رضي الله عنهن والبعض بعد وفاته
      وهو امام متحدث فقيه متبحر في الفقه ،امضى بقية حياته بين البصرة والمدينة بشكل جعله على صلة بأكبر فقهاء المسلمين حينذاك .وقد روي عن ابن عباس انه قال للناس : اسألوا جابر بن زيد فلو سأله اهل المشرق والمغرب لوسعهم علمه
      وقد اصبح اعظم فقيه في البصرة وله اتباع عديدون كعبدالله بن اباض ومرداس بن حيدر وابي عبيدة مسلم بن ابي كريمة .ولقد اكتتملت صورة المذذهب الاباضي على يد الاخير واليه انتهت رئاسة الاباضية بعد موت جابر بن زيد وباشارته اسس الاباضية في كل من المغرب وحضرموت دولاً مستقلة وتخرج علىيديه رجال الفكر والدين من مختلف الدول الاسلامية آنذاك والذذين عرفوا بحملة العلم
      هل الاباضية فرقة من الخوارج ؟
      يجب اولاً معرفة مدلولكلمة الخوارج ،فقد اطلق بعض المؤرخين كلمة الخوارج اولئك الذين اعتزلوا امير المؤمنين علي كرم الله وجههعندما قبل التحكيم ورضى به ،لانهم في نظر هؤلاء نقضوا بيعة في اعناقهم وخرجوا عن امامة مشروعة . ويطلقها فريق من المتكلمين في اصول العقائد والديانات ،وهم يقصدون بها الخروج عن الدين استناداً لقول الرسول عليه الصلاة والسلام :"ان ناساً من امتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية " . اما الفريق الثالث :فيطلقها ويقصد بها الجهاد في سببيل الله استناداً لقوله تعالى : "ومن يخرج من بيتته مهاجراً الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله ".سورة النساء الآية 100
      فإذا اباح بعض المؤرخين لأنفسهم ان يطلقوا هذه الكلمة "الخوارج" على جميع اولئك المتمسكين بإمامة علي المصرين على انها حق شرعي لايجوز فيه التردد وانه ليس من حق حتى على نفسه ان يشك في امامة اجمعت عليها الامة ولايتساهل فيها ،او يقبل المساومة عليها وان معاوية واتباعه فئة باغية يجب عليهم الرجوع الى حظيرة الامامة والامة اما طوعاً أو كرهًا بنص الكتاب ، فإذا رضخ علي لطلب البغاة ووضع الحق اليقيني موضع الشك ،وتنازل عن الواجب الذي اناطته به الامة وألزمته به البيعة فإن هذه البيعة تنحل من اعناقهم .فهم خيار بعد هذا في آرائهم .
      الخوارج في نظر الاباضية
      يرى الاباضية ان اطلاق كلمة الخوارج على فرقة من فرق الاسلام لايلاحظ فيه المعنى السياسي الثوري سواء كانت هذه الثورة لاسباب شرعية عندهم أو لاسباب غير شرعية ولذلك فهم لم يطلقوا هذه الكلمة على قتلة عثمان ولا على طلحة والزبير واتباعهما ولاعلى معاوية وجيشه ولاعلى ابن فندين والذين انكروا معه امامة عبد الوهاب الرستمي وانما كل ما يلاحظونه انما هو المعنى الديني الذي يتضمنه حديث المروق والخروج عن الاسلام وهو قوله صلى الله عليه وسلم : "ان ناسًا من امتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية فتنظر في النصل فلاترى شيئًا ،وتنظر في القدح فلا ترى شيئًا ،وتتمارى في الفوق " . فليس في امة محمد صلى الله عليه وسلم اشبه شيء بهذه الرواية من اولئك الذين عكسوا الشريعة ، قلبوها ظهراً لبطن وبدلوا الاسماء والاحكام لان المسلمين كانوا على عهد الرسول يعصون ولاتجرى عليهم احكام المشركين ، فأبطلوا الرجم والجلد كأنهم ليسوا من امة محمد صلى الله عليه وسلم ، ففي من نزلت الحدود في المسلمين أم في المشركين ؟
      الاصول العقائدية عند الاباضية
      الأصل الأول: التوحيد
      يقول الاباضية : ان الله واحد في ذاته وصفاته وان ذات الله وصفاته شيء واحد ولا يشاركه فيه شيء ما بأي حال من الاحوال وبأي وجه كان مع الاقرار والاعتقاد بأن لا اله الا الله وان محمد رسول الله اي : ان الله هو المالك الوحيد الخالق لهذا الكون والمدبر الوحيد الكامل لكل ما يقع من احداث وان محمد رسول الله خاتم الانبياء والرسل ورسالته حق على العالمين مع الالزام بتطبيقها واتباعها في هذه الحياة
      الاصل الثاني : الصفات الالهية

      يؤكد الاباضية بان صفات الكمال لله عزوحل وهي جوهره أي ذاته ، لكن المذاهب الكلامية الاخرى قد اختلفت في ماهية

      الصفات الالهية فهل هي غير ذاته ؟
      فالاشعرية ترى ان صفات الله غيره وهي قديمة بقدمه تعالى معنى هذا ان العلم صفة ثابتة قديمة من صفاته تعالى ولكنها ليست جوهره أي ذاته . فلايقال ان الله مريد بارادة وارادته ذاته ، اما الاباضية تقول : ان صفات الله هي عين ذاته والله قادر بذاته أي ان ذاته كافية في التأثير في جميع المقدورات ، فصفات الله عزوجل هي عين ذاته لأن الله قديم وصفة القديم مثله في القدم . فاذا كانت شيئًا غيره كان هناك قديمان أو اكثر وهو تصور يتنافى مع اصل التوحيد ولا يجوز اعتبار الصفات مستقلة محدثة اذ يصبح الله محتاج الى اعراض واجزاء ويغدو مركباً وهذا يتنافى ووحدانية الله
      الاصل الثالث : الايمان
      ا
      لاباضية يرون ان الدين والايمان والاسلام اسماء لشيء واحد وهو طاعة الله تعالى وتطبيق قواعد الاسلام تطبيقًا عمليًا لذا قيل في التوحيد عند الاباضية : ان قيل لك : ما قواعد الاسلام ؟ فقل: اربعة ،العلم والعمل والنية والورع .فالاسلام لايصح الا بهذه الاركان الاربعة ولايجوز الفصل بين القول والعمل.
      القول هو :
      الاقرار بالله انه لا اله الا هو وبمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي بانه عبدالله ورسوله ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو المشركون وختم به انبيائه وفضله على جميع خلقه ، واتيان والاتيان بجميع اركان الاسلام واجتناب جميع المحرمات والوقوف عند الشبهات ، فهذه الاصول تناقض رأي المرجئة التي ترى ان الاعمال شيء واحد وان العمال شيء آخر ، فالايمان في زعمها هو التصديق بالقلب فقط الا ان الاباضية يؤكدون ان الايمان بدون تطبيق فرائض الاسلام لامعنى له والا اصبح فكرة جوفاء واما الاشعرية فترى الايمان : من اتى بالقول وضيع العمل وهذا الانسان تراه مسلمًا عاصيًا مذنبًا فليس بمشرك . اما الاباضية فتراه فاسقًا عاصيا موحدًاولا يخرج عن ملة الاسلام وتجري علية احكام الاسلام والمسلمين .وقد اعتنقت المعتزلة والشيعة والزيدية راي الاباضية في هذا الاصل
      الاصل الرابع:نفي رؤيةالله عزوجل

      عندما نفي الاباضية رؤية الله عزوجل .كان ذلك عن حق منهم فهم فتحوا باب الاجتهاد والتأويل معتمدين في ذلك علي الادلة العقلية والنقلية لتدعيم النص القرآني المتشابه بالدليل اللغوي المتمثل في لغة العرب في الجاهلية .وهذا يؤكد سمو وعلو المستوى العقلي الذي يتمتع به الفكر الاباضي في فهم وادراك المجازات اللغوية والابتعاد عن الاتجاه التجسمي الذي لا يؤمن الا بما هو متصور ومحسوس وله نظيرة وشبيه في الواقع المادي . فالاباضية يرون في كتاب الله عزوجل ظاهراوباطنا فقول الله عزوجل : "وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة " هذه الآية من المتشابهات يجب تأويلها لغويًا وعقليًا في آن واحد لأن اللغة هي الفكر فهي تحمل المعاني الفكرية ، ويفهم منها الرجاء وانتظار رحمة الله للدخول في الجنة بعد الفراغ من الحساب .ولايعني الرؤية بالابصار ثم ان هذه الآية تدعمها وتوافقها الآية الكريمة : " لاتدركه الابصار وهو يدرك الابصار " وهذا الاستدلال العقلي والاجتهاد النظري يعد وسيلة لاثبات وتوكيد توحيد الله تعالى وتنـزيهه من كل شيء
      اما الادله العقلية فتمثلت فيما يلي : لو امكنت رؤية الله تعالى لكان جسمًا ومتحيزًا وموجودًا في مكان اامام حواسنا او كونه في حكم المقابلة كما في الورئى بالمرآة وكذلك عدم غاية القرب فإن المبصر اذا التصق بسطح البصر بطل ادراكه بالكلية ، فبعد هذه الادلة فإن الاباضية تجزم بامتناع رؤية الله تعالى في الدنيا والآخرة
      الاصل الخامس :القدر
      الاباضية اعطت للقدر مفهومًا اصيلاً يتمثل في القدرة المرتبطة بالمقدور بمعنى الكسب ،أي للانسان القدرة على الفعل والله عزوجل خلق فينا القدرة ولايحاسبنا على هذه القدرة بل ان الحساب ينصب على على الاعمال التي اكتسبها الانسان اكتسابًا عن طريق جوارحه وارادته الحرة . كالمسلم الذي صام رمضان فأكل يومًا متعمدًا ، فإن ظاهرة الجوع والعطش أمر جبري من عند الله لأننا لايمكن أن نزيل دوافعنا الفطرية أما ا لتعمد في الأكل وعدم ضبط الدوافع بإرادة قوية فإمر مكتسب من الانسان ذاته اذن ليس هناك تعارض بين ارادة الله عزوجل وعمله الازلي القديم مسبقًا وبين كسب الانسان ، فالله يعذب على المقدور ولايعذب على القدر .
      الخلاصة

      ان المؤمن الصالح عليه ان يعتقد بالقدر خيره وشره انه من الله ولن يبلغ حقيقة الايمان حتى يؤمن بذلك مع العمل الدائم وعدم التواكل اعتمادًا على سيرة الرسول واقواله حين قال اعرابي للرسول صلى الله عليه وسلم: ارسل ناقتي وأتوكل على الله ؟ قال : بل اعقلها وتوكل
      الاصل السادس :العدل والوعد والوعيد

      ان قضية الوعد والوعيد أي الثواب والعقاب تعد أصلاً من أصول العقائد الاباضية ، فهي المرتبطة بالعدل الالهي الذي يعطي لكل ذي حق حقه ولا ينسب اليه الجور والظلم تعالى الله عن ذلك ، فلا يحكم على أحد بما ليس أهلاً له ، ولا يفعل بأحد ما لم يكن أهلاً له فحكمه على القاتل بالقتل عدل ، وقطع يد السارق عدل ، ورجم الزاني والزانية عدل ، وعد الطائع بالجنة عدل ، وتوعد العاصي بالنار عدل وعقاب ان مات بدون توبة . وإلا اصبحت اوامر الله تعالى كاذبة ومتناقضة مع النصوص القرآنية وعدالته المطلقة فالله عادل لايظلم أحد وسوف ينفذ وعيده الخالد الابدي في حق لكافرين العصاة وكذلك سينفذ وعده الخالد الابدي في حق المؤمنين الصادقين ، فألاباضية دحضوا رأي المرجئة والحشوية بالدليل العقلي والنقلي حين زعمت ان الله سيخلف وعيده لأهل الكبائر والعصاة من المسلمين ولايخلف وعده وعللوا ذلك بقوله تعالى :" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعًا انه هو الغفور الرحيم " . ولكنهم اجيبوا بالدليل النقلي في قوله تعالى :" ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذاب مهين " صدق الله العظيم
      الخلاصة
      ان الاباضية يرون ان أهل الكبائر من المسلمين بدون توبة كانوا عصاة أوفاسقين فهم مخلدونفي النار أبدًا ودائمًا واما المؤمنون فهم مخلدون في الجنة دائمًا وأبدًا
      الأصل السابع :الشفاعة

      يرى الاباضية ان شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لن تكون لمن مات وهو مصر على الكبائروانما تكون للمؤمنين كافة لتخفيف عليهم يوم الحشر والتعجيل بهم للدخول في الجنة أو زيادة درجة لبعض المؤمنين الذين ماتوا على الوفاء والتوبة النصوح
      الأصل الثامن :خلق القرآن الكريم
      الاباضية تؤكد على ان القرآن الكريم كلام الله تعالى وانه مخلوق له تعالى لفظه وكلماته سوره ومعناه الا ما قام الدليل على قدم معناه فقط كلفظ الجلالة والرحمن الرحيم لوصفه تعالى له بكونه منزلاً من عنده وهذه الفكرة مرتبطة بالتصور النقي الخالص لفكرة التنزيه للذات الالهية عن كل مماثلة لما يحتمل تصوره ووجوده من المحدثات الحسية الواقعية فالقرآن الكريم شيء من الأشياء الموجودة فهو يكون محدثًا أي مخلوقًا أو غير محدث والله الخالق لكل شيء والدليل على ذلك قوله تعالى :" انا جعلناه قرآنًا عربيًا " وقوله تعالى :" وجعلنا اليل والنهار آيتين " هذه الآية الخيرة في غير القرآن من الخلق ثم ان الله عزوجل بين ان القرآن الكريم محدث فقال :" ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون " وقال :" ولقد جئناكم بكتاب فصلناه على علم " وقال في غير القرآن من الخلق :" وكل شيء فصلناه تفصيلا" صدق الله العظيم

      الأصل التاسع : لامنزلة بين المنـزلتين

      في هذه القضية قضية الكفر والايمان التي أثيرت في الفكر الإسلامي : هل المسلم اذا ارتكب كبيرة من الكبائر يفقد صفة الإيمان ؟
      فيقول الاباضية في خذه القضية : أن من أقر بوحدانية الله ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه ضيع الفرائض الدينية أو ارتكب كبائر ، فتسميه موحدًا وليس بمؤمن ولا بمشرك وان مرتكب الكبيرة يعد كافر كفر نعمة وليس كافر كفر شرك لقوله تعالى :" ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلئك هم الكافرون " وقول الرسول :ليس بين العبد والكفر الا تركه الصلاة
      فالكفر عند الاباضية ينقسم الى
      كفر نعمة ونفاق :يتمثل في المسلم الذي ضيع الفرائض الدينية أو ارتكب الكبائر وأجمع بينهما
      كفر شرك وجحود :ويتمثل في الانسان الذي يجحد بالله وآياته ورسالة محمد صلى الله عليهوسلم فهنا يعد خارجًا عن ملة الاسلام
      فرأي الاباضية واضح جدًا في شأن المسلمين فهي تعدهم في الملة الاسلامية وتجري عليهماحكام المسلمين ويحرم ان تستحل دماؤهم وأموالهم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :( أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم وأموالهم الا بحقها )
      فهم يختلفون عن اخوانهم الاباضية في العقيدة الاسلامية وجوانبها الاجتماعية

      منقول:

    • [INDENT]بـــــســـمــ الله الرحــمن الرحـيـمــــ
      الابـــاضـــية

      بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
      فهذا بحث موجز نبين فيه حقيقة الديانة الاباضية ونسبتهم ومذهبهم

      تــــــــــــمــــهــــــيـــد


      هذه الفرقة تحمل فكر الخوارج وهي فرقة موجودة في عصرنا الحاضر , فقد قال بكير بن سعيد اعوشت - أحد علمائهم - انهم يوجدون حاليا في الجزائر وتونس وليبيا وعمان وزنجبار.
      أولاً : مــؤســس الاباضية
      انهم ينسبون في مذهبهم حسب ما تذكر مصادرهم إلى جابر بن زيد الأزدي الذي يقدمونه على كل أحد ويروون عنه مذهبهم وهو من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنه . انظر أجوبة ابن خلفون ص9
      وقد نسبوا إلى عبد الله ابن أباض لشهرة موقفه مع الحكام واسمه عبد الله بن يحيى بن أباض المري من بني مرة بن عبيد وينسب إلى بني تميم

      وللأباضية صولة وجولة في باب الخروج على الإمام , فقد ثار يحيى بن عبد الله طالب الحق المتقدم باليمن وجمع حوله من الأتباع والأنصار ما شجعه على الخروج في وجه حكام بني أمية سنة128هـ , وهذا الشخص أصله من حضرموت تأثر بدعوة أبي حمزة الشاري فخرج على مروان بن محمد وأخذ حضرموت وصنعاء فسير إليه مروان بن محمد قائده عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي فدارت معركة أسفرت عن قتل طالب الحق سنة130هـ
      وقد ذهب بعض العلماء من الأباضية إلى تحديد الوقت الذي استعملت فيه تسمية الأباضية وأن ذلك كان في القرن الثالث الهجري وقبلها كانوا يسمون أنفسهم ( جماعة المسلمين ) أو ( أهل الدعوة ) ( أهل الاستقامة ) كما يذكر ابن خلفون من علمائهم . أجوبة ابن خلفون ص9
      وقد ذهب ابن حزم إلى القول بأن الأباضية لا يعرفون ابن أباض وأنه شخص مجهول وهذا خطأ منه فإن ابن أباض شخص يعرفه الإباضيون ولهذا رد عليه ( علي يحيى معمر الأباضي) وذكر أن الأباضية يعرفون ابن أباض معرفة تامة ولا يتبرؤن منه
      ثانياً : هل الإباضية من الخوارج؟؟
      اتفقت كلمة علماء الفرق - الأشعري فمن بعده - على عد الأباضية فرقة من فرق الخوارج وليس المخالفون للأباضية فقط هم الذين اعتبروهم في عداد الخوارج , وإنما بعض علماء الأباضية المتقدمون أيضا , إذ لا يوجد في كلامهم ما يدل على كراهيتهم لعد الأباضية فرقة من الخوارج

      ونذكر فيما يلي بعض النصوص من كلام علماء الأباضية حول الخوارج وبيان مدحهم للخوارج
      قال مؤلف كتاب الأديان وهو أباضي : ( الباب الخامس والأربعين في ذكر فرق الخوارج , وهم الذين خرجوا على علي بن أبي طالب لما حكم ) ثم أخذ يذكر الخوارج في أكثر من موضع من هذا الكتاب على سبيل المدح قائلاً : هم أول من أنكر المنكر على من عمل به وأول من أبصر الفتنة وعابها على أهلها . لايخافون في الله لومة لائم قاتلوا أهل الفتنة حتى مضوا على الهدى ) الى أن يقول : ( وتتابعت الخوارج وافترقت الى ستة عشر فرقة ) . كتاب الأديان ص96
      ويقول نور الدين السالمي عن الخوارج : ( لما كثر بذل نفوسهم في رضى ربهم وكانوا يخرجون للجهاد طوائف سموا خوارج وهو جمع خارجة وهي الطائفة التي تخرج في سبيل الله , وكان اسم الخوارج في الزمان الاول مدحا لأنه جمع خارجة وهي الطائفة التي تخرج للغزو في سبيل الله ) . انظر الاباضية بين الفرق الاسلامية ص384
      ويقول صاحب كتاب ( وفاء الضمانة ) الأباضي : ( وكان الصفرية - احدى فرق الخوارج - مع أهل الحق منا في النهروان ) . وفاء الضمانة بأداء الامانة للعيزابي3/22

      موقف الاباضية من عثمان وعلي رضي الله عنهما


      من الأمور الغريبة جدا أن تجد ممن يدعي الإسلام ويؤمن بالله ورسوله من يقع في بغض الصحابة خصوصا من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة وثبتت بذلك النصوص في حقه
      فعثمان رضي الله عنه صحابي جليل شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة , أما بالنسبة للخوارج فقد تبراوا منه ومن خلافته بل وحكموا عليه بالارتداد والعياذ بالله وحاشاه من ذلك . وفي كتاب كشف الغمة لمؤلف أباضي من السب والشتم لعثمان ما لا يوصف ولم يكتف بالسب والشتم وإنما اختلق روايات عن بعض الصحابة يسبون فيها عثمان بزعمه ويحكمون عليه بالكفر . كشف الغمة ص268
      ولا شك ان هذا بهتان عظيم

      ويوجد كذلك كتاب في الأديان وكتاب آخر اسمه ( الدليل لأهل العقول ) للورجلاني فيهما أنواع من السباب والشتم لعثمان ومدح لمن قتلوه حيث سماهم ( فرقة أهل الاستقامة ) وهم في الحقيقة بغاة مارقون لااستقامة لهم إلا على ذلك
      وأما بالنسبة لموقفهم من علي رضي الله عنه
      فإنه يتضح موقفهم منه بما جاء في كتاب كشف الغمة تحت عنوان فصل من كتاب الكفاية قوله : فإن قال ماتقولون في علي بن أبي طالب , قلنا له أن علياً مع المسلمين في منزلة البراءة وذكر أسباباً - كلها كذب - توجب البراءة منه في زعم مؤلف هذا الكتاب منها حربه لأهل النهروان وهو تحامل يشهد بخارجيته المذمومة
      قال زعيم الأباضية عبدالله بن أباض نفسه في كتابه لعبد الملك عن معاوية ويزيد وعثمان كما يرويه صاحب كشف الغمة : ( فإنا نشهد الله وملائكته أنا براء منهم وأعداء لهم بأيدينا وألسنتنا وقلوبنا نعيش على ذلك ماعشنا ونموت عليه إذا متنا ونبعث عليه إذا بعثنا نحاسب بذلك عند الله ) اهـ . وكفى بهذا خروجا
      وصاحب كتاب كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة يشتم الحسن والحسين رضي الله عنهما وأوجب البراءة منهما بسبب ولايتهما لأبيهما على ظلمه وغشمه - كما يزعم - كذلك بسبب قتلهما عبدالرحمن بن ملجم وتسليمهما الإمامة لمعاوية
      ونفس الموقف الذي وقفه الخوارج عموماً والأباضية أيضاً من الصحابة السابقين وقفوه أيضاً من طلحة بن عبيدالله والزبير بن العوام وأوجب لهما الورجلاني النار . انظر كشف الغمة ص304 , الدليل لأهل العقول ص28
      وقد بشرهما الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة وهؤلاء الخوارج يوجبون عليهما النار فسبحان الله ما أجرأ أهل البدع والزيغ على شتم خيار الناس بعد نبيهم الذين نصروا الاسلام بأنفسهم وأموالهم وأولادهم ومات الرسول صلى الله عليه وسلم وهو راضٍ عنهم , قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لاتسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ) . أخرجه مسلم7/188
      وأنه لما يحار فيه الشخص هذا الموقف من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإذا كان اخص أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم غير مرضين عند هذه الطوائف من خوارج وشيعة فمن المرضي بعد ذلك؟

      عقائد الأباضية


      إن الأباضية كغيرهم من أهل البدع لهم عقائد خالفوا فيها منهج أهل السنة والجماعة ووافقوا فيها من على شاكلتهم من المبتدعة الضلال
      صفات الله : أما مايتعلق بصفات الله تعالى فإن الأباضية انقسموا فيها فريقين
      فريق نفى الصفات نفياً تاماً خوفاً من التشبيه بزعمهم ,فهم كالجهمية في ذلك . وفريق منهم يرجعون الصفات إلى الذات فقالوا أن الله عالم بذاته وقادر بذاته وسميع بذاته إلخ

      فالصفات عندهم عين الذات قال أحمد بن النضر من علمائهم
      وهو السميع بلا أداة تســمع إلا بــقدره قادر وحــداني
      وهو البصير بغير عين ركبت في الرأس بالأجفان واللحظان
      جل المهيمن عن مقال مكـيف أو أن ينـــال دراكه بمكان


      انظر كتاب الدعائم ص34
      ويقول السالمي

      أسماؤه وصـــــفات الذات ليس بغير الذات بل عينها فافهم ولا تحلا
      وهو على العرش والأشيا استوى وإذا عدلت فهو اســتواء غير ما عقلا
      وإنما استوى ملــك ومــقدرة له على كلها استيلاء وقـــــد عدلا
      كما يقال استوى سلطانهم فعـلى على البلاد فحاز الـــــسهل والجبلا


      غاية المراد ص7
      وقال العيزابي منهم : ( الحمد لله الذي استوى على العرش أي ملك الخلق واستولى عليه وإلا لزم التحيز وصفات الخلق ) . الحجة في بيان المحجة ص6,18
      وهذا في الحقيقة نفي للصفات ولكنه نفي مغطى بحيله إرجاعها الى الذات وعدم مشابهتها لصفات الخلق وقد شنع الورجلاني منهم على الذين يثبتون الصفات بأنهم مشبهة كعباد الأوثان وأن مذهب أهل السنة هو - حسب زعمه - تأويل الصفات فاليد النعمة والقدرة والوجه الذات ومجيء الله مجيء أمره لفصل القضاء لأن إثبات الصفات لله هو عين التشبيه كما يزعم .انظر الدليل لأهل العقول ص32
      ومعلوم لطلاب الحق أن هذا ليس هو مذهب السلف الذين يثبتون الصفات لله كما وصف نفسه في كتابه الكريم ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف ولا تكييف ولا تمثيل
      قال ابن تيمية ( رحمه الله ) في بيان مذهب السلف : أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل
      وطريقة السلف في اثبات كل صفة لله أنهم يقولون فيها أنها معلومة المعنى مجهولة الكيف والسؤال عن الكيف بدعة وان الله : ليس كمثله شيء وهو السميع العليم
      فالأباضية وافقوا أهل البدع في باب الأسماء والصفات
      استواء الله وعلوه : وأما عقيدة الاباضية في استواء الله وعلوه , فإنهم يزعمون أن الله يستحيل أن يكون مختصاً بجهة ما بل هو في كل مكان وهذا قول بالحلول وقول الغلاة الجهمية ولهذا فقد فسر الإباضية معنى استواء الله على عرشه باستواء أمره وقدرته ولطفه فوق خلقه , وهذا تأويل المبتدعة من الجهمية وغيرهم
      رؤية الله : وذهبت الأباضية في باب رؤية الله تعالى إلى إنكار وقوعها لأن العقل - كما يزعمون - يحيل ذلك ويستبعده وانما هي عقولهم الفاسدة وأهواؤهم المضلة والعقل السليم لايخالف النص الصحيح ولكن العقل اذا انحرف عن منهج الله ضل وابتدع وسار بصاحبه الى الهاوية
      وليعلم أن مسألة رؤية الله يوم القيامة تعتبر عند السلف أمراً معلوماً من الدين بالضرورة لايماري فيها احد منهم بعد ثبوتها في كتاب الله تعالى وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفي أقوال الصحابة رضي الله عنهم وفي اقوال علماء السلف قاطبة رحمهم الله تعالى ولم يخالف في ذلك الا المبتدعة من أمثال الأباضية وغيرهم
      كلام الله تعالى : ومن عقائد الأباضية في كلام الله تعالى القول بخلق القرآن بل حكم بعض علمائهم كابن جميع والورجلاني أن من لم يقل بخلق القرآن فليس منهم . انظر مقدمة التوحيد ص19 , والدليل لأهل العقول ص50
      وقد عرف المسلمون أن القول بخلقه من أبطل الباطل إلا من بقي على القول بخلقه منهم وهم قلة شاذة بالنسبة لعامة المسلمين وموقف السلف واضح فيها وهو موقف إمام السنة أحمد بن حنبل رضي الله عنه وهو القول بأن القرآن كلام الله غير مخلوق تكلم الله به بطريقة لا نعلمها , وقد تواترت النصوص عن السلف رضي الله عنهم بأن القول بخلق القرآن كفر وضلال والعياذ بالله
      عذاب القبر : وقد أنكر بعض الاباضية عذاب القبر وأثبته بعضهم , قال النفوسي في متن النونية

      وأما عذاب القبر ثبت جابر وضعفه بعض الأئمة بالوهن


      انظر متن النونية ص27
      ومعتقد السلف جميعاً هو القول بثبوت عذاب القبر ونعيمه كما صحت بذلك النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة
      معتقدهم في الميزان : الميزان عند السلف والمسلمين والذي جاءت به النصوص أنه له كفتان حسيتان مشاهدتان توزن فيه أعمال العباد كما يوزن العامل نفسه , اما الاباضية فتنكر هذا الوصف ويثبتون وزن الله للنيات والأعمال بمعنى تمييزه بين الحسن منها والسيء وإن الله يفصل بين الناس في أمورهم ويقفون عند هذا الحد غير مثبتين ما جاءت به النصوص من وجود الموازين الحقيقية في يوم القيامة . انظر متن النونية للنفوسي ص25
      الصراط : وكما أنكر الأباضية الميزان أنكروا كذلك الصراط وقالوا إنه ليس بجسر على ظهر جهنم. انظر غاية المراد ص9 , وذهب بعضهم وهم قلة الى اثبات الصراط
      والسلف على اعتقاد أن الصراط جسر جهنم وأن العباد يمرون عليه سرعة وبطئاً حسب أعمالهم ومنهم من تخطفه كلاليب النار فيهوى فيها
      الامام : والخوارج كافة ينظرون الى الامام نظرة حازمة هي الى الريبة منه أقرب ولهم شروط قاسية جداً قد لاتتوفر إلا في القليل النادر من الرجال وإذا صدر منه أي ذنب فإما أن يعتدل ويعلن توبته وإلا فالسيف جزاؤه العاجل
      التقية : وجوز الأباضية التقية كإخوانهم الرافضة , وقد أورد الربيع بن حبيب في مسنده روايات في الحث على التقية تحت عنوان : ( باب ماجاء في التقية ) . فلهم نصيب من مشابهة الروافض والله المستعان
      عقائد اخرى
      قال أبو الحسن الأشعري في المقالات : ( والإباضية يقولون إن جميع ما افترض الله سبحانه على خلقه إيمان , وإن كل كبيرة فهي كفر نعمة , لا كفر شرك , وإن مرتكبي الكبائر في النار خالدون فيها .) اهـ انظر مقالات الاسلاميين1/189

      وقال يزيد بن أنيسة زعيم اليزيدية من الأباضية : ( نتولى من شهد لمحمد صلى الله عليه وسلم بالنبوة من أهل الكتاب , وإن لم يدخلوا في دينه ولم يعملوا بشريعته , وزعم أنهم بذلك مؤمنون ) . اهـ انظر مقالات الاسلاميين1/184
      وقال الأباضية جميعاً : ( إن الواجب أن يستتيبوا من خالفهم في تنزيل أو تأويل , فإن تاب وإلا قتل , كان ذلك الخلاف فيما يسع جهله أو فيما لايسع جهله ) . انظر مقالات الاسلاميين1/186
      وقالوا : من زنى أو سرق أقيم عليه الحد ثم استتيب فإن تاب وإلا قتل
      وقالوا : الإصرار على أي ذنب كان كفر
      انظر مقالات الاسلاميين1/186,187

      هذه جملة من عقائد الأباضية التي خالفوا فيها أهل الحق واستحلوا دماء مخالفيهم
      وللمزيد اذكر بعض المراجع التي بينت حقيقة دين الأباضية
      فرق معاصرة تنتسب الى الاسلام وبيان موقف الاسلام منها .ومنه نُقِلَ اغلب هذا البحث لمؤلفه غالب بن علي عواجي
      ودراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين ( الخوارج والشيعة ) للدكتور احمد محمد جلي

      هذا ونسأل الله عز وجل أن يتقبل منا أعمالنا خالصة لوجهه الكريم وأن يجنبنا مضلات الفتن والأهواء


      [/INDENT]
    • نشأة المذهب الإباضي
      لما وقعت معركة صفين بين الإمام علي ـ رضى الله عنه ـ بادر جذور الإباضية الأولون إلى مناصرة الإمام علي ـ رضى الله عنه ـ في حرب صفّين ضد معاوية بن أبي سفيان ـ رضى الله عنه ـ و سقط في الميدان إلى جانبه عدد من كبار الصحابة المشهود لهم بالجنة كعمار بن ياسر ـ رضى الله عنه ـ ، و بادروا إلى التصريح في وجه حملة المصاحف بقولهم : و به قاتلناكم ، و إنها خدعة كما تفطن لها الإمام علي نفسه لولا أن رجع إليها أخيرا . و بادروا إلى نصحه في دسيسة التحكيم و ألحوا عليه لرفض قبوله ، و لما أصر على قبول التحكيم و أراد تعيين أبي موسى الأشعري قالوا بأنه مغفل لا يليق و طلبوا بإلحاح تعيين ابن عباس حكما في جنبه مقابل عمرو بن العاص الكفؤ الداهية حكم معاوية ، و لكنه رضخ إلى رايه ولم يقبل ابن عباس حكما لدعوى أنه من المواليين على قتل عثمان بن عفان و أصر على تعيين أبي موسى الأشعري الذي لا يوازي عمرا في الدهاء و المكر و الكيد ، و تأثر بعرض المصاحف على الرماح و إن كان هو يراه أول الأمر خدعة لكنه قبل بالتحكيم
      و بعدها رأى أصحابه أنهم في حل من بيعته لخلعه نفسه بقبول التحكيم و بقائهم بلا إمام بعد كل هذا رأو أنه لابد من إمام يخلفه في أمورهم فعرضوها على كبارهم واحدا واحدا فأبوها إلا الإمام عبد الله بن وهب الرّاسبي الأزدي ، قبلها قائلا : ما أخذتها رغبة في الدنيا و لا أردها فرقا من الموت . فانحازوا عندئذ إلى النهروان و بعد أن هم الإمام علي بالذهاب إلى الشام لقتال معاوية بن أبي سفيان صرفه الأشعث بن قيس إلى النهروان آمرا إياه بقتال الوهبية هناك . فصرف جنده إلى النهروان لنصيحة الأشعث بن قيس ظاهرا ، و لكن لسر في نفسه لأنه يرى أن الإمام عبد الله الراسبي أزديا غير قرشي ، و هو يرى كمعاوية أن الإمامة في قريش ، فإذا انتقلت ذهبت عنهم إلى الأبد ، فقام بحملته على النهروان قبل أن يتقوى أمرهم ،لكه ندم على ذلك أشد الندم حتى قال لمولاّه قنبر لما سأله عن سبب بكائه الطويل: ويحك ، صرعنا خيار هذه الأمة و قراءها . - بعد ذلك ، هرب من بقي منهم إلى البصرة و اتخذوها مقرا لهم ، حتى ظهرت فئة منهم ، يكفرون مرتكب الكبيرة و يستحلون دماء أهل التوحيد ..... ، سمّوا بالخوارج ، فقال الإمام الربيع بن حبيب لأتباعه : دعوهم حتى يتجاوزوا القول إلى الفعل ، فلما تجاوزا ذلك إلى الفعل ، طاردوهم الإباضية ، و تبرأوا منهم ، و أظهروا عداوتهم الشديدة لهم ، لكن الكثير من المؤرخين تحدثوا بضم الإباضية إلى الخوارج.

      [تحرير] انتشار المذهب الإباضي

      يرجع المذهب الإباضي في نشأته وتأسيسه إلى عصر التابعين؛ فمؤسسه الذي أرسى قواعد الفقه الإباضي وأصوله هو التابعي الشهير جابر بن زيد الأزدي فهو إمام ومحدّث وفقيه، من أخص تلاميذ ابن عباس، وممن روى الحديث عن أُمِّ المؤمنين عائشة (ض) وعدد كبير من الصحابة ممن شهد بدرًا. كان إماما في التفسير والحديث، وكان ذا مذهب خاص به في الفقه.

      ولد سنة 21 للهجرة، وكان أكثر استقراره بالبصرة وبها توفي سنة 93 للهجرة. ولم ينسب إِليه المذهب وإنما نسب إلى عبدالله بن إباض وهو تابعي أيضا عاصر معاوية بن أبي سفيان وتوفي في أواخر أَيام عبد الملك بن مروان فهي نسبة عرضية كان سببها بعض المواقف الكلامية والسياسية التي اشتهر بها ابن إباض وتميز بها، فنسب المذهب الإباضي إِلَيهِ، ولم يستعمل "الإباضية" في تاريخهم المبكر هذه النسبة، بل كانوا يستعملون عبارة "جماعة المسلمين" أو "أهل الدعوة" أو "أهل الاستقامة" وأول ما ظهر استعمالهم لكلمة "الإباضية" كان في أواخر القرن الثالث.
      وقد توزع علم جابر بن زيد في روافد كثيرة، لعل أخصبها وأثراها ما أثره عنه تلاميذه الذين انتشر المذهب على أيديهم، أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي، و ضمام بن السائب وغيرهم. وقد تم تدوين ذلك الفقه في فترة مبكرة، فكان جابر بن زيد نفسه مِمَّن يستعمل الكتابة والمراسلة فكتب بأجوبته إلى تلاميذه وأصحابه، [وقد حفظ لنا التاريخ شيئا منها إلى اليوم ]. واستكتب بعض زملائه من التابعين مثل عكرمة مولى ابن عباس في بعض المسائل. والذي بين أيدينا من روايات ذلك الفقه المبكر: كتاب روايات ضمام، وفتيا الربيع بن حبيب ، وكتاب النكاح لجابر بن زيد ، وكتاب الصلاة له، وكثير من الروايات عن تلميذه عمرو بن هرم و عمرو بن دينار ، بالإضافة إلى حديثه الذي جمعه الربيع بن حبيب في مسنده الصحيح. فالمذهب الإباضي بالنظر إلى تأسيسه ونشأته من أقدم المذاهب الفقهية الإسلامية وهو نتاج مدرسة العراقوالبصرة خصوصا.
      على أنه وإن تأثر بمدرسة العراق فاستخدم علماؤها الرأي والقياس أيضا على تردد من بعضهم خصوصا جابر بن زيد و "أبا عبيدة" ، إلا أن تأسيسه على يدي "جابر" وهو محدث صاحب آثار جعل منهجه يطبع فقه المذهب ويغلب عليه، ويحد من تأثير مدرسة الرأي، التي عظم خطرها في العراق.
      على أن اتساع دائرة المذهب الإباضي كدعوة إسلامية سياسية عامة جعل المذهب لا يكسب طابعا خاصا يغلب عليه مدرسة بعينها أو ينسب إلى مدينة بعينها كالبصرة، فَإِنَّ الباحث يتردد كثيرا قبل أَن يرسل حكما عاما يربط فيه المذهب بمركز التجمع الإباضي في البصرة، فقد كانت تجمعات مماثلة في كل من الكوفة و مكةوالمدينة و خراسان عرف منها علماء بارزون مختارون، سجلت أقوالهم في الآثار المبكرة لعلماء "الإباضية".
      واكتملت صورة المذهب وتم تحرير أقواله وآرائه في صورتها النهائية في أواخر أَيَّام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة ، الذي خلف جابر بن زيد على إمامة أشياخ المذهب في البصرة، وهي مركز التجمع الأساسي لعلماء الإباضية؛ حتَّى قرابة نهاية القرن الثالث. وعنه حمله طلبته الذين وفدوا عليه من المغرب والمشرق إلى بلدانهم، التي أضحت (من بعد) مراكز "لدول إباضية" ، لعبت دورا سياسيا خطيرا، في كل من جنوب الجزيرة وشرقها (اليمن ، و حضرموت ثُمَّ سلطنة عمان وفي شمال افريقيا: ليبيا، تونس، الجزائر).
      وقد عرف هؤلاء التلاميذ باسم خاص تطلقه عليهم كتب السير والطبقات "الإباضية" هو اسم: "حملة العلم".
      وبجهود حملة العلم تأسست دولة "الإباضية" في شمال افريقيا، فكان إمام الظهور الأول لهذه الدولة هو: أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري أحد حملة العلم، وقد بايعه أصحابه بالإمامة في منطقة "صياد" قرب بلدة زنجور في طرابلس سنة 140 الهجري، ولعب دورا هاما في سياسة المنطقة في فترة قصيرة، التي حكمها أَيام ملك العباسيين. ثُمَّ بعد حروب متصلة بين جيوش الدولة العباسية وجموع "الإباضية" في المغرب ، أفلح تلميذ آخر من تلاميذ "أبي عبيدة" وأحد "حملة العلم" وهو عبد الرحمن بن رستم الفارسي في تأسيس الدولة "الإباضية" بتاهرت (تيارت حاليا,وهي مدينة جزائرية)، والتي استمرت قرابة مائة وعشرين سنة (120 سنة) وازدهرت مع ازدهارها، وما هيأته من ظروف الاستقرار حركة علمية ممتازة في كل من جبل "نفوسة" و"تاهرت" تركت ثروة علمية واسعة ذات قيمة جليلة، وبعد سقوط الدولة "الإباضية" في "تاهرت" احتفظت التجمعات السكانية "الإباضية" بنوع من الاستقلال الديني والسياسي، مكنها في متابعة تلك النهضة العلمية التي تقوم على رعايتها مجالس العلماء، التي عرفت في اصطلاح الإباضية "بمجالس العزابة"، فاتصل الإنتاج العلمي بين "إباضية" المغرب في مختلف العلوم الإسلامية حتى أَيامنا هذه. ولعله من الإنصاف أَن نقرر هنا حقيقة هامة .. هي أن المذهب رغم تلك الجفوة التي اصطنعتها ظروف السياسة في تاريخ الأمة الإسلامية بينه وبين سائر مذاهب الأمة.. يمثل في واقعه صورة من صور الإسلام الأصيل، في عقائده وفقهه ومسلك أتباعه، ويتميز تاريخه الطويل بذلك الصراع المتصل لإقامة وجود سياسي للعقيدة الإسلامية، ممثلا في إمامة عادلة في حال الظهور، أو في السعي المتصل لإقامتها في مسالك الدين الأخرى في أطوار "الدفاع" أو "الشراء" أو "الكتمان". و لا يزال لهم بقايا في الجزائر و عمان

      [تحرير] تعريف بالمذهب الإباضي


      [تحرير] بذور الفكر الإباضي

      يعتبر المذهب الإباضي من أقدم المذاهب الإسلامية فهو ينتمي كما ينتمي غيره من المذاهب الإسلامية إلى رسول الإسلام. إن نشأة الفكر الإباضي ، يعود بالدرجة الأولى إلى العامل الديني والسياسي الذي تمثل في مبايعة عبد الله بن وهب الراسبي من طرف بعض الصحابة والتابعين اللذين أنكروا التحكيم على علي بن أبي طالب وفيهم من أهل بدر ومن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة كحرقوص بن زهير السعدي وفروة بن نوفل وسارية بن لجام السعدي ، وكانت هذه النشأة في شوال 37هـ ،وقد رفع أصحاب عبدالله بن وهب الراسبي الشعار التالي : قبلت الدنية ولا حكم إلا لله ، وهكذا نرى أن الذين مع علي في صفين متوادعين فروا عليه وعرفوا لذلك بالخوارج أو الشُراة عند المؤرخين عامة لكن الشيء الوحيد الذي يربط الإباضية بالخوارج هو رفضهم المشترك للتحكيم ، والدعوة إلى إمامة المسلمين عن طريق حرية الاختيار والكفاءة الشرعية لهذا المنصب .بين المسلمين جميعاً ظهور المذهب الإباضي
      ظهر المذهب الإباضي في القرن الأول الهجري في البصرة ، فهو أقدم المذاهب الإسلامية على الإطلاق والتسمية كما هو مشهور عند المذهب ،جاءت من طرف الأمويين ونسبوه إلى عبد الله بن أباض وهو تابعي عاصر معاوية وتوفي في أواخر أيام عبد المالك بن مروان،وعلة التسمية تعود إلى المواقف الكلامية والجدالية والسياسية التي اشتهر بها عبدالله بن أباض في تلك الفترة

      [تحرير] شخصية جابر بن زيد

      يرجع المذهب الإباضي في نشأته وتأسيسه إلى جابر بن زيد الأزدي العماني الذي ولد عام 22هـ وهو بذلك يعد أقدم أئمة المذاهب أجمعين فقد ولد أصحاب المذاهب الأربعة"الحنفية -الشافعية -المالكية-الحنبلية" بعد مولده رضي الله عنهن والبعض بعد وفاته وهو إمام متحدث فقيه متبحر في الفقه ،أمضى بقية حياته بين البصرة والمدينة بشكل جعله على صلة بأكبر فقهاء المسلمين حينذاك .وقد روي عن ابن عباس انه قال للناس : اسألوا جابر بن زيد فلو سأله أهل المشرق والمغرب لوسعهم علمه وقد أصبح أعظم فقيه في البصرة وله أتباع عديدون كعبدالله بن أباض ومرداس بن حيدر وأبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة .ولقد اكتملت صورة المذهب الإباضي على يد الأخير واليه انتهت رئاسة الأباضية بعد موت جابر بن زيد وبإشارته أسس الأباضية في كل من المغرب وحضرموت دولاً مستقلة وتخرج على يديه رجال الفكر والدين من مختلف الدول الإسلامية آنذاك والذين عرفوا بحملة العلم .

      [تحرير] هل الأباضية فرقة من الخوارج ؟

      يجب أولا معرفة مدلول كلمة الخوارج ،فقد أطلق بعض المؤرخين كلمة الخوارج أولئك الذين اعتزلوا أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه عندما قبل التحكيم ورضي به ،لأنهم في نظر هؤلاء نقضوا بيعة في أعناقهم وخرجوا عن إمامة مشروعة . ويطلقها فريق من المتكلمين في أصول العقائد والديانات ،وهم يقصدون بها الخروج عن الدين استناداً لقول الرسول عليه الصلاة والسلام :"أن ناساً من أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية " . أما الفريق الثالث :فيطلقها ويقصد بها الجهاد في سبيل الله استناداً لقوله تعالى : "ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ".سورة النساء الآية 100 فإذا أباح بعض المؤرخين لأنفسهم أن يطلقوا هذه الكلمة "الخوارج" على جميع أولئك المتمسكين بإمامة علي المصرين على أنها حق شرعي لا يجوز فيه التردد وانه ليس من حق حتى على نفسه أن يشك في إمامة أجمعت عليها الأمة ولا يتساهل فيها ،أو يقبل المساومة عليها وان معاوية وأتباعه فئة باغية يجب عليهم الرجوع إلى حظيرة الإمامة والأمة إما طوعاً أو كرهًا بنص الكتاب ، فإذا رضخ علي لطلب البغاة ووضع الحق اليقيني موضع الشك ،وتنازل عن الواجب الذي أناطته به الأمة وألزمته به البيعة فإن هذه البيعة تنحل من أعناقهم .فهم خيار بعد هذا في آرائهم .

      [تحرير] الخوارج في نظر الأباضية

      يرى الأباضية أن إطلاق كلمة الخوارج على فرقة من فرق الإسلام لا يلاحظ فيه المعنى السياسي الثوري سواء كانت هذه الثورة لأسباب شرعية عندهم أو لأسباب غير شرعية ولذلك فهم لم يطلقوا هذه الكلمة على قتلة عثمان ولا على طلحة والزبير وأتباعهما ولا على معاوية وجيشه ولا على ابن فندين والذين أنكروا معه إمامة عبد الوهاب الرستمي وإنما كل ما يلاحظونه إنما هو المعنى الديني الذي يتضمنه حديث المروق والخروج عن الإسلام وهو قوله صلى الله عليه وسلم : "أن ناسًا من أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية فتنظر في النصل فلا ترى شيئًا ،وتنظر في القدح فلا ترى شيئًا ،وتتمارى في الفرق " . فليس في امة محمد صلى الله عليه وسلم أشبه شيء بهذه الرواية من أولئك الذين عكسوا الشريعة ، قلبوها ظهراً لبطن وبدلوا الأسماء والأحكام لان المسلمين كانوا على عهد الرسول يعصون ولا تجرى عليهم أحكام المشركين ، فأبطلوا الرجم والجلد كأنهم ليسوا من امة محمد صلى الله عليه وسلم ، ففي من نزلت الحدود في المسلمين أم في المشركين ؟

      [تحرير] الأصول العقائدية عند الأباضية


      [تحرير] الأصل الأول : التوحيد

      يقول الأباضية : أن الله واحد في ذاته وصفاته وان ذات الله وصفاته شيء واحد ولا يشاركه فيه شيء ما بأي حال من الأحوال وبأي وجه كان مع الإقرار والاعتقاد بأن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله أي : أن الله هو المالك الوحيد الخالق لهذا الكون والمدبر الوحيد الكامل لكل ما يقع من أحداث وان محمد رسول الله خاتم الأنبياء والرسل ورسالته حق على العالمين مع الإلزام بتطبيقها وأتباعها في هذه الحياة

      [تحرير] الأصل الثاني : الصفات الإلهية

      يؤكد الأباضية بان صفات الكمال لله عز وحل وهي جوهره أي ذاته ، لكن المذاهب الكلامية الأخرى قد اختلفت في ماهية الصفات الإلهية فهل هي غير ذاته ؟ فالأشعرية ترى أن صفات الله غيره وهي قديمة بقدمه تعالى معنى هذا أن العلم صفة ثابتة قديمة من صفاته تعالى ولكنها ليست جوهره أي ذاته . فلا يقال أن الله مريد بإرادة وإرادته ذاته ، أما الأباضية تقول : أن صفات الله هي عين ذاته والله قادر بذاته أي أن ذاته كافية في التأثير في جميع المقدورات ، فصفات الله عز وجل هي عين ذاته لأن الله قديم وصفة القديم مثله في القدم . فإذا كانت شيئًا غيره كان هناك قديمان أو أكثر وهو تصور يتنافى مع اصل التوحيد ولا يجوز اعتبار الصفات مستقلة محدثة إذ يصبح الله محتاج إلى أعراض وأجزاء ويغدو مركباً وهذا يتنافى ووحدانية الله

      [تحرير] الأصل الثالث : الإيمان

      الأباضية يرون أن الدين والإيمان والإسلام أسماء لشيء واحد وهو طاعة الله تعالى وتطبيق قواعد الإسلام تطبيقًا عمليًا لذا قيل في التوحيد عند الأباضية : أن قيل لك : ما قواعد الإسلام ؟ فقل: أربعة ،العلم والعمل والنية والورع . فالإسلام لا يصح إلا بهذه الأركان الأربعة ولا يجوز الفصل بين القول والعمل. القول هو : الإقرار بالله انه لا اله إلا هو وبمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي بأنه عبدالله ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو المشركون وختم به أنبيائه وفضله على جميع خلقه ، والإتيان بجميع أركان الإسلام واجتناب جميع المحرمات والوقوف عند الشبهات ، فهذه الأصول تناقض رأي المرجئة التي ترى أن الأعمال شيء واحد وان العمال شيء آخر ، فالإيمان في زعمها هو التصديق بالقلب فقط إلا أن الأباضية يؤكدون أن الإيمان بدون تطبيق فرائض الإسلام لا معنى له وإلا أصبح فكرة جوفاء وأما الاشعرية فترى الإيمان : من أتى بالقول وضيع العمل وهذا الإنسان تراه مسلمًا عاصيًا مذنبًا فليس بمشرك . أما الأباضية فتراه فاسقًا عاصيا موحدًا ولا يخرج عن ملة الإسلام وتجري علية أحكام الإسلام والمسلمين .وقد اعتنقت المعتزلة والشيعة والزيدية رأي الإباضية في هذا الأصل

      [تحرير] الأصل الرابع: نفي رؤية الله عز وجل

      عندما نفي الأباضية رؤية الله عز وجل .كان ذلك عن حق منهم فهم فتحوا باب الاجتهاد والتأويل معتمدين في ذلك علي الأدلة العقلية والنقلية لتدعيم النص القرآني المتشابه بالدليل اللغوي المتمثل في لغة العرب في الجاهلية .وهذا يؤكد سمو وعلو المستوى العقلي الذي يتمتع به الفكر الإباضي في فهم وإدراك المجازات اللغوية والابتعاد عن الاتجاه التجسمي الذي لا يؤمن إلا بما هو متصور ومحسوس وله نظيرة وشبيه في الواقع المادي . فالأباضية يرون في كتاب الله عز وجل ظاهرا وباطنا فقول الله عز وجل : "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " هذه الآية من المتشابهات يجب تأويلها لغويًا وعقليًا في آن واحد لأن اللغة هي الفكر فهي تحمل المعاني الفكرية ، ويفهم منها الرجاء وانتظار رحمة الله للدخول في الجنة بعد الفراغ من الحساب .ولا يعني الرؤية بالأبصار ثم أن هذه الآية تدعمها وتوافقها الآية الكريمة : " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار " وهذا الاستدلال العقلي والاجتهاد النظري يعد وسيلة لإثبات وتوكيد توحيد الله تعالى وتنـزيهه من كل شيء أما الأدلة العقلية فتمثلت فيما يلي : لو أمكنت رؤية الله تعالى لكان جسمًا ومتحيزًا وموجودًا في مكان أمام حواسنا أو كونه في حكم المقابلة كما في الورئى بالمرآة وكذلك عدم غاية القرب فإن المبصر إذا التصق بسطح البصر بطل إدراكه بالكلية ، فبعد هذه الأدلة فإن الأباضية تجزم بامتناع رؤية الله تعالى في الدنيا والآخرة .

      [تحرير] الأصل الخامس :القدر

      الأباضية أعطت للقدر مفهومًا أصيلا يتمثل في القدرة المرتبطة بالمقدور بمعنى الكسب ،أي للإنسان القدرة على الفعل والله عز وجل خلق فينا القدرة ولا يحاسبنا على هذه القدرة بل أن الحساب ينصب على الأعمال التي اكتسبها الإنسان اكتسابًا عن طريق جوارحه وإرادته الحرة . كالمسلم الذي صام رمضان فأكل يومًا متعمدًا ، فإن ظاهرة الجوع والعطش أمر جبري من عند الله لأننا لا يمكن أن نزيل دوافعنا الفطرية أما ا لتعمد في الأكل وعدم ضبط الدوافع بإرادة قوية فأمر مكتسب من الإنسان ذاته أذن ليس هناك تعارض بين إرادة الله عز وجل وعمله الأزلي القديم مسبقًا وبين كسب الإنسان ، فالله يعذب على المقدور ولا يعذب على القدر . الخلاصة إن المؤمن الصالح عليه أن يعتقد بالقدر خيره وشره انه من الله ولن يبلغ حقيقة الإيمان حتى يؤمن بذلك مع العمل الدائم وعدم التواكل اعتمادًا على سيرة الرسول وأقواله حين قال أعرابي للرسول صلى الله عليه وسلم: أرسل ناقتي وأتوكل على الله ؟ قال : بل اعقلها وتوكل

      [تحرير] الأصل السادس :العدل والوعد والوعيد

      إن قضية الوعد والوعيد أي الثواب والعقاب تعد أصلاً من أصول العقائد الأباضية ، فهي المرتبطة بالعدل الإلهي الذي يعطي لكل ذي حق حقه ولا ينسب إليه الجور والظلم تعالى الله عن ذلك ، فلا يحكم على أحد بما ليس أهلاً له ، ولا يفعل بأحد ما لم يكن أهلاً له فحكمه على القاتل بالقتل عدل ، وقطع يد السارق عدل ، ورجم الزاني والزانية عدل ، وعد الطائع بالجنة عدل ، وتوعد العاصي بالنار عدل وعقاب إن مات بدون توبة . وإلا أصبحت أوامر الله تعالى كاذبة ومتناقضة مع النصوص القرآنية وعدالته المطلقة فالله عادل لا يظلم أحد وسوف ينفذ وعيده الخالد الأبدي في حق لكافرين العصاة وكذلك سينفذ وعده الخالد الأبدي في حق المؤمنين الصادقين ، فالأباضية دحضوا رأي المرجئة والحشوية بالدليل العقلي والنقلي حين زعمت أن الله سيخلف وعيده لأهل الكبائر والعصاة من المسلمين ولا يخلف وعده وعللوا ذلك بقوله تعالى :" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله أن الله يغفر الذنوب جميعًا انه هو الغفور الرحيم " . ولكنهم أجيبوا بالدليل النقلي في قوله تعالى :" ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذاب مهين " صدق الله العظيم
      الخلاصة : أن الأباضية يرون أن أهل الكبائر من المسلمين بدون توبة كانوا عصاة أو فاسقين فهم مخلدون في النار أبدًا ودائمًا وأما المؤمنون فهم مخلدون في الجنة دائمًا وأبدًا

      [تحرير] الأصل السابع : الشفاعة

      يرى الأباضية أن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لن تكون لمن مات وهو مصر على الكبائر وإنما تكون للمؤمنين كافة لتخفيف عليهم يوم الحشر والتعجيل بهم للدخول في الجنة أو زيادة درجة لبعض المؤمنين الذين ماتوا على الوفاء والتوبة النصوح

      [تحرير] الأصل الثامن : خلق القرآن الكريم

      الأباضية تؤكد على أن القرآن الكريم كلام الله تعالى وانه مخلوق له تعالى لفظه وكلماته سوره ومعناه إلا ما قام الدليل على قدم معناه فقط كلفظ الجلالة والرحمن الرحيم لوصفه تعالى له بكونه منزلاً من عنده وهذه الفكرة مرتبطة بالتصور النقي الخالص لفكرة التنزيه للذات الإلهية عن كل مماثلة لما يحتمل تصوره ووجوده من المحدثات الحسية الواقعية فالقرآن الكريم شيء من الأشياء الموجودة فهو يكون محدثًا أي مخلوقًا أو غير محدث والله الخالق لكل شيء والدليل على ذلك قوله تعالى :" إنا جعلناه قرآنًا عربيًا " وقوله تعالى :" وجعلنا الليل والنهار آيتين " هذه الآية الخيرة في غير القرآن من الخلق ثم أن الله عز وجل بين أن القرآن الكريم محدث فقال :" ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون " وقال :" ولقد جئناكم بكتاب فصلناه على علم " وقال في غير القرآن من الخلق :" وكل شيء فصلناه تفصيلا" صدق الله العظيم

      [تحرير] الأصل التاسع : لا منزلة بين المنـزلتين

      في هذه القضية قضية الكفر والإيمان التي أثيرت في الفكر الإسلامي : هل المسلم إذا ارتكب كبيرة من الكبائر يفقد صفة الإيمان ؟ فيقول الأباضية في هذه القضية : أن من أقر بوحدانية الله ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه ضيع الفرائض الدينية أو ارتكب كبائر ، فتسميه موحدًا وليس بمؤمن ولا بمشرك وان مرتكب الكبيرة يعد كافر كفر نعمة وليس كافر كفر شرك لقوله تعالى :" ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلئك هم الكافرون " وقول الرسول :ليس بين العبد والكفر إلا تركه الصلاة فالكفر عند الأباضية ينقسم إلى كفر نعمة ونفاق : يتمثل في المسلم الذي ضيع الفرائض الدينية أو ارتكب الكبائر وأجمع بينهما كفر شرك وجحود :ويتمثل في الإنسان الذي يجحد بالله وآياته ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم فهنا يعد خارجًا عن ملة الإسلام . فرأي الأباضية واضح جدًا في شأن المسلمين فهي تعدهم في الملة الإسلامية وتجري عليهم أحكام المسلمين ويحرم أن تستحل دماؤهم وأموالهم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ) فهم يختلفون عن إخوانهم الأباضية في العقيدة الإسلامية وجوانبها الاجتماعية .
    • شيوخه
      وفي البصرة أخذ يتزود بالعلم والمعرفة وخصوصا ما يتعلق بعلوم القرآن والحديث وما يتصل بهما وقد تتلمذ على أيدي كثير من الصحابة والتابعين وأخذ عنهم الحديث والتفسير واللغة والأدب. ومن أبرز الصحابة الذين أخذ عنهم عائشة أم المؤمنين، و عبد الله بن عباس ، و عبد الله بن عمر ، و عبد الله بن مسعود ، و أنس بن مالك ، و أبو هريرة ، و أبو سعيد الخدري ، و جابر بن عبد الله وغيرهم. اشتهر بالحرص الشديد في طلب العلم فكان يكثر من الأسفار في سبيل ذلك، وكان ينتهز موسم الحج للقاء الصحابة والعلماء، فقد ذكر الدرجيني أنه كان يحج كل سنة، وكانت له ناقة سافر عليها أربعة وعشرين سفرة ما بين حجة وعمرة. عاش في زمن الحسن البصري و عمرو بن دينار ، وكان صديقا حميما للحسن البصري حتى أنه سئل عند موته ما تشتهي قال (إني لأشتهى رؤية الحسن البصري قبل أن أموت) فجيء له بالحسن البصري .

      [تحرير] مكانته العلمية

      روى أبو نعيم في الحلية أقوالا لكثير ممن عاصروه تشيد بمكانته العلمية وزهده في الدنيا ومن ذلك ما قاله عمرو بن دينار وهو أحد علماء التابعين : (ما رأيت أحدا أعلم بالفتوى من جابر بن زيد )، وكان إياس بن معاوية وهو قاضي البصرة في عهد عمر بن عبد العزيز يقول : (أدركت أهل البصرة ومفتيهم جابر بن زيد ). أما عبد الله ابن عباس فكان يقول : (لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علما عما في كتاب الله)، كما وصفه (ابن عمر) (أنه من فقهاء البصرة البارزين) بينما قال عنه قتادة: (إنه عالم العرب) . ويصفه أبو نعيم الأصبهاني بقوله : (كان للعلم عينا معينا، وركنا مكينا، وكان إلى الحق آيبا، ومن الخلق هاربا). كما ذكره (ابن القيم) في أعلام الموقعين بعد ما ذكر المفتين من الصحابة ذكر المفتين من التابعين فابتدأ بالمدينة وفقهائها، وثنى بمكة المكرمة وفقهائها ثم ثلّث بالبصرة وذكر من فقهائها المفتين جابر بن زيد . ولذلك يعتبر جابر بن زيد من أبرز علماء البصرة في عصره وأجمع علماء الحديث على عدالته وضبطه. فقد روى عنه البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي ومجموعة من المفسرين. ووردت إشارات بمكانته العلمية عند السيوطي و ابن حجر وقال عنه ابن تيمية بأنه أعلم الناس في زمانه. ونظرا لهذه المكانة العلمية لجابر بن زيد فلم يستطع أحد أن يقدح فيه إلا أن بعض المؤرخين أنكروا علاقته بالإباضية واستندوا على روايات ضعيفة أو مكذوبة تقول بأنه تبرأ من الإباضية قبل موته، واستند كل متحامل على الإباضية على هذه الروايات ليبعد الإباضية عن جابر بن زيد . ومنهم من قال بأن جابر بن زيد المحدث والتابعي المشهور غير جابر بن زيد شيخ الإباضية . وقد قام الدكتور عوض خليفات في كتابه " نشأة الحركة الإباضية" بالرد على هذه الشبهات وتحليلها وانتهى إلى القول : (بعد هذا العرض والتحليل يبدو أن إنكار جابر لعلاقته بالإباضية كما توردها بعض المصادر السنية إنما اخترعت من بعض رواة السّنة الذين يرون جابر شيخا جليلا ومحدثا ثقة، وبالتالي فيجب عدم إلصاق تهمة الإباضية به حتى يعتبر مجروحا، وخاصة أن نقدة الحديث قد رفضوا روايات "أصحاب البدع"، ثم قال يتضح مما سبق أن جابر بن زيد كان وثيق الصلة بالحركة الإباضية منذ وقت مبكر، وكان له دور كبير في تنظيم الحركة وتطورها.

      [تحرير] دور الإمام جابر السياسي والدعوي

      عاصر جابر بن زيد الظروف السياسية التي مرت بالأمة الإسلامية منذ الثلث الثاني من القرن الأول الهجري، فقد كان في سن الإدراك عندما حدثت الفتن بين الصحابة ابتداء من قتل الخليفة عثمان رضي الله عنه، ثم موقعة الجمل و صفين والتحكيم وعندما بدأ الخط الإسلامي ينحرف عن مساره الصحيح، بدأ في وقت مبكر يدعو إلى القضاء على بدعة الملك الأموي وإلى التمسك بنظام الشورى .
      توجد عدة روايات في كتب التاريخ الإباضي تشير إلى وجود علاقات متينة بين أبي بلال مرداس و جابر بن زيد حتى أن كثيرا من المصادر الإباضية تجمع على أنهما كانا قليلا ما يفترقان. وبعض الروايات تفيد أن أبا بلال كان لا يبرم أمرا إلا بعد استشارة جابر. فكانا يخرجان سويا إلى مكة ويلتقيان بعبد الله ابن عباسوعائشة أم المؤمنين. ويبدو مما سبق أن جابر بن زيد انضم في وقت مبكر إلى جماعة القعدة التي كان يتزعمها أبو بلال مرداس بن أدية والتي كان من أهم مبادئها الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة دون التعرض للناس أو رفع السيف في وجه أحد. ورغم العلاقة الوطيدة بينهما إلا أن جابر بن زيد لم يشترك في الأحداث السياسية التي جرت في تلك الفترة من التاريخ الإسلامي فقد تجنب أي احتكاك معاد مع السلطة الأموية، ولم ينقل أنه تعرض لأي أذى قبل أن يتولى الحجاج ولاية العراق على الرغم من أن كثيرا من أصحابه أمثال أبي بلال وأبي سفيان قد تعرضوا لأذى الأمويين منذ عهد زياد بن أبيه .
      واستمر جابر بن زيد يدعو إلى الإلتزام بالدين الإسلامي بالحكمة ويندد بالمنحرفين عنه بهدوء دون إثارة شغب أو دعوة إلى الثورة فكان يواجه الانحراف في الفكر والسلوك الذي ظهر في تلك الفترة، فقد عاش في فترة اتسمت بالبطش والظلم في البصرة منذ أن تولي العراقعبيد الله بن زياد إلى أن جاء الحجاج بن يوسف الثقفي . ومع التزامه الحكمة في الدعوة إلا أنه لم ينج من بطش الحجاج فسجنه فترة ثم نفاه إلى عمان . ونظرا لمكانة جابر العلمية فقد أصبح له دور في توجيه الأحداث من مدينة البصرة وكان كثير الاتصال بأهل الدعوة رجالا ونساء يزورهم في بيوتهم ومساجدهم لغرض تعليمهم وتعهدهم بالموعظة والدعوة إلى الله.
      وقد وجه جابر بن زيد قسما من جهوده إلى إقناع بعض آل المهلب للانضمام إلى دعوته، وهذه القبيلة هي زعيمة الأزد العُمانيين في العراق وقد بلغوا بكفاءتهم أن تولوا مناصب في أجهزة الدولة الأموية، ولعل ذلك أكسبه تغطية إزاء أمراء الأمويين ، وسترا يقيه من أن يتعرضوا له بأذى، واستمر الحال كذلك إلى أن انقلب الحجاج على آل المهلب فانكشف جابر وأدخل السجن.
      لم تقتصر جهود جابر بن زيد على الرجال وحدهم بل تعداهم إلى النساء، فتوجد معلومات تدل على وجود عدد من المهلبيات في صفوف الحركة وأنهن بذلن أموالا طائلة وجهودا كبيرة لنصرتها وكان الإمام جابر يزورهن ويستفتينه ويجيب على أسئلتهن، وممن كان يزورهن عاتكة بنت المهلب بن أبي صفرة وكانت تسأله عن مسائل في الدين.
      كما كانت له مراسلات مع كثير من أصحابه وتلاميذه في مختلف البقاع، فكان يجيب على أسئلتهم التي ترده منهم، وكانت تتخلل رسائله المواعظ الإيمانية والتذكرة بالآخرة والاستعداد للحساب. يبدو ذلك من رسائله إلى سالم بن ذكوان و طريف بن خليد و الحارث بن عمر و عبد الملك بن المهلب وغيرهم. وكان شديد الحذر في اتصاله بأصحابه حتى لا يتنبه إليه أحد من أهل البغي فكان مما كتب إلى عبد الملك بن المهلب في إحدى رسائله: (اكتب إلي بما كانت لك من حاجة في سر وثقة، فإنك قد علمت الذي نحن فيه وما نتخوف من الذي يطلب العلل علينا). وفي رسالته إلى الحارث بن عمر كتب يقول: (واعلم أنك أصلحك الله بأرض أكره أن تذكر لي فيها اسما، فلا ترو شيئا مما كتبت إليك).
      كما كانت له رسائل إلى العلماء يأمرهم فيها بالمعروف وينهاهم عن المنكر. فقد ذكر أبو يعقوب الوارجلاني في الدليل والبرهان أن ابن شهاب الزهري عندما أخذ يدخل إلى بيوت الأمراء ويتردد عليهم استنكر العلماء ذلك عليه وخاصة عندما أصبح وزيرا للوليد بن عبد الملك فقد أرسل إليه جابر بن زيد رسالة يؤنبه على فعلته تلك. وذكر أن ممن كتب إليه وهب بن منبه، وأبو حازم فقيه المدينة من جملة مائة وعشرين فقيها من الفقهاء. وقال أبو يعقوب : (وقفت على كتب هؤلاء الثلاثة)].
      كان يصلي الجمعة خلف زياد بن أبيه وولده عبيد الله وخلف الحجاج وعاتبه أصحابه حضور الصلاة خلف الحجاج فقال إنها صلاة جامعة وسنة متبعة.

      [تحرير] آثاره العلمية

      يقول الدكتور عمرو خليفة النامي : (وقد توزع علم جابر بن زيد في روافد كثيرة لعل أخصبها وأثراها هو ما أثره عنه تلاميذه الذين انتشر المذهب الإباضي على أيديهم، أبوعبيدة مسلم بن أبي كريمة ، و ضمام بن السائب وغيرهم، وقد تم تدوين ذلك الفقه في فترة مبكرة وكان جابر ابن زيد نفسه ممن استعمل الكتابة والمراسلة، فكتب بأجوبته إلى تلاميذه وأصحابه، وبين أيدينا اليوم قدر صالح منها). والذي بين أيدينا من آثاره العلمية : كتاب النكاح وكتاب الصلاة وكثير من الروايات عن تلميذيه عمرو بن هرم و عمرو بن دينار بالإضافة إلى حديثه الذي جمعه الربيع بن حبيب في مسنده, هذا بالإضافة إلى مراسلاته مع تلاميذه أمثال سالم بن ذكوان و طريف بن خليد و الحارث بن عمر و عبد الملك بن المهلب وغيرهم. كما أن الأخبار التي وصلتنا تذكر أن الإمام جابرا ألف كتابا ضخما في الحديث والفقه سمي (بديوان جابر) تعرض فيها لمسائل الأحكام وضمنه الأحاديث التي رواها عن الصحابة والتابعين. وكان لهذا الكتاب قيمة كبرى لما فيه من علم وهدى، ولقربه من عصر النبوة ولأخذه من أفواه الصحابة رضوان الله عليهم. وبقيت هذه النسخة في حوزة تلميذه أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة ثم توارثها أئمة الإباضية في البصرة إلى أن استقرت في مكتبة بغداد التي أحرقها التتار فيما بعد. ويروى أن أحد علماء (المغرب) قام بنسخها وأحضرها إلى جبل نفوسة في ليبيا، ولكن تلك النسخة ضاعت أيضا. وبناء على هذه المعلومات نستطيع أن نقرر بأن الإباضية كانت من أول المدارس الإسلامية التي عنيت بتدوين الحديث ولعل بعض المؤلفات التي لا تزال مخطوطة والمروية عن جابر بن زيد هي قطع من هذا السفر الكبير. وإنه لمن المؤسف أن يضيع هذا التراث العظيم من مكتبة بغداد عندما أحرقت تلك المكتبة العظيمة! وضاعت منها آلاف النفائس، كما أنه من المؤلم أيضا أن تضيع النسخة التي وصلت إلى ليبيا فيما ضاع من التراث الإسلامي العظيم. وليس أعظم محنة من ضياع التراث العلمي والخلقي لأمة مسلمة لا يستقيم حاضرها إلا على القواعد المتينة التي أنبنى عليها ماضيها. ولولا ضياع هذه الكتب وأمثالها التي ضاعت على أيدي التتار وغيرهم لربما كان ويكون للمسلمين وضع آخر غير الوضع الذي هم عليه الآن إلا أنّ قدر الله غالب.

      أخلاقه

      لم يكن جابر ابن زيد ممن يجمع الأموال، بل تدل الأخبار على أنه كان قنوعا عفيفا، متواضعا، زاهدا في الدنيا، مقبلا على الآخرة. يروى أنه قال سألت ربي ثلاثا : امرأة مؤمنة وراحلة صالحة ورزقا كفافا فأعطانيهن. وقال يوما لأصحابه: ليس منكم أغنى مني ليس عندي درهم ولا علي دين. وقد قال في حقه ابن سيرين: كان أبو الشعثاء مسلما في الدينار والدرهم. وقد توفي الإمام جابر في سنة 93 هـ على أرجح الروايات واستلم قيادة الإباضية بعده الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة.
    • عاشقة الشعر كتب:

      هلا بالشعله group

      هذي المعلومات اللي قدرت اطلعها لكم عن المذهب الاباضي اتمنى الاستفادة

      تحيتي ..... عاشقة الشعر

      **عاشقة الشعر**صراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااحة ماعليك قصووووووووور يالغلا وألف شكر لك حبيبتي ع المعلومات وجعلها الله في ميزان حسناتك

      تقبلي تحياتي وتحيات الشعله group
    • عاشقة الشعر كتب:

      عفوا حبيبتي الله يعافيك
      وهذا من واجبنا
      بس ان شاءالله اكون افدتك

      روحي موسوعة ويكيبيديا لأنها كثير فيها معلومات

      المعلووووووووومات كثير حلوه ومفيدة,,,,,,,,,,,,,,وألف شكر لك يالغلا