هلا تشاركنا جميعاً لحفظ الأربعين النووية

    • هلا تشاركنا جميعاً لحفظ الأربعين النووية

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
      وبعد،،،

      لطالما ما كان يجهدني التفكير بالمواضيع التي يمكن أن أطرحها ومدى أهميتها
      ومرادي دائما أن تنال الإستحسان وتعم الفائدة بها للجميع إن شاء الله ...
      وليس من فائدة أسمى من تدارس كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
      أسأل الله أن يوفقني في بث وحفظ الأحاديث الأربعين النووية للإمام النووي رحمه الله
      والتي تشتمل على اثني واربعين حديثا صحت عن سيدنا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

      تسعدني جداً مشاركتكم بحفظ هذه الأحاديث والتي حفظنا الكثير منها بأيام الدراسة
      إلا أن حفظنا هنا يختلف تماماً عن حفظ المدرسة ..
      نحفظ لنقشها للأبد وليس لسنة دراسية واحدة وتمضي
      وتأتي الأخرى فتمضي كما مضت سابقتها
      ويذهب ما حفظناه طي رياح تلك السنوات

      أملي بمشاركتكم ومساندتكم لي كبير
      فليس من أخوة أسمى وأجل من الأخوة في الله

      سأبدأ في طرح الأحاديث الواحد تلو الآخر ليتيسر علينا حفظها بإذن الله


      وفقنا الله جميعاً إلى ما يحب ويرضى
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      أحسنت الإختيار اختي لافندر واتمنى أن يوفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح والحقيقه هذه الأحاديث من المتون التي عنى السلف والخلف بتدريسها للمبتدئين لإحتوائها على فوائد جمه وأختم بقول النبي صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو أيه فلرب مبلغ أوعى من سامع وأحاديث فضل العلم الشرعي لاتحصى وفق الله الجميع.
    • سيرة الإمام النووي

      وأول ما نبدأ به سيرة الإمام النووي رحمه الله

      ومن ثم نستعرض الأحاديث الشريفة لتدارسها وحفظها




      الإمام يَحْيَى بْن شَرَفِ النّوَوِي


      [FONT='DecoType Naskh']نسَبُه‏:‏[/FONT]
      هو الإِمام الحافظ شيخ الإسلام محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مُرِّي بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حِزَام، النووي نسبةً إلى نوى، وهي قرية من قرى حَوْران في سورية، ثم الدمشقي الشافعي، شيخ المذاهب وكبير الفقهاء في زمانه‏.‏

      مَوْلدُه ونشأته‏:‏
      ولد النووي رحمه اللّه تعالى في المحرم من 631 هـ في قرية نوى من أبوين صالحين، ولما بلغ العاشرة من عمره بدأ في حفظ القرآن وقراءة الفقه على بعض أهل العلم هناك، وصادف أن مرَّ بتلك القرية الشيخ ياسين بن يوسف المراكشي، فرأى الصبيانَ يُكرِهونه على اللعب وهو يهربُ منهم ويبكي لإِكراههم ويقرأ القرآن، فذهب إلى والده ونصحَه أن يفرّغه لطلب العلم، فاستجاب له‏.‏ وفي سنة 649 هـ قَدِمَ مع أبيه إلى دمشق لاستكمال تحصيله العلمي في مدرسة دار الحديث، وسكنَ المدرسة الرواحية، وهي ملاصقة للمسجد الأموي من جهة الشرق‏.‏ وفي عام 651 هـ حجَّ مع أبيه ثم رجع إلى دمشق‏.‏

      حَيَاته العلميّة‏:‏
      تميزت حياةُ النووي العلمية بعد وصوله إلى دمشق بثلاثة أمور‏:‏
      الأول‏:‏ الجدّ في طلب العلم والتحصيل في أول نشأته وفي شبابه، وقد أخذ العلم منه كلَّ مأخذ، وأصبح يجد فيه لذة لا تعدِلُها لذة، وقد كان جادّاً في القراءة والحفظ، وقد حفظ التنبيه في أربعة أشهر ونصف، وحفظ ربع العبادات من المهذب في باقي السنة، واستطاع في فترة وجيزة أن ينال إعجاب وحبَّ أستاذه أبي إبراهيم إسحاق بن أحمد المغربي، فجعلَه مُعيد الدرس في حلقته‏.‏ ثم درَّسَ بدار الحديث الأشرفية، وغيرها‏.‏
      الثاني‏:‏ سعَة علمه وثقافته، وقد جمع إلى جانب الجدّ في الطلب غزارة العلم والثقافة المتعددة، وقد حدَّثَ تلميذُه علاء الدين بن العطار عن فترة التحصيل والطلب، أنه كان يقرأ كلََّ يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، درسين في الوسيط، وثالثاً في المهذب، ودرساً في الجمع بين الصحيحين، وخامساً في صحيح مسلم، ودرساً في اللمع لابن جنّي في النحو، ودرساً في إصلاح المنطق لابن السكّيت في اللغة، ودرساً في الصرف، ودرساً في أصول الفقه، وتارة في اللمع لأبي إسحاق، وتارة في المنتخب للفخر الرازي، ودرساً في أسماء الرجال، ودرساً في أصول الدين، وكان يكتبُ جميعَ ما يتعلق بهذه الدروس من شرح مشكل وإيضاح عبارة وضبط لغة‏.‏
      الثالث‏:‏ غزارة إنتاجه، اعتنى بالتأليف وبدأه عام 660 هـ، وكان قد بلغ الثلاثين من عمره، وقد بارك اللّه له في وقته وأعانه، فأذابَ عُصارة فكره في كتب ومؤلفات عظيمة ومدهشة، تلمسُ فيها سهولةُ العبارة، وسطوعَ الدليل، ووضوحَ الأفكار، والإِنصافَ في عرض أراء الفقهاء، وما زالت مؤلفاته حتى الآن تحظى باهتمام كل مسلم، والانتفاع بها في سائر البلاد‏.‏
      ويذكر الإِسنوي تعليلاً لطيفاً ومعقولاً لغزارة إنتاجه فيقول‏:‏ ‏"‏اعلم أن الشيخ محيي الدين رحمه اللّه لمّا تأهل للنظر والتحصيل، رأى في المُسارعة إلى الخير؛ أن جعل ما يحصله ويقف عليه تصنيفاً، ينتفع به الناظر فيه، فجعل تصنيفه تحصيلاً، وتحصيله تصنيفاً، وهو غرض صحيح، وقصد جميل، ولولا ذلك لما تيسر له من التصايف ما تيسر له‏"‏‏.‏

      ومن أهم كتبه‏:‏
      شرح صحيح مسلم‏"‏ و‏"‏المجموع‏"‏ شرح المهذب، و‏"‏رياض الصالحين‏"‏، و‏"‏تهذيب الأسماء واللغات‏"‏، ‏"‏والروضة روضة الطالبين وعمدة المفتين‏"‏، و‏"‏المنهاج‏"‏ في الفقه و ‏"‏الأربعين النووية‏"‏، و‏"‏التبيان في آداب حَمَلة القرآن‏"‏، والأذكار ‏"‏حلية الأبرار وشعار الأخيار في تلخيص الدعوات والأذكار المستحبّة في الليل والنهار‏"‏، و‏"‏الإِيضاح‏"‏ في المناسك‏.‏

      شيوخه‏:‏
      شيوخه في الفقه‏:‏
      1 ـ عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع الفزاري، تاج الدين، عُرف بالفِرْكاح، توفي سنة 690 هـ‏.‏
      2 ـ إسحاق بن أحمد المغربي، الكمال أبو إبراهيم، محدّث المدرسة الرواحيّة، توفي سنة 650 هـ‏.‏
      3 ـ عبد الرحمن بن نوح بن محمد بن إبراهيم بن موسى المقدسي ثم الدمشقي، أبو محمد، مفتي دمشق، توفي سنة 654 هـ‏.‏
      4 ـ سلاَّر بن الحسن الإِربلي، ثم الحلبي، ثم الدمشقي، إمام المذهب الشافعي في عصره، توفي سنة 670 هـ‏.‏

      شيوخه في الحديث‏:‏
      1 ـ إبراهيم بن عيسى المرادي، الأندلسي، ثم المصري، ثم الدمشقي، الإِمام الحافظ، توفي سنة 668 هـ‏.‏
      2 ـ خالد بن يوسف بن سعد النابلسي، أبو البقاء، زين الدين، الإِمام المفيد المحدّث الحافظ، توفي سنة 663 هـ‏.‏
      3 ـ عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصاري، الحموي، الشافعي، شيخ الشيوخ، توفي سنة 662 هـ‏.‏
      4 ـ عبد الرحمن بن أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قُدامة المقدسي، أبو الفرج، من أئمة الحديث في عصره، توفي سنة 682 هـ‏.‏
      5 ـ عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد الحرستاني، أبو الفضائل، عماد الدين، قاضي القضاة، وخطيب دمشق‏.‏ توفي سنة 662 هـ‏.‏
      6 ـ إسماعيل بن أبي إسحاق إبراهيم بن أبي اليُسْر التنوخي، أبو محمد تقي الدين، كبير المحدّثين ومسندهم، توفي سنة 672 هـ‏.‏
      7 ـ عبد الرحمن بن سالم بن يحيى الأنباري، ثم الدمشقي الحنبلي، المفتي، جمال الدين‏.‏ توفي سنة 661 هـ‏.‏
      ومنهم‏:‏ الرضي بن البرهان، وزين الدين أبو العباس بن عبد الدائم المقدسي، وجمال الدين أبو زكريا يحيى بن أبي الفتح الصيرفي الحرّاني، وأبو الفضل محمد بن محمد بن محمد البكري الحافظ، والضياء بن تمام الحنفي، وشمس الدين بن أبي عمرو، وغيرهم من هذه الطبقة‏.‏

      شيوخه في علم الأصول‏:
      أما علم الأصول، فقرأه على جماعة، أشهرهم‏:‏ عمر بن بندار بن عمر بن علي بن محمد التفليسي الشافعي، أبو الفتح‏.‏ توفي سنة 672 هـ‏.‏

      شيوخه في النحو واللغة‏:
      وأما في النحو واللغة، فقرأ على‏:‏
      الشيخ أحمد بن سالم المصري النحوي اللغوي، أبي العباس، توفي سنة 664 هـ‏.‏
      والفخر المالكي‏.‏
      والشيخ أحمد بن سالم المصري‏.‏

      مسموعاته‏:‏
      سمع النسائي، وموطأ مالك، ومسند الشافعي، ومسند أحمد بن حنبل، والدارمي، وأبي عوانة الإِسفراييني، وأبي يعلى الموصلي، وسنن ابن ماجه، والدارقطني، والبيهقي، وشرح السنّة للبغوي، ومعالم التنزيل له في التفسير، وكتاب الأنساب للزبير بن بكار، والخطب النباتية، ورسالة القشيري، وعمل اليوم والليلة لابن السني، وكتاب آداب السامع والراوي للخطيب البغدادي، وأجزاء كثيرة غير ذلك‏.‏

      تلاميذه‏:‏
      وكان ممّن أخذ عنه العلم‏:‏ علاء الدين بن العطار، وشمس الدين بن النقيب، وشمس الدين بن جَعْوان، وشمس الدين بن القمَّاح، والحافظ جمال الدين المزي، وقاضي القضاة بدر الدين بن جماعة، ورشيد الدين الحنفي، وأبو العباس أحمد بن فَرْح الإِشبيلي، وخلائق‏.‏

      أخلاقُهُ وَصفَاتُه‏:‏
      أجمعَ أصحابُ كتب التراجم أن النووي كان رأساً في الزهد، وقدوة في الورع، وعديم النظير في مناصحة الحكام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويطيب لنا في هذه العجالة عن حياة النووي أن نتوقف قليلاً مع هذه الصفات المهمة في حياته‏:‏

      الزهد‏:‏
      تفرَّغَ الإِمام النووي من شهوة الطعام واللباس والزواج، ووجد في لذّة العلم التعويض الكافي عن كل ذلك‏.‏ والذي يلفت النظر أنه انتقل من بيئة بسيطة إلى دمشق حيث الخيرات والنعيم، وكان في سن الشباب حيث قوة الغرائز، ومع ذلك فقد أعرض عن جميع المتع والشهوات وبالغ في التقشف وشظف العيش‏.‏

      الورع‏:‏
      وفي حياته أمثلة كثيرة تدلُّ على ورع شديد، منها أنه كان لا يأكل من فواكه دمشق، ولما سُئل عن سبب ذلك قال‏:‏ إنها كثيرة الأوقاف، والأملاك لمن تحت الحجر شرعاً، ولا يجوز التصرّف في ذلك إلا على وجه الغبطة والمصلحة، والمعاملة فيها على وجه المساقاة، وفيها اختلاف بين العلماء‏.‏ ومن جوَّزَها قال‏:‏ بشرط المصلحة والغبطة لليتيم والمحجور عليه، والناس لا يفعلونها إلا على جزء من ألف جزء من الثمرة للمالك، فكيف تطيب نفسي‏؟‏‏.‏ واختار النزول في المدرسة الرواحيّة على غيرها من المدارس لأنها كانت من بناء بعض التجّار‏.‏
      وكان لدار الحديث راتب كبير فما أخذ منه فلساً، بل كان يجمعُها عند ناظر المدرسة، وكلما صار له حق سنة اشترى به ملكاً ووقفه على دار الحديث، أو اشترى كتباً فوقفها على خزانة المدرسة، ولم يأخذ من غيرها شيئاً‏.‏ وكان لا يقبل من أحد هديةً ولا عطيّةً إلا إذا كانت به حاجة إلى شيء وجاءه ممّن تحقق دينه‏.‏ وكان لا يقبل إلا من والديه وأقاربه، فكانت أُمُّه ترسل إليه القميص ونحوه ليلبسه، وكان أبوه يُرسل إليه ما يأكله، وكان ينام في غرفته التي سكن فيها يوم نزل دمشق في المدرسة الرواحية، ولم يكن يبتغي وراء ذلك شيئاً‏.‏

      مُناصحَتُه الحُكّام‏:‏
      لقد توفرت في النووي صفات العالم الناصح الذي يُجاهد في سبيل اللّه بلسانه، ويقوم بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو مخلصٌ في مناصحته وليس له أيّ غرض خاص أو مصلحة شخصية، وشجاعٌ لا يخشى في اللَّه لومة لائم، وكان يملك البيان والحجة لتأييد دعواه‏.‏
      وكان الناسُ يرجعون إليه في الملمّات والخطوب ويستفتونه، فكان يُقبل عليهم ويسعى لحلّ مشكلاتهم، كما في قضية الحوطة على بساتين الشام‏:‏
      لما ورد دمشقَ من مصرَ السلطانُ الملكُ الظاهرُ بيبرسُ بعد قتال التتار وإجلائهم عن البلاد، زعم له وكيل بيت المال أن كثيراً من بساتين الشام من أملاك الدولة، فأمر الملك بالحوطة عليها، أي بحجزها وتكليف واضعي اليد على شيءٍ منها إثبات ملكيته وإبراز وثائقه، فلجأ الناس إلى الشيخ في دار الحديث، فكتب إلى الملك كتاباً جاء فيه‏:‏ ‏"‏وقد لحق المسلمين بسبب هذه الحوطة على أملاكهم أنواعٌ من الضرر لا يمكن التعبير عنها، وطُلب منهم إثباتٌ لا يلزمهم، فهذه الحوطة لا تحلّ عند أحد من علماء المسلمين، بل مَن في يده شيء فهو ملكه لا يحلّ الاعتراض عليه ولايُكلَّفُ إثباته‏"‏ فغضب السلطان من هذه الجرأة عليه وأمر بقطع رواتبه وعزله عن مناصبه، فقالوا له‏:‏ إنه ليس للشيخ راتب وليس له منصب‏.‏ ولما رأى الشيخ أن الكتاب لم يفِدْ، مشى بنفسه إليه وقابله وكلَّمه كلاماً شديداً، وأراد السلطان أن يبطشَ به فصرف اللَّه قلبَه عن ذلك وحمى الشيخَ منه، وأبطلَ السلطانُ أمرَ الحوطة وخلَّصَ اللَّه الناس من شرّها‏.‏

      وَفَاته‏:‏
      وفي سنة 676 هـ رجع إلى نوى بعد أن ردّ الكتب المستعارة من الأوقاف، وزار مقبرة شيوخه، فدعا لهم وبكى، وزار أصحابه الأحياء وودّعهم، وبعد أن زار والده زار بيت المقدس والخليل، وعاد إلى نوى فمرض بها وتوفي في 24 رجب‏.‏ ولما بلغ نعيه إلى دمشق ارتجّت هي وما حولها بالبكاء، وتأسف عليه المسلمون أسفاً شديداً، وتوجّه قاضي القضاة عزّ الدين محمد بن الصائغ وجماعة من أصحابه إلى نوى للصلاة عليه في قبره، ورثاه جماعة، منهم محمد بن أحمد بن عمر الحنفي الإِربلي، وقد اخترت هذه الأبيات من قصيدة بلغت ثلاثة وثلاثين بيتاً‏:‏
      عزَّ العزاءُ و عمَّ الحادث الجلل * و خاب بالموت في تعميرك الأمل
      و استوحشت بعدما كنت الأنيس لها * و ساءَها فقدك الأسحارُ و الأصلُ
      و كنت للدين نوراً يُستضاء به * مسدَّد منك فيه القولُ والعملُ
      زهدتَ في هذه الدنيا و زخرفها * عزماً و حزماً و مضروب بك المثل
      أعرضت عنها احتقاراً غير محتفل * و أنت بالسعي في أخراك محتفل
      وهكذا انطوت صفحة من صفحات عَلَمٍ من أعلاَم المسلمين، بعد جهاد في طلب العلم، ترك للمسلمين كنوزاً من العلم، لا زال العالم الإسلامي يذكره بخير، ويرجو له من اللَّه تعالى أن تناله رحماته ورضوان‏.‏
      رحم اللّه الإِمام النووي رحمة واسعة، و حشره مع الذين أنعم اللّه عليهم من النبيين و الصدّيقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقاً، و جمعنا به تحت لواء سيدنا محمد صلى اللّه عليه وسلم‏.
    • الحديث الأول

      عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجـر إليه".

      (رواه إمام المحدّثين: أبو عبد الله محمـد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري الجعفي، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة).







      شرح وفوائد الحديث

      دل الحديث على أن النية معيار لتصحيح الأعمال ، فحيث صلحت النية صلح العمل ، وحيث فسدت فسد العمل ، ، وإذا وجد العمل وقارنته النية فله ثلاثة أحوال :

      (الأول) : أن يفعل ذلك خوفاً من الله تعالى وهذه عبادة العبيد .

      (الثاني): أن يفعل ذلك لطلب الجنة والثواب وهذه عبادة التجار.

      (الثالث): أن يفعل ذلك حياء من الله تعالى وتأدية لحق العبودية وتأدية للشكر ، ويرى نفسه مع ذلك مقصراً ، ويكون مع ذلك قلبه خائفاً لأنه لا يدري هل قبل عمله مع ذلك أم لا ، وهذه عبادة الأحرار ، وإليها أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قالت له عائشة رضي الله عنها حين قام من الليل حتى تورمت قدماه : يا رسول الله !


      أتتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟قال : (أفلا أكون عبداً شكوراً ؟). فإن قيل : هل الأفضل العبادة مع الخوف أو مع الرجاء ؟ . قيل : قال الغزالي رحمه الله تعالى : العبادة مع الرجاء أفضل ، لأن الرجاء يورث المحبة ، والخوف يورث القنوط .

      وهذه الأقسام الثلاثة في حق المخلصين ، واعلم أن الإخلاص قد يعرض له آفة العجب ، فمن أعجب بعمله حبط عمله ، وكذلك من استكبر حبط عمله.

      الحال الثاني : أن يفعل ذلك لطلب الدنيا والآخرة جميعها ، فذهب بعض أهل العلم إلى أن عمله مردود واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم في الخبر الرباني:
      ((يقول الله تعالى : أنا أغنى الشركاء فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري فأنا بريء منه )).

      وإلى هذا ذهب الحارث المحاسبي في كتاب (( الرعاية )) فقال : الإخلاص أن تريده بطاعته ولا تريد سواه . والرياء نوعان : أحدهما : لا يريد بطاعته إلا الناس والثاني : أن يريد الناس ورب الناس ، وكلاهما محبط للعمل ، ونقل هذا القول الحافظ أبو نُعيم في ((الحلية ))عن بعض السلف ، واستدل بعضهم على ذلك أيضاً بقوله تعالى: ( الجَّبار الُمتَكِّبرُ سُْبحَان الله عَمّا يُشْركوْنَ ) (الحشر : 23) ، فكما أنه تكبر عن الزوجة والولد والشريك ، تكبر أن يقبل عملاً أشرك فيه غيره ، فهو تعالى أكبر ، وكبير ، ومتكبر .

      وقال السمر قندي رحمه الله تعالى: ما فعل لله قُِبلَ وما فعل من أجل الناس رُدَّ . ومثال ذلك من صلى الظهر مثلاً وقصد أداء ما فرض الله تعالى عليه ولكنه طول أركانه وقراءتها وحسَّن هيئتها من أجل الناس ، فأصل الصلاة مقبول ، وأما طوله وحسنه من أجل الناس فغير مقبول لأنه قصد به الناس .

      وسئل الشيخ عز الدين ابن عبد السلام : عمن صلى فطول صلاته من أجل الناس ؟ فقال : أرجو أن لا يحبط عمله هذا كله إذا حصل التشريك في صفة العمل ، فإن حصل في أصل العمل بأن صلى الفريضة من أجل الله تعالى والناس ، فلا تقبل صلاته لأجل التشريك في أصل العمل ، وكما أن الرياء في العمل يكون في ترك العمل . قال الفضيل بن عياض: ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك ، والاخلاص ان يعافيك الله منهما .

      ومعنى كلامه رحمه الله تعالى أن من عزم على عبادة وتركها مخافة أن يراها الناس ، فهو مُراءٍ لأنه ترك العمل لأجل الناس ، أما لو تركها ليصليها في الخلوة فهذا مستحب إلا أن تكون فريضة ، أو زكاة واجبة ، أو يكون عالماً يقتدى به ، فالجهر بالعبادة في ذلك أفضل ، وكما أن الرياء محبط للعمل كذلك التسميع ، وهو أن يعمل لله في الخلوة ثم يحدث الناس بما عمل ، قال صلى الله عليه وسلم: (( من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به )).

      قال العلماء : فإن كان عالماً يقتدى به وذكر ذلك تنشيطاً للسامعين ليعملوا به فلا بأس . قال المرزباني ، رحمه الله تعالى عليه : يحتاج المصلى إلى اربع خصال حتى ترفع صلاته : حضور القلب ، وشهود العقل ، وخضوع الأركان ، وخشوع الجوارح ، فمن صلَّى بلا حضور قلب فهو مصلٍ لاهٍ ، ومن صلى بلا شهود عقل فهو مصل ساهٍ ، ومن صلى بلا خضوع الجوارح فهو مصل خاطىء ، ومن صلى بهذه الأركان فهو مصلٍ وافٍ .

      قوله صلى الله عليه وسلم : (( إنما الأعمال بالنيات )) أراد بها أعمال الطاعات دون أعمال المباحات ، قال الحارث المحاسبي : الإخلاص لا يدخل في مباح ، لأنه لا يشتمل على قربة ولا يؤدي إلى قربة ، كرفع البنيان لا لغرض الرعونة ، أما إذا كان لغرض كالمساجد والقناطر والأربطة فيكون مستحباً . قال : ولا إخلاص في محرم ولا مكروه ، كمن ينظر إلى ما لا يحل له النظر إليه ، ويزعم أنه ينظر إليه ليتفكر في صنع الله تعالى ، كالنظر إلى الأمرد ، وهذا لا إخلاص فيه بل لا قربة البتة ، قال : فالصدق في وصف العبد في استواء السر والعلانية والظاهر والباطن ، والصدق يتحقق بتحقق جميع المقامات والأحوال حتى إن الإخلاص يفتقر إلى الصدق ، والصدق لا يفتقر إلى شيء . لأن حقيقة الإخلاص هو إرادة الله تعالى بالطاعة ، فقد يريد الله بالصلاة ولكنه غافل عن حضور القلب فيها ، والصدق هو إرادة الله تعالى بالعبادة مع حضور القلب إليه ، فكل صادق مخلص ، وليس كل مخلص صادقاً ، وهو معنى الاتصال والانفصال ، لأنه انفصل عن غير الله واتصل بالحضور بالله ، وهو معنى التخلي عما سوى الله والتحلي بالحضور بين يدي الله سبحانه وتعالى .

      قوله صلى الله عليه وسلم : (( إنما الأعمال )) يحتمل : إنما صحة الأعمال أو تصحيح الأعمال ، أو قبول الأعمال ، أو كمال الأعمال ، وبهذا أخذ الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى ، ويستثنى من الأعمال ما كان قبيل التروك كإزالة النجاسة ، ورد الغصوب والعواري ، وإيصال الهدية وغير ذلك ، فلا تتوقف صحتها على النية المصححة ، ولكن يتوقف الثواب فيها على نية التقرب ، ومن ذلك ما إذا أطعم دابته ، إن قصد بإطعامها امتثال أمر الله تعالى فإنه يثاب ، وإن قصد بإطعامها حفظ المالية فلا ثواب ، ذكره القرافي ، ويستثنى من ذلك فرس المجاهد ، إذا ربطها في سبيل الله فإنها إذا شربت وهو لا يريد سقيها أثيب على ذلك كما في صحيح البخاري ، وكذلك الزوجة وكذلك إغلاق الباب وإطفاء المصباح عند النوم إذا قصد به امتثال أمر الله أثيب وإن قصد أمراً آخر فلا .

      واعلم أن النية لغة : القصد ، يقال نواك الله بخير : أي قصدك به . والنية شرعاً : قصد الشيء مقترناً بفعله ، فإن قصد وتراخى عنه فهو عزم ، وشرعت النية لتمييز العادة من العبادة أو لتمييز رتب العبادة بعضها عن بعض ، مثال الأول : الجلوس في المسجد قد يقصد للاستراحة في العادة ، وقد يقصد للعبادة بنية الاعتكاف ، فالمميز بين العبادة والعادة هو النية ، وكذلك الغسل : يقصد به تنظيف البدن في العادة ، وقد يقصد به العبادة فالمميز هو النية وإلى هذا المعنى أشار النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الرجل يقاتل رياء ويقاتل حمية ويقاتل شجاعة ، أي ذلك في سبيل الله تعالى ؟ فقال: (( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله تعالى )) ومثال الثاني وهو المميز رتب العبادة ، كمن صلى أربع ركعات قد يقصد إيقاعها عن صلاة الظهر وقد يقصد إيقاعها عن السنن فالمميز هو النية ، وكذلك العتق قد يقصد به الكفارة وقد يقصد به غيرها كالنذر ونحوه ، فالمميز هو النية .

      وفي قوله صلى الله عليه وسلم : (( وإنما لكل امرىء ما نوى )) دليل على أنه لا تجوز النيابة في العبادات ، ولا التوكيل من نفس النية ، وقد استثني من ذلك تفرقة الزكاة وذبح الأضحية ، فيجوز التوكيل فيهما في النية والذبح ، والتفرقة مع القدرة على النية . وفي الحج : لا يجوز ذلك مع القدرة ودفع الدين ، أما اذا كان على جهة واحدة لم يحتج إلى نية ، وإن كان على جهتين كمن عليه ألفان بأحدهما رهن فإدى ألفاً قال جعلته عن ألف الرهن ، صدق ، فإن لم ينو شئياً حالة الدفع ، ثم نوى بعد ذلك ، وجعله عما شاء وليس لنا نية تتأخر عن العمل وتصح إلا هنا .

      قوله صلى الله عليه وسلم : (( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه )).

      أصل المهاجرة المجافاة والترك ، فاسم الهجرة يقع على رموز :

      الأولى : هجرة الصحابة رضي الله عنهم من مكة إلى الحبشة حين آذى المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ففروا منه إلى النجاشي ، وكانت هذه بعد البعثة بخمس سنين ، قاله البيهقي .

      الهجرة الثانية : من مكة إلى المدينة وكانت هذه بعد البعثة بثلاث عشرة سنة ، وكان يجب على كل مسلم بمكة أن يهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، وأطلق جماعة أن الهجرة كانت واجبة من مكة إلى المدينة ،وهذا ليس على إطلاقه فإنه لا خصوصية للمدينة ، وإنما الواجب الهجرة إلى رسول الله صلى عليه وسلم قال ابن العربي : قسم العلماء رضي الله عنهم الذهاب في الأرض هرباً وطلباً ، فالأول ينقسم إلى ستة أقسام :

      (الأول): الخروج من دار الحرب إلى دار الإسلام وهي باقية إلى يوم القيامة ،و التي انقطعت بالفتح في قوله صلى الله عليه وسلم : (( لا هجرة بعد الفتح )) . هي القصد إلى رسول الله صلى عليه وسلم حيث كان .

      (الثاني): الخروج من أرض البدعة ، قال ابن القاسم : سمعت مالكاً يقول : لا يحل لأحد أن يقيم بأرض يُسَبُ فيها السلف.

      (الثالث) : الخروج من أرض يغلب عليها الحرام ، فإن طلب الحلال فريضة على كل مسلم .

      (الرابع) : الفرار من الأذية في البدن ، وذلك فضل من الله تعالى أرخص فيه ، فإذا خشي على نفسه في مكان فقد أذن الله تعالى له في الخروج عنه ، والفرار بنفسه يخلصها من ذلك المحذور ، وأول من فعل ذلك إبراهيم عليه السلام حيث خاف من قومه فقال :{إٍنًّي مُهَاجِر ُ إِلى رَبًّي } [العنكبوت :26] . وقال تعالى مخبراً عن موسى عليه السلام : {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفَاَ يَتَرَقَّب ُ} [القصص:21].

      (الخامس): الخروج خوف المرض في البلاد الوخمة ، إلى الأرض النزهة ، وقد أذن صلى الله عليه وسلم للعرنيين في ذلك حين استوخموا المدينة أن يخرجوا إلى المرج .

      (السادس) الخروج خوفاً من الأذية في المال ، فإن حرمة مال المسلم كحرمة دمه .

      وأما قسم الطلب ، فإنه ينقسم إلى عشرة : طلب دين وطلب دنيا ، وطلب الدين ينقسم إلى تسعة أنواع :

      (الأول) سفر العبرة قال الله تعالى :{أَوَ لَمْ يَسِيْروُا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذينَ مِنْ قَبْلهِم } [الروم:9]. وقد طاف ذو القرنين في الدنيا ليرى عجائبها .

      (الثاني) : سفر الحج .

      (الثالث): سفر الجهاد.

      (الرابع) : سفر العبرة المعاش.

      (الخامس): سفر التجارة والكسب الزائد على القوت ، وهو جائز لقوله تعالى : {لَيْسَ عَلْيكُمْ جُنَاحُ أَنْ تَبْتغُوا فَضْلاً مِنْ رَبَّكم } [البقرة : 198].

      (السادس) : طلب العلم .

      (السابع) :قصد البقاع الشريفة ، قال صلى الله عليه وسلم : ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد )).

      (الثامن) : قصد الثغور للرباط بها .

      (التاسع): زيارة الإخوان في الله تعالى ، قال صلى الله عليه وسلم: (( زار رجل أخاً له في قرية ، فأرسل الله ملكاً على مدرجته . فقال : أين تريد ؟ قال : أريد أخاً لي في هذه القرية ، فقال : هل له عليك من نعمة تؤديها قال : لا ، إلا أنني أحبه في الله تعالى قال : فإني رسول الله إليك بأن الله أحبك كما أحببته )). رواه مسلم . وغيره .

      الثالثة: هجرة القبائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتعلموا الشرائع ويرجعوا إلى قومهم فيعلموهم .

      الرابعة : هجرة من أسلم من أهل مكة ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع إلى قومه .

      الخامسة : الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام ، فلا يحل للمسلم الإقامة بدار الكفر ، قال الماوردي : فإن صار له بها أهل وعشيرة ، وأمكنة إظهار دينه ،لم يجز له أن يهاجر ، لأن المكان الذي هو فيه قدر دار إسلام .

      السادسة : هجرة المسلم أخاه فوق ثلاثة ، بغير سبب شرعي ، وهي مكروهة في الثلاثة ، وفيما زاد حرام إلا لضرورة.

      السابعة : هجرة الزوج الزوجة إذا تحقق نشوزها قال تعالى {واهْجُرُوهُنَّ فِي اَلمَضَاجِع ِ} [ النساء :34]. ومن ذلك هجرة أهل المعاصي في المكان ،و الكلام ،و جواب السلام وابتداؤه .

      الثامنة : هجرة ما نهى الله عنه ، وهي أعم الهجر.

      قوله صلى الله عليه وسلم : (( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله )) : أي نية وقصداً فهجرته إلى الله ورسوله حكماً وشرعاً.

      (( ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها .. الخ )) نقلوا أن رجلاً هاجر من مكة إلى المدينة لا يريد بذلك فضيلة الهجرة وإنما هاجر ليتزوج امرأة تسمى أم قيس ، فسمي مهاجر أم قيس . فإن قيل النكاح من مطلوبات الشرع فْلمَ كان من مطلوبات الدنيا؟ قيل في الجواب : إنه لم يخرج في الظاهر لها ، وإنما خرج في الظاهر للهجرة ، فلما أبطن خلاف ما أظهر استحق العتاب واللوم ،وقيس بذلك من خرج في الصورة الظاهرة لطلب الحج وقصد التجارة وكذلك الخروج لطلب العلم إذا قصد به حصول رياسة أو ولاية .

      قوله صلى الله عليه وسلم : (( فهجرته إلى ما هاجر إليه )) يقتضي أنه لا ثواب لمن قصد بالحج التجارة والزيارة ، وينبغي حمل الحديث على ما إذا كان المحرك الباعث له على الحج إنما هو التجارة ، فإن كان الباعث له الحج فله الثواب ، والتجارة تبع له إلا أنه ناقص الأجر عمن أخرج نفسه للحج ، وإن كان الباعث له كليهما فيحتمل حصول الثواب لأن هجرته لم تتمخص للدنيا ، ويحتمل خلافه لأنه قد خلط عمل الآخرة بعمل الدنيا ، لكن الحديث رتب فيه الحكم على القصد المجرد ، فأما من قصدهما لم يصدق عليه أنه قصد الدنيا فقط ، والله سبحانه وتعالى أعلم .
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

      احسنت وجزيت خيرا واجرا وفيرا عزيزتي ...ما شاء الله وتبارك الله فيما اخترت من موضوع وانت دوما سباقة لفعل الخير وهذه شهادة الجميع

      ونحن معك قلبا وقالبا وباذنه تعالى سنحفظ ونتابع كل ما تتطرحينه من احاديث وشرح لهذه الاحاديث

      بارك الله فيك ووفقك دنيا ودين وجعل الجنة مستقرك باذنه تعالى

      ســــــــــــــــــــــبحان الله ،،والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر
    • abualmonther كتب:

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      أحسنت الإختيار اختي لافندر واتمنى أن يوفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح والحقيقه هذه الأحاديث من المتون التي عنى السلف والخلف بتدريسها للمبتدئين لإحتوائها على فوائد جمه وأختم بقول النبي صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو أيه فلرب مبلغ أوعى من سامع وأحاديث فضل العلم الشرعي لاتحصى وفق الله الجميع.


      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      بارك الله فيك أخي ابو المنذر وجزاك الله كل خير
    • الامل المجروح كتب:

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...



      احسنت وجزيت خيرا واجرا وفيرا عزيزتي ...ما شاء الله وتبارك الله فيما اخترت من موضوع وانت دوما سباقة لفعل الخير وهذه شهادة الجميع


      ونحن معك قلبا وقالبا وباذنه تعالى سنحفظ ونتابع كل ما تتطرحينه من احاديث وشرح لهذه الاحاديث


      بارك الله فيك ووفقك دنيا ودين وجعل الجنة مستقرك باذنه تعالى




      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      انت تأتين أولاً وأنا بعدك يا أمل
      دائما صفاء قلبك وكرمك يسبق حروفك

      بارك الله فيك وجعل الفردوس الأعلى مقامك ومستقرك

      إذن نتفق على أن نبدأ النية من اليوم بالحفظ إن شاء الله

      وفقنا الله جميعاً إلى ما يحب ويرضى
    • ما شاء الله بارك الله فيك أختي
      يا ما انتظرت هذه اللحظه في حفظ الأربعين النووية للإمام النووي رحمه الله وشرحه
      كنت لا أملك من يحفزني ويشجني على حفظه
      ولكن والله الحمد امنحتني الأمل في استمرار الحفظ
      جزيت خيرا :)
      ها أنا جاهزه بكل أمل واشراق بالحفظ والإسمرار والمتابعه معكم بإذن الله
    • مرينه كتب:

      ما شاء الله بارك الله فيك أختي
      يا ما انتظرت هذه اللحظه في حفظ الأربعين النووية للإمام النووي رحمه الله وشرحه
      كنت لا أملك من يحفزني ويشجني على حفظه
      ولكن والله الحمد امنحتني الأمل في استمرار الحفظ
      جزيت خيرا :)
      ها أنا جاهزه بكل أمل واشراق بالحفظ والإسمرار والمتابعه معكم بإذن الله



      اللهم وفقنا جميعاً

      بارك الله فيك أختي مرينة وبهمتك العالية زادك الله حرصاً على دينه
      أشد على ساعدك ونبدأ جميعا من هذه اللحظة بالحفظ
      وبعون الله سأعرض الأحاديث الواحد تلو الآخر مع شرحها
      وما دامت النية والهمة والتحفيز موجود لدينا فسنخرج بفائدة عظيمة بإذن الله
    • السلام عليكم
      يعني الأعمال اللتي يعملها ابن ادم على قسمين أعمال تعبديه مثل الصلاه الصوم الحج زيارة المريض الإبتسامه تفريج الهموم والقسم الثاني هي أعمال دنيويه مثل النوم الأكل والمزاح البرئ والتنزه الزراعه الصناعه.
      لكن الفرق بينهما أن الأعمال الدينيه والتعبديه لابد من شرط واحد فيها لقبولها وهي ان تصرف لله فقط.
      أما الأعمال الدنيويه قلايشترط فيها أن تصرف لله كمن يعمل وينتج حتى يأخذ علاوه ولكن هناك إستدراك أن الأعمال الدنيويه إذا نويت لله كمن ينام ويأكل حتى يتقوى على عبادة الله فهو مأجور والله اعلم
    • بنت الحور كتب:

      يعطيج الف عافية اختي عالموضوع الله يجعلة بميزان حسناتج والله يجمعنا في جنة الفردوس



      آمين وبارك الله فيك أختي بنت الحور وجزاك خيرا


      abualmonther كتب:

      السلام عليكم

      يعني الأعمال اللتي يعملها ابن ادم على قسمين أعمال تعبديه مثل الصلاه الصوم الحج زيارة المريض الإبتسامه تفريج الهموم والقسم الثاني هي أعمال دنيويه مثل النوم الأكل والمزاح البرئ والتنزه الزراعه الصناعه.

      لكن الفرق بينهما أن الأعمال الدينيه والتعبديه لابد من شرط واحد فيها لقبولها وهي ان تصرف لله فقط.

      أما الأعمال الدنيويه قلايشترط فيها أن تصرف لله كمن يعمل وينتج حتى يأخذ علاوه ولكن هناك إستدراك أن الأعمال الدنيويه إذا نويت لله كمن ينام ويأكل حتى يتقوى على عبادة الله فهو مأجور والله اعلم




      بارك الله فيك مشرفنا ابو المنذر على مداخلاتك الطيبة
      وفعلا الأعمال التعبدية التي نفرد بها الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له يستوجب قبولها صلاح النية
      وتوجد أعمال أخرى سواءً أفعال وأقوال نمارسها بيومنا العادي والتي لا تستوجب النية أو تشترطها
      جزاك الله خير على هذا التوضيح
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      سأطرح الحديث الثاني
      وأقوم بعرض ملخص شرحه لاحقاً إن شاء الله
      أسأل الله التوفيق
      ،،،


      الحديث الثاني

      عن عمر (رضي الله عنه) أيضاً قال: " بَيْنَما نَحْنُ جُلْوسٌ عِنْدَ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَياضِ الثِّيَاِب شَديدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لا يُرَى عليه أَثَرُ السَّفَرِ ولا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتى جَلَسَ إلى النَّبِّي صلى الله عليه وسلم، فأسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْهِ ووَضَعَ كَفَّيْهِ على فَخِذَيْهِ، وقال: يا محمَّدُ أَخْبرني عَن الإسلامِ، فقالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: الإسلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأَنَّ محمِّداً رسولُ الله، وتُقِيمَ الصَّلاةَ، وتُؤتيَ الزَّكاةَ، وتَصُومَ رَمَضان، وتَحُجَّ الْبَيْتَ إن اسْتَطَعتَ إليه سَبيلاً. قالَ صَدَقْتَ. فَعَجِبْنا لهُ يَسْأَلُهُ ويُصَدِّقُهُ، قال : فَأَخْبرني عن الإِيمان. قال: أَن تُؤمِنَ باللهِ، وملائِكَتِهِ وكُتُبِهِ، ورسُلِهِ، واليَوْمِ الآخِرِ، وتُؤمِنَ بالْقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ. قال صدقت. قال : فأخْبرني عَنِ الإحْسانِ. قال: أنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّهُ يَرَاك. قال: فأَخبرني عَنِ السَّاعةِ، قال:ما المَسْؤولُ عنها بأَعْلَمَ من السَّائِلِ . قال: فأخبرني عَنْ أَمَارَتِها، قال: أن تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَها، وأَنْ تَرَى الحُفاةَ العَُراةَ العالَةَ رِعاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُون في الْبُنْيانِ، ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبثْتُ مَلِيّاً، ثُمَّ قال : يا عُمَرُ، أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ قُلْتُ: اللهُ ورسُولُهُ أَعلَمُ . قال: فإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ ". (رواه مسلم)









      شرح الحديث
      هذا الحديث في غاية الأهمية حيث يشتمل على جميع الأعمال الظاهرة والباطنة ، وقد استخدم الصورة (صورة جبريل عليه السلام وهيئته) ليرتكز بأذهان المسلمين فالصورة أبلغ من الكلام في الإلتصاق بالعقل لأنه يذكر المبادئ الأساسية التي يقوم عليها الدين وهذه التي يستوجب تذكرها والعمل بها.

      المفردات الأساسية للحديث:

      "ووضع كفيه على فخذيه": أي فخذي نفسه كهيئة المتأدب. وفي رواية النسائي: "فوضع يديه على ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم ". والرواية الأولى أصح وأشهر.

      "فعجبنا له يسأله ويصدقه": أي أصابنا العجب من حاله، وهو يسأل سؤال العارف المحقق المصدق. أو عجبنا لأن سؤاله يدل على جهله بالمسؤول عنه، وتصديقه يدل على علمه به.

      "أن تؤمن بالله..": الإيمان لغة التصديق والجزم في القلب، وشرعاً: التصديق بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.

      "أماراتها": بفتح الهمزة جمع أمارة: وهي العلامة. والمراد علاماتها التي تسبق قيامها.

      "أن تلد الأمة ربتها": أي سيدتها. وفي رواية "ربها" أي: سيدها. والمعنى أن من علامات الساعة كثرة اتخاذ الإماء ووطئهن بملك اليمين، فيأتين بأولادٍ هم أحرار كآبائهم، فإنَّ ولدها من سيدها بمنزلة سيدها، لأن ملك الوالد صائر إلى ولده،فهو ربها من هذه الجهة.

      "العالة": جمع عائل، وهو الفقير.

      "فلبثتُ ملياً": انتظرتُ وقتاً طويلاً؛ أي: غبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث ليالٍ كما في رواية، ثم لقيته.


      الأفكار العامة:

      - الإهتمام بالمظهر وتحسين الهيئة

      - ما هو الإسلام؟
      الإسلام في اللغة : الإستسلام والإنقياد لله عز وجل ويقوم على خمسة أركان هي: الشهادتين واقام الصلاة في أوقاتها كاملة الشروط والأركان مستوفية السنن والآداب وايتاء الزكاه وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا.

      - ما هو الإيمان؟ الإيمان هو تصديق بالجنان وعمل بالأركان ونطقاً باللسان وأركانه ستة: الإيمان بوجود الله وحده لا شريك كائن بالسماء مستو على عرشه ليس كمثله شي "وهو السميع البصير" وتوحيده بالأسماء والصفات بلا تكييف ولا تعطيل ولا تمثيل ، والإيمان بوجود الملائكة وهم عباد مكرمون لا يفعلون إلا ما يؤمرون ، خلقهم الله من نور ولا يأكلون ولا يتصفون بذكورة أو أنوثة ولا يتناسلون ولا يعلم عددهم إلا الله وحده. والإيمان بالكتب السماوية المنزلة وأنها شرع الله قبل أن ينالها التحريف والتبديل، والإيمان بالرسل والانبياء الذين ارسلهم الله لهداية خلقه : " ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك ..." سورة النساء (الآية164) . والإيمان باليوم الآخر والبعث وعلامات قيامها الصغرى والكبرى ، والإيمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى

      - ما هو الإحسان؟
      أن تعبد الله كأنك تراه ، أي تخلص في عبادة الله وحده مع تمام الإتقان ،كأنك تراه وقت عبادته، فإن لم تقدر على ذلك فتذكر أن الله يشاهدك ويرى منك كل صغير وكبير. وفي رواية للإمام مسلم : " أن تخشى الله كأنك تراه "

      - الساعة وعلاماتها: المقصود بها علم وقت قيام الساعة مما اختص الله سبحانه وتعالى بعلمه ولا يعلمه أحد من خلقة ولا نبي ولا رسول ولا ملك

      - السؤال عن العلم: المسلم إنما يسأل عما ينفعه في دنياه أو آخرته، ويترك السؤال عما لا فائدة فيه . كما ينبغي لمن حضر مجلس علم، ولمس أن الحاضرين بحاجة إلى مسألة ما، ولم يسأل عنها أحد، أن يسأل هو عنها وإن كان هو يعلمها، لينتفع أهل المجلس بالجواب. ومن سئل عن شيء لا يعلمه وجب عليه أن يقول: لا أعلم، وذلك دليل ورعه وتقواه وعلمه الصحيح.

      - من أساليب التربية: طريقة السؤال والجواب، من الأساليب التربوية الناجحة قديماً وحديثاً، وقد تكررت في تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في كثير من الأحاديث النبوية؛ لما فيها من لفت انتباه السامعين وإعداد أذهانهم لتلقي الجواب الصحيح.




    • لافندر ..

      عضوه متميزه
      ومواضيع متميزه
      فكره حلوه
      عندي كتاب فيه شرح للاربعين النوويه
      بس ما قرأته

      انتي الحين شجعتيني عليه
      شكرا لك وان شاء الله في ميزان حسناتك
      :)
    • وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
      موضوع جميل جدا تسلمين عليه اختي
      متابعة بإذن الله:)

      abualmonther كتب:

      السلام عليكم
      أتمنى من الأخ الوضاحي والأخت نور الأمل أن يثبتوا هذا الموضوع لعموم الفائد لمرتادي الساحه الدينيه وجزاكم الله خير

      وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
      ان شاء الله عمي|a
      ماتفكر فيه .. ستحصل عليه .. !!
    • الحديث الثالث

      الحديث الثالث


      عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "بني الإسلام على خمسٍ؛ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان". (رواه البخاري ومسلم)





      راوي الحديث


      هو عبد الله بن عمر بن الخطاب، ويكنى بأبي عبد الرحمن، أمه زينب بنت مظعون، ولد بعد البعثة بأربعة أعوام وأباه لازال على الكفر، وما إن أصبح يافعا كان الله قد هدى والده عمر بن الخطاب، فأخذ ينهل من تعاليم الإسلام عن الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة، حيث كان يتبعه كظله.

      هاجر للمدينة المنورة مع والده وهو أبن احدى عشر عاما وهناك أشتهد في حفظ القران.
      شارك في غزوة الخندق عندما سمح له يذلك وهو أبن خمسة عشر عاما من العمر, شارك في بيعة الرضوان. وخرج إلى العراق وشهد القادسية ووقائع الفرس ، وورَدَ المدائن ، وشهد اليرموك ، وغزا إفريقية مرتين000 يقول عبد الله : ( عُرضتُ على النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم بدر وأنا ابن ثلاث عشرة فردّني ، ثم عرضتُ عليه يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة فردّني ثم عرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمسَ عشرة فأجازني) .

      كان فقيها كريما حسن المعشر طيب القلب لا يأكل إلا وعلى مائدته يتيم يشاركه الطعام. وكان كثير الاتّباع لآثار الرسول عليه السلام، حتى إنه ينزل منازله، ويصلي في كل مكان يصلي فيه، وكان شديد التحري والاحتياط والتوقي في فتواه، تقول عائشة رضي الله عنها "ما كان أحد يتبع آثار النبي -صلى الله عليه وسلم- في منازله كما كان يتبعه ابن عمر ) ولا يقول إلا بما يعلم، وقد أفتى ستين سنة، ونشر مولاه نافع عنه علماً كثيراً، وقد طلب إليه الخليفة عثمان بن عفان االقضاء، فاستعفاه منه، ولما وقعت الفتنة بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان اعتزل الناس، ثم كان بعد ذلك يندم على عدم القتال مع علي، ويروى أنه قال حين حضره الموت (ما أجد في نفسي من الدنيا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية) .

      مات بمكة سنة أربع وسبعين وقيل سنة ثلاث وسبعين وهو ابن أربع وثمانين سنة, بعد أن أصابه أحد جنود الحجاج بن يوسف الثقفي بجرح من رمح مسموم.


      شرح الحديث


      قوله صلى الله عليه وسلم : (( بني الإسلام على خمس )) أي فمن أتى بهذه الخمس فقد تم إسلامه ، كما أن البيت يتم بأركانه كذلك الإسلام يتم بأركانه وهي خمس ، وهذا بناء معنوي شبه بالحسي ، ووجه الشبه أن البناء الحسي إذا انهدم بعض أركانه لم يتم ، فكذلك البناء المعنوي ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم :

      (( الصلاة عماد الدين فمن تركها فقد هدم الدين )) ،و كذلك يقاس البقية.

      وقد ضرب الله مثلاً للمؤمنين والمنافقين فقال تعالى : { أفمن أسس بُنيانَهُ على تقوى مِنَ الله ورضوان خيُر أم من أسس بنيانه علىشفا جُرُف هارٍ فانهارَ به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين } [التوبة109]. شبه بناء المؤمن بالذي وضع بنيانه على وسط طود أي : جبل راسخ ،وشبه بناء الكافر بمن وضع بنيانه على طرف جرف بحر هار ، لا ثبات له فأكله البحر فانهار الجرف فانهار بنيانه فوقع به في البحر ، فغرق ، فدخل جهنم .

      قوله صلى الله عليه وسلم: (( بني الإسلام على خمس )) أي بخمس على أن تكون على : بمعنى الباء وإلا فالمبني غير المبنى عليه فلو أخذنا بظاهره لكانت الخمسة خارجة عن الإسلام وهو فاسد ، ويحتمل أن تكون بمعنى من كقوله تعالى { إلا على أزواجهم }. [المومنون:6والمعارج :30]. أي من أزواجهم . الخمسة المذكورة في الحديث أصول البناء وأما التتمات المكملات كبقية الواجبات وسائر المستحبات فهي زينة للبناء . وقد ورد في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: (( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله ، قال وأدناها إماطة الأذى عن الطريق )).

      قوله صلى الله عليه وسلم: (( وحج البيت وصوم رمضان )). هكذا جاء في هذه الرواية بتقديم الحج على الصوم ، وهذا من باب الترتيب في الذكر دون الحكم ، لأن صوم رمضان وجب قبل الحج وقد جاء في الرواية الأخرى تقديم الصوم على الحج.

      يُفيد الحديث أن الإسلام عقيدة وعمل، فلا ينفع عمل دون إيمان، كما أنه لا وجود للإيمان دون العمل .
    • مون999 كتب:

      مشكور اخي الله يعافيك


      مون 999


      الله يبارك فيك أختي


      rozalinda كتب:

      مشــــــــــــــــكووووووورة لافندر وجزاك كل خير


      روز


      جميعاً ان شاء الله وبارك الله فيك يا غالية








      مراحب كتب:

      لافندر ..




      عضوه متميزه
      ومواضيع متميزه
      فكره حلوه
      عندي كتاب فيه شرح للاربعين النوويه
      بس ما قرأته


      انتي الحين شجعتيني عليه
      شكرا لك وان شاء الله في ميزان حسناتك


      :)




      مراحب ..

      الله يخليك الغالية هذا من ذوقك
      انت بعد مواضيعك حلوة وتبذلي فيهم جهد تشكري عليه
      يلااا همتك واحنا يدنا بايادي بعض
      وجزاك الله كل خير






      نــــ الأمل ـــــور كتب:

      وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته



      موضوع جميل جدا تسلمين عليه اختي
      متابعة بإذن الله:)






      نـور الأمـل

      بارك الله فيك أختي
      وجزيت خيرا على التثبيت
      لكـ شكري





      الامل المجروح كتب:

      متابعين





      بارك الله فيك



      الأمـــل،،


      الله يخليك وعساك دوم على القوة


      ان شاء الله معكم أكمل طرح وحفظ الباقي


      والسموحة إذا فيه تقصير
    • الحديــــث الرابــــع

      الحديث الرابــــع

      عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال: حدّثنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو الصادق المصدوق: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفةً ثم يكون علقةً مثل ذلك ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكَتْب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، فوالله الذي لا إله غيره إن أحد كم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها". (رواه البخاري ومسلم)





      التعريف براوي الحديث



      هو عبدالله بن مسعود بن غافل الهذلي، وكناه النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا عبدالرحمـن مات أبوه في الجاهلية، وأسلمت أمه وصحبت النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك كان ينسب الى أمه أحيانا فيقال: (ابن أم عبد)... وأم عبد كنية أمه -رضي الله عنهما-.


      وهو سادس ستة دخلوا في الاسلام، وقد هاجر هجرة الحبشة وهجرة المدينة، وشهد بدرا والمشاهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أجهز على أبي جهل، ونَفَلَه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيفَ أبي جهل حين أتاه برأسه. وهو أول من جهر بالقرآن الكريم عند الكعبة بعد رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم-،


      حفظه القرآن
      كان ابن مسعود من علماء الصحابة -رضي الله عنهم- وحفظة القرآن الكريم البارعين، فيه انتشر علمه وفضله في الآفاق بكثرة أصحابه والآخذين عنه الذين تتلمذوا على يديه وتربوا، وقد كان يقول: (أخذت من فم رسـول اللـه -صلى اللـه عليه- سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد)... وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (استقرئـوا القرآن من أربعة من عبـدالله بن مسعود وسـالم مولى أبى حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل)... كمـا كان يقول: (من أحب أن يسمع القرآن غضاً كما أُنزل فليسمعه من ابن أم عبد)...

      قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (استخلفتَ)... فقال: (إنّي إنْ استخْلِفُ عليكم فعصيتم خليفتي عُذّبتُم، ولكم ما حدّثكم به حُذيفة فصدِّقوه، وما أقرأكم عبد الله بن مسعود فاقْرَؤُوه).


      قربه من الرسول
      وابن مسعود صاحب نعلى النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدخلهما في يديه عندما يخلعهما النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو كذلك صاحب وسادة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومطهرته... أجاره الله من الشيطان فليس له سبيل عليه... وابن مسعود صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يعلمه غيره، لذا كان اسمه (صاحب السَّواد)... حتى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لو كنت مؤمرا أحدا دون شورى المسلمين لأمَّرت ابن أُم عبد).

      كما أعطي مالم يعط لغيره حين قال له الرسول: (إذْنُكَ علي أن ترفع الحجاب)... فكان له الحق بأن يطرق باب الرسول الكريم في أي وقت من الليل أو النهار... يقول أبو موسى الأشعري: (لقد رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وما أرى إلا ابن مسعود من أهله).

      مكانته عند الصحابة
      قال عنه أمير المؤمنين عمر: (لقد مُليء فِقْهاً)... وقال أبو موسى الأشعري: (لا تسألونا عن شيء ما دام هذا الحَبْرُ فيكم)... ويقول عنه حذيفة: (ما أعرف أحدا أقرب سمتا ولا هديا ودلا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من ابن أم عبد).

      واجتمع نفر من الصحابة عند علي بن أبي طالب فقالوا له: (يا أمير المؤمنين، ما رأينا رجلا كان أحسن خُلُقا ولا أرفق تعليما، ولا أحسن مُجالسة ولا أشد وَرَعا من عبد الله بن مسعود)... قال علي: (نشدتكم الله، أهو صدق من قلوبكم؟)... قالوا: (نعم)... قال: (اللهم إني أُشهدك، اللهم إني أقول فيه مثل ما قالوا، أو أفضل، لقد قرأ القرآن فأحل حلاله، وحرم حرامه، فقيه في الدين عالم بالسنة).

      وعن تميم بن حرام قال: (جالستُ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما رأيتُ أحداً أزهدَ في الدنيا ولا أرغبَ في الآخرة، ولا أحبّ إليّ أن أكون في صلاحه، من ابن مسعود).

      ورعه
      كان أشد ما يخشاه ابن مسعود -رضي الله عنه- هو أن يحدث بشيء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيغير شيئا أو حرفا... يقول عمرو بن ميمون: (اختلفت الى عبد الله بن مسعود سنة، ما سمعته يحدث فيها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إلا أنه حدّث ذات يوم بحديث فجرى على لسانه: قال رسول الله، فعلاه الكـرب حتى رأيت العـرق يتحدر عن جبهتـه، ثم قال مستدركا: قريبا من هذا قال الرسـول).

      ويقول علقمـة بن قيـس: (كان عبد الله بن مسعود يقوم عشية كل خميس متحدثا، فما سمعته في عشية منها يقول: قال رسول الله غير مرة واحدة، فنظرت إليه وهو معتمد على عصا، فإذا عصاه ترتجف وتتزعزع).


      وفاته وفي أواخر عمره -رضي الله عنه- قدم الى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم... توفي سنة اثنتين وثلاثين للهجرة في أواخر خلافة عثمان... رضي الله عن ابن أم عبد وأمه صاحبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعلهما رفيقيه في الجنة مع الخالدين.

      والله انها لسيرة عطرة ترف لها القلوب وتدمع لها المقل



      شرح الحديث




      مفردات الحديث:

      " المصدوق": فيما أوحي إليه، لأن الملك جبيريل يأتيه بالصدق، والله سبحانه وتعالى يصدقه فيما وعده به.

      " يُجمع " يُضَم ويُحفظ، وقيل : يُقَدَّر ويُجمع.

      " في بطن أمه ": في رحمها.

      " نطفة": أصل النطفة الماء الصافي، المراد هنا: منياً.

      " علقة": قطعة دم لم تيبس، سميت " علقة ".

      " فيسبق عليه الكتاب ": الذي سبق في علم الله تعالى.

      المعنى العام:

      1- أطوار الجنين في الرحم: يدل هذا الحديث على أن الجنين يتقلب في مئة وعشرين يوماً في ثلاثة أطوار، في كل أربعين يوماً منها يكون في طور؛ فيكون في الأربعين الأولى نطفة، ثم في الأربعين الثانية علقة، ثم في الأربعين الثالثة مضغة، ثم بعد المئة وعشرين يوماً ينفخ فيه الملك الروح، ويكتب له هذه الكلمات الأربعة.

      والحكمة في خلق الله تعالى للإنسان بهذا الترتيب ووفق هذا التطور والتدرج من حال إلى حال، مع قدرته سبحانه وتعالى على إيجاده كاملاً في أسرع لحظة : هي انتظام خلق الإنسان مع خلق كون الله الفسيح وفق أسباب ومسببات ومقدمات ونتائج، وهذا أبلغ في تبيان قدرة الله.. كما نلحظ في هذا التدرج تعليم الله تعالى لعباده التأني في أمورهم والبعد عن التسرع والعجلة، وفيه إعلام الإنسان بأن حصول الكمال المعنوي له إنما يكون بطريق التدريج نظير حصول الكمال الظاهر له بتدرجه في مراتب الخلق وانتقاله من طور إلى طور إلى أن يبلغ أشده، فكذلك ينبغي له في مراتب السلوك أن يكون على نظير هذا المنوال.

      2- نفخ الروح: اتفق العلماء على أن نفخ الروح في الجنين يكون بعد مضي مئة وعشرين يوماً على الاجتماع بين الزوجين، وذلك تمام أربعة أشهر ودخوله في الخامس، وهذا موجود بالمشاهدة وعليه يُعوَّل فيما يُحتاج إليه من الأحكام من الاستلحاق ووجوب النفقات، وذلك للثقة بحركة الجنين في الرحم، ومن هنا كانت الحكمة في أن المرأة المتوفى عنها زوجها تعتد أربعة أشهر وعشرة أيام؛ لتحقق براءة الرحم ببلوغ هذه المدة دون ظهور أثر الحمل.

      والروح: ما يحيا به الإنسان، وهو من أمر الله تعالى، كما أخبر في كتابه العزيز {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا} [الإسراء: 85] .

      3- تحريم إسقاط الجنين: اتفق العلماء على تحريم إسقاط الجنين بعد نفخ الروح فيه؛ واعتبروا ذلك جريمة لا يحل للمسلم أن يفعله، لأنه جناية على حيٍّ متكامل الخلق ظاهر الحياة.

      وإما إسقاط الجنين قبل نفخ الروح فيه حرام أيضاً، وإلى ذلك ذهب أغلب الفقهاء، " وقد رخَّصَ طائفة من الفقهاء للمرأة في إسقاط ما في بطنها ما لم ينفخ فيه الروح وجعلوه كالعزل.

      4- إن الله تعالى يعلم أحوال الخلق قبل أن يخلقهم، فما يكون منهم شيء من إيمان وطاعة أو كفر ومعصية، وسعادة وشقاوة؛ إلا بعلم الله وإرادته، وقد تكاثرت النصوص بذكر الكتاب السابق؛ ففي البخاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة أو النار، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة، فقال رجل: يا رسول الله! أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل؟ فقال: اعملوا فكلٌّ مَيَسَّرٌ لما خُلِقَ له، أما أهل السعادة فيُيَسَّرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة، ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} [ الليل: 5-6].

      وعلى ذلك فإن عِلْمَ الله لا يَرفع عن العبد الاختيار والقصد؛ لأن العلم صفة غير مؤثرة بل هو صفة كاشفه، وقد أمر الله تعالى الخلق بالإيمان والطاعة، ونهاهم عن الكفر والمعصية، وذلك برهان على أن للعبد اختياراً وقصداً إلى ما يريد، وإلا كان أمر الله تعالى ونهيه عبثاً، وذلك محال، قال الله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 7-10].

      5- الاحتجاج بالقدر: لقد أمرنا الله تعالى بالإيمان به وطاعته، ونهانا عن الكفر به سبحانه وتعالى ومعصيته، وذلك ما كلفنا به، وما قدره الله لنا أو علينا مجهول لا علم لنا به ولسنا مسؤولين عنه، فلا يحتج صاحب الضلالة والكفر والفسق بقدر الله وكتابته وإرادته قبل وقوع ذلك منه قال الله تعالى: {وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 105].

      أما بعد وقوع المقدور فيكون الاحتجاج بالقدر مأذوناً به، لما يجد المؤمن من راحة عند خضوعه لقضاء الله تعالى، وقضاء الله تعالى للمؤمن يجري بالخير في صورتي السراء والضراء.

      قال ابن حجر الهيتمي: إن خاتمة السوء تكون - والعياذ بالله - بسبب دسيسة باطنية للعبد، ولا يطلع عليها الناس، وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار وفي باطنه خصلة خير خفية تغلب عليه آخر عمره فتوجب له حسن الخاتمة. انتهى.

      وهذا يوضح رواية ثانية للحديث: "إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس … وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس … " (متفق عليه).
    • الحـــديث الخـــامس

      الحـــديث الخـــامس


      عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". (رواه البخاري ومسلم) وفي رواية لمسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".


      راويـــة الحديــث

      هي عائشـة بنت أبي بكر الصديـق، عبد الله بن أبي قحافـة عثمان بن عامر من ولد تيـم بن مرة، ولدت السيـدة عائشـة بعد البعثة بأربع سنين، وعقد عليها رسـول اللـه -صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة بسنة، ودخـل عليها بعد الهجرة بسنة أو سنتيـن... وقُبِضَ عنها الرسول الكريم وهي بنـت ثمان عشرة سنة، وعاشت ست وستين سنة، وحفظت القرآن الكريم في حياة الرسول وروت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ألفي حديث ومائي وعشرة أحاديث.

      كانت السيدة عائشة صغيرة السن حين صحبت الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهذا السن يكون الإنسان فيه أفرغ بالا، وأشد استعداداً لتلقي العلم، وقد كانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- متوقدة الذهن، نيّرة الفكر، شديدة الملاحظة، فهي وإن كانت صغيرة السن كانت كبيرة العقل... قال الإمام الزهري: (لو جمع علم عائشة الى علم جميع أمهات المؤمنين، وعلم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل)... وقال أبو موسى الأشعري: (ما أشكل علينا أمرٌ فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علماً)...

      وكان عروة يقول للسيدة عائشة: (يا أمتاه لا أعجب من فقهك؟ أقول زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وابنة أبي بكر، ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام العرب، أقول بنية أبي بكر -وكان أعلم الناس- ولكن أعجب من علمك بالطب فكيف هو؟ ومن أين هو؟ وما هو؟)... قال: فضربت على منكبي ثم قالت: (أيْ عُريّة -تصغير عروة وكانت خالته- إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يسقم في آخر عمره، فكانت تقدم عليه الوفود من كل وجه فتنعت له فكنت أعالجه، فمن ثَمَّ)...

      توفيت سنة ثمان وخمسين في شهر رمضان لسبع عشرة ليلة خلت منه، ودُفنت في البقيع


      شرح الحديث

      مفردات الحديث


      " من أحدث ": أنشأ واخترع من قِبَل نفسه وهواه.
      " في أمرنا ": في ديننا وشرعنا الذي ارتضاه الله لنا.
      " فهو رد": مردود على فاعله لبطلانه وعدم الإعتداد به.

      المعنى العام:

      الإسلام اتباع لا ابتداع: والرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه حفظ الإسلام من غلو المتطرفين وتحريف المبطلين بهذا الحديث الذي يعتبر من جوامع الكلم، وهو مستمد من آيات كثيرة في كتاب الله عز وجل، نَصَّت على أن الفلاح والنجاة في اتباع هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون تزيُّدٍ أو تَنَطُّعٍ، كقوله تعالى: {قلْ إنْ كُنْتم تحِبُّونَ اللهَ فاتّبعُوني يُحببْكُم الله} [آل عمران:31].[/B]

      وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته:
      "خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة".

      الأعمال المردودة: والحديث نص صريح في رد كل عمل ليس عليه أمر الشارع؛ ومنطوقه يدل على تقييد الأعمال بأحكام الشريعة، واحتكامها كأفعال للمكلفين بما ورد في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من أوامر ونواهٍ، والضلال كل الضلال أن تخرج الأعمال عن نطاق أحكام الشريعة فلا تتقيد بها، وأن تصبح الأعمال حاكمة على الشريعة لا محكومة لها، ومن واجب كل مسلم حينئذ أن يحكم عليها بأنها أعمال باطلة ومردودة، وهي قسمان: عبادات ومعاملات.

      أ- أما العبادات: فما كان منها خارجاً عن حكم الله ورسوله بالكلية فهو مردود على صاحبه ومثال ذلك أن يتقرب إلى الله تعالى بسماع الأغاني، أو بالرقص، أو بالنظر إلى وجوه النساء.

      ب- وأما المعاملات: كالعقود والفسوخ، فما كان منافياً للشرع بالكلية فهو باطل ومردود، دليل ذلك ما حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد جاءه سائل يريد أن يغير حد الزنى المعهود إلى فداء من المال والمتاع، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحال وأبطل ما جاء به، روى البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه سائل فقال: " إن ابني كان عسيفاً (أجيراً) على فلان فزنى بامرأته، فافتديت منه بمائة شاة وخادم ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: المئة الشاة والخادم ردٌّ عليك، وعلى ابنك جلد مئة وتغريب عام".

      الأعمال المقبولة: وهناك أعمال وأمور مستحدثة، لا تنافي أحكام الشريعة، بل يوجد في أدلة الشرع وقواعده ما يؤيدها، فهذه لا ترد على فاعلها بل هي مقبولة ومحمودة، وقد فعل الصحابة رضوان الله عليهم كثيراً من ذلك واستجازوه، وأجمعوا على قبوله، وأوضح مثال على ذلك جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه في مصحف واحد، وكتابة نسخ منه وإرسالها إلى الأمصار مع القراء في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه..

      يفيد الحديث: أن من ابتدع في الدين بدعة لا توافق الشرع فإثمها عليه، وعمله مردود عليه، وأنه يستحق الوعيد.
      [/align]
    • RaNaMoOn كتب:

      ،،،



      غاليتي Lavender


      دائماً مميزة بمواضيعكِ وبردودكِ


      وأخلاقكِ العالية ،،،


      جزاكِ الله وإيانا جميعاً الجنة ،،،


      ومتابعين بإذن الله ،،،


      دمتِ بخير،،،



      ،،،



      RaNaMoOn

      باركــ الله فيك عزيزتي

      وأين الثرى من الثريا

      عساكـ دوم على القوة

      جعل الله تآخينا ومحبتنا فيه دائماً
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزاك الله خير أختي لافندر على المجهود جعله الله في موازين صالح أعمالك بالنسبه للحديث الخامس وهو عن البدعه وما اكثرها في زماننا من تبرك بالأولياء والصالحين ودعوتهم والحجب والتمسح كل هذه تؤدي الى الشرك والعياذ بالله. فالبدعه هي فعل شيئ في الدين بزياده او نقصان ولو كان بقصد نبيل. وقد صح عن ابن مسعود رضي الله عنه انه جاءه ابو موسى الأشعري رضي الله عنه وهو في الكوفه فقال يا ابا عبدالرحمن رأيت أمراً كأنه خير رأيت اناس في المسجد يسبحون بالحصى مئه ويستغفرون مئه وهم جماعات فذهب ابن مسعود لهم وقال ما اسرعكم يا أمة محمد للبدعه هذا قبر نبيكم لم يجف وانيته لم تكسر وتبتدعون قال رجل من القوم ولكنا كنا نريد الخير يا أبا عبدالرحمن فقال وكم من مريد للخير لم يبلغه عليكم بالقديم الذي عله نبيكم صلى الله عليه وسلم.
      يقول راوي الحديث فوالله لقد رأيت القوم وقد خرجوا على على بن ابي طالب في النهروان.
      حذاري من الإبتداع فكل ما اتى المرء ببدعه قلع من دينه عروه والعياذ بالله.
    • abualmonther كتب:

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزاك الله خير أختي لافندر على المجهود جعله الله في موازين صالح أعمالك بالنسبه للحديث الخامس وهو عن البدعه وما اكثرها في زماننا من تبرك بالأولياء والصالحين ودعوتهم والحجب والتمسح كل هذه تؤدي الى الشرك والعياذ بالله. فالبدعه هي فعل شيئ في الدين بزياده او نقصان ولو كان بقصد نبيل. وقد صح عن ابن مسعود رضي الله عنه انه جاءه ابو موسى الأشعري رضي الله عنه وهو في الكوفه فقال يا ابا عبدالرحمن رأيت أمراً كأنه خير رأيت اناس في المسجد يسبحون بالحصى مئه ويستغفرون مئه وهم جماعات فذهب ابن مسعود لهم وقال ما اسرعكم يا أمة محمد للبدعه هذا قبر نبيكم لم يجف وانيته لم تكسر وتبتدعون قال رجل من القوم ولكنا كنا نريد الخير يا أبا عبدالرحمن فقال وكم من مريد للخير لم يبلغه عليكم بالقديم الذي عله نبيكم صلى الله عليه وسلم.
      يقول راوي الحديث فوالله لقد رأيت القوم وقد خرجوا على على بن ابي طالب في النهروان.
      حذاري من الإبتداع فكل ما اتى المرء ببدعه قلع من دينه عروه والعياذ بالله.



      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      بارك الله فيكــ شيخنا أبو المنذر على اضافتك الجزلة

      أثابك الله خير الثواب عليها
    • الحديث الســادس

      الحديث الســادس

      عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "إن الحلال بيّن، وإن الحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهنّ كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب". (رواه البخاري ومسلم)


    • شرح الحديث السادس

      الحديث الســادس


      عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
      "إن الحلال بيّن، وإن الحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهنّ كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب".

      (رواه البخاري ومسلم)[/
      COLOR]


      راوي الحديث


      النعمان بن بشيربن سعد بن ثعلبة ، الأمير العالم ، صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وابن صاحبه ، أبو عبد الله . ويقال : أبو محمد ، الأنصاري الخزرجي ، ابن أخت عبد الله بن رواحة .
      مسنده مائة وأربعة عشر حديثا . اتفقا له على خمسة ، وانفرد البخاري بحديث ، ومسلم بأربعة . شهد أبوه بدرا . وولد النعمان سنة اثنتين وسمع من النبي -صلى الله عليه وسلم- وعد من الصحابة الصبيان باتفاق .
      حدث عنه : ابنه محمد ، والشعبي ، وحميد بن عبد الرحمن الزهري ، وأبو سلام ممطور ، وسماك بن حرب ، وسالم بن أبي الجعد ، وأبو قلابة ، وأبو إسحاق السبيعي ، ومولاه حبيب بن سالم ، وعدة .
      وكان من أمراء معاوية ; فولاه الكوفة مدة ، ثم ولي قضاء دمشق بعد فضالة ثم ولي إمرة حمص .
      قال البخاري : ولد عام الهجرة .
      قيل : وفد أعشى همدان على النعمان وهو أمير حمص ، فصعد المنبر ، فقال : يا أهل حمص - وهم في الديوان عشرون ألفا - هذا ابن عمكم من أهل العراق والشرف جاء يسترفدكم ، فما ترون ؟ قالوا : أصلح الله الأمير ، احتكم له ، فأبى عليهم . قالوا : فإنا قد حكمنا له على أنفسنا بدينارين دينارين . قال : فعجلها له من بيت المال أربعين ألف دينار .
      قال سماك بن حرب : كان النعمان بن بشير - والله - من أخطب من سمعت .
      قيل : إن النعمان لما دعا أهل حمص إلى بيعة ابن الزبير ، ذبحوه .
      وقيل : قتل بقرية بيرين قتله خالد بن خلي بعد وقعة مرج راهط في آخر سنة أربع وستين -رضي الله عنه.



      شرح الحديث


      مفردات الحديث:

      " بَيِّن ": ظاهر .

      " مُشْتَبِهَات ": جمع مشتبه، وهو المشكل؛ لما فيه من عدم الوضوح في الحل والحرمة.

      " لا يَعْلَمُهُنَّ ": لا يعلم حكمها.

      " اتَّقَى الشُّبُهَاتِ ":ابتعد عنها، وجعل بينه وبين كل شبهة أو مشكلة وقاية.

      " اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ ":
      طلب البراءة أو حصل عليها لعرضه من الطعن ولدينه من النقص، وأشار بذلك إلى ما يتعلق بالناس وما يتعلق بالله عز وجل.

      " الْحِمَى": المحمي، وهو المحظور على غير مالكه.

      " أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ": أن تأكل منه ماشيته وتقيم فيه.

      " مضغة ": قطعة من اللحم قدر ما يُمضغ في الفم.

      المعنى العام :

      الحلال بَيِّن والحرام بَيِّن، وبينهما أمور مشتبهات: معناه أن الأشياء ثلاثة أقسام : حلال واضح، لا يخفى حله، كأكل الخبز، والكلام، والمشي، وغير ذلك.. وحرام واضح؛ كالخمر والزنا، ونحوهما.. وأما المشتبهات: فمعناه أنها ليست بواضحة الحل والحرمة، ولهذا لا يعرفها كثير من الناس، وأما العلماء فيعرفون حكمها بنص أو قياس، فإذا تردد الشيء بين الحل والحرمة ولم يكن نص ولا إجماع اجتهد فيه المجتهد، فألحقه بأحدهما بالدليل الشرعي.

      ومن الورع ترك الشبهات مثل عدم معاملة إنسان في ماله شبهة أو خالط ماله الربا، أو الإكثار من مباحات تركها أولى .

      أما ما يصل إلى درجة الوسوسة من تحريم الأمر البعيد فليس من المشتبهات المطلوب تركها، ومثال ذلك: ترك النكاح من نساء في بلد كبير خوفاً من أن يكون له فيها محرم، وترك استعمال ماء في فلاة، لجواز تنجسه.. فهذا ليس بورع، بل وسوسة شيطانية.

      وقال الحسن البصري: ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام.

      وروى عن ابن عمر أنه قال: إني لأحب أن أدع بيني وبين الحرام سترة من الحلال لا أخرقها.

      لكل ملك حمى، وإن حمى الله في أرضه محارمه : الغرض من ذكر هذا المثل هو التنبيه بالشاهد على الغائب وبالمحسوس على المجرد، فإن ملوك العرب كانت تحمي مراعي لمواشيها وتتوعد من يقربها، والخائف من عقوبة الملك يبتعد بماشيته خوف الوقوع، وغير الخائف يتقرب منها ويرعى في جوارها وجوانبها، فلا يلبث أن يقع فيها من غير اختياره، فيعاقب على ذلك.

      ولله سبحانه في أرضه حمى، وهي المعاصي والمحرمات، فمن ارتكب منها شيئاً استحق عقاب الله في الدنيا والآخرة، ومن اقترب منها بالدخول في الشبهات يوشك أن يقع في المحرمات.

      صلاح القلب: يتوقف صلاح الجسد على صلاح القلب؛ لأنه أهم عضو في جسم الإنسان، وهذا لا خلاف فيه من الناحية التشريحية والطبية، ومن المُسَلَّم به أن القلب هو مصدر الحياة المشاهدة للإنسان، وطالما هو سليم يضخ الدم بانتظام إلى جميع أعضاء الجسم، فالإنسان بخير وعافية.

      والمراد من الحديث صلاح القلب المعنوي، والمقصود منه صلاح النفس من داخلها حيث لا يطلع عليها أحد إلا الله تعالى، وهي السريرة.

      صلاح القلب في ستة أشياء قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السَّحَر، ومجالسة الصالحين. وأكل الحلال .

      والقلب السليم هو عنوان الفوز عند الله عز وجل، قال تعالى: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88-89].

      يفيد الحديث : الحث على فعل الحلال، واجتناب الحرام، وترك الشبهات، والاحتياط للدين والعرض، وعدم تعاطي الأمور الموجبة لسوء الظن والوقوع في المحظور.

      الدعوة إلى إصلاح القوة العاقلة، وإصلاح النفس من داخلها وهو إصلاح القلب.

      سد الذرائع إلى المحرمات، وتحريم الوسائل إليها
      .