كان والد إقبال على علم واسع في مسائل الحكمة والفلسفة والأدب مما كان له عظيم الأثر في تنشئة إقبال
- أسلوب إقبال الجميل وخلقة القويم واعتزازه بذاته واحترامه لها دليلا أثر والديه
- كذب أستاذه عليه فأرقه ذلك وأثر عليه حتى إنه ترك دراسته حزنا منه على أن يصدر مثل ذلك من أستاذ
- موسوليني يوجه دعوة لإقبال عقب مشاركته في مؤتمرات الدائرة المستديرة إعجابا منه بأسلوبه وتقديرا له
- إقبال يلقي محاضرة في روما يشرح فيها أسباب تأخر الأمة الإسلامية مشيرا إلى ماضيها العريق ، وأن سبب تأخر المسلمين هو البعد عن الإسلام ونسيان ماضيهم
-على كل مسلم عندما يولد ويسمع كلمة لا إله إلا الله أن يقطع على نفسه العهد على إنقاذ الأقصى (محمد إقبال في افتتاح المؤتمر الإسلامي 1930)
- رغم كل ما أصاب إقبال من كرب إلا أنه لم يتوقف عن الإبداع ولم يتوقف عن المشاركة السياسية ، فظل قائدا للمسيرة حتى موته
مقدمة
من الشخصيات التي لاقت اهتماما عظيما وكتبت عنها كتابات كثيرة في العصر الحديث شاعر الإسلام محمد إقبال ، فهو المناضل بالكلمة والرأي وصاحب أكبر مدرسة شعرية في الهند ، فلم يحز أحد من أقرانه سواء كانوا مسلمين أم غير ذلك ما حازه شاعرنا من اهتمام وإعجاب ، يقول الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله: ولا أعرف شخصية ولا مدرسة فكرية في العصر الحديث تناولها الكتاب والمؤلفون والباحثون والمحققون بالتأليف والتحقيق مثلما تناولوا هذا الشاعر العظيم فبحثوا عن كل جانب من جوانب حياته وشعره وفكره وفلسفته حتى تكونت في هذا الموضوع مكتبة زخرت بالكتب والرسائل والبحوث وبمؤلفات في كبرى لغات العالم وأرقاها.
وقد جاء في مقال في مهرجان إقبال المئوي الذي انعقد في مدينة لاهور تحت إشراف حكومة باكستان : إن عدد ما صدر عن إقبال من الكتب والرسائل في لغات العالم قد بلغ ألفي مؤلف ما بين كتاب ورسالة ، هذا عدا ما نشر عنه من بحوث ومقالا ت وما ألقي من أحاديث ومحاضرات في مجلات وحفلات مختلفة وبذلك فاق إقبال كلا من: شكسبير ودانتي وطاغور ؛ بل فاق كثيرا من الشعراء العرب.
وحياة إقبال زاخرة بالعطاء في مجال الدعوة الإسلامية فهو طالما ناضل بالكلمة والجهد وأرسل الرسائل إلي الملوك والأمراء وسافر للمشاركة في المؤتمرات والندوات ، وأثر (رحمه الله) بأسلوبه الفذ في كل من سمعه حتى إن موسوليني قام بدعوته ليلقي محاضرة في إيطاليا إعجابا منه بأسلوبه الفذ ، وهكذا سخر شاعرنا شعره ووظيفته (المحاماة) في سبيل الدعوة إلى الله تعالى وفي سبيل إعلاء كلمة الله ما استحق به أن يطلق عليه شاعر الإسلام .. فمن هو إقبال ؟ وكيف كانت ظروف نشأته ؟ وما هي رحلاته ؟
المولد والنشأة:
هو محمد إقبال بن الشيخ نور محمد ، وكان أبوه يكنى بالشيخ تتهو (أي الشيخ ذي الحلقة بالأنف) .
ولد محمد إقبال في سيالكوت إحدي مدن البنجات الغربية في الثالث من ذي القعدة 1294هجرية - الموافق 9 من تشرين ثان/ نوفمبر 1877م ، وهو المولود الثاني من الذكور ، ويفخر إقبال بأنه من سلالة برهمية ، حيث كان أسلافه وأصوله ينتمون إلي جماعة محترمة من الباندبت في كشمير ، واعتنق الإسلام أحد أجداده في عهد السلطان زين العابدين بادشاه (1421- 1473م) ويصف إقبال أصله فيقول: إن جسدي زهرة في جنة كشمير ، وقلبي من حرم الحجاز وأنشودتي من شيراز.
أما أبوه فهو الشيخ نور محمد . كان يعمل بالتجارة كسبا لعيشه ، جماعة الصوفية وكان له علم واسع في مسائل الحكمة والفلسفة والأدب ، وكان لذلك الأثر العظيم في حياة شاعر الإسلام محمد إقبال ، وعمر الشيخ نور محمد طويلا وشهد نجم إقبال يرتفع واسمه يلمع بين المرموقين في العلم والأدب والسياسة ، وعندما كان في الثمانين فقد الشيخ بصره على إثر إصابته بمرض السحابة البيضاء ، وبعد عشرين عاما أمضاها توفي رحمه الله ، وقد شارف علي المائة في سيالكوت في السابع عشر من آب/ أغسطس 1930م .
أما أمه فقد كانت امرأة يملأ قلبها الورع والتقوى ، ومن كلامه عنها يوم موتها: عندما آتي إلى تراب مرقدك سوف أصيح : من ذا الذي يذكرني في الدعاء في منتصف الليل ( في صلاة التهجد ) وتوفيت قبل أبيه بست عشرة سنة في 1914م يقول أكبر الله آبادي - وهو شاعر الأردو المرموق - وكان من معاصري إقبال: إن الصفات التي ينماز بها إقبال النبيل وأسلوبه الجميل وهذا الوعي بالذات وهذه العلاقة وهذا الحماس وهذا الأسلوب والصداقة مع الآخرين وهذا الاحترام للذات في إعزاز - كلها دليل عميق علي أن أبويه كانا من الأتقياء الورعين المتصلين لقد أحسنوا تنشئته فهو مثال لامع للرعاية الأبوية .
- أسلوب إقبال الجميل وخلقة القويم واعتزازه بذاته واحترامه لها دليلا أثر والديه
- كذب أستاذه عليه فأرقه ذلك وأثر عليه حتى إنه ترك دراسته حزنا منه على أن يصدر مثل ذلك من أستاذ
- موسوليني يوجه دعوة لإقبال عقب مشاركته في مؤتمرات الدائرة المستديرة إعجابا منه بأسلوبه وتقديرا له
- إقبال يلقي محاضرة في روما يشرح فيها أسباب تأخر الأمة الإسلامية مشيرا إلى ماضيها العريق ، وأن سبب تأخر المسلمين هو البعد عن الإسلام ونسيان ماضيهم
-على كل مسلم عندما يولد ويسمع كلمة لا إله إلا الله أن يقطع على نفسه العهد على إنقاذ الأقصى (محمد إقبال في افتتاح المؤتمر الإسلامي 1930)
- رغم كل ما أصاب إقبال من كرب إلا أنه لم يتوقف عن الإبداع ولم يتوقف عن المشاركة السياسية ، فظل قائدا للمسيرة حتى موته
مقدمة
من الشخصيات التي لاقت اهتماما عظيما وكتبت عنها كتابات كثيرة في العصر الحديث شاعر الإسلام محمد إقبال ، فهو المناضل بالكلمة والرأي وصاحب أكبر مدرسة شعرية في الهند ، فلم يحز أحد من أقرانه سواء كانوا مسلمين أم غير ذلك ما حازه شاعرنا من اهتمام وإعجاب ، يقول الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله: ولا أعرف شخصية ولا مدرسة فكرية في العصر الحديث تناولها الكتاب والمؤلفون والباحثون والمحققون بالتأليف والتحقيق مثلما تناولوا هذا الشاعر العظيم فبحثوا عن كل جانب من جوانب حياته وشعره وفكره وفلسفته حتى تكونت في هذا الموضوع مكتبة زخرت بالكتب والرسائل والبحوث وبمؤلفات في كبرى لغات العالم وأرقاها.
وقد جاء في مقال في مهرجان إقبال المئوي الذي انعقد في مدينة لاهور تحت إشراف حكومة باكستان : إن عدد ما صدر عن إقبال من الكتب والرسائل في لغات العالم قد بلغ ألفي مؤلف ما بين كتاب ورسالة ، هذا عدا ما نشر عنه من بحوث ومقالا ت وما ألقي من أحاديث ومحاضرات في مجلات وحفلات مختلفة وبذلك فاق إقبال كلا من: شكسبير ودانتي وطاغور ؛ بل فاق كثيرا من الشعراء العرب.
وحياة إقبال زاخرة بالعطاء في مجال الدعوة الإسلامية فهو طالما ناضل بالكلمة والجهد وأرسل الرسائل إلي الملوك والأمراء وسافر للمشاركة في المؤتمرات والندوات ، وأثر (رحمه الله) بأسلوبه الفذ في كل من سمعه حتى إن موسوليني قام بدعوته ليلقي محاضرة في إيطاليا إعجابا منه بأسلوبه الفذ ، وهكذا سخر شاعرنا شعره ووظيفته (المحاماة) في سبيل الدعوة إلى الله تعالى وفي سبيل إعلاء كلمة الله ما استحق به أن يطلق عليه شاعر الإسلام .. فمن هو إقبال ؟ وكيف كانت ظروف نشأته ؟ وما هي رحلاته ؟
المولد والنشأة:
هو محمد إقبال بن الشيخ نور محمد ، وكان أبوه يكنى بالشيخ تتهو (أي الشيخ ذي الحلقة بالأنف) .
ولد محمد إقبال في سيالكوت إحدي مدن البنجات الغربية في الثالث من ذي القعدة 1294هجرية - الموافق 9 من تشرين ثان/ نوفمبر 1877م ، وهو المولود الثاني من الذكور ، ويفخر إقبال بأنه من سلالة برهمية ، حيث كان أسلافه وأصوله ينتمون إلي جماعة محترمة من الباندبت في كشمير ، واعتنق الإسلام أحد أجداده في عهد السلطان زين العابدين بادشاه (1421- 1473م) ويصف إقبال أصله فيقول: إن جسدي زهرة في جنة كشمير ، وقلبي من حرم الحجاز وأنشودتي من شيراز.
أما أبوه فهو الشيخ نور محمد . كان يعمل بالتجارة كسبا لعيشه ، جماعة الصوفية وكان له علم واسع في مسائل الحكمة والفلسفة والأدب ، وكان لذلك الأثر العظيم في حياة شاعر الإسلام محمد إقبال ، وعمر الشيخ نور محمد طويلا وشهد نجم إقبال يرتفع واسمه يلمع بين المرموقين في العلم والأدب والسياسة ، وعندما كان في الثمانين فقد الشيخ بصره على إثر إصابته بمرض السحابة البيضاء ، وبعد عشرين عاما أمضاها توفي رحمه الله ، وقد شارف علي المائة في سيالكوت في السابع عشر من آب/ أغسطس 1930م .
أما أمه فقد كانت امرأة يملأ قلبها الورع والتقوى ، ومن كلامه عنها يوم موتها: عندما آتي إلى تراب مرقدك سوف أصيح : من ذا الذي يذكرني في الدعاء في منتصف الليل ( في صلاة التهجد ) وتوفيت قبل أبيه بست عشرة سنة في 1914م يقول أكبر الله آبادي - وهو شاعر الأردو المرموق - وكان من معاصري إقبال: إن الصفات التي ينماز بها إقبال النبيل وأسلوبه الجميل وهذا الوعي بالذات وهذه العلاقة وهذا الحماس وهذا الأسلوب والصداقة مع الآخرين وهذا الاحترام للذات في إعزاز - كلها دليل عميق علي أن أبويه كانا من الأتقياء الورعين المتصلين لقد أحسنوا تنشئته فهو مثال لامع للرعاية الأبوية .