شموع قبل الزفاف

    • شموع قبل الزفاف

      إن الحمد لله نحمده تعالى ونشكره ونتوب إليه ونستغفره ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلق السماوات والأرض بالحق وخلق الإنسان في أحسن تقويم ثم استخلفه في الأرض لعمارتها وخلق منه زوجه لبناء المجتمع الإنساني والبشري على هدى ونور ونشهد أن سيدنا محمدا قدوة الأولين والآخرين وأسوة الأزواج إلى يوم الدين ... أما بعد
      فإن الإسلام قد شرع الزواج لإصلاح واستقامة المجتمعات من الانحلال والفساد الذي يطرأ عليها وقبل الزواج فقد شرع لنا الإسلام الخطبة ولها شموع ( سنن وآداب ) يجب أن تضاء بها منها :
      ☼ الشمعة الأولى :
      إذا فكر الشاب في الزواج عليه بذات الدين والبعد عن الأهواء الدنيوية فعليه بالناظرة في عيبها المفكرة في دينها المقبلة على ربها الخفي صوتها الكثير صمتها العفيفة اللسان الظاهرة الحياء الواسعة الصدر العظيمة الصبر الكثيرة الشكر إلى غير ذلك من الصفات الحميدة لكن ما نسمع عنه اليوم عن الشباب الذين لا يريدون الارتباط إلا من الموظفة وما ذنب غير الموظفة ؟ أنتم والزمن عليها فاتقوا الله معاشر الشباب وعلى العكس من ذلك الفتيات الائي يتزوجن الشباب للجمال وللمال فهذه كلها سعادات كاذبة زائفة فأنا لا أقول ارفضوا ذوو المال أو الجمال أو الحسب وإنما أنصح ألا يكون التفكير كله للدنيا وأهوائها فأعطوا الدين حقه يقول صلى الله عليه وسلم : " أربع من أعطيهن فقد أعطى خير الدنيا والآخرة : قلبا شاكرا ، ولسانا ذاكرا ، وبدنا على البلاد صابرا ، وزوجة لا تبغيه حوبا في نفسها وماله " ( رواه الطبراني ) .
      ويقول عليه الصلاة والسلام : " ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيرا له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله " ( رواه ابن ماجه ) .
      ويقول صلى الله عليه وسلم : " لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن ولكن تزوجوهن على الدين ولأمة سوداء خرماء ذات دين أفضل "
      ( رواه ابن ماجه ) .
      ويقول عليه الصلاة والسلام : " من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذلا ومن تزوجها لمالها لم يزده الله إلا فقرا ومن تزوجها لحسبها لم يزده الله إلا دناءة ومن تزوج امرأة لم يرد بها إلا أن يغض بصره ويحصن فرجه أو يصل رحمه بارك الله له فيها وبارك لها فيه " ( رواه الطبراني ) .

      ☼ الشمعة الثانية :
      إذا اختار الشاب الفتاة عليه قبل أن يتقدم إليها أن يصلي صلاة الاستخارة ويستخير ربه فيها حتى وإن كانت ذات دين فربما يجعل الله التوفيق مع أخرى .

      ☼ الشمعة الثالثة :
      قبل أن يتقدم الشاب للفتاة عليه بقراءة القرآن قبل أن يذهب إلى بيت أهل الفتاة حتى يجعل الله القبول والتوفيق والبركة في إتمام الزواج فما خاب عبد جعل القرآن سبيله في هذه الحياة .

      ☼ الشمعة الرابعة :
      عند التقدم للفتاة يجب أن يظهر الشاب أمام أهل الفتاة بمظهر حسن ويصف نفسه الوصف الحسن ولا يبالغ في الوصف ولا يكذب على أهل الفتاة فيعطيهم الصورة المزيفة عنه فكم من الزواجات لم تتم وفشلت بسبب خداع الشاب على أهل الفتاة فلماذا الكذب ؟ لماذا لا يظهر الأخلاق التي حث عليها الإسلام ؟ .

      ☼ الشمعة الخامسة :
      يجب على الفتاة عندما يتقدم لها الشاب أن تصلي هي أيضا صلاة الاستخارة ويجب على أهلها أن يسألوا عن خلقه وأن يتركوا لها حرية الاختيار بشرط أن لا تتعجل فكم من فتاة انخدعت في ذوو المال أو الجمال أو حتى لا يفوتها قطار العمر وبعد الزواج تكتشف حقيقته ثم يبوء الزواج بالفشل والعياذ بالله فلماذا العجلة يا فتيات ؟ يقول رسولنا الهادي صلوات الله وسلامه عليه : " النكاح رق فلينظر أحدكم أين يضع كريمته "
      ( رواه البيهقي ) .

      ☼ الشمعة السادسة :
      على ولي أمر الفتاة أن يقلل من مهرها حتى يجعل الله البركة في إتمام الزواج روى ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن من خير النساء أيسرهن صداقا " فكم من فتاة ذاقت طعم العنوسة بسبب غلاء هذه المهور فاتقوا الله يا أولياء الأمور في فتياتكم وأسرعوا في تزويجهن قبل أن يقعن في المحظور وبعدها لا ينفع الندم وما الفائدة في غلائكم للمهور ؟ فالفتاة ليست سلعة تباع وتشترى فيوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

      ☼ الشمعة السابعة :
      النظر إلى المخطوبة قال صلى الله عليه وسلم : " إذا خطب أحدكم امرأة فإن استطاع أن ينظر منها ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل " وعليها بالاحتشام بأن تستر كامل جسدها إلا الوجه والكفين غير أن أكثر الناس الغافلين اليوم اندفعوا إلى تقديم فتياتهم للخطاب في ثياب فاضحة وزينة خلابة منثورات الشعر عاريات الصدور والنحور مخضبات بالمساحيق والروائح والعطور ظنا منهم أن ذلك أدعى إلى التأثير فخرجوا بالرخصة عن حدها السليم وهدفها الكريم إلى درك بهيمي سقيم فكم من زواج باء بالفشل بسبب خداع الفتيات للخطاب وذلك بأن الفتيات يقمن بتركيب العدسات اللاصقة الملونة في أعينهن وركبن الباروكات في شعورهن أو يقمن بصبغ شعورهن بالأصباغ الفاتنة إلى غير ذلك فينخدعوا الخطاب ويظنوا بأن هذا الصنف من الفتيات ملكات جمال وهن على عكس ذلك فعلى الفتيات أن يظهرن بجمالهن الطبيعي الذي وهبه الله لهن وعلى الخطاب أن يقتنعوا بجمال الفتيات حتى وإن كان قدر الجمال بسيطا فهذا هو خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه ؟ .

      ☼ الشمعة الثامنة :
      فترة الخطبة وأقصد بها فترة عقد القران فعلى الفتاة أن تتعرف على أطباع خطيبها وعلى أسرته أيضا وتعرفه هي أيضا على أطباعها ويحاولوا بقدر المستطاع أن يجعلوا التوافق والتفاهم والصدق والأمانة والإخلاص بينهم في كل شيء فإذا توافرت هذه الشروط بينهم فستضمن لها وله حياة سعيدة بإذن الله وعليهم أيضا أن يضعوا خطط للمستقبل وإذا كان بهم من الأمراض المعدية عليهم بمصارحة بعضهم البعض بدون أي إحراج وعليه أيضا في هذه الفترة تقديم لها هدية مبسطة بعيدة عن البذخ والترف والإسراف وعلى الفتاة إذا بدأت في التجهيز أي تجهيز أغراضها عليها بالزهد وأن تبعد كل البعد عن مظاهر الإسراف والتباهي وأن تقدر الحالة المادية لزوجها .

      ☼ الشمعة التاسعة :
      على الأمهات في هذه الفترة أن يفهمن بناتهن أنهن مقبلات على حياة مختلفة تماما عن الحياة التي يعشنها فعليهن أن يبدأن معهن بالوصايا التالية :
      ■وذلك بتعريفهن بتحمل المسئولية الملقاة على عاتقهن .
      ■ تعريفهن بأمور المعاشرة الزوجية .
      ■ تعريفهن بالأحكام الفقهية مثل : الصلاة والصيام والزكاة وغيرها .
      ■ وفي ليلة الزفاف تكون بقراءة الأدعية المختصة بالنكاح وعليهن بقراءة القرآن .
      ■ الدخول إلى حجرتهن بالرجل اليمنى مع التسمية .
      ■ صلاة ركعتين معا في مخدع الزوجية .
      ■ وعلى الأمهات أيضا أن ينصحن فتياتهن بالتوبة إلى الله من الذنوب والآثام ليدخلا طاهرين مطهرين حسا ومعنى لعل الله تعالى يكمل لهما أمر دينهما بالزواج من بعض لقول الرسول عليه السلام : " من تزوج فقد استكمل نصف دينه فليتق الله في النصف الآخر " إلى غير ذلك من الوصايا التي تجعل الزواج زواجا سعيدا بإذن الله .
      وهذه جميع الشموع عليكم أن تضيئوها بنور الإيمان اللهم وفقنا لما فيه الخير والرشاد دائما هذا وصلوا وسلموا على خير الخلق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
      استمعوا للنشيد
    • وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

      شكرا جزيلا على هذا الموضوع القيم ، وفعلا أنه يستحق ان يثبت فى ساحة الشريعه حتى يتمكن من قرأته كل من دخل ساحة الشريعه.

      جاء رجل الى النبى صلى الله عليه وسلم وقال له يا رسول الله أدعو الله أن يرزقنى زوجة صالحة ، فقال له البى صلى الله عليه وسلم يا رجل لو دعوتك لك أنا والملائكه وأهل الارض جميعا لن يرزقك الله إلا المرأة التى كتبها الله لك حيث ينادى منادى فى السماء ألا إن فلانة بنت فلان لفلان بن فلان .

      والانسان ما عليه إلا ليسعى أن يبحث عن الزوجة الصالحه التى تعينه على أمر دينه ودنياه وهذا بالطبع لن يتحقق إلا فى الزوجة التى تجمع الخلق والدين معا ولا يمكن ان يستغنى عن صفة من هذه الصفتان البته.