إذا كان لك صديق تحبه وتواليه , ثم هجمت منه على ما لم يحل في نظرك , ولم يتفق مع ما علمت من حاله وما أطرد عندك من أعماله , أو كان لك عدو تذم طبعه , وتنقم منه شؤنه , ثم برقت لك من جانب أخلاقه بارقة خير , فتحدثت بما قام في نفسك من مؤاخذة صديقك على الخصلة التي ذممتها , وحمد عدوك على الخلة التي حمدتها , عدك الناس متلوناً أو مخادعاً أو ذا وجهين , تمدح اليوم من تذم بالأمس , وقالوا أنك تظهر ما لا تظمر , وتخفي غير الذي تبدي , ولو أنصفوك لأعجبوا بك وبصدقك , ولأكبروا سلامة قلبك من هوى النفس وضلالها , ولسموا ما بدا منك أعتدالاً لا نفاقاً , وإنصافاً لا خداعاً , لأنك لم تغلوا في حب صد يقك غلو من يعميه الهوى عن رؤية عيوبه , ولم تتمسك من صداقته بالسبب الضعيف , فعنيت بتعهد أخلاقه , وتفقد خلاله , لإصلاح ما فسد من الأولى , واعوجاج من الأخرى .
إن الصديق الذي يبسم لك في حالي رضاك وغضبك وحلمك وجهلك , وصوابك وخطاك , ليس ممن يغتبط بمودته , أو يوثق بصداقته , لأنه لا يصلح أن يكون مرآتك التي تتراءى فيها فتكشف لك عن نفسك , وتصدقك عن زينك وشينك , وحلوك ومرك , وهو إما جاهل متهور في ميوله وأهوائه , فلا يرى غير ما يريد أن ترى نفسه , لا ما يحب أن تراه , وإما منافق مخادع قد علم أن هواك في الصمت عن عيوبك , فجاراك فيما تريد , ليبلغ منك ما يريد .
فها أنت ذا ترى الناس يعكسون القضايا , ويقلبون الحقائق , فيسمون الصادق كاذباً , والكاذب صادقاً , ولاكن الناس لا يعلمون .
إن الصديق الذي يبسم لك في حالي رضاك وغضبك وحلمك وجهلك , وصوابك وخطاك , ليس ممن يغتبط بمودته , أو يوثق بصداقته , لأنه لا يصلح أن يكون مرآتك التي تتراءى فيها فتكشف لك عن نفسك , وتصدقك عن زينك وشينك , وحلوك ومرك , وهو إما جاهل متهور في ميوله وأهوائه , فلا يرى غير ما يريد أن ترى نفسه , لا ما يحب أن تراه , وإما منافق مخادع قد علم أن هواك في الصمت عن عيوبك , فجاراك فيما تريد , ليبلغ منك ما يريد .
فها أنت ذا ترى الناس يعكسون القضايا , ويقلبون الحقائق , فيسمون الصادق كاذباً , والكاذب صادقاً , ولاكن الناس لا يعلمون .